كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

لقطة من شريط "الأعماق"

الأفلام على الشاشة إبهار التقنية وبساطة الموضوع

رمضان سليم

تثير العلاقة بين التقنية والخيالة الكثير من القضايا والمشكلات، ففى الوقت الذى تزحف فيه التقنية متقدمة ومتطورة كل يوم، لتغير من حياة الانسان فى العالم المعاصر وعلاقاته الاجتماعية والسياسية، يطال التغيير سائر الفنون ووسائط الثقافة والتعبير. ولا شك فى أن تطور فن السينما هو فى الحقيقة تطور للتقنية، فجوهر السينما هو الكاميرا وباقى المعدات الحديثة المكتشفة.

وبالطبع تترك المتغيرات التقنية وراءها العديد من العلاقات الجديدة بين السينما والجمهور ولاسيما منذ ادخال الحاسوب فى عملية صناعة الفيلم، والتى بدأت عمليا بشريط "الأعماق" إنتاج عام 1989 واخراج "جيمس كاميرون".

تقنية جديدة

هناك العديد من الأفلام التى اعتمدت بطريقة أو بأخرى على فن الجرافيك وعلى الاستفادة من برامج الحاسوب لتحريك الاشخاص والتغيير من احجامهم واضافة مؤثرات كثيرة زادت الافلام قربا من الحقيقة والفاعلية والتأثير، ومن ذلك: شريط سيمون مثلا وشريط حرب طروادة وشريط فانتاستيك فور وشريط 300 وغير ذلك من الاشرطة.

المخرج المعروف "روبرت زيمكس" كان من اوائل من استفاد من تقنيات الحاسوب، فيما يعرف باسم "3D" ثلاثى الأبعاد أو "Real D" البعد الحقيقي. ورغم الاختلاف، فى الاسلوبين إلا أن نتائجهما متقاربة، وكان ذلك فى شريط "القطار الرئيسى 2004"، ولقد لامس ايضا الموضوعات الخيالية العلمية فى سلسلة من الاشرطة عرفت باسم "ثلاثية العودة إلى المستقبل" وأيضا شريط معروف آخر وهو "الاتصال 1997".

أما أشهر أفلام هذا المخرج فهي: ماذا وراء الأشياء 2000 ـ الناجى 2000.. اما شريط الأوسكار "فورست غامب 1994، فهو الشريط الأهم بنسبة عالية حتى الآن، وفى الحقيقة لقد تعامل روبرت زيمكس مع عدة أنواع من الأفلام ولم يختص بأفلام الخيال العلمى وما يتصل بها ويقترب منها من أنواع، ورغم اننا نلحظ أن الاختيارات التقنية الحديثة قد سيطرت عليه فى الآونة الأخيرة.

شريط شامل

هذا الشريط الذى عنوانه "بيولف" هو آخر أشرطة المخرج 2007، ويمكن اعتباره من الاشرطة الجامعة للأنواع، فهو تاريخى ودراسى وللخيال العلمى والرسوم المتحركة أقرب وهو شريط للمغامرة والحركة، وهو ايضا شريط رعب، ولكن أهم ما يميزه فعلا هو اقترابه من التقنية المعاصرة وتعامله معها بطريقة ابهارية، ربما تتجاوز بخطوات الاهتمام بالخط الدرامى والموضوع الرئيسى وتفريعاته الجانبية.

لا شك أن الاهتمام بالتقنية يمنح ابهارا خاطفا وجاذبية مغرية للجمهور، وهذا يعنى تحقيق المزيد من الأرباح فى أكثر الأحوال، ولكن السؤال الذى يطرح دائما من قبل النقاد، هل يعنى ذلك أن الضحالة والبساطة قرينة دائما لهذه التقنية المتطورة؟ أم أن الأمر يختلف من مخرج الى آخر ومن فترة زمنية الى أخرى؟

يمكننا أن نعود الى شريط "بيولف" لنلمح أطراف اجابات على أسئلة تظل مفتوحة على الدوام، لأن الأشرطة الانسانية البسيطة، ذات الدراما الواضحة مازالت مسيطرة، ولاسيما من دول وأفراد، خارج اللعبة السينمائية فى هوليوود وما برحت هذه الاشرطة الانسانية تحصد الجوائز فى المهرجانات، بل يقبل الجمهور عليها وتوزع هنا وهناك.

مثلما تمت العودة الى اولئك "الفايكينغ"، وهم قراصنة البلاد المنخفضة من سكان الشمال الأوروبي، فيما يعرف اليوم باسم البلدان الاسكندينافية، فى شريط "الفارس الثالث عشر"، تتم العودة اليهم فى هذا الشريط، ولكن فى عام 507 بعد الميلاد من خلال أسطورة ذلك البطل الذى يعرف باسم "بيولف" والذى قتل الوحش والتنين، مخلصا البلاد من اشرارهما. إن هذا البطل يشكل جزءا من سلسلة الابطال الذين يجمعون بين التاريخ والاسطورة كما نعرفهم من خلال الملاحم التاريخية الكبيرة الشفهية والمكتوبة.

تراث شفهي

تعود الأسطورة إلى التاريخ القديم للدنمارك وهى من التراث الشفهى السكندنافى الذى تتناقله الاجيال، الى أن كتبت ملحمة بنفس الاسم باللغة الانجليزية القديمة. وجدت فى مخطوط وحيد فى القرن السادس عشر دون أن يعرف لها مؤلف، وهى بالطبع تنسب فى أهلها الى الأدب الجرمانى الذى يتصف بخصائص وسمات تميزه عن الأدب الاغريقي، ومن ذلك التعلق بالقبيلة وارضاء الحاكم ونصرته، وكذلك، وهو الأهم النزوع الى الايثار وحب الآخرين والدفاع عنهم، وهو أمر تفتقده المرويات الاغريقية بصفة عامة وكذلك الرومانية.

لم يهتم الشريط بالناحية الملحمية الشعرية واختار الكاتبان "روجر أفرى ونيل جريمان" الاتجاه نحو الدراما نفسها، فجعلا القصة هى المحور مع بعض التغييرات التى لا تؤثر على السياق العام، فى اقتباس يتغاضى عن المؤثرات الشعرية.

احتفال وتهديد

يبدأ الشريط بحفلة صاخبة كبيرة تقام بمناسبة افتتاح قاعة جديدة للمرح والشراب والصخب، وهى ايضا تستعمل كمخزن للمجوهرات والنفائس الملكية، ويشرف على الاحتفال "روثغار" الملك، الذى يعيش حالة من البهجة الجماعية مع زوجته الصغيرة وباقى افراد حاشيته.

لا يكدر صفو رونقار إلا ذلك الوحش "غريندل" الذى يأتى بين الحين والآخر محطما القاعة بكل ما فيها، وهذه هى المرة الثانية عشرة التى يتم فيها بناء القاعة من جديد بعد هدمها.

يظهر الوحش من جديد، يقل ويكسر ويلتهم من يريد وما لا يريد، ولكنه لا يقترب من الملك وابنه وزوجته، وعندما يعود الوحش "غريندل" منتصرا إلى بحيرته، نعرف ان له أما هى أقرب الى المرأة الأفعى، تخرج من الماء لتعود اليه، تتحدث مع ابنها بلغة صوتية غير واضحة، حيث يكشف لها عن ألمه بسبب ما يقوم به مضطرا، لأن جماعة الملك تصدر اصواتا مزعجة أثناء الشراب وتسبب له قلقا. ولذلك فهو يبادر بتحطيم كل شيء أمامه.

يقوم بدور روثغار الممثل أنطونى هوبكنز الذى انتعشت أدواره فى السنوات الأخيرة وصارت كثيرة، بصرف النظر عن أهميتها وطولها، فلقد شاهدنا له شريط "التكسير 2007" وشريط "كل رجال الملك 2006" وشريط "بوبى 2006" وشريط "البرهان 2005" وشريط "الوصمة البشرية 3003" وقبل ذلك أشرطة مثل ثلاثية هانيبال ونيكسون واسطورة الخريف والحافة وبقايا يوم وغير ذلك من الأشرطة.

فى جانب آخر تقوم بدور أم الوحش الممثلة "انجيلينا جولي" والتى لا نعرف سببا واضحا لاختيارها لمثل هذا الدور، فهو دور قصير نسبيا ولا يشكل اضافة فنية واضحة لها، إلا أنه يخدمها من الناحية الاعلامية والتجارية لانه دور متميز شكليا، فهى تمثل دور الأنثى المعنوية الفاتنة التى تسعى لجذب الرجال إليها، انها ليست بشرا ولكنها هجين تجمع بين الحيوان والانسان، وهى تعيش فى الماء، لها ذيل طويل، ويغطى جسدها العارى غطاء ذهبى لامع.

البطل المنقذ

يستدعى روثغار المنقذ "بيولف" من منطقة فيشلاند المجاورة "السويد" بحكم معرفته بأبيه ويسارع البطل العادة الى تلبية مطالب الآخرين، فيدخل مع جماعة من أنصاره الى القاعة الكبيرة المحطمة ويعرض للجميع قوته ويفتخر بنفسه.

بل يزهو ويختال ـ مثل باقى أبطال الملاحم ـ وسط اعجاب البعض واستنكار الآخرين ومنهم ابن الملك الحاكم "انفريت" ويقوم بدوره الممثل "جون مالكوفيتش" الذى يشعر بالكراهية تجاهه فى البداية، ولا يقتنع بما يمكن ان يقوم به.

يستعد "بيولف" لمواجهة الوحش بمعاونة انصاره وعندما يعود غريندل من جديد ويقتل بعض الاشخاص، يتمكن بيولف من القضاء عليه، حيث يستلقى على ظهره ويغرس فيه سيفه. وبالطبع كان هناك تصوير مثير للمعركة، رغم طولها استخدمت فيها التقنية الحديثة ولاسيما فى كيفية إظهار ملامح الوحش وحجمه، وكذلك اخفاء بعض ملامح الممثل "رى وينستون" الذى قام بدور بيولف، فبواسطة برامج الغرافيك واستخدام تقنية ثلاثى الأبعاد "3D" زيدت العضلات وزاد الحجم والطول ـ من متوسط الى ست بوصات وست أقدام.

مع تستر هلامى على تفاصيل الجسد العاري، حيث أصر بيولف على المواجهة وهو عار لأن الوحش يفعل ذلك ايضا.

هناك ممثل معين قام بدور الوحش "غريندل" وهو غريبس فلوفر، وفى الحقيقة لا يوجد إلا جسد الممثل الأساسى والباقى إضافات للوجه والأطراف، لأنه وحش يجمع بين الحيوان والإنسان.

وحش التنين

يقتنع الجميع بقاتل الوحش ومخلص الأبرياء فيتنازل روثغار له عن حجمه ويهدى له زوجته الصغيرة، ويرمى بنفسه من فوق منحدر الجبل ليصبح بيولف حاكما بديلا له، مع اقتناع الابن انفريت بهذا القادم الجديد، الذى لاحق الوحش وجاء برأسه وادعى أيضا بأنه قد قتل الأم ولكن ذلك لم يحدث.

هنا علينا أن نلمس الفروقات بين الملحمة والشريط، ذلك أن بيولف فى الملحمة الشعرية وفى قسمها الأول يعود إلى وطنه بلاد الغيتس ليبدأ رحلة جديدة أخرى وهى التخلص من التنين.

أما فى هذا الشريط فالأمر مختلف، حيث يبقى بيولف فى المكان الجديد الذى استقر فيه حاكما وخاض حروبا كثيرة لاستقرار حكمه.

هناك تفاصيل أخرى إضافية هى تمهيد لما سوف يأتى بعد سنوات قادمة حيث سيظهر وحش جديد هو أقرب إلى التنين الذى يطير ويتنقل من مكان لآخر لغرض الانتقام، وهذه المرة من الرجل الذى قتل أخاه غريندل.

من أطول مشاهد الشريط ذلك الصراع القاتل بين التنين وبيولف والذى بدا وكأنه قد استل من لعبة كمبيوتر لما فيه من مظاهر الصنعة التقنية التى ترمى إلى إرهاق الجمهور بالمشاهد الابهارية ولاسيما الطيران السريع لهذا التنين بين المرتفعات والجبال وهو ينقل بيولف.

إن التقنية هنا قد اعتمدت على استخدامات برامج الكمبيوتر ولو اعتمدت على الديكورات والمجسمات والتصوير الداخلى بالأستوديو لكانت الكلفة أكثر والدقة أقل والتجسيم أضعف.

الواقع الحقيقي

سوف نلحظ أن الشريط قد اعتمد على تقنية "الواقع الحقيقي" أى محاولة الاقتراب من الواقع والحقيقة، وربما أدرك ذلك الجمهور الذى يرتاد القاعات الكبيرة المزودة بتقنية خاصة، تستعمل فيها الشاشات الكبيرة وكذلك النظارات الخاصة التى يستلمها الجمهور لمشاهدة العرض خصيصا، وبذلك يمكن الإحساس بأن الممثلين أكثر اقترابا من الجمهور، وأن الأطراف المحذوفة والدمار المتناثر يكاد يلامس الجمهور، بل يجد الجمهور نفسه جزءا من المكان ومحتوياته وهذا هو المعنى المكتسب بإضافة عمق حقيقى للمكان بالإضافة إلى الطول والعرض، هذا الجزء الخاص بقتل التنين يأخذ مساحة كبيرة من الشريط وهو لا يضيف دراميا بعدا مؤثرا ولكنه مجرد إبهار تقنى يجد من يرحب ويعجب به.

إن الشريط ممتع ويحتوى على لحظات شيقة، بالإضافة إلى بعض الفترات المملة قليلا حيث تسعف التقنية فى إدراك الهدف وبلوغ الغاية بتحقيق الدهشة والغرابة فى أجواء أسطورية لا ينعدم اتصالها ببعض الرسائل والإيحاءات والشيفرات التى تزرع هنا وهناك فى أنحاء الشريط.

تلجأ أم الوحش "غريندل" إلى قتل جماعة بيولف ولا تترك إلا شخصية واحدة "ديغلان" المخلص إلى آخر الشريط، يقوم بالدور برندون غيلسون، فالإخلاص إلى الحاكم أو البطل تبقى هى النغمة المسيطرة على مثل هذه الأساطير رغم أننا نصل فى النهاية إلى استنتاجات جديدة ليست لها مقدمات، ولم يحاول السيناريو التمهيد لها.

أطروحات بلا مقدمات

من ذلك بعض الشيفرات التى تدل على المسيحية التى يتم اللجوء إليها فى اللحظات الأخيرة عندما يتحول بيولف نفسه إلى وحش، فقد قتل الوحش، ولكن هذا الحيوان استقر فى داخله، عندما يأتى موعد انهيار البطولة الفردية وتستيقظ الروح الإنسانية التى تدعم فكرة المحبة وتلاحم كائنات الحياة، بكل أنواعها وأشكالها وربما أحيانا عبث الصراع والدخول فى حروب مستمرة، حتى مع الوحش.

كما قلت لقد جاءت الإشارات المسيحية بطريقة مصطنعة ودخيلة فيها نوع من مراجعة الذات بعد تجربة ورحلة حياتية أساسها البطولة التى تعتمد على القتل والتدمير، ولكن من الصعب أن يتحول البطل الخارجى إلى بطل داخلي، تزرع فيه الأسئلة الصوفية والوجودية بلا مبرر أو تقديم أو أطروحات مقنعة وفق المنطق الداخلى للشريط.

يقول البطل بيولف: "أنا من يمزق ويثقب ويجرح ويحطم.. أنا من يحفر القبور ويقلع العيون بالصابع.. أنا الأسنان فى الظلام.. المخالب فى الليل.. الصلابة هى أنا وأنا اللهفة الحارقة والقوة.. أنا بيولف!".

يقول ايضا: "لو اننا قتلنا.. سيكون ذلك من أجل المجد وليس الذهب.".. هذه هى التعبيرات المرتبطة بالبطل الملحمى التاريخي، لكننا سوف نجده يتغير فجأة بعد رحلة الشقاء والبطولة الواهمة.

يقول بيولف فى نهاية الشريط: "زمن الأبطال قد ولى.. رب المسيح قد أنهاهم وتركهم مجرد "شهداء" يندبون حياتهم خوفا وخجلا!"

إشارات ضمنية

لقد زرع الشريط الأيقونات المسيحية أثناء معركة النهاية بين التنين وبيولف، لكنها ظلت مجرد إضاءات دخيلة، ربما وجدت من أجل تغيير مسار شخصية البطل ونقله من موقف إلى آخر.

هناك أيضا جانب خفى نسبيا، حاول الشريط من خلال السيناريو أن يجعله ضمنيا، وهو يتعلق بعلاقة "أم غريندل" بباقى الرجال، إذ أنها تقوم بإغواء الرجال من حين لآخر، فالوحش نفسه ثمرة علاقة بين روثغار وهذه الكائنة البحرية، أيضا أهمل الشريط عن قصد إكمال مشاهد اللقاء بين بيولف وأم الوحش، فقد طلبت منه إنجاب ابن لها بعد موت الابن الأول غريندل وبالفعل فقد ولد التنين وكبر ودخل فى صراع مع أبيه بيولف انتهى بموته.

إن الأم هنا لعنة مستمرة، لأنها تنجب أبناء الشر فى شكل وحوش ومخلوقات تهدد الإنسان بشكل مستمر، ولا قبل لأحد بالسيطرة عليها، إلا بالتغلب على الغواية والحد من الانجراف نحوها.

لا شك فى أن هناك بساطة فى طرح الموضوع، وهذه البساطة قادمة من الأسطورة الشعبية نفسها التى لا تتحمل أية إضافة تزيد من تعقيدها بصرف النظر عن الأهداف النبيلة الشكلية.

إن أبرز ما فى الشريط المؤثرات البصرية، وهى تفرض حضورا على القصة والشخصيات، خصوصا وأن الاستفادة قد تمت من وجوه الممثلين فقط، وأدخلت متغيرات على أجسادهم ببرامج إلكترونية خاصة.

رغم ذلك فقد برز بعض الممثلين بطريقة أو بأخرى، ومنهم "رى دينستون" الذى شاهدناه فى بعض الأشرطة وفى أدوار ثانوية ومنها "المغادرون 2005.. القطع النهائى 2004.. الملك آرثر 2004.. الحب والشرف والطاعة 2001"، هناك أيضا براندون غيلسون الذى شاهدناه فى بعض الأدوار السابقة كما فى "خياط بنما.. مهمة مستحيلة.. اذهب بعيدا.. الذكاء الصناعي.. عصابات نيويورك.. الجبل البارد.. مملكة السماء".

نجوم ولكن

رغم ذلك بعض الممثلين الآخرين لا مبرر لوجودهم مثل "جون مالكوفيتش" الذى قام بدور صغير لأن السيناريو جعله يتراجع من منافس وخصم لبيولف فى البداية إلى نصير له، رغم أن ابن الملك الحقيقى كان اقرب على أن يكون معارضا حيث تركت الساحة خالية بسيطرة وجهة نظر وحيدة يقودها البطل.

لهذا السبب وحده كتب الروائى الأمريكى "جون تشابلن جاردنر 1933 - 1982" رواية بعنوان "غريندل" يتبنى فيها وجهة نظر الوحش حيث نجد أن الإنسان البشرى هو الذى أسهم فى إخراج هذا الوحش إلى الوجود وهو له حقوق ينبغى أن ينالها، أهمها أن ينام فى هدوء بعيدا عن الصخب البشري.

تبقى الممثلة "أنجلينا جولي"والتى سبق لها أن قامت بدور الأم فى شريط "الاسكندر الأكبر" وفى مشاهد قليلة أيضا، رغم أنها تصنف باعتبارها نجمة لا تقوم إلا بأدوار البطولة كما فى أشرطة مثل "لاكروفت - أبعد من الحدود - السيد والسيدة سميث - الراعى الطيب" وغير ذلك من الأشرطة.

ومن الصعب تقدير قيمة الدور الجديد، فهو لافت للنظر وله جاذبية خاصة، رغم أنه لا يقارن من قريب أو بعيد بباقى أدوار الممثلة.

يبدو أن الشريط التاريخى الخيالى سوف يكون الحصان الرابح فيما سيأتى من أشرطة تنتجها هوليوود فى السنوات القادمة، وذلك بالاستفادة من التقنيات االمعاصرة التى يمكنها أن تقدم التاريخى بطريقة شيقة كما يمكنها أن تقدم الأسطورى بطريقة فيها الكثير من الجاذبية، ولكن كل ذلك على حساب تراجع القيمة الفكرية والدرامية بلا مبرر، إلا بذريعة النزول تحت طلب الجمهور والجمهور من ذلك براء.

العرب أنلاين في 17 يناير 2008