كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

المخرج الاماراتي نواف الجناحي يرى في العبث بالصورة السينمائية أشياء جميلة

فجر يعقوب

ما يميز عمل المخرج الإماراتي الشاب نواف الجناحي ارتكازه الواضح على لعبة الظل والضوء في أفلامه الروائية القصيرة التي قدمها حتى الآن. في فيلمه الجديد «مرايا الصمت» يبرهن الجناحي من جديد على مقدرته على مواصلة نهجه في هذه اللعبة التي تشغله وتشكل جزءاً من شغفه بالصورة والصمت الذي يبدو غارقاً فيه على غير عادة أقرانه من السينمائيين الإماراتيين الشباب. هنا حوار مع الجناحي وقد شارك فيلمه في مهرجان دبي في دورته الأخيرة في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة:

·         من الملاحظ أن فيلمك «مرايا الصمت» لا ينتمي الى بيئة خليجية.

- الخيار الفني هو الذي يحكم الموضوع هنا، وموضوعي ليس مرتبطاً بالبيئة الخليجية. انه إنساني ويدور حول خيبة الانسان المعاصر، وكان يجب أن أبقي عليه محكوماً بهذا الاطار الذي اخترته له كي يصبح مفهوماً من قبل الجميع.

·     أنت ابن ممثل إماراتي معروف.. وتؤدي الدور الرئيس في فيلمك، كما أنك لا تتوقف عن الظهور في أفلام زملاء لك، هل هناك ما يمكن توريثه في هذا المجال؟

- لا أنكر أن أبي مهّد لي الطريق لدخول عالم التمثيل منذ كنت صغيراً، فقد عملت معه في مسلسل إذاعي وآخر تلفزيوني، ومن هذا الباب ولجت الوسط الفني، ولكن السينما كانت قرارا ذاتياً بحتاً، حتى أن أبي نفسه لم يرد لي أن أدرسها.

التعاسة والخبز

·         وأين كانت تتجلى اعتراضاته؟

- كان يعتقد في تلك الفترة إن مجال الفن لا يورث إلا التعاسة ولا يطعم خبزاً، وكان يردد على مسامعي قوله بضرورة البحث عن مهنة أخرى في صناعة البترول، أو الجيش، أو الهندسة.

·     تبدأ فيلمك بزجاجة ماء صغيرة وتنتهي بها.. هناك عطش واضح إلى أشياء كانت تتراخى بين لعبة الظل والضوء التي ارتكزت عليها في الفيلم...

- طبعاً هناك عطش للتواصل الانساني في المدينة الحديثة، فمعاناة الانسان في مثل هذه المدينة بدأت تفرز حالات شبيهة بالشخصية التي شاهدناها. ولكن الفيلم لا يقول أن كل شخصية تعيش في هذه المدينة تمر بمثل هذه الحالة.

·         هل يجيء التجريب أحياناً لأنه ما من شيء يمكن قوله؟

- قدمت فيلماً روائياً صنف على أساس تجريبي. بشكل عام أنا أرى في التجريب عالماً قائماً بحد ذاته، وهناك أناس يستسيغونه، وأناس لا يستسيغونه. وهناك في المقابل سينمائيون يشطحون به ويتلاعبون به بأدواتهم السينمائية من باب العبث واللهو، وهذا قد يبدو جميلاً في بعض الأحيان.

·     هناك أزمة قاتلة يعاني منها البطل/ الممثل في عزلته، حتى وهو على المسرح. هل يمكن القول إن المرايا نجحت في عكس ما بداخله من دلالات على عمق هذه العزلة الروحية؟

- فعلت ما أحسست به، والجمهور هو الذي يمكنه أن يجيب على مثل هذا السؤال، وما إذا كانت الدلالات قد وصلت إليه، ولكن من خلال ردات الفعل التي تصلني أعتقد أن الفكرة قد وصلت، فالغالبية التي أحست بالفيلم بدا واضحاً أنها تتفاعل مع هذه الحالة.

·         ما هي مرجعيتك بخصوص هذه المدينة؟

- خليط من شيئين... أنا أردت أن أعكس ما هو متخيل من طريق الجدران العالية والعمارات الشاهقة التي لا تنتهي، واستمرارية العزلة، اذ ليس ثمة فارق ما إذا كان هناك أناس متوفرون في هذا الخلاء، فالعزلة مستمرة وستستمر بالتصاعد.

·         أين يمكن أن نجد مثل هذا البطل في رأيك؟

- في كل مدينة حديثة سنجد مثل هذه الشخصية التي تعيش وتعاني وربما بطريقة أسوأ من الطريقة التي ظهرت فيها في الفيلم.

·     كيف يمكن التعبير عن الصمت... هل هو نسق من الاشارات التي يلجأ البطل إليها في عبوره بين الأبنية الشاهقة وهي تعكس سقماً روحياً في كل كادر مر به؟

- في أدوات السينما كلها، من استخدام الأبيض والأسود الى الحركة والتكوين. أنا اشتغلت على الجانب الصوري قبل التصوير، وعالجت كل كادر على حدة بما يؤمن لي أكبر قدر ممكن من الهندسة الصورية التي حصلت عليها في الفيلم.

·         هل لدراستك السينما في أميركا تأثير على طريقة شغلك؟

- لو لم أدرس السينما في أميركا لما وصلت بطريقة تفكيري الى هنا. وعيي السينمائي تشكل في السنوات الثلاث التي قضيتها هناك.

·         أنت من الأسماء التي لمعت في مسابقة أفلام من الامارات.. ما الذي قدمته لك هذه المسابقة؟

- المسابقة قدمت لي الأشياء التي قدمتها لكل شخص يحب السينما في الامارات. لقد قدمت لي فرصة التواصل والمكان الذي أعرض فيه أفلامي على الجمهور.

·         هل ما زلتم كسينمائيين إماراتيين تعولون على التجمعات السينمائية الخاصة بخصوص مستقبل صناعة أفلامكم؟

- التجمعات هي وسيلة للتحايل على جهات دعم حكومية وخاصة، وهي أصبحت بمثابة كيانات اعتبارية لنا، فمصاريف أفلامنا في النهاية تخرج من جيوبنا نحن!

الحياة اللندنية في 22 ديسمبر 2007