بمناسبة مهرجان «كان» الخامس والستين الذى يفتتح اليوم ونحن سعداء
باشتراك فيلم يسرى نصر الله بالمسابقة الرسمية، تصيبنى بعض التداعيات
الخاصة بهذا المهرجان. فأول زيارة كانت فى عام ١٩٨٧، حيث عرض فيلمى «عودة
مواطن» فى قسم إعلامى خاص بمناسبة دورته الأربعين الذى شمل برنامج «نظرة»،
خصص لسينما خمس مناطق: العربية والأسترالية والبريطانية والصينية
والسوفييتية. يرجع الفضل لاختيار فيلمى بالذات إلى الناقد الراحل سمير
نصرى، الذى لفت نظر رئيس المهرجان جيل جاكوب. الفيلم العربى الآخر فى
المجموعة كان التسجيلى «الكاميرا العربية» للمخرج التونسى فريد بو غدير،
وقد استفزتنى رؤيته المتعالية والمغرضة نحو السينما المصرية.
زيارتى التالية كانت عام ١٩٩١ والدورة الرابعة والأربعون، حيث عرض
فيلم يوسف شاهين «القاهرة منورة بأهلها» فى قسم نصف شهر المخرجين.
الطريف أن هذه الزيارة كانت جائزة من شركة «كوداك» أقيمت قرعة فى مصر
بين شركات الإنتاج وفازت شركتى «خان فيلم» بالرحلة.
الصراحة، لولا الجائزة لما ذهبتُ إلى «كان»، والسبب هو قناعتى كمخرج
بأن وجودى فى مهرجان مهم وضخم مثل «كان» دون فيلم يمثلنى سيشعرنى بضآلتى
الفنية أمام الكم الهائل من الإبداعات التى تصب على المهرجان من أنحاء
العالم. ودائما أتابع أفلام كل عام بمشاهدتها بعد ذلك فى أثناء سفرياتى إلى
الخارج أو حديثا باقتناء الأسطوانات الرقمية.
وربما لهذا تشجعت عام ١٩٩٢ بفيلمى «فارس المدينة» وقررت محاولة تقديمه
إلى المهرجان على أمل إن لم يقبل فى المسابقة الرسمية فقد يقبل فى قسم
«نظرة ما» أو «نصف شهر المخرجين». وبتعاون معهد العالم العربى فى باريس،
وعن طريق ماجدة واصف تمت مراسلة المهرجان، وعلى هذا الأساس أخذت بنفسى نسخة
من الفيلم (٦ بوبينات) فى شوال وبصحبة راكب. فى مطار باريس استقبلنى مندوب
تخليص جمارك تم استخدامه مقابل أجر باهظ. اكتشفت أننى فى الواقع لم أكن فى
حاجة إلى خدماته، وفى استطاعتى الخروج من المطار بالشوال دون أى مشكلات. فى
باريس حملت هذا الشوال الثقيل خمسة أدوار حلزونية لشقة الصديقة مارى كلود
التى تكرمت باستضافتى. وإلى أن تم تحديد يوم مشاهدة الفيلم من قبل لجنة
الاختيار وبعد موافقة رئيس المهرجان على التنازل عن أى تكلفة إضافية، حيث
كان المعتاد دفع إيجار صالة العرض. فى النهاية بعد أسبوع حرق أعصاب، لم
يقبل الفيلم فى أى قسم، وشعورا بالإحباط انتهى الفيلم والشوال فى مخزن معهد
العالم العربى، حيث يوجد حتى الآن.
التحرير المصرية في
16/05/2012
القوى الناعمة ضد إيران!
طارق الشناوي
هل هناك حرب سينمائية ضد النظام الإيرانى؟!
فى السنوات الأخيرة بدأت المهرجانات الكبرى تُقدم فى فاعلياتها أفلاما
ليست بالضرورة معارضة لإيران، إلا أنها أيضا تفرد مساحات للأفلام التى
يقدمها مخرجون يقفون على الجانب الآخر من النظام مثل عباس كيروستامى، الذى
عرض له فى العام قبل الماضى فى مهرجان «كان» فيلمه الرومانسى «نسخة
مُصدقة»، وفى هذه الدورة يعرض فيلمه «مثل شخص واقع الحب» داخل المسابقة
الرسمية، والفيلمان من الناحية الشرعية لا يمكن اعتبارهما إيرانيين لأن
الإنتاج غير إيرانى.
فى الدورة الماضية للمهرجان عرض فيلمى «وداعا» لمحمد رسولوف، و«هذا
ليس فيلما» لجعفر بناهى، والمخرجان ممنوع عليهما ليس فقط مغادرة البلاد، بل
هما ممنوعان من ممارسة المهنة ويطاردهما شبح السجن، وسبق للنجمة الفرنسية
جولييت بينوش بطلة فيلم «نسخة مصدقة» وهى تقف على خشبة المسرح فى قاعة
«لوميير» لاستلام جائزتها (أحسن ممثلة) قبل عامين أن أعلنت تضامنها مع
المخرجين فى إيران.. كما أن بناهى تم اختياره وقتها فى عضوية لجنة التحكيم
فى المهرجان، وهم يعلمون أن السلطات الإيرانية لن تسمح له بمغادرة البلاد
إلا أن الهدف كان فضح التعسف الإيرانى ضد المبدعين!
سبق قبل بضع دورات أن عُرض فى «كان» أيضا فيلم رسوم متحركة «بلاد
فارس»، شاركت فى إخراجه الإيرانية المقيمة فى فرنسا مورجان سترابى، انتقدت
فيه الحكم الدينى وحصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم.
ليس فقط مهرجان «كان» الذى يقدم هذه الأفلام ويفرد مساحات لهؤلاء
المعارضين، بل مثلا مهرجان «فينسيا» عرضَ قبل ثلاثة أعوام «الأيام الخضراء»
لـ«هانا مخلباف»، ابنة المخرج محسن مخلباف، وهو معارض قوى للنظام.. كما أن
المخرجة الإيرانية شيرين نشأت عرضت فيلمها «نساء بلا رجال» وحصلت على جائزة
«الأسد الفضى» للجنة التحكيم الخاصة كأحسن إخراج، وواكب ذلك أن عرض الفيلم
الإيرانى «لا أحد يعرف شيئا عن القطط الفارسية» أيضا فى «كان»، وهو ينتقد
النظام عندما يتصدى لحرية الفنانين!
الأفلام الإيرانية التى تمثل الوجه المعارض للنظام صارت عنوانا رئيسيا
فى المهرجانات الكبرى، رغم أن الأفلام الإيرانية التى ترضى عنها الدولة
وتبيح عرضها جماهيريا موجودة أيضا، وتحرص الشركات السينمائية الإيرانية
التى تمثل الدولة على أن تنشئ أكثر من جناح لتسويق الفيلم الإيرانى فى
المهرجانات، إلا أن صوت السينمائى المعارض صار هو الأعلى.. مثلا فيلم «لا
أحد يعرف شيئا عن القطط الفارسية» تم تهريب الأشرطة خارج إيران والمونتاج
النهائى أجرى فى معامل فرنسية.. أنا لا أتصور أن المهرجانات تتحمس لعرض
فيلم لمجرد أنه سياسى يتوافق معها، ولكن انطوت هذه الأفلام على لغة
سينمائية أهّلتها لتلك المكانة.. فى الماضى القريب شاهدنا المهرجانات
السينمائية كثيرا تحتفى بالأفلام الإيرانية التى تُقدمها إيران، مثلا عباس
كيروستامى حصل على سعفة مهرجان «كان» عام 1997 عن فيلمه «طعم الكرز»، ولم
يكن وقتها معارضا للنظام، وسميرة مخلباف 2001 أخذت جائزة لجنة التحكيم فى
«كان» عن فيلم «التفاحة»، ولم تكن بوادر المعارضة الإيرانية السينمائية قد
ظهرت بعد.
بين الحين والآخر يعلو صوت مطالبا الدولة رسميا فى إيران بمقاطعة تلك
المهرجانات، إلا أن على أرض الواقع توجد الشركات التى ترتبط بالدولة فى
أسواق تلك المهرجانات، بل إن الأجنحة الإيرانية هى الأكثر عددا بالقياس حتى
للدول الأوروبية.
الزمن تغير ولا أتصور أن إيران جادة فى تهديدها بالمقاطعة، لأنها لو
طبقت ذلك سوف تؤدى لا محالة إلى رسوخ الانطباع الذى تسعى حثيثا إلى نفيه.
لا أعتبر ما نشاهده فى المهرجانات حربا موجهة ضدها، ولكنه يمثل أسلوبا
فنيا فى التعبير عن المؤازرة لمبدعين يمارَس ضدهم القمع، ولهذا فإن إيران
ترد على تلك القذائف السينمائية الناعمة بأفلام أخرى لعدد من المخرجين لا
يزالون تحت مظلة النظام.
الغريب فى الأمر أن الأفلام الاجتماعية مثل «انفصال» الحاصل على جائزة
مسابقة «الأوسكار» هذا العام لأفضل فيلم أجنبى إخراج أصغر فرهادى، قوبل
أيضا بغضب من النظام الرسمى الإيرانى، واعتبره بعض القريبين من النظام
فيلما معارضا وتشككوا فى أحقيته بالأوسكار!
السياسة تلعب دورا فى الاختيارات الفنية للمهرجانات، هذه بالتأكيد
حقيقة ولكن إذا لم يدعم العمل الفنى رؤية إبداعية فلن تنقذه السياسة!
التحرير المصرية في
16/05/2012
يوميات «كان» السينمائي 2012 :
مارلين مونرو: حالة سينمائية شاملة
أفلام المسابقة: نظرة على ما ستعرضه شاشات المهرجان
كان: محمد رُضا
لقطة أولى
* مارلين مونرو فنّانة الملصق هذا العام. جولييت
بينوش كانت فنّانة الملصق في العام السابق، وهذا بعد سنوات عديدة كانت
الملصقات تنحو لأن تكون تجريدية أو رمزية أو لقطات غير محددة بشخصية
معروفة.
مارلين مونرو تبدو اختيارا في مكانه، لكن ليس للسبب المباشر الذي في
الأذهان. ليس لأنها كانت ممثلة مشهورة جسّدت الأنوثة في مكانها الصحيح على
الشاشة وتمتّعت بقدر لا بأس به من موهبة الأداء فوق ذلك. هذا صحيح، كذلك
صحيح أنها توفّيت قبل خمسين سنة (في الخامس من أغسطس/ آب 1962) لكن وجودها
ولو على ملصق، وهي التي لم تشهد عرض أي من الأعمال التي اشتركت فيها من
قبل. نعم زارت المهرجان، لكنها لم تشاهد نفسها على الشاشة، ناهيك عن خروجها
بجائزة ما.
ودعونا من الأسباب في عدم استقبال المهرجان أفلاما جيّدة مثّلتها مثل
«البعض يفضلها ساخنة» لبيلي وايلدر (1959) و«غير المنتمين» لجون هيوستون
(1961) أو حتى «نهر بلا عودة» لأوتو برمنجر (1954)، فهي متنوّعة بعدد
السنوات التي تحوّلت فيها من مجرد وجه لا يعني شيئا إلى نجمة كبيرة، لكن
وجودها هذه السنة على ملصقات الدورة الخامسة والستين يرمز إلى احتفاء
بالسينما الجماهيرية التي كانت مونرو أحد أبرز ملامحها، كذلك في بعض
لمحاته، هو ملصق لتخليد صورة الأيقونة التي هي مونرو في وجدان الأجيال
المختلفة.
في المستوى ذاته من الدلالات، هي لفتة للأبيض والأسود كفن صورة،
ولفترة زمنية (الخمسينات والستينات) هي من أفضل عقود هذا المهرجان. والورطة
هنا ذات دلالة: من ناحية على المهرجان أن يتقدّم مواكبا المواهب والأساليب
التعبيرية والصياغات الجديدة للسينما وللعقول والمواهب معا، ومن ناحية أخرى
عمره الآن 65 سنة عرض خلالها ألوف الأفلام التي تعكس، إذا ما رصفناها
متوالية، العالم الذي كان.
تخليد مخرج ما في ملصق هو أمر مختلف. هو نوع من التعبير عن تفضيل. لكن
تخليد ممثلة، وممثلة رحلت محبطة، هو تخليد لحالة سينمائية شاملة.
كل ما يمكن أن يُقال قبل أن تتوالى عروض الأفلام المشتركة في المسابقة
هو تحصيل حاصل ولو مبكر لما أعرب عنه المهرجان وسمح به من اختيارات. نعم
يستطيع أي منا الحديث مطوّلا عن اتجاهات وتيارات السينما المشتركة في سباق
هذا العام، لكن ذلك لن يعدو أكثر من ملء مساحة والظهور بمظهر العارف ببواطن
الأمور. كذلك في حين أن الذهاب وراء تحديد ملامح وخصال «كان» هذا العام عبر
استقراء الأفلام المشتركة قد يعكس إلماما، إلا أنه يبقى مثل العرّافة التي
تنظر في الودع. كم من مرّة خرجت النتائج بعكس ما انتشر من توقّعات؟ إلى متى
يُقال إن «صفة هذا العام» هي كذا أو كذا، بينما الواقع هو أن المختار لا
يتم تبعا لمحاولة خلق تيّار من خلال تلك الاختيارات، بل تداخله عناصر كثيرة
أهمّها المُتاح والمرغوب والرأي الشخصي؟
التالي، بعيدا عن الملامح، ومن دون نفي بعضها في الوقت ذاته، نظرة
تعريفية على ما ستطلقه شاشات «كان» بدءا من هذه الليلة، وذلك كحلقة أولى في
تغطيتنا اليومية التي اعتدناها هنا في «الشرق الأوسط». الهدف من هذا
التعريف وضع القارئ في صلب ما يدور حوله كل فيلم كما في تاريخ علاقة المخرج
بالمهرجان وجوائزه.
* بعد الموقعة - المخرج: يسري نصر الله (مصر) - علامات: وقفة السينما
العربية في مسابقة المهرجان الأولى منذ أن قدّم الفلسطيني إيليا سليمان
فيلمه الروائي الأخير في مسابقة الدورة 2009. ليس صحيحا ما ذكره أحد
الكتّاب أن المخرج يوسف شاهين شارك في مسابقة الدورة 1997 بفيلمه «المصير».
الصحيح أن «المصير» عُرض خارج المسابقة حينها. مما يعني أن الفيلم المصري
الوحيد الذي دخل هذه المسابقة قبل «بعد الموقعة» هو فيلم أسبق لشاهين هو
«وداعا بونابرت» سنة 1985.
تاريخ: سبق للمخرج نصر الله أن تعامل مع «كان» رسميا مرّتين من قبل:
«سرقات صيفية» (1988)، «باب الشمس» (2004) وكلاهما خارج المسابقة. في العام
الماضي اشترك مع مجموعة متنوّعة من المخرجين المصريين في إنجاز «18 يوم»
الذي قدّمه المهرجان خارج المسابقة أيضا.
*
Amour
حب - المخرج: ميشال هانيكي (فرنسا/ النمسا/ ألمانيا) - علامات: ميشال
هانيكي زبون دائم للمهرجان الذي منحه ثلاث جوائز حتى الآن، أوّلها عن جائزة
المهرجان الكبرى (ثاني الجوائز) سنة 2001 عن «عازفة البيانو»، وهذا العام
اختار تقديم هذا الفيلم الواقع في الشق بين العاطفي والدراما الإنسانية.
أنجز المخرج كتابته كمعالجة في السادس عشر من فبراير (شباط) عام 2010
وكسيناريو في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه ودخل تصويره
في العشرين من فبراير مع اثنين من معمّري السينما الفرنسية إيمانويل ريفا
وجان - لوي ترتنيان. لجانبه أيضا إيزابل هوبير التي قادت بطولة «عازفة
البيانو» ونالت عنه جائزة أفضل ممثلة أيضا.
تاريخ: عرض المخرج تسعة من أعماله في «كان» إلى اليوم وذلك من عام
1989 حين قدّم خارج المسابقة «القارّة السابعة» وبعد فيلمين آخرين له خارج
المسابقة أيضا هما «فيديو بَني» و«71 شظية من الزمن»، شارك سنة 1997 بفيلمه
الرابع «ألعاب غريبة» ثم بفيلم «الشيفرة غير معروفة» (2000). بعد أن ربح
جائزته عن «عازفة البيانو» ظهر خارج المسابقة في «الزمن والذئب» (2003) ثم
عاد إليها في «مخبوء» الذي نال عنه جائزة أفضل مخرج سنة 2005 وكرر اشتراكه
سنة 2009 بفيلمه رابح السعفة الذهبية «الشريط الأبيض».
*
Angel‘s Share
حصّة الملاك - المخرج: كن لوتش (بريطانيا/ آيرلندا/ فرنسا) - علامات: بعد
المشاركة المخيبة للآمال قبل عامين، عندما عرض المخرج «طريق أيرلندية»،
يعود المخرج الإنجليزي الذي دائما ما لديه مواضيع سياسية (غالبها اجتماعي
الصياغة) يتطرّق إليها. هنا، مرّة أخرى، يتعرّض لموضوع الفقر والبطالة بين
المواطنين العاديين. كاتبه المفضّل بول لافرتي يعود معه وهو الذي كتب له
سيناريوهاته من عام 1996 وإلى اليوم.
تاريخ: تاريخ كن لوتش قديم بدوره (ثاني أقدم المشاركين بعد ألان رينيه
أدناه) إذ يعود إلى عام 1970 لكنه في المسابقة منذ عام 1981 حين عرض «نظرات
وابتسامات». لوتش غاب عن المهرجان حتى سنة 1990 حين قدّم «أجندة مخفية»
(نال عنه جائزة المحلّفين) وبعد ذلك شارك تسع مرّات أخرى حصد خلالها
الجائزة الأولى عن «الريح التي تهز الشعير»
The Wind that Shakes the Barley سنة 2006.
*
Beyond the Hills
وراء التلال - المخرج: كرستيان مونجيو (رومانيا) - علامات: ساعد مونجيو في
وضع السينما الرومانية على الخارطة حين قدّم سنة 2007 فيلمه الفائز بالسعفة
«4 أشهر، 3 أسابيع ويومان» الذي دار حول فتاتين تحاول إحداهما مساعدة
صديقتها لإجراء عملية إجهاض في ظل ظروف صعبة. الآن يعود بحكاية عن فتاتين
أيضا افترقتا قبل سنوات بعد سنوات من العيش في أحد الملاجئ، لكن في حين أن
إحداهن هاجرت إلى ألمانيا ونجحت في شق طريقها، ما زالت الثانية تعاني في
حياتها اليومية.
تاريخ: إلى جانب فيلمه الفائز ذاك، عرض مونجيو فيلمين آخرين في
المهرجان. الأول سنة 2002 تحت عنوان «الغرب» والثاني سنة 2009 بعنوان
«حكايات من العصر الذهبي» في قسم «نظرة ما».
*
Cosmopolis
عالم - المخرج: ديفيد كروننبيرغ (كندا/ فرنسا/ البرتغال/ إيطاليا) -
علامات: كروننبيرغ من بين أكثر المخرجين المشتركين شهرة (ومن بين أكثرهم
تمتّعا بتقدير مهلهل بعض الشيء). نقل كروننبيرغ قلبه ما شاء له فاشترك في
برلين وفينيسيا كما في «كان» أكثر من مرّة. هنا يعرض حكاية ملياردير شاب
(روبرت باتنسون) يركب سيّارته الليموزين ليجتاز مدينة نيويورك صوب حلاق سمع
عنه كثيرا. خلال الرحلة يلقي المخرج نظرة على نيويورك بعد الحادي عشر من
سبتمبر. شيء من «ما بعد الدوام» لمارتن سكورسيزي في باطن هذه الحكاية على
ما يبدو.
تاريخ: شارك كروننبيرغ ثلاث مرّات في كانت أولاها سنة 1996 حين انتزع
جائزة لجنة التحكيم الخاصّة عن «صدام» ثم عاد سنة 2002 بفيلم «سبايدر» وسنة
2005 بـ«تاريخ العنف» وفي المرّتين المذكورتين خرج خالي الوفاض.
*
Holy Motors
موتورات مقدّسة - المخرج: ليو كاراكس (فرنسا) - علامات: كاراكس الذي هو
دائما لافت للاهتمام، يتعامل مع حكاية رجل خلال 24 ساعة يجد نفسه خلالها
وهو يتقمّص شخصيات كثيرة. وكما لجأ ميشال هنيكي لممثل فرنسي معمّر هو جان -
لوي ترتنيان، يستقبل المخرج ميشال بيكولي بطلا لفيلمه، مما سيجعل منافسة
التمثيل الرجالي مثيرة بالنظر إلى استحقاقات الممثلين وتاريخهما الحافل
وتنافسهما الحالي على جائزة واحدة.
تاريخ: أربعة اشتراكات سابقة من عام 1984 بفيلم «صبي يقابل فتاة»
(خارج المسابقة) ثم «المنزل» (1997 - خارج المسابقة) ثم «بولا إكس»
(المسابقة - 1999) و«طوكيو» (قسم «نظرة ما» سنة 2008).
*
The Hunt
الصيد - المخرج: توماس فنتربيرغ (دنمارك) - علامات: دراما اجتماعية أخرى من
المخرج الذي كان، لحين غير بعيد، من مؤسسي حركة «الدوغما» قبل أن يؤسس
لنهايتها أيضا بانسحابه منها. هذا الفيلم الجديد يدور حول أستاذ مدرسة
متّهم بأنه متحرّش جنسي بأحد تلامذته. قبل عامين حقق «الغوّاصة» الذي عرضه
مهرجان برلين. فيلم جيّد وجده النقاد الغربيون «أخلاقيا أكثر من اللزوم».
تاريخ: لفنتربيرغ اشتراك واحد فقط من قبل. حدث ذلك سنة 1998 بفيلم
«احتفاء» الذي نال عنه جائزة لجنة التحكيم.
In Another Country
في بلد آخر* - المخرج: هونغ سانغ - سو (كوريا الجنوبية) - علامات: إذا ما
كان بيكولي يؤدي عدّة شخصيات في فيلم كاراكس «موتورات مقدّسة»، فإن إيزابل
هوبير تؤدي ثلاث شخصيات اسم كل منهن آنا. المخرج هو من النصف الأخير من جيل
سينمائيي كوريا الشبّان. حفيد غريب الأطوار للمخرج الإيطالي الراحل مايكل
أنجلو أنطونيوني وزميل لمخرج من أترابه هو هاو - سيان سيين.
تاريخ: للمخرج أربعة اشتراكات في المهرجان أولها بفيلم «قوّة مقاطعة
كانغوون» (1998). سنة 2004 عرض «المرأة مستقبل الرجل» الذي منحه تقديرا
واسعا بين النقاد.
*
In The Fog
في الضباب - المخرج: سيرغي لوزنتسا (أوكرانيا) - علامات: الفيلم الثاني
للمخرج الشاب بعد «غبطتي» الذي شارك في مسابقة عام 2010. ذلك الفيلم كان
مثار حديث طويل وتعليقات كثيرة. معظم الحضور حينها لم يعتقدوا أن الفيلم
إنجاز رائع، لكنه كان بداية واعدة مما يجعل هذا الفيلم حاسما هذه المرّة.
يعود المخرج إلى الحرب العالمية الثانية ليروي حكاية مواطن من بلروسيا اتهم
بالعمالة للنازية.
تاريخ: فيلم لوزنتسا الثاني في المهرجان.
*
Killing Them Softly
قتلهم بنعومة - المخرج: أندرو دومينيك (الولايات المتحدة) - علامات: المخرج
الذي سبق وأنجز «اغتيال جيسي جيمس» مع براد بت في البطولة، يعود في فيلم
جديد مقتبس عن رواية بوليسية لجورج هيغينز خرجت في السبعينات تحت عنوان
«تجارة كوغن». هنا يرسم المخرج ملامح عملية اغتيال أخرى، ولو خيالية مع
براد بت ورتشارد جنكينز وراي ليوتا وجيمس غاندولفيني في البطولة.
تاريخ: المرّة الأولى للمخرج في كان.
Lawless
بلا قانون* - المخرج: جون هيلكوت (أميركا) - علامات: المخرج الذي عرض في
مهرجان فنيسيا فيلمه الجيد «الطريق» يقدّم عملا دراميا هذه المرّة تقع
أحداثه في عشرينات القرن الماضي حول عصابات التجارة بالكحول المصنوعة بلا
رخصة. توم هاردي، غاري أولدمن، غاي بيرس وجسيكا شستين، من بين ممثلين
معروفين عدّة يتقاسمون البطولة.
تاريخ: المرّة الأولى للمخرج في كان.
Like Someone in Love
* مثل واحد في الحب - المخرج: عبّاس كياروستامي (فرنسا/ اليابان) -
علامات: المخرج الإيراني المهاجر الذي سبق وقدّم قبل عامين «نسخة محلّفة»
(صفّق له معظم النقاد ولكن…) ينتقل هنا إلى اليابان ليصوّر فيها حكاية
طالبة تبيع جسدها لكي تدفع تكاليف الدراسة.
تاريخ: للمخرج المذكور تاريخ حافل مع «كان» بدأ سنة 1992 حين عرض له
المهرجان «الحياة ولا شيء أكثر» في تظاهرة «نظرة ما». بعد عامين دخل
المسابقة في «عبر أشجار الزيتون» ثم عرض خارج المسابقة فيلما تسجيليا
عنوانه
A.B.C. Africa سنة 1997 ثم شارك أربع مرّات أخرى من دون أن ينال جائزة حتى الآن.
Moonrise Kingdom
* مملكة طلوع القمر - المخرج: وز أندرسن (الولايات المتحدة) - علامات:
أندرسن مخرج «مستقل» يحقق أفلامه التي عادة ما تأتي خفيفة أكثر من اللزوم
أحيانا ولو أنها كوميديتها بارعة في معظم الحالات. هذه المرّة لديه حكاية
فتاة وشاب يختفيان من البلدة فجأة. بما أن الشاب يتبع فرقة من الكشّافة فإن
أفرادها ينطلقون بحثا عنه.
تاريخ: على الرغم من أن أفلامه تناسب المهرجانات فإن «كان» لم يعرض
أيا منها سابقا.
*
Mud مَد - المخرج: جف نيكولز
(فرنسا/ اليابان) - علامات: «مَد» هو اسم الشخصية التي يؤديها ماثيو
ماكونوفي الهارب من وجه العدالة والذي ينقذه صبي في الرابعة عشرة ليصاحبه
في رحلته بحثا عن الفتاة التي يحبّها مَد (ريز ويذرسبون).
تاريخ: لم يسبق لجف نيكولز الاشتراك في «كان» من قبل.
*
On The Road
على الطريق - المخرج: وولتر سايلز (الولايات المتحدة) - علامات: اشترى
المخرج - المنتج فرنسيس فورد كوبولا حقوق رواية جاك كيروواك الصادرة سنة
1957 منذ بضع سنوات على أمل تحقيقها فيلما بنفسه. حين أيقن أنه لن يستطيع،
لسبب أو لآخر، القيام بهذه المهمّة، دفع بالمشروع إلى المخرج البرازيلي
وولتر سايلز الذي سبق له وأن أخرج أحد أفضل أفلام «الطريق» إلى اليوم وهو
«مفكرة الدراجة».
تاريخ: للمخرج اشتراكان في المسابقة «الكانيّة» من قبل بدأها بفيلم
«مفكرة الدرّاجة» سنة 2004 وتبعها بفيلم «خط ليندا» (2008).
*
The Paperboy
فتى الصحيفة - المخرج: لي دانيالز (الولايات المتحدة) - علامات: زاك إفرون
يقود بطولة هذا الفيلم لاعبا شخصية صحافي يعود إلى بلدته ليحقق في أمر
متّهم حُكم عليه بالإعدام وليكتشف أن «العدالة» لم تأخذ مجراها في هذا
الخصوص. دانيالز هو المخرج المفاجئ الذي انطلق قبل عامين محققا
Precious
عن فتاة بهذا الاسم وسوء معاملة أمّها لها.
تاريخ: لم يسبق للمخرج المشاركة في هذا المهرجان
*
Paradise Love
حب فردوسي - المخرج: أولريخ سيدل (ألمانيا) - علامات: دراما عن علاقة أم
بابنتها الشائكة كما تكشف عنها ثلاث قصص مختلفة. المحور هنا هو ما يراه
المخرج من عداوة تشعر بها النساء المسنّات والفتيات البدينات ما يعيدنا إلى
موضوع فيلم «بريشوس» للي دانيالز الذي قدّم بطلته بدينة.
تاريخ: للمخرج اشتراك واحد: «إمبورت/ إكسبورت» (2007).
Light After Darkness
* نور بعد الظلام - المخرج: كارلوس ريغاداس (المكسيك) - علامات: ليس
الكثير معروفا لا عن حبكة الفيلم ولا عن مخرجه. الخطوط العامّة للحكاية تفي
بدراما اجتماعية حول عائلة متناقضة الانتماء تعيش في الضواحي حيث كل فرد
فيها متّجه بعمله وتفكيره إلى ناحية بعيدة عن اتجاه الفرد الآخر. بالنسبة
للمخرج، وهذا هو فإن أفلامه قلّما خرجت من المكسيك لعروض عالمية.
تاريخ: هذه هي المرّة الأولى للمخرج في «كان».
*
Reality
واقع - المخرج: ماتاو غاروني (إيطاليا) - علامات: الاشتراك الإيطالي الوحيد
في المسابقة يعود إلى هذا الفيلم الذي أخرجه رابح جائزة التحكيم سنة 2008
عن فيلمه الأول «غومورا». هناك تطرّق إلى المافيا الجديدة في نابولي. هنا
يوجه اهتمامه إلى برامج «الواقع» التلفزيونية منتقدا إياها وما يدور في
محيطها.
تاريخ: ثاني اشتراك للمخرج في «كان» بعد «غومورا».
*
Rust and Bones
صدأ وعظام - المخرج: جاك أوديار (فرنسا) - علامات: فيلم صعب المعالجة من
حيث المبدأ يدور حول امرأة خسرت ساقيها تقع في حب رجل بلا مأوى. هذا الفيلم
من المخرج الذي قدّم بنجاح «النبي» سنة 2009 ونال عنه الجائزة الكبرى
تاريخ: هذه رابع مرّة يشترك فيها المخرج في المهرجان. الأولى تمثّلت
بـ«انظر كيف يسقطون» (خارج المسابقة - 1994)، الثانية «بطل صنع نفسه»
(المسابقة - 1996) والثالثة عبر «النبي» (2009).
*
Taste of Honey
طعم العسل - المخرج: سانغ سو إم (كوريا الجنوبية) - علامات: في عام 2010
تردد أن فوز فيلم إم السابق «خادمة» كان مرجحا بقوّة لدى لجنة التحكيم إلى
آخر لحظة. هذا العام يكرر المخرج محاولة الفوز في فيلم آخر يكشف عن التقسيم
الاجتماعي في كوريا اليوم وعن علاقات عاطفية داخل البيت بين رب العائلة
وسكرتيرته.
تاريخ: المرّة الثانية بعد «خادمة».
You,ve Seen Nothing Yet
* لم تشاهد شيئا بعد - المخرج: ألان رينيه (فرنسا) - علامات: ألان
رينيه هو تاريخ السينما على قدمين. عمره الآن 89 سنة ويتردد أن هذا الفيلم
هو آخر ما في جعبة المخرج الذي وفّر للسينما 55 فيلما سابقا، لجانب أعمال
قصيرة وأخرى اشترك في تحقيقها لجانب آخرين. هذا الفيلم يدور حول فريق من
الممثلين المسرحيين يلتقون في تأبين كاتب. ميشال بيكولي (86 سنة) هو أيضا
في هذا الفيلم.
تاريخ: اشترك ألان رينيه في دورات كان من عام 1947 (عن «باريس 1900»)
فعرض على شاشات كان عشرة أفلام إلى الآن وخرج بجائزتين فقط. سنة 1980 فاز
بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة عن «عمي الأميركي» وفي عام 2009 مُنح جائزة
إنجاز خاصّة عن مجمل أعماله.
الشرق الأوسط في
16/05/2012 |