عمان ـ
القدس العربي : تستضيف دارة الفنون بعمان ـ مؤسسة خالد شومان
ابتداء من يوم الثامن من الشهر الجاري مجموعة من العروض السينمائية السورية
التي
يشتمل عليها مهرجان عدسة علي سورية: ثلاثون عاماً من السينما
السورية المعاصرة ،
وهو مهرجان متنقل يقام بالتعاون مع مؤسسة آرت إيست. وتستهل العروض التي
تبدأ بفيلم
أحلام المدينة للمخرج محمد ملص أما الأفلام الأخري فهي: طبق السردين أو أول
مرة
أسمع فيها عن إسرائيل ، و هنالك أشياء كثيرة كان يمكن أن يتحدث
عنها المرء للمخرج
عمر أميرالاي، و أيدينا و ليالي ابن آوي لعبد اللطيف عبد الحميد، و سينما
صامتة
لميار الرومي، و نور وظلال: نزيه شهبندر آخر الرواد لمحمد ملص وأسامة محمد
وعمر
أميرالاي، واليوم وكل يوم و نجوم النهار و صندوق الدنيا لأسامة
محمد، و إنهم كانوا
هنا لعمار البيك، و المنام لمحمد ملص.
هنا ملخص
لهذه الأفلام ومخرجيها: (أحلام
المدينة) ـ محمد ملص، انتاج 1983، 120 دقيقة هو فيلم أقرب إلي السيرة
الذاتية، نال
إعجاباً جماهيرياً واسعاً، وهو يمثل نقطة ارتكاز للسينما السورية في
المهجر، في
لحظة انبعاث ذكريات طفولة الطبقة العاملة. حصد فيلم أحلام المدينة إحدي
عشرة جائزة،
منها جائزة تانت الذهبية في مهرجان قرطاج السينمائي (1984)،
وجائزة الزيتونة
الذهبية في مهرجان فلنسيا للسينما في إسبانيا (1984).
(طبق السردين) ـ أو أول
مرة أسمع فيها عن إسرائيل - عمر أميرالاي، سورية/فرنسا انتاج 1997، مدته 17
دقيقة
سمعت عن إسرائيل للمرة الأولي عندما كنت في بيروت، وكان الحديث حول صحن من
السردين،
كنت في السادسة من عمري، وكان عمر إسرائيل آنذاك سنتين . برفقة
المخرج محمد ملص
يقوم أميرالاي بزيارة لقرية القنيطرة السورية المدمّرة.
(هنالك أشياء كثيرة كان
يمكن أن يتحدث عنها المرء) عمر أميرالاي، سورية ـ فرنسا، انتاج 1997، مدته
50 دقيقة
يصغي عمر إلي الكلمات المؤثرة لصديقه الكاتب سعد الله ونوس
قبيل رحيله بشهور، والتي
يتأمل فيها جيلاً أرهقته خيبة الأمل بسبب الصراع العربي الإسرائيلي
.
(أيدينا)
إخراج عبد
اللطيف عبد الحميد، عام 1982، هذا هو الفيلم القصير الأول لعبد اللطيف
عبد الحميد الذي تنتجه المؤسسة العامة للسينما، وقد أخرجه بعد عودته إلي
سورية من
الاتحاد السوفييتي. أيدينا عبارة عن بحث مرئي حول اليد العاملة
وإيماءاتها. (ليالي
ابن آوي) عبد اللطيف عبد الحميد 1989، مدته 102 دقيقة.
يتتبّع
الفيلم حياة عائلة
تعمل في الفلاحة، تُمضي نهاراتِها في حراثة الحقول، ويتداخل في
لياليها عويل ابن
آوي المُهَدِّد، (سينما صامتة ) ميار الرومي، سورية/فرنسا انتاج 2001 مدته
29
دقيقة. بعد تخرجه في برنامج لدراسة الأفلام بباريس، عاد ميار إلي مسقط رأسه
بدمشق
متحمساً للعمل في السينما، وعندما رفضت الرقابة سيناريو فيلم
يريد إنتاجه، استلهم
ميار فكرة جديدة لفيلم هو بمثابة صورة ذاتية لمنتجي الأفلام السوريين الذين
عانوا
من
الرقابة. كانت الخلاصةُ فيلماً وثائقياً جريئاً حول طبيعة العمل السينمائي
في
سورية، (نور وظلال) نزيه شهبندر آخر الرواد محمد ملص وأسامة
محمد وعمر أميرالاي،
سورية/فرنسا ـ 1994ـ 52 دقيقة
أصبح نزيه
شهبندر بعد أن تأهل كفني كهرباء،
مفتوناً بالتكنولوجيا وإنتاج الأفلام. وهو أحد رواد الإنتاج السينمائي خلال
حقبة
الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. أنشأ استوديو في سنة 1947 وزوده
بأجهزة
صنعَ معظمها بيديه. وقام بكتابة سيناريوهات وعمل سينوغرافيا
للعروض المسرحية، واخترع طرقاً جديدة لتسجيل الصوت وبثه. كما قام كمخترع
متحمس بإنتاج وإخراج أول
فيلم سوري ناطق. كان حلمه أن يصور ويعرض فيلماً ثلاثي الأبعاد. نور وظلال
فيلم
وثائقي عبارة عن مقابلة مطولة مع شهبندر، (اليوم وكل يوم) أسامة محمد،
سورية ـ 1986
ـ 13 دقيقة أول فيلم وثائقي قصير يخرجه أسامة بعد عمله مع
المؤسسة العامة للسينما.
يتتبع هذا الفيلم أطفالاً في مرحلة الحضانة وهم يتعرضون للمرة الأولي في
حياتهم
لأفكار ومبادئ التربية والتعليم والتكيف والالتزام الاجتماعي.
(نجوم النهار)
أسامة
محمد ـ 1988 ـ 115 دقيقة يتحوّل حفل زواج ثنائي في قرية صغيرة إلي دراما
مثيرة بعد هروب عروس ورفض الأخري المضي بالزواج. الفيلم مليء الفكاهة
اللاذعة
والنقد السياسي الحاد من خلال كشفه لتسرب العنف والبطش إلي
وحدة العائلة في المجتمع
الذكوري. نجوم النهار أول فيلم طويل لأسامة محمد، وما يزال عرضه ممنوعاً في
سورية.
تم
اختيار الفيلم لجائزة خمسة عشر مخرجاً خلال مهرجان كان السينمائي
(1988).
(صندوق الدنيا) أسامة محمد، سورية ـ 2002 ـ 113 دقيقة. يعد هذا الفيلم ّ
تحية لفيلم التضحية لرائد السينما السوفييتي المنفي أندريه
تاركوفسكي، وقد عُرض في
مهرجان كان السينمائي (2002). يتميّز هذا الفيلم بالعمق والجمال في الجانب
البصري،
مما وضع أسامة، خريج مدرسة السينما السوفييتية، في مكانة مرموقة كصانع
أفلام
ماهر(إنهم كانوا هنا) عمار البيك ـ 2000 أبيض وأسود
في
محاولة لاستيعاب نهاية
عصر الصناعة والتأقلم معه، يقدم إنهم كانوا هنا دراسة متراكمة أنيقة وبليغة
ومليئة
بتجارب الحياة وذكريات وصور ارتجاعية تخبو. يرسم عمار البيك صورة ملتقطة
للمساحة
العامة، والتأمل الشخصي، والواقع العابر.
(
المنام ) محمد ملص 1981 ـ 45 دقيقة.
صُوِّر الفيلم في مخيمَي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان قبيل
المذبحة
التي حصلت سنة 1982. الذكريات والأحلام مرجعيةُ هذا الفيلم الوثائقي، وليس
الواقع،
وفيه يتحدث الأطفال والمسنّون والمقاومون عن يومياتهم الملأي
بالكوابيس التي تؤشر
علي ما فقدوه: الوطن، والحياة الكريمة.
القدس العربي في 16
يناير 2008
|