كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

زوم
حفل توزيع الاوسكارات بات مهدداً بالإلغاء!!!

محمد حجازي

نجح كتّاب السيناريو الاميركيون ومعهم تضامن الممثلون عبر نقابتهم الرسمية في إلغاء حفل الغولدن غلوب الذي كان مقرراً يوم أمس الأحد في الثالث عشر من كانون الثاني/ يناير الجاري بعدما تأكد لجمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود أن أحداً لن يحضر وبالتالي تم الاكتفاء أمس بإعلان الفائزين في 25 فئة للأعمال التي ظهرت على الشاشتين عام 2007، من خلال بيان وزع على الاعلاميين، وبالتالي لم تنقل (NBC) الحفل المعتاد سنوياً الى ملايين المشاهدين عبر العالم، ولم تتح الفرصة لرواد السينما أن يسجلوا ردة فعل هذا النجم أو ذاك بعد إعلان فوزه، أو خسارته، كما غابت الصور الأليفة لهم وهم يعبّرون عن مشاعرهم تجاه مخرج أو أهل، أو شخص معين·

ونحن لم نرصد هذا الحدث السلبي إلا لكي نعبّر عن إعجابنا بهذا الاداء النقابي المبرمج والمميز والمنظم، الذي بدأه كتّاب السيناريو في 6 تشرين الثاني / نوفمبر 2007 وما زال مستمراً الى اليوم، وجاء الموقف الداعم بقوة من الممثلين حين أعلنت نقابتهم تضامنهاالكامل مع الكتّاب في معركتهم مع المنتجين للفوز بنسبة من أرباح النظم الرقمية في توزيع وبيع النتاج السينمائي· الكتّاب أضربوا ولم نسمع ولو عن كاتب واحد شذ عن إجماع زملائه وخالف ما اتفق عليه، وكذلك عندما قالت نقابة الممثلين لن نحضر حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب، لم يقل واحد، ولو واحد فقط أنا سأحضر، وإذا بالنقاد الاجانب في لوس أنجلوس وعددهم 80 يتفقون على إلغاء الاحتفال والإكتفاء بإعلان رأي النقاد في 25 فئة·

وإذا كانت الافلام التي تُصوّر حالياً تعتمد على عقود سابقة فإن الحذر من المرحلة اللاحقة التي تصبح فيها شركات الانتاج بحاجة لسيناريوهات جديدة كي تنظم تواصلاً في التصوير، إضافة الى ما بات متوقعاً من إمكانية إلغاء حفل توزيع الاوسكار اذا ما أصر الكتّاب والممثلون وما يقال عن إنضمام المخرجين اليهم في الاضراب، على الإمتناع عن المشاركة وعرقلة إقامة الحفل·· وهذه ستكون واحدة من أقوى الضربات التي يسددها الكتّاب الى وجوه المنتجين، وبالتالي خسارة مادية ومعنوية لأولى جوائز السينما العالمية··  

 

أحمد حلمي مضروباً بثلاثة في: "كده رضا" ومتابعاً تميُّزه كوميدياً محترماً عن زملائه

جندي أميركي عائد من العراق سهر مع زميله ثم طعنه ودفنه عدة أجزاء

مافيا روسية في لندن مخترقة من سكوتلنديارد الشاهدة على جرائمها··· 

تتواصل العروض الجديدة على شاشاتنا، في وقت تشهد ايرادات معظم الافلام نوعاً من الرضى عند الموزعين وسط تدفق واسع للأشرطة الجديدة والضخمة من أنحاء العالم·

(In the Valley of Elah)

- يستند هذا الفيلم الى وقائع حقيقية صاغها وأخرجها وموّل انتاجها بول هاغيس الذي وضع سياق القصة مع مارك بال وجاء الفيلم في ساعتين وأربع دقائق، عملاً قلقاً، دموياً، صادقاً ويعبِّر عن المناخ المأساوي الذي يعيشه الجنود الاميركيون بعد عودتهم من العراق، وهو ما يوصف على أنه مماثل لما عاناه أقرانهم إبان حرب فيتنام، بعد عودتهم الى الحياة المدنية·

هنا قصة ميلودرامية عن عائلة ديرفيلد التي خسرت ولديها في الجيش الاميركي، الاول قضى في تحطم مروحية، وها هو الثاني يقضي على يد زملائه بعد عودتهم الى أميركا وذهابهم لتمضية سهرة معاً فكان أن حصل خلاف بينهم وطعنه زميل له 45 طعنة، ثم تعاون عليه الباقون وقطعوه إرباً ثم دفنوا الأشلاء في أرض غير بعيدة عن الثكنة الخاصة بهم هناك·

ينطلق الشريط من إتصال بوالد الجندي مايك وهو الرقيب هانك ديرفيلد (تومي لي جونز) المتقاعد، وسؤاله عن إبنه إذا كان في منزله، عندها ينطلق هانك لمعرفة مصير نجله فيزور مكان نومه في الثكنة ويتعرف على رفاقه ويستمع منهم الى أخبار عنه، ثم يقصد مكتب المساعدة القضائية للعثور على المفقودين، حيث تساعدة التحرية الجميلة إميلي ساندرز (شارليز ثيرون) التي تقدم له خدمات جلَّى في مجال الكشف عن حقيقة ما حصل لإبنه، ولولا عنادها وتهديدها لما استطاعت معرفة الحقيقة في كل ما جرى، خصوصاً بعد معرفتها بأن ضباطاً كباراً طلبوا عدم الكشف عن الموضوع منعاً للشوشرة·

يعترف أحد أصدقاء الشاب المغدور بأنه قتله، أمام هانك الذي نزل عند رغبة زوجته جين (سوزان ساراندون) وتركها تشرف مباشرة على أشلائه·

شكراً·· هي الكلمة الوحيدة التي قالها هناك لـ اميلي قبل المغادرة والعودة الى الديار بعدما خسر ولديه·

(Eastern Promises)

- شريط جميل وعميق وجريء للكندي ديفيد كروتنبرغ يتناول أجواء من المافيا الروسية في لندن بعد وقت قصير من الاضاءة على حضور الروس سلبياً في نيويورك من خلال فيلم (We Own The Night) لـ جيمس غراي·

مع كروتنبرغ بدت الصورة أكثر قتامة لأن عالم الجريمة هذا بدا منذ اللقطات الاولى دموياً من خلال حالات ذبح متتالية لأخصام، ولم تستعمل ولا رصاصة واحدة في أي عملية·

لكن ماذا في الفيلم الذي كتبه ستيفن نايت·

ببساطة شديدة، تصل صبية في الرابعة عشرة من عمرها تدعى تاتيانا (سارة جين لابروس) الى احدى الصيدليات وهي تنزف دما بغزارة فنقلت الى المستشفى حين أشرفت على حالتها القابلة القانونية آنا (نعومي واتس) وإذا بها تموت لحظة انقاذ طفلتها التي أطلقت عليها آنا إسم كريستين، وعثرت بين أغراضها على دفتر يوميات كشفت كامل أسرار وضعها فهي إعتدى عليها بالضرب كيريل (فنسنت كاسيل) نجل الزعيم سيمنيون، ثم أخذها الأب واغتصبها وكانت النتيجة حملها منه وإنجابها كريستين، وهي تفاصيل عرفها العجوز الصلب بالكامل عندما سلمته آنا نسخة عن دفتر المرأة الشابة الراحلة، لذا كان عليه التخلص من الصغيرة فأرسل كيريل الذي تصدى له نيكولاي ومنعه من ذلك لنعرف أنه عميل سكوتلنديارد من دون أن يتمكن أحد من اكتشافه وكشف شخصيته·

مورتنسن يجسد دوراً رائعاً فعلاً وقد بدا رجل مافيا حقيقيا الى درجة أن من يعرفه وهو يجسد أدواراً إيجابية لا يصدق أنه هو من يجسد هذه الشخصية، المرنة، الواثقة والفاعلة، خصوصاً في مواجهة الشاب الموتور كيريل مع الفرنسي فنسنت كاسيل، والذي يؤدي الشخصية هو الآخر بكثير من الخصوصية·

لكنه فيلم لا تطلق فيه رصاصة واحدة·· وهذا لا يعني أنه نموذجي لأنه ببساطة شديدة يعتمد على الذبح·· نعم أول مشهد من الشريط يقضي شاب ذبحاً من الوريد الى الوريد بموس وهو على كرسي الحلاقة، ثم يتعرض نيكولاي لمحاولة اغتيال في حمام السونا، ويهاجمه إثنان بالخناجر المعقوفة، لكنه يتغلب عليهما ويحوّل الصورة الى كليهما فيتعرض للعديد من الضربات والكدمات والجروح لكنه يقضي عليهما معاً·أما نعومي واتس فتبدو رائعة جداً في شخصية آنا، فهي القابلة التي لم تخف من متابعة قضية الام القاصر تاتيانا، بل بقيت معها الى النهاية ومن خلالها فازت هي بأمومة خانتها، وتمكنت من تحفيز سكوتلنديارد على الفتك بهذه المافيا·

المناخ البارد جداً في حركية أعضاء العصابات هذه، جعل رد الفعل الساخن يخدم بقوة الفعل الاجرامي وأثره، فقائد المافيا رجل عادي، هادئ، يستحيل التشكيك به بأنه من المافيا، فهو ودود، مبتسم على الدوام، ويمارس كل مستلزمات دعوات العشاء والغداء بنفسه، موحياً للجميع بأنه واحد منهم، لكن في لحظات نرى أثر شخصيته ونواياه مترجماً ميدانياً·

الفيلم قوي، وفيه مناخ إنساني عميق·

كده رضا

- يؤسس هذا الفيلم لحضور الافلام العربية المصرية تحديداً أكثر، وإن كانت أعمال كثيرة وصلت وتمثل موجة الكوميديا غير الفاعلة، وذات المستوى المتدني، أثرت سلباً على جماهيرية هذه السينما·

الثاني بعد هذا الشريط سيكون: هي فوضى، آخر أفلام يوسف شاهين ومعه مساعده خالد يوسف، ومن بعدهما: خارج على القانون (كريم عبد العزيز) وشيكامارا (مي عز الدين)·

أهمية: كده رضا، تكمن في أن بطله أحمد حملي يعتبر من أكثر فناني الكوميديا ثباتاً، وتوازناً، وإحتراماً لجمهوره، مما جعله مضرب مثل في خياراته، وفي النماذج التي اعتمدها لخدمة الكوميديا المحترمة، وهو هنا يتعاون مع المخرج أحمد نادر جلال في إنجاز متميز ومباشر عن نص لـ أحمد فهمي جيد الصياغة والفكرة وحتى المعالجة، وإن كان الفيلم ظهر في حقبة كركر لـ محمد سعد، وعندليب الدقي لـ محمد هنيدي، حيث لعب كل منهما أكثر من شخصية في كلا الفيلمين، أما حلمي فقد جسد ثلاث شخصيات دفعة واحدة· المهم أن تقنية إظهار الممثل الواحد في ثلاث حركات مختلفة داخل اللقطة الواحدة اعتمدت من دون أي خطأ فيها، فكان عندها ثلاثة من الفنان حلمي بملابس مختلفة وحركات مختلفة وحتى لوك مختلف لكن ضمن الكادر الواحد·

الوالد (لطفي لبيب) ويدعى هندي هو السبب فقد كان لصاً يسرق لكي يعيل عائلته، وعندما رزقه الله بثلاثة أبناء دفعة واحدة سجل واحداً منهم، وخبأ الباقين، فكان الثلاثة يتعاونون على الدوام في كل أمور حياتهم، ويؤمن واحدهم نجاح الآخر في أي مسألة تعترضهم، خصوصاً في الامتحانات المدرسية، حيث كانوا يتبادلون المقعد الواحد من داخل الحمامات فيدخل واحدهم ومعه الإجابة عن الاسئلة التي يأخذها من أخيه، ويكتبها بالكامل ويؤمن نجاح أخيه·

وتتلاحق هذه الصور على أجواء مختلفة، الى أن أصبحوا شباباً وبات واحدهم خجولاً، وآخر يشتري المشاكل بماله، وثالث يعيش على راحته، وتكون المسألة الاهم هنا حين يقع الثلاثة في حب فتاة واحدة (منة شلبي) ويتناوب الثلاثة على لقائها فتجد تبايناً بين شخصية كل منهم رغم الشكل الواحد وهي لا تدرك انها مع شاب له نسختان طبق الاصل في الصورة من دون المضمون والشخصية، والفهم·

وهم إستغلوا هذا الشبه الكامل بأن قاموا بأمور منافية للقانون، ونصبوا على الكثير من الناس، في وقت كان والدهم قد تاب وبدأ يصلي مبتعداً عن هذه الاجواء السلبية، فيما هم تبادلوا الادوار، فإذا كانت هناك ضرورة للمواجهة يذهب من له شخصية الصدام، وللمهمات العاطفية ثانٍ أقرب الى هذا المناخ، بينما الخجول كان يقع في مآزق كثيرة·

يظل المشاهد يتابع الثلاثة محاولاً ضبط المخرج وقد أخطأ في أي لقطة بينهم، فيما يتبين لاحقاً أن الفتاة التي أسرت قلوب الثلاثة كانت محتالة، وهي على علاقة بطبيب نفسي (خالد الصاوي) يصطادان معاً الزبائن ويضحكان عليهم ويأخذان مالهم· الشريط ليس فارغاً من المضمون على عادة الاشرطة الكوميدية·

اللواء اللبنانية في 14 يناير 2008