كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

عطر الفن يفوح من زهور الأمس

نيكولسون وفريمان وستالون أهل القمّة مجدداً

محمد رضا

ليس هناك قانون موضوع ينص على كم سيبقى الممثل نجماً إذا ما وصل الى تلك المرحلة. النجاحات الأخيرة لثلاثة ممثلين فوق الستين تؤكد ذلك. لأول مرّة منذ عصور طويلة يحقّق فيلم من بطولة ممثلين فوق سن الشباب، بل قل فوق سنوات منتصف العمر، المركز الأول في قائمة أكثر الأفلام رواجاً في السوق الأمريكية وذلك حين تم إطلاقه قبل نحو خمسة أسابيع.

الفيلم يحمل عنواناً ظريفاً هو “قائمة الدلو”، لكن نجاحه لم يعتمد على ظرافة العنوان بل، وعلى نحو غريب، على ظرافة بطلية: ممثلان مسنّان خلفهما العديد من الأعمال التي زرعت لكل منهما بستاناً من الجوائز والتي حصدت قائمات طويلة من النجاحات النقدية والنوعية في مناسبات شتّى.

“قائمة الدلو” فيلم كوميدي خفيف من بطولة مورجان فريمان وجاك نيكولسون ويلعبان عمريهما: مسنّان في الفيلم بل وعلى حافة الموت. لم يكن أحدهما يعرف الآخر الى أن التقيا في المستشفى. إدوارد (نيكولسون) رجل ثري يملك، من بين ما يملك، المستشفى الذي دخله للعلاج، وكارتر (فريمان) الرجل الأقل حظا (بكثير) من الثراء والذي توجب معالجته من السرطان كشأن ذلك الثري.

هناك تبرير ساذج لم يستطع السيناريو التغلّب عليه لمسألة كيف انتهى مالك المستشفى لمشاركة الغرفة مع نزيل آخر وهو أن إداورد كان أصر سابقاً على عدم منح أي مريض غرفة خاصّة به حتى ولو كان هو. بتجاوز هذه النقطة فإن المسألة تتعلّق فعلياً بإتاحة فرصة لقاء هذين الرجلين مستلقيان على سريرين متجانبين. إدوارد لم ترق له فكرة أن هناك من يشاركه الغرفة. كارتر أكثر هدوءاً واتزاناً وكلاهما، لفترة طويلة من الفيلم، يشغلان الغرفة بتبادل الأحاديث والتعبير المختلف عن تناقضاتهما التي تبدأ بالوضع المادي ولا تنتهي بحقيقة أن أحدهما أبيض والآخر أسود.

في يوم ما يؤلّفان -وبالتدريج- قائمة من التمنيّات التي يود كل منهما تحقيقها قبل موته، وقد بات جليّاً أن الموت لن يكون بعيداً. اللائحة المشتركة هي ما يعنيه العنوان، وإدوارد يتغلّب على تمنّع كارتر ويقنعه بأن عليهما إنجاز هذه اللائحة و”لا تخشى شيئاً، سأتكفل بكافّة المصاريف”.

اللائحة تأخذهما الى مصر حيث يجلسان على قمر الهرم (ثم يتساءل إدوارد كيف السبيل للنزول من هناك) والى التيبت او الهملايا مروراً بالهند. تحتوي أيضاً على بنود أخرى بعضها يثير خلافهما قبيل نهاية الفيلم، لكن لن ينته الفيلم، الذي كتبه جوستين زاكهام وأخرجه روب راينر، الا من بعد مصالحة وذلك قبيل نهاية تكثّف كل تلك المشاعر الإنسانية التي لابد أن تنتج من علاقة صداقة بدأت في الأشهر الأخيرة من الحياة وتركت أثراً لم تتركه صداقة سابقة لأي منهما.

في هذه الصداقة، إدوارد رأس المال والثاني رأس الحكمة.

نجاح الفيلم كان مفاجئاً بحد ذاته، لكن أن يستمر نجاحه الى اليوم محتلاً مركزاً متقدّماً وجامعاً أكثر من 57 مليون دولار هو المفاجأة الأكبر شأناً.

وورنر، مموّلة الفيلم وموزّعته، بالتأكيد لم تتوقّع ذلك. ليس من ممثلين جمهورهما محدود بين غالبية مرتادي السينما وهم من الشباب دون الخامسة والعشرين. لكن ما فعله الفيلم هو أنه جذب الراشدين واستخرجهم من بيوتهم فهجروا التلفزيون حالما كانت هناك مثل هذه المناسبة المطروحة.

ولا يستطيع هذا الناقد الا أن يلحظ أنه من بين كل الشركات الإنتاجية الكبيرة في هوليوود، فإن وورنر هي الوحيدة التي لا تتوانى عن تمويل أفلام من بطولة أو من إنتاج او إخراج ممثلين عاشوا على الشاشة عقوداً طويلة. إنها الشركة التي وقفت وراء مل جيبسون على سبيل المثال، وهي -على نحو أكثر سطوعاً- الشركة التي وقفت وراء معظم أعمال الممثل والمنتج والمخرج كلينت ايستوود.

لا أفهم السبب المنهجي عند وورنر في هذا الخصوص، لكنه منهج يرتاح إليه جمهور غفير غالباً ما يتم تجاوزه حبّاً في الوصول الى الفيلم المنتمي الى الإحصائيات المعمول بها والتي مفادها أن جمهور المراهقين يشكّل النسبة الغالبة من المقبلين على السينما وبالتالي فإن ولاء هوليوود الأول ليس لنجومها الكبار وذلك على عكس المنتشر من اعتقاد.

من مجهول إلى نجم

هذا الفيلم ليس الوحيد الذي حرّك سكوناً على صعيد الممثلين الكبار سناً. كل من مورجان فريمان وجاك نيكولسون في السبعين من عمره وما حدث لهما هنا هو أنّهما مدّا عقدهما مع الشهرة لبضع سنوات لاحقة. أمر ليس في متناول بعض من هم في الجيل ذاته مثل وورن بيتي وجين هاكمان (المعتزل عملياً) وسيدني بواتييه (المعتزل رسمياً). بل لحفنة فقط من بينها أيضاً آل باتشينو وروبرت دي نيرو و-الى حد- روبرت ردفورد.

في الشهر الأول من العام الحالي أيضاً أنطلق فيلم آخر من بطولة ممثل مخضرم هو “رامبو” الذي قاد بطولته وأخرجه سلفستر ستالون. ستالون لا ينتمي الى ذات الجيل المذكور بل هو مباشرة بعده. فأول أفلامه (وهو بورنو خفيف، بعنوان “الحفلة عند كيتي وستاد”) كان بورنو خفيف ودوره فيه كان محدوداً. ثاني أفلامه (“عشاق وغرباء آخرون”) كان دوره من الصغر بحيث لم يُذكر اسمه فيه كذلك الحال في فيلم “موز” لوودي ألن (1971- يلعب دور واحد يستوقف الكوميدي المعروف) وفي “كلوت” (بطولة دونالد سذرلاند والد كيفر وجين فوندا) إذ لم يذكر اسمه في أي من هذين الفيلمين. لائحة الأدوار القصيرة ترتفع الى العام 1976 عندما قرّر أن أحداً لن يعطيه حقّه من الفرص إذا لم يسع هو لانتزاع هذا الحق. كتب “روكي” مستوحى من شخصية حقيقية وراح يطرق باب الاستديوهات وشركات الإنتاج عارضاً بطولته وإخراجه. بعد فترة منهكة قبل أن يتخلّى عن الإخراج مقابل البطولة وهكذا وُلد سلفستر ستالون نجماً.

في فن الأداء

لقد أحاطت توقّعات كثيرة كلاً من هذين الفيلمين أكثرها انتشاراً ذاك الذي وصف عودته الى “روكي” و”رامبو” بعودة الميّت التي لن ينتج عنها سوى تأكيد موته. لكن المفاجأة الكبيرة كانت في أن ستالون جذب إليه جمهوره السابق وجزءاً من الجمهور الجديد. “روكي” أنجب الى الآن 151 مليون دولار (تكلّف 27 مليون دولار فقط) و”رامبو” جمع للآن 49 مليون دولار من حول العالم (تكلّف 50 مليون دولار لإنجازه).

في الحالات الثلاث تجسيد الممثل لما يستطيع القيام به أفضل من سواه هو التذكرة الخفية لنجاحه.

الحالات الماثلة

مورجان فريمان ممثل هادئ الطباع، يعتمد على أقل درجة من تعابير الوجه تاركاً الشخصية تتحرّك من تحت جلده منصهرة بطريقة إلقائه وأسلوب تواجده وحضوره.

جاك نيكولسون يوظّف يديه وعينيه وملامحه البادية في سبيل التعبير عن الموقف. وهناك ذلك المشهد في “لائحة الدلو” الذي يمكن دراسة نوعيهما من الأداء وهو المشهد الذي يمشيان معاً بعد خروجهما من المستشفى.

كلاهما مارس أسلوبه وعوّد المشاهدين عليه وما تمثيله في ذلك الفيلم الا استمرار لمنواله من الأداء. وهذا فاعل في نجاحهما في هذا الفيلم (هما أفضل عناصر العمل وسبب نجاحه الوحيد).

الأمر ذاته يُقال عن سلفستر ستالون من حيث إنه لولا أنه لا يزال قادراً على بذل الجهد البدني الذي تطلّبه كل من “روكي” و(بخاصّة) “رامبو” لما نجح مطلقاً.

 

سجل الأفلام ...

الوقفة الأخيرة لتوقّعات الأوسكار

في الساعة السادسة من صباح اليوم، يكون بقي على حفلة الأوسكار الثمانين التي ستقام الأحد المقبل سبعة أيام. وهذه الحفلة لن تشبه أي حفلة سابقة لسبب لم يكن خاطراً ببال أحد.

ليس أن هناك اختلافاً كبيراً او تميّزاً مشهوداً بين نوعية الأفلام المتنافسة هذا العام عن الأفلام التي تنافست من قبل، ولا أن التوقعات حول من سيستلم الأوسكار من بين النجوم هي أكثر سخونة اليوم مما كانت عليه في العام الماضي مثلاً، بل يكمن السبب في أن الحفلة ذاتها كانت في وارد مواجهة تحدي إقامتها بنجاح في ظل الإضراب المفتوح الذي أقدمت عليه نقابة الكتّاب الأمريكيين لنحو ثلاثة أشهر ونصف الشهر.

ومع أن إدارة المؤسسة الراعية (أكاديمية العلوم والفنون السينمائية) أكدّت أنها ستقيم الاحتفال ولن تلغيه سواء استمر الإضراب او توقّف، الا أن إقامته تحت تلك الظروف كان سيؤثر فيه سلباً بشكل مؤكد.

الآن وبسبب انتهاء إضراب الكتّاب فإن الحاصل هو إعادة اهتمام جماهيرية فورية بالأوسكار الذي تردد اسمه أكثر من المعتاد مكتسباً رواجاً إعلامياً أكثر من ذي قبل. وبما أن إضراب الكتّاب حرم المشاهدين من حفلة “الجولدن جلوب” قبل نحو شهر فإن الذين عادة ما يكتفون بمتابعة حفلة الجولدن جلوب على التلفزيون سينضمّون الى العدد الذي يشاهد عادة حفلة الأوسكار ما

سينتج عنه نسبة أعلى من المعتاد من المشاهدين.

في هذه الغضون فإن السباق حاد على كل صعيد. نتائج الأسبوع الماضي لجوائز الأوسكار البريطاني المسمّى بالبافتا منحت فيلم “تعويض” اليد الطولى ما يعزّز احتمالات نجاحه في الأوسكار.

وإذا ما فاز الممثل دانيال داي- لويس بجائزة أفضل ممثل في نتائج مهرجان برلين السينمائي الدولي هذا اليوم، فإن ذلك قد يعزز موضعه كالمرشّح الأكثر احتمالاً للفوز بالأوسكار بعد أسبوع. على أن لا شيء مؤكداً، وكل شيء معلّق بهواء المنتخبين.

  

أفلام القمة ... "

جونو".. نجاح خال من النجوم

في الوقت الذي ما زال فيه “جونو” ينجز نتائج تجارية غير متوقّعة لفيلم صغير خال من النجوم الكبار، فإن الملاحظ أيضاً أنه الفيلم الذي يحقق أعلى نجاح بالنسبة لبطلته الشابة إلين بايج. ليس أن الأسبوع مليء بالأفلام النسائية، لكننا منذ أشهر ونحن نلاحظ أن أفلام النساء لا وجود لها بين الأفلام الأكثر نجاحاً الا لُماماً.

 

أوراق ناقد ...

الأردن يشق طريقه سينمائياً

هناك أخبار مؤكدة مفادها أن المسؤولين في الحكومة الأردنية قرروا الانطلاق في مشروع بناء الجهاز السينمائي الذي سيكون مؤهلاً لدعم الثقافة السينمائية عن طريق إنشاء نواد سينمائية في شتى ربوع المملكة. والمرشّح لقيادة هذا المشروع -في المرحلة الأولى على الأقل- السينمائي قيس الزبيدي، وهو مخرج ومونتير يعيش ويعمل في ألمانيا، والذي من المفترض به أن ينطلق خلال ربيع هذا العام الى الأردن لاستلام مهامه الجديدة.

ويتعدّى الأمر مجرّد إحداث نواد سينمائية تشيع للثقافة السينمائية التي نتطلّع جميعاً الى رؤيتها وهي تنتشر وتترعرع في بلد لا تزال هذه الناحية محدودة بعدد من النقاد والزملاء الذين لا ينقطعون عن الكتابة الصحافية هناك وتأليف ذلك الجمهور الصغير المتابع.

ويأتي النجاح الجيّد الذي حققه الفيلم الأردني الروائي “كابتن أبو رائد” بمثابة تحفيز للمضي قدماً في تنشيط أطراف العمل السينمائي في الأردن. فالفيلم منح الممثل الأردني الأصل نديم صوالحة جائزة أفضل ممثل في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الأخيرة وهي لفتة يستحقّها فالممثل الذي يعمل ويعيش في لندن شارك في عشرات الأفلام العالمية ولو بأدوار محدودة غالباً. الى ذلك انطلق الفيلم الى مهرجان سندانس السينمائي وانتزع جائزة الجمهور.

ولم يكن الفيلم الذي أخرجه أمين مطالقة العمل الأردني الوحيد الذي توجّه الى المهرجان بل توجّه إليه، وفي ركب مختلف، الفيلم التسجيلي “إعادة تكوين” للمخرج محمود المساد الذي نال جائزة أفضل تصوير سينمائي لفيلم عالمي.

الى ذلك كله، اتفقت الحكومة الأردنية مع جامعة كاليفورنيا الجنوبية في الولايات المتحدة للتعاون في مجال إنشاء مدرسة للسينما في الأردن. ويباشر بقبول الطلبات بدءاً من السابع عشر من هذا الشهر.

والحال هو أن هناك نشاطاً كبيراً في نواحٍ كثيرة تصب في البحر الكبير للعمل السينمائي من إنتاجات سينمائية عربية الى إنتاجات مشتركة عربية- غربية الى نظم دعم للإنتاجات والى مهرجانات بعضها مستمر والآخر جديد الى إنشاء مثل هذه النوادي والمؤسسات والمدارس.

ويدخل ضمن هذا النشاط قيام المحطات التلفزيونية الرائدة في العالم العربي حالياً مثل MBC وART بدخول عملية الإنتاج السينمائي والواضح أن الانطلاقة مرسومة وواضحة المعالم تجارياً وقد سبقتها محاولات شركة “روتانا” التي بذكرها يتبادر الى الذهن قيامها بتعيين “خبير” أجنبي لقيادة عمليات إنتاج أفلام عربية تصلح للعرض العالمي.

بسؤال أحد أقطاب السينما في باريس، أخبرني أن الشخص المعيّن لا معرفة له كبيرة بهذا المجال. لكني أعتقد أن خطر انتكاسة هذا التوجّه لا تحدد بمدى خبرته فقط، بل في الخطوط التي قد يرسمها له الآخرون مطالبين إياه بتحقيق الأرباح من الفيلم الأول إذا أمكن.

وهنا يأتي الخطر الماثل: ليس هناك من ضمان بأن لا يخسر فيلم تنتجه محطّة تلفزيونية عربية الا بتقليص وتحديد الميزانية وعصرها، ما سيؤثر في نوعية الإنتاج ومستوى الفيلم. إذا ما حدث ذلك فإن هذا التأثير سيقلّص عدد المشاهدين ومشتري التذاكر، وإذا ما فعل فإن المحطّات قد تلغي القرار وتعود الى سابق عهدها من التقوقع على ما تمارسه دائماً وهو البرامج والعروض التلفزيونية وحدها. بذلك ينقلب مبدأ صالح الى نقمة ويتم إيقاف دولاب الإنتاج على أساس أن المشكلة في الأساس هي في التطبيق فقط.

ذات الخطوات التي أدّت الى تعطيل مؤسسة السينما المصرية حينما أدّى إخفاق الإدارة الى الاعتقاد أنه من الأفضل إلغاء المؤسسات من دون استبدالها بصندوق للدعم ما أدّى في السنوات العشرين او الخمس والعشرين الماضية الى انحسار السينما الجادة والمواهب الرائعة التي أنتجتها السينما المصرية في الستينات والسبعينات.

م.ر

email: merci4404@earthlink.net

Blog: shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في 17 فبراير 2008