حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان دبي السينمائي الدولي الثامن ـ 2011

بمشاركة حشد بارز من نجوم الفن الخليجي والعربي والدولي

اليوم افتتاح مهرجان دبي السينمائي:

توم كروز على البساط الأحمر

عبدالستار ناجي 

سيسير النجم الاميركي توم كروز وفريق فيلمه الجديد المهمة المستحيلة برتوكول الشبح مساء اليوم على البساط الاحمر مفتتحا الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي وبحضور حشد مرموق من ابرز نجوم وصناع السينما العالمية الذين بدأوا بالتوافد على مدينة دبي خلال اليومين الماضيين. وكانت اللجنة المنظمة للمهرجان قد قدمت مساء امس وفي عرض خاص بالصحافيين النسخة الثلاثية الابعاد لفيلم الافتتاح والتي نفذت بتقنيات عالية الجودة هذا ويتزامن عرض الفيلم في دبي مع افتتاح عروضه العالمية.

وتضمُّ قائمة نجوم الفن، من دول الخليج العربي، الذين سيحضرون حفلات «السجادة الحمراء»: كلاً من الفنانين داود حسين، وابراهيم الحربي، وهدى حسين، ومحمود بوشهري، من الكويت. زهرة عرفات، من البحرين. بالاضافة الى عبد المحسن النمر، من السعودية وفخرية خميس، وبثينة الرئيسي، من سلطنة عُمان. أما قائمة النجوم العرب، الذين سيحضرون حفلات «السجادة الحمراء»، فتتضمن: الفنانين عمرو واكد، وعزّت أبو عوف، ولبلبة، ويسرا، من مصر. أحمد الزين، ويوسف الخال، من لبنان. اسماعيل الجيلي، وايمان الربطي، من ليبيا. محمد مفتاح، من المغرب. مزنة الأطرش، من سورية. درّة شهاوي، وأحلام أبو عفورة، من تونس. ونشير هنا الى ان في مهرجان دبي السينمائي الدولي الثامن، الذي يُقام خلال الفترة الممتدة من 7 حتى 14 ديسمبر، تعرض مجموعة مميزة من الأفلام المتنوعة، ضمن برنامجه «ليال عربية»، بما فيها فيلم وثائقي مؤثّر، يتناول سيرة حياة الرئيس الفلسطيني الراحل، الحائز على جائزة «نوبل للسلام»؛ ياسر عرفات. وفيلم «لا تنسيني اسطنبول»، الذي يشارك فيه المخرج الفلسطيني؛ هاني أبو أسعد، وفيلم «وفي الليل يرقصن»، الذي يعرض قصة مجموعة نساء، يسعين جاهدات، للحفاظ على فنّ الرقص الشرقي، في القاهرة، ناهيك عن العديد من القصص الحزينة، من مختلف أنحاء العالم العربي.

تتضمَّن قائمة الأفلام المُشاركة في البرنامج، 20 فيلماً، من ضمنها فيلم يُعرض للمرّة الأولى عالمياً، وفيلمان يُعرضان للمرة الأولى دولياً، و7 أفلام تُعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط، حيث سيتمكن الجمهور من مشاهدة جميع هذه الأفلام. وسيتمّ عرض هذه الأفلام، بعد يوم من انطلاق فعاليات المهرجان، كما يتحدَّث فيلم «سمكة ذهبية»، للمخرج علاء أبو غوش، والذي يُعرض للمرة الأولى عالمياً، عن قصة الطفل الفلسطيني؛ «بشار»، البالغ من العمر تسعة أعوام. والذي يقرّر أخذ سمكته الذهبية الى وطن أكبر، ويقدم الفيلم الألماني «سينما جنين- قصة حلم»، للمخرج ماركوس فيتوس، قصة «اسماعيل»، الذي قُتل ابنه على يد قنّاص اسرائيلي؛ ومن خلال هذا الموضوع، يتمّ تسليط الضوء على صالات السينما الفلسطينية، التي يستكشفها كل من المخرج «فيتوس»، و«اسماعيل»، و«فخري» الذي يقطن في جنين، ليدركوا أبعاد العلاقات الثقافية والسياسية المُعقَّدة، التي كانت تحيط بها. سيتمّ عرض الفيلم، للمرة الأولى في الشرق الأوسط، بتاريخ 12 و13 ديسمبر في «مول الامارات، الصالة 7».

ويوثّق فيلم «ثمن الملوك- ياسر عرفات»، لمخرجه ريتشارد سايمنز، ارثَ ياسر عرفات، الذي يُعدُّ الرئيس الوحيد، في العالم، الذي حكم دولة غير معترف بها؛ والفيلم يتضمّن سلسلة مقابلات، مع أقارب، وأصدقاء عرفات، بما في ذلك لقاء حصري، مع أرملته؛ «سهى عرفات». ويساعد هذا الفيلم الوثائقي المشاهدين، على فهم قصة رجل، لطالما ناضل بهدف تحقيق السلام، لكن عمره كلّه، لم يكفِ لتحقيق هذا الهدف. وسيتمّ عرض الفيلم، بتاريخ 8 ديسمبر في «مول الامارات، الصالة 12»، وبتاريخ 10 ديسمبر في «مول الامارات، الصالة 9»، فيما يقدِّم الفيلم الروائي «لا تنسيني يا اسطنبول»، مدينة اسطنبول الأسطورية العريقة، بأسلوب غير مسبوق، عن طريق 6 أفلام قصيرة، كما يتتبع المخرج الفرنسي رشيد جعيداني، في فيلمه «الخط البنّي»، حمل زوجته، ويوثّق انتظارهما لمولودهما الأول، وطريقة تغيّر حياتهما، لحظة بلحظة، عبر كاميرا هاتف متحرك. وسيتمّ عرض الفيلم، بتاريخ 9 ديسمبر، في «مول الامارات، الصالة 11»، وبتاريخ 12 ديسمبر، في «مول الامارات، الصالة 1». ويستند فيلم «الـ99 بلا حدود»، لمخرجه «ديف أوزبورن»، على شخصيات من وحي ابداع الدكتور الكويتي؛ نايف المطوّع؛ وهم 99 من الأبطال الخارقين، الذين ينتمون الى مختلف أنحاء العالم، ويتّحدون معاً، لتكوين فريق لا يُقهر، لمحاربة قوى الشر. وسيشهد برنامج «ليال عربية»، العرض الأول في الشرق الأوسط، للفيلم الكندي «روميو 11»، من اخراج «ايفان غربوفيتش»، وبطولة الممثل علي عمّار.

هذا وسنقوم من خلال «النهار» بتغطية فعاليات هذا العرس السينمائي المهم.

وجهة نظر

دبي

عبدالستار ناجي

تنطلق في الغد اعمال الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي الدولي في الفترة من «7 - 14» ديسمبر الحالي، ومساء اليوم تحديدا سيتم تقديم العرض الافتتاحي الخاص بالصحافيين لفيلم «المهمة المستحيلة» بنسخته الثلاثية الابعاد.

وبعيدا عن كل هذا نتوقف عن المكانة المرموقة التي راح يحتلها مهرجان دبي السينمائي الدولي على خارطة المهرجانات السينمائية الدولية الذي يتماشى مع المكانة الكبيرة التي تحتلها مدينة دبي ودولة الامارات العربية المتحدة على المستوى الدولي. لقد وضع الفريق المؤسس والمنظم لهذا الحدث السينمائي المهم ان يكون معبرا عن مكانة دبي وسمعتها العالمية، فكان التحرك وفق التجربة الاولى بمضامين وابعاد واستراتيجية تذهب الى ذلك البعد العالمي، من حيث التنظيم على وجه الخصوص. واليوم ونحن على ابواب الدورة الثامنة، نستطيع ان نقول ان تلك المجموعة المتميزة من الكوادر المنظمة، ونخص الثنائي عبدالحميد جمعة «رئيس المهرجان» و«مسعود امرالله آل علي - المدير الفني وفريقهم الفني والاداري، استطاعا ان يحققا مساحة ايجابية من الخطط الطموحة التي يحملانها لمهرجان دبي السينمائي الدولي. لا نريد ان نتحدث عن الافلام او النجوم او المخرجين أو الضيوف أو النقاد او حتى التظاهرات والمناسبات او الاحتفاليات لان ما يكتب عن المهرجان خلال اسبوع يعادل ما يكتب عن جميع المهرجانات السينمائية التي تقام في العالم العربي، مع ملاحظة ان ما يكتب يتجاوز حدود العالم العربي والشرق الاوسط الى العالم. ولكننا نريد ان نؤكد على المكانة وهذه تتطلب الكثير من الاشتغال المقرون بالدعم من القيادة السياسية وعلى رأسها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي عضو المجلس الاعلى رئيس وزراء دولة الامارات العربية المتحدة. وايضا الانضباطية والحرفية العالية التي يقترن بها المهرجان، الذي بات يستحق اليوم الصفة الدولية ليلتحق بالمهرجانات السينمائية الكبرى مثل مهرجانات كان وبرلين وفينسيا وغيرها.

ولنا أكثر من وقفة

وعلى المحبة نلتقي

النهار الكويتية في

07/12/2011

وجهة نظر

دبي «3»

عبدالستار ناجي

يشهد مهرجان دبي السينمائي الدولي، عاما بعد آخر، قفزات كبيرة، على مختلف الاصعدة والمجالات، وفي هذه المحطة نتحدث عن البعد «الدولي» في التنظيم، حيث اقصى درجات التميز على صعيد الاعداد والتنظيم.

وقد كان لي شرف المشاركة في جميع الدورات السبع الماضية، وفي كل مرة، ذلك البعد الاحترافي العالي في الرصد والمتابعة، وايضا التفاصيل الدقيقة للاستضافة، اعتبارا من مواعيد الحجوزات الى جميع التفاصيل المتعلقة بالسفر والاقامة، حيث السخاء «الإماراتي».

ولا يقتصر الأمر في البعد التنظيمي على هذه الجوانب، بل يتجاوزه، الى ما بعد الملتقى، حيث البعد الذي يؤكد عمق العلاقات الانسانية التي تجمع هذا الملتقى وكوادره، مع ضيوفهم من نجوم ومخرجين واعلاميين ونقاد.

وفي البعد التنظيمي ذاته، يأتي ذلك التفرد في الفعاليات والتي تغطي جوانب متعددة، من نتاجات السينما الاماراتية والخليجية والعربية والعالمية.

ومن تتاح له فرصة متابعة عرس دبي السينمائي، سيجد نفسه في «مهرجان المهرجانات» حيث يؤمن مهرجان دبي لرواده، أهم النتاجات السينمائية العالمية التي عرضت وعلى مدار العام، في مهرجانات مثل برلين وكان والبندقية ومونتريال وغيرها، وهذا يعني جرعة سينمائية عالية الجودة، بالاضافة طبعا الى العروض الاولى التي يتميز بها المهرجان والتي تضيف بعدا دوليا لمكانته وقيمته خلف كل هذا الجهد، فريق يعمل في صمت ويتحرك بلياقة يواصل الليل بالنهار، من اجل هاجس اساسي هو مهرجان دبي السينمائي الدولي.

وعلى المحبة نلتقي

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

08/12/2011

 

 

الفنان "جميل راتب":

بمُناسبة تكريمه في مهرجان دبي

صلاح سرميني ـ باريس 

"أعتبرُ تكريمي في الدورة الثامنة لمهرجان دبيّ السينمائي الدولي بمثابة اعترافٍ بخبرتي في الفنّ، أعلم بأنّ المهرجان كرّم سابقاً ثلاثةً من الفنانين المصريين: فاتن حمامة، عمر الشريف، وعادل إمام، وعندما يضعني في نفس مستوى هؤلاء الكبار، فهو شرفٌ كبيرٌ لي كمصريّ، ولبلدي مصر".

هكذا بدأ حواري مع الفنان "جميل راتب" الذي امتدّ إلى جلستيّن مُتعاقبتيّن في صالون بيته الباريسيّ الهادئ، كنتُ في كلّ مرةٍ أتصلُ به، يُحدد لي موعداً في الرابعة بعد الظهر، ولم أعرف حتى الآن ما هو سرّ هذا التوقيت بالذات، ردوده التلفونية مُكثفةٌ، ومُركزةٌ للغاية، كنت أعتقد بأنني أوقظه من نومٍ صباحيٍّ متأخر، أو قيلولة، صوته منهكٌ بلا شكّ، ولكنه لم ينسى أن يُملي عليّ كلّ التفاصيل اللازمة للوصول إلى بيته بسهولة، يتوقف عند كلّ رقم، ينطق كلماته القليلة كما يُمثلها في أفلامه، عندما كنت أصل إلى مواجهة البناية التي يسكن في أحد بيوتها، وأضغط على زرّ الهاتف الخارجي، كانت تخرج منه كلماتٍ مُتحشرجة :

الدوور الأوااال..

وما أن أفتح باب المصعد الذي لا يتسّع لأكثر من شخصيّن نحيفيّن في أحسن الأحوال، وأحشر نفسي فيه، حتى يصل سريعاً إلى الدوور الأوااال، وأجد "جميل راتب" واقفاً أمام باب بيته منتظراً، يستقبلني بابتسامةٍ خفيفة يُغلفها بعض حزنٍ عميقٍ.

ـ أهلا، عرفت تُوصل بسهولة ؟

كنت أتخيل بيته أكثر اتساعاً، وكانت تخطر في ذهني بعض التوقعات الفانتازية عن ممثلٍ قضى عمره في المسرح، السينما، والتلفزيون.

لم أحاول التباطئ كثيراً، اخلع سترتي، وأُخرج أوراقي، وقلمي، وأجلس أمامه أفكر كيف أبدأ، وأنا الذي شاهدتُ له أفلاماً قليلة في فتراتٍ متباعدة جداً، وكي أستعدّ لهذا الحوار الذي لم يكن في حساباتي بدون هذه اللمسة التكريمية من مهرجان دبيّ، قرأت، واستفدتُ من بعض الكتابات الصحفية عنه، ولكن، بشكلٍ خاصّ، مراجعتي لمُسودة النصّ الذي كلفني المهرجان بمُتابعة تنفيذه مع الناقد السينمائي المصري "محمود قاسم".

في الكتابات، والحوارات التي قرأتها، وجدتُ بأنّ "جميل راتب" حكى للصحافة عن كلّ شيئٍ في حياته، ولا أعرف ماذا تبقى لي، وكيف أهرب من تلك المعلومات المُكررة، وأستخلص منه أخرى جديدة .

كان امتحاناً حرجاً بالنسبة لي، خاصةً، وأنه حواري الحقيقيّ الأول مع ممثل، لأنني خلال مشواري النقديّ، كنت أتحاشى دائماً إجراء حواراتٍ مع مخرجين، أو ممثلين.

في الخفاء، أراقب حركاته المُتمهلة، تعود مشاهدتي له في فيلمٍ ما إلى فترةٍ طويلة، تخيلتُ بأنني سوف ألقاه في نفس الصورة القديمة التي انطبعت في ذهني عنه، ولكنّ الزمن ترك آثاره، أتطلع إليه يقطع المسافة ببطءٍ من باب البيت، وحتى الكنبة في الصالون، لم ينتظر طويلاً، وسألني:

ـ بتشرب إيه ؟

تخيرتُ الامتناع عن احتساء أيّ مشروبٍ يقدمه لي كي لا أُزيده إرهاقاً، وبالآن ذاته، أُشغله عن حوارٍ طويلٍ أتوقعه رُبما يحتاج إلى جلساتٍ عديدة.

الصالون دافئٌ جداً، يشجع على نومٍ أقاومه، خطرت في بالي فكرةً مزعجة، ماذا لو غفوتُ لثواني، أو غالبه النعاس أمامي، سوف تكون طرفةُ حقيقية.

تركته يتحدث كما يريد، فقد تبيّن لي بأنه لا يحتاج إلى أسئلة، هو يحفظ عن ظهر قلبٍ ما يريد أن يقوله، فقط، كنت أسجل خطياً معظم ما سمعته منه، وخلال الجلستيّن جمعتُ مادةً وفيرةً.

لا أمتلك أرشيفاً ورقياً، أو بصرياً أستعين به، ولا أفلاماً أشاهدها له، وأتفحص أدواره فيها، تساءلتُ في داخلي عن موهبة الكثير من الإعلامييّن، والصحفييّن، وقدراتهم على إجراء حواراتٍ مع ممثلين، ومخرجين بدون أن يشاهدوا أفلامهم.

الصدفة وحدها قادتني إلى مشاهدةٍ ثانية لأحد أفلامه عن طريق قرصٌ مدمج يحتوي على مجموعةٍ من الأفلام المغاربية منسوخةً بطريقةٍ غير شرعية عند عرضها على شاشات قنواتٍ تلفزيونية عربية، ومنها الفيلم التونسيّ "صيف حلق الوادي" من إنتاج عام 1996 لمخرجه "فريد بوغدير".

في الفيلم يعيش "جميل راتب" دور "الحاج" بعيداً عن التجانس الذي يجمع باقي الشخصيات في بطولةٍ جماعية تُجسّد حالةً اجتماعيةً فريدة في ذلك المكان فترة نهاية الستينيّات على الرغم من الاختلافات الفكرية، والدينية بينها.

"الحاج" صاحب البيت الذي تسكنه عائلةُ مسلمة، سبعينيٌّ يشتهي الصبية "مريم" المُتوقدة جمالاً، والتي بدورها تتعمّد إيقاظ أحاسيسه الجسدية المُوشكة على الانطفاء.

في الفيلم لا يتحدث "الحاج" كثيراً، ولكنه حاضرٌ بقامته العالية، ونظراته الشهوانية المُركزة، وهو يتلصص على "مريم"، ويتلظى بنار الغيرة من شبابٍ يعيشون تحولاتهم العاطفية، والجنسية.

في آخر مشهدٍ للحاج في الفيلم، تذهب "مريم" إلى بيته، وبدون ترددٍ، أو إبطاءٍ، ترفع عنها الغطاء الذي لفت به جسدها، وتقف أمامه عاريةً تماماً، وتُلخص نظراته حالته النفسية، والجسدية، وهو يركع أمامها، ويبحلق فيها مندهشاً حدّ الموت.

مشهدٌ صادمٌ، ومفتوحٌ على تفسيراتٍ متعددة، لقد استخدمت "مريم" جسدها سلاحاً تدافع به عن نفسها، وأفكارها المُنطلقة، والمُتحررة، وفي نفس الوقت، انتقمت من "الحاج" الذي طرد عائلتها من البيت بسبب تأخر أبيها "يوسف" عن دفع الإيجارات الشهرية.

في حواري مع "جميل راتب"، لم أكن قد شاهدت الفيلم بعد، سألته:

ـ هل تتذكر مشهد "مريم" وهي تتعرّى أمامك ؟

ـ نعم، لقد كان آخر مشهدٍ لي في الفيلم، لأنني عندما شاهدتها عاريةً، وقعت على الأرض ميتاً.

ـ كان المُفترض بأن تقتلك ؟

ـ لأ، أصل انبهرت بجمالها، فمتّ.... من الإعجاب طبعاً...

سوف تمرّ أسابيع على ذلك اللقاء قبل أن يزوّدني بعض زملاء المهنة الطيبين بأفلامٍ أخرى شارك "جميل راتب" في تمثيلها، بدأت أشاهدها تباعاً، وهي فرصة لمُراجعة أعماله، وأفلام المخرجين الذين عمل معهم.

وبينما تنتهي حياة "الحاج" في المشهد الأخير من الفيلم التونسيّ "صيف حلق الوادي" لمخرجه "فريد بوغدير"، يموت "رشدي عبد الباقي" (جميل راتب) برصاص مسدس "مصطفى حسين" (محمود ياسين) في بداية الفيلم المصري "على من نُطلق الرصاص" من إنتاج عام 1975 لمخرجه "كمال الشيخ"، حدثت عملية الاغتيال في لقطةٍ سريعة جداً لم تُوفر للمتفرج إمكانية التعرّف على شكل الضحية، وسوف نراه لاحقاً في المستشفى راقداً فوق سريرٍ نقال، ولكننا، سوف نتعرّف عليه عن طريق أقوال الشخصيات الأخرى المُحيطة به، وبشكلٍ خاصّ، زوجته "تهاني فؤاد" (سعاد حسني)، ونكتشف تدريجياً دوافع الجريمة، وأسبابها، ونفهم بأنه العقل المُدبر لقتل خطيبها السابق المهندس "سامي عبد الرؤوف" (مجدي وهبة) في السجن، بعد توريطه في قضية سرقة مواد البناء التي تسببت في انهيار إحدى المباني السكنية التي أشرفت على بنائها "شركة المقاولات العصرية" التي يرأسها "رشدي بيه"، وعلى الرغم من أهمية هذه الشخصية، حيث تنطلق الأحداث منها، وتتمحور حولها، لن يشاهدها المتفرج في الفيلم كثيراً، وكأنها أصبحت رمزاً يصعب الاقتراب منها، وتحولت في الفيلم إلى واجهةٍ لشخصياتٍ أخرى أكثر تورطاً في الفساد.

في هذا الفيلم الذي تعتبره أدبيات الثقافة السينمائية العربية واحداً من الأفلام السياسية التي تُذكرنا بالتحقيقات البوليسية حول قضايا اغتيال، لا يمنح السيناريو مساحةً كبيرةً للتعرّف على القدرات التمثيلية للفنان "جميل راتب"، ولهذا، رُبما لن ينطبع كثيراً في ذهن المتفرج، ولن يتذكره إلاّ في أدوارٍ لاحقة.

عن دوره في هذا الفيلم، وعلاقته مع المخرج الراحل "كمال الشيخ"، ألتقطُ فقرةً من حواري معه:

يقول "جميل راتب":

ـ خلال مسيرتي المهنية، تعاملتُ مع مخرجين لا يُوجهون الممثل، وهناك مخرجون كبار لا يهتمّون بهذا التوجيه، في أول عملٍ لي مع "كمال الشيخ" في فيلم "على من نطلق الرصاص"(1975)، كنت أنفذ مشهداً مهماً مع "سعاد حسني"، وبعد تصويره فكرت في أدائي، واعتقدت بأنه لم يكن صحيحاً، وينقصه أحاسيس أخرى، بينما اكتفى المخرج بطريقة الأداء تلك، وهكذا فهمت بأنه يترك الممثل يعتمد على نفسه، وقد حدث نفس الأمر في فيلم "الصعود إلى الهاوية"، وفهمت بأنه يتحتم عليّ الاعتماد على نفسي.

في المقابل، هناك بعض المخرجين المُبتدئين لا يمتلكون القدرة الكافية على قيادة الممثل، وهنا يجب أن يعتمد على نفسه في أداء دوره، وهناك آخرون من الكبار يعرفون تماماً ما يريدون، مثل "صلاح أبو سيف"، "كارول ريد"، و"ديفيد لين"، في هذه الحالة استسلم أمامهم، وأنفذ ما يطلبونه مني.

بالنسبة لي، أفضل الأفلام التي مثلتها تلك التي تحتوي على مضامين سياسية، واجتماعية، "على من نطلق الرصاص"1975، و"الصعود إلى الهاوية (كمال الشيخ) 1978، "البداية" (صلاح أبو سيف)1986، "البرئ" (عاطف الطيب) 1986، "كش مات" (رشيد فرشيو)1994 .

بعد أن شاهدت "على من نطلق الرصاص"، تبيّن لي بأنّ المشهد الذي أشار إليه "جميل راتب" يحدث في مكانٍ واحد، غرفة "رشدي بيه" في المستشفى، ولكن في أيام متتالية، وفي الحالتين يتمدد فوق سريره، عاجز عن فعل أيّ شيئ، يتحدث مع زوجته "تهاني" بصوتٍ ضعيفٍ واهن، يتوسل إليها بالأحرى، هي التي بدأت تشكّ في ممارساته السابقة، وعندما تتأكد بأنه خطط لقتل خطيبها السابق "سامي"، وأكثر من ذلك متورطٌ في قضايا فسادٍ كبيرة تسببت بمقتل مواطنين تحت أنقاض بيوتهم المُتهدمة، تقرر مواجهته، والإبلاغ عنه، ولكنّ قراراتٍ عُليا تطلب إغلاق الملف..

في الحقيقة، ربما يكون "جميل راتب" على حقّ عندما شعر بعدم الرضا عن أدائه، فقد كانت"ّسعاد حسني" تسيطر تماماً على المشهد في دورٍ يُحسب لها أكثر من أيّ ممثلٍ آخر في الفيلم.

الجزيرة الوثائقية في

07/12/2011

 

اهتمام إعلامي عالمي بدورته الثامنة التي تبدأ اليوم.. و171 فيلماً على قائمة عروضه

«دبي السينمائي» يـراهن على «المهمة المستحيلة»

محمد عبدالمقصود - دبي 

تنطلق مساء اليوم فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان دبي السينمائي، بالجزء الرابع من سلسلة أفلام «المهمة المستحيلة ـ بروتوكول الشبح»، الذي صُورت أجزاء أساسية منه في دبي، وهو من بطولة النجم العالمي توم كروز، الذي يحل مع طاقم فيلمه ضيوفاً على المهرجان الذي يحتضن مسرح «أرينا» في مدينة جميرا وقائع حفل افتتاحه.

ويحظى كروز ورفاقه باهتمام استثنائي من وسائل الإعلام المحلية والعربية، وهو ما اتضح من كثافة عدد الصحافيين الذين توافدوا، من أجل متابعة أول عرض إعلامي له، واحتاج الأمر إلى الاستعانة بحافلات خاصة تقوم بنقل الإعلاميين من مقر إقامتهم في فندق «مينا السلام»، إلى فندق «ميدان»، من أجل متابعة العرض، الذي وقع حضوره على بريد إلكتروني لتأكيد عدم نشر تسريبات عن الفيلم، قبل عرضه لأول مرة اليوم في افتتاح المهرجان.

وتواجه إدارة المهرجان في هذه الدورة تحديات مختلفة، أبرزها تأثر السينما العربية بالأحداث السياسية، وفق ما اصطلح على تسميته بـ«بالربيع العربي»، لاسيما في مصر، التي اعتاد المهرجان على استضافة عدد كبير من أفلامها ونجومها، في الوقت الذي اعتبر البعض أن تلك الأحداث أقصت مهرجانين كانا يشكلان منافسة متفاوتة لـ«دبي السينمائي» بعد إلغاء دورتيهما هذا العام، وهما «القاهرة ودمشق الدوليان»، ما جعل المهرجان يستفيد من قائمة الأفلام التي كانت ربما مرشحة لأن يجتذبها أي من هاتين المنصتين.

وأكدت إدارة المهرجان أنها تبدو متحفزة لتقديم دورة استثنائية هذا العام، لا تعتمد فقط على عالمية فيلم الافتتاح وجاذبيته الجماهيرية والإعلامية، بل يمتد تاثيرها لترسيخ ثقافة سينمائية راسخة في المنطقة، نمت وازدهرت بتوالي دورات المهرجان، تأسيساً لقيام صناعة سينمائية حقيقية موطنها دبي، بغض النظر عن توقيت الوصول إلى هذا الهدف.

وأشارت اللجنة المنظمة للمهرجان إلى قائمة من الضيوف العرب والخليجيين تأكد حضورهم منهم: عبير صبري، وصابرين، وغادة عبدالرازق، ومنة فضالي، وماجد المصري، وإلهام عبدالغفور، وهاني سلامة، وعمرو واكد، وعزّت أبوعوف، ولبلبة، ويسرا، ودرة، وشيرين عادل، إضافة إلى عدد من نجوم الدراما السينمائية من لبنان والمغرب وتونس، وفخرية خميس، وبثينة الريسي، من سلطنة عُمان. وداوود حسين، وإبراهيم الحربي، وهدى حسين، ومحمود بوشهري، من الكويت. وزهرة عرفات من البحرين. إضافة إلى عبدالمحسن النمر من المملكة العربية السعودية. وسيعرض المهرجان خلال ثمانية أيام 171 فيلماً يختمها فيلم عن سيرة حياة الممثلة الراحلة هند رستم التي ارتبط اسمها بأدوار الإغراء مارلين مونرو، ويتخللها 46 فيلماً للمرة الأولى عالمياً، و25 للمرة الأولى دولياً، و78 للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وسبعة للمرة الأولى في الخليج، وهي أفلام ستشارك في مسابقات جوائز «المهر العربي»، و«المهر الآسيوي ـ الإفريقي»، و«المهر الإماراتي» التي تمثل مشتركة المسابقة الرسمية للمهرجان، إذ ستتنافس الأفلام القصيرة، والوثائقية، والروائية الطويلة، التي وصلت إلى المرحلة النهائية، والتي تمّ اختيارها من بين أكثر من 1700 مشاركة، من 106 دول، على 36 جائزة، يتجاوز مجموع قيمتها المالية 600 ألف دولار.

وضمت قائمة الفنانين المكرمين من قبل المهرجان هذا العام الفنان المصري جميل راتب، الذي سيتم التركيز في المهرجان على مشاركاته في أعمال فرنسية وأميركية، ستكون بمثابة كشف آخر في مسيرة هذا الفنان بالنسبة للجمهور العربي، ويشمل التكريم ايضاً المؤلف الموسيقي الهندي، الحاصل على جائزتي الأوسكار، والغرامي، «إيه. آر. رحمن» وهما اختياران شكلا مفاجأة للمتابعين، لاسيما أن الأول رغم تاريخه السينمائي الثري لم يتم إنصافه بالشكل اللائق من قبل الأوساط النقدية والصحافية على مدار عقود، فيما يبقى الثاني منتمياً إلى المجال الموسيقي بشكل صريح، وليس المجال السينمائي، إضافة إلى السينمائي ذائع الصيت فيرنر هيرزوغ.

شركاء إعلاميون

جدد شركاء «مهرجان دبي السينمائي الدولي» من مختلف قطاعات الإعلام في دبي، التزامهم بدعم المهرجان في دورته الثامنة المقامة خلال الفترة الممتدة من السابع حتى17 ديسمبر الجاري، ومن بينهم «شبكة الإذاعة العربية»، بصفتها الشريك الإذاعي الحصري، وتشمل محطات «الخليجية»، و«دبي آي» و«راديو شوما»، و«سي إن إن إنترناشيونال» بصفتها المحطة التلفزيونية العالمية الرسمية للمهرجان، وصحيفة «غلف نيوز»، و«غوغل»، وشبكة «زي»التلفزيونية ومجموعة «نيون الإمارات»، والعديد من المجلات مثل «فاريتي أرابيا»، و«تايم آوت دبي»، و«رولينغ ستون الشرق الأوسط»، و«سيدتي»، و«هي»، و«هيا إم بي سي»، و«آي ميديا». إضافة إلى eMatter، كما ستقوم OSN و«أم بي سي» بتغطية أحداث وأنشطة المهرجان بوصفهما راعيان لهذا الحدث الكبير. وقالت مديرة التسويق وشؤون الرعاة في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، مهسا معتمدي: «يلعب الإعلام دوراً مهماً وجوهرياً في تطوير المهرجان على مستوى المنطقة والعالم. ويعد الدعم المقدم في هذا المضمار بمثابة منصة ترعى وتشجع أصحاب المواهب الواعدة والمبدعة في قطاع السينما الإقليمي، وهو بذلك يساعد المهرجان على التعريف بمواهب المحترفين، وتسليط الضوء على أهميته كفعالية مميزة لمد جسور التواصل بين الثقافات تجسيداً لشعار (ملتقى الثقافات والإبداعات)».

وأطلق «مهرجان دبي السينمائي الدولي» مجموعة من الباقات المميزة التي تتيح لعشاق السينما فرصة مشاهدة أفلامهم المفضلة في دور العرض المشاركة بالمهرجان، والتي تشمل صالات سينما «فوكس» في«مول الإمارات»، و«مدينة جميرا».

كما ستستضيف منطقة الممشى في «جميرا بيتش ريزيدنس» عروض أفلام في الهواء الطلق تندرج ضمن إطار برنامج «إيقاع وأفلام». 

"سهى عرفات" تلقي الضوء على حياة زوجها في دبي السينمائي

دبي - وام

أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي الثامن، والذي يقام تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، عن مشاركة السيدة "سهى عرفات"، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي نال جائزة نوبل للسلام، لتلقي الضوء على حياته الحافلة بالأحداث من خلال فيلم "ثمن الملوك .. ياسر عرفات" الذي يدور حول سيرته الذاتية.

ويعرض الفيلم ضمن برنامج "ليال عربية" غداً، فى الساعة الثامنة و45 دقيقة مساءاً.

وستنضم السيدة "سهى" إلى المخرج "ريتشارد سيمونز" وطاقم الممثلين والعاملين في الفيلم، في حفل مصغر على "السجادة الحمراء"، يقام في مسرح "فيرست جروب" في "مدينة جميرا" مقر المهرجان.

ويعرض هذا الفيلم الوثائقي الطويل في 73 دقيقة لقطات ومقاطع فيديو نادرة من حياة الرئيس الراحل، تصور لحظات حاسمة ومهمة من التاريخ الفلسطيني كما يضم سلسلة من اللقاءات الشخصية والمقابلات مع أقرب أقرباء "عرفات" وأصدقائه وزملائه، بما فيها لقاء حصرياً مع أرملته السيدة سهى.

ويسلط فيلم " ثمن الملوك .. ياسر عرفات"، الضوء على الموروث الذي تركه رجل ناضل لتحقيق حلمه بإحلال السلام في منطقة استعصى فيها النزاع لكن عمره كله لم يكف لتحقيق هذا الحلم.

يشار إلى أنه سيعاد عرض الفيلم يوم السبت 10 ديسمبر، فى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً في "مول الإمارات" ـ "الصالة رقم 4".

وسيتم خلال أيام المهرجان الذي يبدأ اليوم، ويستمر حتى يوم 14 ديسمبر الحالي، عرض 171 فيلماً من 56 دولة، تمثل أفضل ما تقدمه السينما المحلية والإقليمية والعالمية، وذلك في "مول الإمارات" و"مدينة جميرا" و"ذا ووك" "الممشى"، في "جميرا بيتش رزيدينس".

وقد تم افتتاح شباك التذاكر في المهرجان على الموقع الإلكتروني للمهرجان.

يذكر أن "مؤسسة الاستثمار - دبي" تمثل الراعي الأساسي للدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، كما يعقد المهرجان بالتعاون مع مدينة دبي للاستوديوهات، وبدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون ويتمثل الرعاة الرئيسيون للمهرجان فى السوق الحرة - دبي ولؤلؤة دبي وطيران الإمارات ومدينة جميرا، "مقر المهرجان".

 

الإمارات اليوم في

07/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)