حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحيل الوردة

الجريدة تنشر حلقات عن سيرتها ولحظات وفاتها (4)

وردة… حكاية لم ينهها الزمن!

كتب: بيروت- ربيع عواد

رحيل وردة خسارة للفن لا تعوّض، هذا ما أجمع عليه الفنانون من الأجيال المختلفة فور انتشار خبر وفاة الفنانة الكبيرة التي كرست حياتها وموهبتها للفن الأصيل حتى الرمق الأخير. كيف تلقى الفنانون خبر وفاتها؟ «الجريدة» تستطلع في الحلقة الرابعة والأخيرة مواقف مجموعة من النجوم الذين أثنوا على رقي فنّها.

أعرب الفنان روميو لحود عن حزنه لرحيل وردة، واصفاً إيّاها بأحد رموز الفن العربي الأصيل، وقال: «تركت وراءها أرشيفاً غنائياً مهما سيبقى خالداً على مدى الأجيال، أتقدم بأحرّ التعازي إلى أولادها وإلى الشعب الجزائري خصوصاً والعربي عموماً».

بدوره أثنى الفنان الياس الرحباني على الموقع المهم الذي صنعته وردة لنفسها في عالم الفن، من خلال صوتها الجميل النابض بالإحساس وذكائها في اختيار أغنياتها ومواكبتها لجيل الشباب، مؤكداً أن رحيلها خسارة كبيرة للفن العربي وقال: «وردة كغيرها من العظماء لا ينساها التاريخ».

أما الملحن سمير صفير فرأى أن وردة كانت فنانة استثنائية: قدمت للمكتبة الموسيقية العربية أهم الأعمال، تعاونت مع أهم الشعراء والملحنين العرب، تلقى أغنياتها استحساناً بين جيل الشباب… مشيراً إلى أن رحيلها جاء مبكراً، لكن الفنانين أمثالها تبقى ذكراهم خالدة على الدوام.

بغصة تكلم الفنان مروان خوري عن رحيل وردة، فهو قدم لها أغنية «أمل» في ألبومها الجديد، وتعرّف إلى هذه «الشخصية العظيمة» كما وصفها، ودهش بتواضعها ومحبتها وابتعادها عن عقدة الـ «أنا»، ومواكبتها الشباب من خلال أغنياتها وتشجيعها للموهوبين منهم، معتبراً أن تعامله معها هو بمثابة وسام يعلّق على صدره،  وقال: «لا شك في أن الفن العربي مني بخسارة مع رحيل وردة، فهي ما زالت قادرة على تقديم مزيد من الأعمال الناجحة، ليس الشعب الجزائري وحده من خسرها بل كل بيت عربي، فما من مواطن عربي إلا وردد أغنياتها وعشق صوتها وإحساسها».

من جهتها أبدت الفنانة مادونا محبتها الكبيرة لوردة التي عشقت لبنان واللبنانيين وقالت: «هذه سنّة الحياة، منذ سمعت الخبر وأنا أصلّي لها، سنفتقدها كثيراً»، فيما اكتفت ميريام فارس بالإعراب عن حزنها على فراق فنانة كبيرة تتمتع بأخلاق رفيعة، وقالت عبر {تويتر}: «وداعا وردة.. فلنصلِّ جميعاً من أجلها».

أمل بوشوشة قالت إن وردة كانت مثالاً لها في الفن وتفتخر بها كجزائرية، «أغنت المكتبة الموسيقية بأعمالها وكانت صورة مشرفة ومشرقة للجزائر ولكل البلدان العربية»، مضيفة: «غنت الحب والوطن وكانت الصوت الذي دخل القلب من دون استئذان، إنها صاحبة إحساس استثنائي وشخصية متواضعة، رحلت في عزّ فرحتها بنجاح ألبومها الأخير، أعزي نفسي وأبناء بلدي وأولادها وجميع العرب».

ردود فعل

«خسارتها لا تعوّض» بهذه الكلمات رثت الشحرورة صباح صديقتها وردة التي وصفتها بأنها وفية وكانت تزورها كلما جاءت إلى لبنان، وقالت: «لن ينساها أحد لأن ما قدمته للفن العربي ثروة خالدة ستتذكرها الأجيال».

خبر رحيل وردة صدم الفنان القدير وديع الصافي، إذ كانت بمثابة أخت روحية له، خصوصاً أن محبتها للبنان كبيرة وتعتبره بلدها الثاني، وقال في حديث له: «كانت تتمتع بذوق وأخلاق وشخصية طيبة ومتواضعة، ولديها مبادئ عالية، لقد خسرناها وخسرنا حضورها الجميل».

كذلك أسف جورج وسوف لوفاة وردة وقال: «ليرحمها الله ويرحم الجميع، كانت من العظماء في تاريخ الفن ومدرسة فنية تربينا على أغانيها».

لم تجد هيفا وهبي كلمات تعبر عن حزنها لرحيل فنانة وصفتها بالعملاقة، صنعت تاريخاً مميزاً في الفن العربي. تقدمت بالتعازي من أولادها ومن الشعبين الجزائري والمصري والشعوب العربية كلها مؤكدة أن خسارة هذه الفنانة العظيمة لا تعوّض.

لفّ نوال الزغبي حزن على فراق وردة التي تعتبرها أحد أعمدة الفن العربي. وقد ذكر أحد المواقع الإلكترونية أن وردة أعربت عن حبها وإعجابها بنوال الزغبي، وطلبت أن تشاركها في حلقة برنامج «تاراتاتا»، وقالت لها وردة حينها: «إنت أفضل من غنى لي».

أوّل التعليقات على «تويتر» كانت لنانسي عجرم التي صدمت بالخبر الحزين ووجهت تعازيها إلى الشعب العربي كله. أما الفنانة نجوى كرم فلم تصدق الخبر واعتبرته إشاعة مغرضة في بادئ الأمر حسبما قالت، وعند التأكد منه انتابها حزن كبير وقالت: «خبر وفاة الفنانة وردة ثقيل، إنها خسارة للطرب العربي الأصيل، ليرحمها الله، ينقص الفن من دونها».

بدوره ترحّم راغب علامة على «العملاقة» وردة، كما وصفها، وقال: «رحم الله هذا الصوت القوي، الشجي، الحساس، الراقي، النادر، واسكنها فسيح جنّاته».

إليسا وصفت وردة بأسطورة الفن الحديث وقالت إن ذكراها ستبقى خالدة في قلوب محبيها، فيما اكتفى رامي عياش بالقول: «كانت جزءاً من حياتنا، ارقدي بسلام يا غالية». أما الإعلامية ريما نجيم فكتبت في «تويتر»: «كلنا إليه راجعون… الفرق ماذا نُبقي منا هنا… وردة… عطر وصوت وأغنية باقية هنا، تُلهم العشاق وتعزّي المشتاق، وتكتب بالوجع… حكايتنا مع الزمان».

الجريدة الكويتية في

22/05/2012

 

الفنانة الكوزموبوليتية من أم لبنانية

كتب: الجريدة 

تبدو وردة الجزائرية من خلال سيرتها شخصية كوزموبوليتية، فهي ولدت عام 1939 في باريس حيث كان والدها محمد فتوكي يملك فندقاً صغيراً ومطعماً يقدم وجبات جزائرية، وتقدّم فيه فرقة موسيقية أغنيات بالفرنسية والعربية، وكانت والدتها، وهي بيروتية الأصل من آل يموت (تزوجت «خطيفة» من والد وردة)، من هواة الغناء العربي فعشقته وردة وأجادت الغناء بالفرنسية.

بدأت وردة تغني في مطعم والدها أغاني اسمهان، وحلّقت في أغنية «فرق ما بينا ليه الزمان»، فذاع صيتها وسط العرب الذين كانوا يمضون الصيف في باريس. وذات يوم غنت أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب «قالوا لي هان الود عليه» فأثنى عليها.

كان محمد فتوكي أحد رجال المقاومة الجزائرية، وفي عز معركة الجزائر لنيل استقلالها هاجمت الشرطة الفرنسية مطعمه ووجدت فيه أسلـحة خاصة بالثوار الجزائريين فأغلقته. كانت هذه الحادثة سبباً لسفر وردة إلى لبنان، بلد والدتها، العام 1957 وهي في السادسة عشرة من عمرها، فنزلت في فيللا في منطقة «رأس الجبل» في مصيف عاليه.

بيروت قبلة الفنانين

كانت بيروت في تلك الفترة إحدى أبرز العواصم العربية الفنية والسياحية، ومركز أهم الملحنين اللبنانيين من بينهم: فيلمون وهبي، عفيف رضوان، فضلاً عن الملحن السوري محمد محسن، الذي كان مقيماً في لبنان. فقصدتها وردة طمعاً بالحصول على أغنيات خاصة لها، وما شجعها على ذلك أن فيلمون وهبة كان أكثر الملحنين حماسة لقدومها إلى لبنان من باريس، فلحّن لها أغنية «نور عيوني»، ولم يكتف بذلك بل دعاها إلى فندق «طانيوس» الشهير في مصيف عاليه، وكان فيه ملهى ليلي راقٍ، توالى على الغناء والرقص فيه نجوم أبرزهم: صباح، شادية، نعيمة عاكف، سامية جمال ونادية جمال.

بعد ذلك غنّت وردة أغاني عاطفية وأناشيد وطنيّة لكبار الملحنين من بينهم: عفيف رضوان فليمون وهبي ومحمد محسن. ولم تنس كفاح قومها في الجزائر فغنّت في سورية «أنا من الجزائر وأنا عربية»، ثم جسدت مأساة المناضلة جمـيلة بوحريد في أغنـية «جميلة، كلنا جميلة» التي كانت جواز دخولها إلى مصر.

ذاع صيت وردة بعدما أدّت أغنيات للثورة الجزائرية في إحدى الحفلات التي أحيتها في سورية ونقلت على الهواء في مصر، فسمعها المنتج والمخرج حلمي رفلة وتحمس لصوتها، وسافر مع الفنان عمر الشريف إلى لبنان وعرضا عليها تمثيل فيلم «ألمظ وعبده الحامولي» مع المطرب عادل مأمون فوافقت وانتقلت إلى مصر لتصوير الفيلم.

علاقة مع المشير

في بداية الستينيات، ومع اتساع شهرتها طلب الرئيس جمال عبد الناصر أن يسند إليها أداء مقطع في أوبريت «وطني الأكبر». إلا أن وردة تعرضت في تلك المرحلة العابقة بالأحلام والأحداث، إلى أسوأ عملية تشويه نالت من سمعتها. ففي خلال الوحدة بين مصر وسورية كان المشير عبد الحكيم عامر، وزير الحربية آنذاك، عائداً إلى دمشق بعد رحلة إلى مصيف بلودان، فالتقى صدفة وردة الجزائرية قرب سيارتها المعطلة وهي في طريقها إلى دمشق، فأمر بتوصيل السيدة إلى المكان الذي تريده.

كانت وردة آنذاك غير معروفة في مصر، فعرّفت بنفسها أثناء الحديث وألحت أن تنقل للمشير رغبتها في مقابلته لتقدم له الشكر. بالفعل حضرت إلى استراحته في منطقة أبو رمانة بدمشق. كان اللقاء في وضح النهار وكان برفقة المشير في الاستراحة أنور السادات واللواء أحمد علوي وعبد الحميد السراج.

بسرعة البرق وصل تقرير سري لهذه المقابلة إلى مكتب الرئيس عبد الناصر، فانطلقت إشاعات في العالم العربي حول وجود علاقة بين وردة وبين المشير. بلغت الإشاعات أوجها حين تحولت من مجرد إشاعات تلوكها الألسن إلى مادّة للفكاهة والدعابة، فبعد نجاح الثورة اليمنية واستتباب الأمر لقائدها عبدالله السلال، منح نفسه رتبة المشير فسرت نكتة بأن السلال بعث ببرقية عاجلة لعبدالناصر قال فيها: «لقد رقينا لرتبة مشير… فابعثوا لنا وردة»، ولم يكن المقصود المطربة وردة.

انفصال وزواج

اعتزلت وردة الغناء لسنوات بعد زواجها من جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري، إلى أن الرئيس الجزائري هواري بومدين طلبها لتغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، فعادت إلى الغناء بعد انفصالها عن زوجها وسافرت إلى مصر وبدأ نجمها يسطع مجدداً، فتزوجت الموسيقار بليغ حمدي الذي أعاد إليها بريق الشهرة من خلال ألحانه وبدأت معه مرحلة جديدة وكونا ثنائياً فنياً لن يتكرر، وغنت له أغاني طربية رسمت لها لوناً غنائياً جميلا.

أحيت وردة حفلات في الدول العربية وزارت لبنان في بداية التسعينيات بعد نهاية الحرب الأهلية، وغنت على مسارحه أغنية «لبنان السلام»، وفوجئ الجمهور بأنها تجيد غناء العتابا والميجانا، فما كان منها إلا أن خاطبته قائلة إنها نصف لبنانية لأن والدتها من هذا البلد المضيف.

مهرجانات بعلبك الدولية

بعد انقطاع عن الغناء استمر خمس سنوات بسبب ظروف صحية قاسية ألمت بها، عادت وردة إلى الساحة الفنية عام 2008 ووقفت وسط هياكل بعلبك مختتمة فعاليات «مهرجانات بعلبك الدولية» في حفلة أعادت فيها الحضور الى زمن الغناء الأصيل، وأدت على مدى ساعتين ونصف الساعة مجموعة من أغانيها التي حفرت عميقاً في الذاكرة اللبنانية خصوصاً والعربية عموماً، وحملت توقيعات عمالقة التلحين أمثال: محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وكمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي.

يذكر أنها كانت المرة الثانية التي وقفت فيها وردة على مدارج مدينة الشمس وكانت الأولى عام 1994.

أثنت وردة على المهرجانات قائلة: «شرف لي الوقوف على خشبة مهرجانات بعلبك وقد رفضت الكثير من الحفلات وعودتي مهمة من خلاله».  أضافت: «منظر القلعة وهياكلها جميل، ما إن دخلتها حتى شعرت بشيء من الرهبة وأنا أقف أمام عظمة شعب قديم وما خلفه من قيمة حضارية ومجد شاهد على التاريخ».

الجريدة الكويتية في

22/05/2012

 

النجمة الدائمة

محمد الحجيري 

أقل ما يمكن أن يقال عن الفنانة وردة إنها نجمة دائمة وإن فشل ألبومها الأخيرة «اللي ضاع من عمري»، الذي بدا كأنها أصدرته في مرحلة «الأيام الزائدة» من عمرها، بمعنى آخر كانت أشبه بالمتقاعدة التي تبحث عن استراحة ولكن الموت سرقها من دون إنذار. يمكن القول إن ألبوم وردة الأخير كان نوعاً من رثاء للزمن الغابر ونوعاً من حنين بعض الجيل الجديد من الكتّاب والملحنين إلى مجد صوت وردة في زمن يشهد تحولات في كل شيء، وتتلاشى الهالات لمصلحة الفراغ والضجيج واللاشيء، وفي زمن صارت الثقافة البصرية هي العنصر أقوى.

وبمنأى عن القيل والقال في ألبوم وردة الأخير، سواء في السلب أو في الإيجاب، ما يمكن ملاحظته في وردة من خلال رصد سيرتها، هو أن أغانيها القديمة لم تشخ، بل بقيت في الواجهة على نحو دائم، وهي إلى حدّ ما كانت نقطة تواصل بين الأصالة والحداثة، بين العراقة والموضة، بين البطء والسرعة، بين الجيل القديم والجيل الجديد. يمكن لرجل عجوز أن يسمع أغنياتها في سيارته أو أثناء تمضية الوقت مع نفس أرجيلة، ويمكن لشاب في ملهى ليلي أن يسمعها أيضاً وهو يرقص مع صديقاته.

لا ينعكس هذا الأمر على الجمهور فحسب بل يطاول أهل الفن أيضاً. فمن يراقب اندفاع الجيل الجديد من الفنانين والفنانات إلى أداء أغنيات وردة يدرك أن هذه الفنانة كانت أشبه بـ{الخلطة السحرية»، جمعت المجد من أطرافه كافة، في اللحن والموسيقى والصوت، فثمة وردة المميزة مع عبد الوهاب ووردة المجددة مع بليغ حمدي ووردة الشبابية مع صلاح الشرنوبي

حين زارت وردة لبنان قبل سنوات استقبلها الفنان اللبناني فضل شاكر في مطعمه كما لو أنه يستقبل والدته، وهو يدأب على تقديم أغنياتها في حفلاته. وللمفارقة طلب فضل من وردة الاعتزال قبل أشهر ولكنها ماتت ولم تعتزل.

ومن يتذكر كيف قبّلت شيرين عبد الوهاب يد وردة يدرك سرّ المطربة الجزائرية وحضورها الفاعل لدى الجيل الجديد من أهل الفن، ومن يراقب اندفاع مروان خوري لتقديم لحن لها أيضاً يعرف سر هذه الفنانة. وفي معظم المناسبات يلاحظ أن كثيراً من نجوم برامج الهواة يختارون أغنياتها أيضاً، حتى المطربات اللواتي لا يملكن قدرات صوتية يفضلن صوت وردة وأغنياتها، كأن هذه الفنانة سبقت زمنها في مواكبة العصر.

لسنوات ظنَّ كثر أن وردة الجزائرية فنانة مصرية، واثبتت لنا الأيام أن قوة الهوية الفنية المصرية كانت «امبريالية» تسيطر على الأصوات المغاربية واللبنانية والسورية والتونسية (من المغربيتين سميرة سعيد وعزيزة جلال إلى اللبنانية نجاح سلام والسورية سعاد حسني). لكن وردة، على رغم أنها جزائرية تغني باللهجة المصرية، استطاعت أن تصنع شخصية لنفسها وهوية لصوتها بالتعاون مع كثير من الملحنين المصريين واللبنانيين، وهي الفنانة الكوزموبوليتية التي ولدت من أب جزائري وأم لبنانية غنت بالفرنسية واشتهرت بالغناء في مصر. وهي إذ اندمجت فنياً بالواقع المصري يبدو أن الواقع المجتمعي المصري لم يدمجها في أحضانه، بدا ذلك بعد الإشكالات التي تلت مباراة تصفيات كأس العالم بين الجزائر ومصر، في لحظة طفحت فيها الهويات وانبعث شبح البدائية الاجتماعية من براثن كرة القدم، وارتفعت دعوات كثيرة لمنع دخول الفنانة الجزائرية الأراضي المصرية، مع أنها أعطت الفن المصري أكثر مما أعطت بلادها الشاسعة.

بقيت أغاني وردة التي قدمتها في مرحلة من المراحل نجمة، وهي في سنواتها الأخيرة لم تستطع أن تقدم شيئاً أفضل مما قدمته في الماضي، ربما لأن كل شيء تغير، ولعل أبلغ وصف للتحول الذي حصل، ما قالته وردة نفسها عن الزمن الجميل: «أيام جميلة جداً وحكايات تمرّ أمامي وكأنها بالأمس، لكن للأسف أحاول أن أبحث عن بليغ وعبدالوهاب ورشدي أباظة وأصدقائي، لكنني لا أجدهم، أحزن وأتأثر كثيراً وأعود لأغني حتى أفرغ ما في قلبي من أحزان على فراقهم».

mhoujeiri@hotmail.com

الجريدة الكويتية في

22/05/2012

 

سمير صبري يروي حكايته مع وردة:

بليغ كان يغار عليها.. ومنعني من تقبيلها

استضفتها في النادي الدولي مع ابنيها وصالحتها علي حليم في سيارته

نادر أحمد 

عاد الفنان سمير صبري بذكرياته مع الفنانة الراحلة وردة الجزائرية إلي بداية السبعينيات عندما شاركها بطولة الفيلم الغنائي "حكايتي مع الزمان" مؤكدا أن وردة كممثلة كانت مجتهدة.. والتمثيل مثل الغناء كله إحساس مشيرا إلي أن مكانة وردة في منطقة الكبار جدا جدا أمثال شادية وليلي مراد وفايزة أحمد ونجاة. 

وقال سمير صبري: رشحني المخرج حسن الإمام للبطولة الثانية مع العملاق رشدي أباظة.. وأذكر أن وردة كانت ممتلئة إلي حدا ما.. وفي أول يوم تصوير بنادي القاهرة الرياضي نصحتها أن تقول "أنا تخينة أعمل إيه" ووافق حسن الإمام وأيضا وردة وكانت نظريتي صحيحة بدلا من أن يرددها الجمهور أثناء عرض الفيلم. 

وأضاف: وقدمنا معا استعراض وحشتوني ورقصنا معا. وأذكر أن هناك مشهداً يجب أن أقبلها فيه إلا أن زوجها الموسيقار بليغ حمدي اعترض قائلا "ماحدش يبوس وردة"!! 

فرد حسن الإمام علي الأقل يقبلهاعلي خدها.. وحدث وانتهت أزمة بليغ واتعرض الفيلم بنجاح كبير. 

ويقول: من أهم مشاهد الفيلم مشهد النهاية والذي تغني فيه وردة أغنية "حكايتي مع الزمان" وكان من المفترض أن يأتي رشدي أباظة ويسلم ابنته لأمها وينصرف وينتهي الفيلم بنهاية سعيدة لي مع وردة.. إلا أن رشدي أباظة رفض تلك النهاية قائلا إن الجمهور لن يقبل أن يأخذ مني أحد امرأة.. وكانت أزمة لمدة ساعتين أثناء التصوير في قاعة سيد درويش.. فقام حسن الإمام بتعديل الموقف بأن تأخذ الطفلة يد أبوها وتمدها ليد أمها.. وتغلق الكاميرات في مفاجأة عودة حبيبي لزوجها.. فأخذ رشدي أباظة المرأة وأخذت انا الأضواء في اللقطة الأخيرة. 

وقال سمير صبري: أذكر أنني طلبت سيارة الفنان عبدالحليم حافظ وهي المرسيدس المكشوفة.. وكان حليم يعتز بالعربية.. وليس أي أحد يركبها.. وركبتها انا ووردة في مشهد علي كوبري 6 اكتوبر حتي أن وردة قالت "قدرت تاخد عربية حليم.. أكيد بيعزك قوي"! 

وكان وقتها بداية الخلاف بين عبدالحليم وبليغ حمدي لأنه كان يقدم لزوجته وردة أفضل الألحان وتدخل زبانية السوء وطلعوا إشاعة بأن وردة ارسلت البعض لإفساد حفلة حليم المشهورة في "قارئة الفنجان" سنة 1976 عندما كانوا يقومون بالصياح. 

ويقول سمير صبري: أول مرة التقي بوردة عندما استضفتها في برنامج "النادي الدولي" بعد عودتها إلي مصر وكان البرنامج أفضل برنامج منوعات في مصر واعتقد أن بليغ حمدي ارسلها لي وكانت معها طفيلها رياض ووداد وأعمارهما 8 أو 9 سنوات وغنت لأول مرة كدندنة العيون السود.. وكنت صديقا لبليغ ودائما ما كنت أذهب لمنزله.. ما حتي أنني أخذت الفنانة الشهيرة داليدا لمنزل بليغ والذي جلس علي الأرض يعزف علي العود.. ووردة تغني باللغة الفرنسية أحيانا.. وبالعربية أحيانا مع داليدا حتي طلبت يومها من بليغ بعمل أكثر من أغنية باللغة العربية..وحول طلاق وردة وبليغ حمدي قال سمير صبري: لا أعرف سبب الخلاف الحقيقي.. إلا أن شخصية بليغ حمدي كرجل فنان وبوهيمي جدا بينما وردة سيدة منظمة ودقيقة جدا. وهي كانت تعامل بليغ كابن لها وتخاف عليه وتحاول ضبط مقاليد حياته.. واللي يعرف بليغ ياخده زي ما هو. 

الجمهورية المصرية في

22/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)