حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ـ 2010

ثقافات / سينما

مالكوفيتش وكوبولا وكوتيار ويسرا نجوم الدورة

مهرجان مراكش يحتفي بالسينما الفرنسية في دورته العاشرة

أحمد نجيم من الدار البيضاء

ينطلق يوم الجمعة في قصر المؤتمرات في مراكش مهرجان الفيلم العاشر وذلك حتى الحادي عشر من الشهر الجاري. وسيجري خلال هذه الدورة الاحتفاء بنجوم الفن السابع العالميين فضلا عن تكريم خاص للسينما الفرنسية، فيما يطمح المشرفون على المهرجان إلى أن تشكل الدورة الحالية مناسبة جديدة لتطوير التعاون المغربي - الفرنسي في الميدان السينمائي.

إختار مهرجان مراكش الدولي للفيلم الذي ينطلق يوم الجمعة تكريم السينما الفرنسية التي أثرت في السينما العالمية وشكلت منعطفا لسينما مختلفة.

هذه السينما التي أنجبت اكبر النجوم سيعيد اكتشافها جمهور المهرجان طوال تسعة أيام بأروع أفلامها، كما سيتعرف ليلة الاحتفاء، إلى أهم نجومها، تتقدمهم الحسناء ماريون كوتيار، التي أدت بمهارة كبيرة دور المغنية الفرنسية إديت بياف، في فيلم "لاموم"، كما سيحضر عدد من نجوم الفن السابع الفرنسي ومسؤولون عن المركز السينمائي الفرنسي وعدد من المنتجين والموزعين.

ويطمح المشرفون على مهرجان مراكش إلى أن تشكل الدورة الحالية مناسبة جديدة لتطوير التعاون المغربي - الفرنسي في الميدان السينمائي، خاصة مع ارتفاع وتيرة الإنتاج المشترك بين البلدين في السنوات العشر الأخير. 

تكريم "الموجة الجديدة"

تتميز الدورة العاشرة بمستجدات منها مسابقة جديدة بالاهتمام، يتعلق الأمر بمسابقة للأفلام القصيرة التي يخرجها الشباب. وكانت رئاسة لجنة هذه المسابقة قد منحت إلى الممثلة الأميركية سيكورني ويفير لكن نظرا لالتزاماتها المهنية تم تعويضها بالمخرج الألماني المعروف فولكير شلوندورف.

كما تتكون اللجنة من الممثلة الفلسطينية المعروفة هيام عباس والمخرج الفرنسي كزافيي بوفوا، الفائز بإحدى أهم جوائز مهرجان "كان" في دورته الأخيرة، بالإضافة إلى المخرج المغربي عادل الفاضلي والمخرجة الإيرانية مرجان سابراتي والممثلة الفرنسية إيمانويل سينيير. هذه المسابقة مخصصة لطلبة معاهد ومدارس السينما في المغرب، وأوضحت إدارة مهرجان مراكش أن الهدف منها هو خلق مجال للإبداع السينمائي ومنح فرصة الإدماج المهني لفائدة السينمائيين المبتدئين.

وجود أسماء كبيرة في لجنة التحكيم سيكون بمثابة دروس مفيدة لهؤلاء المخرجين والممثلين المعروفين. وسيحصل الفائز بالمسابقة على مبلغ 300 ألف درهم (أكثر من 35 ألف دولار). يشار الى ان هذه الجائزة خصصها الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة مهرجان مراكش وأخ العاهل المغربي الملك محمد السادس من ماله الخاص، وستخصص لإنتاج فيلم قصير ثان للفائز في السنوات الثلاث التي تلي الإعلان عن الجائزة. كما ستدعم مؤسسة المهرجان الفائز في كتابة السيناريو والإخراج والمونتاج.

نجوم كبار يضيئون سماء مراكش

وقع الاختيار هذا العام على الممثل الأميركي المعروف جون مالكوفيتش لرئاسة لجنة تحكيم الدورة العاشرة من مهرجان مراكش الدولي، كما سيكون في أعضاء اللجنة التي يرأسها نجم هوليود الكبير كل من الممثلة المصرية يسرا والممثل الإيطالي ريكاردو سكمارتشو والسينمائي الفرنسي بونوا جاكو والممثل الإيرلندي كابرييل بيرن والممثل والمخرج السينمائي المغربي فوزي بنسعيدي والممثلة ماكي تشونك من كونك كونك والمخرج المكسيكي كارسيا برنال كاييل، فيما اعتذرت الممثلة الأميركية من اصل لاتيني إيفا مينديس لارتباطات مهنية، كما أوضحت إدارة المهرجان.

وبالإضافة إلى هؤلاء النجوم تستضيف الدورة الحالية السينمائيين الأميركيين جيمس كان وهيرفي كيتيل والمخرج الياباني كيروشي كيروساوا، بالإضافة إلى المخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي.

الدورة العاشرة لم تنس التكوين، إذ تقترح دروسا "ماستر كلاس" لسينمائيين كبار أمثال المخرج الأميركي فرانسيس فورد كوبولا، والمخرج البلجيكي جون بيير، والمخرج لي تشانغ دونغ من كوريا الجنوبية.

كما تهتم الدورة الحالية بالأشخاص ذوي الحاجات الخاصة، وهكذا ستتم برمجة أفلام، كما في الدورات السابقة، للمكفوفين وضعاف البصر، من خلال استعمال تقنية "الوصف السمعي".

يشار الى ان مهرجان مراكش بلغ مرحلة النضج حاليا إذ يعول عليه كثيرا في المغرب لتحقيق إقلاع سينمائي في بلد يزداد إنتاجه السنوي من الأفلام سنة بعد سنة.

إيلاف في

02/12/2010

 

ثقافات / سينما

بعد 10 سنوات على وصول أخيه للحكم لم تتغير أنشطة الأمير الرسمية كثيرًا

الأمير مولاي رشيد يعشق الفن السابع... ويكره الشائعات

أحمد نجيم من الرباط  

يفتتح اليوم الجمعة في قصر المؤتمرات في مراكش المهرجان العاشر للفيلم بدورته العاشرة التي حرص الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان وأخ العاهل المغربي الملك محمد السادس، على جعلها إستثنائية من خلال إشرافه على كل مراحل تنظيمها.

إحتفل الأمير مولاي رشيد، الأخ الأصغر للعاهل المغربي الملك محمد السادس في 20 حزيران- يونيو  الماضي بعيد ميلاده الأربعين. وقد تزامن الاحتفال بعيد ميلاد الامير مولاي مع تدشينه لمشروع طريق السيار الرابط بين مراكش وأكادير، وهو احد المشاريع الكبيرة التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة.

كما قد سبق الاحتفال بالمناسبة السارة، زيارة قام بها الامير مولاي برفقة العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم الأربعاء 9 حزيران - يونيو  2010 للاطلاع "على تقدم أشغال برنامج تهيئة الموقع السياحي لـ"مارشيكا" بالناظور. وقد شكل حضور الأميرلـ"مارشيكا" دعما لأخيه الملك على ما قام ويقوم به على رأس مؤسسة جائزة الحسن الثاني للغولف التي يشرف عليها منذ سنوات، إذ يشمل المشروع السياحي في مارشيكا الذي دشنه الملك ملعبا كبيرا للغولف. ويشار الى ان الغولف ليس القطاع الوحيد الذي يشرف عليه الأمير، اذ هناك قطاع السينما من خلال ترؤسه لمؤسسة مهرجان مراكش الدولي للفيلم.

واختيار الامير مولاي للإشراف على هذين القطاعين جاء رغبة من المؤسسة الملكية لتسويق صورة عن مغرب ديناميكي وعصري في الخارج، لذا اختار الملك أخاه العارف بالقطاعين معا، فهو لاعب ماهر للغولف، ومواظب على مشاهدة الأفلام. وبالإضافة إلى هذين القطاعين للأمير مهمات أخرى يتحول فيها إلى مبعوث شخصي للملك، بعضها سياسي وبهضها الاخر ذات طبيعة بروتوكولية.

السياسة الخارجية أولا

منذ الأيام الأولى لوصول أخيه إلى الحكم سنة 1999 كان حضور الأمير مولاي رشيد للأنشطة حضورا دائما، فقد كان الرجل الثاني المرشح للجلوس على العرش بعد أخيه، طبعا قبل ولادة ولي العهد مولاي الحسن سنة 2003. شارك في المجلس الوزاري الأول في عهد محمد السادس في الرباط يوم 2 آب- اغسطس، وكان أول مبعوث للملك محمد السادس إلى الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز، في العام نفسه، أثناء علاجه بماربيا الإسبانية.

بعد ذلك انيطت للأمير مهام محددة، وكانت أولاها ملف الدفاع عن ترشيح المغرب لمونديال 2006، إذ عين رئيسا للجنة الوطنية لترشيح المغرب، مستفيدا من شخصيته وإجادته لعدة لغات خاصة الإسبانية والإنكليزية بالإضافة إلى الفرنسية والعربية بطبيعة الحال وعلاقاته الوطيدة والقوية مع أمراء الخليج وبعض الشخصيات الإسلامية بالإضافة إلى حضوته في الإليزي. بعد عشر سنوات على وصول أخيه للحكم لم تتغير أنشطة الأمير الرسمية كثيرا، ويظهر هذا الأمر بإلقاء نظرة على الأنشطة التي قام بها سنة 2008، اذ وصلت تلك الأنشطة إلى ثلاثين نشاطا.

أول ملاحظة هو أن هذه الأنشطة يغلب عليها الطابع الشخصي، كحضور حفلات الزفاف، مرة واحدة في البرتغال، أو الجنازات، ست مراسيم تشييع جنازات، خمسة منها في المغرب وواحدة بالغابون أو توديع ملوك وأمراء بعد انتهاء زياراتهم، الخاصة. للتذكير فإن الملوك العلويين لا يحضرون مراسيم تشييع جنازات كبار رجال الدولة والملوك والرؤساء والأمراء وهذا الأمر ينطبق حتى على العائلة، فعندما توفت الأميرة أمينة، شقيقة الملك محمد الخامس بالرباط، لم يحضر الملك بل ناب عنه الأمير مولاي رشيد.

كما ان بعض هذه الأنشطة يغلب عليها الطابع الرياضي، كتسليم الجوائز وكؤوس العرش في رياضات شعبية ككرة القدم وكرة السلة.

يلاحظ أن غالبية لقاءات الامير مولاي مع قادة الدول تمت مع ملوك وأمراء عرب، إذ التقى مرتين بالملك عبد الله بن عبد العزيز السعودي وثلاث مرات بأخيه ولي عهده سلطان بن عبد العزيز ومرة واحد بالملك عبد الله الثاني والملكة رانيا وأخرى بالأمير محمد بن زايد آل نهيان. تجدر الإشارة أن للأمير علاقات صداقة وطيدة جدا بأمراء الخليج، خاصة الأمراء في السعودية والإمارات.

على الصعيد السياسي، مثل الامير مولاي المغرب في قمة الاتحاد من أجل المتوسط وأشغال القمة العربية بالدوحة. يشار الى ان تركيز الأمير على السياسة الخارجية نابع من اهتمامه بالعالم العربي الإسلامي، فقد أعد اول بحث جامعي له بالرباط عن البوسنة والهرسك أما شهادة الدكتوراه فكانت حول منظمة المؤتمر الإسلامي في جامعة بوردو في فرنسا.

و من ضمن أنشطة الامير مولاي كذلك ترؤسه لمآدب غذاء او عشاء بمناسبات كبيرة كعيد العرش والمعرض الدولي للفلاحة ومهرجان مراكش الدولي للفيلم...

هذه الأنشطة تتم دائما بإشراف مباشر من وزارة التشريفات والأوسمة، وفي هذا الاطار يقول أحد مساعدي الأمير إن  "كل تحرك رسمي للأمير كتمثيل صاحب الجلالة، تشرف عليه التشريفات والأوسمة". طبعا الأمور البروتوكولية تمر عبر ديوان الأمير والكتابة الخاصة المكلفة بالأمن الخاص للأمير. فكيف تعمل هذه المؤسسات الثلاث ومن يشرف عليها؟

حرس وكتابة وديوان الأمير

تشرف الكتابة الخاصة للأمير على أموره الشخصية. ويقع مقرها في الإقامة الأميرية المعروفة بـ"الناي" (لير) القريبة من الكولف الملكي بالرباط. يديره برفقة عدد قليل من الموظفين الشباب، منهم خالد الساخي. هذا الأخير درس مع الأمير في المدرسة الأميرية برفقة أسماء مثل رضا معنينو وامين الصفريوي وجمال ميكو وآخرين. رفيق آخر درس مع الأمير واستمر بالعمل معه منذ سنوات هو مهدي الجواهري، ابن عبد اللطيف لجواهري، والي بنك المغرب، وهو أقرب الأشخاص إليه "يشبهه، فهو شخص خجول ولبق ومتدين" يقول عنه الصحافي خالد الجامعي، صديق مولاي رشيد.

اما ديوان الأمير فيشرف على كل ما هو رسمي وذو طابع بروتوكولي. يقع المقر، وهو عبارة عن فيلا، قرب عين حلوية قرب مسجد العتيبة. يتوفر الديوان على مجموعة لا تتعدى ستة أشخاص كلهم شباب في مثل سن الأمير، أحدهم مكلف بالتسيير والإدارة وآخر بتحديد استراتيجيات القطاعات الرياضية التي يشرف عليها الأمير وثالث مكلف بالتواصل والمساهمة في تنظيم مهرجان مراكش الدولي للفيلم وجائزة الحسن الثاني للغولف بالإضافة إلى أشخاص آخرين. ويعد الديوان للأمير صباح كل يوم ملفا لأهم ما كتبته الصحف والمجلات المحلية والدولية، ويقرأ الأمير، بشكل أساسي، المقالات التي تتطرق الى المؤسسة الملكية والمؤسسة العسكرية بالإضافة إلى مقالات حول الحياة السياسية والاقتصادية للمغرب.

بخصوص الأمن الخاص للأمير، فيشرف عليه لخليفي. منذ سنوات، وهو يعمل معه، يصفه أصدقاء الأمير ب"الرجل الطيب الذي لم يفارق الأمير منذ تعيينه". يعمل لخليفي تحت إمرة المديرية المكلفة بالأمن الملكي التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني. يتغير عدد رجال الأمن المكلفين العاملين تحت إمرة لخليفي حسب المناسبات، ففي الأنشطة العادية للأمير التحكم فيها أمنيا وقد يصل العدد إلى خمسة أفراد، وفي الأنشطة الرسمية الكبيرة، كحضور الأمير نهائيات كأس العرش، يرتفع العدد إلى عشرين شخصا.
يشار الى ان هناك ثلاثة أشخاص أساسيين يرافقون الأمير في كل تحركاته الرسمية والشخصية، وهم مدير الديوان مهدي الجواهري والخليفي المكلف بالأمن الخاص بالأمير والإدريسي طبيبه الخاص. 

اما تحركات الأمير في السينما والرياضة والسياسة، نابعة من تصوره للمغرب. معارف الأمير وأصدقاؤه يتحدثون عن "مغربي متحمس للدفاع عن بلده"، "له تصور واضح عن مغرب اليوم"، فهو " يطمح لمغرب متطور، ولكن لا يفرط في تاريخه وحضارته" يقول أحد مساعديه. فهو، مثلا، يختار بنفسه ملصقات التظاهرات الرياضية أو الثقافية التي يشرف عليها "يحب أن يرى اللمسة المغربية في الأنشطة التي يشرف عليها، هذا الأمر يظهر نظرته للمغرب، فهو عاشق مفتخر بحضارة بلده ومنفتح على التكنلوجيا الحديثة، يريد مغربا متشبثا بتقاليده ومنفتحا على محيطه وعلى مستجدات التكنولوجيا" كما يضيف أحد مساعديه. ويشرح الامير نفسه هذا التصور في حوار وحيد أجراه معه رئيس تحرير مجلة "الرجل" السعودية الصحافي محمد فهد الحارثي ونشر في  شهر تموز- يوليو 2001 ، قال الأمير إنه يشعر بكونه يعيش "فترة رائعة مليئة بالتحديات، لكنها فترة واعدة بقدر كبير من الإنجازات وقابلة لطي أشواط بعيدة على درب التقدم".

وحول مشاركته في السياسة العامة للمغرب قال "أساهم في بلدي، إلى جانب الملك محمد السادس، في بناء مغرب متطور مقدم على المزيد من المكاسب، وفي سياق مجتمع منفتح، متحرك، تحدوه إرادة راسخة في التنمية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، فهذا في حد ذاته حظ استثنائي أعتز به، وأكرس كل وقتي للقيام بواجبي فيه".

وقال الأمير إنه يميل إلى الأسلوب البراغماتي في العمل، "إنني أعمل لدى الملك وأحرص قبل كل شيء على أن أكون رهن إشارة جلالته في كل وقت للقيام بالعمل أو بالمهمة التي يكلفني بها، على الوجه الأكمل، فهذه هي مسؤوليتي الأساسية، وما تبقى من كل الانشغالات والأنشطة الأخرى انما يأتي بطبيعة الحال من صميم هذا الموقف المسؤول. وبما انني براغماتي بطبعي فانني أحرص على أن تكون لذي الاستجابة المثلى لمسؤولياتي على الصعيد الرسمي كما هو الشان بالنسبة للمجال المؤسساتي والجمعوي  ان القاعدة التي اعمل على أساس أحترمها وأنضبط معها هي ايلاء الاهمية القصوى ذاتها لكل مهمة اقوم بها  مع الحرص على معرفة كل التفاصيل واستيفائها وعلى  الاداء الجيد لكل ملف أنهض بتدبيره وانجازه وعندما يتعلق الامر بالمغرب والمغاربة فانه ليس هناك تفاوت بين قضية صغيرة او كبيرة او مشكلة أساسية أو تانوية"، وأضاف "أبدل قصارى جهدي لاعطاء أحسن ما لدي مهما يكن الملف الذي أعالجه  سواء كان ملف الساعة أو اللحظة العابرة أو ملف المدى البعيد وبهده الطريقة في الممارسة ولاهتمام بالمسؤولية أستطيع إرضاء ضميري".

أنا ابن مدرسة الحسن الثاني

يعتقد الأمير أن تطوير المغرب يمر أساسا عبر التنمية البشرية، لذا يدافع عن الاستثمار في المغرب، يوظف مهاراته لإقناع أصدقائه ومعارفه بذلك، فقد كان وراء الاتصال بدجيري بيركايم، المنتج السينمائي الأميركي المعروف وأعطاه كل الضمانات كي يصور فيلم "برينس أوف بيرسيا"، وخلال تصوير الفيلم بالجنوب المغربي، بعث إليه أعضاء من ديوانه كي يطمئنوه ويدعموه.

وفي السياق نفسه استقبل قبل فترة المنتج الأميركي برونكولوستيك، (وشحه الملك سنة 2004) وذلك بمناسبة إعداده فيلم "سقوط الأندلس"  لمالك العقاد، ابن الراحل مصطفى العقاد، وقد طمأنه الأمير ووعده بدعمه إن اختار التصوير في المغرب. ويقول مسؤول عن القطاع إن "أمام المنافسة القوية لعدة دول عربية وأوروبية، يعمل الأمير ما في وسعه لجلب استثمارات للمغرب"، كما يؤكد الأمير أن تصوره لتقدم المغرب جاء من انتمائه لـ"مدرسة الحسن الثاني".

ويحصي الامير مولاي تأثير هذا عليه في حواره مع مجلة "الرجل" السعودية نشر في تموز - يوليو 2001، فهناك "الدقة الفكرية والصبر في المعالجة" و"فضيلة النقد الموضوعي الذي يدعمه الشك الإيجابي الذي يحثنا على التحليل والنقاش البناء"، وأوضح أن والده كان يحث إخوته "على التحلي بالتروي والصفاء الذهني مهما تكن الحماسة الفورية المتدفقة التي تمليها راهنية الحدث وطرفيته، ذلكم أن المسافة التي كان يأخذها والدي حلال فضائل التروي والتأتي ورباطة الجأش قد أثرت في سلوكي دائما وبكل عمق وما أزال استرشد بهذه الفضائل في كل أعمالي". صديقه الصحافي خالد الجامعي الذي استقبله عشرات المرات في منزله بالرباط يؤكد أنه شديد الشبه بالملك الحسن الثاني، فهو "ليس مزاجيا" و"يشبه أباه كثيرا، له هبة أبيه".

الأمير المعجب بأبيه كان شدد في حواره مع مجلة "الرجل" أن المغرب "بناه والدي المنعم"، هو "مغرب بعيد الطموح عريق الآصال ولا يرضى بالقليل"، مضيفا أنه رفقة أخيه الملك محمد السادس سيحافظان على "حماية مكتسبات الماضي وتمكين مغرب اليوم من أحسن فرصة لمتابعة المسيرة نفسها أنما استلهم هذا الاختيار الحكيم الذي لم يكن قط بالاختيار السهل ولا بالاختيار الذي تمليه الانتهازية". ورث من أبيه كذلك خصلة الاهتمام بالعائلة، إذ يحرص على زيارة كل أفراد العائلة عماته وأخواته وأبنائهم، باستناء الأمير مولاي هشام. ويتابع أخبار العائلة حتى خارج المغرب، فخلال زيارة خاصة للأميرة للا سكينة إلى لندن، اتصل الأمير بأحد أصدقائه كي يوفر للأميرة جميع ظروف الراحة، كتخصيص سيارة وفتاة ترافق الأميرة في جولتها السياحية.

كان يتابع أخبارها ويطمئن على حالها، ويحدث أن يزور أخاه الملك محمد السادس حتى خارج المغرب أثناء رحلات الملك الشخصية. كما أنه يستشير مع الملك في كل الأمور، حتى في قضية اختيار الدولة الضيف في كل دورة من دورات مهرجان مراكش الدولي للفيلم، فهذا جانب من شخصيته، وهناك جوانب أخرى من هذه الشخصية المقبلة، حسب ما يشاع في أوساط رباطية، على زواج وشيك من فتاة مغربية. الزواج سيكون زواجا رسميا كبيرا قبل متم السنة الجارية.

ولد الناس ومتواضع

الأمير مولاي رشيد كتوم لا يظهر ما يضمره، يجيد الإنصات، لا يتسرع في اتخاذ قراراته، وان حدث في اجتماع معين أن يكون موضوعا ما غير محسوم، يجيب الأمير دائما "سأفكر في الموضوع". هكذا يأخذ وقته الكافي لاتخاذ قراره النهائي ويتجنب الانتصار على فكرة دون أخرى. 

بالإضافة إلى ذلك، يصفه معارفه بالمتواضع. ويقول خالد الجامعي الذي بدأ صداقته بالأمير منذ 1978 إن الأمير متواضع خاصة في زياراته الخاصة لأصدقائه، ففي إحدى الليالي اتصل الأمير بصديقه الجامعي بعد انتهاء لقاء رسمي برئاسة والده الملك الراحل الحسن الثاني، قال له: "هل من وجبة للعشاء" رد عليه الجامعي "عندنا دجاجة فقط إن كنت ترغب في اقتسامها معنا مرحبا بك". وصل الأمير بلباسه الرسمي وتناول فخذ الدجاج وضعها في نصف خبزة وتناول كأس شاي.

ويقول الجامعي إن هناك اتفاقا مسبقا مع الأمير على عدم الخوض في الأمور السياسية "مرة وحدة أثرنا موضوع الحرب الأولى لغزو العراق، كنا ننتظر بداية الهجوم، اتصل بي وأخبرني عند الساعة الثالثة صباحا أن الهجوم بدأ".ولا تزال العلاقة مستمرة بين الصديقين.

الى ذلك، يحب الأمير السفر "عندما يسافر يكون بعيدا عن الأضواء وهذا يجعله مرتاحا، يمكنه أن يتناول فنجان قهوة في مكان عمومي" يقول أحد أصدقاءه. كما ان خلال رحلاته يأخذ الامير معه أحيانا كلابه المفضلة. فللأمير علاقة وطيدة بالحيوانات، خاصة الكلاب. يحزن كثيرا عندما يتوفى له كلب أو يسرق منه، كما حدث في إحدى المناسبات، إذ اتصل بصديقه رئيس تحرير "لوبينيون" آنذاك، وأخبره بالقصة وطلب منه نشر خبر يتحدث عن ضياع كلب مع التذكير بنوعه وشكله، نشر الخبر واتصل أحد المواطنين يخبر برؤيته لكلب مشابه، اتصل الجامعي بالأمير ومده بهاتف المواطن بعد أن طلب منه ألا يلحق الأذى بهذا الشخص. فانتقل معاونو الأمير إلى المكان الموصوف وعثروا على الكلب واكتشفوا أن هذا الشخص اشتراه من آخر لا يعرفه فاعادوا للأمير كلبه، بعد أن عوضوه ماديا. الأمير اتصل بالجامعي شاكرا خدمته التي أسداها إليه.

هناك خاصية أخرى يتميز بها الأمير، يذكرها الجامعي، وهي شخصية الأمير القوية، ويقول صديق الأمير إنهم في دار المخزن يخافون من مولاي رشيد، لأن شخصيته قوية ولكونه يرفض "قلة الحياء" داخل وخارج القصر. رغم هذه الشخصية، يتجنب الأمير إحراج معاونيه ومساعديه "فإذا كانت له ملاحظة ما لا يثيرها أمام الجميع وإذا كان يريد تقديم شكر لأحد يفعل ذلك أمام الجميع".

وللأمير، مثل الجميع، هوايات وعادات يحرص عليها بشكل مستمر، فهو يحب الألوان والصباغة، يجمع عددا من اللوحات الفنية. فحسن لكلاوي هو فنانه المفضل، وهو الفنان الذي يعمل إلى جانبه في تنظيم جائزة الحسن الثاني للكولف، كما أنه معجب بأعمال فنانين أمثال فؤاد بلامين ومحمد مليحي، ويحدث أن يقتني لوحات فنانين شباب دعما لهم. وفي هذا الاطار يوضح محمد فهد الحارثي، الصحافي السعودي الذي أجرى معه حوارا لمجلة "الرجل" أن الأمير "يشعرك بأنك تحاور صديق. منطقه قوى ثقافته الواسعة"، وأوضح أنه يعكس عقلية منفتحة. متوازن في الطرح. يحرص على الاستماع والحوار.  دقيق في عباراته، واضح في فكره".

اما في الرياضة، فيعشق الامير الغولف، يمارسه بشكل مستمر يصل إلى أربع مرات في الأسبوع، بالإضافة إلى رياضة كرة السلة التي كان يداوم عليها كثيرا قبل أن يكتفي بالغولف، كما يحرص الأمير على الصيد مرة في الأسبوع، وهو قناص ماهر، لكنه قناص يعرف جيدا حدوده ويعرف أنه يشتغل تحت إمرة أخيه الملك.

هوايات واستثمارات الأمير

الاستثمار... الفلاحة نعم و"الضحى" للا"

تردد أكثر من مرة أن الأمير مولاي رشيد هو مالك مجموعة "الضحى" العقارية الحقيقي، لكن هذا الخبر ينفيه مساعدوه، إذ يؤكدون بأنه "لا علاقة له ب"الضحى". ديوان الأمير يذهب أبعد من ذلك ويقول إن "لا علاقة للأمير بعدد من المشاريع التي حاولت إقحام اسمه". أحد مساعديه طلب بالاتصال بالديوان الأميري من كل رجل أعمال حاول تخويف زميل له وادعى علاقته بالأمير. حسب المصدر نفسه، فإن الأمير لا استثمارات له في ميدان العقار لا من قريب ولا من بعيد.

فأكثر استثمارات الأمير في الميدان الفلاحي، "إنه يعشق الفلاحة كثيرا، وهو في هذا الأمر مثل أبيه الملك الراحل الحسن الثاني". يملك ضيعات فلاحية منها ضيعة قرب بني ملال وسط المغرب، ويوظف في هذه الضيعة الفلاحية آخر الاكتشافات التكنلوجية ".

صحافة... بطل رغما عنه

هناك حدثان جعلا الأمير مولاي رشيد في الواجهة محليا رغما عنه. فيوم 22 شباط - فبراير 2008 حكم على مهندس الإعلاميات فؤاد مرتضى، 26 سنة، بثلاث سنوات سجنا نافذة وغرامة قدرها عشرة آلاف درهم، بسبب إنشائه حسابا على فايسبوك باسم الأمير مولاي رشيد. المحاكمة جعلت الأمير في الواجهة رغم كرهه للأضواء ولتناول الصحف أخباره الخاصة. أدانت المنظمات الدولية، خاصة منظمة العفو الدولية المحاكمة، واعتبرتها غير مستوفية للمعايير الدولية للمحاكمات الدولية، الأمر نفسه ذهبت إليه الجمعيات الحقوقية.

على فايسبوك اتسعت دائرة التضامن مع مهندس الإعلاميات الذي لجأ إلى انتحال صفة الأمير سعيا منه لإيجاد صديقات، خاصة بعد تأكيده على تعرضه للاختطاف من قبل رجلي أمن صبيحة الخامس من شباط - فبراير. وقال ان الشرطيين عصبا عينيه واقتاداه إلى مكان مجهول وضرباه.

أصبحت المؤسسة الملكية محرجة مع توالي الأصوات بالإفراج السريع عن المهندس، وهو ما حدث بعد أشهر من اعتقاله، إذ استفاد من عفو ملكي أنهى تداعيات القضية.

لكن، بعد أقل من سنة تصدرت صورة الأمير الصحف المحلية، ففي الساعات الأولى من يوم السبت 10 تشرين الاول- أكتوبر 2009، نقل الأمير مولاي رشيد إلى مصحة باريسية بعد وعكة صحية مفاجئة ألمت به على متن طائرة كانت تقله إلى باريس. وصفت حالته بالخطيرة، وهو ما دفع عددا من أفراد الأسرة الملكية إلى التوجه على وجه السرعة إلى باريس لعيادته والاطمئنان على صحته، منهم الملك محمد السادس. كما جاء بعض أفراد عائلته من الولايات المتحدة الأميركية لنفس الغرض. هذا الخبر فتح تساؤلات حول الحالة الصحية للأمير، لكن الامير استرجع بعد أيام عافيته وعاود مزاولة أنشطته.

إشاعة قصة "خلافه مع أخيه"

في شهر شباط - فبراير 2007 نشرت صحيفة "إلموندو" الإسبانية المعروفة بمعاداتها للمغرب وصحف جزائرية خبر "خلاف" بين الملك محمد السادس وأخيه الأمير مولاي رشيد. وذهبت الصحف إلى أن الأمير مولاي رشيد "قرر المنفى الاختياري بالولايات المتحدة الأميركية"، وعزت ذلك إلى "اختلافه مع الملك في طرق تسيير البلاد"، وذهب المقال الذي تناقلته صحف وقنوات تلفزيونية الى أن الأمير "قرر الإقامة في مدينة فيلاديلفيا الأميركية". حينها لم ينشر القصر الملكي، أي تكذيب للموضوع، وهو ما غذى الشائعة.

لكن التكذيب الوحيد لهذا الخبر جاء في تصريح لمدير ديوان الأمير إلى صحيفة "إيلاف" الإلكترونية، قال فيه إن الامير مولاي يستمر في العمل في المغرب. وبعد أيام من هذا التصريح، ظهر الأمير مولاي رشيد في مراسم تشييع محمد عواد، مستشار والده الراحل الحسن الثاني، في ضريح سيدي عبد الله بن حسون بسلا. وقد اتهمت في ما بعد المخابرات الجزائرية والإسبانية بترويج هذه "الإشاعة".

سنة بعد ذلك كان الأمير مولاي رشيد ضحية إشاعة جديدة، هذه المرة تهم حياته الشخصية، إذ تناقلت مواقع وصحف خبر قرب زواجه، وتضاربت هذه الإشاعة حول اسم العروس، من صحافية في "لاماب" إلى طالبة مغربية مقيمة في الخارج إلى ممثلة أمازيغية. هذه الأخبار، بحسب مساعديه، تغضبه كثيرا، لأنها "تستهدف الإساءة إلى شخصه" و"لا أساس لها من الصحة".

إيلاف في

03/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)