حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحيل خالد تاجا.. أنتوني كوين العرب

خالد تاجا ومحمود درويش وانتوني كوين وحلم الجنون

صالح أسعد

منذ ايام رحل عن هذه الدنيا الفنان السوري الكبير خالد تاجا هذا المبدع الذي لقبه الشاعر الفلسطيني محمود درويش عام 2005 انتوني كوين العرب, اثر ابداعه في تقديم شخصية »ابو احمد« في مسلسل »التغريبة الفلسطينية« حيث قدمها بشكل طبيعي جدا احس بها الفلسطينيون قبل غيرهم, وبالتحديد من عاشوا النكبة وتحولاتها. وقد جاء كلام محمود درويش بالقاهرة اثناء مؤتمر الكتاب بحضور الاديب السوري ممدوح عدوان. الغريب ان خالد تاجا بقدر ما كان فخورا بهذه الشهادة واللقب إلا انه لم يكن سعيدا به لعدة اسباب منها, ايمانه بأنه لا يحب مبدأ مقارنة انسان بآخر.

وقال تاجا ان درويش اخطأ في تسميتي لانه خلق لي اكثر من عدو في الوسط الفني حسدوني على هذا اللقب, وهذا دليل على بعض النقاط السلبية التي توجد في الوسط الفني فدرويش عندما اطلق اللقب لم يكن عن دور واحد فقط انما لاسباب عديدة منها بعض مواقف الحياة التي يشابه بها تاجا وكوين مع اختلاف البيئة .. لكن الاهم هو الإقناع في الاداء خاصة عندما تكون الشخصية ذات اعماق فلسفية وتحتاج لتعبيرات معينة.

لقد كان تاجا واقعيا في مسيرته الفنية حيث قال عن ذلك انني اسير بشكل طبيعي ولا اتصنع واتعلم من اخطائي وكل مسيرة لا بد ان تحفل بالنجاحات والاخفاقات.

منذ سنوات اشترى خالد تاجا قبرا باسمه وكتب على حافته »مسيرتي حلم من الجنون كومضة شهاب تزرع النور بقلب من يراها لحظة ثم تمضي« ....

الفنان محمد خالد بن تاجا من مواليد 1940 لقد أراد ان يقول من خلال هذا ان يكون ومضة ادخلت لحظة نور لمن حوله .. نعم لقد كان بريقا وضاء أنار من خلال من قدمه من اعمال ستبقى عبر السنين ولن تنسى.

saleh_assad@hotmail.com

العرب اليوم في

08/04/2012

 

جنازة خالد تاجا الى مثواها الاخير بحضور نجومي

هـ.ع 

شُيع الفنان السوري خالد تاجا إلى مثواه الأخير في مقبرة "الزينبية" في حي ركن الدين الدمشقي مسقط رأسه، عن عمر يناهر 73 عامًا بعد رحلة فنية حافلة ترك من خلالها بصمته لدى الجمهور السوري والعربي.

حضر الجنازة وزير الإعلام السوري "عدنان محمود" وعدد كبير من الفنانين السوريين، منهم: عباس النوري، دريد لحام، قصي خولي، نقيبة الفنانين السوريين فاديا خطاب، غسان مسعود، أسعد فضة، أيمن زيدان.

كما حضر التشييع كل من: المخرجة السورية رشا شربتجي، وعبد الهادي الصباغ، شكران مرتجى، كندة حنا، حسام عيد، رضوان عقيلي، عبد الهادي بقدونس، وعدد من الكتاب والمخرجين السوريين والفنانين الشباب.

في هذا السياق،عبرت نقيبة الفنانين السوريين فاديا خطاب عن حزنها الشديد لفقدان علم من أعلام الفن العربي، وقالت "خالد تاجا فنان كبير.. هرم.. عملاق، كان رجل بكل ما تعنيه الكلمة.. وكان تاج الدراما السورية، معتبرة أن تاجا ليس له أي شبيه، ولا يمكن أن يعوض، وأسطورة لن تتكرر".

وأضافت خطاب: "كان الصدر الحنون والأخ والصديق والوفي والمعلم، كان يمتلك أدواته الفنية الخاصة، وكان محبًا للكبير والصغير والبسمة لا تفارق وجهه أثناء الكواليس، وهو فنان راقٍ رفيع المستوى لم يسيء لأي فنان بحياته، وفقدانه خسارة كبيرة جدًّا للدراما السورية".

فيما قال الفنان السوري قصي خولي: "لقد فقدنا عراب الدراما السورية، رحمه الله كان قامة فنية كبيرة جدًّا ليس فقط في التمثيل وإنما على الصعيد الإنساني والإبداعي على مستوى سوريا والوطن العربي".

وتابع خولي: "خالد تاجا كان أبا وأخا وزميلًا وطفلًا، وكان يتمتع بصفات من الصعب أن نجدها بأي فنان آخر، لقد فقدنا فنانًا كبيرًا جدًّا، وسنبقى نذكر الفنان خالد تاجا ما حيينا".

وكان الفنان خالد تاجا توفي في مستشفى الشامي بدمشق بعد صراع مع مرض سرطان الرئة. 
الفنان خالد تاجا ولد بحي ركن الدين الدمشقي، بدأ حياته كممثل في فيلم "سائق الشاحنة" الذي انتجته المؤسسة العامة للسينما بدمشق عام 1966 وقدم العديد من الافلام وله رصيد كبير من المسلسلات والأعمال التلفزيونية من أهما: التغريبة الفلسطينية، واخوة التراب، وأيام شامية، والزير سالم، والفصول الاربعة، وبقعة ضوء، وزمن العار، ويوميات مديرعام، وغيرها من الاعمال المسرحية والسينمائية.

جدير بالذكر ان قناة آي فيلم أجرت مؤخرا لقاء شيقا مع الفنان الراحل حول مشواره الفني الطويل المليء بالاعمال السينمائية والفنية الرائعة . ولمشاهدة اللقاء اضغط على الرابطين التاليين:-

محمود عباس يعزي بوفاة الفنان الكبير خالد تاجا

قدم السفير أنور عبد الهادي مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية التعازي باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لعائلة المرحوم الفنان الكبير خالد تاجا.

واشار عبد الهادي الى ان الرئيس محمود عباس قال أن الفنان خالد تاجا كان عاشقاً لفلسطين وقام بأدوار كثيرة حول القضية الفلسطينية بدأت قبل خمسين عاماً بفلم سائق الشاحنة ومؤخراً مسلسل التغريبة الفلسطينية.

وأكد عبد الهادي ان عباس يعتبر أن الدراما الهادفة كانت وما تزال المحرك لنضالات الشعوب في سبيل الحرية.

هذا وقد شكر شقيق المرحوم غسان تاجا الرئيس محمود عباس على هذه الخطوة التي منحت عائلة المرحوم مزيداً من الصبر والسلوان بفقيدها.

كما وشارك السفير أنور عبد الهادي في جنازة الفنان الكبير واضعاً إكليلاً من الزهور باسم محمود عباس على ضريح المرحوم.

والجدير ذكره أن محمود عباس كان قد أصدر تعليماته لعلاج الفنان خالد تاجا ونقله إلى الأردن وقد وافقت عائلته على ذلك ولكن القدر كان أسرع.

هذا وقد شارك في الجنازة وزير الإعلام السوري عدنان حمود و وزير الثقافة وعدد كبير من الفنانين وجمهور غفير من الشعب السوري ومحبي الفنان الراحل.

موقع قنان الـ IFILM في

07/04/2012

 

 

من دفتر الوطن - قرابة الروح 

حسن م. يوسف

ضبطني موظف الاستقبال شارداً، فقال لي بلطف: «أعزيك بوفاة الفنان القدير خالد تاجا، الله يرحمه، من خلَّف ما مات».

كدت أقول له إن الفنان الكبير خالد تاجا لم ينجب أبناء، إلا أنني أمسكت في اللحظة الأخيرة، إذ خطر لي أن إبداع الراحل الكبير خالد تاجا (خلَّف) له في كل بيت سوري وعربي ابنة وابناً، وأختاً وأخاً، وأماً وأباً... ولا شك أن قرابة الروح أنقى وأبقى من قرابة الدم والماء!

استلقيت على سرير غرفة الفندق وأنا بكامل ثيابي ورحت أستعيد اللحظات التي جمعتني مع خالد تاجا. شعرت بالفخر لأنني عرفت الرجل ولأن بعض كلماتي وصلت إلى قلوب الناس من خلاله. تذكرت الدور الذي أداه في الجزء الأول من (إخوة التراب) عندما يجرده الأخذ عسكر من ولديه وتمعن زوجته في القسوة عليه، فلا يكون منه إلا أن يذهب إلى المقبرة ليحفر قبره بيده، ومن قاع القبر الرطب الضيق يواجه السماء فيناجي ربه قائلاً: «اللهم أنت أعلم بحالي من كل عليم! اللهم إني أعلم أنك قد سميت الموت مصيبة، لكن المصيبة الأعظم هي الغفلة عن الموت والإعراض عن ذكره، وقلة التفكير فيه! اللهم قد قلت سبحانك مخبراً عن يوسف عليه الصلاة والسلام لما نال الرسالة منك: (توفني مسلماً وألحقني بالصالحين). اللهم، قد ضاقت الدنيا بي وزاد كربي، فارحمني يا أرحم الراحمين. «هنا تغيم السماء إذ نراها من خلال عينيه المملوءتين بالدموع»، فيتابع قائلاً: «اللهم لا اعتراض على حكمك، اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني ما كانت الوفاة خيراً لي».

عندما التقينا لأول مرة بعد عرض المسلسل تعانقنا بصمت عابق بالعاطفة. قال لي إنه شخص «مطقطق» من عادته أن يضع لمسته الخاصة على أي دور يؤديه، فيحذف ويضيف ويقدم ويؤخر في الحوار، لكن في إخوة التراب «... لم أستطع أن أزحزح كلمة من مطرحها كما لو أن النص صبة بيتون... وأنا أعترف لك أن بكائي في المشهد لم يكن تمثيلاً». يومها عانقت خالد تاجا مجدداً وأبلغته أن دموعي أثناء الكتابة كانت حقيقية أيضاً.

والآن بعد مرور نحو ربع قرن أعترف أن كلمات خالد تاجا تلك كانت أجمل إطراء تلقيته في حياتي على كلام كتبته للتلفزيون. صحيح أن الدور الذي أداه خالد تاجا في الجزء الأول من (إخوة التراب) لم يكن كبيراً من حيث عدد المشاهد، لكنه كان كبيراً بشكل استثنائي من حيث مستوى الأداء، وأنا أؤمن أنه ليس هناك دور كبير ودور صغير بل هناك ممثل كبير وممثل صغير، وقد مزج خالد تاجا تلك الشخصية ذات الحضور المحدود بضوء روحه العالية وموهبته اللامحدودة فحولها إلى علامة فارقة في تاريخ الدراما العربية.

ثمة سؤال لا أستطيع الهروب منه: هل بلغ تأثر خالد تاجا بشخصية الأب في إخوة التراب لدرجة أنه قام مثله بحفر قبره بيده؟ الشيء الأكيد هو أن خالد تاجا هيأ قبره بنفسه فعلاً وكتب عليه:

(مسيرتي حلم من الجنون.. كومضة شهاب.. زرع النور بقلب من رآها.. لحظة ثم مضت).

(يضج بالحياة ) لست أعرف شخصاً تنطبق عليه هذه العبارة أكثر من خالد تاجا، وهو إلى ذلك، ظريف لطيف لمَّاح. حكى لي مرة أنه راح يصدر همهمة غامضة في حين كانت أخت زوجتي مصممة الأزياء المعروفة رجاء مخلوف تلبسه الزي الذي سيظهر به أمام الكاميرا، سألته عما به، فقال لها: «نحن المسلمين موعودون بالحور العين في الجنة، وقد كتبت اسمك». بعد بضعة أيام وبينما كانت تلبسه زياً آخر راح يصدر الهمهمة الغامضة نفسها، فقالت له ممازحة: «ما بك أستاذ خالد؟على أساس كتبت اسمي، وخلصنا!» قال لها: «لا، شطبته» سألته ممازحة عن السبب فقال «ما بقدر انتظر».

ما يوجع القلب هو أن رجاء كتبت على صفحتها في الفيس بوك:

«كان لي شرف تصميم آخر بدلة ارتداها الفنان الكبير خالد تاجا في مسلسل (الأميمي).. عندما جربناها كانت كبيرة قليلاً عليه لأنه صار أكثر نحولاً.. قلت له أستاذ خالد سوف أرسلها للخياط لنضيقها قليلاً.. قال لي لا، لا.. اتركيها كما هي.. ما زال كتفي بيحمل.. ثم ضحك بشحوب وقال لي ما زلت يا رجاء متألقة وجميلة كما عرفتك في أول عمل، حافظي على ذلك لأطول مدة ممكنة.. لم أكن أعرف أنها وصية.. كم أتحسر أنني لم ألحق أن أزورك لأشكرك على كل شيء.. نفتقدك.. ارقد بسلام»!

خالد تاجا، يمضي شيء منا معك، وتبقى أشياء كثيرة منك معنا.

الوطن اللبنانية في

08/04/2012

 

خالد تاجا رحيل الذهب المعتّق 

إسماعيل مروة 

يده تحت ذقنه دوماً، اللفافة لا تفارق أصابعه في كل وقت وحين، وابتسامته تغطي المساحة العابسة من جبينه، لا يشبه غيره، ولا يتمثله أحد.. وجد الناس صورته أمامهم دون سابق إنذار، اكتشفوه مجدداً كما اكتشفوا العديدين، أحبوه، ارتبطوا به، أبكاهم كثيراً، أضحكهم كثيراً، ربطهم بالأرض والتراب حين كان العاشق للأرض تمثيلاً، كما بقي العاشق للأرض وسورية حتى آخر لحظة من حياته. 

من الشام خرج للعالم وفي الشام أفرغ روحه المترعة بالحزن والحب والانتماء على دفعات، لم يشأ هذا الكبير أن يفجعنا دفعة واحدة، فغادر على مراحل، دفعة وراء أخرى، فغاب واستقر وطمأن، وعندما صارت الشمس في قرص السماء رافقها في رحلتها للغروب، فصار صديقاً لها لا يغيب أبداً، فهو مع ظهورها وغروبها رفيق رحلتها كل يوم.

السوري الجميل الطويل الذي يحمل سترته على كتفه، ويشارك عمالقة السينما المصرية، ويسرق منهم البريق والكاميرا والدور.. يرتاح السوري الطويل ليرتب أوراقه وشعراته البيض، ويمعن النظر في وجه آسر مميز من النادر أن يجود الزمان بمثله، ارتاح في قمقم مؤقت ليخرج مارداً سورياً على أرض سورية.. عاد النجم الذي لا يغيب عن أغلب الأعمال، فهو القاسم المشترك الرابح والفارس الذي لا يُشق له غبار في كل الأعمال..

كل ما فيه مميز..

جسده وحركاته..

صوته ورنين نغمة الصوت حزناً وفرحاً وعمقاً

نظرته ورجفة جفونه

رموشه

حركات يديه وقدميه

حنانه وقسوته

كل ما في خالد تاجا مميز غاية التميز

علامة خاصة بحياتنا ودرامانا خالد تاجا.. رحل عن دنيانا ليأخذ معه قسماً من شموخ الموهبة والممثل رحل ليترك مكاناً لغيره لن يكون ممتلئاً في يوم، رحل وقد آلم المؤلفين الذين كتبوا وفي تصورهم أن خالد تاجا سيعطر عملهم بحضوره بطولة أو مشاركة أو ضيفاً، رحل ولم يمهل المخرجين الأصدقاء والتلاميذ الذي كانوا يركنون إلى وجوده في أعمالهم..

خالد تاجا لم يكن ممثلاً عادياً

حالة من العشق والإنسانية والصدق كان خالد تاجا..

حالة فريدة من التصالح مع ذاته وغلطها وصوابها كان..

كان ممثلاً على الشاشة وإنساناً بكتلة المشاعر والأحاسيس بيننا

رحلة- على قصرها- أغنى من الغنى كانت

أدوار لا تنسى

وشخص لا يتكرر

من «الله يهدّ الروماتيزم ووجع الظهر»

إلى التغريبة

إلى الدبور وقمة الشرّ المحبب

إلى الشاشة الكبيرة وقامته الممتدة بعيداً بعيداً

إلى كل الزوايا في الذاكرة الحاضرة المرهقة كان خالد تاجا، فهل نجد وقتاً لدى المهتمين والمعنيين لتدوين وتصوير حياة الفن، وها هو الفن يطوي صفحاته العتيقة ليغادر؟!

الوطن اللبنانية في

08/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)