كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

السينما السعودية بين نار التحريم وسراب الطموحات

شبكة روتانا تتحدث عن تحويل الرياض إلي هوليوود

كيف يمكن أن تنشأ صناعة سينما أو حركة سينمائية في بلدما؟ في الحد الأدني يفترض أن يوجد في هذا البلد عدد من المهتمين بالسينما والعاملين في هذا المجال ومن حصلوا علي قسط من المعرفة والتعليم والخبرة في صنع الأفلام بالاضافة بالطبع إلي توفر الآلات والمعدات اللازمة لصنع الأفلام.. ولكن قبل هذا وذاك العنصر الأهم هو الجمهور المتلقي لهذه الابداعات ولكي يتلقي جمهور السينما الأفلام لابد من وجود صلات للعرض وفضول ورغبة في مشاهدة هذه الأفلام وفي معظم تجارب بلدان العالم بدأ الأمر بالعروض السينمائية قبل أن يظهر من يهتم في هذا البلد أو ذاك بصنع أفلام محلية حدث هذا في مصر والولايات المتحدة وروسيا وكل بلد من البلدان ربما باستثناء فرنسا التي صنعت أول فيلم ثم بحث صناعه عن مكان لعرضه.. أما في المملكة العربية السعودية فلا يزال الوضع حتي الآن مقلوبا!!! فقد أسس عبدالله المحيسن في عام 1975 أول استوديو للتصوير السينمائي بعد حصوله علي دبلوم الاخراج السينمائي من معهد لندن للفيلم وخلال عام كان قد قدم أول أفلامه التسجيلية تحت اسم اغتيال مدينة عن الحرب الأهلية اللبنانية والذي حاز علي شهادة تقدير خاصة من مهرجان القاهرة السينمائي ثم انتج بعد ذلك فيلم تطور مدينة الرياض الذي حاز أيضا علي شهادة تقدير من منظمة اليونسكو قبل أن يضطر إلي التحول إلي اخراج المسلسلات التليفزيونية نتيجة لعدم وجود فرصة لعرض أفلامه السينمائية علي الجمهور في بلده وفي عام 1982 قدم فيلمه السينمائي الثالث الإسلام جسر المستقبل ثم فيلم الصدمة عن الغزو العراقي للكويت وأخيرا قدم فيلمه الروائي الأول ظلال الصمت الذي عرض في مهرجان السينما العربية في باريس وفي مهرجان دبي السينمائي وفي العديد من المهرجانات دون أن يتمكن من عرضه في السعودية حتي الآن ومن الغريب أن هذا المخرج وبشكل خاص هو مخرج شديد المحافظة والالتزام بكل الموانع والنواهي الشرعية والاجتماعية والأخلاقية المتزمتة التي تسود في المملكة حتي في فيلمه الروائي الوحيد الذي يحمل رؤية رجعية واضحة تدعو إلي العودة للبداوة وتري فيها الحل لمشكلات الديمقراطية والحرية والسلطة!!! ورغم احتضان المؤسسة الرسمية لهذا المخرج واعماله إلا أن هذا لم يفتح ولو ثغرة في جدار المنع والتحريم الذي لايزال يسود ويفرض عدم اقامة أي دار عرض سينمائي.. وكان من الممكن اعتبار أن مخرجاً وحيداًً مثل عبدالله المحيسن هو ظاهرة فردية إلا أن السنوات الأخيرة ومع ثورة وسائل الاتصال الحديثة ومع ظهور آلات التصوير الرقمية الحديثة ظهرت موجة كاملة من صناع الأفلام السعودية تصدرتها مخرجة شابة هي هيفاء التي لفت فيلمها نساء بلا ظلال النظر إلي هذه المخرجة والموجة الجديد التي تمثلها خصوصا وأن فيلمها نفسه يناقش قضية حجب وجه المرأة بالمعني المباشر وبالمعني الرمزي وقد عرض الفيلم في السعودية في منزل القنصل الفرنسي في الرياض الأمر الذي آثار موجة من الاحتجاج ضد المخرجة في بعض أجهزة الاعلام، وقد شاركت هيفاء منصور بفيلم في تظاهرة أفلام من الامارات مع ستة أفلام سعودية أخري في عام 2006 ثم عادت السعودية للظهور بقوة في نفس التظاهرة في عام 2007 حيث شاركت بستة أفلام وتواكب ذلك مع ظهور فيلم روائي طويل تحت اسم أزي الحال يفترض أنه من انتاج السعودية وإن كان معظم صناعه والمشاركين فيه من بلدان أخري.. ولم يحظ هذا الفيلم أيضا بالفرصة في العرض داخل السعودية، ومن الغريب أن معرفة السعوديين للعروض السينمائية تعود إلي ستينيات القرن الماضي حيث وجدت أماكن للعرض وان لم تكن صالات كاملة التجهيز وكانت مدينة جدة من أكثر مدن السعودية مشاهدة لهذه العروض، ولم تحصل هذه العروض علي تصريح رسمي مما كان سببا في مطاردتها من قبل جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي رأت في هذه العروض بدعة ضالة ودعوة للاختلاط والانحلال فعمدوا إلي اغلاق أماكن العرض واعتقال أصحابها وترافق ذلك مع ما يسمي بالصحوة الإسلامية التي وأدت التجربة في مهدها ولم تسمح لها بالظهور مرة أخري حتي الآن علي الأقل ورغم ذلك يتساءل الصحفي حسين الشبكشي في جريدة الشرق الأوسط عن صحة الاشاعات التي تتداول وتجزم بوجود عدد من مجمعات دور العرض السينمائي في عدد من المجمعات التجارية ومراكز التسوق ينتظر ملاكها الفرصة المناسبة لتشغيلها!! وليس بعيدا عن ذلك ما نشر مؤخرا في صحيفة اسرائيلية علي لسان أحد المسؤولين في شركة روتانا من أن الشركة تملك خططاً سوف تحول مدينة الرياض إلي هوليوود!! وهو أمر يتفق مع ما تقدمه هذه الشبكة من قنوات وانتاج سينمائي وتليفزيوني جعلها لاعباً أساسياً في صناعة السينما والتليفزيون العربية لكنه يبدو بعيداً كل البعد عن الواقع المعاش في السعودية حيث تزدهر حركة صناعة الأفلام بدون فرصة لعرضها في أرضها.

الراية القطرية في 31 يناير 2008