حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الخليج السينمائي الرابع ـ 2011

«المخرج الكسول» عاشق الكاميرا

جيرار كوران: «السينماتون» مدرستي ومصدر شهرتي ولكن بلا تلاميذ والأفلام المضغوطة هديتي للمستقبل

حوار ـــ أســـامـة عـســـل

هذا اللقاء لم يكن بترتيب مسبق بل لعبت الصدفة فيه والملابسات الغريبة دورا ليكون خاص إلي قراء (البيان)، حيث جمعني بالسينمائي الفرنسي جيرار كوران الزميل صلاح سرميني (مخرج وناقد ومستشار مهرجان الخليج السينمائي ومقيم في فرنسا)، وبطبيعة الحال فهو المسؤول عن فعالية تسليط الضوء على المخرج العالمي، وأردت انتهاز الفرصة للاستفادة من الموقف لسببين أولهما بساطة كوران ومزاجيته العالية وطلبه تصويري لأدخل دنيا (السينماتون) وأحتل الرقم 2622، وثانيهما للاستفادة من إجادة صديقي للفرنسية في إجراء الترجمة.

وتركنا سرميني مقترحا عودته بعد 3 دقائق و20 ثانية وهي الفترة التي أصبحت طقوسا مع كل بورتريه يصوره كوران، وفور الانتهاء من التصوير فوجئنا بأن سرميني قد اختفى، وبحث معي المخرج الفرنسي عنه ما يقارب النصف ساعة وهو يستشعر حرجي من الموقف لعدم إجادتي الفرنسية وهو يتحدث الإنجليزية بطريقتي الضعيفة نفسها، وشاءت الظروف أن يأتي طرف ثالث يجيد الفرنسية والإنجليزية ولا يعرف العربية، وتحول اللقاء إلي مباراة في الترجمة بين اللغات الثلاث ليكون الحوار التالي مع صاحب أطول مشروع سينمائي متواصل في تاريخ السينما.

·     دعني أبدأ معك من عنوان الكتاب الذي أصدره المهرجان عنك في إطار تسليط الضوء على أعمالك، هل تعتبر ما تقدمه من أفلام حقا سينما؟

هذه ليست فقط مجرد سينما بل هي السينما التكاملية

·         وما هي السينما التكاملية من وجهة نظرك؟

محاولة تصوير أماكن وأشياء وقصص لم يتطرق إليها أحد من قبل، ومن ثم فإنني أعتبر نفسي سينمائي أكثر من كل السينمائيين الآخرين، لأنني دائما أصور وبشكل يومي دون انقطاع، مثل الرسام والكاتب الذي يشتغل يوميا على فنه.

·     هناك أحيانا لوحات يرسمها بعض الفنانين وقد تعكس ظاهرة أو اتجاه أو مدرسة فنية ورغم ذلك تبدو غير مفهومة للمشاهدين، هل تشعر بأن كثيرا من أفلامك مثل تلك اللوحات لا يستوعبها الجمهور؟

صعب أن تقارن بين فيلم ولوحة ولكن بالنسبة لي حقيقة لا أعرف ما إذا كان الجمهور يفهم أعمالي أم لا، ومن جهتي أحاول أن أصور بأبسط طريقة يمكنها أن تصل للمشاهد بشكل مباشر، وقد تعلمت هذا من مخرجين آخرين ثم اعتمدت منهجي الذي يتلخص في لقطة كبيرة صامتة ثابتة وبدون أي حركة للكاميرا وبمدة زمنية 3 دقائق و20 ثانية (وهي المدة الزمنية لعلبة شريط الخام لكاميرا سوبر8 بسرعة 18 صورة في الثانية) وخلالها أترك للشخصية حرية فعل ما تشاء أمام الكاميرا، أو أصور لقطة واسعة للأماكن والشوارع وأترك اللقطة تصنع الفكرة التي تكون وليدة اللحظة، وهذا ما يلخص بشكل موجز أسلوب السينماتون.

·         وماذا يعني مصطلح السينماتون؟

هو اشتقاق لفظي من كلمتين الأولى اختصار للسينما والثانية تعني في اللغة الفرنسية العامية المشاهدة أو التحديق والمراقبة بتركيز، وفي اللقطة التي أصورها بهذا الأسلوب قد اجمع بتناقضات وتوافقات في آن واحد إما لوجوه بشر أو أماكن.

·     صورت بهذه الطريقة وهذا الأسلوب أطول فيلم في تاريخ السينما ( 156 ساعة حتى هذه اللحظة) وما زلت مستمرا في زيادة طول عدد ساعات هذا الفيلم، هل تريد أن تضرب به رقماً قياسياً؟

الموضوع ليس هكذا بالنسبة لي، ولتقريب الفكرة أنا أحب الرياضة وشغوف جدا بسباق الدراجات والسينما مثل الرياضة تماما، أمران يحتاجان إلى تدريب كثير وفي كليهما لابد أن تكمل حتى تصل إلى خط النهاية.

·         ما الذي يميز أسلوب السينماتون؟

تصوير اللقطات والمشاهد حسب التسلسل الزمني، فإذا كان هناك مشهدان وراء بعضهما وغير مرتبطين أصورهما، وبالتالي ما يراه الناس في سينماتون هو تسلسل وقتي أكثر منه جمالياً وتناسقاً، لأنني لا آخذ شيئاً قبل آخر زمن مهم حدث ومهما كانت نتيجته.

·         ما هو الرقم الذي وصلت إليه تسلسلا في سينماتون؟

الذي صورتك فيه منذ قليل وكان يحمل رقم 2622

·         وما هو شكل نهاية السينماتون ومتى توقف هذه السلسلة؟

صراحة لا أعرف شكل النهاية وكنت قد توقفت مرحلة لكني عدت حالياً ولا أدري متى أقرر أن أضع لها وقتا للإنهاء.

·         متى كانت أول لقطة صورتها في حياتك وما هي تفاصيلها؟

أول لقطة صورتها كانت في عام 1970، حيث كنت في المدرسة ومعي زملائي وكنا قد قررنا تصوير مشهد من فيلم قصي عن مصاصي الدماء، والذي يجعلني أتذكر هذا المشهد هو موت شارل ديجول في ذلك الوقت حيث كان هناك حداد والمدارس مغلقة وأعطانا ذلك الفرصة لتنفيذ هذا العمل.

·         مثل بعض الاتجاهات السينمائية العالمية التي تظهر بين الحين والآخر، صنعت ما يعرف بـ(الأفلام المضغوطة) لماذا؟

عندما ظهر جيل جديد في السبعينات والثمانينات رأيت أن شريحة كبيرة من تلك الأجيال لا تعرف كثيراً من الأفلام السابقة عن هذه المرحلة بدعوى أنه ليس لديها وقت للمشاهدة، وجاءت فكرة (الأفلام المضغوطة) لتكون هديتي للمستقبل وبدلاً من أن يضيع مثل هذا التاريخ ضغطت الفيلم بدقيقتين أو ثلاث وأحيانا أربع لأعطي الفرصة للجمهور الجديد أن يتعرف عليه، وإذا أعجبه يمكنه مشاهدته كاملا وهي طريقة أردت من خلالها الحفاظ على الفيلم الطويل من جيل إلى آخر.

·         ما هي الأفلام التي طبقت عليها هذه الطريقة المضغوطة؟

أول تلك الأعمال فيلم (ألفا فيل) لجان لوك غودار وكان ذلك عام 1995 في وقت لم تكن التكنولوجيا قد تطورت بالقدر الكافي، وبالتالي كانت محاولاتي في هذا المجال بطيئة، ومع عام 2007 وظهور تقنيات حديثة وسريعة أقدمت على ضغط أفلام عدد كبير من المخرجين منهم بازولينيني وأريك رومير والأخوان لوميير وسين كونري، وكذلك بعض أفلامي الخاصة.

في أفلامك الطويلة، هل تهتم باللقطات الثابتة وتطبق السينماتون أم تتعامل مع المشاهد مثلما هو معروف سينمائيا؟

قد أقدمت على عمل فيلمين طويلين فقط، لكن الفكرة عندي ليست صور ثابتة أو مشاهد كما هو معتاد، بل في استخدام تكنيك واكتشاف مناطق في السينما لم يفكر ولم يستخدمها أحد من قبل والتي أطبقها تلقائيا وبشكل عفوي.

هل تعتبر نفسك مدرسة خاصة في السينما أنت مبدعها؟

نعم هي مدرسة لنفسي أكثر منها للآخرين، ولا يوجد فيها تلاميذ مشهورون وعلى مدار سنوات كان هناك من ينضم إليها، وكثيرون لم يتابعوا على نفس المشوار، وحاليا يوجد عدد قليل يتعلم مني أسلوب السينماتون ويقدمونه في أعمالهم بالطريقة ذاتها.

رغم كونك أنجزت 260 فيلما منذ منتصف السبعينات، لماذا يطلق البعض عليك تندرا لقب أكثر المخرجين كسلا في العالم؟

لأنني أطبق مبدأ لا بد أن تبذل جهدا كبيرا حتى تصبح كسولا، وهي دعاية لفتت الانتباه إلي ما قدمته وسبقت به مخرجين سينمائيين آخرين، ولتأكيد ما أقوله كنت قد قررت تصوير سباق فرنسا للدراجات وكانت به مرحلة صعبة فيها هضاب ومطبات صعبة ومياه، وقررت خوض التجربة بنفسي لأعرف كيف يكون تصويرها قبل السباق، وطبقت من خلالها المقولة الفرنسية (لابد أن تعرق لكي تحصل على ما تعشقه) وأعتقد أن هذا هو ردي على من يطلقون علي أنني أكسل مخرج في العالم.

في بعض أفلامك يبدو المشهد طبيعيا، ثم يتحرك فجأة سريعا إلى شيء آخر يرصده وقد تنسى أو تتناسى ما بدأت بتصويره، ما هو تعليقك على ذلك؟

هذه المشاهد مثل الملاحظات وتماما أتعامل معها مثل كتابة الملاحظات على الورق، حيث تظهر فجأة فكرة أخرى أكتبها وتأخذني بعيدا عما بدأت فيه، والطريقة نفسها أتعامل معها سينمائيا وتسبب لي اختلافا عن آخرين.

منذ 72 ساعة أنت موجود في دبي، ما هو الذي لفت نظرك فيها؟

حتى هذه اللحظة أنا داخل الفندق ولم أذهب إلى الخارج، وقمت بتصوير بعض مشاهد من سينماتون بحكم تصويرها السهل الذي لا يحتاج إلى لوكيشن تصوير، وخلال الأيام المقبلة سأخرج إلى الشوارع والأماكن لأكتشفها.

أيهما أقرب لك في حياتك الكاميرا أم المرأة؟

أهم شيء بالنسبة لي هو كيف أجمع الاثنين المرأة والكاميرا مع بعضهما البعض. 

أمل الجمل: السينما المصرية تنشط حالياً في إنتاج وثائقي للثورة

أمل الجمل ناقدة وكاتبة سينمائية ومعدة تلفزيون مصرية، رغم حبها للصحافة تغلب عشقها لكتابة السيناريو فكتبت عام 1998 سيناريو لقصة (فوق حدود العقل) للكاتب يوسف إدريس، أنتجتها قناة النيل للدراما في سهرة بعنوان (المجانين) لكنها لم تسعد بالتجربة لإحساسها بأنها أفسدت قصة أستاذ الرواية القصيرة، فاعتبرت أن أقل اعتذار لهذه التجربة هو التحاقها بدورات تدريبية في كتابة السيناريو، وبقدر ما أجادت علاقتها بالأفلام، أدانت بالفضل لكل نجاحاتها للفنان نور الشريف الذي وجهها إلي قراءة كتب بعينها.

ومتابعة ما يحدث على الساحة العالمية، لكنها تعترف بأن أفلام العبقري الراحل يوسف شاهين مدرسة تتعلم منها وكثيرا ما خرجت بأفكار من بين مشاهدها ولقطاتها، وإن كانت كما تقول لم يمنعها ذلك عن الكتابة النقدية لأن عملها النقدي حصر نوعا ما حلمها في متابعة كتابة السيناريو، فقدمت للمكتبة السينمائية العديد من الإصدارات مثل (بعيون امرأة) عام 2007 وهو مجموعة دراسات ومقالات نقدية في السينما والمسرح والفن التشكيلي.

وفي 2008 قدمت الكتاب الثاني بعنوان (فيلموجرافيا) ويتضمن تفريغ كامل لتترات الشريط السينمائي، وفي 2009 صدر الكتاب الثالث بعنوان (أفلام الإنتاج المشترك في السينما المصرية) والذي يتناول عيوب الإنتاج السينمائي العربي والأجنبي في السينما المصرية منذ العام 1946 حتى 2004، والجديد خلال الشهر المقبل بعنوان (آفاق السينما في الفن السابع).

حالة نشاط

في زيارتها الأولى إلى مهرجان الخليج السينمائي فوجئت بالاهتمام الجماهيري والإقبال الشديد داخل صالات العروض وتعلق على ذلك قائلة: رغم معرفتي بأن السينما الخليجية ما زالت في مرحلة المخاض لتشكيل هويتها، لكنني أعجبت بحالة النشاط وعدد الأفلام حتى انني ذهبت لحضور بعض الأفلام الوثائقية ولم أجد كرسيا لأن القاعة تم حجزها بالكامل واضطررت لمشاهدة العروض وأنا واقفة فهناك إحساس رائع بأفكار وطرق معالجة الشباب والفتيات لأعمالهم ومنها فيلم (شعوب وقبائل) للمخرجة ميسون آل علي وفوجئت بأنها ما زالت طالبة وأتنبأ لها بمستقبل قوي فلديها رؤية ووضوح، ويحسب للمهرجان الورش الفنية واكتساب الخبرات للشباب من خلال العروض الدولية وبرنامج تقاطعات وتسليط الضوء على مخرجين بحجم وقيمة جيرار كوران.

سينما الثورة

وحول مستقبل السينما المصرية بعد ثورة 25 يناير تقول أمل: كانت السينما المصرية تنتج من حيث الكم حوالي 38 فيلماً خلال العام، والجيد كان يعد على الأصابع، وخلال المرحلة الأخيرة ظهرت سينما مستقلة تبشر بوجود حراك سينمائي يدفع للأمل، والسينما الآن متوقفة والناشط منحصر في الإنتاج الوثائقي للثورة، وهناك العديد من الأفلام توقفت خلال الثورة وتم إعادة كتابة النهاية لبعضها حتى تتوافق مع أحلام الثورة، وأتوقع من صناع السينما الحذر الشديد مستقبلا لأن عقلية الشباب قبل الثورة اختلفت بعدها وتلك العقلية هي من قامت بطرد نجوم السينما من ميدان التحرير وهي أيضا من ستشكل النسبة الكبيرة في صالات السينما. 

برنامج

إبداعات الطلبة السينمائية في اليوم الرابع

يسلط المهرجان الضوء اليوم على المشاركات الطلابية الواسعة من كافة أنحاء شبه الجزيرة العربية، حيث يتم عرض أكثر من 15 فيلماً قصيراً ووثائقياً من إخراج طلاب من منطقة الخليج والعراق واليمن، وتشارك كافة هذه الأفلام في فئة الطلاب ضمن (المسابقة الخليجية)، وابتداءً من الساعة 12,00 ظهراً، سيتم اليوم عرض أفلام لـ4 صانعي أفلام إماراتيين واثنين عراقيين من الطلبة، وذلك في صالة (جراند سينما 7)، وتتضمن هذه الأفلام: فيلم (شعوب وقبائل) لميسون علي، و(مسيرة) لثابت الموالي، و(رابيت هول) لفاطمة إبراهيم (الأفلام الثلاثة من الإمارات)، وذلك إلى جانب الفيلمين العراقيين (نوارس السلام) لهاشم العيفاري، و(غن أغنيتك) لعمر فلاح.

كما يعرض المهرجان أيضاً فيلم (عقارب الساعة) للمخرج خليفة المريخي، والذي يعد أول فيلم طويل تم تصويره وإنتاجه في قطر، وسيتم عرضه الساعة 9 مساءً في صالة (جراند سينما 5). وسيتم كذلك عرض الفيلم الطويل (الرحيل من بغداد) للمخرج قتيبة الجنابي في الساعة 6,45 مساءً في صالة (جراند سينما 9). علاوة على ما سبق، سيتم عرض تشكيلة رائعة من الأفلام الخليجية في إطار برنامج (أضواء)، ومنها فيلم (كارنتينا) من إخراج عدي رشيد، ويمكن مشاهدته الساعة 9,30 مساءً في صالة (جراند سينما 4)، وفيلم (المتصل) لماثيو بارخيل الساعة 6,30 مساءً في (جراند سينما 8). 

مهدي علي: «الخليج حبيبي» علاقة المصالح بين الغرب والعرب

ضمن المسابقة الرسمية لفئة الأفلام القصيرة، يشارك المخرج القطري مهدي علي (33 عاماً) بفيلمه الجديد (الخليج حبيبي ـ 15 دقيقة)، تم تصويره الصيف الماضي، والانتهاء منه بمساعدة فريق عمل بقناة الجزيرة للأطفال، وتدور أحداثه في باريس، حيث يحكي قصة شاب فرنسي يحاول عرض مشروع تخرجه الجامعي العقاري على رجل خليجي تعرف عليه في شارع الشانزليزيه بباريس لتحقيق حلم صديقته الفرنسية بالعيش في منطقة الخليج، ولكن الأحداث تسير به مسارا غير متوقع حيث بعد التقائه بالخليجي الذي ســرقت منه الكاميرا الشخصية وبعد سعيه لإرجاعها إليه، يجد نفسه أمــام موقف طــريف حيث تفضح الكاميرا علاقة الخليجي بصديقة الشاب الفرنسي وينفي علاقته بالكاميرا ويفر هارباً بعد استلام الكاميرا، ويعكس الفيلم جانبا من الحياة في الغرب علاقة الشباب الأوروبي والخليجي بالكثير من السخرية، ولكن بروح سينمائية.

ويحاول مهدي علي الذي درس في فرنسا بالمدرسة العالمية للفنون السينمائية لمدة عامين الاستفادة من العيش في البيئة الغربية (مقيم حاليا في فرنسا) لنقد هذه العلاقة القائمة على المنفعة والمصالح فقط، ويطمح لتقديم سينما جادة في المرحلة المقبلة ومن المخرجين العالميين الذين يرغب في أن ينتمي إلى مدرستهم مارتن سكورسيزي، ومن المدرسة الفرنسية جان لوك غودار وشاربول.

قدم مهدي علي أول أعماله بعنوان (انتماء) بالتعاون مع المخرج السعودي ممدوح سالم من خلال دورة أقامتها الجزيرة الوثائقية، وشارك العام الماضي بفيلم (أحبك يا شانزليزيه) في مسابقة الأفلام العربية ضمن مهرجان تريبيكا السينمائي وشارك به قبل ذلك في الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي الدولي في دبي وفاز بجائزة اللؤلؤة السوداء كثاني أفضل فيلم روائي قصير في فئة الطلاب.

مهدي هــو الأخ الأصغر في لأســرة فنية فالأخ الأكبر حافظ علي (مخرج سينمائي ويعمل في تلفزيون قطر) وحمد علي (منتج سينمائي في قناة الجزيرة للأطفال)، ويرى مهــدي في (الخلــيج السينمائي) تظاهرة فريدة على مستوى العالم باعتبارها المنصّة الوحيدة التي تتيح للسينمائيين من دول منطقــة الخلــيج مشاركة آرائهم وأفكارهم فيما بينهم ومع سينمائيي العالم ضمن منتدى واحد مفتوح، يقدم الورش الفنية والمؤتمرات.

ومن المعروف أن قطر تشارك في الدورة الحالية بثمانية أفلام وهي النسبة الأعلى مشاركة لها منذ انطلاقة المهرجان، وتشكّل هذه الأفلام جزءاً من 153 فيلماً معاصراً تعرض من 31 دولة. 

جلسة

«ليالي الخليج» تحض صناع الأفلام على التوجه للجماهير العالمية

شهد (الخليج السينمائي) مساء أمس الأول إقامة أولى جلسات (ليالي الخليج)، التي تعتبر من أشهر الفعاليات التي تتخلل المهرجان، وسط تفاعل كبير من المشاركين من السينمائيين والإعلاميين من مختلف أنحاء العالم.

وشددت نقاشات الجلسة الأولى على ضرورة توجه السينمائيين العرب نحو صناعة أفلام تستقطب شرائح أوسع من الجماهير العالمية، وشملت الجلسة نقاشات موسعة حول أهمية مهرجان الخليج السينمائي، ودوره في رفد المواهب السينمائية الشابة بالأدوات والمهارات التي تتيح لهم إثراء معارفهم وصقل إمكاناتهم ليكونوا قادرين على تقديم أعمال أفضل.

وفي معرض حديثه خلال الجلسة التي شهدت حضوراً مكثفاً من قبل المشاركين، لفت مسعود أمر الله آل علي مدير المهرجان، إلى ضرورة ألا تتقيد الإبداعات السينمائية بأطر إقليمية تقف عائقاً أمام انتشارها ووصولها إلى الجماهير العالمية، وقال: يجب ألا تكون الأفلام موجهة نحو فئة واحدة من الجمهور، وعلينا إذا تشجيع صناعة الأفلام التي تهم العالم بأسره، فعندما يتقيد الفيلم بمحاولة التوجه نحو نخبة محددة من الجمهور، فإن تأثيره يصبح أضعف على مستوى المشهد السينمائي عموماً.

من جانبه أكد صلاح سرميني، مستشار مهرجان الخليج السينمائي، أن فعاليات ليالي الخليج تشكل نافذة للجمهور والسينمائيين لتقييم مختلف الأفلام المشاركة، ومناقشة مختلف عناصر وبرامج المهرجان. وأضاف: تمثل هذه الجلسات مبادرة هي الأولى من نوعها، وتقدم للضيوف والمشاركين فرصة اللقاء والحوار والتفاعل وتبادل الآراء والأفكار حول السبل المثلى لبناء حركة سينمائية قوية في الوطن العربي.

البيان الإماراتية في

17/04/2011

 

تراث السينما العراقية في خطر

زياد عبدالله 

ثمة ظواهر تستدعي التوقف على الدوام في مهرجان الخليج السينمائي، كأن يحمل فيلم «قبل رحيل الذكريات إلى الأبد» نداءً عاجلاً وملحّاً مفاده: تراث السينما العراقية في خطر، أو أن تكون السعودية حاضرة بـ12 فيلماً، وهو البلد الذي لا وجود لدور عرض سينمائي فيها، ويعامل فيها هذا الفن بميزان الحلال والحرام، طبعاً هذا تكرر في دورات المهرجان الثالث، ونحن نتعرف الى أسماء جديدة ترفد على الدوام حراكاً سينمائياً لافتاً جداً وصولاً إلى إقامة المهرجانات في مدن سعودية عدة، ولعل عين السينمائي السعودي دائماً تكون على هذا المهرجان بوصفه منصته الوحيدة للعرض ومعبره أيضاً، وإلى جانب ذلك يحضر العراق وما يشكله «الخليج السينمائي» من منصة سنوية للتعرف الى انتاجات هذه السينما العريقة التي تستعيد عافيتها رغم ما عصف بها ومازال من كوارث، للفن السابع أن يتأثر بها بينما يسعى أن يكون مؤثراً فيها، موثقا لها بوصفه الحامل الإبداعي الأبلغ للتعبير عن ذلك.

من يطالع أفلام المسابقة الرسمية للروائي الطويل سيجد أن أربعة أفلام عراقية من أصل ستة هي مجموع الأفلام المشاركة في هذه المسابقة، كذلك الأمر بالنسبة للمسابقة الوثائقية، حيث تحتل الأفلام العراقية الأغلبية، أما إماراتياً فمازالت المساحة الأكبر للمشاركات الإماراتية حاضرة في الأفلام القصيرة، وإلى جانبها عدد من الأفلام الوثائقية، دون أي جديد على صعيد الروائي الطويل، دون أن ننسى أن افتتاح الدورة الماضية كان بالفيلم الإماراتي «دار الحي»، وهو روائي طويل.

هناك ملمح يمكن تلمسه من خلال انتاجات السينما العراقية يتمثل بتفوق الوثائقي على الروائي، أو البنية الوثائقية للروائي وتداخلهما، دون أن يكون العكس صحيحاً ما لم نؤمن أن الواقع العراقي أغرب من الخيال، بمعنى أن فيلماً مثل فيلم قتيبة الجنابي «الرحيل من بغداد» الذي عرض أول من أمس سيكون واحداً من الأمثلة الساطعة على ذلك، بحيث يشكل رحيل «صادق العطار» عن بغداد استعادة لواقع أشد خيالاً من الخيال نفسه، ولا حاجة للأمر للكثير لنكون بصدد ذلك، إذ يكفي أن يكون التجاور وارداً بين الأرشيف الذي يخرج علينا مع ذاكرة صادق بوصفه المصور الشخصي لصدام حسين، ولنقف أمام جرد بصري للفظائع، حيث يكون رحيله هرباً مترافقاً وذاكرة محتشدة بشتى أنواع الصور الفوتوغرافية أو تلك التي صورها بالفيديو، وعليه يمسي تنقله من عاصمة أوروبية إلى أخرى محتشداً بذلك وصولاً إلى النهاية المفاجأة التي يبنى الفيلم باتجاهها، فالمصور الذي وثق تلك الفظائع سيكون موثقاً لمأساته الشخصية.

وفي مسار مواز يضيء لنا فيلم «المغني» للمخرج العراقي قاسم حول جانباً آخر من سينما تراهن على إعادة تركيب الواقع الذي بتنا جميعاً نعرفه عن صدام حسين، والكيفية التي كان يتعامل فيها مع أقرب مقربيه، والخيط الناظم الرخو لكل ذلك هو المغني الذي يكون في طريقه للغناء في قصر صدام بمناسبة عيد ميلاده، ولنكون في النهاية أمام فيلم لا هو روائي ولا هو وثائقي، وعلى خيانة محكمة للسينمائي فيه من عناصر عدة له، جعلته على شيء من مسرحة الأحداث والرهان بأن غرائبية العلاقات التي أمامنا ستجعلنا مأخوذين ربما بعالم لا مثيل له، بفيلم لا مثيل له بالركاكة.

الفيلمان سابقا الذكر يقودان إلى فيلم وثائقي بعنوان «قبل رحيل الذكريات إلى الأبد» للمخرجين مناف شاكر وفلاح حسن، والذي يقدم مادة وثائقية مهمة لها أن تتحرك في مساحة زمنية ممتدة من سبعينات القرن الماضي إلى الزمن الحالي، بحيث يكون التوثيق سينمائيا للسينما العراقية، وتحديداً أفلام طلبة معهد الفنون الجميلة في بغداد، والذي سيكون طيلة مدة الفيلم البؤرة التي من خلالها سنتعرف الى كل ما تغير في العراق، وعبر الأفلام نفسها أيضاً ومعها السينمائيون الذين صنعوها، وبكلمات أخرى فإن مصائر الأفلام والسينمائيين سيكون هو مصير العراق كل العراق، وليكون الجزء الأكبر من الفيلم مخصصاً لهؤلاء السينمائيين وأفلامهم، والشهادات التي يتوالون عليها ستكون متتابعة ومتوالية على شيء من «الريبورتاج» الأمر الذي تكسره استعادة الأفلام التي يتحدثون عنها، ولنشعر كما لو أننا نستعيد كامل تلك الأفلام التي صورت أغلبها في كاميرا ،16 إلى أن نصل إلى الدافع الرئيس لما شاهدناه، خصوصا حين نصبح أمام عنوان مفاده «السينما العراقية في الديكتاتورية والديمقراطية»، ولعل الفيلم في هذا الخصوص سيوصل كامل مقولته، كما ليقول لنا، حسنا لقد كانت فترة ديكتاتورية لكن كنا نصنع أفلاماً في العراق، حتى وإن كانت في أحيان كثيرة ممهورة بختم «البروباغندا» التي وظفها النظام العراقي السابق في حروبه الكثيرة، لا بل حتى في فترة الحصار وحظر استيراد المادة الخام للأفلام، فإن المدرسين استعانوا بكاميرا «في إتش إس» قديمة لتعليم الطلاب، لكن بعد الغزو والسقوط أو ما يشير إليه الفيلم بالمرحلة الديمقراطية لم يعد هناك من سينما، لا بل أصبح كل شيء دينياً، والمعارض الفنية أشبه بالتكايا، كذلك الأمر بالنسبة للعروض المسرحية.

يصل الفيلم في النهاية إلى كل ما تم بناء الفيلم عليه ألا وهو اكتشاف مناف شاكر وفلاح حسن ما تحول إليه معهد الفنون الجميلة، وكيف أن الأفلام التي شاهدنا جزءاً يسيرا منها مكدسة ومرمية كما لو أنها في مكب نفايات، وكيف قام شاكر وحسن بأخذها من المعهد للحفاظ عليها وتحويلها بأبسط الوسائل المتاحة إلى نسخ رقمية شاهدنا بعضا منها في الفيلم.

عنوان الفيلم «قبل رحيل الذكريات إلى الأبد» هو بمثابة نداء لحماية تراث العراق السينمائي من أيدي الظلاميين الذين لا يأبهون لا بالفن ولا التراث، ويتعاملون مع هذه المنتجات الإنسانية كما لو أنها لا شيء وهي كل ما هو جميل في عراق الأمس، والمعبر الأكيد نحو غد أفضل، إنه نداء على أية مؤسسة سينمائية أو ثقافية، عربية أو دولية أن تسعى لتلبيته، بما في ذلك أيضاً متاحف السينما في العالم، فما تم انقاذه حدث بفضل سينمائيين غيورين على تراث بلدهما، لكن هذا لا يكفي، إذ يجب أن تتم مساعدتهما وتعزيز جهودهما النبيلة بشتى الوسائل.

الإمارات اليوم في

17/04/2011

 

مخرج فرنسي مغمور يختزل 48 فيلماً في عرض واحد

محمد عبدالمقصود ــ دبي 

حثت أولى ليالي اللقاءات النقدية لمهرجان الخليج التي عقدت منتصف ليلة أول من أمس، المخرجين الشباب على الاستفادة من كل أشكال النقد وتقبل جميع وجهات النظر النقدية التي لا تتفق بالضرورة مع قناعاتهم، والسعي للاستفادة منها، موجهة إياهم بشكل خاص إلى محاولة صناعة افلام تخاطب جماهير متباينة في الاتجاهات والخلفيات الثقافية والاجتماعية.

وشدّد مدير المهرجان مسعود أمرالله آل علي على ضرورة ألا تتقيد الإبداعات السينمائية بأطر إقليمية تقف عائقاً أمام انتشارها ووصولها إلى الجماهير العالمية. مضيفاً أن الأفلام يجب ألا تكون موجهة نحو فئة واحدة من الجمهور. وعلينا تشجيع صناعة الأفلام التي تهم العالم بأسره، فعندما يتقيد الفيلم بمحاولة التوجه نحو نخبة محددة من الجمهور، فإن تأثيره يصبح أضعف في مستوى المشهد السينمائي عموماً».

وأضاف أمرالله «نحن على ثقة بأن السينمائيين العرب الشباب سيبذلون كل جهد ممكن للارتقاء بالحركة السينمائية إلى آفاق جديدة، ونتطلع قدماً لرؤية المزيد من أعمالهم مستقبلاً. وأؤكد هنا أن دور مهرجان الخليج السينمائي لا يتمثل في التوجيه أو الإرشاد، بل بتوفير منصة تسلط الضوء على إبداعات المخرجين الشباب، وتقدم لهم فرصة الوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور».

وقال آل علي: «نحن هنا عائلة واحدة، نناقش صناعة السينما بكل ما توفره من فرص وما تواجهه من تحديات، ونساعد المواهب الواعدة على تحقيق أحلامها الفنية الكبيرة».

ودعا الناقد السينمائي صلاح سرميني، مستشار مهرجان الخليج السينمائي، الجمهور والسينمائيين الى الاستفادة من تلك الجلسات والمشاركة فيها لتقييم مختلف الأفلام المشاركة، ومناقشة مختلف عناصر وبرامج المهرجان. وأضاف «تمثل هذه الجلسات مبادرة هي الأولى من نوعها، وتقدم للضيوف والمشاركين فرصة اللقاء والحوار والتفاعل، وتبادل الآراء والأفكار حول السبل المثلى لبناء حركة سينمائية قوية في الوطن العربي».

كواليس المهرجان في يومه الثالث كان بطلها مخرج فرنسي لا يتردد في وصف ذاته بالمغمور، رغم تجربته الطويلة، حيث يشارك المخرج الفرنسي جيرار كوران بمشروع سينمائي يختزل نحو 48 فيلماً تمتد لـ156 ساعة كاملة، قام بإخراجها، وتدخل ضمن فئة الأفلام الوثائقية في معظمها.

ودخل كوران في أحاديث مختلفة مع المخرجين الشباب الذين راحوا يستقصون حول اتجاهه الفني الذي يعمد إلى كاميرا حرة توجه الى شخص واحد فقط، ترصد انطباعاته من دون أي تكلف تمثيلي، مضيفاً أنه خلال اليومين الأولين للمهرجان لمس طاقات شبابية واعدة في مجال الإخراج خصوصاً، يمكن لها أن تكون منطلقاً لحراك وصناعة سينمائية في منطقة الخليج البكر سينمائياً، ناصحاً بأن يلجأ الشباب إلى إنتاج أعمال ذاتية، والاستفادة في الوقت نفسه من القدرات التكنولوجية المتطورة، في حدود إمكاناتهم.

في السياق ذاته، بدأ المخرجون الشباب، خصوصاً الطلاب، يعرّفون بأفلامهم المشاركة بشكل عملي، ليس فقط لممثلي وسائل الإعلام، بل للجمهور أيضاً الذي يتردد على دار السينما في دبي فيستفال سينتر، ليختار بين قائمة طويلة توفر خيارات أفلام متنوعة، حيث يعرض اليوم الأحد 15 فيلماً لمخرجين ضمن مسابقة الأفلام القصيرة للطلبة.

الإمارات اليوم في

17/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)