حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحيل الوردة

وردة الجزائريّة صمتت… الطرب العربي يلفّه الحداد

باسم الحكيم

غافل الموت أمس المطربة الجزائرية الشهيرة في منزلها القاهري، ليفقد الطرب العربي الأصيل واحدة من عمالقة الزمن الجميل. غداً يستردّها تراب الجزائر

المطربة الكبيرة التي انقطعت عن الأضواء مرتين بسبب زواجها أواسط الستينيات، ولأسباب صحيّة في العام 2001، كانت كلّ مرّة تعود، وتبدأ حياة جديدة في عالم الفنّ… ولم تكن تتوقّع أن تفاجئها السكتة القلبية هكذا في شقّتها القاهريّة عصر الخميس، وهي تنضح حماسة، وتضجّ بالمشاريع، رغم متاعبها الصحيّة. إنطفأت وردة محمد الفتوكي (1939 ـــ 2012) على حين غفلة، تاركة الطرب العربي الأصيل في حداد، وعشرات آلاف العشّاق على امتداد العالم العربي من بيروت ودمشق والقاهرة إلى الجزائر، مفجوعين بالخبر الذي انتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تزاحمت التعليقات، وبينها كلمات أغنيتها الأثيرة: «خليك هنا خليك… بلاش تفارق».

السيّدة الباسمة، المرحة، التي كان للجمهور اللبناني الحظ في مشاهدتها للمرّة الأخيرة على المسرح في أسواق بيروت خلال أيلول (سبتمبر) الماضي بفضل شركة Moon & Stars، هي أسطورة حيّة. لقد عبرت مدناً كثيرة: الولادة في باريس التي طردت منها عائلتها في عزّ حرب تحرير الجزائر، ثم بيروت التي شهدت بداياتها في بلد أمّها، ودمشق أيضاً وطبعاً… ثم القاهرة أرض التكريس، حيث تلقّفها ملحنون كبار من رياض السنباطي إلى سيّد مكاوي، من محمد عبد الوهاب إلى صلاح الشرنوبي. والجزائر أرض الجذور دائماً وأبداً، لصيقة باسمها، لصيقة بمزاجها ووجدانها. غنت للثورات وللأوطان وللحبّ، صافحت رؤساء وعايشت عمالقة الزمن الجميل، وخاضت زيجتين وعانت أمراضاً وعمليات كثيرة وأحاطت بها الأضواء من كل صوب... ثم رحلت هكذا «في يوم وليلة».

«بودّعك من غير كلام ولا ملام»… الأغنية التي أدّتها في عزّ مجدها وشهرتها صارت ذات طعم مختلف يوم الغياب. هكذا، ودعت وردة أهلها وناسها أمس بعد إصابتها بأزمة قلبيّة في العاصمة المصريّة، ورحلت عن عمر ناهز 73 عاماً. في لحظة واحدة، نستعيد الأرشيف الجميل لهذه الفنانة: «قلبي سعيد»، و«أكذب عليك»، و«في يوم وليلة»، و«وحشتوني»، و«قال ايه بيسألوني»، و«شعوري ناحيتك»، و«لولا الملامة» وسواها الكثير.

بعد رحلة طويلة من العطاء، أرادت أن تختصر عمراً كاملاً في ثلاث دقائق فقط. أخبرتنا عن الأمس واليوم في أغنية نسجها كلاماً ولحناً مروان خوري، وقدّمتها في مشاهد حميمة ضمن أغنية «اللي ضاع من عمري» التي أهدتها إلى محبّيها، وقدمتها تحت إدارة المخرجة المصريّة ساندرا نشأت من دون فذلكات إخراجيّة. إنّها المطربة التي لم ترتوِ من الفن وظلّ عشّاقها ينتظرون جديدها، حتى بعدما ارتفعت الأصوات في الآونة الأخيرة تطالبها بالاعتزال. ببساطة، ردّت وردة بكلّ ثقة بأنّها لن تعتزل وستظل تغني حتى الرمق الأخير ولو من دون مقابل.

هي امرأة تتنفس فنّاً وغناء منذ زمن بعيد. منذ الطفولة الباريسيّة، حيث ولدت لأب جزائري وأم لبنانيّة من عائلة يموت البيروتية، وصولاً إلى الأمس القريب، حين قدمت الأغنية الوطنية «ما زال واقفين» التي أنجزتها في الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر. غنّت للحب والأمل، للوطن والثورة، وعاشت في زمن العمالقة والفن الجميل، وتعاملت مع الكبار، وشكلت علامة فارقة في عالم الغناء.

انطلقت نجوميّة الفنانة الجزائريّة بين بيروت ودمشق، وتحديداً بالأغنيات الوطنيّة والثوريّة. من لا يذكرها في أوبريت «الوطن الأكبر» لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهّاب؟ كان ذلك عام 1958 حين تقاسمت مقاطع الأوبريت مع عبد الحليم حافظ وصباح وشادية ونجاة الصغيرة وفايدة كام. جاء ذلك بعدما سمعها «الريّس» جمال عبد الناصر تغني «أنا من الجزائر أنا عربية» و«كلنا جميلة» (بوحيرد) عبر الإذاعة السوريّة أيام الوحدة بين مصر وسوريا. في هذا المكان، ابتسم الحظ لها أكثر من مرّة، إذ اختارها أيضاً المخرج والمنتج المصري حلمي رفلة للمشاركة في فيلمه «ألمظ وعبده الحامولي» (1962)، فبدأت رحلتها في المحروسة.

عشقت وردة مصر بجنون، وكانت أول فنانة من المغرب العربي تقصدها بعد الراقصة ليلى الجزائرية. وكانت أيضاً المكان الذي عاشت فيه أيّامها الأخيرة. وكما مصر، كذلك لبنان الذي كان له مكانته في قلبها ووجدانها. أما قصّة الحب الجنونيّة فتحتفظ بها للجزائر التي ستحتضن جسدها غداً.

منذ وصولها إلى مصر، لفتت كبار الملحنين أمثال رياض السنباطي الذي قدّم لها «يا حبيبي لا تقل لي». وفي منتصف الستينيات، عادت إلى بلدها الأم، حيث تزوجت الدبلوماسي جمال القصيري الذي اشترط عليها عدم إكمال مسيرتها الفنية. لكن بعدما رزقت بولديها رياض ووداد، قررت أن تتحدى «الظروف» وتعود إلى الفن. لبت دعوة الرئيس الجزائري هواري بومدين للغناء في ذكرى استقلال الجزائر العاشر عام 1972، ولم يتأخر زوجها حتى حرّرها من عقد الزواج. طارت وردة مجدداً إلى مصر، حيث ارتبطت بقصة حبّ مع الملحن بليغ حمدي توجت أيضاً بالزواج، وصنعت يومذاك نجاحاً فاق التوقعات مع أغنيات «إسمعوني»، «وحشتوني»، «بلاش تفارق»، «لو سألوك»، و«العيون السود». كما كانت لها مساهمات في السينما المصريّة كـ «أميرة العرب» (1963). كما قدمت فيلم «حكايتي مع الزمان» مع رشدي أباظة، و«صوت الحب» مع حسن يوسف. أما تلفزيونياً فقدمت مسلسل «أوراق الورد» مع عمر الحريري، ثم مسلسل «آن الأوان» الذي بدا كأنه تجسيد لسيرتها الذاتية بتصرف حيث قدمت شخصية سيدة تملك شركة إنتاج، وتدعم الأصوات الواعدة.

وردة وضعت نقطة النهاية في روزنامة حياتها، وستوارى في الثرى غداً في الجزائر (راجع المقال أدناه)، لكنّ أوراق فنها وأغنياتها، باقية عند جمهور يعشقها ويحفظ أغنياتها من المحيط إلى الخليج.

الأخبار اللبنانية في

18/05/2012

 

«ما زال واقفين»... وصيتها إلى شعب الجزائر

قادة بن عمار / الجزائر 

كانت الساعة تشير إلى تمام الثامنة إلا ربع مساء بالتوقيت المحلي في الجزائر، حين نقلت قناتا «الشروق» و»النهار» عبر شريط الأخبار العاجل خبر وفاة وردة الجزائرية بسكتة قلبية. هذا قبل أن يبث التلفزيون الرسمي في نشرته الرئيسية الخبر المفجع، مشيراً إلى قرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بنقل جثمان الفنانة الكبيرة كي تدفن في «مربع الشهداء» في «مقبرة العالية» في الجزائر العاصمة يوم السبت.

رحلت وردة من دون أن تروي كل تفاصيل حكايتها مع الزمان، رحلت تاركةً وراءها عشّاقاً بالملايين، «تونّسوا بها» وبأغنياتها.

صاحبة الروائع الفنية توقّف قلبها فجأة عن الخفقان، هي التي غنت لكل القلوب، وكانت وسط جمهورها وأبناء بلدها في الجزائر قبل شهر ونصف الشهر. يومها، فاجأت الجميع بظهورها في منطقة «شرشال» السياحية لتصوّر أغنية وطنية بعنوان «ما زال واقفين» في الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر. لكنّ القدر لم يمهل الفنانة الكبيرة حتى تقدّم الأغنية في الاحتفالات الرسمية بتلك الذكرى، هي التي كانت تستعد لأداء الأغنية بهذه المناسبة، وقد تواترت أنباء عن اتصالها بعدد من الشعراء والملحنين لتجهيز أغنية وطنية إضافية.

لا يمكن لوردة أن تنسى ذكرى الاستقلال بعدما شكّل محطة مفصلية في حياتها الشخصية. إذ أنّ الذكرى العاشرة للاستقلال كانت سبباً في رجوعها إلى الساحة الفنية بقوة، وبنائها مجداً كبيراً لا يهتز. كان ذلك عام 1972، حين طلب الرئيس الراحل هواري بومدين من زوجها ووالد ابنيها رياض ووداد أن يدعها تغني مجدداً، فكان ثمن ذلك الطلاق، والعودة إلى القاهرة مجدداً، ومعانقة أم الدنيا، والزواج بالموسيقار بليغ حمدي الذي أسهم في جعلها مطربة من الصف الأول.

الجزائريون شعروا مساء أمس بالحزن الكبير، هم الذين فقدوا قبل أربعين يوماً رمزاً وطنياً كبيراً، اسمه أحمد بن بلة، وها هم اليوم يذرفون الدمع على رحيل وردة. وبين بن بلة ووردة، مسافة قصيرة تختصر تاريخ الجزائر المستقلة.

وكانت وردة قد نفت على لسان ابنها رياض شائعة وفاتها قبل عشرة أيام من وقوع الفاجعة، يوم نقلت عنها مواقع إعلامية القول بأنّها لا تعرف سبب إطلاق هذه الشائعات، ناهيك بالإعراب عن استغرابها من دعوات «التوبة» التي يطلقها بعضهم حولها هنا وهناك. يومها، ردّت بأنها ستغني حتى الرمق الأخير، وهو ما كان فعلاً. إذ أدت أغنية «ما زال واقفين» في خمسينية استقلال الجزائر، ناهيك عن تقديمها دويتو مع الفنان الكبير عبادي الجوهر، ومنافستها لفنانات الجيل الحالي حين احتلت بأغنيتها «اللي ضاع من عمري» المراتب الأولى في سباق الأغنيات. علماً أنّ الأغنية صدرت ضمن ألبومها الأخير الذي حمل عنوان الأغنية وأصدرته شركة «روتانا» في الصيف الماضي.

رحلت وردة وقد ودعت بيروت قبل الجزائريين، بعدما قدّمت هناك حفلة تاريخية في أيلول (سبتمبر) الماضي، كأنها مرّت على بيروت التي تحمل نصفها الثاني مودعةً (والدتها لبنانية)، مثلما ماتت في القاهرة التي رسمت فيها مجداً لا يموت، وعانقت قلوب كل الجزائريين قبل فترة، حين غنّت كأنها توصيهم قبل الرحيل الأخير... «ما زال واقفين».

الأخبار اللبنانية في

18/05/2012

 

خاص- نجوم الفن السوري ينعون وردة الجزائرية 

نزل نبأ وفاة النجمة العربية المطربة وردة الجزائرية كالصاعقة على الوسط الفني السوري، وبخاصة أبناء الجيل الذهبي للأعمال العربية المشتركة، النجوم المخضرمون في السينما والدراما والغناء السوري.

النشرة استطلعت آراء فنانين سوريين ارتبطوا بعلاقة طيبة مع الوردة الراحلة، فنعوها نعي عزيز ، كما سيرد في التحقيق التالي...

النجم دريد لحام ...

الفنان الكبير دريد لحام عبر عن أسفه الشديد لرحيل الفنانة القديرة وردة الجزائرية، مؤكدا أن الأغنية العربية فقدت الكثير من رونقها بهذا المصاب الشديد، وقال في تصريح خص به النشرة : " تعجز الكلمات والعبارات عن وصف حجم الأثر الحزين الذي تركه رحيل وردة عن الدنيا، أنا حزين للغاية لأن وردة لم تكن كغيرها من المغنيات، كنت في كل مرة ألتقيها أزداد إعجابا بها نظرا لما تمتلكه من صفات ومحاسن".
وتابع لحام : " من المؤكد أن الشعب العربي برمته حزين على فقدانها، أتمنى من الله أن يسكنها فسيح جنانه، وأوجه أحر التعازي إلى أهلها وأقاربها خاصة وإلى الشعب العربي والجزائري على وجه العموم".

النجم رفيق سبيعي...

من جهته اعتبر الفنان القدير رفيق سبيعي أن الفنانة الراحلة وردة تعتبر من أعمدة الغناء والفن في العالم العربي ، وقال في حديث الخاص للنشرة : " لا يمكن لأحد أن يشك في أن وردة تعتبر أحد أهم الأعمدة التي تستند عليها الأغنية العربية، وبرحيلها، سيتأثر واقع الأغنية العربية بشكل حتمي، الحزن يلف جميع الفنانين في العالم العربي والشعب جميعه حزين على وردة ".

وتابع سبيعي : " بالنسبة لي لا أستطيع أن أحصر حزني على فقدانها بكلمات بسيطة، كانت وردة صديقة بالنسبة لي ومنذ زمن بعيد، ومن يجلس ويتحاور معها يدرك تماما أنها برحيلها أخذت معها الكثير من العراقة والأصالة التي قل ما نجدها في غير وردة. أحر التعازي مني لذوي الفقيدة والرحمة لروحها الطاهرة . "

النجمة منى واصف...

الفنانة القديرة منى واصف أكدت بدورها حزنها وألمها لفقدان الصديقة وردة على حد قولها، وقالت في اتصال هاتفي مع النشرة : " وردة اسم على مسمى، ومن المؤلم جدا أن يرحل الورد عن الدنيا، لأننا وبشكل مؤكد سنفتقد عطره ورائحته، ووردة برحيلها أحزنتنا كثيرا وتركت الحسرة في قلوبنا، لأنها صاحبة الصوت العظيم والأداء الرائع . "

وتابعت : " وردة كانت صديقتي، حيث التقينا في العديد من المناسبات والمهرجانات، وكان لنا أكثر من لقاء في مصر وتونس، لإضافة إلى التقائنا مرة في دمشق في الثمانينات، أوجه تحية الاحترام والتقدير لروح وردة وأقدم العزاء لأهلها وللشعب الجزائري والعربي جميعه".

المطرب صباح فخري...

المطرب القدير صباح فخري اعتبر أن صوت وردة كان من ألمع الأصوات التي حملها الفن العربي خلال عشرات السنين، وتحدث قليلا عن وردة في حديثه للنشرة : " صوت وردة من الأصوات الرائعة القليلة التي قدمها الفن العربي وتحديدا الغناء خلال سنوات القرن الماضي، وبفقدانها فقدنا جميعا صوتا لطالما أبهر الناس في شتى أنحاء العالم . "

وتابع فخري : " كثيرة كانت الاتصالات الهاتفية بيني وبين الراحلة وردة وخاصة في الفترة القليلة الماضية، كما كانت اللقاءات بيننا كثيرة جدا وخاصة في مصر التي عاشت فيها فترات طويلة من عمرها ، اتصلت بي منذ ما يقارب الشهر واطمأنت على الوضع في سوريا وعليّ تحديدا . أنا في أشد حالات الحزن على فقدان وردة وأوجه أحر التعازي إلى الجزائر والجزائريين وذويها تحديدا، كما أعزّي العالم العربي برحيل الوردة الجزائرية ".

نقيب الفنانين فاديا خطاب...

نقيب الفنانين في سوريا والممثلة فاديا خطاب شاركت زملاءها الفنانين في عبارات الحزن على فقدان وردة، وأكد على دورها الكبير في تطوير واقع الأغنية في العالم العربي ، وفي تصريح خصت به النشرة قالت : " يعجز اللسان عن وصف مشاعر الحزن والأسى التي أشعر بها بعد رحيل وردة الغناء العربي، مهما تحدثنا عن وردة سنبقى مقصرين بحقها نظرا للدور الكبير الذي أدته في تطوير الفن العربي وخاصة مجال الغناء، دموع الفنانين ودموع الشعب العربي وعشاق وردة ستذرف على رحيلها . "

وأكملت خطاب : " كلنا كفنانين مقصرين، إن في سوريا أو في أي بلد عربي آخر، والاهتمام عندنا يتجه نحو الفنانين حديثي الدخول إلى الفن، حتى الإعلام كان مقصرا كثيرا مع وردة ومع جميع الفنانين القديرين والقدامى، ولا نلاحظ الاهتمام إلا عند رحيل الفنان ، أحر التعازي لذوي المطربة القديرة نجمة الغناء في العالم العربي وردة، والتعازي أيضا مقدمة إلى جميع عشاق وجمهور الراحلة وردة أصحاب الأصالة والذوق الراقي".

النجم أيمن زيدان ...

أما الفنان القدير أيمن زيدان فأكد حزنه الشديد على اعتباره من أشد المعجبين بغنائها، وأكد أيضا على ضرورة الاهتمام بالفنانين المتقدمين بالعمر وخاصة فناني الزمن الجميل، وقال في اتصال مع النشرة : " لا يمكنني أن أصف شعوري بعد رحيل الفنانة المتألقة وردة، لأنها فنانة عريقة جدا وتعتبر من ألمع الفنانات في العالم العربي عبر عشرات السنين، فضلا عن كونها نجمة من نجوم النخبة والصف الأول في تاريخ الأغنية العربية".

وأضاف زيدان : " هنالك تقصير واضح مع جميع الفنانين وخاصة عندما يتقدم بهم العمر، ووردة أكبر دليل على صدق كلامي هذا، أتمنى من المعنيين بالأمر الاهتمام أكثر بهؤلاء النجوم الذين لم يقصروا يوما في تقديم الجهد الكبير دعما للفن، ألف رحمة على روح الراحلة وردة وأحر التعازي مقدمة إلى ذويها وإلى الشعب العربي عامة والجزائري على وجه الخصوص ".

النجم سليم صبري...

من جهته وافق الفنان القدير سليم صبري من سبقه من الفنانين في تثمين دور النجمة الراحلة وردة، وتذكّر أكثر من حفل أحيته الراحلة الكبير في دمشق في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وقال أيضا : " لوردة دور كبير في دعم فن الغناء العربي ، وقد ساهمت إلى حد كبير في تطوير الأغنية العربي ورفع شأنها وخاصة في فترة السبعينيات من القرن الفائت، رحيلها خيم حزنا على العالم العربي وعلى جميع من يدرك قيمة صوت وردة وجماليته . "

وأضاف صبري : " كنت حاضرا على عدة حفلات قامت الفنانة الراحلة بإحيائها في دمشق في منتصف السبعينيات وبداية الثمانينيات، والصورة كانت حينها أكثر من رائعة، حيث كانت المدرجات تغص بالجمهور الذي كان يتفاعل بشكل ملفت للنظر مع كل أغنية من أغاني وردة، أوجه أحر التعازي إلى أقترب وأصدقاء الراحلة، وأخص الشعب الجزائري العظيم والجزائر التي أنجبت فنانة مثل وردة . "

النجمة هدى شعراوي...

القديرة هدى شعراوي أشارت إلى أن رحيل وردة ترك عندها لوعة خاصة وهي التي تعرفها عن قرب تمام المعرفة وفق قولها ، وقالت شعراوي : " في قلبي غصة وحرقة بعد غروب شمس وردة وغيابها عن هذه الدنيا، وردة كانت من أفضل المطربات اللواتي قدمن أنفسهن بقوة في عالم الغناء العربي على مدى عقود، كنت أعرف وردة لأني التقيتها كثيرا في العديد من المناسبات ، وهي إنسانة بكل ما تحمله كلمة إنسانة من معنى وعظمة . "

وأضافت : " أوجه التعازي لكل من ذرف الدموع على غياب وردة وأخص أقاربها والشعب الجزائري، وأتمنى من الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جنانه . "

الإلكترونية الفنية في

18/05/2012

 

وردة الجزائرية .. ذبلت ليظل عبيقها يداعب آذان محبيها

وردة الجزائرية: أغنيتي لمبارك غلطة عمري 

أصدر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تعليماته بنقل جثمان الفنانة الراحلة وردة الجزائرية الى البلاد حيث سيتم دفنها، وأرسل طائرة خاصة لها الغرض الى العاصمة المصرية. جاء ذلك بعد ساعات قليلة من الإعلان عن وفاة وردة المغنية الشهيرة في القاهرة نتيجة أزمة قلبية، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت منذ ستينات القرن الماضي حتى اللحظة الأخيرة من حياة وردة الغناء العربي، التي كانت تستعد لإطلاق ألبوم جديد.

جسدت وردة الجزائرية في شخصها الوحدة بين أكثر من بلد عربي، فهي لأب جزائري وأم لبنانية وتلقت أولى دروسها في الفن على يد المغني التونسي الصادق ثريا، عاشت وأبدعت ووافتها المنية في مصر التي قدمت اليها في عام 1960، بالإضافة الى انها حظيت بحب وتقدير شريحة واسعة من المعجبين من المحيط الى الخليج.

ولدت وردة فتوح في عام 1936 في فرنسا، حيث كانت انطلاقتها الفنية من خلال تقديم أغاني كبار المطربين العرب كأم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، قبل ان تنتقل ووالدتها الى لبنان لتبدأ مشوارها الفني المستقل.

على الرغم من انها حظيت بشهرة واسعة في العالم العربي، إلا ان أغنية "أوقاتي بتحلو" تعتبر إحدى أهم المحطات في رحلة وردة الجزائرية الفنية، وخطوة مميزة على طريق النجومية. فقد غنت هذه الأغنية التي كان من المقرر ان تغينها كوكب الشرق، إلا ان القدر حال دون ذلك بوفاة أم كلثوم في عام 1975، فانتظرت "أوقاتي بتحلو" مصيرها 4 سنوات كاملة بين أوتار الملحن سيد مكاوي، لتصدح بصوت النجمة الصاعدة آنذاك وردة الجزائرية، التي لم تكن تتوقع وهي تؤدي إحدى أغاني أم كلثوم كهاوية انها ستغني في يوم من الأيام تحفة فنية خصصت لسيدة الغناء العربي.

اعتزلت وردة الجزائرية الغناء لعدد من السنوات الى ان وجه لها رئيس بلادها هواري بومدين دعوة للغناء بمناسبة حلول العيد العاشر للاستقلال، فكانت العودة الى الساحة الفنية، واللقاء بالملحن المصري الكبير بليغ حمدي الذي كتب لها الكثير من الأغاني، وواصل ذلك حتى بعد الانفصال في عام 1979، ليختتما قصة حب وزواج استمر 7 سنوات.

لم تقتصر مشاركة وردة الجزائرية على مجال الغناء فحسب، إذ شاركت في عدد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية ووقفت أمام كبار النجوم مثل رشدي أباظة وعمر الحريري وحسن يوسف.

كانت الفنانة الراحلة تعلن باستمرار عن رفضها دعوات تكررت في الآونة الأخيرة لاعتزال الفن، منها ما صرح به المغني اللبناني الشهير فضل شاكر في فبراير/شباط الماضي، مما أثار غضب العديد من الجزائريين، الذين دعوا الى مقاطعة أعمال شاكر. وتأكيداً على عشقها لفنها وجمهورها أصدرت في العام الماضي ألبوم "اللي ضاع من عمري" ليكون آخر ألبوم لوردة الجزائرية، ضم 6 أغاني منها "يا واحشني" و"وعد" و"أمل".

يُذكر ان رياض قصيري، نجل الفنانة الراحلة من زوجها الأول الدبلوماسي الجزائري جمال قصيري، كان قد وعد جمهور وردة الجزائرية قبل يومين بمفاجأة تتعلق بكليب جديد، إلا ان المفاجأة تحولت الى صاعقة برحيل الفنانة التي كانت تشعر حتى اللحظات الأخيرة من حياتها بأنها لا تزال قادرة على العطاء.

روسيا اليوم في

18/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)