كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

«حين ميسرة»..

رؤية فكرية تُثير الجدل فى مصر 

القاهرة ـ العرب أونلاين ـ وكالات: يثير فيلم "حين ميسرة" لخالد يوسف الذى يصور حال العشوائيات التى تنتشر فى العاصمة المصرية فى اطار درامى قاسى الجدل بشأن قيمته الفنية ورؤيته الفكرية بعدما استطاع ان ينافس بشكل جيد على ايرادات موسم العيد.

فرغم ان الفيلم يتناول أحوال العشوائيات المتردية وأوضاع سكانها البائسة الا ان الصيغة الدرامية التى وضعها كاتب السيناريو ناصر عبد الرحمن أثارت الكثير من الجدل.

فقد اعتبره بعض النقاد رؤية جيدة لقسوة الواقع فيما رأى آخرون انه تناول بشكل فج موضوع العشوائيات مركزا على الجوانب السوداوية وليس على البعد الانسانى لسكان هذه المناطق الفقيرة.

ورأى الناقد سمير فريد ان الفيلم "من أهم الأفلام التى اخرجها خالد يوسف ويصور الحالة كما هى فى مصر".

فى المقابل رأى المخرج السينمائى دواد عبد السيد ان "الفيلم أفضل من غيره من الأفلام من حيث تطرقه لموضوع العشوائيات دون الخوض فى الجانب الفنى خصوصا وانه من الضرورى جذب الانتباه الى الأزمات الاجتماعية التى يعيشها المجتمع المصرى بدلا من الأفلام التى ليس لها مضمون".

فى المقابل اعتبر الناقد السينمائى فى اسبوعية العربى الناصرية طارق مصباح ان سيناريو الفيلم "لم يجسد جيدا واقع الشخصيات المعاش وأحلامها المؤجلة وآمالها التى لاتتحقق".

واشار الى انه قدم "صورة نمطية للبطل الذى يقوده الفقر والقهر وكذلك الاذلال وتعذيبه من قبل الأجهزة الأمنية بالضرورة الى الانضمام الى الجماعات الاسلامية وكذلك للفتاة القادمة من الريف التى تجبر على الانحراف".

ورأى ان الفيلم "يعتبر استغلالا لحالة انسانية قدمت بشكل فج وعلى أساس تجاري" حيث يتضمن الكثير من الايحاءات الجنسية ويتطرق الى العلاقات الشاذة.

وشاركته الرأى الناقدة منى الغازى معتبرة ان "هناك فشلا فى النص السينمائى من حيث القفزات الزمنية المفككة للحدث الدرامى وضعف روابطها الى جانب تدنى لغة الحوار التى تتناسب مع شخصيات مثل الشخصيات التى كتبها المؤلف".

واكد الناقد سيد محمود "ان الفيلم يناقش موضوع العشوائيات بناء على فكرة جاهزة شمولية تحدد لجمهور السينما رؤية المخرج التى قدمت بطريقة فجة" مقارنة بأفلام سابقة "تعاملت مع العشوائيات بطريقة فنية جميلة بعيدة عن الفجاجة التى تعامل بها الفيلم مع هذا القطاع من المجتمع".

واورد على سبيل المثال "فيلم داود عبد السيد الجميل"، "سارق الفرح" الذى كان لشخصياته وأحلامهم وتاريخهم بعد جمالى فنى والذى شكل تحذيرا مبكرا ومهما للمجتمع من تزايد هذه الظاهرة الى جانب فيلم "أحلام هند وكاميليا" لمحمد خان و"ليه يا بنفسج" لرضوان الكاشف قبل اكثر من عشرة أعوام من ظهور فيلم خالد يوسف".

من جانبها انتقدت الناقدة علا الشافعى "الرقابة على المصنفات الفنية لعرض فيلم بمثل هذه الفجاجة دون تحديد الفئة العمرية التى يمكن لها ان تحضره".

واوضحت "رغم عدم موافقتى على تدخل الرقابة الا ان الرقابة فى كل العالم تحدد العمر المسموح له بمشاهدة نوعيات محددة من الأفلام".

ويتطرق الفيلم الى حياة سكان العشوائيات من خلال أربعة محاور أولها الفقر الذى يعيشونه وانسداد افق المعيشة من خلال عائلة عمرو سعد وهالة فاخر والثانى يتعلق بالفتاة الريفية "سمية الخشاب" التى ترغم على العمل كبائعة هوى وراقصة.

والمحور الثالث حياة أطفال الشوارع من خلال الطفل الذى أنجبته سمية الخشاب من علاقة بعمرو سعد والذى ألقت به الى الشارع لضيق ذات اليد.

والمحور الرابع تعامل رجال الأمن مع أهالى العشوائيات فى صراعهم مع الجماعات الارهابية وتعذيبهم المواطنين دون وجه حق.

ويقول خالد يوسف ان هذا الفيلم "من أهم أفلامى وأعتبره فيلمى الأول مع اعتزازى بأفلامى السابقة".

من جهته اعتبره المؤلف ناصر عبد الرحمن "بداية ثنائى يقترب من تجربة المخرج الراحل عاطف الطيب وكاتب السيناريو بشير الديك" فى اشارة الى أحد أهم التجارب الناجحة فى السينما الواقعية فى مصر.

ميدل إيست أنلاين في 7 يناير 2008