حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الرابع والستون

نماذج إنسانية تجسد عذاباتها في كل مكان

مهرجان كان السينمائي 2011: المرأة تثور على واقعها!

عبدالستار ناجي

تمثل المرأة موضوعا محوريا واساسيا في عروض مهرجان كان السينمائي ذلك لمساحة المعاناة التي تقع عليها لاسباب اجتماعية واقتصادية وسياسية. وفي عروض كان 2011 هنالك كم من النتاجات التي ذهبت بعيدا في طروحاتها والقيم التي تؤكد عليها. وهو ليس بالامر المستغرب، حيث عروض كان هي البوصلة لجديد الفن السابع والراصد الحقيقي لجميع المتغيرات التي يشهدها العالم. ومن بينها قضايا المرأة التي راحت تحقق الكثير من الانجازات في هذا البلد او ذاك.

وتعالوا نرحل سويا عبر هذه الرحلة التي تجعلنا نطوف في عروض المسابقة الرسمية وغيرها من التظاهرات. في فيلم الافتتاح «منتصف الليل في باريس» المرأة هنا وان كانت هامشا امام بحث الرجل عن ذاته الا ان باريس ظلت هي الظل المحوري لذلك الفيلم التي شاركت ببطولته سيدة الاليزيه الاولى كارلا بروني ساركوزي.

في الفيلم البريطاني «نريد ان نتحدث عن كيفين» لليني رامسي. تدهشنا النجمة البريطانية تيلدا سوانتون وهي تجسد دور امرأة تشعر بالذنب لانها قست على طفلها في طفولته فكان ان انهى حياته بمجزرة قتل خلالها عدد من زملائه في المدرسة وهي تغرق في عزلة وظلمة التكفير عن الذنب.

اما فيلم «بوليس» للفرنسية ماوين فالنساء هناك يتحركن ضمن فرقة حماية الاطفال في فرنسا، حيث كم من الحكايات التي تكشف عن كثير من الخلل في العلاقات الانسانية والمرأة الى جوار الطفل كل منها يسترخي على حافة النصل القاتل.

مع الاخوين داردان من بلجيكا ورغم ان المحور هو الطفل الا ان المرأة تظل المحور الذي يتحرك بشكل متوازي وهنا النجمة «سيسيل دي فرانس» بدور امرأة تتطوع من اجل رعاية الاطفال الذي يعانون من مشاكل اسرية وهي ذاتها غارقة في مشاكلها ولكنها تفلح في تحريك واقعها وواقع الاخرين بكثير من الارداة. في «شجرة الحياة» لترانس ماليك وهو احد الخيارات المفضلة في كان هذا العام المرأة هي الحياة وهي التي يلجأ اليها الابناء حينما يفقدون العلاقة مع الاب القاسي الذي جسده براد بيت.

اما فيلم «منزل التسامح» لبرتراند بونيلو فنحن امام مجموعة من النساء يدفع بهن قدرهن لامتهان المهنة الاقدم في التاريخ وعبثا يكون البحث عن الخلاص من ذلك الواقع الذي يدمر حياتهن ويشوهن ويفقدهن لذة الاحساس بالحياة والامل والمستقبل.

تعود بنا المخرجة اليابانية نعومي كواسي الى شيء من الاسطورة الشعبية اليابانية عن حكاية امرأة احبت رجل آخر وهجرت زوجها فكان ذلك القرار كارثة على الجميع. عبر معالجة سينمائية تؤكد البعد التجريبة في السينما التي تقدمها كواسي.

ومع المخرج الدانماركي المثير للمشاكل لارس فون ترير تأتي المرأة في فيلم «مالنكوليا» حيث المرأة امام قدرية الدمار عندما يقترب كوكب ليصطدم بالارض وعندها لا حل سوى مواجهة الكارثة. بل ان المرأة هنا تترك فرحها وعريسها لتواجه تلك اللحظة بكثير من الصمت والتأمل والايمان.

اما المرأة الثائرة وبكل مفردات الوضوح فتأتي مع فيلم «نبع النساء» للفرنسي ردو ميهالينو والذي يذهب الى حكاية قد تكون حدثت في اي مكان ولكنه صورها في احدى القرى المغربية وبمشاركة نجوم من المغرب والجزائر وفلسطين وغيرها، حيث حكاية النساء في تلك القرية واللواتي يقمن بجميع الواجبات من ولادة وتربية وطبخ وخدمة وايضا احضار الماء من قمة الجبل وحينما يسقط حمل العديد من النساء نتيجة رحلة احضار المياه تقرر النساء مواجهة الواقع والرفض بل والثورة والطلب بان يتحرك الرجال لجلب المياه وتتطور الامور الى ان تقرر النساء عدم النوم مع الرجال وعندها يتحرك العنف والمواجهة حتى يصل امر ذلك الاضراب والتوتر في القرية الى السلطات التي تأمر بان يتم ايصال المياه الى القرية. وعندها تحقق المرأة هدفها الذي تنطلق منه الى مطالب اكبر وتمضي الحياة.

هكذا هي ابرز المحاور التي راحت تتحرك من خلالها شخصية المرأة في عروض مهرجان كان السينمائي الدولي 2011.

ويبقى ان نقول بان المرأة هي قضية العالم دائما.  

وجهة نظر

رقابة

عبدالستار ناجي

كيف يكون طعم الفن اذا ما احكمت الرقابة سطوتها وفرغت الاعمال من مضامينها.. وطروحاتها.. وفكرها.
منذ ايام كنت في مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث الملتقى السينمائي الاهم دولياً، ومباشرة يتفجر السؤال المحوري، كيف ستكون اعمال مهرجان كان، لو كانت هنالك رقابة متسلطة، تمارس لغة الحذف.. وتهمش المضامين.. وتذهب الى تفسيرات غير حقيقية.. لحماية هذه الجهة او تلك.

وتأتي الجوانب سريعاً، عبر كم من الاعمال التي تحلق في فضاء خصب الابداع الفني عبر شفافية عالية في الطرح.. ولغة سينمائية لا سقف لمضامينها.. وتفسيراتها.. وتحليلاتها ونحمد الله، هنا في الكويت اننا لانزال نمتلك ذلك السقف الرحب.. ولربما الاعلى عربياً، من حيث حضور ودور الرقابة، وهذا نتاج حقيقي لمناخ الديموقراطية التي جبلنا عليها وتعودناها نهجاً ونبراساً.

ولكن هنالك بعض «الممارسات» التي تقف في بعض الاحيان كحجر عثرة.. او تساهم في وضع العصا في العجلة، ما يجعل الكثير من الكتاب والمنتجين والمخرجين يتجهون للتحايل.. او التلاعب.. او الالتفاف، ما يعمل على تفريغ الكثير من الاعمال من مضامينها وقيمها.

ما احوجنا ان نعيد النظر في بعض «الهوامش» الرقابية غير المبررة، لاننا نعلم جيداً، ان لاهل الفن والثقافة والادب والابداع، رقيبهم الذاتي، وهو بلا ادنى شك، اكثر موضوعية وحرصاً، من ذلك الموظف الرقيب.. او الرقيب الموظف.

وهي دعوة للحوار

وعلى المحبة نلتقي

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

27/05/2011

 

قراءة في نتائج مهرجان كان السينمائي الدولي 2011

لماذا فاز ترانس ماليك بالسعفة الذهبية؟

عبدالستار ناجي

لم يشكل فزر المخرج الاميركي ترانس ماليك بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الرابعة والستين اي مفاجاة لان الفوز جاء متوقعا ومستحقا لاننا امام مبدع كبير آن الاوان لان يتم تكريمه والاحتفاء بانجازاته ومسيرته الابداعية وقد جاء فوزه عن فيلمه التحفة شجرة العائلة.

وقبل ان نذهب الى ذلك العمل تعالوا نتعرف على النتائج الكاملة والتي جاءت حسب التفصيل التالي:

السعفة الذهبية: - شجرة العائلة للاميركي ترانس ماليك.

الجائزة الكبرى: وزعت مناصفة بين الاخوين داردان بلجيكا- عن فيلمهما الطفل والدراجة الهوائية. وفيلم حدث ذات يوم في اناضوليا للتركي نوري بليج جيلان.

أفضل ممثل: الفرنسي جان دوجوردانو عن الفيلم الصامت ارتست

افضل ممثلة: الاميركية كرستين ديسنت عن فيلم ماناكوليا

افضل سيناريو: ملاحظات للاسرائيلي جوزيف سدر

أفضل اخراج: فيلم قيادة لنيكولاس ريفن

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: الفيلم الفرنسي بوليس لمايون

وبعد.. نعد لبيت القصيد. حيث فيلم شجرة العائلة الذي يمثل اضافة حقيقية للفكر الانساني وللمضامين التي تقدمها السينما بعيدا عن هيمنة هوليود وسيطرتها العالمية.

خلال ثلاثين عاما صنع المخرج الاميركي ترانس ماليك خمسة افلام فقط كل منها بات يدرس في كبريات المعاهد الاكاديمية المتخصصة وذلك للغة السينمائية التي يستخدمها والحرفيات والمضامين التي يعمل على ترسيخها. ولهذا يظل ماليك احد القلة في العام الذين يخططون لاي مشروع سينمائي لاكثر من ثمانية اعوام. وقبل ان نذهب الى عمله الجديد. والذي يضاف الى الجواهر النادرة التي حققها دعونا. نتعرف عن قرب على هذا المبدع الذي يحمل لواء المواجهة مع هوليوود وكأنه يريد ان يحقق صوتاً اخر عن تلك المنهجة التي درجت هوليوود على اتباعها حيث السينما للفرجة فقط بينما ماليك وقلة من رفاق درب يؤكدون على سينما المؤلف المبدع سينما الانسان والبحث والتحليل والعمق. ماليك من مواليد 1943 من اصول لبنانية كما قال ذات مرة. ولكنه لا يتحدث العربية وحتى والديه لانه يعتبر من الجيل الثالث او الرابع من اسرته.

في عام 1973 قدم فيلم الرحلة المتوحشة حيث رحلة الحياة وجدلية البقاء والموت. وفي عام 1979 قدم فيلم ايام الجنة في تحليل معمق عن فلسفة الوجود والحياة. ثم جاءت تحفته الاهم الخط الاحمر الخفيف عام 1998وهنا نحن امام نقلة في تاريخه وتاريخ السينما العالمية ثم فيلم العالم الجديد عام 2005 والان وفي عام 2011 يقدم فيلم شجرة الحياة وهو يسير على ذات النهج الفلسفي الذي يتدعى كل الفكر الانساني للحديث عن موضوع قد يبدو للوهلة الاولى هامشياً ومكرراً حيث فقدان العزيز مهما كانت صفقته وهو في فيلمه يختار وفاة احد ابناء اسرة اميركية نأتي على سياق كيانها الدرامي في الفيلم. ولكن يظل الفقدان هو المحور الاساس الذي ينسج حوله مشهديات فيلمه التي تذهب بعيدا في العرض والعمق والتحليل.

سينما من نوع مختلف. ومشهديات لا تقدم صيغاً تقليدية في تتابع الاحداث الاحداث او حتى في التمثيل السينمائي. فهو حينما يستدعي براد بيت ليشارك في البطولة حتى رغم كون براد بيت يشارك في الانتاج الا انه يستدعي براد الممثل وليس النجم وهكذا الامر مع شون بين.

ونذهب الى الحكاية التي تجري احداثها عام 1950 حيث حكاية جاك وطفولته البرئية ثم مرحلة الصبا وعلاقته مع والده واخوته حيث يجد جالك نفسه ضائعا علاقته تشهد كثيراً من التوتر مع والده الذي راح يفقده نتيحه عصبيته وحدته وهو انعكاس لظروف عمله وحينما يفقد جالك العلاق السوية مع والده يحاول تعويضها بالعلاقة مع والده واخواته والتي هي الاخرى تأخذ انماطاً من الحدة كنوع من تأكيد الذات ونعيش تلك المشهديات بين زمنين الاول فقدان الاخ والثاني فقدان الاب.

ومن خلال ذلك السياق تذهب بنا الكاميرا الى تحليل عميق ومتأمل في حالة الفقدان حيث نبدأ بالخلل في العلاقات مع الاخرين ومحاولة تقليص الهوة الا انها تأخذ في الاتساع. وتبدأ المواجهات والرفض وكم اخر من الحكايات التي تتحرك في زمنين مختلفين الاول الطفولة والثاني الكبر.

يجسد دور الاب براد بيت ولعلنا نشاهده للمرة الاولى يمثل بمستوى رفيع يؤكد اننا امام ممثل قبل ان يكون نجما وهكذا الامر مع شون بين الذي يعتبر احد اهم نجوم التمثيل السينمائي في المرحلة الراهنة.

سينما ترانس ماليك ليس مجرد وجوه امام الكاميرا بل فعل كوني تحليلي يتأمل الاشكال والالوان والظلال وحركة الكون بجميع تفاصيلها. ولهذا فان الذهاب الى فيلم لترانس ماليك هو في حقيقة الامر ورطة للمشاهد العادي اما المشاهد المتحرف بانه يستمتع ويذهل للخلفيات التي يقدمه والتحليل حول رحلة الفقدان وعلاقتها بحركة الكون والتاريخ منذ زمن بداية الخليقة حتى اليوم.

والفقدان عند ماليك ليس مجرد دموع وبكائية بل هي هنا شيء ابعد من كل ذلك. سينما تعمل الفكر. سينما تجعل المشاهد يطرح اكبر كم من الاسئلة حول سر الوجود والحياة والموت والعلاقات الانسانية والمؤثرات التي تحيط بها.

واعترف بانني قبل ان تنطفئ الاضواء في القاعة الكبرى لمهرجان كان السينمائي سألت صبية كانت تجلس الى جواري عن سبب وجودها هل يعود الى براد بيت او المخرج ترانس ماليك وحينما قالت ان السبب هو براد بيت قلت لها بانها ستشاهده بشكل مختلف لانه يعمل مع ماليك. وهكذا كان فما ان انتهى الفيلم قالت بانها لم تفهم اي شيء من الفيلم وانها تعتقد بان براد عليه ان يعود الى جمهوره.

بينما براد ذهب الى التاريخ بفيلم سيظل حاضرا في ذاكرة النقاد والحرفة السينمائية لسبب اساسي انه عمل مع المبدع ترانس ماليك. الذي قدم للسينما تحفة حقيقية تمثل رحلة سخية في التحليل والعمق وايضا بالبحث الاحترافي في تقدم الموضوع ودراسته بشكل تاريخي وفلسفي وابداعي.. وهكذا هي السينما الحقيقية حيث الحرفة في اقصى دراجات تكاملها واحترافها المتجلي.

ولعل فوز ماليك هذا العام يحمل الكثير من المعاني. فهو يفوز في دورة الكبار والمبدع ولهذا فان للفوز دلالاته ومعانيه الكبيرة كما ان الفوز يأتي من خلال لجنة تحكيم يترأسها اهم نجوم العالم الا وهو الاميركي روبرت دونيرو وصفوة من العناصر السينمائية التي تظل تراهن على سينما المؤلف حيث للسينما دور ابداعي يؤكد على قضايا الانسان ومعاناته.

ونخلص..

قبل ان يكون فوز ترانس ماليك تأكيداً وترسيخاً لمكانته وقيمته فان هذا الفوز هو في الحقيقة اضافة لرصيد مهرجان كان السينمائي وللسعفة الذهبية على وجه الخصوص.. وهذا ما سنعود له في محطات لاحقة ولمرات عدة.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

27/05/2011

 

وجهة نظر

أفلام

عبدالستار ناجي

خلال الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي الدولي، تم عرض مجموعة من الاعمال السينمائية العربية، سواء من لبنان او المغرب او حتى مصر وتونس.

ورغم الجهد المبذول من شركة السينما الكويتية الوطنية، في تقديم كل ما هو جديد ومتميز من الاعمال السينمائية بالذات السينما الاميركية والمصرية..

لكن تظل الحاجة الى عروض من نوع اخر، وسينمات من بلدان جديدة.

اعرف جيدا، الجهد السخي الذي يقوم به مدير عام العمليات في شركة السينما الكويتية الوطنية هشام الغانم، والتحرك الدؤوب في اكبر عدد من المهرجانات والملتقيات.. ولكن تظل نتطلع الى (نافذة) وسط تلك المجموعة من صالات العرض التي تمتلكها الشركة من اجل عروض سينمائية مختلفة.

تفتح الباب على مصراعيه لتأسيس علاقة مع الابداع السينمائي القادم من بقية الدول العربية، والتي تحصد الاهتمام.. والجوائز.. عاليا.. ولكنها تظل بعيدة عن اهم سوق في العالم العربي، الا وهي السوق الكويتية التي تمثل مع دولة الامارات العربية المتحدة وقطر الركائز الاساسية للسوق العربية ومن دونها لا سوق .. ولا بلوط.

المهم، التأكيد على تلك الحاجة الدائمة، للانفتاح وتجاوز هيمنة الفيلم الاميركي والمصري، رغم كل الاعتزاز والتقدير لتلك السينمات، وصناعها ونجومها وطروحاتها، ولكن الانفتاح والتواصل يبقى امراً اساسياً ومطلباً دائماً، خصوصا مع النتاجات التي تدهش العالم، ولا تصل الى جمهورنا هنا في الكويت ونعلم ان هنالك اسباباً مادية وراء شراء حقوق مثل تلك الاعمال، لقلة الاقبال، ولكل المبادرة وتكرارها من شأنها خلق التعود. ثم العلاقة، وهكذا تكون الاستمرارية.

على المحبة نلتقي

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

25/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)