كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

من حق الفنانات أن يتحجبن لكن إتلاف الأفلام التي ظهرن فيها سافرات تغييب للذاكرة

فنانات يَتُبْنَ عن الفن فهل الفن ذنب؟

نديم جرجورة

لا تزال ظاهرة ارتداء فنانات عربيات الحجاب واعتزالهنّ الفن، بعد تمثيلهنّ في أعمال سينمائية وتلفزيونية متفرّقة، تثير نقاشات متفرّقة، خصوصاً عند قيام إحداهنّ بارتدائه إثر جدل يطال تصرّفها أو سلوكها الاجتماعي، إذ إن غالبيتهنّ يُقرّرن ارتداء الحجاب واعتزال الفن عندما يتعرّضن لضغط ما بسبب فضيحة أو إشاعة، وما أكثرهما في الوسط الفني المصري تحديداً. ومع أن ارتداء الحجاب واعتزال الفنّ طرحا سؤال العلاقة بين الدين والإبداع، إلاّ أن المسألة ازدادت خطورة عندما طالبت فنانات محجّبات بإتلاف النسخ السلبية لأفلام مثّلن فيها سابقاً.

شأن ذاتيّ أم حكم مفروض؟

إن اختيار فنانات ارتداء الحجاب واعتزال الفن شأن ذاتي يعكس حقهنّ الطبيعي في اتّخاذ قرارات شخصية. لكن المطالبة بإتلاف ما بات جزءاً من الذاكرة الجماعية والتراث الإبداعي، بعيداً عن أي تقييم فني وجمالي للشروط التقنية والدرامية الخاصّة بهذه الأعمال، تعني إلغاء هذه الذاكرة الخارجة من الفرديّ إلى الجماعي، وتطرح سؤال الحريات العامة والفردية، وتُسلّط الضوء على مأزق جديد في التعامل مع النتاج الفني الإبداعي، وتضع المعنيين بالهمّ الثقافي أمام مسؤولية إنسانية وتاريخية وإبداعية أساسية.

فهل يحقّ لفنانة قدّمت أعمالاً مختلفة أن تلغي ذاكرتها الفردية وتغيّب نتاجاً ليس ملكاً خاصّاً بها؟ هل رفض الذاكرة إثر التحجّب يعني أن الفنانة المذكورة لم تعد قابلة تاريخها، معتبرة إياه من «رجس الشيطان»؟ وإذا كان الجواب «نعم»، فلماذا اختارت مهنة التمثيل من قبل: ألم تكن تدري أن الله موجودٌ، وأن تعاليمه تحرّم ممارسة الفن؟ ثم هل تحرّم تعاليم الله الفن حقّاً؟ هل تعني دعوة فنانات محجّبات إلى إتلاف الذاكرة وإلغائها نهائياً بحجّة أن «الفن يناقض الإيمان»، أن الفنانات السافرات لسن مؤمنات (هل ارتداء الحجاب دليل إيمان؟)، وأنهنّ عاملات في خدمة «الشيطان»، ومتعاونات معه بهدف تدمير المجتمع العربي والإسلاميّ وتحطيم أخلاقه الحميدة المرتكزة على الإيمان والصلاة فقط لا غير؟ ألا يحقّ للسافرة أن تصلّي وتصوم وتمارس شعائرها الدينية، في علاقة ذاتية وحميمة بالله، وفي غرفة منعزلة عن العالم؛ وفي الوقت عينه أن تمثّل في أعمال فنية متفرّقة؟ أليس الإيمان وطقوسه وممارساته شؤوناً فرديّة بحتة، تماماً كما التمثيل؟ وماذا عن القول إن ارتداء الحجاب يعني «خروج» الفنانة «التائبة» من الفراغ والتوهان إلى رحاب الإيمان والتقوى: ألا تعيش فنانات عديدات إيماناً بالله وبتعاليمه من دون أن ينقلبن على الفن والتمثيل، ومن دون أن يتحجّبن أو يعتزلن الفنّ؟ ألا يحقّ للفنانة أن تعيش حياتها كما يحلو لها، ما دامت مقتنعة بالطريق التي اختارتها نمطاً لحياتها هذه؟ ألا يجدر بالمحجّبات اللواتي يؤمنّ حقاً بأن الحجاب خيارهنّ الذاتيّ، احترام من لا يرغبن في الحجاب؟ ألا توجد أعمالٌ فنية سوية، لغة ومعالجة وتعبيراً ثقافياً وفنياً سليماً، شاركت فيها فنانات قدّمن للفن أجمل ما لديهنّ وقدّم الفن لهنّ أفضل أدوات التعبير الإبداعي، قبل أن يتحجّبن لأسباب خاصّة بهنّ؟ ألا تستحقّ هذه الأعمال تقدير فنانات مثّلن فيها ثم تحجّبن واعتزلن الفن، من دون أن يُهاجمن أعمالهنّ ويسعين إلى إلغائها وتغييبها؟ ألا يُمكن التوفيق بين العمل في مهنة التمثيل وممارسة الشعائر الدينية المرتبطة بالإيمان؟ ألا يُمكن أن تكون الفنانة مؤمنة وملتزمة دينياً واجتماعياً، وأن تشتغل في الفنّ المبدع والمنفتح على التجارب والأسئلة كلّها؟

الدين والفن

على الرغم من ابتعادها عن التمثيل بعد «اهتدائها إلى الله»، قالت الفنانة الراحلة مديحة كامل إن تقرّبها من الله وعبادته وصلاتها ليست «مادة للكتابات الصحفية»، بل «علاقة خاصّة جداً بين الله وبيني كعبدة من عباده». ألا يعني هذا التعبير احتراماً لحميمية العلاقة الذاتيّة بالله والدين والإيمان؟ ألا يختصر الحكاية كلّها التي تحمل عنوان «الفنانات والحجاب»؟

في كتاب «العائدات إلى الله» («الدار الإسلامية»، بيروت، الطبعة الثانية، 1992) قال رجل الدين الشيخ محمد علي الجوزو بشأن «ظاهرة العودة إلى الله في صفوف الفنانين والفنانات» (هل كانت الفنانات بعيدات عن الله قبل ارتدائهنّ الحجاب؟) إن ما ميّز الجماعات الأولى التي خرجت من الجاهلية ودخلت في الإسلام في بدء الدعوة الإسلامية، كامنٌ في ظاهرة الحماسة الإيمانية الشديدة: «خرجت هذه الجماعات من خواء فكري وفراغ نفسي وعقلي ومن جمود في العاطفة وتحجّر في القلوب، إلى رحاب الإيمان العميق والفكر الإنساني الواسع والعاطفة الصادقة مع الله والأخلاق السمحة والحب والتعاون والتآزر، وتحوّلت إلى التفكير والتأمل في ملكوت السماوات والأرض والإعجاز الرباني في الخلق، فعاشت للّه وفي سبيله، وحاولت أن تتخلّص من كل ما يربطها بالجاهلية وأخلاق الجاهلية وسلوك الجاهلية، لتعيش حياة السمو والترفّع عن الدنايا». يكشف إسقاط هذا الكلام على «التحوّل» الذي شهدته فنانات عديدات أنهنّ كنّ، قبل العودة إلى الله وارتداء الحجاب، مقيمات في جاهلية فكرية ذات نظام أخلاقي ومجتمعي وثقافي لم يعد مقبولاً بعد إشراقة نور الإيمان. فرجل الدين هذا رأى أن الفنانين «عاشوا حياة الابتذال، وانطلقوا مع المجون والسهر والرقص والشرب حتى الثمالة، وغاصوا في بحور الشهوات، واغترفوا من المعاصي الشيء الكثير، وارتكبوا ما ارتكبوه تحت شعار الفن وما يقتضيه من حرية شخصية ومن تهتّك وانفلات. وفجأة، يستيقظ الضمير، ويكتشف أن كل هذا كان هراء وسخفاً وعرضاً زائلاً وضياعاً واستهتاراً». تحليلٌ كهذا يُقسّم الفنانين والفنانات إلى فئتين اثنتين فقط (مؤمنين وكافرين)، ويُسقط عن الفنانة حضورها الإنساني ككائن حيّ يُفترض به أن يتمتّع بنضج كاف لحمايته، ويُلغي من الفن جمالياته وانفتاحه وبنيته الأساسية كتعبير بصري وجمالي وإبداعي عن الذات وأسئلتها المختلفة، ويُغيّب عن الممارسة الدينية والإيمانية جماليتها، ويربط بين ممارسة الفن و«الموبقات» (التهتّك والانفلات والمعاصي والثمالة والرقص والسهر). يُفيد التحليل نفسه أن الفن كلّه فسادٌ وشرٌّ وعملٌ شيطانيٌ بحت، يتوجّب على الفنان «المسلم» أن يحاربه ويتحرّر منه بعودته (هل كان بعيداً أصلاً؟ ومن تراه قادرٌ على الحكم في هذه المسألة غير الفنان نفسه، أي الإنسان الفرد في علاقته الذاتيّة والحميمة بالخالق؟) إلى الله، ويُفترض بالفنانة أن تنبذه وتتخلّص منه بارتدائها الحجاب. يعني الفن، وفقاً لهذا التحليل، نقيضاً لواجب ديني يُفترض بالمسلم تحقيقه (أي الواجب) في يومياته، وممارسته في كل لحظة من لحظات عيشه، طمعاً بجنّة موعودة (هناك فتاوى أخرى تشبه هذا التحليل إن لم تتفوّق عليه أحياناً بصرامتها وتزّمتها).

إلغاء الذاكرة الجماعية

المشكلة الأخطر كامنة في عملية إلغاء الذاكرة وتغييب الجانب الإبداعي والمهمّ في الفن: فالفنانة المصرية شمس البارودي مثلاً قالت إنها، لو عادت إلى الوراء، «لما تمنّيتُ أبداً أن أكون من الوسط الفني»، مضيفة أنها كانت تتمنّى أن تكون «مسلمة ملتزمة، لأن ذلك هو الحقّ». تُرى، ما الذي دفعها، أصلاً، إلى اختيار الفن، خصوصاً أنها نشأت في عائلة متديّنة؟ وكما قالت: «كان والدي رجلاً متديّناً، التديّن البسيط العادي، وكذلك والدتي. كنتُ أصلّي ولكن ليس بانتظام»، مضيفة أنها شعرت، بعد مرور وقت طويل على عملها التمثيلي، «كأني دُفعت إلى مهنة التمثيل دفعاً، فلم تكن في يوم من الأيام حلم حياتي. لكن بريق الفن والفنانين والسينما والتلفزيون كان يُغري أي فتاة في مثل سني وقتها (16 أو 17 عاماً)، خاصّة مع قلّة الثقافة الدينية الجيّدة». واكتشفت شادية، متأخرة خمسة وأربعين عاماً فقط، «أن السعادة الحقّة ليس في ما حرّمه الله من سهر وأضواء وشهرة، وإنما في الأمن والأمان والتقرّب من الله وطاعته». واعترفت أنها نادمة على كل يوم أضاعته من عمرها بعيدة عن الله، مشيرة إلى أنها كانت تشعر، وهي في أوج حياتها السابقة لعثورها على الإيمان، «بالقلق والحيرة والضياع، وكانت الدنيا الفانية بمباهجها وملذّاتها هي كل ما أسعى إليه»، واعتبرت أنه «بفضل نور الإسلام، فإني أشعر بالراحة النفسية والفكرية، ولم تعد الدنيا كل همّي بل الآخرة ورضاء الله». أما هدى رمزي، فطلّقت الفن وتفرّغت للعبادة، بعد «انتباهها» المتأخر أيضاً أن الوسط الفني يتطلّب أموراً تتنافى وطبيعتها وفطرتها، وأن المشكلة ليست مشكلة الفن والدين، بل مشكلة ممارسة الفن والتمثيل لأهداف وغايات لا تتّفق كلّها والدين. هذا القول «قد» يعني أن هناك فناً لا يتضارب والدين والإيمان وفروضهما وطقوسهما، وأن الفنان قادرٌ على ممارسة التمثيل من دون أي شعور بذنب أخلاقي، ما دام الفن بحدّ ذاته لا يتناقض والدين. وهذا صحيح إلى حدّ ما: هناك أعمال فنية تبجّل الدين والخالق والطقوس وقواعد العيش الإيمانيّ وغيرها، تُشكّل جزءاً من الفن وليس الفن كلّه.

من ناحية أخرى، هناك علاقة وطيدة بين واقع اجتماعي واللجوء إلى الحجاب. في الفيلم الوثائقي «دردشات نسائية» للمخرجة المصرية هالة جلال، تسليط للضوء على سياق تاريخي مرّت به مصر من خلال معاينة حالات إنسانية وثقافية لأربعة أجيال نسائية مصرية تنتمي إلى عائلة واحدة، عاش الجيلان الأولان حياة انفتاح وتحرّر وسعي دؤوب إلى تطوير المجتمع بالعلم والوعي والمعرفة؛ في حين أن الجيلين الآخرين غرقا في بؤرة الصراعات المتنوّعة التي أغلقت نوافذ كثيرة ودفعت المجتمع المصري إلى مزيد من العزلة والظلامية. ما يلفت النظر فيه (من بين أمور كثيرة أخرى)، قول لشابة يكاد يختزل المشهد الإنساني المصري برمّته: إما الحجاب كي تستطيع الفتاة أن تكون حاضرة في المجتمع من دون تحرّش (بصري أو جسدي أو معنوي أو أخلاقي) من قبل الرجال المنغلقين على كبتهم وفقرهم وعزلاتهم المرضية، أو البقاء في المنزل. قالت الشابة ما معناه: إنهم يضغطون عليكِ كي تنعزلي في غرفتك (في اللقطة نفسها، تقول الشابة هذا الكلام وهي تغلق ستائر غرفتها، في تعبير بصري جميل عن عمق المأساة وفداحة المأزق). وإذا كان المجتمع منهاراً، أخلاقياً وسياسياً وثقافياً، إلى هذا الحدّ من الفوضى والكبت والضياع، فإن الحجاب «قد» يكون أداة نسائية لوضع مسافة بين النساء والرجال في بيئة اجتماعية وثقافية مريضة. ألم ترتدِ الراقصة دينا الحجاب (ولو لفترة قصيرة) وتؤدِ فريضة العمرة إثر الانتشار الواسع في الأوساط الشعبية لفيلم فيديو فاضح لها؟ ألا تعلن ممثلات وراقصات عديدات قيامهنّ بزيارة الكعبة وأداء فريضتي الحجّ والعمرة، بين حين وآخر، لتأكيد صلاحهنّ وابتعادهنّ عن «موبقات» العمل الفني؟ ألم ترضخ حنان ترك لضغوط البيئة الاجتماعية ولتربية عائلية قاسية، فإذا بحجابها يُعلن «توبتها»، وإذا بتوبتها هذه تتأكّد بتأسيسها مقهى خاصّاً بالمحجّبات؟ وماذا عن الفنانات الشابات، اللواتي يتمتّعن بحدّ كبير من الجمال والفتنة؟ ألا يتعرّضن لصنوف شتّى من ضغوط مروّجي هذه الظاهرة، المباشرة وغير المباشرة، كي يرتدين الحجاب ويعتزلن الفن؟

ليست الفنانات المحجّبات وحدهنّ مؤمنات؛ كما أن الفنانات السافرات لسن جميعهنّ كافرات. إن اختيار ارتداء الحجاب واعتزال الفنّ لا يختلف عن اختيار النقيض: عدم ارتداء الأول واعتزال الثاني. هذا حقّ طبيعي للفرد، شرط ألاّ يذهب الحقّ بصاحبه إلى تعميمه وفرضه على الآخرين بالقوة المعنوية والمادية. ثم إن المرأة تلجأ إلى الحجاب «عندما تشعر أن قيمتها وكيانها يتمثّلان بجسدها لا بإنجازاتها الفكرية والشخصية»، كما قالت إيمان الخضري، العاملة في جهاز تنظيم الأسرة (وكالة «رويتر»، 18 نيسان 1987)، بينما رأى الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي أن «العفّة ليست ملابس ولكنها خلق وضمير، ولا تكون بالقهر أو البتر أو التغطية وإنما بالتربية والتعليم والتهذيب. فإذا كانت العفة هي الغاية فالأعمال بالنيات والباطن أولى من الظاهر بالاهتمام» («الأهرام»، 3 تموز 2002).

لكن الساعين إلى فرض الحجاب لا يأبهون بالحقّ الفردي في اختيار نمط العيش والممارسة والسلوك، لأنهم يُصرّون على تغليف مشاعرهم بالدين والإيمان، وقد يكون ذلك لمآرب منها إحكام القبضة على المجتمع وتعميم سلطانهم عليه. في مقالته المنشورة في المجلّة المصرية الأسبوعية «روز اليوسف» في 31 أيار ,2002 كتب محمد هاني أن هناك مخطّطاً «في منتهى الخبث والخطورة» يهدف إلى «تصدير إحساس عام للمصريين بذنب لم يرتكبوه، عن طريق إقناعهم بالإلحاح والانتشار الإعلامي الموجّه والمنظّم و«المموّل» بأنهم شعب غرق في وحل الخطايا وتفكّك لأنه ابتعد عن الإسلام»، مشيراً إلى أن هذا يترافق والسعي إلى تحقيق هدف آخر «أخطر: إظهار مصر كدولة أمام المنطقة والعالم بأنها البؤرة الجديدة لتصدير أفكار التحجيب والتزمّت وإطلاق وحش الصراع الديني بين الإسلام وغيره من الديانات».

ما سبق ليس تحليلاً متكاملاً، بل استعادة لمأزق ثقافي وفني، بهدف التحريض على نقاش نقدي أكبر وأعمّ، ومسعى إلى إثارة أسئلة طُرحت سابقاً من دون العثور على أجوبة حاسمة. إذا كانت مسألة الحجاب متصلة بجهات سياسية ومؤسّسات دينية لأغراض لا تدخل دائماً في نطاق الدين، فإن السؤال الأهمّ كامنٌ في ضرورة العمل على إيجاد خطاب ثقافي وفني متحرّر ومنفتح يواجه الواقع المتفشّي بقوّة في جسد المجتمع الإنساني العربي وروحه. وإذا اختارت فنانات عديدات الحجاب طريقاً إلى الإيمان والتقوى والخلاص الروحي، فإن عليهنّ واجباً أساسياً: عدم التعرّض للذاكرة، وعدم العمل على «تخويف» فنانات أخريات.

السفير اللبنانية في 21 يناير 2008