حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان برلين السينمائي الدولي الثاني والستون

جوائز مهرجان برلين السينمائي:

 تكريم أصحاب المواهب الحقيقية

أمير العمري- برلين 

لم يكن إعلان جوائز الدورة الثانية والستين من مسابقة مهرجان برلين السينمائي مفاجأة لنا، فقد حصلت الأفلام الجيدة بالفعل، التي تعبر عن مواهب مخرجيها، على تستحقه من جوائز.

الجائزة الكبرى للمهرجان، أي جائزة الدب الذهبي، ذهبت الى تحفة الأخوين تافياني التي كتبنا عنها في رسالة سابقة، أي فيلم "قصير يجب أن يموت".

أما الجائزة الكبرى للجنة التحكيم - الدب الفضي فقد ذهبت الى الفيلم المجري "الريح فقط". وهي الجائزة الوحيدة التي ليست في مكانها من وجهة نظري.

وحصل المخرج الألماني كريستيان بيتزولد على الدب الفضي لأحسن إخراج عن فيلمه البديع "باربره" الذي سبق أن تناولناه بالنقد والتحليل في رسالى سابقة وأشدنا بمستواه الفني، والي ظل يتربع على قائمة أحسن الأفلام من وجهة نظر نقاد مجلة "سكرين انترناشيونال" حتى اليوم الأخير في المهرجان.

وحصلت راشيل موانزا على جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم "ساحرة حرب".

وحصل الممثل الدنماركي ميكيل بول فيتزكارد على جائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم الدنماركي البديع "غرام ملكي".

وحصل المصور لوتز لوتميير على جائزة أحسن إسهام فني عن تصوير الفيلم الصيني الذي أعده أيضا إحدى تحف المسابقة "أرض الغزلان البيض" لوانج كوانان.

وحصل الفيلم الدنماركي البديع "غرام ملكي" أيضا على جائزة أحسن سيناريو عن جدارة بالفعل.

وحصل الفيلم البرتغالي "تابو" أحد أجمل أفلام المهرجان كله، على جائزة خاصة تمنح تكريما لاسم مؤسس مهرجان برلين السينمائي ألفريد باور.

عرض في  مسابقة مهرجان برلين 18 فيلما، برز بقوة من بينها عدد كبير نسبيا قياسا إلى قلة العدد الكلي لأفلام المسابقة، وهو ما يعكس دقة الاختيار.

الأفلام التي برزت بشكل لافت وأمتعتنا هي تحديدا ستة أفلام: "قيصر يجب أن يموت" للأخوين تافياني، و"بابره" الألماني للمخرج كريستيان بيتزولد، والفيلم اليوناني التحفة "ميتيورا" للمخرج الشاب الموهوب سبيروس ستاثولوبولوس، والفيلم البرتغالي "تابو" للمخرج ميجيل جوميز، والفيلم الصيني الملحمي البديع "أرض الغزلان البيضاء" للمخرج وانج كوانان، ثم الفيلم الدنماركي "علاقة عاطفية ملكية" وهو تحفة من اخراج نيكولاي أرسيل، وهو "تحفة" أخرى من تحف هذا المهرجان الكبير.

ولم يغب عن قائمة الجوائز من هذه الأفلام سوى فيلم واحد فقط هو الفيلم اليوناني "ميتيورا" وكان يستحق الجائزة الكبرى للجنة التحكيم بدلا من الفيلم المجري وهو عمل تقليدي يمزج بين الدراما والطابع التسجيلي ولا يضيف جديدا الى موضوع الاضطهاد العنصري للغجر الرومان في المجر، وما يحدث لهم، وكان تلك الأحداث العنيفة التي بلغت حد القتل، قد شغلت اجهزة الإعلام والرأي العام في المجر وأوروبا طوال سنوات.

أما أضعف أفلام المسابقة في رأيي فهو الفيلم الأمريكي "سيارة جين مانسفيلد" الذي أعجب به كثيرون رغم كونه فيلما مسرحيا يمتليء بالشخصيات والحوارات الطويلة، يبدأ بداية جيدة ثم يضل الطريق الى عقل وقلب المتفرج.

هذا الفيلم يتناول العلاقة بين الأمريكيين والانجليز، أو بين أولاد العمومة، مع تجسيد الفروق الثقافية بل والصدام الي يمكن أن يقع بين عقليتين تبدوا من السطح متآلفتان إلا أن بينهما الكثير من الفروق الجوهرية، مع تباين الاهتمامات بدرجة كبيرة.

المدخل الطريق للفيلم هو مكالمة تليفونية يتلقاها رب أسرة أمريكية من الطبقة الوسطى، بائع سيارات مخضرم، من لندن يخبره خلالها رجل أن زوجته السابقة التي تزوجت الشخص المتكلم توفيت أخيرا وانا أوصت بدفنها في مقابر الأسرة في موطنها أي في أمريكا.

الرجل يقيم مع أبنائه الثلاثة، وهم من الكبار الراشدين، وبينهم اثنان من الذين شاركوا في الحرب العالمي الثانية. والأحداث تدور عام 1969، وعندما تحل الأسرة القادمة من بريطانيا على الأسرة الأمريكية،  تقع اشتباكات كلامية ومواقف طريفة ومحاولة للتواصل تكشف كلها عن تلك الفروق الثقافية الطريفة القائمة بين الشعبين. ورغم ان الفيلم من النوع الكوميدي الخفيف ورغم احتوائه على عدج كبير من ألمع الممثلين مثل كيفين بيكون وجون هيرت وروبرت دوفال وبيلي بوب ثورنتون وراي ستيفنسون، إلا أن مخرجه بيلي بوب ثورنتون لا ينجح في السيطرة على نسيج الفيلم، فينفرط عقده وتتوه حبكته، أو بالأحرى نكتشف بعد فوات الوقت، غياب الحبكة القوية التي يمكن أن تشد المتفرج في فيلم أدبي أو مسرحي الطابع مثل هذا.

الفيلم الثاني الذي لم يكن يجد أحد له مكانا في المسابقة فهو الفيلم الاسباني "ألعاب أطفال"، وهو من نوع أفلام الاثارة المرعبة، وهو مصنوع ببراعة ويدور حول طفلة تتماثل مع شخصية طفلة أخرى قتلت في الماضي وأصبح قاتلها وهو شقيقها، هو زوج المرأة التي تتبنة تلك الطفلة الآن، ويمتليء الفيلم بالكثير من المبالغات والمشاهد المصنوعة بغرض الاثارة والتشويق، ويمزج بين الدراما النفسية والرعب.

في مقال قادم سأكتب عن باقي الأفلام الفائزة.

عين على السينما في

19/02/2012

 

عن الفيلم التسجيلي "العذراء والأقباط وأنا"

أمير العمري 

من بين الأفلام التسجيلية التي عرضت خارج المسابقة في مهرجان برلين السينمائي الفيلم المصري (من تمويل مؤسسة قطر السينمائية) الذي يحمل عنوانا غريبا هو "العذراء والأقباط وأنا" للمخرج نمير عبد المسيح.

هذا الفيلم يعتبر ليس فقط سباحة في مياه وعرة، بل مغامرة فنية وإنتاجية مثيرة قام بها المخرج نمير عبد المسيح الذي يقيم في فرنسا عندما قرر أن يذهب الى مصر، إلى مسقط رأس أسرته، والدته تحديدا، لكي يبحث في موضوع تلك الرواية التي شاعت عن تكرار ظهور السيدة مريم العذراء في أماكن مختلفة على شكل (معجزة)، وهو ما يتناقله الناس، ومنهم أيضا الكثير من المسلمين، منذ عام 1968.

نمير يبدأ بالبحث في جذور الظهور والروايات الشائعة التي تتردد حوله ومنها على سبيل المثال، مايقال عن أن الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، ذهب بنفسه لكي يشاهد ظهور العذراء في كنيسة باحدى ضواحي القاهرة.

مغامرة

ويعرض الفيلم أيضا للآراء التي ترى أن الحكومة المصرية التي كانت تعاني من تداعيات هزيمة يونيو 1967 في ذلك الوقت، هي التي ابتدعت تلك الحادثة، وأوحت للناس بظهور السيدة العذراء فوق كنيسة الزيتون وبأنها جاءت لكي تبشرهم بالنصر على إسرائيل وبشعورها بعدم الراحة بسبب استيلاء الإسرائيليين على القدس التي يوجد فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

مغامرة الفيلم أن المخرج يجد نفسه "متورطا" تدريجيا بشكل جعله ينتقل من موضوع ظهور العذراء ألى الدخول إلى مناطق أخرى تتعلق بالأقباط عموما: حياتهم ومنطقهم واهتماماتهم وكيف أنهم يمثلون جزءا أصيلا من الشعب المصري، خاصة وأن الفيلم يركز على الفقراء منهم، كما يتطرق الى ما عرف حديثا من نزاعات ذت طابع طائفي ورأي المسلمين والمسيحيين فيها.

يتخذ الفيلم شكل "الرحلة"، التي يعد لها المخرج في البداية بطريقة ما، ثم يحاول اقناع والدته بتصوير أسرتها التي بقى معظم أفرادها في الصعيد المصري، وكيف أنها ترفض وتحتج وتثور وتهدد بمقاضاته إذا فعل، لأنها تعتقد أن تصوير الحقيقة، أي حقيقة أسرتها المتواضعة، يسيء إليها أمام أقارب زوجها. ولكننا لسنا أمام فيلم ينتقل كثيرا بين مدن مختلفة، بل يغوص داخل التجمع القبطي في قرية معينة، هي القرية التي ينتمي اليها المخرج، ونراه وهو يلتقي بأهله وأعمامه وأقاربه الذين مرت سنوات طويلة منذ أن رآهم آخر مرة.

ومن الممكن اعتبار الفيلم اعادة اكتشاف للتجمعات القبطية في إحدى قرى الصعيد المصري، من خلال تلك الرؤية "الواقعية" التي تغوص في فكر هؤلاء البسطاء من المصريين، لكي تؤكد في النهاية لنا كمشاهدين للفيلم، أنهم لا يختلفون عن سائر أقرانهم المصريين من المسلمين.

شاعرية

ويضفي نمير على فيلمه الكثير من الشاعرية والرونق عندما يخرج بالكاميرا الى الحقول، ويصور العلاقة الحميمية بين البشر والمكان، ولعله أيضا يتمكن من اكتشاف الكثير من مناطق الجمال في تلك البقعة الفقيرة التي تعاني من تدهور الخدمات والإهمال الحكومي العام.

لكننا لسنا أمام فيلم "هجائي" هدفه كشف الواقع فقط، بل أمام رؤية ساخرة تنبض بالحياة، يثريها كل أولئك الذين يعبرون أمام الكاميرا عن مشاعرهم وأفكارهم، سواء في انتقاداتهم للمخرج ورفض مسعاه أو أفكاره المتحفظة من الأساس على فكرة ظهور العذراء، بما في ذلك والدة المخرج التي تجد نفسها مضطرة في مرحلة ما الى اللحاق بابنها في مصر والقيام بمساعدته على الانتهاء من الفيلم، رغم أنها تظهر في الكثير من اللقطات والمشاهد وهي تتصارع معه وتعارضه، أو وهي تساعده ايضا في اجراء المقابلات مع الشخصيات المختلفة من أهل القرية من الأقباط.

إن هذا الفيلم هو أول دراسة حقيقية، مشوبة بالكثير من المرح والسخرية والاحساس بالحياة، عن أقباط مصر في الزمن المضارع الحالي، كيف يفكرون، كيف يستقبلون الحياة، كيف يتعايشون مع جيرانهم المسلمين، كيف أن من بينهم من يسخر من بعض رجال الدين المغالين في التشدد ويرفضون تبريراتهم الجاهزة أحيانا كما يرون، كيف تتأثر حياتهم البسيطة بالأساطير وكيف يتغلغل الدين في حياتهم، وكيف تتغير نظرتهم للعيش مع التعقيدات الاجتماعية.

وثيقة دالة

يسعى المخرج الى محاكاة مشهد ظهور العذراء فيأخذ أولا في البحث عن فتاة تقبل القيام بدور السيدة مريم، ويطرح فكرة الاستعانة بفتاة مسلمة، وهي فكرة تلقى معارضة من جانب الأقباط أكثر منها من جانب المسلمين، فهم لا يستطيعون قبول فكرة أن تقوم بالدور فتاة مسلمة لأنها ببساطة لم يكون مسموحا لها بهذا، بل ولا تستطيع أصلا القيام بهذا الدور، ثم قيامه باختبارات لعدد من الفتيات المسيحيات الى أن يعثر على ضالته، ثم كيفية اشراك الناس في تنفيذ المشاهد بطرق بدائية حسب الامكانيات المتاحة، بل واشراكهم أيضا في عملية اختيار اللقطات على جهاز الكومبيوتر المحمول.

إن نمير عبد المسيح يريد أن يتعرف عن قرب على ما يبقي على "هويته" حتى بعد انقطاعه عن أصوله في الصعيد المصري بحكم وجوده في فرنسا. وهو يريد أيضا أن يعثر على جوهر العلاقة بين الدين والمجتمع القبطي، في القرية، كيف يفكر الناس وكيف يستقبلون الظاهر، وما هي علاقتهم بأنفسهم وكيف يمكن أن يتفاعلوا مع مشهد اعادة التجسيد التي يعرفون جميعا من البداية انها مجرد تمثيل في تمثيل، ولكن عندما تتجسد بالفعل في صورة سينمائية يعرضها عليهم المخرج على الشاشة، يتبدى الانفعال والتفاعل كما لو كانوا يشاهدون بالفعل الظهور "الحقيقي" للعذراء.

فيلم بديع ورقيق ومبني بشكل جيد على أسلوب التداعيات التي تنشأ من الفكرة الأصلية، فكرة التحقيق والبحث والرغبة في المعرفة، والتي تتحول الى بحث شاق عن موضوع الهوية والعلاقة مع الأسرة، ومع الأهل، وبالتالي اعادة تأهيل النفس مع المجتمع، مع مصر نفسها بعد الثورة. ولهذا فإنه يعد تجربة مهمة ووثيقة دالة على عصرها في السينما التسجيلية.

الجزيرة الوثائقية في

19/02/2012

 

"القيصر يجب أن يموت" يتوج في برلين

قيس قاسم ـ برلين

خَرَج "القيصر يجب أن يموت" متوجاً بذهبية برلين  2012 ومتوافقا مع التوقعات الكثيرة بأن رئيس لجنة التحكيم الأنكليزي مايك لي سيميل اليه أكثر من بقية الأفلام لخصوصيته، كونه فيلماً  بعيداً عن الطراز الكلاسيكي والهوليوودي، وفيه تداخل بين المسرح بإعتبار قصته مستمدة من رائعة شكسبير "يوليوس قيصر" وبين سينما أرادت كسر أطر مساحة حركتها المكانية المحدودة، بوصف أحداثها تجري داخل السجن، بالذهاب الى دواخل سجناء حقيقيين، في زنزاناتهم، أسندا لهما المخرجان أدوارا مَثلوها وتَقمصوا الى حد كبير الشخصيات التي لعبوا أدورها أمام كامرة الأخوين باولو وفيتوريو تافياني. فيما ذهبت جائزة الدب الفضي عن استحقاق للمجري "مجرد رياح" والذي تناول فيه المخرج بنس فليجوف واقع الغجر الرومانيين المقيمين في جمهورية المجر وأحداثه لها صلة بالوقت الحالي، الذي تغيرت فيه ظروف عيش هذة المجموعة بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وتغيير نظم الدول الإشتراكية التي كانت تحمي الى كبير هذة الأقليات ولكن برحيلها بقوا هؤلاء عراة الأظهر ينتظرون بخوف اللحظة التي سيأتي فيها العنصريون الجدد ليهاجموهم، فلا خيارات كثيرة لهم في ظل تضييق كبير من كل جهات الأرض التي تحيطهم. عمل فليجوف موجع، تعايشه في كل لحظة وأنت تراقب عالماً غارقاً بالوسخ والعزلة تتحرك وسطه كائنات ملفوظة في محيطها ولا تعرف ساعة مجيء الموت اليها بخاصة في الليل حيث لاشيء يسمع وسط عتمته سوى الريح وأشباح القتل العنصرية.

أما جائزة أفضل ممثلة فنالتها ممثلة أفريقية شابة، اسمها راشيل موانزا، لعبت دوراً مدهشاً في فيلم رائع تناول واقع المقاتلين الأطفال في الحروب الأهلية وكيف خسرت طفلة أفريقية كل ما عندها من عائلة وقرية بل حتى من البراءة الأولى حين أجبرها فصيل مسلح على الإنضمام الى صفوفه وأرغموها في أول خطوة لتدمير الكائن الإنساني داخلها بقتل والديها بنفسها للتتحول بفعلها الى كائن يمارس  القتل دون تردد. حكاية "ساحرة الحرب" وهو اللقب الذي أطلقه عليها مقاتلوا الوحدة  صورت في الكونغو قريباً من سوح المعارك الأهلية الطاحنة التي جرت في هذا البلد وغيره من دول الجوار وراح ضحيتها ألاف من البشر والأبرياء وأنتج نوعاً من المقاتلين الأطفال الذين يصعب وحتى بعد إنتهاء الحرب العودة الى الحياة السوية ولهذا هم يموتون أكثر من مرة فإذا نجوا من موت في المعارك فأن موتاً روحياً ينتظرهم حين يعودون الى قراهم، فالساحرة لاحقها الموت ولاحق كل من أحبت حتى طفلها الذي أنجنبه في ظروف غير إنسانية لا ينتظره مستقبلا واعدا فالحروب الأهلية قد حرقت الأخضر واليابس ومعها أوراح أطفال أبرياء. فيلم "ساحرة الحرب" للكندي كيم نيجوين كان أكثر من مفاجيء. وفي تجربة مثيرة لقراءة تاريخ الصين المعاصر يتوقف وانج جوانان عند اللحظة التي دخل فيها الجيش الياباني الأراضي الصينية أثناء الحرب العالمية الثانية، دون المضي في تسجيل صعود الماوية كأيدولوجية شيوعية جاءت كنتاج موضوعي لما سبقها من ظروف إجتماعية وإقتصادية عاشها المواطن الصيني. فيلم جوانان من الطراز الكلاسيكي حيث كل شيء فيه مشغول بعناية وتصويره كان حقاً أفضل ما فيه وعنه إستحق المصور لوتز ريترماير على جائزة الإبداع الفني "الدب الفضي"  كأفضل تصوير في فيلم "وادي الغزال الأبيض". والجائزة الخاصة لهذا العام أخذها "أخت" فيلم تقترح فيه المخرجة الفرنسية أورسلا مايير حكاية تمس علاقة ملتبسة بين أم وَلَدها المراهق في إحدى المناطق الجبلية والتي تتحول سفوحها شتاءا  الى ساحات للتزحلق يتسلى فوقها الأثرياء فيما الفقراء حولهم يعانون من مشاكل حقيقية تدفع طفلاً مثل سيمون للسرقة والتعرض بسببها الى انتكاسات نفسية شديدة فيما أمه تتنكر للأمومتها وتطلب من إبنها إدعاء نسب "الأخوة" بينهما هربا من كشف ضعف إلتزامها بواجبات الأم الحقيقية. على إلتباس العلاقة إشتغلت صاحبة الفيلم وقدمت عالماً جوانياً كثير التمزقات والتناقضات لدرجة يبدو التناقض جلي بين بياض الثلج الخارجي وبين ظلام أرواح وحيدة هائمة في جبال عالية وقاسية.  

أما مجمل جوائز الدورة الثانية والستين لمهرجان برلين السينائي الدولي  فوزعت على الشكل التالي:

ـ أفضل فيلم "الدب الذهبي" "قيصر يجب أن يموت" للأخوين الإيطاليين فيتوريو وباولو تافياني

ـ الجائزة الكبرى للجنة التحكيم "الدب الفضي" ل"مجرد رياح" من اخراج المجري  بنس فليجوف.

ـ جائزة أفضل مخرج "الدب الفضي" حصل عليها كريستيان بيتزولد عن فيلم "باربرا".

ـ أفضل ممثلة "الدب الفضي" راشيل موانزا عن فيلم "ساحرة الحرب" انتاج كندي تم تصويره في جمهورية الكونجو الديمقراطية.

ـ أفضل ممثل "الدب الفضي" ميكيل بو فولسجايرد عن الفيلم الدنماركي "علاقة ملكية".

ـ أفضل سيناريو "الدب الفضي" لكاتبَّي "علاقة ملكية" نيكولاي أرسيل وراسموس هياسبرج

ـ مساهمة فنية بارزة "الدب الفضي" لمصور "وادي الغزال الأبيض" لوتز ريترماير

ـ جائزة الفريد باور "تكريم الابداع" لفيلم "تابو" من إخراج البرتغالي ميغول جوميز

ـ جائزة خاصة "الدب الفضي مرة واحدة هذا العام" فيلم "أخت" للمخرجة أورسولا مايير، سويسري الإنتاج.

الجزيرة الوثائقية في

20/02/2012

 

حوار مع رئيس مهرجان برلين:

اخترنا عدد كبير من افلام الربيع العربي باعتباره الحدث الاهم في العالم

برلين – محمد حسن 

اكد ديتر كوسليك رئيس مهرجان برلين السينمائي الدولي ان إدارته حرصت على اختيار عدد كبير من افلام الربيع العربي هذا العام لان الثورات العربية تعد اهم حدث يشهده العالم , وكل الناس مهتمين بمعرفة المزيد عنها وبالتالي فهي ذات اهمية سينمائية لان السينما نافذة جيدة للمعرفه .

واضاف ديتر خلال تصريحات خاصة لموقع الجزيرة الوثائقية - على هامش فعاليات المهرجان : الشئ الوحيد الذي يزعجني الان هو ذلك الجليد , لكن يبدو ان حب السينما اقوى من برد الشتاء , فالكثير يتدفقون يوميا على اماكن العرض بالمهرجان لمشاهدة الافلام , سواء في قصر المهرجان او الفنادق ودور العرض التي تشهد عروض المهرجان.

وعاود ديتر الحديث عن الربيع العربي فقال :"اخترنا ان يكون الربيع العربي هو ضيف مهرجان برلين هذا العام , واخترنا عدد كبير من الافلام الوثائقية من مصر وتونس وايضا من ليبيا وسوريا , وكلها افلام تسرد وتحكي تفاصيل سقوط الانظمة الديكتاتورية التي قبعت على صدور شعوبها لعشرات السنين .

وقال عن تلك الفكرة : الحدث الذي فرض نفسه وهو الربيع العربي هو الذي اوحى الينا بتلك الفكرة واردنا تعميمها اكثر فاخذنا افلاما عن الحركات الاحتجاجية بكثير من الدول اهمها مصر وسوريا واليمن وليبيا , بالاضافة لافلام اخرى من المغرب العربي وشمال افريقيا .

واكد ان اختيار فيلم الافتتاح "وداعا يا مليكتي" كان بناء على توافق واتساق مع برنامج المهرجان الذي يحتفل بالربيع العربي , مضيفا : دورة برلين الحالية ذات ملامح ثورية , حتى ان فيلم الافتتاح "وداعا يا مليكتي" يتحدث عن الثورة الفرنسية من منظور حاشية الملك لويس السادس عشر والملكة ماري انطوانيت , ونحن اخترنا هذا الفيلم تحديدا ليأتي متواكبا مع ما يشهده العالم من ثورات وحركات تمرد في اوروبا ضد الاوضاع الاقتصادية الصعبة .

تحدث رئيس المهرجان عن الجديد في دورة هذا العام قائلا : اهم شئ جديد هذا العام هو ان الرئيس مبارك خارج الحكم , بينما في الدورات السابقة كان على عرش مصر , وعلى صدور المصريين , ولدينا جديد اخر هو ان لدينا 18 فيلم عرض عالمي اول في المسابقة الرسمية للمهرجان بالاضافة للافلام المتميزة التي تعرض للمرة الثانية او الثالثة , واهم ما لدينا كما ذكرت هي الافلام الوثائقية التي تتحدث عن الثورة المصرية والثورات العربية .

وقال عن ميزانية المهرجان هذا العام انها تخطت 20 مليون يورو , مؤكدا انه لا تواجهه أي مشكلات في التمويل , فالحكومة الالمانية والرعاة الرسميون يدعمون المهرجان بالاموال اللازمة .

الجليد لم يمنع الجمهور من متابعة الفعاليات , فحب السينما هنا اقوى من برد الشتاء

وبسؤاله عن الطقس البارد وما قد يسببه من عزوف الجماهير عن حضور فعاليات المهرجان قال : لا اعتقد هذا فالناس هنا يحبون السينما , كما ان ادارة المهرجان توفر سبل الراحة الممكنة , حتى اننا وضعنا اكثر من مدفئة حول السجادة الحمراء وفي مداخل فندق حياة وقصر المهرجان وهما اكثر مكانين يشهدان عروضا وفعاليات بالمهرجان , وبالتالي فلا يوجد لدينا قلق بخصوص عزوف الجمهور عن فعاليات المهرجان .

وردا على سؤال حول عدم حضور عدد كبير من النجوم العالميين قال ديتر : العدد ليس قليل , لقد جاء الينا حتى الان انجلينا جولي وميريل ستريب , وشاروخان في الطريق , بالاضافة لممثلين اخرين اقل شهرة , وعدد كبير من نجوم السينما الالمانية , وهذا العدد اظن انه معقول جدا كما ان معظم هؤلاء النجوم يأتون خصيصا للاستمتاع ببرد وثلج برلين .

وقال عن اهتمام المهرجان بالمخرج الايراني جعفر بناهي : لقد قمنا بعمل حلقة نقاشية عن افلامه كما تم ذكر اسمه على المسرح خلال حفل الافتتاح , ونحن بانتظاره الان , ونعتقد كما يعتقد كل السينمائيين الشرفاء ان سجنه 6 سنوات ومنعه من العمل السينمائي لمدة 20 عاما , كل هذه احكاما ظالمة ينبغي التنديد بها لما لها من ابعاد سياسية لكونه من المناوئين للنظام الايراني , ولا ننسى ان بناهي فاز بالدب الفضي عام 2006 بمهرجان برلين عن فيلمه "تسلل" .

وبسؤاله عن متابعته للسينما المصرية قال :"اتابعها ولكن ليس بشكل جيد , لكنني اعرف جيدا يسري نصر الله فهو صديقي كما اعرف الكثير من اعمال المخرج يوسف شاهين  ودعمتها واعرف الممثل عمر الشريف , لكن صندوق دعم السينما العالمية (world cinema fund) يتابع الاعمال المصرية وغير المصرية بشكل جيد 

الجزيرة الوثائقية في

19/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)