كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

بهمن قوبادي.. الوجه العالمي للسينما الكردية

ترجمة : نجاح الجبيلي (عن صحيفة نيويورك تايمز)

أصبح بهمن قوبادي معروفاً في عالم الفيلم حين أحرز فيلمه "وقت للخيول الثملة" جائزة أحسن فيلم أول في مهرجان كان السينمائي عام 2000. والفيلم هو تصوير مرعب لخمسة يتامى يصارعون لتأكيد وجودهم القاسي كونهم مهربي بضائع في الحدود الجبلية بين إيران والعراق. ولأن الفيلم أدرج كونه إيرانياً فقد لاحظ بعضهم أنه ليس ناطقا بالفارسية بل بالكردية. أصبح فيلم "وقت للخيول الثملة" أول فيلم ناطق بتلك اللغة يحقق شهرة عالمية، وهي اللغة التي منعت في المدارس الإيرانية منذ الأربعينيات، ومنذ ذلك الحين بإخراجه فيلمي "مرمي في العراق"- 2002 و "السلاحف تستطيع الطيران" -2004 أصبح السيد قوبادي الوجه العالمي للسينما الكردية الذي يرعى حركة صناعة الفيلم التي لم تكن موجودة سابقا في المناطق الكردية لإيران والعراق. وبالاشتراك مع مخرجين أكراد مثل "هينر سليم" ( فيلم "فودكا ليمون") و "جانو روزبياني" ( فيلم "جيان") أعطى السيد قوبادي " أخيراً صوتاً قوياً واضحاً للشعب المهمل لمدة طويلة الذي يشكل الأقلية العرقية الكبرى في الشرق الأوسط" كما يقول جمشيد إكرامي بروفسور الفيلم في جامعة "وليم باترسون" في مدينة "واين" بولاية نيوجرسي.

وآخر فيلم للسيد قوبادي هو "نصف قمر" ، وهو أحد الأفلام الستة التي جرى تكريمها من مجموعة واسعة من المخرجين في مدينة فيينا تحت إشراف المخرج بيتر سيلارس، و هو الفيلم الوحيد الذي يلتقي مع المعارضة السياسية على أرض وطنه. منعت السلطات الإيرانية أخيراً هذا الفيلم ولا شك أنها كانت منزعجة من تصوير صراع مدير مسرح كبير السن لإقامة حفلة موسيقية في العراق تضم غناءً نسوياً وهو نشاط ممنوع في إيران منذ الثورة الإسلامية. افتتح فيلم "نصف قمر" في يوم الجمعة على مسرح "إيماجين أشين" في نيويورك سيتي يلي ذلك إصدار وطني محدود.

في أواخر أيار تحدث السيد قوبادي في أربيل مع "بيتر سكارليت" المدير الفني لمهرجان تريبيكا للفيلم حيث عرض فيلم "نصف قمر" عرضه الأول الربيع الماضي في الولايات المتحدة وقام باباك راسي بترجمة تعليقات السيد قوبادي من الفارسية وهنا مقتطفات ما دار بينهما:

·         لقد صورت الأفلام في كل من كردستان العراق وإيران. هل كان الأمر أصعب هنا في العراق؟

- هذا المكان له صعوباته لكنها أقل بكثير مما في إيران. أشعر بأن لديّ حرية أكبر هنا. لا توجد ما يسمى الرقابة هنا. تستطيع أن تعمل ما تشاء على هذه الأرض. الصعوبة تكمن في جمع طاقم الإنتاج. في كردستان العراق وإيران لا يوجد لديهم متمرسون في السينما لصقل السيناريو أو مساعدون جيدون أو مديرو موقع. عليك أن تفعل كل شيء بنفسك. إنك تؤدي وظائف 15 شخصاً. عليّ أن أطرق الأزقة الخلفية للقرى لأجد الممثلين ومن الصعب إقناعهم وحتى إخبارهم ما هي السينما.

·         جميع أفلامك تدور على الحدود سواء بين العراق وإيران أو العراق وتركيا. لماذا كانت الحدود مفهوماً مهماً بالنسبة لك؟

- ولدت في "بانه" وهي بلدة حدودية قريبة جداً من إيران و منطقة خطرة جداً. هناك حوادث كثيرة بالغة الخطورة سواء أكانت نزاعاً داخلياً أو خلال الحرب مع العراق.والقرية التي اتخذتها ملجاً لي لمدة ثلاثة أشهر كانت المكان الذي صورت فيه فيما بعد فيلم "وقت للخيول الثملة". تعلمت معنى كلمة "الحدود" منذ الطفولة. كنت معتاداً على رائحة " الحدود". هناك 4 مليون كردي متفرقين في أربعة بلدان أو خمسة بعضهم في روسيا وأوربا أيضاً وهناك حدود بينهم. العديد من أفراد عائلتي يعيش في كردستان العراق وكان عليّ أن انتظر شهوراً أو سنة قبل أن يسمح لي بالذهاب لزيارتهم.

·         تؤدي الموسيقى دوراً بالغ الأهمية في أفلامك وفي الواقع هناك فيلمان من أفلامك تكون الشخصية الرئيسة فيهما موسيقاراً لماذا كانت الموسيقى بهذه الأهمية بالنسبة لك؟

- لو لم أكن مخرجاً لكنت موسيقياً. إني شغوف بالموسيقى. أصنع الأفلام مع الموسيقى. أتناول الطعام بمصاحبة الموسيقى. أنام وأنا أسمع الموسيقى. أفكّر بوجود الموسيقى. تجعلني الموسيقى أحلم، إنها ترسخ إبداعاتي. بإمكاني الرحيل مع الموسيقى. أغلق عينيّ وأستطيع السفر في أرجاء العالم مع الموسيقى. وواحدة تلو الأخرى تأتي القصص إليّ فأدونها.

·         لماذا تظهر أفلامك في السوق العالمي كونها إيرانية لكنها ناطقة بالكردية؟ وهل يسبب ذلك مشاكل لك داخل وطنك في إيران؟

- لم يسمح لي أحد أن أصنع فيلما بالكردية،وعلى مهل مع العديد من الابتسامات كنت قادرا على صنع الفيلم الأول الناطق بالكردية في تاريخ السينما العالمية. لكن على الرغم من إنني صنعت ثلاثة أفلام "عادية" والفيلم الرابع "نصف قمر" فإنهم قبل تصويره هاتفوني وأخبروني بعدم إخراجه بالكردية وأن يكون الحوار بالكردية بنسبة 20 % فقلت:"أنا كردي. إني كردي إيراني ولي حقوق على هذه الأرض". كردستان جزء من إيران ولهم الحق أن تكون لهم لغتهم الخاصة. لهذا صنعت فيلم "نصف قمر" لكنهم منعوه حتى الآن. والغريب أنهم لم يسمحوا لي بالعمل على الفيلم القادم.

·         ما هي علاقتك بموزارت في صنع فيلم في كردستان؟

- إن موزارت ليس شخصاً. إنه روح هي جزء من ملايين الفنانين في عالم اليوم. أردت أن أتكلم عن المواقف الصعبة أو محنة الفنانين الآن. لهذا أريكم "مامو" الموسيقار الذي هو بطل الفيلم عام 2007.

قبل مئتين وخمسين سنة كان لدى موزارت نساء يغنين في أعماله وأظهر لكم شخصية كردية تعيش في جزء من العالم لا تستطيع فيه النساء الآن في عام 2007 أن يغنين فيه. ترى أن هناك العديد من القصص الحزينة في هذا الجزء من العالم واعتقد أن الشرق الأوسط هو أسوأ جزء من العالم ومن سوء حظنا أننا نمتلك هذه المادة التي تسمى بالنفط . بسببه صرفوا النظر عن كل شيء ، الثقافة ، الفن ، الإبداع – كل شيء عدا النفط ، التجارة ، السرقة ، التسليح العسكري.

·         عملت دائماً مع ممثلين غير محترفين عدا فيلم "نصف قمر". هل ترغب العمل الآن مع نجوم كبار؟

- استخدمت ممثلين محترفين وكانوا في غاية الروعة. لكني أكثر ارتياحاً ، والأمر أقل تعقيداً مع المبتدئين مما مع المحترفين.لكن بالتأكيد في المستقبل سوف أبحث عن ممثلين محترفين ثانية , وأبحث عن نجم أميركي لمشاريعي القادمة ، ممثلة تأتي للعمل معي. لديّ مشروع مزيج من الإنكليزية والكردية وهي فكرة تساعد في انتشار أفلامي في بلدان أخرى ليراها الكثير من الناس لأن الأفلام المستقلة كانت ضحية وهي من الفقر بحيث لا تستطيع أن تشق طريقها بسهولة. ماذا نفعل لنهرب من هذه المحنة؟ في رأيي الحل هو في استخدام النجوم. إذا استطعت أن تجلبهم إلى حظيرتك الأسلوبية الخاصة وهي إحدى الأفكار التي أود أن أحاولها وستكون مشاركة "أنجيلا جولي" فكرة عظيمة.

المدى العراقية في 16 يناير 2008