كان أمراً لافتاً اختيار فيلم وثائقي، لمخرج عراقي شاب، كي
يكون فيلم افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان الخليج السينمائي (التي انطلقت
مساء
14/4/2011).
وسيزداد الأمر تشابكاً عندما ننتبه إلى أن جداول عروض المهرجان، سوف
تتضمن العديد من الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام الوثائقية، والروائية
القصيرة،
لأسماء مخضرمة وهامة في تاريخ السينما العربية، من ناحية،
ولأسماء شابة جديدة
ومتميزة، أسست لحضورها اللافت، خلال السنوات الأخيرة، من ناحية أخرى.
قرار شجاع
دون شك، أن يتم اختيار فيلم وثائقي، ولمخرج شاب. وهو قرار ينطوي، دون أدنى
شك، على
العديد من الدلالات، التي ينبغي لجمهور المهرجان، وللسينمائييين الخليجيين،
قبلهم،
الانتباه إليها، والتقاط الرسائل الفنية والتقنية، التي تقف خلف هذا
القرار، الذي
كان له أن يثير مواقف متعددة، بين مؤيد بقوة، وبين متردد،
ومتسائل، وربما
معترض!..
وما بين هذا وذاك، يبقى أننا ممن ينحازون لمثل هذا القرار الجريء،
الذي
نراه ينطلق من وعي دقيق، بهوية هذا المهرجان، وغاياته وأهدافه، والأسباب
التي وُجد
من أجلها!.. فإذا كان من الطبيعي أن يسعى مهرجان دبي السينمائي
الدولي، لاستحضار
أهم أفلام العام، في العالم، ليكون فيلم الافتتاح، كما فعلت الدورة
الأخيرة، قبل
أشهر معدودات (نهاية العام 2010)، والتي افتُتحت بفيلم «خطاب الملك»، وهو
أثبت أنه
فيلم العام بحق. فإن على مهرجان الخليج السينمائي، أن يذهب في اتجاه آخر،
وموازٍ
تماماً. اتجاه البحث عن فيلم جديد، لشاب ينبئ بموهبة قادمة،
يمكن له أن يكون حافزاً
ودافعاً ومحرضاً لنظرائه، من المخرجين الخليجيين الشباب، والطامحين لدخول
عالم
صناعة الفيلم، في الخليج العربي، تحديداً.
لا يتردد رئيس المهرجان؛ السيد عبد
الحميد جمعة، في وقفة خاصة، في التعبير عن نقاط عدة، رأى أنها
كانت الحاسمة في
اختيار هذا الفيلم للإفتتاح. ويصل من ثم إلى استخلاصات دقيقة، تحوّل هذه
النقاط
إلى مجموعة
من الرسائل، التي يرجوها أن تصل واضحة، مفهومة، إلى المخرجين الخليجيين
الشباب،
الذين وُجد هذا المهرجان من أجلهم.
هذا فيلم لمخرج شاب، أمكن له بالقليل من
الإمكانيات المادية، والبسيط من الإمكانيات التقنية، صناعة
فيلم يستحق الوقوف
أمامه؛ مشاهدته، والتأمل فيه، واحترام الجهد المبذول فيه. لعل في هذا درساً
للمخرجين الشباب، خاصة من أولئك الذين يتذرَّعون بعدم توفر الإمكانيات،
ويطالبون
بالكثير، حجّة لإقدامهم على صناعة أفلامهم.
لم يحتج هذا المخرج الشاب، سوى
لكاميرا صغيرة، زهيدة الثمن، وبإمكانيات تقنية رقمية محدودة،
ودونما أجهزة إضاءة،
أو أجهزة صوت، ودونما الكثير من المعدات الثابتة والمتحركة: لا شاريو ولا
كرين ولا
جيمي جيب، لينجز فيلماً مؤثراً، يمكن له أن يكون فيلم افتتاح في مهرجان
سينمائي.
وهذا فيلم يؤشر بقوة إلى أهمية الصورة، بل وأهمية المبادرة إلى
التصوير، وإتقان استخدام الكاميرا، في كل وقت، وحين. إذ سنرى، في ثنايا هذا
الفيلم،
كيف تحوَّلت وقائع تصوير رحلة شخصية، بدت عادية في أحيان أولى،
كأنها لا تعدو أن
تكون لعبة فتى يافع بكاميرته الشخصية، فكان أن تحوَّلت إلى فيلم مؤثر، من
خلال
حادث، لم يكن له أن يكون عادياً، أو عارضاً في حياة هذا الشاب، وتحوَّل إلى
نقطة
انعطاف مصيرية في حياة هذا الشاب وأسرته، ونقطة تحوّل درامية
هامة في سياق الفيلم،
انتقلت به من مستوى الفيديو المنزلي، الذي ظهر عليه العمل في كثير من زمنه،
إلى
مستوى الفيلم، على ما انتهى عليه العمل.
وعلى مستوى المضمون، فإن الفيلم يعيدنا
بقوة إلى الموضوع العراقي، الذي سنرى أنه لن يكون غائباً في
الكثير من أفلام
المهرجان. ولكن أن يكون فيلم الافتتاح عن شأن عراقي راهن، في زمن الثورات
العربية،
التي أخذت اهتمام وسائل الإعلام إلى تونس ومصر واليمن وليبيا.. بعيداً عما
يجري في
العراق، الذي ما زال يحاول النهوض من دماره، ولملمة جراحه..
فهو تأكيد جدير
بالاهتمام، يذكِّر بأن المنعطف التاريخي الذي تشهده المنطقة، عموماً، إنما
بدأ من
العراق، وما شهده منذ قرابة عقد من السنوات، على الأقل، وأن ما يجري في غير
بلد
عربي، ينبغي له أن لا يُذهلنا عما جرى، ويجري، في العراق.
وقبل هذا وبعده، يبقى
أن الفيلم، بالصيغة التي أتى بها، امتاز بصفتين أساستين، هما: الصدق
والبساطة.
الصدق، إذ يدور الفيلم حول موضوع ذاتي شخصي
بحت، فبقي وفياً لهذا الموضوع، دون أي
ميل للادعاء، أو الفذلكة، أو التنظير. وبقي بعيداً، وبمنجاة عن
الشعارات، أو
الشطحات السياسية، أو الفكرية، التي وقعت بها أفلام عدة. بقي الفيلم صادقاً
مع
نفسه، ومع الشخصيات التي يلتقيها، أو يعبرها، ومع المواقف الضاحكة منها أو
الحزينة.
المبهجة منها أو الفاجعة. لا ميل هنا للابتذال، ولا للتصعيد الميلودرامي،
حتى في
أكثر اللحظات حزناً.
كما حافظ الفيلم على منهج البساطة، على الأقل من خلال
استعمال وظيفي للكاميرا، والابتعاد عن أي فذلكة بصرية، أو ولع بالمشهدية،
التي يمكن
أن تذهب بالاهتمام عن الموضوع الأساس، الذي كان عليه أن يتكثف
خلال ساعة من الزمن،
هي مدة العرض، فيما تتناول في الواقع تحولاً مصيرياً وحياتياً للمخرج الشاب
وأسرته،
وموقفه تجاه نفسه، وبلده، في آن. وبرز في الفيلم الاشتغال المونتاجي
الوظيفي،
أيضاً، الذي ينتقل من مشهد إلى آخر، ومن لقطة إلى تالية،
مكثفاً الحالة، ومختزلاً
الزمن، درءاً لأيّ وقوع في الملل، أو النفور، وإنقاذاً للفيلم من أي تكرار،
ودوران
حول الذات، أو مراوحة في المكان. دون إنكار وجود بعض الأخطاء المونتاجية
المتعارف
عليها، بالشكل المدرسي، أو التقليدي. ولكن من قال إن الفيلم
جاء تقليدياً
أصلاً؟..
الشاب العراقي: علاء محسن، الذي صعد، بدعوة من مدير المهرجان مسعود
أمر
الله آل علي، إلى المنصة، قبيل العرض، فتلكأ، وارتجف، وبحّ صوته، بين أيدي
الكلام،
أمام الجمهور الذي ملأ صالة العرض، يتقدمهم الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل
مكتوم،
والسيد عبد الحميد جمعة، رئيس المهرجان.. وبحضور نخبة واسعة من
نجوم الخليج العربي،
وحشد من المخرجين السينمائييين الخليجيين والعرب وغير العرب، وثلة من
النقاد،
والصحفيين، والطلبة، والمهتمين والمتابعين.. أقول: الشاب علاء محسن، الذي
بدا
مرتبكاً متلعثماً على الخشبة، سوف يتألق على الشاشة متحدثاً،
ومعبراً، ومعترفاً،
ومحاوراً، يقود الفيلم، ويحمله، دون أن يسمح للفيلم بالافلات منه في لحظة،
أو يترك
له فرصة الضياع من بين أيديه، أبداً.
فيلم «طفل العراق»، للمخرج الشاب علاء
محسن، وهو فيلم وثائقي موسط الطول (مدته 54 دقيقة)، ينتمي
بطريقته الخاصة إلى تيار
كامل من الأفلام العراقية الجديدة، التي تقوم ببنيتها على رحلة عودة من
بلاد المنفى
إلى العراق، لإعادة استكشافه، بعد سنوات غياب طويلة. تلك الرحلة التي
ستتحول في
الوقت نفسه إلى اكتشاف الذات أيضاً. الأنا الفردية، وأفراد
الأسرة، وواقع الأهل
والأقارب. ومعهم، الناس والأمكنة، والذكريات التي نامت طويلاً.
من «الدانمرك» إلى
«الديوانية»،
سيعود المخرج الشاب علاء محسن. ويعود بنا إلى وقائع العراق اليوم.
عراق الدمار، والجراح، والإهمال. ليس عراق
الموت، والرحيل الفاجع، فقط، بل عراق
الحرّ الشديد، وانقطاع الكهرباء. العراق الطارد لمن تبقى من
أبنائه، من الشباب
الذين لا زالوا يطمحون للمغادرة، والذهاب إلى الخارج، حتى تهريباً، أو
بطريقة غير
شرعية!..
من زاوية الرؤية هذه، قد لا يبدو فيلم «طفل العراق»، مفارقاً للكثير
من
الأفلام التي فعلت طراز هذه العودات المؤقتة. ولكنه من ناحية أخرى، وهي
الأهم، فإنه
فعل ذلك، بطريقته الخاصة؛ طريقة الشاب الذي لا زال في الحادية
والعشرين من عمره،
والذي وإن أمضى أكثر من نصف عمره في البعيد، في منفى اسمه «الدانمرك»، وعلى
الرغم
من أن هذه البلاد قدمت له الأمن والراحة المعيشية، إلا أنه بقي يتنازعه شوق
للوطن
الأم، وسؤال الانتماء الذي يحاول الفرار منه، فلا يستطيع.
يبقى من الجدير،
واستكمالاً للقول بصدد هذا الفيلم، إن مهرجان الخليج السينمائي، في دورته
الرابعة،
والتي ستستمر حتى العشرين من شهر نيسان/ إبريل الحالي، يشهد إقامة دورة
سينمائية
تخصصية، بإشراف المخرج الإيراني المعروف عباس كياروستامي، يتولى فيها العمل
مع 45
مخرجاً ومخرجة سينمائية، من خليجيين مواطنين، ومقيمين، ومخرجين
عرب وغير عرب، بما
يتكامل مع هوية المهرجان، وأهدافه، وغاياته، في الانتقال من كونه مجرد
«منصة عرض»،
لأفلام، إلى مساهم ومشارك في تأهيل أجيال قادمة من صنّاع الأفلام.
الجزيرة الوثائقية في
18/04/2011
جهات تحدد أسماء النجوم وأخرى تشترط اللغة الفرنسية
مخرجون عراقيون: أفلامنا أسيرة التمويل الأجنبي
دبي ـــ أسـامة عسـل
الراصد لوضع السينما العراقية الحالية، يجدها حالة خاصة في منطقة
الخليج، فرغم إرثها الطويل سينمائيا تعاني بشدة من انعدام المخصصات المالية
ما يدفع صناع الأفلام بها إلى اللجوء لفكرة التمويل من جهات خارجية، وهو ما
افرزه الواقع السينمائي في العراق من أعمال قدمها مخرجون عراقيون يحملون
جوازات سفر أوروبية، ومن ثم أصبحت إشكالية التمويل الأجنبي خصوصا في
السينما العراقية تلقي بشباكها حول هوية الفيلم، هذا ما تتناوله «البيان»
اليوم مع ثلاثة مخرجين عراقيين في «الخليج السينمائي» تختلف أعمارهم
وخبرتهم وتوجهاتهم، وأيضا أفلامهم التي تئن وجعا من التمويل ومساومات
التنازل عن الشكل والمضمون. يتناول المخرج العراقي قاسم حول المشهد الحالي
لصناعة الأفلام العراقية، قائلا: من الصعب في تقديري أن نقول إن الأفلام
العراقية تتقدم باتجاه تحقيق مستقبل ثقافي وفكري والسبب يعود إلى عدم وجود
القاعدة المادية للإنتاج السينمائي، والتي تحتاج إلى ضخ دائم لاستمرارها
وتواصلها والأهم طبعا وجود عملية استقرار، وهما من وجهة نظري عنصران
أساسيان في كل تجارب السينما بالعالم، صحيح الوضع السابق قبل سقوط النظام
الديكتاتوري كانت تتوافر فيه مقومات الصناعة من أكاديمية لتعليم فن السينما
واستوديوهات ومؤسسة سينما تمول وتشرف على كل المراحل وكانت هناك معدات
حديثة من كاميرات وأجهزة صوت ومعامل للتحميض والأرشفة، لكنها سخرت
لأيدولوجيا تلك الفترة وأفرزت أعمالا متخلفة تروّج لمنظومة الفساد آنذاك،
أما حاليا فالأمر لا يعدو عن كونه محاولات ومغامرات فردية قد يتحملها أشخاص
أو يلجؤون إلى جهات تمويل ودعم أجنبية تساومهم وتوجه معالجات تلك الأفلام
لصالح أغراضها باعتبارها المالكة لتلك الأعمال، وللأسف هذا هو الواقع
الحالي للسينما العراقية حيث أقول: دائما عندما تسقط السياسة يسقط النظام
وعندما تسقط الثقافة يسقط الوطن.
هوية الأفلام
وحول هوية الأفلام التي تمول من جهات خارجية ويصنعها مخرجون عراقيون
بالخارج، أكد قاسم حول بأن أفلام السينما العراقية لا تحمل هذا الاسم إلا
إذا كانت تصنع وتنتج داخل الوطن، فهي ثقافة تنتج في وطنها، فالسينما
الأميركية تنتج في أميركا والهندية في الهند والمصرية في مصر، ولا يمكن
مثلا أن أنتج سينما عراقية في الدنمارك، لأن إنتاج الفيلم يحتاج إلى واقع
مهم، كان تجريبيا أو سرياليا لابد له من واقع وكيف لا والسينما هي بالأساس
فن الواقع، وإذا أردت مثلا أن أنتج فيلما عن الأهوار فلن أذهب إلا إلى
منطقة الأهوار في العراق، والحالات التي تحدث في الخارج استثنائية وليست
قاعدة إنتاج للسينما. ويضيف قائلا: من خلال تجربتي عندما كنت في العراق
أنتجت أعمالا اقتربت من الواقع والحياة العراقية مثل (الحارس) و(لحظات
حاسمة) و(الأهوار) و(بيوت في ذلك الذقاق)، وعندما تركت العراق لأسباب قهرية
كنت أبحث عن موضوعات فيها كثير من المساومات مع نفسي لإنتاج فيلم خارج
العراق واسميه فيلما عراقيا، حتى جاءت تجربة فيلم (المغني) الذي يعرض حاليا
في مهرجان الخليج السينمائي، حيث حصلت فيها على دعم خارجي من فرنسا، وذهبت
إلى العراق بعد سقوط النظام لتصويره رغم المخاطر ومنها مثلا انفجار الفندق
الذي كنت أسكن فيه بعد مغادرتي له بثوان، ولكنني أريد أن أقف أمام هذا
التمويل الذي أعتبره غير بريء وللحصول عليه تحدث كثير من المساومات التي قد
نوافق على بعضها طواعية لعدم وجود بديل، وأشبه ما يحدث بين المخرج والممول
الخارجي بلعبة القط والفأر في أفلام ميكي ماوس، لتمرير تنفيذ الفيلم بأقل
الخسائر.
مآسي التمويل
ويسترسل المخرج العراقي في توضيح مآسي التمويل الأجنبي قائلا: هذا
التمويل الذي يشبه الهدية المسمومة يأتي غالبا منقوصا وليس كاملا إلا
استثناءات نادرة، وعندما نريد أن نكمل دعم الفيلم من جهات أخرى يكون لها
اشتراطات، فمثلا هناك جهات في فرنسا تشترط أن يكون العمل ناطقا بالفرنسية
أو تحدد أسماء بعينها نجوما للفيلم، وبالتالي أرى أن المزيد من المساومات
والاشتراطات تسبب خللا في ثقافة الفيلم وهويته، والتجارب في العالم العربي
لمثل تلك النوعية من التمويلات تؤكد ذلك وتدينه، وتجربتي أيضا في فيلم
(المغني) تندرج في هذا الجانب حيث حصلت على التمويل ناقصا ومن خلال اسمي
وخبرتي وصداقاتي وعلاقاتي في العراق، أكملت الناقص في شكل خدمات لوجستية
مجانية للأماكن والقصور والطائرات والسفن وموكب الحاكم وبعض الإكسسوارات
مثل الملابس والأسلحة وأشياء أخرى.
هموم المغتربين
ويتناول المخرج والمصور الفوتوغرافي والسينمائي المقيم في لندن قتيبة
الجنابي في اغلب أعماله السينمائية هموم المغتربين العراقيين، ومعاناتهم مع
المهجر، أو المنفى كما يفضل أن يسميه، فقد كانت هنغاريا أولى محطات المهجر
التي عاش فيها عقدا كاملا، ودرس فن التصوير الفوتوغرافي، وأنجز أطروحته عن
المخيمات الفلسطينية، إذ كانت قضية اللاجئين الفلسطينيين تثيره، بعدها
التحق بمعهد الفيلم السينمائي في بودابست لمتابعة دراسته للفنون
السينمائية، وحصل منه على شهادة الدكتوراه في علم الجمال السينمائي. يقول
قتيبة الجنابي إن العراق حاليا لا يوجد به سينما متميزة والأمر لا يخرج عن
كونه محاولات تعتمد على المغامرة والحس الفردي، وعلى الرغم من ابتعادي عن
العراق إلاّ أنني حريص على متابعة الأفلام العراقية، وأرى أن فن السينما
مهمل في العراق، وهذا هو سبب قلة وضعف بعض الأفلام العراقية المحرومة من
التمويل وإذا ما توفر لها الدعم المالي، فسوف تتخلص من الإطار الإقليمي
لتصل إلى العالمية كما حصل مع الفلم الإيراني.
سينما المنفى
وحول تجربة تمويله فيلمه الروائي الطويل (الرحيل من بغداد) والذي
يشارك في المسابقة الخليجية للمهرجان، يؤكد قتيبة الجنابي قائلا: إن الفيلم
من نوعية ما يطلق عليه (أفلام الطريق) وهو مغامرة أنتجت عبر قروض شخصية من
البنوك ومن دعم شقيقي سعد داود الجنابي، إلى جانب المساعدة المعنوية
واللوجستية التي قدمت على مستويات متعددة من قبل أصدقاء مثل مسعود أمر الله
مدير المهرجان وزملاء وجاليات عراقية، وقد صور في كل من بغداد ودبي
وهنغاريا وبريطانيا، وتبلغ مدته الزمنية ساعة ونصف الساعة، ويعتبر من
الأفلام العراقية الروائية التي نفذت في المنفى والتي يمكن أن نطلق عليها
(سينما المنفى) لأنها تعبر عن العراقيين خارج الوطن. وتحدث الجنابي عن مبدأ
التمويل الأجنبي للأفلام من قبل بعض الجهات قائلا: أنا للأسف لا أعرف أيا
منها ولا أستطيع أن أدخل في مساومات معهم، ومشكلتي الحقيقية تكمن في أنني
لا أمتلك أي مصدر مالي لتمويل مشاريعي الخاصة، ولهذا أضطر لاتباع مبدأ
التمويل الذاتي القائم على إمكانيات مادية ضعيفة وغير مشجعة تماماً الأمر
الذي يجعلني أتأخر كثيراً في الإنجاز، ومن دون هذا الدعم المادي لا يمكن
للسينما أن تستمر .
مرحلة حساسة
أما حيدر رشيد المخرج العراقي الشاب (في منتصف العشرينات) فينتمي إلى
جيل عراقي صاغت الغربة ملامح تكوينه من أب عراقي وأم إيطالية، يقف حائراً
أمام الهوية والوطن المفتقد، ووجد في الكاميرا نوعاً من حل يجوب بها مدن
الغربة (روما، نيويورك، لندن) علّه يرسم شكل محنته، قدم في الدورة السابقة
للخليج السينمائي فيلمه (المحنة) وفاز بالجائزة الثانية لمسابقة الأفلام
الطويلة وهذا العام يشارك بفيلم قصير يحمل عنوان (قبل العاصفة) يرصد تعبير
المصريين وهي مثقلة بالهموم عن مغيب الشمس قبل أن تهب عاصفة الثورة. ويعلق
حيدر رشيد على جهات التمويل الخارجي للأفلام قائلا: إنها تنظر إلى
المجتمعات العربية نظرة استشراقية بحتة، وبالتالي هم يريدون الصورة التي في
بالهم وهذا شيء خطير لا يجعلنا نقدم رسائل الأفلام التي نطمح لها ويحصرنا
ذلك في زاوية معينة لا تعرض الشكل الحقيقي للوطن بل الصورة المغلوطة التي
يريدون أن يروجوا لها في عيون الغرب.
هناء الزرعوني: مهندسة زراعة تعشق الإخراج السينمائي
الرمز والتضحية رسالة فيلم (غافة عوشة ـ
13 دقيقة) للكاتبة والمخرجة الإماراتية هناء الزرعوني التي ترجمت حبها
وعشقها للشجر باعتبارها مهندسة زراعية في عمل سينمائي، ينافس في (المسابقة
الخليجية) ضمن فئة الأفلام القصيرة في المهرجان خلال دورته الرابعة، حيث
تعترف بأن تواجدها للمرة الأولى على السجادة الحمراء خطفها في افتتاح
الفعاليات وجعلها تشعر بنجومية تتمنى أن تدوم. وفيلم (غافة عوشة) يخاطب
المشاعر الإنسانية مجسداً تضحية فتاة صغيرة بحياتها في سبيل عائلتها، حيث
تدور أحداثه حول فتاة صغيرة تُدعى (عوشة) وهي من حي شعبي في منطقة صحراوية
وأملاً في إنقاذ شقيقتها المريضة، تقوم (عوشة) بانتظار ساقي الماء (الهاوي)
كل يوم تحت شجرة الغاف حيث تحيطها قسوة الصحراء من كل جانب، وتمضي الأيام
ولا تزال عوشة في انتظار ساقي الماء في الوقت المناسب لإنقاذ شقيقتها لكنه
لا يأتي وتبقى الشجرة رمزاً لتضحية عظيمة.
هناء الزرعوني رئيسة شعبة المشاتل في دبي، مهندسة زراعية وحاصلة على
ماجستير أعمال تنفيذي، حبها لصناعة السينما جذبها للحصول على دورة في
أكاديمية نيويورك للأفلام بأبوظبي في صناعة الأفلام وأساسيات الإخراج
السينمائي، بعدها شاركت عام 2009 في جائزة الشيخ ماجد بن محمد للإعلاميين
الشباب وحصلت على المركز الأول عن فيلم (على الطريق السريع)، ثم توجهت
لكتابة سيناريو (غافة عوشة) بهدف الدخول في المهرجانات وقدمت السيناريو
لشركة إنتاج لدعم العمل في ابوظبي، والذي تشارك به حاليا في المهرجان و
تعتبره بابا واسعا لتحقق أحلامها. تفضل الزرعوني إخراج أعمالها التي تكتبها
بنفسها، ولكن تواجدها في المهرجان جعلها تغير تفكيرها عقب مشاهدة الأفلام
المعروضة والتعرف على صناع السينما من الشباب والكبار داخل وخارج الدولة،
والذين يمكن معهم تبادل المهارات الفنية المختلفة واستثمارها في عمل واحد.
تتوقع هناء الزرعوني خلال
10 سنوات أن تتواجد الأفلام الإماراتية على
ساحة صناعة السينما العالمية، وتؤكد أنها انتهت من كتابة جزء كبير من عملها
المقبل (أمل من إضاءة) الذي تقوم بإعداده للمشاركة به في مهرجان دبي
السينمائي، وأشارت إلى أنها تبحث حاليا عن ممول لإنتاجه، وتتمنى تقديم عمل
سينمائي (إماراتي ـ مصري) فهي تحب مدرسة المخرج المصري محمد خان، والمخرج
رامي عادل إمام الذي اخرج مسلسل (عايزة أتجوز) لأنه قدم العمل بطريقة
سينمائية.
مريم سلطان: تكريم «الخليج السينمائي» تتويج لمشواري الفني
مريم سلطان الملقبة بأم المسرح ممثلة إماراتية من طراز خاص لكونها من
أوائل الإماراتيات اللائي اقتحمن عالم المسرح، شاركت خلال رحلتها الطويلة
على مدى
33 عاماً في أكثر من
52 عملاً مسرحياً وظهرت في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية
منها مسلسل (حاير طاير) والفيلم القصير (المفتاح) للمخرج الشاب أحمد زين،
ولا يزال يتذكر الجمهور دورها في فيلم (بنت مريم)، وفي إطار تكريم (الخليج
السينمائي) لإنجازاتها في الفن لها كان معها هذا اللقاء..
·
ماذا يمثل تكريم مهرجان الخليج
السينمائي لك؟
سعادتي كبيرة بهذا التكريم لأنه تتويج يزيّن مشواري الفني، وهو تكليف
أكثر منه تشريف لأنه يضعني في مسؤولية وتفكير وتدقيق لاختيار ما سأقدم عليه
مستقبلاً.
·
من خبرتك الطويلة الفنية، متى
سنرى سينما إماراتية؟
أتوقع من
5 إلى
6 سنوات سيكون هناك جيل من الشباب قد
استزاد من الخبرة الكافية والتعاون مع مخرجين كبار، فالسينما مجال جديد
وكذلك مهرجان الخليج لا يزال في سنواته الأولى، ويرسخ حاليا بالتعليم
والاحتكاك والتوعية أهم عناصر البنية التحتية لنشاط سينمائي.
·
ما الفرق بين المسرح والتلفزيون
والسينما؟
المسرح هو أبو الكل لأنه المدرسة الكبيرة في التعليم لسهولة الحركة
فيه، أما التلفزيون أو السينما فيضعانك في زاوية ضيقة وإحساس المسرح اكبر
لأن مساحة الإبداع متواصلة ومتصاعدة ويليه الإذاعة ثم التلفزيون والسينما.
·
تعاونك مع الأجيال الجديدة من
السينمائيين، أفادك أم أفادهم؟
مشاركتي مع الشباب هدفها الإفادة والاستفادة فيجب على الممثل صاحب
الخبرات التعاون مع جيل الشباب وتشجيعه وأرفض فكرة أن العمل معهم يقلل من
شأني لأنهم في الأصل أولاد بلادي وأولادي أيضا، فيجب علينا الوقوف معهم لأن
ذلك من شأنه إفادتنا بأفكار جديدة ومختلفة عن جيلنا، ولكن ما ينقصهم هو
إقامة دورات تدريبية لمواكبة صناعة السينما لنحصل على أفلام طويلة.
·
ما ردك على عدم اهتمام مهرجانات
الدولة بالفنانين الإماراتيين؟
ادعاء البعض بتجاهل فناني الخليج في المهرجانات الخليجية والاهتمام
بالفنانين من دول عربية على حسابهم غير صحيح وأرفضه، فمهرجانات الدولة تشجع
الشباب على أفلامهم وتدعو باقي الفنانين حتى لو لم يكن لهم أعمال تعرض،
لأنهم يمثلون ثقافة وفكر وهوية هذا المجتمع وهم الواجهة لتعريف الإمارات
للآخرين.
تعليم
الإنتاج والتمثيل والمونتاج في ورشة عمل أكاديمية نيويورك
يتعاون مهرجان الخليج السينمائي، في دورته الحالية مع أكاديمية
نيويورك للأفلام أبوظبي لتنظيم ورشة عمل شاملة لطلاب الجامعات حول مختلف
مراحل الإنتاج السينمائي، بما في ذلك التمثيل والمونتاج. وفي خطوة متميزة
هي الأولى من نوعها، أعلنت أكاديمية نيويورك للأفلام أبوظبي عن تقديمها
جائزة خاصة لأحد السينمائيين المشاركين في المهرجان، على أن يتم الإعلان عن
اسم الفائز خلال حفل الختام، ليحصل على منحة للمشاركة في برنامج دراسي لمدة
أربعة أسابيع في مجال الإخراج أو التمثيل في الأكاديمية ابتداءً من سبتمبر
2011. وستكون وفود الطلبة المشاركة في المهرجان على موعد اليوم مع جلسة عمل
مدتها ثلاث ساعات حول مبادئ صناعة السينما، تنظمها أكاديمية نيويورك
للأفلام، وسيحظى المشاركون بفرصة اكتساب معلومات جديدة وقيمة، تثري معارفهم
حول كافة مراحل إنتاج الأعمال السينمائية. خلال الجلسة الأولى، ستناقش
ناديا فارس مراحل تصوير وتمثيل مشهد استناداً إلى سيناريو محدد، أما مدير
التصوير سافاس ألاتيس، فسيدير نقاشاً حول استخدام الأشرطة السينمائية
التقليدية مقارنة بالتصوير المعتمد على التقنيات فائقة الدقة (ب)، أما
الجلسة الأخيرة فستشهد مونتاج المشاهد التي تم تصويرها خلال ورشة العمل،
على أن يعرض المنتج النهائي على شاشات خاصة.
برنامج
عروض اليوم الخامس تعالج الصراع الإقليمي والقصص الملهمة
تشهد فعاليات المهرجان اليوم عروضاً مميّزة للأفلام التي توثّق
للمتناقضات في الحياة الإنسانية كالأمل واليأس والحرب والسلام، الواقع
والخيال وكل ما يدور فيما بينها، حيث تشمل عرض فيلمين عراقيين روائيين
طويلين من الأفلام المشاركة ضمن المسابقة الرسمية وهما (حي الفزاعات)
لمخرجه حسن علي محمود (صالة جراند سينما 8، الساعة
9:30 مساءً) و(أزهار كركوك) للمخرج فاريبورز
كمكاري (صالة جراند سينما
9، الساعة
3:30 ظهراً). وتدور أحداث (حي الفزاعات) حول الأثر الذي تتركه القرارات
السياسية التي تتخذها الأنظمة الدكتاتورية على البشر لتحيلهم إلى فزاعات،
أما (أزهار كركوك)، الذي يعكس بشكل مباشر الوضع الراهن لحالة الاضطراب
والقلق، فهو قصة رومانسية تدور أحداثها في الثمانينات حول التجارب والمحن
التي تمرّ بها طبيبة شابة يقع عليها الاختيار ما بين تقاليد عائلتها وقيمها
ومثلها الشخصيّة. ويقدّم الفيلم الإماراتي (ثوب الشمس)، الذي يعرض ضمن
برنامج (أضواء) في صالة
5، الساعة
9 مساءً، قصة ملهمة عن الأمل وتحقيق الإنجازات، تدور أحداثها ضمن جو من
المتضادات. ويعالج الفيلم، الذي أخرجه وألفه سعيد سالمين المري، قصة فتاة
تعاني من الصمم تسعى لتحقيق أحلامها في خضم سلسلة من الأحداث الدرامية،
ويعرض ضمن برنامج (تقاطعات)، الذي يركز على مجموعة من الأفلام المعاصرة
المميزة من كافة أرجاء العالم، في (صالة 8، الساعة 3 ظهراً) أفلام مشاركة
من فرنسا والإمارات العربية المتحدة ولبنان والهند وبنغلادش وإسبانيا،
ويروي الفيلم المشارك من لبنان بعنوان (الشرنقة) لمخرجيه عمر مجاعص وسارة
نصر حكاية شابة تصارع لتعثر على هويتها في هذا العالم، وكيف تحرّر نفسها من
الماضي، في حين تشارك بنغلادش بفيلم (720 درجة) وهو فيلم تجريبي فني يلفّه الغموض.
وتدور أحداث هذا الفيلم لمخرجه اشتياق زيكو حول رحلة تأخذنا في لقطة واحدة
لاكتشاف الطبقات المتنوعة ضمن العلاقات الشخصية ووجهات نظرنا المختلفة تجاه
الواقع.
البيان الإماراتية في
18/04/2011
مهرجان الخليج السينمائي يواصل فعالياته
أفلام جيدة وأخرى غريبة
دبي - أحمد ناصر
تميز اليوم الثالث لمهرجان الخليج للسينما 4 بامتلاء قاعات العرض،
وواجه الجمهور صعوبة في الحصول على تذاكر للعروض مما دفع القائمين على
المهرجان بإعطاء حملة التذاكر فرصة ربع ساعة للحضور أو تلغى التذكرة، وكانت
هناك قائمة احتياط بدأ البعض بتسجيل اسمه والانتظار عند باب القاعة لينادى
عليه لدخول العرض.
كانت هذه القائمة هي نقطة نجاح جديدة تضاف إلى قائمة نجاحات المهرجان
منذ افتتاحه يوم 14 أبريل الحالي، ويرجع السبب في ازدحام العروض إلى العرض
الشيق الجميل لبوسترات الأفلام من جهة وإلى العروض الجيدة التي حفل بها
المهرجان من جهة أخرى، وهذه الجودة لا تنطبق على جميع الأفلام المشاركة، بل
على غالبيتها مما أعطى انعكاسا جيدا وسمعة طيبة للعروض والأفلام المشاركة.
فيلمان كويتيان
في اليوم الثالث للمهرجان شاركت الكويت بفيلمين فقط هما «نورة» إخراج
عبدالرحمن السلمان، وهذه المشاركة ضمن أفلام الطلبة وكانت مع مجموعة كبيرة
من الأفلام القصيرة السريعة، وما يميز أفلام الطلبة أن موضوعها منوع وبسيط
ولا يحتاج إلى عمق في المتابعة والتفكير، وأحسن السلمان الرد على أسئلة
الجمهور الذي ملأ القاعة وكأنه كان ينتظر انتهاء الوقت لكي يوجه أسئلته إلى
الطلبة المخرجين.
وفي الساعة السادسة والربع عرضت أفلام المسابقة الرسمية في الإفلام
القصيرة، وكان ضمنها الفيلم الكويتي الوحيد «أي جندي» إخراج د. مساعد
المطيري وبطولة نزار القندي، يتحدث الفيلم عن أهمية الجندي وقدسيته أثناء
القتال وبعد وفاته، وتحكي القصة عن جندي في معركة عاد بعد جولة قتال وفقد
صديقه في المهمة ولكنه لم ينتظر أوامر الضابط بل خالفها على الفور وذهب
ليبحث عن صديقه ليعود به في الرمق الأخير بعد أن أصيب هو بعدة جراح في رأسه
وجوانب مختلفة من جسده، ولكنه في النهاية استطاع أن ينقذ جثة صديقه ليحظى
بدفن يليق به احتراما وتقديرا.
سمعة السينما
في هذا المقام عبّر المخرج د. المطيري عن سعادته البالغة بمشاركته في
مهرجان مثل مهرجان دبي وقال لـ«القبس»: المشاركة في المهرجانات مهمة جدا
لأننا نلتقي بمتخصصين وزملاء في المهنة من كل أنحاء العالم، وبالفعل
تبادلنا الكثير من الأحاديث حول مستقبل العمل السينمائي سواء في منطقة
الخليج أو في أماكن مختلفة حول العالم، الوسط السينمائي واحد في كل مكان
ولذلك تجدهم يتعاونون جميعا من أجل أن يظهر الفيلم بصورة تليق بسمعة
السينما.
تعاون معنوي
وتابع المطيري: العمل السينمائي بحاجة إلى التعاون المعنوي من قبل
الجميع، وهذه الملتقيات السينمائية فرصة ثمينة لكي نتعرف على آخر ما توصل
إليه العلم التقني والمهني في هذا المجال، إنها فرصة لكي نطلع على أعمال
الآخرين ونسمع منهم ويشاهدوا أعمالنا ونتعرف على بعضنا البعض، كما أن
المنافسة في حد ذاتها فرصة عملية جيدة لكل من يريد أن يطور من مهارته وينمي
عمله وقدراته الفنية والمهنية.
وقال: بالرغم من أنها مشاركتي الأولى و«أي جندي» هو فيلمي الأول،
فإنني أشعر بأنني أعرف الوسط السينمائي منذ زمن طويل، العمل في هذا المجال
يحتاج إلى مرونة في التعامل مع الآخرين والشباب الكويتي الموجود في
المهرجان عبّر تعبيرا صادقا عن أنه فريق واحد.
عروض شائقة
وحفل اليوم الثاني للمهرجان بالعديد من العروض الشيقة إلى جانب بعض
العروض التي لا يفهمها سوى أصحابها فقط، من هذه العروض الغريبة في طرحها
الفيلمان الإيرانيان «بيض البحر» و«طرق كياروستامي» للمخرج عباس كياروستامي،
في «بيض البحر» صور المخرج ثلاث بيضات يأتي عليها البحر إلى أن يلتهمها
جميعا، وانتظر الجمهور 20 دقيقة تقريبا في مشهد واحد فقط مد البحر وتحرك
البيضات، أما الفيلم التالي فهو مجموعة لوحات فوتوغرافية ولقطات ثابتة لطرق
في الريف الإيراني بالأبيض والأسود إلى جانب أبيات شعرية غير مفهومة.
حياة اجتماعية
أما في جانب الأفلام الجيدة عرض الفيلم الوثائقي «إيران الجنوب
الغربي» للمخرج الإيراني الشاب محمد رضا فرطوسي، وثق فيه الحياة الاجتماعية
البائسة لأهل الشط والأهوار في جنوب غرب إيران، والمأساة الإنسانية القادمة
التي يغفل عنها الكثير بانتهاء وجفاف ماء الشط، سلط فيه الضوء على حياة أهل
الأهوار والشط في تلك المنطقة بصورة واضحة من الرجال والنساء وطريقة حياتهم
وتاريخ المنطقة العريق الذي يحتاج إلى وقفة من المنظمات المختصة بالشأن
التراثي والإنساني لكي يحافظوا على هذه البيئة التاريخية.
وصل المهرجان في هذا اليوم منصور المنصور وهو من النجوم المشاركين في
المهرجان، حيث يقوم ببطولة فيلم «محطة رقم واحد» إخراج صادق بهبهاني يتحدث
الفيلم عن نبذ الطائفية وضرورة الوحدة الوطنية في بناء المستقبل والحياة
الرغيدة، وسيعرض غدا ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، قال المنصور لـ«القبس»:
أتمنى بالدرجة الأولى وقبل أي شيء آخر أن تصل رسالة الفيلم إلى الجمهور،
فهو يحتوي على رسالة مضمونها مهم جدا وهو نبذ الطائفية، نريد أن يعيش
الجميع بسلام وأمان، وخير طريق ووسيلة لذلك هو التعايش السلمي بين الجميع،
إنها رسالة مهمة جدا أتمنى أن يحقق الفيلم المقصود منه، كما أتمنى بالطبع
أن تحقق الأفلام الكويتية الفوز وتعود بجوائز المهرجان.
القبس الكويتية في
18/04/2011
روح رشا فاروق كانت حاضرة في عروض مهرجان «الخليج
السينمائي»
السلمان سعيد بـ «نورة» والمطيري: «أي جندي»
استحوذ على إعجاب الجميع
دبي ـ مفرح الشمري
عبّر المخرج الشاب عبدالرحمن السلمان لـ «الأنباء» عن سعادته للمشاركة
في مهرجان الخليج السينمائي بنسخته الرابعة من خلال فيلمه «نورة» في مسابقة
الطلبة للافلام القصيرة والذي عرض مساء امس الاول مع مجموعة من افلام
الطلبة من السعودية والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر وسط حضور
كبير من الجمهور الاماراتي وضيوف المهرجان. واضاف السلمان ان هذه المشاركة
هي الاولى له في المهرجان وقد اسعده التجاوب الكبير من قبل الجمهور على
فيلمه الذي يحكي قصة حب جميلة من الزمن الجميل ولكن لم تكتمل فصولها بسبب
الفروقات الاجتماعية والنظرة الفوقية لاصحاب الطبقات العالية للطبقة
الكادحة، حيث ركز السلمان في فيلمه على اظهار الصورة الحقيقية للحب العذري
الذي يختلف عن حب هذه الايام من خلال استخدامه لابيات شعر جميلة لشاعر
الكويت الراحل فهد بورسلي ساعدته على ايصال الفكرة بكل يسر وسهولة، وشكر
المخرج الشاب عبدالرحمن السلمان فرقة المسرح الكويتي على دعمها ومساهمتها
الكبيرة في تصوير هذا الفيلم الذي سيكون بمثابة البوابة لكي يخرج افلام
سينمائية قصيرة في المستقبل وواصل شكره لمجموعة الفنانين الشباب الذين
شاركوا في الفيلم مثل حصة النبهان وحمد اشكناني ومحمد المسلم بالاضافة الى
الفنان القدير عبدالله غلوم والفنان مبارك سلطان. وقد اهدى المخرج
عبدالرحمن السلمان فيلم «نورة» لروح الممثلة رشا فاروق الذي وافاها الاجل
قبل اشهر.
من جهته عرض المخرج الكويتي الشاب مساعد المطيري فيلمه «اي جندي» مساء
امس الاول من اخراجه وانتاجه وتأليفه، حيث يعتبر الفيلم التجربة الاخراجية
له بعد ان شارك في دورات المهرجان السابقة كممثل وتدور قصة فيلمه حول جندي
يطلب من ضابطه الذهاب للبحث عن صديقه الذي اصيب في ارض المعركة ولكن الضابط
يرفض فيعصي الجندي اوامره ويذهب للبحث عن صديقه فيرجع بجثته.
واستحوذ الفيلم على اعجاب الحضور لصورته الجميلة ولفكرته الانسانية
بالاضافة الى المكياج المستخدم والذي اعطى الفيلم رؤية بصرية جميلة.
الأنباء الكويتية في
18/04/2011
السينما تقرع اجراس الانذار
في مهرجان الخليج
شريط خاص من دبي
تتواصل عروض الدورة الرابعة من مهرجان الخليج السينمائي والمنعقد
حاليا في
مدينة دبي الامارتية وسط اقبال جماهيري كبير على الافلام
القصيرة والتسجيلية ،
والتي تعرض في مسابقات المهرجان ، وتظاهرة
اضواء ، وآخر أقل على الافلام الروائية
الطويلة ، والتي تعرض في مسابقة الافلام
الطويلة. ومرة آخرى فرضت قضايا المنطقة
والمشكلات التي تواجهها المجتمعات الخليجية
على العديد من افلام المهرجان ، وخاصة
الافلام العراقية والتي توجهت اغلبها الى تسجيل نواحي حياة مختلفة في
البلد، الذي
مازال يزرح تحت نتائج الحرب الاخيرة ، وسنوات من الدكتاتورية.
فمن الافلام التسجيلية التي قدمت: فيلم "قبل رحيل الذكريات الى الأبد
"
للمخرجين العراقيين مناف شاكر وفلاح حسن . يوجه
الفيلم الانتباه الى موضوع التعليم
السينمائي في العراق والسينما الطلابية ،
حيث يقوم المخرجان والذان درسا السينما في
العراق في منتصف التسعينات بانقاذ مجموعة كبيرة من افلام الطلاب العراقيين
، والتي
كانت على مقربة من التلف ، ونقلها الى الديجيتل باسلوب مبسط كثيرا ، بسبب
انعدام
الامكانيات. الفيلم يوجه الانتقاد الحاد الى الجهات التي تشرف على الثقافة
في
العراق الآن. واهمالها الكبير لمؤسسات التعليم الفنية. كذلك يظهر الفيلم
تغلغل
المؤسسة الدينية في قلب الحركة الفنية العراقية والاثار المترتبة على
ذلك.
ويبقى الفيلم التسجيلي "موت معلن" للمخرج والشاعر العراقي رعد مشتت مع
موضوع الفن العراقي ، اذ يقدم ما آل اليه حال مسرح بغداد
المعروف ، في العاصمة
العراقية بغداد، والذي مثل ولعقود احدى
محطات التجديد في المسرح العربي. يظهر
الفيلم دمار المسرح ، الذي تحول الى مكب
للنفايات. ويقدم شهادات من قلب المسرح
لمجموعة من ابرز فناني العراق ومنهم: سامي
عبد الحميد ، يوسف العاني ، مقداد عبد
الرضا عن تاريخ هذا المسرح الصغير من بغداد
، واثره الذي لا يمكن ان ينسى في حركة
الفن المسرحي العراقي. كما يستعيد الفيلم ، ومن خلال افلام ارشيفية وصور
فوتغرافية
، مجموعة من ابرز العروض التي قدمتها فرقة المسرح الفني الحديث ، والتي
كانت تنطلق
من مسرح بغداد لتقديم عروضها المسرحية.
واذا كانت العديد من التحقيقات التلفزيونية اهتمت بالخطر الذي يهدد
منطقة
الاهوار العراقية ، والتي تتعرض ومنذ اكثر من عقد ونصف الى
تهديد الزوال ، بفعل
سياسيات النظام العراقي السابق ، وايضا
بسبب نقص المياه الطبيعي لانهار دجلة
والفرات. يقدم فيلم "ايران الجنوب الغربي"
للمخرج الايراني الجنسية محمد رضا فرطوسي
المشكلة ذاتها ، لكن هذه المرة لمنطقة الاهوار من الجانب الايراني
والمحاذية
لمثيلاتها من منطقة الاهوار العراقية. حيث تعاني هي الاخرى من اهمال حكومي
كبير ،
لتنقص مساحاتها بالتدرييج. وهو الامر الذي له عواقبه الكبيرة على سكانها من
ابناء
القرى. والتي هجرها الكثيرين بحثا عن حياة اخرى. رغم الجو المتشائم في
الفيلم ، الا
انه يقدم ايضا مشاهد رائعة عن منطقة الاهوار تلك ، والتي تتميز بجمال فريد
من
نوعه.
وتعود المخرج اليمنية خديجة السلامي الى السينما التسجيلية لتقدم
الفيلم
اليمني الوحيد في المهرجان الذي يختتم يوم الاربعاء القادم.
يسجل فيلم "الوحش
الكاسر" والذي يشترك في مسابقة الافلام
التسجيلية في المهرجان ، موضوعة الفساد
الاداري في اليمن ويمر على عدة قضايا منها اداء مؤسسات حكومية في اليمن ،
وعمالة
الاطفال هناك.
ويستعيد المخرج الكردي السوري مانو خليل في فيلمه "الأنفال- شظايا من
الحياة والموت" أثار عمليات الانفال التي بدئها النظام العراقي
السابق في نهاية عقد
الثمانينات من القرن الماضي، وادت الى مقتل
مايقرب من 200 الف كردي من المدنين. حيث
يقابل مجموعة من ضحايا او اقارب ضحايا تلك العمليات. ومنهم مازال يجهل مكان
اقاربه.
كذلك يسلط الفيلم الضوء على قضية النساء الكرديات التي تم تسلميهن وقتها
الى
السلطات المصرية من اجل تشغليهن في ملاهي مصر الليلية ، حيث مازالت عوائل
هؤلاء
النساء تنتظر عودة بناتهن ، وما تثيره هذه القضية من حساسية كبيرة لدى
المجتمع
الكردي المحافظ.
شريط في
18/04/2011 |