كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

تعليقا علي ضجة «حين ميسرة» و«هي فوضي»

ممدوح الليثي: موضوعية السينما هي التي تجعلها ضمير أمتها

·         هل يعقل أن أمين الشرطة في «هي فوضي» له صلاحيات وزير الداخلية؟

·         فساد كل شيء في «حين ميسرة» تأكيد علي أن هذه الميسرة لن تأتي علي الإطلاق

·         موضوعية المعالجة تصل بالسينمائي إلي غايته وهي إلقاء الضوء علي حجم ونوع الفساد بلا أي مزايدات

·         أدباء هذه الأيام مقصرون في حق أنفسهم فلا نسمع عنهم وعن إبداعاتهم شيئا

·         جهاز السينما يستعد لإنتاج ثلاثة أفلام تجيب بموضوعية عن أسباب حالة الفوضي السائدة الآن حولنا

·         أعيش الآن لحظة تأمل وهي أكثر الأوقات معاناة لأنها المعمل الذي تجري فيه التجارب في داخلي قبل كتابته

اسألنا ممدوح الليثي عن الموجة السينمائية الجديدة التي ترصد الواقع الاجتماعي السياسي مثل «هي فوضي» و«حين ميسرة» والليثي ليس فقط رئيس جهاز السينما والمسئول عن تقديم المواهب السينمائية في الكتابة والإخراج فقط ولكنه أيضا سيناريست كبير ارتبط اسمه بكلاسيكيات سينمائية ذات خلفيات سياسية واجتماعية مثل «ميرامار» و«ثرثرة فوق النيل» و«الكرنك» ودخل الحوار في بعض مناطق الذكريات لديه خاصة موقفه من عبدالناصر الذي هاجمته بعض أفلامه ومن موقفه من إنتاج الأدباء الشبان بعد الارتباط الكبير القديم بينه وبين الأديب الكبير نجيب محفوظ. الزخم السينمائي الذي نعيشه الآن.. ألم يستفز الكاتب والسيناريست ممدوح الليثي؟ـ تعني الفوضي. نعم هذا ما أعنيه بالإضافة إلي مجموعة الأفلام التي تشابهه والتي عرضت مؤخرا؟ـ أولا كانت ملاحظة جيدة من كاتب السيناريو الذي استطاع أن يلتقط أبعاد هذه اللحظة بغض النظر عن موضوعية وأسلوب معالجته لها فالأمر في هذه الناحية يحتاج إلي تعليق لكني أعني ذكاء التقاط اللحظة، الفوضي أصبحت تعم من حولنا في كل شيء وفي كل المجالات حتي القضايا القومية أصبحت تدار بمنطق اللامعقول.. هل يتصور مثلا أن معالجة القضية الفلسطينية تعالج الآن من خلال الصراع الفلسطيني الفلسطيني ويتحول الصراع مع إسرائيل إلي صراع هامشي.. أليست هذه فوضي، المجالات العديدة الأخري علي هذا النمط حتي في السينما عشنا حقبة كنا فيها وأعتقد أننا مازلنا تحت وطأة نوعية فلمية هزيلة وهزلية أطلقوا عليها كذبا وبهتانا أنها كوميديا وهي أبعد ما تكون عن موضوعية هذه التسمية أليست هذه فوضي ومن كثرة ما عايشناه في هذه الفوضي أصبح شوقنا إلي النجاح أمرا يصل إلي درجة الإحساس النفسي وأن معايشة هذه الفوضي قد يصيبنا بالخلل فكريا أو نفسيا.. أتدري لماذا تلجأ الجماهير إلي الالتفاف حول الكورة وتجد هذا الحماس الساخن تجاه فريقنا القومي، وأنا شخصيا لا أعلم عن الكورة إلا أنها «اجوان» ليس أكثر من هذا وبالرغم من ذلك فإنه بالأمس الأول عندما كنا نلعب مع فريق السودان وكان ابني عمرو في ذات الوقت يذيع برنامجا له علي قناة الساعة فضلت أن أتابع المباراة وتركت برنامج عمرو تشاهده والدته.. واليوم ونحن نخوض معركة الدور الأول في الدورة وتعادلنا مع فريق لا أذكر اسمه.. أحسست أن هناك نوعا من الاكتئاب في وجوه الناس.. علي الرغم أننا حققنا المركز الأول في المجموعة، تري ما أسباب التفاف الناس حول الكورة؟ـ ويجيب الليثي بقدر من الاستغرب:أنا أتصور أن حاجة الناس إلي معايشة النجاح أصبح ضرورة نفسية وإلا سوف نصاب بالعقد النفسية حاجتنا إلي النجاح يجعلنا نلتف حول الكورة لكي نحقق من خلالها قدرا من النجاح أليس هذا الموقف أيضا في حد ذاته نوعا من الفوضي أن تعتمد علي الكورة لتحقيق نجاحنا ونجد في المجالات الحيوية المهمة في حياتنا هذا الكم من الفوضي تلك اتي شاركنا جميعا في وضعها أنا لا أعتقد أن هناك أحدا بعينه مسئول عن هذه الفوضي حتي القيادة السياسية تعاني منها ومن أسبابها وفي اعتقادي أنها قضية قوم وصدق سبحانه عندما قال «إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم، تلك هي القضية نحن جميعا شاركنا في حدوثها وعلينا جميعا أيضا أن نعمل علي التخلص منها.حالة تأمل أليست كل هذه الأمور مدعاة لاستفزاز الكاتب بداخلك؟ـ قد تكون علي حق في ذلك غير أنني أمر الآن بلحظة تأمل وقد تكون هذه اللحظة هي الخط الفاصل الذي أستطيع من خلاله أن أقف عند أبعاد رؤية جامعة لكل تلك المعاني المفقودة في خضم هذه الفوضي. أيعني هذا أننا سوف نعايش مشاركتك قريبا؟ـ أنا لا أستطيع أن أعد بشيء لكني وكما ذكرت لك في مرحلة أو حالة تأمل، أغرب ما فيها يا صديقي أنها متشعبة تجد لها تصورا في كل مجال من حولنا وأنا لا أخفي عليك سرا أنني واقع في حيرة شديدة لقد تشابكت كل أطراف الخيوط وتعقدت ولم أعد أستطيع أن أحدد مسار كل خيط... وأنا في تصوري أن رؤية الكاتب هي بالدرجة الأولي لحظة وعي بكل مقتضيات الواقع الذي تعيشه وعندما تتشابك الخيوط هكذا فإن ذلك يعني أن الواقع الذي تعيشه.. فقد أيضا لحظة الوعي تلك ومن هنا كانت حيرتي فيما أبدأ. تبدأ من حيث عجز الآخرون؟ـ متهكما الآخرون يا صديقي أنا أقرأ يوميا أكثر من 5 جرائد بالإضافة إلي الجرائد القومية تجد فيها تحليلا لكل شيء تحليل لكل ما هو خطأ وكل ما هو صواب أيضا والأغرب من هذا أن كتاب هذا التحليل لا يعون أبعاد القضية التي يتناولونها، هناك شماعات جاهزة لكي تضع عليها كل الأخطاء ونحملها أشياء قد لا تخطر علي فاعليها ومن هنا ضاعت الحقيقة. ومن هنا يأتي أيضا دورك يا أستاذ ممدوح؟ـ بمعني؟ بمعني أن كتاب الدراما هم أصحاب الرؤية الحقيقية الأمر الذي يفرض عليك المشاركة لكي تبين لنا أبعاد الحقيقة.ـ قد تكون علي حق وقد أكون أيضا أنا علي حق عندما قلت لك إنني في مرحلة تأمل وتعالي معي نتأمل معا هذا الواقع الذي أسميه صورا من اللامعقول وأصبحت للأسف الشديد من الأمور المعتادة وقد تكون أقربها إلي الذهن ذلك الذي حدث بالأمس القريب في مدينة رفح المصرية حيث اجتاحت الجماهير الفلسطينية بوابة عبور الحدود وهدمت الأسوار كما لو كانت في حرب مع خط بارليف المصري... هل هذا يعقل أن يصل التنازع بين الأشقاء إلي هذا الحد ويدفع الشعب الفاتورة وللأسف الشديد لا يشارك في دفع هذه الفاتورة من الشعوب العربية إلا الشعب المصري وإذا ما وقفنا وقفة موضوعية مع النفس ووقفة موضوعية مع الظروف والفرص المتاحة نتهم بوابل من التهم ما بين العمالة والخيانة والتخلي عن القضية أنا أذكر منذ خمسة عشر عاما ويزيد أو أقل صورة لـ ياسر عرفات وهو يتفقد حرس الشرف وهو قادم أو ذاهب لا أذكر علي وجه التحديد والمعني أنه كان هناك كيان قائم هناك حرس شرف أين هذه الصورة مما يحدث الآن.والأغرب من هذا أنك تجد في الصحف إياها التي ذكرت لك موضوعية تناولها للأحداث من يهاجم ومن يؤيد ومن يقول قفوا مع الفلسطينيين ومن يقول هذا جرم في حق السيادة المصرية ومن يقول كذا مختلف أيضا لكن أين الحقيقة ذلك هو السؤال وأعتقد أن لحظة التأمل هي الوسيلة الآن التي أتعامل معها مع الأخذ في الاعتبار أن هذه اللحظة تسبب لي الكثير من الألم والكثير من الحزن حيث تتجمع حولي خيوط كثيرة متشابكة وصور أكثر معقدة ويصبح التعامل معها بمثابة الضغط العصبي علي كل قدراتك لكن يبدو لا مفر من معايشة هذه اللحظة.ضمير الأمة تعني أننا سوف نري مشاركتك فيما يحدث قريبا؟ـ لا شك أن المشاركة مطلوبة لا شك أيضا أن كل هذه الأحداث لابد أن ترصدها الكاميرا حتي نستطيع أن نحقق للسينما موضوعية وظيفتها وهي أن تكون ضمير الأمة واللحظة قد تكون قريبة وقد تكون بعيدة. مقاطعا ألم تبدأ بعد؟ـ لحظات التأمل التي ذكرتها لك قد تكون للكاتب أكثر معاناة من لحظة الإبداع أو التسجيل ذلك لأن لحظة التأمل هذه هي في الواقع عبارة عن المعمل الذي تجري فيه تجاربك من الداخل تتصالح مع هذا وتخاصم ذاك وتعمل علي موت ذاك وتعمل علي أمل هناك قد يكون بعيدا وهكذا معمل دائر بداخلك ومن تم تصبح المعاناة أكثر والكتابة تأتي محصلة لكل تجارب هذا المعمل. أستاذ ممدوح الشق الثاني من السؤال الأول ماذا أعددت من مشاركة الجهاز في هذا الخضم السينمائي السائد؟ـ نعم نعد الآن للمشاركة بثلاثة أفلام أعتقد أنها سوف تحقق مشاركة إيجابية بمعني أنها سوف تصحح مسار الحوار وتحاول أن تجيب بموضوعية علي حالة الفوضي السائدة والذي جعلني أقرر هذا التقييم لتلك الأفلام هو طريقة المعالجات التي تم تناول الموضوعات المطروحة بها وعلي سبيل المثال نأخد أفلام «هي فوضي» و«حين ميسرة» وهما الأفلام الأكثر إثارة للجدل هل نتصور أن هناك أمين شرطة له صلاحيات وزير الداخلية كما أظهر الفيلم أو وكيل نيابة بهذا القدر من السلطة التي تتيح له أن يصفع مأمور القسم وهو المشهد الذي حذفته الرقابة كما قيل لي هل يحدث هذا أنا لا أنكر أن هناك فسادا لكن المشكلة حجم هذا الفساد لابد أن نضع الحدود الموضوعية التي تجعلنا قادرين علي حصار هذا الفساد والتغلب عليه الأمر كما أوضحته هذه الأفلام غير معقول بل إنه يصيب المرء بهذا القدر الهائل من الإحباط والذي يجعلنا غير قادرين علي مواجهته.. وما حدث في الفوضي حدث أيضا في الميسرة.. وهي العبارة التي قالها أحد أبطال الفيلم للفتاة التي أبلغته أنها حامل منه ولابد لهما أن يتزوجا فقال لها هذه العبارة... وما عايشناه في الفيلم من حجم الفساد في كل شيء يؤكد لنا بصورة قاطعة أن هذه الميسرة لن تأتي علي الإطلاق نحن نريد أن نحقق موضوعية المعالجة حتي نستطيع أن نصل إلي الغاية التي يطمح في تحقيقها صناع مثل هذه الأفلام الذين قالوا إنهم يريدون أن يلقوا الضوء علي حجم ونوعية الفساد في العشوائيات ونحن نريد أن نقول حققوا التوازن بين إمكاناتنا وحجم الفساد المطروح ولا تزايدوا فالأمر ليس في حاجة إلي المزايدة.السينما السياسية وهل الأفلام التي تعدونها سوف تحقق هذه الموضوعية؟ـ أنا لا أسجل تقريرا دعائيا لأفلام الجهاز هناك أفلام توصف بهذا القدر من الموضوعية أيضا بعيدة عن إنتاج الجهاز مثل فيلم «الجزيرة» مثلا وفيلم «شقة مصر الجديدة» التي شارك بها الجهاز أيضا لكني أقول إن كل الأفلام التي تعرض الآن يطلق عليها أنها أفلام سياسية لا أدري إذا كان هذا من باب المشاركة السياسية أم من باب التفاخر أم من باب تجهيز الشماعات إياها أنا أعتقد أن الفيلم السياسي له موضوعه.. وأعتقد أيضا أن تجاربنا في هذا المضمار واضحة. أستاذ ممدوح ما هي هذه الأفلام؟ـ الحديث يتشعب بنا الفيلم الأول «قبلات مسروقة» وهو يتحدث عن هذه النقطة تحديدا وهي محاولة إيجاد نوع من التوازن بين المتاح والإمكانية هذا الصدد يتناول قضايا مجموعة من الشباب ضاع منهم هذا التوازن بين الطموح والإمكانية والفيلم يحقق في أبعاد تلك القضية.الفيلم الثاني «واحد صفر» وأعتقد أنه تناول جديد تماما حيث تدور أحداثه حول واقع المجتمع المصري من خلال مباراة كرة قدم في دورة الأمم الإفريقية السابقة التي أقيمت في مصر وعايشها الشعب المصري بهذا القدر الهائل من الحماس.الفيلم الثالث «المسطول والقنبلة» ونحن نعيد مرة ثانية نجيب محفوظ للشاشة بعد غياب طويل. بما أنك ذكرت نجيب محفوظ ونحن نعلم أنك عايشته فترة طويلة ألا يوجد الأديب الذي تستطيع أن تحقق معه زمالة جديدة مثل تلك التي زاملتها مع محفوظ؟ـ الطريف أنك تثير الشجن كما يقولون نعم لقد زاملت نجيب محفوظ قرابة الـ 40 عاما عمر طويل من الصدافة وزمالة العمل.. لكني سوف أوضح لك الصورة التي تجعلني أفتقد لهذه الزمالة مرة أخري هل تعلم أنني منذ أكثر من عشر سنوات أو يزيد لم أتلق من روائي أو قصاص كتابا من إنتاجه حتي علي سبيل الهدية! العلاقة مفقودة بين الأديب والإعلام قل لي الروائي الذي أخذت عنه السينما طوال عقدين باستثناء يعقوبيان، فيما مضي كنا نتلقي من الأدباء الكبار ـ وهم علي هذا القدر من الأهمية ـ إنتاجهم وكنا نحتفي بهذا الإنتاج ونضعه في خططنا الإنتاجية اليوم لم نعد نسمع عن الأدباء ولا إنتاجهم بالإضافة إلي أنهم هم أيضا مقصرون في حق إنتاجهم فهم لا يسعون للتعريف به.. وعندما نسمع عن كاتب أو رواية نقوم بشرائها فيما سبق كانت الصفحات الأدبية بالنسبة لنا بمثابة لجنة قراءة فالرواية التي تثير جدل النقاد ويحتفي بها القراء نجد صدي كل هذا علي صفحات الصفحات الأدبية هذه الصفحات كادت تختفي من الصحف والتي أصبحت كثيرة. هل تعلم أن الذي أقام هذا الجدل السينمائي الدائر الآن كاتب شاب يدعي ناصر عبدالرحمن قدم فيلمين الفوضي والميسرة هل استطاع الجهاز أن يقدم إنتاج مثل هذا الشاب؟ـ الحقيقة التي يجب أن تكون واضحة أن خطة إنتاج الجهاز تعتمد بالدرجة الأول علي الشباب، قدمنا أفلاما كبيرة اعتمدنا في صناعتها علي الشباب سواء من الناحية الفنية أو التقنية قدمنا الكتاب الشباب أحمد ناصر، سامي حسام، محمد ثروت، قدمنا الكاتبة التي فازت مؤخرا في مسابقة ساويرس مريم نعوم وهذه كلها أعمال ساهم فيها الشباب بقدر كبير «شقة مصر الجديدة» و«ملك وكتابة» و«كان يوم حبك» وغيرها كلها أفلام كان للشباب دور كبير فيها. أنا موافق علي كل ما قدمته في الجهاز سواء علي مستوي الأفلام أو علي مستوي الشباب الذين تم اكتشافهم لكن هناك وقفة مقارنة بسيطة ممدوح الليثي رئيس قطاع الإنتاج قدم العديد من الأعمال الجيدة التي أصبحت علامة إما في تاريخ السينما المصرية أو حتي الإنتاج التليفزيوني لكن ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما قدم أعمالا سينمائية جيدة لكنها ليست علامة في تاريخ السينما تعليق.ـ هناك شقان يحكمان أبعاد هذه الملاحظة الأولي قلت أعمال جيدة وحقيقة هذا يكفيني الآن بمعني أنه في ظل هذا الكم من الإسفاف الذي قدمته السينما المصرية طوال عقد كامل أو يزيد وللأسف تحقق هذا الجذب الجماهيري ثم آتي أنا وأقدم فيلما في خضم هذا الابتذال يقال عنه فيلم جيد فهذا بالتأكيد نجاح يحسب للجهاز.الشق الثاني في الموضوع أنني ولما ذكرت من قبل لم يكن هدفي الإنتاج في حد ذاته أو الكسب المادي وإلا كنت قدمت الكثير من الأفلام التي تدر الملايين وقد ذكرت مرارا أنني رفضت أن أنتج اللمبي وفي مقابله قدمت معالي الوزير.. لأن هناك هدفا آخر كنا نسعي إلي تحقيقه وهو أنني كنت أوجد قاعدة لصناعة الشريط السينمائي وليس لإنتاجه فقط أوجدنا الاستوديوهات المجهزة بأحدث تكنولوجيا، أوجدنا المعدات والكاميرات الحديثة، أوجدنا قاعدة توزيع، أوجدنا دور عرض كل هذه أمور أخذت منا الكثير سواء علي مستوي الجهد في التحضير والإعداد والاختيار كنا نعمل وكما يقولون بروحين كنا نصنع قاعدة للصناعة وفي نفس الوقت نضع مفاهيم لخطة الإنتاج لا تلتزم بالمكاسب المادية ولا نضع في اعتبارنا صناعة نجم علي حساب الفيلم لكننا قدمنا خطة قوامها وهدفها بالدرجة الأولي الرقي بذوق الجماهير ومحاولة استنفار لحظة وعي لكل ما يدور حولنا كل هذه أمور كنا نبحث عنها ونحمد الله أننا حققنا منها الكثير وأعتقد أن وضع الجهاز الآن بإمكاناته وقدراته يستطيع أن يؤكد ما أقوله. أستاذ ممدوح ألم يحن الوقت لكي تتصالح والتيار الناصري؟ـ أنا لم أتخاصم يوما مع الناصريين بل إن أحدا لم يمجد عبدالناصر مثلما فعلت بإنتاج أفلام «ناصر 56» و«الطريق إلي إيلات» المصالحة لا تتم بإنتاج ممدوح الليثي لكنها تتم بتأليف ممدوح الليثي كما قدمت من قبل من أفلام أدانت الثورة.ـ الأعمال التي قدمناها عن سلبيات الثورة كلها مأخوذة عن روايات لـ نجيب محفوظ وهذه رؤية انفعالية لروائي كبير له مكانته الأدبية ووعيه المستنير نحن كنا صناعا لهذه الرؤية لكن بوضوح شديد أنا ناصري مائة بالمائة.وأنا أقول إن الثورة يصنعها الشجعان ويستغلها الجبناء وما حدث من تجاوزات من بعض الأجهزة لا شك أنه انحراف ولا نستطيع إنكاره لكن هذا الأمر يصبح مسئولية الزعيم.. لا أعتقد لكن هذا مسئولية المنحرفيون انفسهم وما سولت لهم أنفسهم.أنا كنت ضابط بوليس في عهد عبدالناصر وكنت ضباطا في المعتقل وشاهدت عندما تجمع الشيوعيون في حملة الاعتقال ثم تلاهم الإخوان ثم بقايا الإقطاع من عائلة الفقي ثم تجار المخدرات أذكر أن أحد أفراد عائلة الفقي وكان مقبوضا عليه كان أعمي وبيد واحدة ورجل واحدة ماذا أفعل مع كائن بهذه المواصفات وماذا أفعل أصلا أو ما هي قدراته التي يمكن أن يفعل بها لسانه؟ لا أعتقد أن لسان مثل هذا الإنسان يستطيع أن يؤثر في مسيرة الثورة وكان عبئا علينا جميعا لدرجة أنه كان هناك عسكري خاص تم تعيينه لمرافقته. مثل هذه الحالات كثيرة هل هذه مسئولية الزعيم؟ بالتأكيد انها مسئولية هؤلاء الذين استغلوا الثورة.أنا أقول إن تاريخ مصر الحديث ضم زعماء مثل نجيب وعبدالناصر والسادات ومبارك كل منهم له أخطاء لكن هل يعني أن مبارك مسئول عن موظف مرتش، عن ضابط متجاوز؟ إن مثل هذه الأمور لا يحاسب عليها الزعماء.. الزعيم يحاسب علي فكره علي رؤيته علي هدفه.. ولا شك أن كل من هؤلاء الزعماء أعطوا الكثير لمصر ولأمتهم العربية هل تتصور أن مبارك مسئول عن العلاقة بين فتح وحماس؟ لا أعتقد لكنها مسئولية من أوجدوا مثل هذه العلاقة التي أصبحت من الصور اللامعقولة في حياتنا السياسية. لما ذكرت أنك أعطيت الفرصة أمام العديد من الشباب في العديد أيضا من المجالات لكنك لم تقدم هذه الفرصة للشاب عمرو الليثي رغم أننا قرأنا اسمه علي تترات مسلسل «رأفت الهجان» كمساعد مخرج للعلمي؟ـ أنا منذ البداية تعاملت مع عمرو علي أنه صاحب قراره، عمرو دخل معهد السينما بعد إلحاح مني لأنه كان يريد أن يدخل كلية الشرطة تخرج في معهد السينما قسم إخراج وعمل لفترة في الإخراج لكني فوجئت به يقول لي إنني سوف أقوم بإصدار جريدة ولم أستطع أن أستوعب المشروع لأنه مشروع كبير ويحتاج إلي قدر هائل من الصبر والإمكانية بالإضافة إلي أنه غير مربح لكنه أصر وواصل أصبحت اليوم كاتبا علي صفحات هذه الجريدة التي أعتقد أنها نجحت في أن تحقق لها مكانة وسط هذا الكم الهائل من الجرائد اليومية والأسبوعية.وعندما قدم برنامجه في التليفزيون أظهرت له سلبياته قبل حسناته رغم أنه كان في حاجة إلي تشجيعي لكن من البداية أنا تعاملت مع عمرو علي أنه صاحب قراره.

جريدة القاهرة في 12 فبراير 2008