فجر مسئولو مهرجان "كان" السينمائي الدولي، الذي تُفتتح دورته الخامسة
والستين غدا الأربعاء وتستمر حتي 27 مايو الحالي، قنبلة فنية وسياسية
الأسبوع الماضي، عندما أعادوا "فتح" قوائم الاختيارات الرسمية للمهرجان بعد
نحو ثلاثة أسابيع من إغلاقها، وأضافوا فيلما وثائقيا عن الحرب الليبية
الأخيرة، للفيلسوف الفرنسي الإسرائيلي برنار هنري ليفي، إلي قسم "عروض
خاصة"، وأعلنوا أنه سيعرض ليلة 25 مايو الحالي خارج المسابقة. وثار علي
الفور غضب - وكذلك دهشة - المثقفين والسينمائيين العرب، الذين يعتبر كثير
منهم ليفي جاسوسا صهيونيا خطيرا يعمل لمصلحة إسرائيل، ويؤمن بعقيدة الوطن
الأكبر من النيل إلي الفرات، واندلع جدل عربي - غربي واسع حول الرجل
وأعماله.. ففي حين تتخذ معظم الأوساط العربية هذا الموقف منه، وتقول إن
مهرجان "كان" قرر إقامة احتفال صهيوني بالربيع العربي، تعتبره الأوساط
الغربية رمزا للحرية والإنسانية.. فقد أعرب جيل جاكوب، رئيس "كان"، عن أمله
في أن يقوم الفيلم بمهمة "تمرير شعلة الثورة بين الشعوب التي يجمعها حب
الحرية"، واكتفي تييري فريمو، المفوض العام للمهرجان، ببيان مقتضب وصف فيه
الفيلم بأنه "يبين إلي أي مدي تستطيع القناعات الفكرية تغيير مجري التاريخ،
وتحويل مشاريع التدخل الإنساني والسياسي التي كانت تبدو مستحيلة إلي أمر
واقع". وكان فريمو أعلن أن سبعة أفلام جديدة ستدخل البرنامج الرسمي، منها
الوثائقي "قَسَم طبرق" (100 دقيقة)، الذي يحمل توقيع برنار هنري ليفي،
ويستعيد مغامراته في لهيب الثورة الليبية علي مدي ثمانية أشهر. ويروي العمل
كيف أدّي الفيلسوف دوراً مركزياً في التخطيط لتدخل حلف الناتو في ليبيا،
تحت مسمي "واجب التدخل الإنساني". ويُعد ليفي وصديقه الوزير الفرنسي الشهير
برنار كوشنير من أبرز دعاة "واجب التدخّل الإنساني" منذ عقد التسعينيات.
رسالة للسوريين أما ليفي، فقال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إن عرض
الفيلم في "كان" لن يكون تحية لثوار ليبيا فحسب، بل أيضاً رسالة أمل إلي
ثوار سوريا. وذكرت تقارير إعلامية أن "رسالة الأمل" تتعلق علي الأرجح
بالاجتماع الذي قال ليفي، في كتابه عن الثورة الليبية "الحرب دون أن
نحبها"، إنه عقده في بيته في باريس - خلال فترة حملته الليبية - مع عدد من
أبرز أقطاب المعارضة السورية. وقد نددّ كل من الكاتب والأكاديمي برهان
غليون، والناقد صبحي حديدي، والكاتب فاروق مردم، بالتحرك الذي يقوم به
ليفي، لجمع التوقيعات لدعم ثورة الشعب السوري. وقال المثقفون السوريون
المعارضون لنظام دمشق في بيان لهم ردا علي مبادرة لليفي نشرت في جريدة
"لوموند" الفرنسية باسم "انقذوا سوريا": "نحن نري أن أشخاصاً كبرنار ليفي،
معروفون بمعاداتهم للشعب الفلسطيني وقضيته ومساندون للاستيطان في الأراضي
المحتلة الفلسطينية وكذلك الجولان السوري، يحاولون الاستيلاء علي حركة
الشعب السوري وتطلعه للحرية ومقاومته الشجاعة لآلة القمع والاستبداد
الممارسة عليه.. وأي مبادرة تنضوي تحت لواء هذا النداء سنعتبرها محاوله
للإساءة للحركة الديمقراطية السورية ومحاولة لجعلها تنحرف عن مسارها"
والاتجاه إلي سوريا يتناسب تماما مع النشاط الملحوظ لليفي في المنطقة منذ
بدء الربيع العربي، فقد شوهد عدة مرات في ميدان التحرير بالقاهرة وتم
التقاط العديد من الصور له مع الثوار خلال أيام ثورة 25 يناير العام
الماضي، وإن كان الدور الذي لعبه ما زال غامضا ومجهولا حتي اليوم.. ثم قام
بزياراته الشهيرة إلي ليبيا، والتي جمع خلالها مادة فيلمه الوثائقي. هجوم
علي الاشتراكية ليفي، الذي يوصف بأنه أحد "الإلكترونات" التي تحركها
إسرائيل في أوقات الأزمات، ولد لعائلة يهودية ثرية بالجزائر في 5 نوفمبر
1948 إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، وانتقلت عائلته لباريس بعد أشهر من
ميلاده. درس الفلسفة في جامعة فرنسية راقية وعلمها فيما بعد، واشتهر كأحد
أهم قادة حركة "الفلسفة الجديدة" سنة 1976، وهي جماعة انتقدت الاشتراكية
بلا هوادة واعتبرتها "فاسدة أخلاقياً"، وهو ما عبر عنه في كتابه الذي ترجم
لعدة لغات "البربرية بوجه إنساني" عام 1977 . جعله ميلاده في الجزائر يركز
تفكيره في كل ما يتعلق بالدول الإسلامية، وفي 1981 زار أفغانستان وسلم
المقاومين معدات لإنشاء إذاعة أفغانستان الحرة، وكان من أوائل المفكرين
الفرنسيين الذين دعوا إلي التدخل في حرب البوسنة عام 1990 . تبني قضية
سلمان رشدي، وفي 2001 أصدر تأملات حول الحرب ضد الشر ونهاية التاريخ، مما
دفع الرئيس جاك شيراك لتكليفه بمهمة خاصة في أفغانستان، وفي 2003 شغلته
قضية مقتل دانيال بيرل الصحفي الأمريكي الذي تمت تصفيته في باكستان، حيث
أصدر كتاب "من قتل دانيال بيرل؟". ويعد ليفي من أكبر الداعمين للجيش
الإسرائيلي، حيث زار جبهة حرب يوليو 2006، وجبهة الحرب علي غزة عام 2008،
حين دعا لـ "تحرير الفلسطينيين من حركة حماس".. وفي نفس العام، نشر كتابه
"يسار في أزمنة مظلمة: موقف ضد البربرية الجديدة"، الذي ذكر فيه أن اليسار
بعد سقوط الشيوعية فقد قيمه واستبدلها بكراهية مرضية تجاه الولايات المتحدة
وإسرائيل واليهود، وأن النزعة الإسلامية لم تنتج عن سلوكيات الغرب مع
المسلمين، بل عن مشكلة متأصلة، وأن النزعة الإسلامية تهدد الغرب تماماً كما
هددتها الفاشية يوماً ما... وأكد أن التدخل في العالم الثالث بدواع إنسانية
ليس "مؤامرة إمبريالية" بل أمر مشروع تماماً. الجيش "الديمقراطي" وفيما كان
خلال العقد المنصرم كله من أكبر الداعين للتدخل الدولي في دارفور غرب
السودان، أقدم - في افتتاح مؤتمر "الديموقراطية وتحدياتها" بتل أبيب في
مايو 2010، علي إطراء جيش الدفاع الإسرائيلي بشكل غير مسبوق، معتبراً إياه
أكثر جيش ديموقراطي في العالم. وقال: "لم أر في حياتي جيشاً ديموقراطياً
كهذا يطرح علي نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية. ثمة شيء حيوي بشكل غير
اعتيادي في الديموقراطية الإسرائيلية". وفي كل الأحوال، ليس لليفي علاقة
مباشرة بالسينما، إلا أن له تجربة إخراج فيلم روائي وحيد هو "الليل
والنهار"، بطولة آلان ديلون (1997)، لكن فشله النقدي والجماهيري جعله يحجم
عن تكرار التجربة. أما في مجال السينما الوثائقية، فيعدّ "قسم طبرق" عمله
الثاني الذي يعيده إلي مهرجان "كان" بعد 18 عاماً علي عرض فيلمه "البوسنة"
(1994)، الذي أثار زوبعة من الجدل هو الآخر، حيث أدان النقاد والصحفيون
ظهور "الفيلسوف ذي الياقة البيضاء" وسط ضحايا التطهير العرقي في سراييفو،
مستغلاً معاناة البوسنيين لاجتذاب أضواء الشهرة والنجومية والترويج لأفكار
"التدخل الإنساني". الفيلم الجديد أخرجه ليفي وكتبه بالاشتراك مع صديقه جيل
هرتزوج، وهو يستعرض أحداث الثورة الليبية - خلال ثمانية أشهر انتهت بمقتل
العقيد معمر القذافي - من خلال أربعة أشخاص عايشوا أحداث الثورة منذ
لحظاتها الأولي. وقد وجهت إدارة المهرجان الدعوة إلي هؤلاء الأشخاص لحضور
عرض الفيلم، ووفقا لما ذكره موقع المهرجان، فإن الأربعة يريدون "إهداء ما
أنجزوه بنجاح إلي أصدقائهم السوريين". ولا شك أن ملابسات اختيار الفيلم
للعرض في "كان" غريبة للغاية، فلم ينته ليفي من تنفيذه إلا في أواخر أبريل
الماضي، أي بعد أيام من إعلان قوائم الاختيارات الرسمية للمهرجان في 19 من
الشهر نفسه.. وليس من عادة "كان" انتظار فيلم حتي يصبح جاهزا قبل أيام
قليلة من الافتتاح، وليس من عادته - ولا عادة غيره من المهرجانات الكبري -
تعديل قوائمه الرسمية والإضافة عليها بعد إعلانها بأسابيع، ولا مفر من
تفسير ذلك بأن مبرراته أكبر من أن تكون سينمائية، وأغلب الظن أنها سياسية،
بغض النظر عن النوايا.
جريدة القاهرة في
15/05/2012
مهرجان كان:
نجوم صاعدون وحضور أميركي أكبر، وأفلام ذات رسالة
إعداد عبدالاله مجيد
يُفتتح مهرجان كان السينمائي يوم الأربعاء بفيلم "مملكة طلوع القمر"
من اخراج ويس اندرسن ويُختتم في 27 ايار/مايو. وعلى امتداد اسبوعين، ستُعرض
مئات الافلام ويُفرش البساط الأحمر لعشرات النجوم والمخرجين، العمالقة منهم
والشباب الى جانب بعض السينمائيين المشاكسين.
ويتنافس 22 سينمائيا معروفا للفوز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان بنسخته
الخامسة والستين بينهم ديفيد كروننبرغ وكين لوتش ومايكل هانيكي الذين
يشاركون بأفلام جديدة.
وعلى مستوى النجوم، يعد المهرجان بكوكبة من الأسماء اللامعة بينها
نيكول كيدمان وماريون كوتيلارد وجسيكا تشاستين وكريستن
ستيوارت وروبرت باتنسون وبراد بيت على سبيل المثال لا الحصر.
واعلن مدير المهرجان تيري فريمو أنّ كان ما زالت موئل اهل الفن
السابع. وكان فريمو أشرف بنفسه على اختيار الافلام التي ستتنافس على السعفة
الذهبية بالاضافة الى 17 فيلما في فئة المواهب السينمائية الجديدة انتقاها
من بين 1800 فيلم تقريبا.
وقال فريمو إن السينما الاميركية عادت الى كان بقوة كاشفا أن ستة
افلام اميركية تشارك في المنافسة على السعفة الذهبية وهو أكبر عدد تشارك به
السينما الاميركية منذ سنوات.
ويرأس هيئة حكام المهرجان السينمائي الايطالي ناني موريتي الفائز
بالسعفة الذهبية سابقا ومن بين اعضائها التسعة مصمم الأزياء جان بول
غولتير. والممثلة الفلسطينية هيام عباس، وإيمانويل دفوس ممثلة فرنسية فازت
عام 2001 بجائزة السيزار لأحسن ممثلة عن دورها في فيلم "على شفتي" للمخرج
جاك أوديار. وديان كروغر ممثلة ألمانية مثلت في أفلام عديدة منها:
"طروادة"، "عيد ميلاد سعيد" و"الوداع للملكة" الذي تلعب فيه دور ماري
انطوانيت. وإيوان ماك غريغور ممثل بريطاني سلطت الأضواء عليه بعد أن مثل
فيلم "ترانسبوتينغ" للمخرج داني بويل. وقد لعب في أفلام كبيرة لمخرجين كبار
من بينهم باز لورهمان و رومان بولنسكي وودي آلان. ألكسندر باين مخرج أميركي
اشتهر بفيلمه 2002 بفيلم "السيد شميت" الذي لعب فيه جاك نيكلسون دور
البطولة، وحصل على أوسكارين لفيلم "جانبيا" وفيلم "السلالة" الذي مثل فيه
جورج كلوني.
وسيزاحم الأسماء المعروفة في هوليوود على الاضواء نجوم صاعدون مثل
روبرت باتنسون وزاك ايفرون وكريستن ستيوارت وشيا لابوف الذين يمثلون كلهم
في افلام يتوقع النقاد ان تصيب نجاحا كبيرا في المهرجان وتشكل منافسا قويا
لأفلام الكبار. ونقلت وكالة رويترز عن المخرج الاسترالي جون هيلكوت ان هناك
"موجة جديدة كاملة من المواهب السينمائية التي ظهرت على المسرح في العامين
الأخيرين بالمعنى الحرفي للكلمة". ويشارك هيلكوت في المسابقة بفيلم "خارج
عن القانون" بطولة توم هاردي وجسيكا تشاستين ولابوف وميا واسكوفسكا من بين
آخرين. وهو من افلام العصابات تدور احداثه في فترة الكساد العظيم. وخص
هيلكوت بالذكر مايكل فاسبندر كمثال على المواهب الجديدة التي تتقدم الى
الصدارة. وقال هيلكوت ان ممثلين شبابا من هذا العيار والعمق والطاقة لم
يظهروا على الساحة منذ فترة طويلة.
وسيحرص منظم مهرجان كان هذا العام على تفادي الجدل الذي القى بظلاله
على نسخة العام السابق عندما طُرد المخرج الدنماركي لارس فون ترير إثر
اطلاقه نكاتا نازية خلال مؤتمر صحافي.
ومن الافلام التي اثارت اهتماما واسعا بين النقاد والأوساط السينمائية
عموما فيلم "في مهب الطريق" الذي يقتبس رواية جاك كيرواك من اخراج
البرازيلي والتر ساليس. وحظي "في مهب الطريق" باهتمام مضاعف لمشاركة بطلة
سلسلة افلام "الشفق" كريستن ستيوارت وباتنسون الى جانب كريستن دانست وفيغو
مورتنسن. كما نوه النقاد بفيلم "بعد الواقعة" الذي يستوحي الثورة المصرية
للمخرج يسري نصر الله. ويروي الفيلم قصة شخصين على جانبين مختلفين من
المتراس.
ويقوم ديفيد كروننبرغ في فيلم "كوزموبوليس" المقتبس من رواية دون
دليلو بدور اريك باكر رجل المال النيويوركي الذي يرى حياته تنهار من حوله
مع افول الرأسمالية. ويعود السينمائي النيوزيلندي الى العمل مع براد بيت
في فيلم "قتلهم برقة" بعد تعاونهما في فيلم "اغتيال جيسي جيمس".
وعن فيلم الافتتاح "مملكة طلوع القمر" يقول نجوم الفيلم بروس ويليس
وبيل موري وتيلدا سونتون والمخرج ويس اندرسن انه كوميديا عن طفلين يهربان
من عالم الكبار للعيش في عالم مخيلتهما الفنتازية.
وكانت نساء فرنسيات حملن بشدة على منظمي مهرجان كان لعدم ادراج مخرجة
واحدة على قائمة الافلام الاثنين والعشرين التي تتنافس على السعفة الذهبية
ومخرجتين فقط بين الافلام السبعة عشر المتنافسة في فئة المواهب الجديدة هما
الفرنسيتان كاترين كورسيني وسيلفيا فرهيد. وكتبت منظمة "اللحية" النسوية في
صحيفة لوموند "يا لها من صدفة سعيدة ان تكون الافلام الاثنان والعشرون
المختارة رسميا كلها من تأليف 22 رجلا".
ومن بين السينمائيين غير التقليديين الذين يتنافسون على ذهب كان
المخرجان الاميركيان لي دانيل بفيلمه "ولد من ورق" الذي يروي قصة صحافي
يحقق في قضية محكوم بالاعدام، وجيف نيكولس بفيلم "وحل" الذي كانت مشاركته
مفاجأة. وتدور احداث الفيلم حول مراهقين وشخص طريد.
وحامل السعفة الذهبية حاليا هو فيلم "شجرة الحياة" الاميركي للمخرج
تيرنس مالك الذي رأى كثيرون ان فوزه على الفيلم الفرنسي "الفنان" الذي شاءت
المفارقة ان يفوز بالاوسكار في الولايات المتحدة، جاء مكافأة تأخرت عن
ميعادها لواحد من اكبر السينمائيين الاميركيين. ويبدو ان فوزه فتح البوابة
لسيل من الافلام الاميركية في مهرجان هذا العام.
ويرى جستن تشانغ كبير نقاد مجلة "فرايتي" المتخصص بمهرجان كان تحديدا
ان مدير المهرجان تيري فريمو غازل هوليود بلا هوادة. ونقلت صحيفة الاوبزرفر
عن تشانغ ان فريمو من اكبر المعجبين بأفلام هوليوود ويسعى الى تضييق الفجوة
بين الافلام الفنية والافلام التجارية. واشار تشانغ الى اتهام مهرجان كان
في السابق بالنوم على امجاده ولكن هذا لا يصح على مهرجان هذه السنة في ضوء
الافلام الاميركية المشاركة.
الناقد الفرنسي انطوان جيلو من جهته قال ان هناك احساسا عاما بأن
مهرجان كان يبحث عن تتويج ملك جديد بين المخرجين. واضاف "ان نجوم كان
الحقيقيين هم في نهاية المطاف المخرجون. وهم الذين تُصنع سمعتهم هنا".
ولاحظ جيلو ان المخرج الاميركي جيف نيكولس اسم استأثر باهتمام الذين وقعت
على عاتقهم مهمة انتقاء افلام المسابقة. وقال ان مهرجان كان صنع اسماء
التمان وكوبولا وسكورسيز وترانتينو ولعل مهرجان هذا العام سيصنع اسم جيف
نيكولس.
إيلاف في
15/05/2012
السجادة الحمراء لمهرجان كان تستقبل
اليوم أكبر مجموعة من النجوم
يحتفي مهرجان كان الذي ينطلق يومه الأربعاء بالسينما العالمية وهو
بذلك يجذب على سجادته الحمراء الشهيرة، مجموعة كبيرة من النجوم والمشاهير،
ومن بينهم هذه السنة نيكول كيدمان وبراد بيت. وتضم لجنة التحكيم التي
يرأسها هذه السنة المخرج الايطالي ناني موريتي، الممثل الايرلندي ايوان
ماكريغور، والممثلة الألمانية ديان كروغر، ومصمم الأزياء الفرنسي جان - بول
غوتييه وغيرهم. وعلى أعضاء اللجنة الاختيار من بين 22 فيلماً في المسابقة
الرسمية من بينها فتى من الورق من بطولة نيكول كيدمان.
وسيحضر الممثل الأميركي براد بيت الى كان حيث يعرض فيلمه اقتلهم
بنعومة أما ماريون كوتيار التي اعتبرتها مجلة هوليوود ريبورت الأميركية
انجلينا جولي الفرنسية، فهي ستقدم فيلم دو رويي اي دو الى جانب البلجيكي
ماتياس شونارتس.
الممثلة ايفا منديس التي تشارك في المنافسة من خلال فيلم آليات مقدسة
قد يرافقها على السجادة الحمراء صديقها راين غوسلينغ الذي برز في مهرجان
كان العام الماضي، في فيلم الانطلاق الذي حاز جائزة الاخراج.
ويتوقع أن تزدحم السجادة الحمراء بالنجوم اعتباراً من ليلة الافتتاح
مع فيلم مملكة القمر في حال قرر ابطال الفيلم الحضور ومن بينهم بيل موراي،
وادوارد نورتون، وبروس ويليس، وتيلدا سوينتون.
وسيأتي الممثل الأميركي شيا لابوف الى المهرجان يشارك في المسابقة
الرسمية من خلال فيلم لوليس الى جانب جيسيكا تشاستين التي برزت موهبتها في
فيلم شجرة الحياة الحائز على جائزة السعفة الذهبية في 2011.
ومن بين النجوم الفرنسيين تقوم الممثلة بيرينيس بيجو بطلة فيلم الفنان
بتقديم حفلي الافتتاح والختام، فيما تعود شارلوت غينزبور الى المهرجان من
خلال فيلم اعترافات ولد من العصر مع مغني الروك البريطاني بيت دوهيرتي.
وسيأتي الممثل والمخرج الأميركي شون بن لجمع الأموال لضحايا زلزال
هايتي، في اطار سهرة خاصة. وتتويجاً لأناقة هذا المهرجان، ستحضر 35 نجمة من
عالم السينما وعالم الأزياء، من بينهن جاين فوندا، وايشواريا راي، وايفا
لونغوريا، وأندي ماكدويل، وجوليانا مارغولييس.
وقد تحدث جيل جاكوب رئيس الدورة الخامسة والستين لمهرجان كان عن
ذكرياته حول المهرجان التي بدأت علاقته به في العام 1964 كناقد سينمائي.
وقال جاكوب: في الستينات من القرن الماضي، لم يكن عدد الصحافيين
كبيراً وكنا نعرف بعضنا البعض. كان النجوم يتنقلون بين الجمهور في أجواء
غير متكلفة. لكن الوضع تغيَّر بعد وصول كاميرات التلفزة، لا سيما بعد
الانتقال الى المقر الجديد في العام 1983.
وأضاف: يبدأ نهار النجم بجلسات تصوير على شرفة مطلّة على المرفأ، ثم
يشارك الى جانب فريق الفيلم في مؤتمر صحافي. وبعد أن يتمم واجباته الخاصة،
تأتي سيارة ليموزين مساء لتصطحبه من فندقه الى قصر المهرجان.
بيان اليوم في
15/05/2012
اليوم.. افتتاح الدورة الخامسة والستين لمهرجان «كان»
السينمائي الدولي
هيام عباس في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية
وعباس كيروستامي في المسابقة
ح س
..وأخيرا الحسم بشأن الجناح التونسي بشاطئ الريفيرا يبسط اليوم
السجّاد الأحمر بمدينة «كان» الفرنسية أمام نجوم السينما ونجوم المجتمع من
مختلف أنحاء العالم الذين يتسابقون من أجل أن ينالهم شرف صعود درجات
السلالم الشهيرة المؤدية إلى قصر المسرح الكبير أين ينتظم حفل افتتاح
مهرجان كان السينمائي الدولي أمام عدسات المصورين الذين يحلون على عين
المكان بالمئات. تجدد اليوم 16 ماي الجاري المدينة الساحليّة المشهورة في
فرنسا بفضل الحدث السينمائي الدولي الذي ارتبط اسمها به منذ عشرات
السنين العهد مع هذا المهرجان وتعطى إشارة انطلاق الدّورة الخامسة
والسّتين لمهرجان «كان» السينمائي الدولي. و مهرجان «كان» ليس مجرّد حدث
ثقافي وإنّما لحظة مهمّة في المشهد الفرنسي عامة. تتغيّر السياسات
وتتغيّر الوجوه ولكن المهرجان ثابت غير عابئ حتى بالأزمة الإقتصادية
الخانقة التي تتعرض لها أوروبا وفرنسا تحديدا. بل يزيد في إغرائه مع
الأعوام ويزداد استقطابا للنجوم أي كان مأتاها واختصاصها.
ينطلق إذن اليوم مهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته الخامسة
والستين محافظا على نفس الطقوس ونفس البهرج والبروتوكول الذي حوله إلى
تظاهرة سينمائيّة دوليّة كبرى وذات صيت عالمي. حفل كبير بقصر المسرح الكبير
يدعى له نجوم الفن ونجوم المجتمع وعدد من المبجّلين وستتولّى النّجمة
الصاعدة «بيرنيس بيجو» بطلة فيلم ذي «أرتيست « الذي توج بخمس أوسكارات ونال
الممثّل الفرنسي» جون دي جردان» أوسكار أفضل ممثل ( أفضل دور رجالي ) لأوّل
مرّة في تاريخ عاصمة السّينما العالمية هوليود، تنشيط السهرة.
اسم كبير يترأس لجنة التحكيم
وكعادة المهرجان فإنّ لجنة التحكيم للمسابقة الرسميّة يترأّسها اسم
كبير من نجوم السينما في العالم ويتعلّق الأمر هذا العام بالمخرج والممثل
الإيطالي « ناني مورّيتي» الذي سبق له وأن فاز بالسعفة الذهبية (الجائزة
الكبرى لمهرجان «كان «) إلى جانب عدد كبير من الجوائز الدولية. وتضم لجنة
تحكيم الدورة الجديدة للمهرجان اسما عربيا ويتعلق الأمر بالنجمة
الفلسطينية هيام عباس وهي ممثلة معروفة خاصة بمشاركاتها في أفلام تجمع بين
الممثلين اليهود والفلسطينيين. هيام عباس لها إطلالات في السينما التونسية
وهي من بين الوجوه المعتادة في أيام قرطاج السينمائية التي ينتظر أن تنتظم
في دورتها الجديدة في الخريف المقبل.
تضم لجنة التحكيم كذلك كل من المخرجة أندريا أرنولد
والمخرجين ألكسندر باين وراوول باك والممثلتين إيمانيال ديفوس وديان كروجر
والمصمم العالمي جون بول غوتيي والممثل إيوان ماككريغور.
يتسابق 22 فيلما على جوائز المهرجان وقع اختيارها من مئات الأفلام
التي تقدمت للمسابقة وهي أفلام فرنسية وأمريكية وآسيوية. وإذ غابت السينما
العربية تماما عن المسابقة الرسمية ونادرا ما نجد فيلما عربيا ممثلا في هذه
المسابقة فإنه مقابل ذلك تواصل السينما الإيرانية حضورها في هذا المهرجان
ممثلة بالخصوص في فيلم « لايك سيمون إن لوف : مثل سيمون العاشقة « لعباس
كيروستامي. وقد سبق لعباس كيروستامي المخرج والمؤلف والمنتج أن شارك في
عدة دورات بمهرجان «كان» ونال جائزة السعفة الذهبية عن فيلمه»طعم الكرز»
الذي شارك به في المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته لسنة 1997 وحاز
كيروستامي على عشرات الجوائز في أغلب المهرجانات الدولية كما أنك غالبا ما
تصادفه في لجان تحكيم المهرجانات الكبرى في العالم.
يضم مهرجان «كان» السينمائي الدولي عدة أقسام رسمية أخرى وهي ذات
أهمية كبرى ولا تتاح المشاركة فيها إلا بعد جهد كبير ومن بين هذه الأقسام
نذكر « نظرة ما « ولقاء المخرجين وعروض خاصة إلخ ... وهناك عدة أقسام أخرى
من بينها عروض منتصف الليل وقد أضيف مؤخرا قسم سينما الشاطئ.
فيلم الإفتتاح للدورة الجديدة للمهرجان سيكون « مونريس كينغدام «لواس
أندرسون. الفيلم المنتظر من بطولة بروس ويليس وإداورد نورتون وبيلي موراي.
تدور أحداثه في الستينات من القرن الماضي وهي تروي قصة محبين يهربان من
جزيرتهما وتنطلق الشرطة المحلية بقيادة نجم أفلام الحركة الأمريكي
بروس ويليس في ملاحقتهما. الفيلم حظي باهتمام كبير في الصحافة المختصة
خاصّة وأن المخرج «واس أندرسون» يعتبر من السينمائيين المستقلّين الذين
يحاولون كسر الطوق الذي تفرضه عاصمة السينما الهوليودية
باستوديوهاتها الضخمة المحتكرة للقطاع السينمائي والمتحكمة في السوق وفي
الأذواق.
ويجدر التذكير بأنه أثير جدل حول المشاركة النسائية في المسابقة
الرسمية للمهرجان وجد طريقه إلى الصحافة الفرنسية وتتهم مجموعة من النساء
المهرجان بأنه يمارس الميز العنصري ضد النساء الأمر الذي نفاه بشدة المندوب
الدائم ونادى بالمناسبة إلى طرح قضية وجود المرأة بالقطاع السينمائي ككل
وفي الإخراج بصفة خاصة في نطاق واسع وخارج أسوار المهرجان.
حياة السايب
الغرفة النقابية لمنتجي الأفلام ووزارة الثقافة: حل توافقي
كان قد اندلع جدل في الفترة الأخيرة حول الإحتفاظ بجناح تونس بالقرية
السينمائيّة الدولية بـ»كان» المنتصب على شاطئ «الرّيفيرا «الشهير من عدمه
هذا العام بين الغرفة النقابية الوطنية للمنتجين التونسيين ووزارة الثقافة.
وكان وزير الثقافة قد أعلن في وقت سابق أنه لا يحبّذ فكرة الإبقاء على
الجناح التونسي بالمهرجان مستندا في رأيه إلى ما أسماه بعدم مردوديته
بالنسبة للسينما التونسية لكن الغرفة النقابية ممثلة في مكتبها القديم رفضت
هذا التبرير واعتبرت أن غياب تونس عن القرية السينمائية الدولية خسارة
للسينما التونسية. ويبدو أنه تم التوصل أخيرا إلى حل توافقي فقد أعلنت
وزارة الثقافة في بلاغ لها صادر بتاريخ يوم أمس 15 ماي الجاري أنه تقرر
الإبقاء على الجناح التونسي بالقرية السينمائية الدولية بـ»كان».
وأوضحت الوزارة في نفس البيان أنها توصلت إلى اتفاق مع مكتب الغرفة
النقابية لمنتجي الأفلام السينمائية الجديد المنتخب يوم 4 ماي الجاري حول
إعادة النظر في شكل ومحتوى المشاركة التونسية بمهرجان «كان».
وينص الإتفاق بالخصوص على أن تشرف الوزارة على تسيير الجناح التونسي
بكان ( وكان من قبل تحت إشراف الغرفة النقابية ) وأن لا تتعدى مساهمتها أي
الوزارة المالية سبعين ( 70 ) ألف دينار مع العلم وأن مساهمة الوزارة في
الأعوام السابقة (فتح الجناح منذ سنة 2007 ) تتراوح بين 80 ألف و100 ألف
دينار.
مع العلم كذلك وأن الدورة الجديدة لمهرجان «كان» ستشهد اطلاق الصندوق
الإفريقي للسينما وأن تونس مرشحة لإحتضان مقر الصندوق وهو ما شجع على
الإحتفاظ بالجناح خاصة وأن بلادنا تنظم هذا العام دورة جديدة لأيام قرطاج
السينمائية.
الصباح التونسية في
15/05/2012 |