كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

نجوم 2007

إعداد: فاطمة داوود ومحمد عبد الرحمن

إنه عام الكوارث بامتياز! هكذا يمكن اختصار المشهد الفني خلال 2007: المغنّون العرب ليسوا في مواقع يحسدون عليها، والمنتجون يفكّرون ألف مرة قبل إصدار أي جديد، فيما المهرجانات تعيد حساباتها بحثاً عن جمهورها الضائع... لكن مهلاً، هناك من اختار المجازفة: برامج اكتشاف النجوم صامدة أكثر من أي وقت مضى في ديار العرب،وشركات الإنتاج ماضية في توقيعا لعقود الاحتكارية. أما الفضائيات فتنفق ثروات طائلة على برامجها الفنية... أما زالت الساحة تتسع لمزيد من النجوم؟

 

مخاضٌ عسير

جورج موسى

المشهد الفنّي في 2007، جاء هزيلاً، خالياً من النجوم، مثل السماء الملبّدة بالغيوم، في ليالي الشتاء القاتمة. مرّ عام كامل من دون حدث يذكر، لذا يبدو من الصعب اليوم أن نتحدّث عن إنجازات.

في وسط فنّي تحوّل إلى بازار كبير، أعطت التلفزيونات وشركات الإنتاج كل من تسوّل له نفسه الحق في استغلال «متر مربع» على الساحة: يرقص فوقه ويغنّي أو حتى يتثاءب. لا يهمّ، يفعل ما يحلو له قبل أن يختفي. من هنا، قد لا يبدو مبالغاً الحديث عن ملل الجمهور من كثرة المغنّين، وزحمة الكليبات، وانتشار المهرجانات الباهتة... أغنية واحدة تكفي؟ هذا كان في السابق. في 2007 انقلبت المعادلات: شركات الانتاج تكبدّت خسائر فادحة، وبرامج اكتشاف الهواة فقدت وهج أيام زمان. ثم جاء الصيف ليقطع الشك باليقين: حتى جمهور المهرجانات عزف عن حضور حفلات الكبار! وإذا بالفنانين يجدون أنفسهم أمام معضلة حقيقيّة، بفعل تبدل ذائقة الجمهور، وضعف إنجازاتهم الفنية، وتغيّر متطلبات السوق.

هل يعني ذلك أن 2007 شكّل مرحلة انتقالية قد تنقذ الأغنية الدارجة من أزمتها المستفحلة؟ الجواب هنا، في هذا المكان، بعد عام كامل من الآن.

 

جوائز

لم تعد الجوائز التي توزع هنا وهناك، تحظى باهتمام صحافيّ وجماهيري كما كان يحدث في السنوات الماضية... إذ فقدت معظم المهرجانات المعنية بتقويم الأعمال الفنية صدقيّتها، فأثارت الكثير من الجدل المستمر حتى الآن. في 2007، نال عمرو دياب جائزة الـ World Music Award للمرة الثالثة. كما فازت نانسي عجرم وتامر حسني بجائزتي أفضل مغنية ومغنٍ في Music Award Mobinil. أما لجنة الـMurex D’or، فاختارت نانسي عجرم ويارا أفضل مغنيّتين لبنانيتين، ووائل كفوري أفضل مغنّ لبناني، وأصالة أفضل مطربة عربية، وصابر الرباعي أفضل مطرب عربي، وحسين الجسمي النجم الخليجي الأول. فيما نال سعيد الماروق جائزة أفضل فيديو كليب عن «إحساس جديد» لنانسي عجرم، مناصفةً مع جهاد الهبر عن «ارتحلك قلبي» لدارين حدشيتي.

 

إصدارات

لم يكن 2007 استثنائياً في سوق الكاسيت: الإخفاقات توالت في هذا العام أيضاً، والقرصنة قضت على الأخضر واليابس. لكن المشهد الذي استمرّ طيلة أشهر السنة، تبدّل قليلاً في الأسابيع الأخيرة، مع انتهاج «روتانا» سياسة خفض سعر الـ cd إلى أربعة دولارات، علماً بأن الشركة السعودية كانت المنافسة الوحيدة في الميدان. حتى الشركات الأخرى سجّلت حركة ملحوظة، لكنّها لم تحدث الصدمة الإيجابية التي تخوّلها دخول السباق. هكذا بقيت «روتانا» التي ضمت إليها العام الماضي نوال الزغبي وشيرين، الأولى مع إصدار عدد من الأعمال، أبرزها: أبو بكر سالم (احتفل بالجرح)، محمد عبده (محمد عبده 2007)، كاظم الساهر (يوميات رجل المهزوم)، معين شريف (قلبك طيب)، نجوى كرم (هيدا حكي)، أنغام (كل ما نقرب)، أصالة (سواها قلبي)، صابر الرباعي (الغربة)، عمرو دياب (الليلة دي)، فارس كرم (يقبرني)، محمد فؤاد (ولا نص كلمة)، وائل كفوري (بيحنّ)، حسين الجسمي (احترت اعبر)، دويتو نجوى كرم وملحم بركات (بالسنة)، عبد الله الرويشد (عبد الله الرويشد 2008)، وإليسا (أيامي بيك)...

ومن أبرز الأسماء التي خاضت المنافسة خارج عباءة الشركة السعودية: نانسي عجرم مع «شخبط شخابيط» وهاني شاكر في «أحلى الليالي»، عاصي الحلاني مع «دقّات قلبي»، إيهاب توفيق في «أحلى منهم»، ومحمد منير في «طعم البيوت»، وهشام عباس في «يا حبيبي»...

 

مهرجانات

إنّه عام الفضائح بامتياز! في 2007، تخلّى الجمهور عن المهرجانات العربية، وراح الفنانون يبتاعون بطاقاتهم ويوزّعونها على الناس، فيما اندلعت معارك قضائية بين اللجان المنظمة والفنانين... وبعد شتاء هادئ في الخليج مع «الدوحة الغنائي» و«هلا فبراير»، قتل 7 شبان في إحدى حفلات «ستار أكاديمي» التونسية. ونجح مطربو «روتانا» في إنقاذ القليل من ليالي «قرطاج»، فيما أُلغيت عروض في مهرجاني «صفاقس» و«بنزرت». أمّا في الأردن، فعزف الجمهور عن حضور حفلات «جرش» في يوبيله الفضي، وخصوصاً أنّ المهرجان استعان بشركة «الجسر الذهبي» التي أوكلت الحملة الإعلانية في الأراضي الفلسطينية إلى شركة إسرائيلية. وفيما كان صيف مصر من دون حفلات، واجه «مهرجان الموسيقى العربية» قبل أشهر حملة انتقاد واسعة بسبب بعض الأسماء المشاركة وفوضى التنظيم، أدت إلى مطالبة رئيسته رتيبة الحفني بالاستقالة. كما عانى «خريف صلالة» غياب النجوم، فيما ألغى مهرجان «المحبة» السوري فعّاليّاته بسبب مشاكل مالية.

 

قضايا

إضافة إلى قضية هالة سرحان، واتّهامها بـ«فبركة» حلقات عن فتيات هوى في «السينما والناس»، أصدرت المحكمة المصرية حكماً بسجن المغني خالد عجّاج بسبب تهرّبه من دفع الضرائب. كما رفع يعقوب الخبيزي دعوى ضدّ سعيد الماروق بسبب عدم التزام الأخير بنود عقد وقّعه مع الملحن الكويتي. وصدر حكم غيابي بحق جورج وسوف بالسجن ستة أشهر، بسبب إطلاق طلقات نارية من سلاح حربي غير مرخّص في بيروت. إلّا أنّ الفضيحة التي هزت الوسط، كانت إلقاء القبض في فرنسا على إيلي نحاس، صهر سيرين عبد النور، بتهمة إدارة شبكة دعارة دولية. فيما اتهم القضاء الفرنسي الشاب مامي بالاعتداء على مصوّرة وإرغامها على الإجهاض. كذلك نشبت أزمة بين سلاف فواخرجي ونجدت أنزور على خلفية سحب مسلسل «اسأل روحك» من زوجها المخرج وائل رمضان، وتهديدهما باللجوء إلى القضاء إذا لم يُسلما النص في موعده.

ومثّلت إسرائيل حدثاً فنياً هذا العام: إذ اتّهم الممثل المصري عمرو واكد بالتطبيع مع إسرائيل بسبب مشاركته إسرائيلياً بطولة وثائقي «بين النهرين»، ثم برّأته نقابة الممثلين من التهمة. ورفضت نانسي عجرم الحديث مع صحافية إسرائيلية، شاركت في مؤتمرها الصحافي قبيل حفلتها «الجرشية». وأثارت زيارة صابر الرباعي إلى إسرائيل الكثير من الجدل، بعدما غنّى قبل أسبوعين تقريباً في «استاد أريحا الدولي».

 

البرامج الفنية

واجهت البرامج الفنية العام الماضي الكثير من العراقيل: نيشان انتقل إلى mbc مع «العرّاب» الذي بدأ متعثّراً. أمّا هالة سرحان، فملأت الدنيا بسبب قصتها مع فتيات الهوى، وسرعان ما وجدت الحلّ في «قناة 5 نجوم» على «روتانا موسيقى». كما واجه طوني خليفة في «الفرصة» على «الجديد» مطبّات عدة، وأوقف القضاء «صندوق الدنيا» لوفاء الكيلاني على «روتانا»، لتطل بعدها في «ضد التيار». أما «تاراتاتا» على «دبي»، فلم يحقق الصدى المرجوّ، حتى بعد انطلاق موسمه الثاني. الحظ السيء رافق أيضاً برامج اكتشاف النجوم، وخصوصاً أن تصويرها في بيروت تزامن مع بعض الاضطرابات الأمنية. وفازت العراقية شذا حسون في «ستار أكاديمي 4»، والتونسي مروان علي في «سوبر ستار 4»، والسوري محمد مجذوب في «إكسير النجاح 2»، وفريق شمال أفريقيا في «ألبوم». كما عادت الفوازير مع باسم فغالي، وأطلقت النسخة الأولى من «قسمة ونصيب»، «وهزّي يا نواعم» على LBC...

 

ظواهر

أبرز الظواهر التي شهدها 2007، كانت دخول الفنانين دائرة «التكفير»... هيفا التي شغلت الناس بحادثة إصابتها خلال تصوير كليب «حاسّة في حاجة ما بينا»، واجهت زوبعة من الانتقادات بسبب ظهور صلبان على خلفية لوحات راقصة في كليب «مش قادرة استنّى» ليحيى سعادة. وأثارت أنغام غضب الشيوخ في مصر، بعد انتشار شائعات عن تصوير بعض مشاهد كليب «كلّ ما نقرب لبعض» لأحمد المهدي، داخل أحد المساجد.

كذلك أطلقت شائعة ضدّ الممثل السوري عابد فهد، أفادت أنّه أساء إلى الإسلام خلال تصوير مشهد من مسلسل «الطريق إلى كابول». وبعدما اقترح محمد منير مهرجاناً للأناشيد الدينية في المدينة المنورة، انصبّت عليه نار جهنّم. فيما أدى خلع عبير صبري للحجاب إلى أزمة، وصلت حد اتهامها بالإساءة أيضاً إلى الإسلام.

بعيداً من التكفير، فجّر نقيب الفنانين في سوريا صباح عبيد قنبلة مدوّية حين أصدر قائمة سوداء بمنع فنانين من الغناء في سوريا تحت بند «منع العري في الغناء العربي»، وتصدرت القائمة هيفا واليسا وروبي.

2007 كان أيضاً عام الزيجات المفاجئة: شيرين عبد الوهاب ومحمد مصطفى، ليلي علوي ومنصور الجمال، هالة صدقي وسامح سامي، مصطفى فهمي ورانيا فريد شوقي، حسين فهمي ولقاء سويدان.

 

نجم العام

هو النجم الأكثر إثارة للجدل، وشاغل الصحف الفنية خلال العام المنصرم. عمرو دياب أطلق ألبوم «الليلة دي»، فأثار عاصفة من الانتقادات حول صورة الغلاف التي ظهر فيها شبه عار. وحين أهدى التلفزيون المصري المشاهد الحصرية لحفلة تسلّمه جائزة الـ World Music Award للمرة الثالثة، أكد بعضهم أنه سينفصل عن «روتانا»، وينضم إلى «غود نيوز» أو «أم تي في آرابيا»، أو شركة إنتاج ستطلقها MBC. لكن سرعان ما انتشرت أخبار عن عودته إلى «روتانا» في مقابل مادي قياسي، قيل إنّه قارب الـ10 ملايين دولار أميركي! تزامن ذلك مع نشوء خلاف بينه وبين التلفزيون المصري، لما رأى أنّه إساءة إلى صورته بعد عرض مشاهد «غير لائقة» من حفلة توزيع الجوائز الشهيرة.

هذا ليس كل شيء. المغني المصري أطلق خلال 2007 مشروعه الخاص لاكتشاف المواهب الفنية في مصر، عبر برنامج «الأول» الذي لم يحدّد توقيت عرضه بعد على التلفزيون المصري. وما زال مشروعه السينمائي «أمير الأندلس» مع سلمى حايك، ينتظر ساعة الصفر من شركة «غود نيوز».

 

سنة التحوّلات الدرامية

باسم الحكيم

في 2007، استعادت الدراما المصريّة هيبتها، فقدمّت أعمالاً تلامس نبض الشارع وتعيد قراءة التاريخ، من دون أن تستغني عن سياسة النجم أوّلاً («الملك فاروق» و«أولاد الليل» و«قضية رأي عام»، و«يتربّى في عزّو»...). هكذا جندت القاهرة نجومها وكتّابها ومخرجيها وقطاعات الإنتاج العامة والخاصة فيها لتسحب البساط مجدداً من تحت أقدام دراما دمشق التي واجهت أزمة كبيرة في التسويق. كما انتقل نجوم سوريا ولبنان إلى مصر: من جمال سليمان وأيمن زيدان وسوزان نجم الدين وتيم حسن وحاتم علي ورشا شربتجي في التلفزيون إلى هيفا وهبي ومادلين مطر وسيرين عبد النور ورولا سعد في السينما... وعادت مسلسلات الأجزاء مع «المصراوية»، و«الدالي». في دمشق، استأثر الجزء الثاني من «باب الحارة» بالمشهد الدرامي، فيما هدأت هوجة المسلسلات التاريخيّة («خالد بن الوليد 2»، «سقف العام»...)، وحلّت محلّها الدراما البدويّة مع «نمر بن عدوان» و«وضح بن عجلان»... كذلك أطلت المسلسلات التي توثّق للصراع العربي ـــــــ الإسرائيلي مع «الاجتياح» و«رسائل الحب والحرب»، و«زمن الخوف».

أمّا في الخليج، فطاول مقص الرقيب أكثر من عمل خليجي، ووصل إلى حد الضغط على mbc، لاستبعاد مسلسل «للخطايا ثمن» من خريطتها الرمضانية كما أجلت LBC عرض «أخوات موسى». بقي أن نذكر أن 2007 شهد عودة الثقة بالدراما اللبنانيّة. وفي الفصل الأول من العام، استكملت LBC عرض حلقات «قصتي قصّة» للمخرج إيلي أضباشي، وبدأ تلفزيون «الجديد» عرض «امرأة من ضياع» للكاتب شكري أنيس فاخوري. وخلال رمضان، عرضت LBC السلسلة التاريخيّة «حواء في التاريخ» لكلوديا مرشليان والمخرج السوري محمد زهير رجب. ثم باشر «المستقبل» عرض سيتكوم «محلولة» لكلوديا مرشليان. ودخلت Otv أخيراً ساحة المنافسة في خماسيّة «عقدة ذنب» للكاتبة كلود أبو حيدر، وسيتكوم «فيفتي Fifty». كما أفرجت LBC عن مسلسل «الطاغية» للكاتب مروان نجار، بعدما عرضت قبل مدة «السجينة» لشكري أنيس فاخوري... وقد أثارت جوائز «مهرجان القاهرة للإعلام العربي» الخاصة بدراما 2007، جدلاً كبيراً لم ينته حتى اليوم.

 

رحيل

ودّع الوسط الفني في 2007، وجوهاً ستبقى خالدة في ذاكرة الجمهور. وبين الراحلين: الفنانة السورية هالة شوكت، والموسيقي اللبناني رفيق حبيقة، والمطربة السعودية عتاب. كما غيب الموت نقيب الموسيقيين المصريين حسن أبو السعود، والممثل الشاب شربل رامورابي، والفنانين اللبنانين عازار حبيب وعماد فريد. ورحل الممثل الكوميدي يونس شلبي، والفنانة المغربية رجاء بلمليح. وفقد الوسط المصري أيضاً كلاً من الملحّن رياض الهمشري، والممثلين سعاد نصر، وحسين الشربيني، وماجدة الخطيب، ونوال أبو الفتوح، والسيناريست عبد الحي أديب. فيما اختتم العام بمقتل المخرج العراقي عدنان إبراهيم في ظروف غامضة في دمشق.

الأخبار اللبنانية في 1 يناير 2008