حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الدوحة ترابيكا السينمائي الثالث ـ 2011

مهرجان الدوحة ترابيكا السينمائي…

هجوم على عمر الشريف والذهب الأسود نجم الافتتاح

كتب: الدوحة - مصطفى ياسين

تحوَّلت شوارع العاصمة القطرية الدوحة إلى بلاتوه سينمائي تنتشر فيه لوحات ضخمة فيها صور لأشهر نجوم السينما في العالم وملصق كبير بالألوان الطبيعية يعلن عن دورة مهرجان الدوحة «ترابيكا» السينمائي الثالثة.

بعد انتهاء فعاليات المهرجان تبقى في الذاكرة حكايات ولقطات وصور وكواليس رسمت تفاصيله وشكلت ملامحه وعبرت عن فلسفته وقيمته.

اختارت دورة هذا العام النجم العالمي عمر الشريف ليكون ضيف شرف المهرجان، وقد اختار فيلم «المواطن مصري» (1991) للمخرج صلاح أبو سيف لعرضه على هامش حفلة تكريمه، وحين سئل: لماذا لم تختر فيلمك الأخير «حسن ومرقص»، كان رده صادماً: «هذا الفيلم فاشل ولا أحبه وقد ورطني فيه عادل إمام، إذ سحب بعض مشاهدي وضمها إلى ابنه محمد واكتشفت أن الفيلم أُنتج بعقلية «فيلم العائلة.}

أما المفاجأة فهي انفعال الشريف في وجه مراسلة قناة «الحرة» العراقية عائشة الدوري، عندما طلبت منه التقاط صورة تذكارية معه ومع إلحاحها صفعها بالقلم على خدّها.

في ثوانٍ تناقلت المواقع الإلكترونية والصحف اليومية هذه الصفعة لتتحول إلى وصمة عار ووابل من الهجوم على عمر طوال المهرجان وانتشرت  إشاعات حول رغبة قناة «الحرة» في رفع دعوى قضائية ضده.

ما إن استراح الشريف من أصداء أزمته مع المذيعة حتى أثيرت ضده أزمة جديدة خلال حضوره ندوة على هامش المهرجان، بسبب تقبيله ليد طالبة في جامعة قطر وإهدائها لوحة عليها صورته وتوقيعه. أثار هذا التصرف غضب طلاب الجامعة فشنوا حملة ضده في المواقع الإلكترونية تتهمه بإهانة أخلاق قطر وقيمها.

المؤكد أن عمر الشريف لم يعد يضع أعصابه في ثلاجة وأصبحت سهلة الانفجار ربما بسبب كبر سنه، إذ لا ننسى ما فعله في مهرجان البندقية منذ عامين حين شتم المخرج أحمد ماهر بسبب عدم رضاه عن مستوى فيلم «المسافر» بعد عرضه الأول في المسابقة الرسمية للمهرجان، كذلك خانه التعبير في إحدى الندوات في مهرجان الإسكندرية 2010 حين قال إن الجمهور الذي يُقبل على أفلام إسماعيل ياسين لا يمكن أن يُقبل على مشاهدة «المسافر».

نتائج صادمة

بالنسبة إلى نتائج المهرجان، أصاب الذهول كثراً بعد إعلان الأسماء الفائزة بمسابقة الأفلام الوثائقية وحصول المخرجة اللبنانية رانيا اسطفان على جائزة أفضل مخرجة وثائقية عن فيلمها «الاختفاءات الثلاثة لسعاد حسني».

الفيلم عبارة عن مشاهد جمعتها المخرجة من أفلام سعاد حسني وحاولت أن تصنع من خلال المونتاج وحدة درامية تربط فيها الجمل والعبارات ببعضها البعض، واستعانت بأشرطة فيديو موجودة في الأسواق، ما كان له أثر سيئ على جودة الصورة.

في الفيلم سمعنا عبارات على ألسنة النجوم مثل رشدي أباظة ويحيى شاهين ومحمود المليجي تحاول رسم بورتريه لسعاد حسني، ولم تلجأ المخرجة إلى حوارات جانبية أو لقاءات أو حتى تعليقات صوتية إنما تركت المشاهد أمام هذه اللقطات التي تنتهي من دون أن يشعر أنها أضافت إليه معلومة أو قصة جديدة اكتشفها… يبقى العنوان الذي يحاصره الغموض لأنه يوحي في الوهلة الأولى بأن الفيلم يتحدث عن اختفاء سعاد حسني بالموت أو الانتحار أو قتلها على يد المخابرات المصرية، كما تردد أخيراً، إلا أن الصدمة هي عدم وجود أي اختفاء أو محاولة لحلّ لغز اختفاء السندريللا.

حضور يسرا

في الدورة الثانية (العام الماضي) كانت النجمة يسرا رئيسة لجنة التحكيم، وهذا العام كانت إحدى نجمات المهرجان فحاصرتها الكاميرا والأضواء وصيحات الإعجاب في كل مكان.

جذبت يسرا الانتباه ليلة العرض الخاص لـ «بوليوود.. أعظم قصة حب»، فيلم وثائقي يروي تاريخ السينما الهندية من خلال عرض لقطات من أشهر أفلامها ولقاءات مع نجومها المعروفين.

في اللقاء الصحافي الذي عقد معها صرّحت يسرا بأن المهرجانات العربية تفيد في صناعة الفيلم العربي، إذ تشهد اتفاقات فنية وثقافية تفتح آفاقاً للعمل العربي المشترك في مجال الإنتاج. رداً على سؤال حول ظاهرة القوائم السوداء بين الفنانين بعد ثورة يناير، أشارت إلى أن الصحافيين هم الذين أشعلوا هذه القضية وليس لها وجود على أرض الواقع، مؤكدة على ضرورة ألا يتاجر أحد بالثورة سواء من الناحية الفنية أم الاجتماعية.

الذهب الأسود

عرض في حفلة الافتتاح فيلم «الذهب الأسود»، أول إنتاج ضخم لقطر (بلغت كلفته 55 مليون دولار)، شارك في إنتاجه المنتج التونسي طارق بن عمار، إخراج جان جاك أنوّ، وبطولة: أنطونيو بانديراس، الهندية فريك بينتو، طاهر رحيم، ومارك سترونغ.

الفيلم هو باكورة أعمال «مؤسسة الدوحة للأفلام» وتدور أحداثه في شبه الجزيرة العربية خلال ثلاثينيات القرن العشرين. أما قصته فتتمحور حول أميرين متحاربين عقدا هدنة تنصّ على الاحترام المتبادل للأراضي غير المأهولة الممتدة بين مملكتيهما، إلا أن الصراع لا يلبث أن يندلع بينهما بعد اكتشاف النفط في الصحراء القاحلة، بهدف السيطرة على المنطقة وثرواتها.

هاجم البعض الفيلم بشدة بحجة أن المخرج لم يستطع التعبير عن الروح العربية – الشرقية، وأن أداء أنطونيو (جسّد شخصية أمير عربي) جاء بعيداً عن الشخصية العربية.

الموسيقى التصويرية في الفيلم كانت مميزة وهي من تأليف جيمس هورنر، الذي ألف سابقاً موسيقى أفلام عالمية مثل: «أفاتار»، «تيتانيك» و{تروي».

حرر… حرر

اختارت إدارة المهرجان الفنان خالد النبوي لافتتاح معرض لأفلام الفيديو في عنوان «حرر.. حرر»، يضم 50 فيلماً حول مفهوم الحرية في العالم العربي، لمخرجين من عمان وبيروت والقاهرة وتونس ورام الله ويافا ومراكش والخرطوم والدوحة. الطريف أن مدة كل فيلم لا تزيد عن دقيقة واحدة.

كذلك ضمَّ المعرض جدراناً صممت على هيئة موقع الـ «فيسبوك»، يمكن لصانعي الأفلام والجمهور تدوين أفكارهم الشخصية حول هذه الأفلام.

قال النبوي بعد افتتاح المعرض: «أشعر بالفخر والشرف لأنني قادم من ميدان التحرير، الذي أصبح رمزاً للعزة والكرامة، وأدعو العالم وأخاطب الإنسانية لنتّحد ونكون عالماً واحداً وقلباً واحداً ويداً واحدة حتى نهزم الفقر والجهل».

أفضل فيلم

منحت لجنة التحكيم جائزة أفضل فيلم روائي عربي للمخرج الجزائري مرزاق علواش عن فيلم «طبيعي» الذي يتناول جانباً من الثورات العربية والتحرك الذي شهدته الجزائر في انطلاقها نحو الحرية.

فاز الفيلم الوثائقي المصري «العذراء والأقباط وأنا» للمخرج نمير عبد المسيح بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مسابقة الأفلام العربية، فيما نال العمل المغربي «عمر قتلني» جائزتين: أفضل مخرج (رشدي زيم) وأفضل ممثل (سامي بواجلا).

شاركت في المهرجان ثلاثة أفلام مرشحة للأوسكار، هي: «هلأ لوين» للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، «عمر قتلني» للمغربي رشدي زيم، و{الشوق» للمخرج المصري خالد الحجر الذي أثار ضجة بعد سحب فيلمه بسبب تسريب نتائج المسابقة قبل حفلة الختام. على رغم أن ذلك تمّ في مؤتمر صحافي أعلنت عنه الإدارة، لكن يبدو أن عدم حصول الحجر على جائزة جعله يغضب بشدة ويثير زوبعة لا مبرر لها.

إلى جانب يسرا ونبيلة عبيد، كان محمود عبد العزيز أحد أبرز نجوم مصر في المهرجان هذا العام، لكنه اختفى طوال الفعاليات ولم يشاهده أحد على السجادة الحمراء في افتتاح أي فيلم.

الجريدة الكويتية في

11/11/2011

 

قراءة في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي الـ 3 تعصب قضاة فرنسا في »عـمر قتلني«

رسالة الدوحة: نعمة الله حسين 

» يا ما في الحبس مظاليم«.. لم يظلمهم القانون بنصوصه الجافة فقط.. ولم تظلمهم العدالة التي تصورها عمياء.. معصوبة العينين.. لاتعرف الحسابات.. ولا المحاباة لأحد.. لكن ظلمهم »رجال العدالة« قضاة يعتبرون أنفسهم »منزهين« في العالم كله.. فوق النقد والانتقاد.. مع أنه ما أكثر انحراف القضاء وفساده.. ولنا في بعض قضاة مصر ممن يشرفون علي الانتخابات.. أو تولوا قضايا كبيرة أكبر شاهد علي ذلك.

انحراف وفساد القضاة لايخص دولة بعينها.. لأنهم أنفسهم »دولة« داخل الدولة.. وقد شهد العالم كله انحرافات وفساد قضاة كان مثار حديث الرأي العام.. وللأسف الشديد فإن من يدفع الثمن في هذا الانحراف هو متهم بريء يقضي حياته بين السجون إن لم يحكم عليه بالإعدام.. أو مجرم عتيق الإجرام ينتمي لكبار الشخصيات يتم إبراء ساحته ليظل يبطش بها في عباد الله وينعم بالحرية وهو الذي كان من المفترض أن توضع حول يديه الأغلال ويقضي سنوات العقوبة في السجن.

وفي الفيلم المغربي الفرنسي »عمر قتلني« للمخرج ذي الأصل المغربي رشدي زيم والذي يعد اليوم من أوائل نجوم فرنسا .. وكان واحدا من أبطال فيلم البلديون لرشيد بوشارب .. وحصل علي جائزة  أحسن ممثل من مهرجان كان عام 2006 مناصفة مع أربعة من أبطال الفيلم في سابقة كانت تعد الأولي في مهرجان كان.

رشدي زيم مهموم أصلا بالقضايا الإنسانية للمهاجرين العرب في فرنسا وهو رغم شهرته كممثل إلا إنه يحترف الإخراج من وقت لآخر.. فقد سبق وقدم تجربته الذاتية في فيلم »سوء نية« وهو عن عربي يعيش في فرنسا وارتبط بقصة حب مع فتاة يهودية وتزوجا.. لكن سرعان مانشبت الخلافات.. بسبب اختلاف العقائد والعادات والتقاليد.

أما في فيلمه الثاني »عمر قتلني« والذي يقوم ببطولته صديقه وزميله (سامي بوعجيلاه) والذي حصل علي جائزة أفضل أداء في مهرجان الدوحة.. فهو بحق ممثل قدير استطاع أن يشق طريقه بتميز شديد في السينما العالمية.

اختار رشدي زيم أن يقدم قصة حقيقية من واقع الحياة.. شهدتها المحاكم الفرنسية في العشرين عاما الماضية وكانت حديث الرأي العام.. وترجمت هذه الوقائع في كتاب حمل نفس اسم الفيلم .. للصحفي (بيير ايمانويل فوجيرار) عمر قنلني هي حكاية واحد من أبناء المهاجرين العرب الذين وصل عددهم اليوم إلي مايقرب من ستة ملايين نسمة.. وتدرك فرنسا أهمية وقيمة هذا العدد وباتت شديدة الخوف منهم لقدرتهم علي تغيير شكل الحياة السياسية.. حتي إنهم يخشون أنه بعد خمسين عاما أو أقل سوف يأتي رئيس  جمهورية مسلم  من العرب.

عمر قتلني يفضح فيه رشدي زيم انحراف القضاء الفرنسي وتعصبه الأعمي.. وهو لايدين  القضاء فقط بل يدين الشرطة والمحققين الذين عملوا في هذه القضية واعتمدوا علي دليل واحد غير منطقي وأهملوا باقي الأدلة المنطقية والتي كانت في صالح المتهم.

»عمر« لايجيد الحديث بالفرنسية ويعمل سينمائيا لدي سيدة شديدة الثراء أصول عائلتها يمنية.. لكنها هي شديدة التواضع وبعيدة تماما عن العنصرية تعتبر عمر هذا اليستاني الشديد المهارة مثل ابنها وهو أيضا يحبها ويقدرها بشدة.. وفي أحد الأيام يعثرون علي السيدة مارشال ملقاة قتيلة داخل قبو منزلها والباب مغلق بخشبة لكنها كتبت بدمائها علي الحائط والباب »عمر قتلني« ويتم القبض علي عمر الذي يثبت بكل الأدلة إنه لم يكن موجودا بل كان لدي أسرته وسيدة صديقة للقتيلة يعمل في حديقته لكن لم تؤخذ أقواله مأخذ الجد.. ولم يحاول أحد التحقق منها .. والغريب أن هذه السيدة المثقفة الراقية التعليم الكلمات التي كتبتها كان بها خطأ »هجائي« ونحوي لايمكن لو فرض وكتبت هذه الحملة أن تقع فيه أيضا.. لكن لا أحد حاول أن يتحري عن هذا .. تفاصيل كثيرة وصغيرة رفض القاضي أن يصغي إليها ووسط نفوذ أسرتها الشديد تم الحكم علي »عمر« بثمانية عشر عاما.. وبما أن الأدلة التي قدمها والبراهين كانت تثبت براءته ولم يلتفت إليها.. ساندته جمعيات كثيرة لحقوق الإنسان.. لكن  كل طلبات والاستئناف رفضت. وحتي عندما دافع عنه المحامي الشهير »فيرجاس« الذي دافع عن جميلة بوحريد.. وتزوج منها بعد ذلك.. لم يلتفت إليه.

وأثناء لقاء الرئيس السابق شيراك مع ملك المغرب تم طرح الموضوع خاصة أن هناك  كتابا قد صدر حول كل هذه الأدلة.. فتم »العفو« عنه بعد تسع سنوات قضاها في السجن.. ورغم هذا العفو لم تتم تبرئته.. ومنع تماما من مزاولة مهنته الأصلية كبستاني.. خاضعا لقانون المراقبة.

والغريب أنه عندما تم تحليل الـ D.N.A للسيدة القتيلة.. وعمر لأن من ضمن الأدلة أن من قتلها مارس الحب معها.. وجاءت النتيجة في صالح »عمر« إلا أن ذلك لم يردع القضاة الذين ظلوا علي موقفهم المتعصب تجاه عمر بحجة واهية غبية بأن القضاء عندما يصدر حكما لايمكن الرجوع فيه.. وهو شيء غير منطقي فما معني الاستئناف إذن؟

وللأسف الشديد أن المؤسسة القضائية في ذلك الوقت وقفت مع القاضي.. وهو ما يعكس ويثبت مدي العنصرية الشديدة والتعصب تجاه العرب الموجودين في فرنسا .. ويمارس عليهم وضدهم حتي لو ادعت الحكومة الفرنسية غير ذلك.

الصحراء.. والذهب الأسود

أنحاز بشدة للمرأة في أي مكان.. وزمان.. أفتخر وأتيه بها عندما تتحدي الأعراف والتقاليد البالية، وتخرج من الشرنقة التي يحاولون أن يسجنونا فيها وفي مجتمعات الخليج حيث تفرض قيود كثيرة علي النساء يبرز البعض منهن كرائدات يدين لهن مجتمعهن بالفضل.. ومن بين هؤلاء وأنا لا أعرفها شخصيا أو التقيت بها .. لكني شاهدت نتاج ما أنجزت »الشيخة المياسة« بنت حمد بن خليفة آل ثاني.. فهذه السيدة العاشقة  للفن والثقافة والفنون نجحت من خلال مؤسسة الدوحة للأفلام التي قامت بتأسيسها عام ٠١٠٢ والتي تهتم بدعم الأفلام السينمائية.. والبرامج التعليمية والتثقيفية بالإضافة إلي تنظيم مهرجان الدوحة ترايبكا السنوي الذي احتفل هذا العام بدورته الثالثة.. وكان فيلم الافتتاح »الذهب الأسود« للمخرج الفرنسي العالمي »جان جاك آنو« هو باكورة إنتاج هذه المؤسسة التي دعمته فيه بـ ٥٥ مليون دولار.. مشاركة مع »طارق بن عمار« وقام ببطولته »انطونيو بانديراس« و »مارك سترونج« والممثل التونسي الشاب اللامع »طاهر رحيم« بالاشتراك مع »فريدا بينو«.. ورضا أحمد .. وليا كيبيدي.

والموسيقي التصويرية لـ »جايمس هونر« والفيلم ملحمة تاريخية تدور أحداثه في شبه الجزيرة العربية في ثلاثينيات القرن الماضي وكيف كانت الحياة قبل اكتشاف البترول.. وقد تم تصوير الفيلم ما بين تونس .. وقطر.. وقد قام صانعو الفيلم بعمل فيلم وثائقي عن الفيلم حيث تم تصميم أكثر من سبعة آلاف زي .. وتم تصنيع ٠٠٧ سلاح قديم كما أن ٠٩٪ من طاقم التصوير في تونس كان  من التونسيين.. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده بطل الفيلم »انطونيو« قال إنه سعيد بالعمل في هذا الفيلم وإنه بالتأكيد تجري في دمائه أصول عربية فهو من الأندلس التي تشهد إلي اليوم حضارة العرب.

الصراع علي الصحراء الجرداء كان بين أميرين عربيين اتفقا علي هدنة وأن تترك مساحة الصحراء أمامهما دون أي استغلال وذلك بناء علي كلمة شرف خاصة أن الأول أعطي الثاني ابنيه ليقوم بتربيتهما وكرهينة لديه.. لكن يأتي الغرب ويتم اكتشاف البترول في هذه المنطقة فيقوم الصراع  والقتال.. ومن خلال ذلك يظهر التناقض الشديد في تفسير السلفيين المتشددين للإسلام والمعتدلين وأصحاب الرأي والاجتهاد في تقديم صورة صحيحة  للإسلام.. وسوف نتعرض للفيلم تفصيليا في عدد قادم.

❊❊❊

سنوات طويلة مضت عندما التقيت للمرة الأولي بالمخرجين الشابين في ذلك الوقت »محمد ملص« و»عمر أميرلاي«  كانا في بداية حياتهما وفرقت بيننا سبل الحياة، وإن كنا نتلاقي أحيانا في مهرجانات أوروبية.. لقائي الأخير بمحمد ملص كان في مدينة  مونز البلجيكية حيث كان يعرض له فيلم »المقام« وهو فيلم شديد الجمال.. وكان يومها يوجد من مؤسسة السينما وفد كبير وقد ساهمت في رأب الصدع بينهم وتصالحهم.. وحضرا سويا لمتابعة العرض.. وأتمني أن تعرف سوريا اليوم الراحة.. وتزول الغشاوة .. عموما تذكرت ذلك في وجود محمد ملص كرئيس لجنة التحكيم العربية في مهرجان الدوحة، والذي كرم في نفس الوقت صديقه الراحل عمر أميرلاي الذي فقدناه في فبراير الماضي عن عمر يناهز ٦٦ عاما وكم كنت أتمني أن يقوم المركز الصحفي بتوزيع الكتاب الذي قدمه الكاتب »فؤاد مطر« عن عمر »عمر أميرلاي عاش محبا ورحل محبوبا«.. ويحكي فيه مسيرته الفنية والإنسانية  كاملة.

❊❊❊

ولعل من أجمل أنشطة مهرجان الدوحة السينمائي اهتمامه بالأطفال.. وقد نقل تجربة مهرجان جيفوني للأطفال ضمن أنشطته وهي أفلام للأطفال بين ثماني إلي ٨١ سنة.. وقد شكلت أكثر من لجنة تحكيم من اتحاد العالم للأطفال.. وهذا الحديث مثار شجون وألم فقد دمرنا مهرجان الطفل لدينا رغم نجاحه الكبير ومكانته العالمية وياعيني عليك يا مصر؟

وفي »كنارا« كان يوم الأسرة لاسعاد الأطفال وذويهم.. وتم عرض فيلم »القط أبو جزمة« بحضور انطونيو بانديراس الذي يؤد بصوته دور القط.

وكنارا بالمناسبة هي الحي الثقافي الذي تقدم فيه جميع الأنشطة الثقافية والفنية في الدوحة.
وبالمناسبة أود أن أتوجه بشكر خاص للزميل والأخ العزيز سمير فقيه علي ما يعطيني إياه من صور رائعة.

عمر الشريف ..

حكايات كمان وكمان

مامن أحد يعلم إنني كنت في الدوحة إلا ويسألني عن عمر الشريف وحقيقة الصفعة التي وجهها لمذيعة »قناة الحرة«   والحق أنا لم أشهد الواقعة فلم أكن حاضرة الحفل.. لكن من حضروه وحكوا لي .. لم يستطيعوا أن يتعاطفوا أبدا مع المذيعة.. لأنها كانت تصر بإصرار غريب علي أن تتصور مع عمر الذي رفض.. وللأسف لم تحترم خصوصياته.. وهذه لقطة يجب مناقشتها عن مدي احترام خصوصية المكان.. المهم لم يصفعها عمر بل أبعدها بيده.. لكن التصوير مع شعرها بدا وكأنها علي وجهها.. وأقول هل علي الصحفي أو المذيع عدم احترام الفنان. وأن يفرض نفسه عليه.. هذا ليس دفاعا عن عمر الذي تخطي الثمانين وأصبح مزاجه يتحكم فيه بشكل كبير فأحيانا يكون شديد اللطف.. وأخري شديد السخف.. وإن كنت آخذ عليه حقا عندما صعد في حفل الختام ليقدمه مع النجم بانديراس في توزيع جوائز المسابقة العربية.. فإن الكلمة التي ألقاها خلت من اللياقة.. حيث قال: »إن من لم يفز بجائزة وزعلان يقوم يمشي دلوقت« ونسي إن الامتاع في الفن لايعني الحصول علي أي جوائز.. وإن رؤي لجنة التحكيم قد تختلف تماما عن الجمهور والدليل إن فيلم »نادين لبكي« هلا لوين هو الذي حصل علي جائزة الجمهور وقدرها مائة ألف دولار.

وستظل السينما متعة الأذواق فيها مختلفة وهذا هو مايميزها.

وعودة للحديث عن عمر الشريف فقد أعلن في الندوة التي أدارها الناقد العزيز »نادر عدلي« إنه لن يعتزل حتي لو وصل عمره إلي مائة عام.. طالما هو قادر علي العمل.. وعن الثورة المصرية قال »لقد سعدت دائما بها لأني كنت آمل دائما أن يطول التغيير مصر.

ورغم كشف عمر للفن والتمثيل إلا أنه قال إنه لايتمني لأحفاده العمل في السينما.

والحقيقة لعل أجمل مافي عمر إنه لا يحاول أبدا إخفاء حقيقة عمره ولايتخفي أو يتجمل بأقنعة زائفة من عمليات التجميل.

آخر ساعة المصرية في

07/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)