كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

السينما الآسيوية تسخر من مجتمعاتها.. وتكسب

ماجدة موريس

ليست الصين فقط، وليست اليابان فقط من دول آسيا البازغة سينمائيا بعد بزوغها الاقتصادي، وإنما هناك الآن ماليزيا، وتايلاند وغيرهما من النمور السينمائية إذا جاز هذا التعبير.. أقول هذا بعد إعلان نتائج جوائز مهرجان روتردام السينمائي الدولي السابع والثلاثين، أحد أكبر خمسة مهرجانات دولية للسينما والذي يضم واحدا من أهم أقسام التوزيع والبيع والشراء، واسمه «سيني مارت» وحيث حصل علي الجوائز الثلاث الكبري «التايجر للأفلام الروائية الطويلة»، فيلمان من آسيا وفيلم من الدنمارك عن العرب المهاجرين في الأوطان الغربية..

الفيلمان هما الفيلم الماليزي «زهور في الجيب» إخراج ليوسنج تات ويطرح في صورة مؤثرة قضية الحياة الاقتصادية والبحث عن لقمة العيش عندما تجور علي الحياة الاجتماعية وتربية الأجيال الجديدة من خلال أسرة رحلت الأم فيها وبقي الأب مشغولا بعمله كصانع للدمي الخشبية «المانيكانات» المستخدمة في محلات الملابس وهو ما يفصله تدريجيا عن حياة طفليه التلميذين بمدرسة ابتدائية، فيبدآن في التغيب عن المدرسة وفي التصعلك في الشوارع والقيام بمغامرات يفرضها الشارع، باختصار يقدم الفيلم رحلة تحول بطليه الصغيرين من زهور محمية ومصانة إلي حيوانات صغيرة بلا ضابط وهو ما يلتفت إليه الأب في النهاية ويدركه.. أما الفيلم الثاني فهو من تايلاند، لمخرجة هي أديتيا آسارات وعنوانه «مدينة رائعة» وهو عنوان ساخر يصف المدينة الساحلية الصغيرة التي تدور فيها الأحداث علي شاطيء المحيط في إطار مجتمع تغرقه إحباطاته ونمو العنف والفساد بداخله من خلال قصة مهندس مشروعات يحل علي المدينة لتنفيذ مشروع لشركته، ويقع في حب امرأة تدير بنسيونا نزل به، وبرغم حرص المرأة علي احترام مشاعر المجتمع المحيط بها، بل رفضها بداية الاستجابة لمشاعرها مفضلة الوحدة والبعد عن أي منغصات تقلق حياتها إلا أن هذا كله لا يرضي الآخرين، خاصة شقيقها الذي يعمل معها، والذي يقود عصابة من المراهقين العاطلين لتعقب المهندس.. وقتله وإحراق سيارته.. ومن الغريب أن تأتي هذه الرؤية لأعماق مجتمع آسيوي لتبدد «سمعة» شائعة عن نفس البلد تايلاند كونه بلد الحريات الجنسية الواسعة لزواره من السياح.. وهو ما يضع السينما بكل صدقها - في حال الفيلم مثل هذا - في مواجهة الذين يروجون صورا أخري عن بلادهم، ويبيعونها للقادمين بكل الطرق، وهو ما يحدث في بلاد كثيرة في العالم وليس هذا البلد فقط.. والفيلمان، الماليزي والتايلندي ينتميان إلي السينما المستقلة في بلادهما.

أي حياة تعيشها المدينة؟

جوائز الأفلام القصيرة في نفس المهرجان تمنح للمرة الرابعة، فهي أحدث عمرا من جوائز الأفلام الطويلة، ومبلغ الجائزة للفائزين الثلاثة ثلاثة آلاف يورو (حوالي 25 ألف جنيه مصري) بينما جائزة الفيلم الطويل 15 ألف يورو وقد حصل عليها الفيلم الإنجليزي «آه أيتها الحرية» إخراج بن ريفير من بريطانيا و«المراقب» من أمريكا للمخرجة جوان ليوتا والفيلم الثالث من ماليزيا أيضا وعنوانه «أموت كذبا» إخراج هو يوهانج، وهناك جوائز أخري منها جائزة يمنحها صندوق هو برن بالس لدعم السينما والذي انبثق عن المهرجان وظل لمدة 19 عاما يعطي مساعدات للأفلام القادمة من كل مكان في العالم، في صورة مشروعات أولية تطلب المساعدة في تحويلها ولولا وجود المخرج خالد الحجر بمشروع له نقدم به إلي الصندوق لوعة لما وجد تواجد أي سينمائي مصري أو عربي هذا العام هناك في وسط عدد ضخم من المخرجين والمخرجات أصحاب المشروعات الباحثة عن تمويل وأغلبهم من قارة آسيا، ثم أوروبا وأمريكا اللاتينية، وقد تضمنت مسابقة الفيلم الطويل التي عرضنا لنتائجها في البداية خمسة أفلام من بين أفلامها الخمسة عشرة حصلت علي دعم من هذا الصندوق، ومن المؤكد أن هناك خطأ ما أو قصورا يجعل الطريق مغلقا أمام السينمائيين الجدد في مصر تحديدا تجاه صناديق الدعم الأوروبية التي تعددت في المهرجانات الكبري والمتوسطة وليست فقط في مهرجان روتردام، وعلي سبيل المثال فقد حصل المخرج الماليزي ليوسنج تات الحاصل علي جائزة روتردام الأولي هذا العام علي دعم للفيلم ثان له من قسم السيني مارت الذي يفرز المشروعات التي تحصل علي منحة باسم الأمير كلاوس «زوج ملكة هولندا»، عن مشروع فيلم بعنوان «أي حياة تعيشها المدينة؟»، وهناك جائزة أخري يقدمها جمهور الإنترنت المتابع للمهرجان ذهبت للفيلم الهولندي «ماذا فعلت خطأ علي الأرض؟» بينما ذهبت جائزة اتحاد الصحافة السينمائية الدولي «الفيبريسي» إلي الفيلم الأرجنتيني «السماء.. الأرض.. والمطر» إخراج جوريه لوي توروز، أما جمهور المهرجان في قاعات العروض السينمائية فقد اختار الفيلم الفرنسي، التحريك، بريسبوليس، إخراج مارجوت جوليس، والذي حصل أيضا علي جائزة لجنة تحكيم الشباب ويدور حول حياة امرأة في طهران في بداية عهد الثورة الخومينية.. أخيرا، أعلن المهرجان أرقامه وأهمها علي الإطلاق هو رقم 355 ألف مشاهد لعروضه التي تتضمن 250 فيلم طويلا و450 فيلم قصيرا وحدثا ومعرضا، وكان من بين ألفي زائر له من خارج هولندا وداخلها من السينمائيين والنقاد والصحفيين 350 مخرجا ومنتجا في كل فروع الفنون البصرية، وفي يومه الأخير (23 يناير إلي 3 فبراير) أعلن مديره قائمة التوزيع والبيع للأفلام التي عرضها للمرة الأولي عالميا، ولتلك التي حصلت علي دعم من صندوقه.. وهو أمر يدعو للتأمل بعمق والمقارنة مع مهرجاناتنا.   

الأهالي المصرية في 13 فبراير 2008