كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

إخترقوا المناطق الشائكة في حياة المصريين!

ثورة ودموع وابتسامات أبطال حين ميسرة في صالون

أعد الندوة أسامة صفار و نصر رأفت و هشام زكريا و مؤمن حيدة و محمد عزالدين و عمر السيد

علي مدي أكثر من ساعتين احتضنت أخبار النجوم في صالونها الفني أبطال 'حين ميسرة' في لقاء مفتوح عن هذا العمل المثير للجدل في حضور النقاد والجمهور بعد ان أزاح الفيلم الستار عن الوجه القبيح لتلك المناطق التي يعرفها الجميع ويخجلون منها ويتنكرون لها.

ولأن هذا العمل الفني اخترق المناطق المحرمة وفضح العلاقات الشائكة في العشوائيات.. كان لنا وقفة مع صناع ومبدعي هذه اللوحة التجريدية التي تعري الواقع بصراحة وقسوة، وتكشف بلا أدني خجل مايجري في الحديقة الخلفية لمصر.

تسلل خالد يوسف ورفاقه إلي البقع العشوائية السوداء التي تزحف سرا وجهرا علي جسد هذا البلد ووضعوا أيديهم علي مواطن الجوع والفقر والحرمان الذي يحرق كل القيم وينتهك كل الاخلاقيات الانسانية وينتج مجرمين وقطاع طرق وقتله كانوا مجرد أطفال تلهوا في الشوارع وتنام في كانتونات خشبية وعشوائية علي هامش القاهرة.

واصل نجوم الفيلم اعترافاتهم الجريئة والتي لاتقل جرأة عما قدموه علي الشاشة بلا تجميل ولا رتوش.

هنا في القاعة الكبري بأخبار النجوم وضمن سلسلة الندوات التي تنظمها المجلة لتناقش من خلالها العديد من القضايا الفنية، تفجرت العديد من المفاجآت وضجت القاعة بالابتسامات والدموع.

مساء الأحد الماضي، بدت الصالة الكبري لأخبار النجوم في حالة استعداد تام لاستقبال أبطال فيلم 'حين ميسرة' والاحتفاء بهم.. فإستقبلتهم أسرة أخبار النجوم بكل الود والحفاوة ليس لأنهم ضيوفها فحسب ولكن لأنهم قدموا عملا فنيا يحترم عقلية الجمهور ويناقش قضية جادة وخطيرة وجديدة علي السينما المصرية سواء إختلفنا أو اتفقنا مع مضمون الفيلم وطريقة تناوله لقضية العشوائيات وسكانها وما يحدث في دهاليزها من موبقات ومحرمات.

ألقت الكاتبة الصحفية آمال عثمان رئيس تحرير أخبار النجوم لكلمة افتتاح الندوة، وكأنها تقص شريط مشروع فني كبير تم إنجازه علي أكمل وجه.. وكعادتها في مثل هذه الأحداث الفنية في صالون النجوم أطلقت عبارات الود وباقات الترحيب الصادقة عبرت فيها عن تقديرها لأسرة الفيلم.

وقالت:

استطاع فيلم 'حين ميسرة' أن يقتحم بجرأة كبيرة وبصورة غير مسبوقة منطقة شائكة وعشوائية من جسد مصر ويتسلل إلي منطقة سرية ومعتمة من حياة المصريين وهو فيلم مهم للغاية نجح في أن يمثل قفزة كبيرة بعيدا عن موجة الكوميديا التي فرضت هيمنتها علي السينما المصرية لسنوات طويلة صحيح كانت هناك بعض الأفلام التي تمثل إرهاصات لبداية مرحلة سينمائية جادة ومختلفة ولكن الصحيح أيضا أن هذه الأعمال تحولت إلي تيار جاد.

ثم توجهت الكاتبة الصحفية بعد ذلك إلي ادارة الندوة وتوجيه الأسئلة بين الحضور ونجوم الفيلم وبدأت بالسؤال للمخرج خالد يوسف قائلة

وقع اختيار علي قضية العشوائيات كيف اخترت قضية فيلم العشوائيات؟!

قضية العشوائيات سيطرت علي تفكيري منذ ثمانينيات القرن الماضي حتي أنني أجريت حولها اكثر من عشرة أبحاث وجاءت اللحظة الحاسمة تحدثت مع السيناريست ناصر عبدالرحمن أثناء تصوير فيلم 'هي فوضي' وطلبت منه كتابة فيلم عنها لأنه أكثر شخص يستطيع الكتابة عن العشوائيات فنشأته كانت وسط تلك المناطق حيث قضي حياته في حي روض الفرج وتعايش مع القضية علي الطبيعة بعكس الذين يتحدثون عنها من خلال البرامج التليفزيونية أو من علي أحد الكباري.. ويضيف خالد عرضت الفيلم علي المنتج كامل أبوعلي وهو صاحب الفضل في هذه المغامرة الناجحة لأنه تشجع لقضية الفيلم واتفق معي في أن نشر حالة سكان العشوائيات يستحق الاهتمام. حتي أنه أثبت قمة جراءته عندما أخبرته بأننا رشحت عمرو سعد بطولة الفيلم.. وعندما بدأت تصوير الفيلم كانت مخاوفي تتركز في عدم تواصل الجمهور مع الفيلم لغرابة موضوعة وجرأته ولكن احترامي لهذا الجمهور جعلني أبذل مجهودا مضاعفا وأستغل كل ما تعلمته طوال السنوات الماضية لخلق هذا التواصل وكنت حريصا علي مخاطبة وجدانه وتحريك عقله.

وقالت الكاتبة آمال عثمان للمخرج خالد يوسف:

منذ عام ونصف إلتقيت بك في أحد البرامج التليفزيونية ووقتها قلت إنك تتمني أن تقدم عملا سينمائيا يحظي بجماهيرية واسعة مثلما يقدم بعض المخرجين.. فهل كانت عينك علي شباك الايرادات وأنت تصنع هذا الفيلم؟!

ورد خالد يوسف قائلا: لم يكن هدفي أن أقدم فيلما يغازل شباك الايرادات ولم تكن عيني علي هذا الشباك، بل كانت عيني علي الجمهور ولايهمني الايرادات بالدرجة الأولي وهذا هو الفيلم الوحيد بين أفلامي الذي لاترتبط قصته بتحقيق الايرادات وكنت حتي قبل عرض الفيلم بأيام أشك في أن يحقق 'حين ميسرة' أي إيرادات تذكر ولو حتي 3 جنيه!

ووجه أحد القراء سؤالا للمخرج قائلا:

وماذا كان موقف منتج الفيلم كامل أبوعلي من هذه المغامرة الفنية التي تغوص بين ركام العشوائيات؟!

قال خالد يوسف:

لم أخدع المنتج وصارحته بالحقيقة وقلت له إنني أراهن في هذا الفيلم علي الممثل عمرو سعد كبطل لأول مرة وأراهم أيضا علي هذه القضية فقال لي أنه لو خسر كل أمواله التي دفعها لانتاج هذا الفيلم سيعتبرها زكاة علي سكان هذه المناطق العشوائية لأنهم يستحقون أكثر من غيرهم.

والمنتج كامل أبوعلي ضحي بتسعة ملايين جنيه ووضعها رهن هذا العمل الشائك بممثل جديد.

صعوبات

تلتقط الكاتبة الصحفية خيوط الحوار قائلة:

اشتكبت مع مؤسسات سياسية واجتماعية بسبب جرأتك في التطرق لكثير من المناطق الشائكة.. فهل هذا الاشتباك جعلك تتأثر أو تتردد أو حتي أن تفكر في أن ذلك سيؤثر علي الفيلم عندما يعرض علي الرقابة؟..

قال خالد يوسف عمري ما شعرت بالخوف. لأنني مؤمن بأن أسباب تخلفنا كعرب بشكل عام وكمصريين بشكل خاص هو أننا نعيش في خوف طوال الوقت ولهذا حاولت التغلب علي مخاوفي بكل الأشكال ومن ضمنها الخوف علي أسرتي.. ويقول خالد عن الخوف: شعرت بالخوف ذات مرة وكان هذا من خلال أحد البرامج التليفزيونية حيث تعرضت لاستفزاز شديد وكنت علي وشك التحدث بكلام ممكن 'يوديني في داهية'.. وللحظة تذكرت يوسف إبني وترددت وحاولت التماسك ولكنني عشرت بإختناق وبعد ثوان تغلبت علي ذلك الخوف و'شتمت' ابني وقلت 'يلعن أبو 'الأبوة' التي تجعلني أقول كلام ليست راضيا عنه.. وفي تلك اللحظة تأكدت من أنني تخلصت من تيمة الخوف وعقدت العزم علي الا أقول إلا ما أقتنع به وأشعر بأنه صادق ونابع من داخلي وأن أتحدث عن قضية الجماهير التي انتمي إليها.. ولهذا فقد خضت معارك كثيرة من أجل التعبير عن الناس وكان من الممكن أن أسجن بسببها وأن يتم إبعادي عن العمل السينمائي.. فمن أجل هذا الوطن أنا وأنتم قد نقول الصدق في وطن لايتحمل الصدق.

شجاعة

عند هذه الجملة 'الهتافية' تتدخل الكاتبة آمال عثمان قبل أن تنتقل إلي سمية الخشاب قائلة 'كلنا نرفض ذلك تماما ونعي جيدا أنه لايوجد فيلم أو عمل في الدنيا يمكن أن يسيء إلي سمعة مصر المحفورة بداخلنا جميعا بل علي العكس فلابد أن نكون أكثر جرأة وشجاعة في مواجهة مشكلاتنا حتي تظل مصر قوية كما هي.. وتضيف قائلة أن سمعة مصر لايجب أن تكون هي الشماعة التي يتم التعليق عليها عند القيام بأي عملية لقمع حرية التعبير.

نواب البرلمان

خلال الندوة حرصت الكاتبة الصحفية آمال عثمان علي أن يجيب خالد يوسف علي الانتقادات والمشكلات التي واجهت الفيلم من بعض النقاد فقد ضامني يخص قضيته تحت قبة البرلمان ومطالبة عادل أديب بعرض الافلام علي الشرطة فبادرته أولا بقولها:

ما رأيك في صورة رجل الشرطة في الأفلام الأخيرة ومن ضمنها فيلمي (هي فوضي) و(حين ميسرة) خصوصا فيما قاله المخرج عادل أديب من وجهه نظره عن ضرورة عرض تلك الأعمال التي تتحدث عن رجل الشرطة علي جهات الشرطة؟

.. أجاب خالد يوسف في دهشة: طلب المخرج عادل أديب هو طلب غريب، فكيف يطلب أحد صناع السينما أن توضع رقابةعلي الأقلام من قبل أجهزة الشرطة أو جهات أخري فقانون الرقابة ينص علي الحفاظ علي سلوك المجتمع وآدابه والحفاظ علي النظام العام وهذا يغلق كل الأبواب، فلابد أن أحلم بالأفضل مثلما حلم قاسم أمين بتحرير المرأة وقبل في وقتها أنه زنديق وأرجو من المخرج الكبير أن يراجع نفسه عما صرح به لان ذلك يعتبر تدميرا لعملية الابداع وتدمير للسينما وللمبدعين، أما عن صورة رجل الشرطة فأظهرته في صورة سيئة من خلال فيلم هي فوضي وحين ميسرة، ولكن في فيلم خيانة مشروعة أظهرته في صورة بطل كان يبحث عن الحق للمجتمع، وهذا يدل علي انه ليس هناك موقف معاد ضد رجل الشرطة، فالانسان فيه الجيد والسيء، وأريد أن أعلق علي مشهد رجل الشرطة وهو يركع للبطل حتي لايقتله فهذا المشهد لايمس كرامة رجل الشرطة لأنه في تلك اللحظة تجرد من وظيفته عندما وضع في محك بين الحياة والموت وهو يمكن ان يقوم به أي انسان في تلك اللحظة اذا كان ضعيفا أو خائفا من الموت، وهو ما حدث في فيلم (المشبوه) لعادل امام وفاروق الفيشاوي، فهذا موجود ورجل الشرطة البطل موجود أيضا، والذي يعلق علي ذلك لديه ضيق أفق لأننا جميعا نبحث عن مستقبل هذا البلد، فلا أزايد علي أحد في وطنيته ولا أقصد ظهور ضابط الشرطة في شكل سيء.

أخبار النجوم في 12 يناير 2008