لا يُمكن التغاضي عن البُعد السياسي المرافق لاختيار الفيلم الجديد
للسينمائيّ المصريّ يُسري نصرالله في «المسابقة الرسمية» للدورة الخامسة
والستين لمهرجان «كانّ» السينمائي الدولي. فعلى الرغم من الموقع السينمائي
الخاصّ بمخرج «مرسيدس» (1993) و«باب الشمس» (2004) و«إحكي يا شهرزاد»
(2010)، في مصر والعالم العربي وأوروبا، إلاّ أن اختياره «موقعة الجمل»
(اعتداء «بلطجية» النظام المصري السابق على المتظاهرين سلمياً ضد حسني
مبارك، في الثاني من شباط 2011) مادة لنصّه الجديد، ساهم في توفير ظرف ما
لإدراجه في المسابقة المذكورة. لا يعني هذا الأمر انتقاصاً من القيم الفنية
والدرامية والجمالية لأفلامه الروائية الطويلة (المثيرة دائماً لنقاشات
نقدية متنوّعة)، التي بدأ تحقيقها في العام 1988 بإنجازه «سرقات صيفية».
كما أنه لا يعني قراءة مسبقة لفيلم سيُعرض للمرّة الأولى في المهرجان
السينمائي الأهم والأعرق في العالم، في دورته الجديدة المُقامة بين 16 و27
أيار 2012. لكن الالتزام الإنساني، بمعانيه المختلفة، جزء أساسي في المشروع
الثقافي الخاصّ بصاحب «جنينة الأسماك» (2007). ولعلّ هذا الالتزام، بإضافة
تقنية سينمائية واضحة المعالم في أفلامه، شكّل دفعاً إضافياً لإشراك «بعد
الموقعة» في مسابقة رسمية، تتنافس الأفلام الاثنين والعشرين المُشاركة فيها
على «السعفة الذهبية» وجوائز أخرى.
بعيداً عن الأسباب غير المُعلنة لاختيار «بعد الموقعة» إلى جانب أفلام
أنجزها سينمائيون متنوّعو الاشتغالات، كميكائيل هانيكي وكن لوتش وعباس
كياروستامي وديفيد كروننبيرغ وجاك أوديار وغيرهم، يُمكن القول إن الدورة
الجديدة تعد بمنافسة ربما تُمتّع مُشاهديها بحيويتها الفنية، وطروحاتها
الدرامية، وجمالياتها البصرية. قد يكون هذا الكلام سابقاً لأوانه، لأن
السِيَر الفيلمية السابقة لهؤلاء السينمائيين لا تؤدّي، دائماً أو حتماً،
إلى ابتكار الجديد والمختلف والمُبدع. أي أن الارتكاز على ما قدّموه سابقاً
من جماليات، لا يكفي وحده للقول إن كل جديد سيكون مدهشاً وجميلاً. مع هذا،
فإن اللائحة الرسمية لمهرجان «كانّ» الـ65، داخل المسابقة الرسمية أو ضمن
الاختيار الرسمي أو في المسابقات الأخرى (نظرة ما، أسبوع النقد، نصف شهر
المخرجين)، ضمّت عدداً لا بأس به من الأفلام التي يُمكنها إثارة سجالات
متعلّقة بأسلوب العمل السينمائي، والمقاربة الدرامية للمواضيع المختارة،
والتقنيات المستخدمة في الاشتغال البصريّ.
في المقابل، لم يكن يُسري نصرالله السينمائي العربي الوحيد المُشارك
في الدورة الجديدة. ولم يكن العربي الأول الذي يُشارك في المهرجان نفسه منذ
خمسة عشر عاماً، عندما مُنح الراحل يوسف شاهين جائزة العيد الخمسين
للمهرجان، لا «السعفة الذهبية» كما كتب أحدهم. فبين العامين 1997 (تكريم
شاهين عن أعماله كلّها) و2012، شارك السينمائيّ الفلسطيني إيليا سليمان
مرّتين: الأولى قبل عشرة أعوام بفيلمه الروائي الطويل الثاني «يد إلهية»
(جائزة لجنة التحكيم الخاصّة)، والثانية في العام 2009 بفيلمه الثالث
«الزمن الباقي» (الاختيار الرسمي). في العام 2006، فاز الممثلون الأربعة
سامي بوعجيلة وجمال دوبوز وسامي ناسيري ورشدي زيم بجائزة التمثيل عن
أدوارهم في «بلديون» لرشيد بوشارب، علماً أن «خارجون على القانون» للمخرج
الفرنسي الجزائري الأصل بوشارب شارك في المسابقة الرسمية في دورة العام
2010 أيضاً. هذه أمثلة متعلّقة بالمسابقة الرسمية. ذلك أن المسابقات الأخرى
ضمّت أفلاماً عربية متفرّقة، كـ«أرض مجهولة» (2002) للّبناني غسان سلهب في
«نظرة ما»، و«على الحافة» (2011) للمغربية ليلى كيلاني في «نصف شهر
المخرجين». أما دورة العام 2012، فضمّت اسمين عربيين آخرين: الفرنسي
المغربي الأصل نبيل عيّوش عن فيلمه الروائي الطويل الرابع «أحصنة الله» في
مسابقة «نظرة ما»، والفلسطيني سليمان عن مشاركته في فيلم جماعي بعنوان
«سبعة أيام في هافانا»، أنجزه مع ستة مخرجين آخرين، في المسابقة نفسها.
السفير اللبنانية في
23/04/2012
براد بيت يجرب حظه من جديد مع مهرجان كان السينمائي!
ماجـدة خـيرالله
تبدأ الاستعدادات لاستقبال أهم حدث سينمائي عالمي
وهو مهرجان »كان« في دورته الـ65..
التي سوف تبدأ في
16 من مايو القادم وتنتهي في
27
من الشهر نفسه، وينتظر أن يزيد عدد الصحفيين والنقاد ومراسلي القنوات
الفضائية ومحطات الراديو الذين يغطون هذا الحدث علي سبعة آلاف شخص يمثلون
ما يزيد علي ثلاثين جنسية! بينما رواد المهرجان وجمهوره يصل إلي ما يقرب من
نصف مليون مواطن! ومن أهم الملاحظات التي يمكن رصدها،
أن إدارة مهرجان
"كان" قد استطاعت أن تضمن مشاركة عدد ضخم من الأفلام الأمريكية حديثة
الإنتاج، التي يلعب بطولتها أهم نجوم الشباك في أمريكا وأوروبا، ومنهم براد
بيت، ونيكول كيدمان، ورايان جوسلينج
، جون كوزاسك، وريز ويزلسبون وآخرون وهو مايعني حالة انتعاش وازدهار
للمهرجان، الذي يحرص علي أن يكون العرض الأول لأهم إنتاج السينما الأمريكية
ينطلق من خلاله، وهذا العام سوف يتابع جمهور المهرجان العرض الأول لفيلم
المخرج كريستوفر نولان " الفارس الأسود ينهض"
وهو الأحدث ضمن سلسلة باتمان الرجل الوطواط التي منحها
"نولان" قيمة وبعدا جماليا وفلسفيا بعد أن كانت مجرد أفلام مبهرة ومسلية
فقط!
والتحدي الذي يواجهه صناع الفيلم يأتي بعد أن حقق سابقه
"الفارس الأسود"إيرادات تخطت المليار!
وكان من بطولة الممثل الراحل
"هيث ليدجار" الذي لعب شخصية الجوكر فأذهل من يلعبون أدوار الشر وتفوق
عليهم، وكان الحدث الميلودرامي "وفاة البطل قبل أن يشاهد ردود الفعل علي دوره"
من الأسباب الإضافية التي منحت "الفارس الأسود"
THE DARK KNIGHT
بعداَ
مأساوياً زاد من سحره وبقائه في خانة الأفلام صعبة النسيان،
وبعد اختفاء هيث ليدجار من مسرح الحياة،
كان علي صديقه المخرج كريستوفر نولان
أن يضمن لفيلمه الجديد نجاحا لايقل عن سابقه،
فجمع له حشداً من النجوم يصعب أو يندر اجتماعهم في فيلم واحد،
حاجة كده تشبه ماحدث مع سلسلة أفلام أوشين
11
و 13 وتقدر تحصي قبل أن يصيبك الملل، كريستيان بال في دور باتمان،
والممثل الشاب "جوزيف جوردون ليفيت"
ضمن فريق الأشرار الذين يهددون مدينة "جوثام"،
النجمة "آن هاثواي" في دور المرأة القطة، النجمة الفرنسية الساحرة ماريون كوتيلار،
والنجم الصاروخي يعني المنطلق لعالم النجومية مثل الصاروخ توم هاردي،
وبالإضافة لهؤلاء فريق من النجوم المخضرمين منهم ليام نيسون، جاري أولدمان، مورجان فريمان!!
نفسك في حد تاني!
يبقي أن تعرف أن تكلفة "الفارس الأسود ينهض"
وصلت إلي نصف مليار دولار، يعني يجب أن تحبس أنفاسك قبل أن تشاهده، فهو أحد الأفلام التي تعتبر حدثاً
فنيا بجميع المقاييس!
ويراهن عليه المخرج "كريستوفر
نولان" بكل تاريخه الفني، أما الفيلم الذي تفاوض إدارة المهرجان لعرضه في الافتتاح وتعتبره
ضربة أو سبقا فنيا فهو أحدث أفلام النجم الشاب
"رايان جوسلينج"
الذي يعتبرونه الجواد الرابح في شباك التذاكر في السنوات الخمس
الأخيرة، وفيلمه "المكان الذي يقع خلف أشجار الأناناس
"من إخراج "ديريك سيانفراس"
ويشارك في البطولة "برادلي
كوبر" والممثله السمراء "إيفامانديز"وأحداثه تدور حول شاب يعيش مع زوجته وطفلته،
ورجل يتمتع بسلطة ونفوذ يتربص به،أما نيكول كيدمان فتشارك بفيلم "فتي
الجرائد"PAPERBOY
وهو
عن اثنين من المراهقين يتابعان أحداث جريمة ويتعقبان الجاني، مما يتسبب
لأسرتيهما في مشاكل تصل إلي حد الكوارث،
وتقدم نيكول كيدمان دور والدة أحد المراهقين،
وتبدو مختلفة تماما من حيث الشكل والأداء،
ويشاركها البطولة جون كوزاك،
أما براد بيت فيشارك بفيلم"اقتلهم برفق
"للمخرج أندرو دومينيك ، ويلعب دور رجل شرطة مكلف بحماية كازينو قمار ضخم،
وبما أن براد بيت سوف يحضر لمدينة »كان«
فطبعا سوف تصطحبه أنجيلينا جولي ، وهما معاً ضمان أكيد لشعللة أيام المهرجان،
وإثارة اهتمام الصحافة والجمهور معاً، وكان براد بيت قد شارك العام الماضي بفيلم شجرة
الحياة، لتيرانس ماليك، وكان الفيلم من أهم أحداث الدورة السابقة،
ونال فعلا السعفة الذهبية،
غير أن براد بيت لم يحصل عنه علي جوائز،
وهو في كل مرة يشارك في المهرجان يخرج صفر اليدين،
ويكتفي بالتمثيل المشرف!! ولكن في الحقيقة فإن نجم بقيمة براد بيت لايتوقف
مشاركته في مهرجان ما، علي احتمال حصوله علي جائزة،
من عدمه،
وهو يقدم في كل سنة دورا يضاف إلي رصيده سواء نال هذا الدور جوائز أم لا،
وبرنامجه الفني مشحون بمشاريع لخمسة أعوام قادمة،
ومن ضمنها أول فيلم رعب يلعب بطولته واسمه الحرب العالميه ضد الزومبي،
إخراج مارك فورستر، ويشارك أنجيلينا جولي بطولة أحدث أفلام المخرج ريدلي سكوت باسم
"المستشار " ويقدم شخصية محام شهير، يتورط في قضية مع منظمة للاتجار في المخدرات!
ومع الشهور الأولي من العام المقبل يبدأ تصوير فيلم سبع سنوات في العبودية،
وتدور أحداثه في منتصف القرن الثامن عشر حيث يتعرض للخطف من قبل إحدي
عصابات تجارة العبيد، ويتم بيعه لأحد ملاك الأراضي!
أما النجم الشاب
"توم هاردلي "فبالإضافة لمشاركته في بطولة فيلم الفارس الأسود ينهض، يقدم
فيلما آخر للمخرج الأسترالي "جون هيل كوتس"
بعنوان "غير قانوني" وأظن أن هذا الجمع الضخم من نجوم السينما الأمريكية لم
يحدث أن اجتمع في مهرجان »كان« منذ سنوات عدة، ووجودهم وحده يضمن نجاحاً
أكيداً لهذه الدورة.
وكانت إدارة المهرجان قد وقع اختيارها علي الممثل الإنجليزي
"تيم روث"رئيسا للجنة تحكيم برنامج"نظرة ما"، وهو ثاني أهم برامج المهرجان
بعد المسابقة الرسمية،
واشتهر تيم روث بدوره في فيلم قصص شعبية،
و"كلاب المستنقع"
للمخرج كوانتين تارانتينو،
كما قدم بطولة المسلسل التليفزيوني"اكذب عليه"
وهي حلقات بوليسية يلعب فيها دور محقق يعتمد علي علم النفس في
كشف الجناة، تبعاً
لبعض ردود الفعل التي يقومون بها أثناء استجوابهم!
ومن أهم أفلامه التي أعشقها بشكل خاص ولا أمل مشاهدتها فيلم "أسطورة
1900"للمخرج الإيطالي جوزيف تارانتوري، ويلعب فيه دور عازف موسيقي عبقري ولد علي ظهر
سفينة، وعاش عليها طوال عمره،
الذي جاوز الأربعين، ولم يجرؤ علي النزول لليابسة لمرة واحدة طوال هذا
العمر، واكتفي بعزف موسيقاه الساحرة لركاب السفينة، وذاع صيته وفشلت كل المحاولات لإقناعه بأن يترك
السفينة، بل إنه فضل الموت عليها عندما تعرضت للغرق!
ومن بين نجوم المهرجان الدائمين النجمه الهندية"
اشواريا راي"التي تحرص منذ عشر سنوات علي التواجد في »كان«
أثناء أيام المهرجان وهي إحدي نجمات شركة لوريال للتجميل،
وتعرض أحدث خطوط الموضة والمجوهرات أثناء
تواجدها!
آخر ساعة المصرية في
23/04/2012
مصر علي خريطة العالم في أكبر مهرجان سينمائي
يسري نصرالله في "بعد الموقعة" .. شاهد عيان
تقدمها: خيرية البشلاوي
انتهي مهرجان كان السينمائي الدولي من اختيار قائمة الأفلام الروائية
الطويلة المشاركة في مسابقة الدورة الـ 65 "16-27 مايو".
من بين الأفلام المختارة في هذه الدورة الفيلم المصري "بعد الموقعة"
للمخرج يسري نصرالله وبطولة منة شلبي وباسم السمرة.. إذن سوف يقف مخرجنا
المصري النابه بجوار نخبة ممتازة من صناع الفيلم الجديرين بالتنافس في أكبر
المهرجانات السينمائية وبذلك تعود السينما المصرية لتحتل مكانتها وألقها
علي خريطة السينما العالمية وهو انتصار لم يحقق لها منذ فترة طويلة.
يشارك في مسابقة هذه الدورة ال 65 مخرجون بحجم الكندي دافيد كروتنبرج
ومايكل هانكه وجاك اوديارد وقد أعلن رئيس المهرجان جيل جاكوب ومديره الفني
يتري فريمو عن الأفلام المتسابقة في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الماضي.
وصرح مدير المهرجان بأنه علي خلاف الدورة السابقة 2011 ستكون السينما
الامريكية حاضرة بكثافة من خلال المخرجين والنجوم والأفلام.. من النجوم
البارزين في المهرجان براد بيت ونيكول كيدمان وريس ويزرسبون وماريون
كوتيارد الأمر الذي يضفي علي الحدث الثقافي السينمائي الأشهر والأكبر
عالمياً بريقاً وابهاراً.
ومن بين أساتذة السينما الفرنسية الكبار المخرج الين رينيه الذي اقترب
من التسعين والذي سوف يشارك بآخر افلامه "إنك لم تر شيئاً بعد" والعنوان
يحمل دلالة وربما حكمة من مخرج عاصر السينما منذ عصرها الذهبي وشارك في صنع
أجمل روائعها. والفيلم عن رواية للأديب الفرنسي جان أنوي "يورديس" وبطولة
ماريون كويتارد وماثيو امالريك.
وفي المؤتمر الصحفي أشار المدير الفني للمهرجان إلي غياب بعض الاسماء
الكبيرة عن برنامج المهرجان مثل تيرنس مالك الذي شارك العام الماضي وفاز
فيلمه شجرة الحياة ولم يحظ فيلمه "دفن"
Burial
بالمشاركة في مسابقة هذا العام بحجة أن الفيلم لم ينته منه بعد.
ووسط عدد هائل من الصحفيين والمراسلين العالميين في فندق "جراند أوتيل
انترناشيونال" تم الإعلان من جديد عن فيلم الافتتاح وهو "مملكة بزوغ القمر" Moon rise kindou
للمخرج ويس اندرسون والذي كان قد سبق الاعلان عنه والفيلم يشارك أيضاً في
المسابقة.
وفي هذه المناسبة التي تزدهي فيها المدينة الصغيرة الجميلة "كان" التي
تضمها شواطيء الريفيرا الفرنسية يقوم المهرجان بتقديم تحية خاصة للمخرج
الفرنسي كلود ميللر الذي وافته المنية في 4 ابريل الماضي. وذلك عبر اختيار
آخر أفلامه ليكون هو فيلم الختام.. الفيلم بعنوان تيريز ديسكورد بطولة جيل
ليلوش ونجمة فرنسا الظريفة اودري توتو.
تم الإعلان أيضاً يوم الخميس الماضي عن عروض سينمائية خاصة ومنها فيلم
"سنترال بارك فايف" للمخرج كين برنس وسارا برنس ودافيد مكاهان وفيلم المخرج
رومان بولانسكي "ذاكرة فيلم" للمخرج لورنت بوزدو.
خارج المنافسةسوف يتم عرض "أنا وأنت" للمخرج الايطالي الأشهر برناردو
برتولتشي.
يترأس المخرج الايطالي ناني موريتو لجنة التحكيم. وهو من نجوم كان وقد
فاز فيلمه "حجرة الابن" بالسعفة الذهبية عام 2001 أما باقي أعضاء لجنة
التحكيم فلم يتم الإعلان عنها في المؤتمر الصحفي.
النجمة الجميلة برنيس بيجو بطلة فيلم "الفنان" الذي حصل علي كم هائل
من الجوائز من أكبر المؤسسات السينمائية. هذه النجمة التي بهرتنا وكانت
بمثابة اكتشاف هي من سوف تتولي تقديم حفل الافتتاح وحفل الختام.
تقدم للمشاركة في مهرجان كان هذا العام 1779 فيلما هذا ما أعلنه
المدير الفني للمهرجان وقد تم اختيار 54 فيلما من 26 دولة موزعة بين
الأقسام المختلفة للمهرجان.
ويقول "فريمو" ان اختيار الأفلام المشاركة في فعاليات المهرجان من وسط
عدد هائل هو بمثابة رحلة عبر السينما وعبر العالم.
في هذه الدورة تم اختيار النجمة مارلين مونرو لتكون هي الايقونة التي
تزين بوستر الدورة ال65 وبمناسبة مرور 65 سنة علي المهرجان يتم عرض فيلم
تسجيلي بعنوان "يوم خاص" من إخراج رئيس المهرجان جيل جاكوب بالتعاون مع
صامويل فور ويوافق عرض الفيلم في 20 مايو ذكري ميلاد المهرجان بالتمام
والكمال.
نيكول كيدمان سوف تظهر علي شاطيء الكروازيت مع أبطال فيلم "قمر من ورق" "Papermoon)
وهما ماكنوص وزاك افرون.
من إيران يشارك المخرج عباس كياروستامي وسوف يكون من ضمن مجموعة
المخرجين العالميين المهمين مثل البريطاني كين لوش.
فيلم كياردستامي بعنوان "مثل إنسان عاشق".
مازال هناك ما يمكن ان يضاف إلي برنامج المهرجان وهو ما يسمي بمفاجآت
الدقائق الأخيرة يشارك في المسابقة الرسمية عشرون فيلماً وفي قسم "نظرة ما"
17 فيلماً ويعرض خارج المسابقة وفيلمان عروض منتصف الليل وفي برنامج عروض
خاصة يعرض ثمانية أفلام.
ممثلان هنديان يذبحان زميلة لهما ويلقيان جثتها في خزان مياه.. حادثة
مروعة انتهت بذبح الممثلة الهندية الشابة ميناكشي تابار التي تعرضت للخطف
ثم الذبح علي يد اثنين من زملائها ميناكش تبلغ من العمر 26 سنة. وكانت قد
التقت بالممثل اميت جيزوال وحبيبته بريتي سورين في موقع التصوير أثناء
ادائها لبطولة فيلم "البطلة" "Heroine)
وعن تغطيتها للحادث كتبت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية ان الممثل وعشيقته
قد سمعا عن الثروة الكبيرة التي تملكها أسرة الممثلة فقررا خطفها.
يقال ان الممثلين العاشقين قاما بدعوة الممثلة تابار إلي زيارة مدينة
صغيرة بالقرب من حدود نيبال حيث قاما بخطفها كرهينة وطلبا من أسرتها مليونا
ونصف مليون روبية 8000 دولار مقابل اطلاق سراحها وهددا بإرغامها علي فعل
أشياء منافية للآداب.
وعلي الرغم من خضوع أسرة تابار للتهديد وإرسال النقود إلي خاطفيها الا
انهما قاما بقتلها في الحال.
وذكرت الجريدة بعض التفاصيل المرعبة حول جريمة القتل فقد قام الخاطفان
بخنقها داخل فندق ثم تقطيع جثتها إلي أجزاء والقائها في خزان للمياه وألقوا
برأسها من اتوبيس أثناء عودتهما إلي مدينة مامباي. ومازالت الجريمة موضوعا
للتحقيق.
بروفيل
Profile
يسري نصر الله مخرج متميز وواحد من أهم المخرجين في السينما المصرية
ومن أكثرهم شهرة خارج مصر وهو من مواليد عام 1952 درس الاقتصاد والعلوم
السياسية في جامعة القاهرة وقد عمل كناقد سينماذي ومخرج مساعد أثناء إقامته
في بيروت في الفترة من "1978 - 1982" عمل مع المخرج يوسف شاهين الذي انتج
له بعض اعماله من خلال شركة مصر العالمية التي يملكها شاهين.
عالج يسري من خلال أفلامه موضوعات حساسة ومهمة وشارك في صنع أفلام عن
ثورة 25 يناير. وفيلمه "بعد الموقعة" الذي سوف يشارك في مهرجان ال 65 ليس
بعيداًعن أجواء الثورة الذي شارك هو نفسه فيها وكان وجها مألوفاً في
الميدان.
من أفلام يسري نصري سرقات صيفية "1985" وترسيدس "1993" و"صبيان وبنات"
1995 و"المدينة" "1999" و"باب الشمس" "2003" وهذا الاخير يعتبر أهم فيلم
عربي يؤرخ لقضية فلسطين علي المستوي الموضوعي والفني و"جنينة الأسماك"
"2008" و"احكي يا شهر زاد" "2009" و"بعد الموقعة" "2012".
المساء المصرية في
22/04/2012
كان 2012: دورة مضمونة بالكبار
زياد الخزاعي
حققت السينما المصرية اختراقاً نادراً ومتأخراً مع إعلان إدارة مهرجان
كان السينمائي أسماء الأفلام المتنافسة على السعفة الذهب، ضمن الدورة
الخامسة والستين التي تنعقد ما بين 16 و27 أيار/مايو، ويرأس لجنة تحكيمها
المخرج الإيطالي ناني موريتي (له "غرفة الابن"2001 و"لدينا حبر أعظم"2011)،
وتضمنت جديد صاحب "مرسيدس"(1993) و"باب الشمس"(2003) و"جنينة
الاسماك"(2008) المخرج المميز يسري نصر الله، والذي حمل عنواناً مسيسا هو
"بعد الموقعة"، ليتنافس مع قامات عالمية على شاكلة البريطاني كين لوتش
والايراني عباس كياروستامي والفرنسي جاك اوديار والاميركي دايفيد كروننبرغ
والنمسوي ميشيل هانيكه وغيرهم.
يرصد نص نصر الله تسارع المتغيرات السياسية في الوسط القاهري بعد سقوط
نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، من خلال انعكاساتها على ثلاث شخصيات هي
ريم ومحمود وفاطمة التي حمل العنوان الاصلي للفيلم اسماءهم، قبل تغييره الى
"بعد الموقعة"، في إشارة إلى اليوم المشؤوم الذي دفع فيه أزلام الرئيس
السابق فلولاً من المجرمين لمداهمة ميدان التحرير، والهجوم على المعتصمين
فيه، والذي سُميّ بـ"موقعة الجمل"، حيث استخدم المهاجمون جمالاً وخيولاً ما
اعتبره المراقبون بداية انهيار النظام البائد. وللفيلم ثلاث حكايات، تدور
أبرزها حول ناشطة سياسية تدعى ريم (منة شلبي) تعمل في احدى شركات
الإعلانات، وتواجه رهاناً شخصياً مع قرار الشركة تنفيذ حملة توعية مع حشد
من الكومبارس، فيما يواجه الزوجان محمود (باسم سمرة) وفاطمة (ناهد السباعي)
عسراً عائلياً نظراً لفقرهما وفشل الاول في تأمين لقمة العيش، إشارة الى
الخضم الطبقي في مصر المعاصرة. وأضاف نصر الله شخصية رابعة لسيدة تهتم
بحقوق الحيوان، قبل ان تكتشف حقيقة مرّة عمادها ان الانسان في مصر لم ينل
أدنى حقوقه المدنية! نشير الى ان المشاركة العربية تتضمن العمل الأخير
للمخرج المغربي نبيل عيوش "جياد الله" والذي سيعرض ضمن خانة "نظرة ما"
الموازية، إضافة الى مساهمة صاحب "يد إلهية" و"الزمن الباقي" الفلسطيني
إيليا سليمان ضمن الفيلم الجماعي "7 أيام في هافانا" مع ستة مخرجين عالميين
آخرين من بينهم الإسباني خوليو ميديم والفرنسي لوران كانتيه.
وعلى المنوال الإجتماعي المسيّس هذا، يشارك صاحب "الريح التي هزت حقل
الشعير" (السعفة الذهب عام 2006) و"البحث عن إريك"(2009) المخرج البريطاني
المميز كين لوتش بعمله الروائي السابع والعشرين الذي يحمل عنواناً تهكمياً
هو "حصة الملائكة" الذي يأتي مباشرة بعد تنافسه قبل عامين بـ"طريق
إيرلندية" حول الحرب في العراق. والفيلم الجديد هو كوميديا سوداء حول أب
اسكتلندي شاب يفلت من السجن بأعجوبة، ويعيش على هامش اجتماعي ضاغط بفقره
وعوزه. تنقلب حياته حينما يزور، مع مجموعة من اصدقائه العاطلين عن العمل،
مصنعاً لشراب الويسكي الشعبي، حيث تتضح لهم جميعا معالم فرصة ذهبية لتغيير
حياتهم نحو الافضل والى الابد. هذا الانقلاب سيكون محور حياة البطل الشاب
في الشريط الجديد للمخرج الفرنسي جاك اوديار "صدأ وعظام" الذي اقتبسه عن
مجموعة قصصية للكاتب الكندي كريغ دايفيدسن، ويأتي مكملا في تعزيز مكانة هذا
المخرج النبيه الذي عَرف شهرة عالمية كاسحة مع عمله الباهر "نبي" (الجائزة
الكبرى للجنة تحكيم دورة عام 2010). هذه المرّة، تكون حياة شاب ساذج وعاطل
عن العمل يهوى الملاكمة (تمثيل البلجيكي ماثياس شوينارتس الذي تألق في شريط
"رأس ثور" لمواطنه ميخائيل روسكام العام الماضي) على محك التغيير العاطفي
الحاسم، حينما يقع في حب مدربة حيتان (ماريون كوتيار)، لينتقل من عنف
الحلبات والحياة الهامشية الى قلب المعاني الحسية الجديدة لأواصر العشق
ومودات الأحبة وجماعيتها، قبل ان يتدخل قدر أحمق ليمتحن ارادتيهما.
فرنسياً، هناك مشاركة المخرج المخضرم ألان رينيه "انتم لم تروا شيئا بعد"
الذي استلهم فيه خيطا دراميا من مسرحية مواطنه جان أنوي "يوريديس" التي
كتبها عام 1941. بيد ان صاحب "حبيبتي هيروشيما"(1959) و"العام الاخير في
ميرنباد"(1961)، يضع اللحظة الشخصية لمجموعة من الممثلين الذين يجتمعون في
بيت كاتب مسرحي توفي اخيرا، للاطلاع على وصيته التي يطلب فيها من كل واحد
منهم تفسير أدائي لنص أنوي. ونشير الى ان فيلم الختام سيكون من حصة
مواطنهما المخرج كلود ميلر "تيريز دي"، وهو آخر اعماله قبل وفاته في الرابع
من نيسان/أبريل الجاري، واقتبسه عن رواية فرانسوا مورياك ومن بطولة أودري
توتو، وهي المعالجة السينمائية الثانية بعد أفلمة المخرج جورج فرنجو
الشهيرة في العام 1962، حول شابة متنورة تتزوج شخصا عاديا في فرنسا
العشرينات، فيدب القنوط في كيانها وحياتها، وتقرر الانعتاق عبر تسميم الزوج
والهروب! أما شريط الإفتتاح فسيكون من توقيع الأميركي ويس أندرسن، وهو
كوميديا خلاقة حملت عنوان "مملكة بزوغ القمر" مع بروس ويليس وادوارد نورتن.
انقلاب حياتي اخر، يقوده الإيراني الكبير عباس كياروستامي في عمله
الأخير "مثل امرىء عاشق". وبدلا من بلدات وسط ايطاليا البهية التي كانت
محيط علاقة الحب المختلقة في نصه "نسخة طبق الأصل"(2010)، يذهب صاحب " اين
منزل صديقي؟"(1978) و"طعم الكرز"(1997) الى طوكيو حيث نلتقي بالطالبة
الحسناء أكيكو (الممثلة رن تاكاناشي) التي تمتهن البغاء من أجل تأمين
مصاريف دراستها، قبل ان تتحول قناعاتها وكينونتها، حينما تلتقي بزبون غير
عادي، هو رجل أكاديمي في خريف عمره، لتنشأ علاقة غير محسوبة العواقب إنما
استثنائية! وهذه الكلمة الاخيرة هي المفتاح الدرامي في جديد صاحب "عازفة
البيانو"(2001) و"الشريط الابيض"(السعفة الذهب عام 2009) المخرج النمسوي
ميشيل هانيكه "حب" الذي يدرس المحنة الشخصية لأستاذ الموسيقى المتقاعد جورج
(جان ـ لوي ترينتينيان) ومواجهته استحقاقات الموت والذاكرة والوله الذي يشع
في دواخله، اثر تعرض زوجته آنا (ايمانويل ريفا) البالغة الثمانين من عمرها
الى جلطة قلبية، في وقت تكون فيه ابنتها (إيزابيل أوبير) بعيدة عنهما،
ليكون عليهما تجاوز المحنة والقلق وحيدين في عالم أناني ومغلق. نمسوياً،
يعود المخرج السجالي أولريش سيدل (ولد عام 1951، وله "ايام قائظة"2001
و"إستيراد/ تصدير"2007) بعد غياب طويل الى الشاشة بنصه الذي احاط اتمامه
بسرية مقصودة، ويحمل عنوانا ملتبسا هو "جنة: حب" وهو عبارة عن ثلاث حكايات،
الاولى عنوانها "ماما شوكر" حول الام تيريزا التي تعمل مشرفة صحية
للمعاقين، تقرر السفر الى كينيا بحثا عن إشباع جنسي مع رجال أفارقة،
والحكاية الثانية تدور حول ابنتها ميليني البدينة التي تقرر استغلال غياب
امها من اجل تخسيس وزنها في مخيم صيفي، وبدلا من ذلك تقع في حب مدير المخيم
الذي يرفض عواطفها! الحكاية الاخيرة وعنوانها "جنة" تجمع شابات برجال هرمين
ونساء عجائز بشباب ذكور، ليتحامل على قناعتنا بشأن الحب والجنس والمجتمع
وصناعة الجسد!
عالم مغرق بالانانية يحيط ببطل شريط "المطاردة" للمخرج الدنماركي
توماس فينتربرغ، احد مؤسسي تيار "دوغما 95" مع مواطنه لارس فن ترييه (له
"المسيح الدجال"2009 و"ميلانكوليا"2011)، وفيه يفلح البطل لوكاس (الممثل
مادس ميكلسين) في توضيب حياته وإمساكه بمقدراتها اثر طلاقه من زيجة فاشلة،
ويحصل لاحقا على عمل مجزٍ وصديقة جديدة، ويحقق تقاربا مضطردا مع ابنه، بيد
ان كذبة صغيرة يرتكبها، تحيل الجميع الى اعداء للعائلة الجديدة، متعجلين
للانتقام باي ثمن، ويكون على الشاب الاربعيني ان يكافح من اجل سمعته
وكرامته وحياته.
وفيما يحكي فيلم المخرج الاميركي جيف نيكولاس "طمى" عن مساعي صبيين
يافعين إلى انقاذ شاب هارب من معتقله (النجم ماثيو ماك كونوهي) وتسهيل امر
انتقاله الى جزيرة وسط المسيسبي، يسرد صاحب الشريط المميز "بريشيس" المخرج
لي دانييلز في نصه الاخير "الصبي الورقي" حكاية الذّود الذي تسعى فيه
صحافية (نيكول كيدمان) بمساعدة زميلين لها لانقاذ رجل (جاك كوتشاك) من
الاعدام.
الى ذلك يعود زميلهما الروماني كريستيان مونجيو الذي حاز السعفة الذهب
عام 2007 عن رائعته "4 اشهر و3 اسابيع ويومان" الى ثيمة الصداقة وعرفانها
التي شعّ بها فيلمه السابق الذي حصد مديحا نقديا وكرس سمعة هذا المخرج
المتقشف في رؤاه كواحد من مجددي السينما الاوروبية. في عمله الاخير "خلف
التلال" الذي اقتبسه عن رواية الكاتبة تاتيانا نيكولشيسكو بران، يستعرض
محاولة الشابة ألينا التي استقرت منذ زمن في المانيا لاقناع صديقة عمرها
فوتشيتا، التي انضمت الى الرهبنة، في مرافقتها الى حياة جديدة اكثر ثراء
واحتفاء بالحياة، لكن الاخيرة تصرّ على إيمانها ووعدها الدينيين. ومع تصاعد
هوسها بـ"عتق" الصديقة، تتحول البطلة الى عدو شرس للقس الشاب، وتسعى الى
الايقاع به من اجل تدمير سمعته وايمانه. تقع ألينا فريسة شكوكها، ولا يجد
اهل الدير سوى شدّ وثاقها وطرد الارواح الشريرة التي سكنتها. هنا، تعي
فوتشيتا حجم التضحية التي تقوم بها الصديقة وتقرر انقاذها، لكن بعد فوات
الاوان.
المخرج الايطالي ماتيو غاروني الذي اكتسح السوق العالمي بنصه العنيف
"غومورا"(الجائزة الكبرى للجنة تحكيم كان 2008)، يعود للمسابقة بعمل كوميدي
قاتم يحمل عنوانا تهكميا هو "واقعي" ويتحامل فيه على صرعة برامج "تلفزيون
الواقع" التي تجد اقبالا منقطع النظير في البلاد، مغرية الملايين بكذبة
الثراء السريع الذي تتيحه المشاركة في سباقاتها الاستفزازية. انها حكاية
حقيقية لبائع اسماك يضع اولويات حلمه في انهاء ضناه الشخصي بالعمل اليومي،
عبر الاشتراك بمسابقة "بيغ براذر" (الاخ الاكبر) للحصول على اموال الفوز
باي ثمن، حتى لو كانت على حساب شرفه العائلي! هذا الحلم، يصوره زميله المقل
والذي يصفه النقاد بـ"طفل السينما الفرنسية العاق" ليو كراكس في "موتورات
(سيارات) مقدسة" لكن من باب اكثر تفلسفا. فصاحب "عشاق جسر بوان نوف"(1991)
يحول ارتحالات بطله الشاب الذي يحمل اسمه حرفي "أل دي" عبر ازمنة متعددة،
ليقف مساجلا في معاني ان يكون المرء يافعا اوهرما، اومناقشا المسوغات
الغامضة في تحولاته الغريبة تارة كرجل او اخرى كامرأة، ليشتم بها قناعات
الكائن المعاصر حول الموت، العوز، الغنى، الصبا، الخرف، الجسد، الرغبة
وغيرها.
هذه التقابلات الشديدة الرمزية، يحيك منها صاحب "الذبابة "(1986)
و"تاريخ العنف"(2005) و"وعود شرقية"(2007) المخرج الكندي ديفيد كرونينبرغ
قصا هداما يتحامل فيه على مجتمع شديد الانانية وشخصيات عديمة الضمائر في
عمله "كوزموبوليس" الذي اقتبسه عن رواية ذائعة الصيت للكاتب دون ديليلو،
ويسرد فيها يوما واحدا في حياة الشاب المليونير اريك باكر (روبرت باتنسون)
الذي يسعى الى اختراق مانهاتن لقص شعره وهو يسوق سيارته الفارهة، بيد ان
شخصيات غريبة تدخل في مساراته، وتحيل رحلته الى حج مليء بالدم والعنف
والجنس الفاحش. وهذا الاخير نراه بوفرة في عمل المخرج الكوري الجنوبي إم
سانغ سو "طعم المال" الذي يستكمل فيه ما بدأه في "مدبرة المنزل"(مسابقة كان
2010) في ما يخص الانتقام الذي يقوم به شخص موظف ضد مرؤوسه. ففي حالة
الشريط الثاني، نشهد الشغف الجنسي الذي يحرض الشابة على تصفية الزوج الشاب
الثري الذي استعبدها جنسيا، اما في "طعم المال" فتتركز الاحداث على الشاب
جوو يونغ ـ جاك الذي يعمل سكرتيرا لرّب عائلة شديدة الثراء، قبل ان يكشف
قدوم الابنة الوريثة عن شذوذ الرجلين، وما يتبعه من سفك دم. نشير الى ان
هناك مشاركة كورية جنوبية اخرى ضمن المسابقة للمخرج هونغ سانغ ـ سو عنوانها
"في بلاد اخرى" من بطولة النجمة الفرنسية إيزابيل أوبير لم يتسرب شيء عن
حكايته واحداثها. وسبق لهذا المؤلف السينمائي الشهير في بلاده ان حاز على
جائزة خانة "نظرة ما" عام 2010 عن شريطه الكوميدي "هاهاها". في السياق
نفسه، نجد ايضا صدى سينمائي لحالات العنف في شريط المخرج النيوزلندي الاصل
اندرو دومينيك "اقتلهم برقة" الذي يجسد فيه النجم الاميركي براد بت دور رجل
أمن يحقق في مطاردة عصابة تمتهن النصب على مهووسي قمار. وكان الثنائي بت ـ
دومينيك تعاونا عام 2007 في انجاز شريط رعاة بقر حمل بصمة شعرية غير مألوفة
هو "اغتيال جيسي جيمس على يد الوغد روبرت فورد".
من اميركا اللاتينية، تأتي مشاركتان بارزتان على قدر كبير من الوعود
السينمائية. الاولى للمكسيكي الفذّ كارلوس ريغاداس "ضوء بعد ظلمة"، يصور
فيه بنفس تجريبي اقاماته التي جال فيها عواصم العالم مصطحبا والده
الدبلوماسي، ويحيك قصصا عن ذاكرته وتراكم معارفه وثقافته بالامم وحضاراتها.
صاحب "محطة القطارات المركزية"(1998) و"مذكرات دراجة نارية"(2004)
البرازيلي والتر ساليس يشارك بنص اقتبسه عن كتاب مؤسس تيار الـ"بِيت"
الاميركي جاك كيرواك "على سفر"، هناك إصرار عربي مزمن على ترجمته خطأ
بـ"على الطريق" الذي يستغفل معنى حركية القلق الشخصي للابطال والحكاية
برّمتها. وهذه الحركية هي التي تقود كل من البطلين دين وسال الى الانغمار
في الانقلاب الاميركي الكبير خلال الستينات، عبر لقاءات نارية مع شخصيات
متشظية، في نص باهر عصيّ على التصنيف. من روسيا، يشارك المخرج سيرغيه
لوزينتسا، الذي فاجأ الجميع في الكروازيت عام 2010 بعمله "يا مهجتي"، بعمل
يعود الى حقبة الحرب العالمية الثانية وحمل عنوان "في الضباب"، واقتبسه عن
رواية للكاتب فاسيلي بايكوف، معيدا بناء تاريخ شخصي مرير ودموي لبطله
الشاب الذي يعمل في السكة الحديدية، قبل ان يأسره النازيون عام 1942 مع
مجموعة كبيرة من اهالي قريته. تقع الطامة الشخصية على كيانه، حينما يقرر
القائد الالماني اطلاق سراحه من دون سبب واضح، في الوقت الذي تصرع فيه
رصاصات المحتل اجساد ابناء قريته واصدقائه ضمن موقعة اعدامات جماعية. يؤدي
انعتاقه الذي وقع بالصدفة البحتة الى انتشار اشاعة بين اقرانه تتهمه
بالخيانة والتعامل مع النازي، ويطاردوه من اجل القصاص منه. وفي لحظة قدرية
يجد نفسه في مواجهة عدوه المصاب، ليكون عليه ان يختار القرار القاهر
والمرير!
أبوطبي السينمائي في
21/04/2012 |