كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

شاهين بين أفلام له وعنه وعن الذاكرة···

محمد حجازي

منى غندور صوَّرت من إنتاج غابي خوري أربعة أفلام عن حياة المخرج الكبير يوسف شاهين مدة كل منها 26 دقيقة وتحمل عناوين: هاملت الإسكندراني، كلام في السياسة، إسمع قلبي، شفته بيرقص·

وكان شاهين نفسه تحدث عن نفسه في أربعة أفلام: اسكندرية ليه (78) حدوتة مصرية (83) إسكندرية كمان وكمان (92) اسكندرية - نيويورك (2004) وهو لم يفعل هذا لأنه نرجسي، أو يحب هذا المناخ من حوله، أبداً فهو آخر مَنْ يعنيه هذا الموضوع، لكنه مهتم بأن تكون أفلامه في المستقبل جزءاً من ذاكرة هذه الامة كونه إستطاع مع كل فيلم صوّره منذ 59 عاماً أن يرصد جانباً من تاريخ مصر، والعرب، وهل نحتاج الى التذكير بـ الناصر صلاح الدين، جميلة بوحريد والثورة الجزائرية، وهل بيننا من لا يعرف لماذا صدر اسكندرية ليه بعد نكسة الـ 67 وصولاً الى أفلامه منذ التسعينيات وحتى: هي فوضى·

نكتب هذا والمخرج الكبير لم يستطع أن يكون مع فريق آخر أفلامه في بيروت لإفتتاحه رسمياً ليل الحادي والثلاثين من كانون الثاني / يناير، وهذه أول مرة يتخلف فيها جو عن بيروت، كان يجيء بكل أركان أفلامه الجديدة إلينا ويفتح قلبه لكل الناس ويقول نعم لكل وسائل الإعلام، لكن يبدو أن العجوز أثقلت كاهله السنون، لذا لم يتردد في وضع إسم مساعده خالد يوسف رديفاً له في الاخراج·

نعم كانت لنا ملاحظات على: هي فوضى، الذي عرفنا أنه لم يكن تحت السيطرة المعروفة لـ شاهين، في كل نتاجه، لكن مخرجنا الكبير شأن آخر وحال أخرى نراه صانع تاريخ، وسيد المواقف الوطنية، وواحداً ممن قدّموا المواهب الكبيرة أمام الكاميرا وخلفها، ولا يستطيع أحد إلا أن يشد على يده كونه جهر بكل ما يخص الأمة وكان في طليعة من قالوا لا للتطبيع·

أربعة أفلام عنه، جيد أن تصوَّر في حياته، بمعرفته، بموافقته وأن يراها ويقرأ رد الفعل عليها، وهو القائل: "كل ما دخلت فيلم بقولو إني حاموت لكن مش قبلهم كلهم"·· وبيروت لأول مرة لا تشاهد عرضاً أول لفيلم له معه، كان حاضراً رغم غيابه، الكل سأل الفريق المصري عن صحته، عن لسانه الذي لم يكن يوفر أحداً، وعن قلبه النابض بحب الجميع، لكن ليس بقدر حبه للسينما·

  

نقد

من أخطاء قانون مكافحة الإرهاب عبر إعتقالات سرية

(Rendition): تعذيب أميركي مصري في سجن تونسي···

ما عادت قادرة على التوقف، أفلام هوليوود التي تتحدث عن محاربة أميركا، فبعد عدة سنوات على إعتداءات نيويورك 2001 لم تظهر فيها ولا إشارة سينمائية واحدة الى ما هز أميركا والعالم، ها نحن نشهد ومنذ عامين على التوالي كثافة غير مسبوقة في التركيز السينمائي على موضوع واحد·

آخر السلسلة (Rendition) لـ غافن هود عن سيناريو لـ كيلي سان يركز على قانون أميركي يتيح وحفاظاً على الأمن القومي، لأجهزة المخابرات إعتقال أي مشتبه به لعلاقته بالإرهاب، والتصرف معه سراً من خلال سجون موزعة في مناطق مختلفة من العالم، وهي القضية التي أثيرت منذ أشهر وتبين أن هناك سجوناً عديدة في أوروبا عدا الدول من العالم الثالث الصديقة للأميركيين·

لكن شريط هود لا يبارك هذه الخطوة بل يقدم شاباً مصرياً يدعى أنور الابراهيمي ويجسد دوره المصري فعلاً عمر متولي (في أداء رائع يؤهله لحضور أهم لاحقاً) متزوجاً من الاميركية إيزابيلا فيلدز ولهما الطفل جيريمي (آراميس نايت) وآخر يولد لاحقاً، يُعتقل في مطار شيكاغو خلال رحلة العودة من كيب تاون (جنوب أفريقيا) وبعد تحقيق سريع ينقل الى سجن في تونس حيث يشرف على التحقيق معه الضابط سامي الفوال (ايغال تاور) بإشراف ضابط في المخابرات الاميركية يدعى دوغلاس فريمان (جاك غيللنهال) لكن من دون أي نتيجة·

لكن الواقع يتبدل في لحظة قرار الفوال القضاء عليه بشحنة كهربائية، هنا يعترف بأنه تلقى إتصالاً من المدعو رشيد صولي المطلوب من أميركا لصلته بخطط تفجيرية ضد مصالحها، يطلب منه فيها كونه مهندساً كيميائياً معلومات حول زيادة قوة التفجير في العبوات مقابل منحه 40 ألف دولار·

هنا تدخّل فريمان معتبراً أن أنور بريء، وهو يقدم اعترافاً لمنع قتله، كونه يجني سنوياً 200 ألف دولار فكيف يدخل في صفقة مقابل أربعين ألفاً، عندها قصد وزير الداخلية التونسي وحصل منه على توقيع اخلاء سبيل لـ أنور، وقام بتأمين نقلة من ميناء تونسي الى جزيرة ملقى، فمدريد فأميركا، مع الاتصال بصحيفة الواشنطن بوست لنشر خبر اطلاق ضابط مخابرات أميركي سراح سجين سياسي متحدياً رؤسائه·

يعود أنور الى عائلته بعدما كانت زوجته التي أنجبت مولوداً ثانياً في هذه الفترة، حاولت معرفة مصيره من صديق سابق توسط لدى السيناتور الذي يدير مكتبه (آلان أركن) لكي تلين المسؤولة عن هذه العمليات خارج الحدود كارين وايتمان (ميريل ستريب) وتطلق سراحه من دون جدوى· ويتحرك الفيلم على خط موازٍ داخل تونس حيث يضيء على نشاط أصولي للشاب خالد (محمد خواص) يسعى لإغتيال الضابط سامي الفوال بحزام ناسف لكن ظهور ابنته فاطمة (زينب عكاش) التي يحبها خالد أفسد عملية قتله فتسبب الإنفجار في 19 قتيلاً بينهم الحبيبان·

إذن كامل العملية تركز على شاب بريء، مع ظهور ممثلين غربيين مميزين في الفيلم هما عمر متولي ونجزم أنه سيكون ذا شأن في السينما العالمية حيث يتمتع بـ كاريسما رائعة، مع محمد خواص الذي سبق ولعب بطولة فيلم: ليلا، للبناني زياد دويري·

ساعد المخرج هود ثلاثة من العرب: نور الدين أبردين، مصطفى كرويسج ولطيفة ناعوري·

 

بينما تحضر أشرطة أقل أهمية من جديد في البرمجة: (The Look out)

بيروت تستقبل ثاني الأفلام المرشحة للأوسكار بعد "مايكل كلايتون"

"التكفير" قصيدة سينمائية ذات إيقاع رومانسي وفَّره الموسيقي ماريانيللي···  

رغم كل الظروف السائدة في البلاد، والمخاوف التي يشعر بها المواطنون لحظة بلحظة مع الأمل بتبدل الحال وشعور الجميع بالحاجة الى الإلتزام الوطني، وتقدير دقة المرحلة·

بعد مايكل كلايتون (جورج كلوني) ها هي بيروت تستقبل شريطاً متميزاً من أفلام الأوسكار التي أعلن فوزها بسبعة ترشيحات: (Atonement) - قصيدة سينمائية خلابة بكل ما للكلمة من معنى·

بريطانيا تشارك في منافسات الاوسكار بفيلم آسر يعيدنا الى أجواء الرومانسية الراقية مع واحد من أبرز رواد جيل اليوم بين المخرجين: جو رايت معتمداً على نص لواحد من أكبر كتّاب السيناريو كريستوفر هامبتون إقتبسه عن رواية لـ إيان ماك إيوان، شديدة الشفافية والترابط وتسجل أجواء من العام 1935 في بريطانيا ثم في أوروبا بعد اندلاع الحرب الثانية·

لـ رايت نجومية في الفيلم ومعه 12 مساعداً·

للسيناريو حضور آسر وعميق في الامساك بخيوط الشخصيات كلها·

للموسيقى ومبدعها داريو ماريانيللي مكان رحب وبارز في ضبط إيقاع الفيلم وجاذبيته·

إكتشاف خاص تمثل في الوجه الجديد ساورس روناتا في دور بريوني ابنة الثلاثة عشر عاماً شقيقة بطلة الفيلم سيسيليا (كايرا نايتلي)·

وقد نالت ساورس ترشيحاً لأوسكار أفضل ممثلة دور ثانٍ، وحظيت بإرشادات نقدية واسعة لقدرتها الرائعة على تجسيد دورها الذي هو محور الفيلم كون وشاية ظالمة من قبلها قلبت حياة شقيقتها رأساً على عقب·

والمفارقة أن نجومية كايرا نايتلي لم تنفع في حجب ما قدمته ساورس من حضور رائع في الفيلم، الذي يدور حول غيره من صبية في الثالثة عشرة من عمرها من شقيقتها كونها على علاقة حب مع شاب وسيم يدعى روبي (جيمس ماك آفوي) هو نجل السيدة غريس تورنر (بريندا بلايتون) المشرفة على تحضير المآكل لآل تاليس في القصر·

حب نبيل يربط روبي بـ سيسيليا، وتضبطهما الصبية الصغيرة بريوني في وضع عاطفي محرج، مما يجعلها تضع الكثير في قلبها وتنتظر الفرصة السانحة للإقتصاص منه، وتجيئها الفرصة مع حصول عملية جنسية تتعرض لها إبنة عم الفتاتين وتدعى لولا كوينسي (جونو تمبل) من صديق العائلة بول مارشال (بينديكت كامرير باتش)، لكن بريوني جهرت أمام الجميع بأن الفاعل هو روبي الذي يعتقل ويخيِّره البوليس بين أن يسجن، أو يؤدي واجب الخدمة العسكرية والقتال على الجبهة البريطانية إبان الحرب الثانية ضد النازيين، وطبعاً إختار القتال، بينما ذهبت سيسيليا مثل معظم فتيات تلك الحقبة والتحقت في مجال الخدمة الطبية كممرضة، وكانت المفاجأة أن الحبيبين إلتقيا صدفة، وإتفقا على اللقاء في منزل تقطنه سيسيليا عند شاطئ البحر·

في هذا المنزل بالتحديد كان اللقاء المثلث بين الحبيبين وبريوني التي باتت في الثامنة عشرة من عمرها (تلعب الدور هنا رومولا غاراي) إستطاعت الحصول على عنوان شقيقتها ووصلت اليها بعدما لم تتلقَ أي جواب على رسائلها، وكانت مساءلة محرجة قدمت خلالها بريوني إعتذاراً لهما وعندما عرضت أن تعترف علناً بالفاعل الحقيقي، تبين أن مارشال بات شخصية مهمة في دوائر السلطات الملكية· لاحقاً يموت روبي مصاباً بمرض في دمه، ولحقت به بعد أشهر سيسيليا وحين بلغت بريوني سن التعجيز (فانيسا ريد غريف) إعترفت بأن الخطأ الذي اقترفته في عز صباها لن يفارقها ما عاشت من عمر لم يعد طويلاً·

أدار التصوير ساموس ماك كارفي، وشارك في التمثيل: آيليد ماكي، جوليا ويست، هارييت والتر، فيليكس فون سميسون، وآلفي آلن·

(The Look out) - 99 دقيقة مع شريط تجاري صغير إخراج سكوت فرنك عن نص له يتناول أحداثاً مركّبة عن شاب عُرف كبطل رياضي، تعرض لحادث سير فقد خلاله جانباً من ذاكرته، وكان مطلوباً إعادة تأهيل ذاكرته من خلال قيامه بتسجيل كل ما يحصل معه، ويريد القيام به، حتى يعوِّد دماغه على التخزين إنه كريس برات (جوزيف غوردن ليفيت) ابن عائلة ميسورة، لكنه يعيش مع صديق أعمى هولويس (جيف دانيالز) وتدبّر عملاً ليلياً ينظف خلاله أحد فروع المصارف، حيث يلفت إنتباه إحدى عصابات المصارف فسيتدرجه غاري سبارغو (ماتيو غود) المسؤول عنها، وييسر له أمر التقرب من الحسناء لافلي (إيسلا فيشر)، وعندما يُدعى الى منزل المجموعة يلاحظ وجود صور متعددة لمصارف، وحين يُسأل عن سبب وجود هذه الصور، وبينها واحدة للمصرف الذي يعمل فيه، أجابه غاري: نريد أن نسرقه·

تردد كريس في القبول، معتبراً أنه ليس بحاجة الى المال فوالده يعطيه ما يريده، وإذا بـ غاري يتحداه أن يحصل على ألف دولار فقط منه، وعندما حاول بادره والده تعال الى المنزل وعليّ أن أعرف ما الذي ستفعله بالمال·· هنا قرر كريس الإنضمام الى العملية، حيث دخلت المجموعة من الباب الخلفي، وباشرت خرق حائط الخزنة وعندما فتحوه ووجدوا أن هناك كاميرا بالداخل، أجبروا كريس على الدخول وجمع المال في الداخل لكي يضعوه في حقيبتين·

لم تكتمل العملية من دون مفاجأة·

الشرطي الذي إعتاد حمل كعكة محلاة الى كريس وصل، قرع الباب ولم يرد عليه أحد ولاحظ وجود معدات غريبة بالداخل ثم شاهد الفتحة في حائط الخزنة ولم يكد يتراجع حتى إنهمر الرصاص ضده من الداخل، فجرى تبادل للنار، سقط الشرطي ومعه أحد اللصوص وأصيب غاري بواحدة في بطنه، وكان أن إستغل كريس هذا الواقع وهرب بسيارة العصابة ومعه حقيبتان وضع في إحداهما بندقية من مقتنيات والده في المنزل، وخبأ المبلغ في حفرة ثلجية، أُجبر كريس على نبشها من نائب غاري في العصابة لأن الاول مصاب ولا يستطيع التصرف جيداً، وقد إستغل كريس هذا الوضع وأطلق النار من البندقية فأردى الرجل وتمت إستعادة المال، خصوصاً أن كاميرات عديدة داخل المصرف كانت تصور كل شيء، بما يعني أن الشاب وجد عذراً رائعاً للذي حصل·

المشاهد الاخيرة من الفيلم أظهرت كريس ولويس يديران معاً مطعمهما·

جيمس نيوتن هاوارد، وضع موسيقى الفيلم الذي شارك فيه أيضاً: كارلا غوغينو، بروس ماك جيل، آلبرتا واتسون، آلكس بيرستاين، ولورا فادرفود·

اللواء اللبنانية في 4 فبراير 2008