حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الرابع والستون

نادين لبكى تواصل التألق فى «هلا لوين»

بقلم   سمير فريد

فيلمان عرضا أمس الأول فى المهرجان ويهمان كل الناس فى مصر والعالمين العربى والأفريقى، ويمكن لكليهما أن يحققا نجاحاً جماهيرياً كبيراً إذا توفر لهما الموزع الذكى الذى يدرك أن جمهور السينما تغير بدوره بعد ثورة العرب هذا العام، ولم يعد يكتفى بالتسلية لمجرد قضاء الوقت هرباً من الواقع ويأساً من تغييره، وإنما أصبح يريد أن يغير كل شىء ويشارك فى تقرير مصيره، ولا يقبل الاستخفاف بعقله، أو اعتبار مشاعره رخيصة وعواطفه مبتذلة.

الفيلمان هما «هلا لوين» إخراج اللبنانية نادين لبكى، الذى عرض فى برنامج «نظرة خاصة» خارج المسابقة، و«الهافر» إخراج الفنلندى آكى كيورسماكى، الذى يعتبر من أكبر فنانى السينما فى بلاده وأوروبا والعالم، والذى عرض داخل المسابقة.

فى العرض الأول الرسمى لفيلم نادين لبكى فى العاشرة مساء كانت القاعة كاملة العدد قبل عشر دقائق من بدء العرض، وقدم تيرى فيرمو، مدير المهرجان، فريق الفيلم وعلى رأسه المخرجة، ورحب بهم وقال: «هذا أول عرض لفيلم عربى فى هذه الدورة التى تستضيف مصر صاحبة السينما العظيمة، وهنا صفق الحضور وكان منهم الكثير من العرب، خاصة اللبنانيين، كما رحب بحضور عمرو واكد، الذى وقف أمام مقعده لتحية الجمهور.

ثم تحدثت نادين لبكى بالفرنسية والعربية ووجهت تحية حارة إلى المنتجة الفرنسية آن - دومينيك توسانيت التى أنتجت الفيلم بمشاركة المنتج التونسى العالمى طارق بن عمار من خلال شركته الإيطالية، والمنتج المصرى هشام عبدالخالق من خلال شركته المصرية، وبدعم من مؤسسة الدوحة للسينما فى قطر، وعلى عناوين الفيلم المطبوعة بالعربية أنه إنتاج فرنسى - لبنانى - مصرى.

العرض فى «نظرة خاصة» خارج المسابقة، ولكن هناك جائزة واحدة باسم البرنامج تمنحها لجنة تحكيم خاصة يرأسها هذا العام فنان السينما اليوغسلافى العالمى الكبير أمير كوستوريتشا، وفيلم مخرجتنا اللبنانية جدير بالفوز بها، وهو الفيلم الوحيد الناطق بالعربية فى برامج المهرجان إلى جانب الفيلم المصرى «١٨ يوماً» الذى يعرض فى برنامج «مصر ضيف المهرجان».

هذا هو الفيلم الروائى الطويل الثانى لمخرجته بعد «سكر بنات»، الذى عرض فى «نصف شهر المخرجين» فى مهرجان كان عام ٢٠٠٧، واعتبر من أهم «اكتشافات» المهرجان ذلك العام، وحقق نجاحاً دولياً كبيراً عند توزيعه فى عشرات الدول على نحو ربما لم يتحقق لأى فيلم ناطق بالعربية من قبل. وتؤكد نادين لبكى فى فيلمها الجديد أنها من المواهب الأصيلة على الصعيد العالمى، وليس فقط على الصعيدين اللبنانى والعربى.

إنها مؤلفة سينما بكل معنى هذه الكلمة، ليس لأنها تخرج وتمثل وتشترك فى كتابة سيناريوهات وحوارات أفلامها، وتغنى وترقص أيضاً، ولكن أساساً لأنها تعبر عن عالم فنى خاص بأسلوب بسيط وعميق فى آن، ومن النماذج القليلة للمخرجات العربيات اللواتى يصنعن أفلاماً يصعب أن يصنعها مخرجون رجال، فهى تعبر عن تفاصيل لا تدركها إلا النساء، وتصنع أفلامها من كل وجدانها وعقلها وحواسها، ويتفجر فيلمها بحب جارف لشخصياتها وعشق واضح لبلادها: بيروت فى «سكر بنات»، وقرية جبلية فى «هلا لوين»، أو «والآن إلى أين»، حسب ترجمة العنوان الإنجليزى.

النساء يصنعن السلام

لا أدرى إن كانت المخرجة اللبنانية قرأت مسرحية أريستوفانيس عن مقاومة النساء للحرب، وهو مؤسس فن الكوميديا فى المسرح اليونانى القديم فى القرن الخامس قبل الميلاد، فمضمون مسرحيته هو نفس مضمون الفيلم مع اختلاف الشكل والموضوع واختلاف الثقافة: الرجال يصنعون الحرب والنساء يصنعن السلام، وهو تحيز مقبول لأنه حقيقى وصادق وليس من الفراغ.

نادين لبكى فى «هلا لوين» تصرخ صرخة مدوية فى الوقت المناسب تماماً ضد الحروب الدينية والطائفية والعرقية التى تهدد لبنان ومصر والعديد من الدول العربية والأفريقية، وبأسلوب يتواصل مع مختلف مستويات جمهور السينما حتى يستمع إلى صرختها أكبر عدد ممكن من ذلك الجمهور.

القرية معزولة عن العالم الخارجى، ويعيش فيها المسلمون والمسيحيون منذ قرون طويلة فى حب وسلام لا يفرق بينهم اختلاف الأديان أو الطوائف، وتجمعهم الثقافة العربية. وما الغريب فى ذلك وهى ثقافة تتضمن الأديان السماوية الثلاثة التى وجدت كلها فى نفس المنطقة: موسى من مصر وعيسى من فلسطين ومحمد من شبه الجزيرة العربية عليهم جميعاً الصلاة والسلام. وعزلة القرية تبدو متعمدة من نسائها حتى لا تصل إلى رجالها أخبار المعارك بين المسلمين والمسيحيين هنا وهناك، وتعبر فى نفس الوقت عن حقيقة أن لبنان يستخدم كأرض للصراع بين أطراف من خارجه. والفيلم يبدو مثل حكايات ألف ليلة وليلة الخيالية، فهو لا يناقش الحرب، وليس فيه ولا لقطة واحدة لأى معارك من أى نوع، وإنما يؤكد عبث الحرب الدينية وضرورة تحقيق السلام.

إنسان واحد وعالمان

وفى فيلم كيورسماكى «الهافر» رؤية إنسانية بديعة لعالمنا اليوم وكأن تشيكوف يقف وراء الكاميرا، وهو الكاتب الروسى العظيم الذى قال يوماً «إن قدس الأقداس عندى هو الإنسان». ففى الميناء الفرنسى الشهير «الهافر» حيث أقصر مسافة تربط بين فرنسا وبريطانيا بحراً، هناك أكثر من معسكر للمهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا السوداء والعربية. والشخصية الرئيسية ماسح أحذية فقير، ولكنه يملك أخلاق النبلاء، ويسعى طوال الفيلم لإنقاذ صبى أفريقى دخل فى صندوق كبير للشحن مع جده وآخرين، وهرب فور وصوله فأصبح مطلوباً من الشرطة. وكل ما يريده الصبى أن يصل إلى أمه التى هاجرت إلى لندن، وهو الحلم الذى يحققه له ماسح الأحذية بالتعاون مع كل سكان الحى الفقير الذى يسكن فيه، وبتعاون حتى كبير مفتشى الشرطة.

فيلم كبير من فنان كبير عن قضية كبيرة، ومصنوع بأسلوب واقعى حداثى جميل ونقى، ويحتضن كل البشر بروح عالية وتفاؤل عميق بأن الإنسان واحد رغم أن العالم ليس واحداً، وإنما عالمان منفصلان للفقراء وغير الفقراء.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

19/05/2011

 

خواطر ناقد

في كان نجوم بوليوود آلهة في الهند

بقلم: طارق الشناوي 

فاكهة المهرجانات هي السينما الهندية سواء عرضت داخل المسابقة الرسمية أو كان موقعها علي هامش المسابقة فإن لهذه السينما سحرها الخاص وأيضا سرها الخاص، انها تركيبة تبدو للوهلة الأولي بسيطة ومباشرة حيث تلعب علي التناقضات بين الدموع والابتسامات، الحب والحقد، الغني الفاحش والفقر المدقع!!

علي هامش المسابقة الرسمية لمهرجان »كان« عرض الفيلم الهندي »بوليوود أعظم قصة حب«. يروي الفيلم حكاية السينما ونكتشف بين تتابع لقطات الفيلم أن العمق الحقيقي للسينما الهندية يبدأ من الهند وحالة العشق التي نراها في العالم لتلك السينما انطلقت من عشق مجنون للسينما في الهند حتي أنهم يطلقون علي النجوم الهنود لقب الهة بل يحجون إليهم، وعرفت مثلا لأول مرة أن »اميتاب باتشان« في كل يوم أحد يهرع إليه الآلاف من المعجبين وذلك علي مدي تجاوز ٥٢ عاما وهم يحرصون علي هذا الطقس. بالتأكيد فإن نجومية »باتشان« قد تأثرت مع مرور الزمن بعد أن صعد نجوم شباب صار لديهم حضورهم ومساحتهم لدي الجمهور إلا أن »باتشان« قد تأثرت مع مرور الزمن بعد أن صعد نجوم شباب صار لديهم حضورهم ومساحتهم لدي الجمهور إلا أن "باتشان" لا تزال له في قلوب الجمهور الهندي مكانة خاصة.. أتذكر أن إذاعة "بي بي سي" البريطانية أرادت في مطلع الألفية الثالثة  أن تختار نجم القرن العشرين بين كل نجوم العالم وبينما انقسم الأمريكيون والأوربيون في اختيار نجم القرن فإن الهنود جميعاً تجمعوا حول اختيار "باتشان" فنان القرن العشرين علي مستوي العالم وهكذا تم تتويجه نجماً للقرن العشرين متجاوزاً في عدد الأصوات نجوم عالميين بحجم "شارلي شابلن" و "أورسون ويلز" و"جريجوري بيك" و "جاك نيكلسون" وغيرهم من أساطير فن الأداء في العالم أجمع الذين لمعوا منذ ميلاد السينما في العالم وحتي عام 2000.. كان تعقيب "باتشان" وقتها أن الهنود هم السبب في تلك المكانة التي حظي بها ولم يقل مثلاً أنه الأهم والأروع مستعيناً بالأرقام التي حققها استفتاء الإذاعة البريطانية وكان "باتشان" واثقاً أن النجاح الذي حظي به هو ما يستحقه ولكن من خلال الجمهور الهندي.. لا شك أن "باتشان" له أيضاً جمهوره في العالم كله إلا أن الهنود يشكلون القسط الأكبر من تلك وأتذكر تلك المظاهرات التي كانت تصحبه في مهرجان القاهرة منذ هبوطه إلي المطار ولكن يظل أن الهند حالة أخري وكشف فيلم "بوليوود" علي أن الحب لا يزال في النفوس مشتعلاً.. السينما في "بولييود" وتلك الكلمة تعني "بومباي" وبالطبع فإنه يتم نطقها في العالم كله علي طريقة هولييود بومباي في الهند كمدينة تساوي هولييود في أمريكا  فهي مصنع الأحلام في العالم بينما تنتج  الهند في العام الواحد ثلاثة أضعاف ما تنتجه أمريكا في العام حيث يتجاوز الرقم ألف فيلم.. تستطيع أن تري في تلك السينما حالة الموسيقي الصاخبة والرقص والإيقاع والنساء الجميلات والقصص الميلودرامية.. الفيلم الهندي أتحدث بالطبع عن الوجه المألوف لنا وفي العالم كله يحيل خيال الناس إلي واقع يعيشونه أو يأملون أن يعيشوه وهم يصدقون المبالغات لأنها تحيل هزائمهم في الحياة إلي انتصارات.. الميلودراما من الناحية العلمية تعني مزج بين الموسيقي والدراما وتعيش دائماً هذا التوافق في الفيلم الهندي وتعيش أيضاً تلك المبالغات لأن الحياة نفسها لا تخلو من مثل تلك المبالغة.. في الهند تجد الفقراء يمثلون واحدة من أكبر الشرائح في العالم وتجد أيضاً أن الأثرياء يمثلون شريحة من أكثر النسب في العالم إنها بلد التناقضات.. الفيلم حرص علي أن يروي تاريخ الهند السياسي وقدم لقطات لغاندي الزعيم الهندي الذي كان يدعو إلي وحدة الهند ودفع حياته ثمناً لذلك عندما اغتالته يد الإرهاب والتطرف والعنف لإيقاف تلك الدعوة.. ورغم ذلك فإن الهند بلد التسامح الديني الأغلبية الهندوسية لا تقهر الأقلية المسلمة التي تصل إلي 12٪ من عدد السكان.. الناس تختار نجومها بعيداً عن الديانة ورئيس الهند مسلم برغم أن الرئيس في النظام الهندي ليست له صلاحيات حيث إن رئيس الوزراء هو الحاكم للبلاد!!

والحقيقة هي أن تلك البساطة التي تعبر عنها المشاعر المباشرة للشعب الهندي في علاقته بالسينما حيث إنه يحيل النجوم إلي آلهة هي بالتحديد تعبر عن هذا الإحساس الذي كان العربي القديم قبل الأديان يشعر به حيث انه كان يبحث عن الآلهة ويقوم بصناعتهم من التمر وعندما يستبد به الجوع لا يجد أمامه سوي أن يلتهم تلك الآلهة غير آسفاً عليها ومع مرور الزمن يخلق آلهة جديدة.. كل النجوم في العالم هم بشكل أو بآخر ترديد تلك الحالة إنهم يخلقونهم ثم يعبدونهم وبعد ذلك يلتهمونهم ويبحثون عن آلهة جديدة غير قابلة لفترة زمنية وبعد ذلك يبحثون عن آخرين لتتكرر نفس التجربة!!

أما في الهند فيبدو أن الأمر مختلف الأساطير تظل أساطير.. نعم تولد أساطير حديثة لأن لكل عصر مفرداته ونجومه ولكن الشعب الهندي علي عكس كل الجماهير في العالم لا يأكل نجومه!!

أخبار النجوم المصرية في

19/05/2011

 

أوراق شخصية

الأطفال يسرقون الأضواء في مهرجان كان 

رسالة كان بقلم: آمال عثمان

أصعب ما يواجه الناقد في مهرجان سينمائي كبير بحجم مهرجان »كان« هو الاختيار، فمهما كانت قدرته علي المشاهدة والركض بين صالات العرض فإنه لا يمكنه في النهاية مشاهدة كل ما يرغب في رؤيته، لذلك يسعي كل ناقد من اليوم الأول إلي إعداد قائمة اختياراته من بين مئات الأفلام المعروضة، لكننا لا نتمكن- بأي حال من الأحوال- من  مشاهدة أكثر من  خمسة أفلام في اليوم الواحد! أي أننا نقضي حوالي 12 ساعة داخل قاعات مظلمة نتابع أحدث ما قدمه صناع السينما دون ملل أو كلل، هذا بخلاف الوقت الذي نقضيه أمام القاعات في طوابير طويلة انتظارا للدخول حيث يحضر المهرجان 4500 ناقد وصحفي من مختلف دول العالم، كلهم يتسابقون علي مشاهدة الأفلام! لذلك فمن المألوف أن نسمع أصواتا قادمة من أحد جوانب صالة العرض السينمائي تفضح صاحبها الذي غط في نوم عميق!

ورغم أننا مازلنا في الأيام الأولي إلا أن الأفلام التي عرضت علي شاشة المهرجان حتي الآن نجحت إلي حد كبير في أن تسرق النوم من العيون، وتمنحنا قدرا كبيرا من اليقظة والمتعة والفن! وتعوضنا  الحرمان من الاستمتاع بنهار المدينة الجميل وشمسها الذهبية، ومياهها الفيروزية التي ترسو حولها »يخوت« مشاهير الأثرياء والنجوم، وليلها الساهر المرصع بأغلي المجوهرات وأرقي الملابس وأفخر العطور.

ولأول مرة تمكن جمهور صالات العرض في مختلف أنحاء  فرنسا  من متابعة مراسم حفل الافتتاح بصورة حية ومباشرة، حيث اتفقت إدارة المهرجان مع قناة التليفزيون »كنال بلس« صاحبة الحق في نقل الحفل علي السماح لحوالي 400 دار عرض سينمائي في فرنسا بأن تعرض فيلم الافتتاح " منتصف الليل في باريس" للمخرج الأمريكي الشهير وودي آلان ليعيش جمهورها تلك اللحظة بشكل مباشر ويشاهدون فريق عمل الفيلم وهو يصعد فوق السجادة الحمراء.

والفيلم الذي عرض خارج المسابقة الرسمية يمزج بين الرومانسية والكوميديا الساخرة، ويحمل رسالة عشق بتوقيع مخرجه لمدينة النور والفن والجمال، ومن خلاله يستكمل وودي آلان رحلة بحثه حول علاقة الإنسان بالتاريخ والفن والمتعة والحياة من خلال شاب أمريكي يقوم بتأليف كتاب عن نجوم الزمن الجميل الذين أثروا الحياة الإنسانية في بداية القرن العشرين، وتلعب الصدفة دورا في حياته عندما تفرض ظروف العمل علي عائلة خطيبته السفر إلي باريس ويكون بصحبتهم، وهناك تستهويه الحياة الباريسية حتي يجد نفسه في منتصف الليل بصحبة كوكبة من أشهر فناني وأدباء وشعراء القرن العشرين: إرنست هيمنجواي وبابلو بيكاسو وسكوت جيرالد ولويس بونويل وجيرت رودستاين زوجة بيكاسو وعشيقته أدريانا التي يقع البطل في النهاية في غرامها ويصطحبها إلي القرن الثامن عشر!

ويبدأ الفيلم بصور لأشهر معالم العاصمة الفرنسية باريس بعيون عاشق أمريكي يعيد نجوم الماضي إلي الحياة ليشاركوا البطل أحلامه وخواطره وحنينه للزمن الجميل!

ولاشك أن هذا الشريط السينمائي يعتبر فيلما افتتاحيا بجدارة، ويحمل قدرا كبيرا من المتعة الفنية والسحر والجاذبية ويصنع حالة من البهجة لدي المشاهد، والحق أنه ليس غريبا علي المخرج المخضرم وودي آلان أن يصنع مثل هذا الفيلم الجميل عن مدينة النور والفن والجمال، فالمخرج الأمريكي الكبير يقول دائما في أحاديثه : »لو لم أكن أعيش في نيويورك لتمنيت العيش في باريس «!

ويشارك في بطولة الفيلم عدد كبير من الممثلين والنجوم مثل أوين ويلسون وراشيل ماكدمس وكيتي باتس وماريون كوتيارد، كما تشارك في الفيلم عارضة الأزياء كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي التي لعبت دورا صغيرا أدت خلاله شخصية مرشدة سياحية، والغريب أن أداءها جاء باهتا وكان حضورها ضعيفا علي الشاشة، رغم وجود مخرج كبير بحجم وودي آلان! وهو ما جعلني أحاول البحث عن السبب في اختيارها لدور لا يحتاج امرأة جميلة أو مثيرة؟

وقد أثار غياب »كارلا« عن حفل الافتتاح العديد من الشائعات!! حيث كان منظمو المهرجان يأملون حتي اللحظات الأخيرة في حضور السيدة الأولي، إلا أنها قالت في لقاء مع موقع »آر تي أل.فر« قبل يوم من حفل الافتتاح: »كنت أحلم بحضور المهرجان، إلا أني لسوء الحظ لن أتمكن من ذلك، لأسباب شخصية و مهنية أيضاً«، وقد عزز هذا الغياب الشائعات التي ترددت حول انتظارها حدثاً سعيداً! وقد ساهمت كارلا في تزايد تلك الشائعات بسبب تجنبها الإجابة علي بعض التساؤلات معللة ذلك بأنها لا تريد الحديث عن حياتها الشخصية، لأن لديها شيئا تريد حمايته!

> > >

علي الجانب الآخر ينتظر الجمهور والنقاد فيلم »لاكونكيت« أو »الغزو« الذي يصور الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ووصول ساركوزي لكرسي الحكم من خلال انتخابات عام 2007، وانتهاء زواجه الأول من سيسيليا، واتهامه باعتلاء كرسي الرئاسة بالخداع، وكيف أن الرجل نجح في الحصول علي السلطة مقابل أن يفقد زوجته!

والفيلم من إخراج الفرنسي »زافير ديورينجر« ويعرض في القسم الرسمي خارج المسابقة ويؤدي شخصية ساركوزي الممثل الفرنسي دينيس بوداليدس، وتقوم بدور زوجته الأولي سيسيليا الممثلة فلورانس برنيل .

> > >

الأمر المثير للانتباه هو سيطرة قضايا الأطفال علي اهتمام صناع الأفلام التي عرضت في المسابقة حتي الآن، بل أن الأطفال هم أنفسهم أبطال لبعض تلك الشرائط السينمائية، مما يجعلهم ينافسون بقوة علي جائزة أفضل ممثل، ويأتي في مقدمة تلك الأعمال فيلم الأخوين جان بيير ولوك دارديني »الصبي علي الدراجة« ويدور حول طفل سيريل »12 سنة«  يبحث عن والده الذي تركه في دار للأطفال وانتقل للعيش في مدينة أخري، بعد أن شعر أن الطفل أصبح عبئا ثقيلا عليه وأنه غير قادر أن يظل مسئولا عنه، وخلال رحلة بحث الطفل عن والده يلتقي بسيدة تدعي »سامانتا« تمتلك صالونا لتصفيف الشعر، تعيد له دراجته التي باعها والده قبل أن يرحل، وتساعده في العثور علي والده  الذي ينشغل بمشروع افتتاح مطعم جديد، لكن الأب يرفض أن تكون له أي علاقة بالابن، أو أن يمنحه وعداً برؤيته أو الاتصال به ولو مرة كل شهر! مما يولد لدي الطفل حالة من الغضب والعنف والرغبة في الانتقام من نفسه ومن الآخرين، وتحاول المرأة أن تعوضه عن فقدانه لحب وحنان والده، وتطلب من دار الأطفال  أن يقضي معها أجازة نهاية الأسبوع، وتضحي بالشخص الذي تحبه بعد أن خيرها بين بقاء »سيريل« وبين استمرار علاقتهما! لكن الطفل يتعرف علي شاب يقوده إلي جريمة سرقة كادت أن تتسبب في مقتل أحد رجال المدينة وابنه! ويهرب الطفل ويذهب مرة أخري لوالده ليعطيه الأموال التي حصل عليها، لكن والده يلقي بالمال في وجهه ويطرده، فيعود إلي »سامانتا« التي تساعده من أجل أن يتنازل الرجل عن القضية، وتنجح هي في المقابل في أن تجعل الطفل يسترد نفسه بالحب والاحتواء والحنان . 

والفيلم مثل كل أفلام الأخوين دارديني التي تتناول قضايا إنسانية  شديدة الخصوصية وأفكاراً بسيطة وعميقة، تجسد صورة واقعية للحياة وتصور النفس البشرية وتناقضاتها، لكنه يختلف تماما عن الأعمال السابقة التي تتميز بحركة الكاميرا السريعة الحادة وعدم استخدام الموسيقي التصويرية والاعتماد علي الأصوات الطبيعية فقط، هذا إلي جانب الأجواء الكئيبة والقاسية التي كانت تحيط بجو الفيلم، لكننا هنا نجد كاميرا تتحرك في هدوء بمصاحبة الموسيقي التصويرية، وقد سبق وفازالأخوان دارديني بالسعفة الذهبية عن فيلم روزيتا عام 1999، لكن هل ستتاح لهما فرصة الفوز وسط تلك المنافسة القوية؟

> > >

والفيلم الآخر الذي يشارك في بطولته طفل هو »مايكل« للمخرج النمساوي »ماركوس شالينزر« ويعد من أسوأ الأفلام التي عرضت في المسابقة حتي الآن، حيث يصور آخر خمسة شهور في حياة موظف يبلغ من العمر 35 عاماً يحتجز طفلاً عمره 10 سنوات ليقيم معه علاقة جنسية شاذة، ورغم أن الفيلم لا يحتوي علي مشاهد جارحة، إلا أنه خلق حالة من الاستياء دفعت النقاد إلي إطلاق صيحات الغضب في صالة العرض بعد انتهائه!

> > >

كما قدمت المخرجة الاسكتلندية الموهوبة »ليني رامساي« فيلمها الجميل »يجب أن نتحدث عن كيفين« بطولة الممثلة العبقرية »تيلدا سوينتن« و»إرزا ميللر«.. الفيلم الذي تم عرضه في أول أيام المهرجان مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم وتدور حول علاقة مرتبكة بين أم وطفلها نتعرف عليها من خلال مشاهد الفلاش باك، وهي تحاول أن تلملم شتات نفسها وتستعيد شريط أحداث حياتها المحطمة، وسط نظرات إدانة ومشاعر استنكار من أهل بلدتها، ومن تلك الصور والمشاهد التي تتذكرها الأم يظهر كيف تعرفت »إيفا« علي زوجها وأنجبت منه »كيفين« الطفل الذكي العنيد شديد البكاء منذ ولادته، ولكنه يعارض أمه في كل شيء، بل ويكن لها مشاعر كراهية وازدراء، في حين تتخبط مشاعر الأم بين الغضب والكراهية والخوف، وعندما يكبر ويصبح مراهقا تزداد تصرفاته سوءا وسط استسلام الأب أو عدم اكتراثه، ويكشف الفيلم بجرأة وقسوة ما يمكن أن يحدث عندما يدرك الابن مشاعر الكراهية الدفينة لدي أمه وانعكاس ذلك علي حياته وتصرفاته ومبادلتها تلك المشاعر بمثيلتها دون إخفاء!

والفيلم الآخر الذي يتناول عدداً كبيراً من قضايا الأطفال في العصر الحديث هو فيلم المخرجة والممثلة الفرنسية مايوين »بوليس« ويدور حول فرقة الشرطة المتخصصة في حماية الأطفال، ويرصد بشكل توثيقي العديد من قضايا وجرائم الاغتصاب والعنف التي يتعرض لها الأطفال في المجتمع الفرنسي، وبالتوازي تقترب المخرجة التي شاركت بالتمثيل في الفيلم من الحياة الخاصة لفريق الشرطة وتكشف ما يتعرضون له من ضغوط نفسية واجتماعية وأسرية، وتؤدي المخرجة دور مصورة فوتوغرافية مكلفة بتوثيق عمل فريق الشرطة، وتتولد بينها وبين أحد أعضاء الفريق قصة حب، ويبدأ المشاهد في متابعة علاقات هذا الفريق ببعضه، ورغم العنف والقسوة التي تظهر من خلال القضايا والجرائم التي تستعرضها المخرجة إلا أن الفيلم لا يخلو من مشاعر عاطفية وإنسانية وكوميدية، منحت الفيلم حالة استثنائية! وجسدت الخطر الذي يواجهه الأطفال باعتبارهم أكثر ضحايا العصر والتقدم!

> > >

وهذا العام تشارك لأول مرة 4 مخرجات في المسابقة الرسمية، وإذا كانت اثنتان منهن قد صنعتا فيلميهما عن عالم الطفولة، فإن المخرجة الثالثة وهي الاسترالية »جوليا لي« قد اختارت موضوعاً شائكاً في أولي تجاربها السينمائية الروائية من خلال فيلم »الجمال النائم« ويصور الفتاة الجامعية »لوسي« التي تكتفي بالعمل  في أكثر من مكان لكسب المال، لكنها تتحول أيضا لفتاة ليل في المساء! ويقودها إعلان يطلب فتيات حسناوات للتعرف بسيدة تدعي »كارلا« تقدم خدمات جنسية للرجال الأثرياء المسنين! وتوافق الفتاة علي العمل ضمن مجموعة فتيات لتقديم الأطعمة والمشروبات في سهرات هؤلاء الرجال الأثرياء ولكن بملابس من نوع خاص! وعندما تطرد من منزلها وتحتاج مالاً إضافياً تعرض عليها »كارلا« عملاً آخر يشترط أن يتم تخديرها ووضعها في مخدع فاخر لتمضي ليلة لا تعرف أحداثها! لكن »لوسي« تقرر أن تشتري كاميرا صغيرة تسجل بها تفاصيل ما يحدث لها أثناء نومها، بعد أن ترفض كارلا تماماً أن تمنحها هذا الحق!

وتأتي المخرجة الرابعة ناعومي كاوسي من اليابان بفيلم هاينزو نوتسوكي الذي تنافس به بقوة علي أحد أهم جوائز المهرجان الذي يعلن جوائزه يوم الأحد القادم وسط حشد كبير من نجوم السينما الفرنسية والعالمية .

أخبار النجوم المصرية في

19/05/2011

 

مهرجان كان يختفي بمصر والسينما المصرية  

وجه تييري فيرمو المدير الفني لمهرجان كان السينمائي تحية لمصر في الحفل الذي أقيم مساء الأربعاء مع عرض فيلم "18 يوم"، العمل الجماعي الذي شارك فيه  10 من السينمائيين المصريين ويدور حول أحداث الثورة المصرية في ميدان التحرير.

وقال تيري إن "مصر بلد كبير للسينما، كانت تشكل وجودا دائما في مهرجان كان، عبر عن ذلك يوسف شاهين، ولكن ليس فقط بل من خلال العديد من السينمائيين أيضا، وهذا هو القول ليس إشادة بالماضي والتاريخ والمجد والعظمة فقط ولكن الحاضر والمستقبل للسينما المصرية".

وحضر العرض يسرا ويسري نصر الله واحمد الفيشاوي وكاملة ابو ذكري ومريم ابو عوف والمنتج محمد حفظي والمخرج مروان حامد ومنى زكي واحمد حلمي وغيرهم.

والقت مريم أبو عوف كلمة بالانجليزية أعربت فيها عن سعادتها بالاشتراك في هذا الفيلم وشكرت المهرجان الذي استضافه.

وقالت "عند تصوير الفيلم قبل ثلاثة أشهر ، لم يفكر أحد في عرضه هنا في مهرجان كان، وأود أن أهدي إلى كل شخص منح حياته للثورة التي استمرت 18 والى كل الذين فقدناهم".

وتحدث المخرج يسرى نصر الله عن النفس الجديد  للحرية الذي أصبح يجتاح العالم العربي اليوم.

تكريم مصر كدزلة ضيف للمرة الاولى في تاريخ مهرجان كان، يتواصل اليوم الخميس مع عرض فيلم "صرحة نملة" الفيلم الروائي الطويل الجديد لسامح عبد العزيز، وعرض كلاسيكية "البوسطجي" لحسين كمال. 

طرد لارس فون ترايير من مهرجان كان بسبب تصريحات مسيئة لاسرائيل

أصدرت ادارة مهرجان كان السينمائي بعد اجتماعها بكامل هيئتها يوم الخميس 19 مايو، قرارا باعتبار المخرج الدنماركي (الشهير) لارس فون ترايير "شخصا غير مرغوب في وجوه" وطرده بالتالي من المهرجان على الفور.

واعتبرت الادارة ان تصريحات فون ترايير اساءة استخدام لمنبر مهرجان كان من اجل نشر تصريحات مناهضة للتسامح حسبما جاء في البيان الذي صدر عن الادارة ووقعه جيل كاكوب المدير العام للمهرجان.

وكان فون ترايير قد قال خلال المؤتمر الصحفي لمناقشة فيلمه المدرج في المسابقة اؤسمية بالمهرجان يوم الاربعاء بأنه "نازي" و"يفهم هتلر".. وذلك على سبيل المزاح والمغالاة في التعبير التي هرف بها المخرج صاحب "راقصة في الظلام" و"تحطيم الأمواج" وقال ايضا ان هتلر "ليس بالشخص الذي ينمن وصفع بالانسان الجيد لكني افهمه واتعاطف معه قليلا. بالطبع انا اتعاطف مع اليهود.. انني الى جانبهم.. ولكن ليس  كثيرا جدا.. لا ليس كثيرا لأن اسرائيل ضربة في الرأس".

وقد عاد فون ترايير فاعتذر عن تصريحاته وقال ان لسانه افلت رغما عنه وانه لم يقصد الاساءة الا ان جيل جيكوب رفض الاعتذار.

وبهذا القرار الذي لا مثيل لخ في تاريخ المهر جات طوال 64 عاما أصبح مصير فيلم "كآبة" لفون ترايير المارك في المسابقة، غير واضح واكن غالبا سيبقى الفيلم في المسابقة وان كان حظه في الحصولال على أي جائزة قد أصبح في ادراج الرياح حاليا!

عين على السينماا في

19/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)