حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ـ 2010

سوسن بدر بعد جائزة مهرجان القاهرة:

أحلم بالملكة شجرة الدر

كتب محمد عبدالرحمن ـ إشراف: جيهان الجوهري

رحلت «فاطمة» فى فيلم «الشوق» قبل نهاية الفيلم بدقائق لكنها بالنسبة لسوسن بدر لاتزال على قيد الحياة، فهى الشخصية التى أهدتها جائزة التمثيل لأول مرة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، غير أن الجائزة ليست السبب الوحيد للارتباط الوثيق بين «سوسن» و«فاطمة» وإنما السبب الأهم أن الممثلة القديرة تتعامل مع الشخصيات التى تؤديها باعتبارها موجودة بالفعل، فلا تتكلم عنها باعتبارها شخصية قدمتها وانتهى الأمر، رغم ذلك لا تعتبر «سوسن» أنها بطلة فيلم «الشوق» لتسير عكس التيار الجارف الذى أكد أنها حملت الفيلم إلى منصة التتويج، كما تؤكد أن الجائزة بداية لمشوار جديد لا نهاية لمرحلة، فالأحلام والطموحات أمامها كثيرة ولخصت أمنيتها فى أيام الفرح بالجائزة الغالية بأن تتكرر العام المقبل مع دور جديد وشخصية أخرى تقدمها للناس لتعيش بينهم لسنوات طويلة

·         بداية لمسنا جميعا فرحتك العارمة بالجائزة رغم أنها ليست الأولى بالطبع التى تحصلين عليها من مهرجان سينمائى كبير؟

- نعم الفرحة كانت مضاعفة بكل تأكيد لأن الجائزة هذه المرة من مصر، ومن مهرجانها الأهم الذى لا يحصد فيه الفنانون المصريون جوائز إلا على فترات متباعدة، بالتالى شعرت بفرحة من طراز خاص تفوق فرحة أى جائزة من أى مهرجان آخر، تماما كما نشعر عندما يفوز المنتخب المصرى ببطولة مهمة

·     الكل تساءل كيف نجحت «سوسن بدر» فى أن تتحول إلى «فاطمة أم شوق» بكل تفاصيلها التى رأيناها على الشاشة، بمعنى آخر هل الخبرة الطويلة سهلت المهمة؟

- الخبرة لها عامل أساسى بالطبع، لكنها وحدها لا تكفى، فالممثل يظل بحاجة لتوجيه طوال الوقت مهما قدم من أفلام، والشخصية بدأت بالملامح التى رسمها السيناريست «سيد رجب» على الورق، ثم إضافات المخرج «خالد الحجر» وبعد ذلك أعطونى المساحة التى أتحرك فيها كممثلة لتحديد طريقة مشى فاطمة ونظرتها وطبقة الصوت وغيرها من التفاصيل، ثم بعد ذلك بدأ دور الماكيير محمود رشاد فى الوصول للشكل النهائى للشخصية، وفى النهاية السينما عمل جماعى والكل يتعاون من أجل خروج الشخصيات كما ينبغى وأنا سعيدة لأننا فى هذا الفيلم نجحنا فى الوصول لمستوى الرواية التى كتبها «سيد رجب» لأن العادة هى أن تظل الرواية أو الورق المكتوب أفضل من الشريط المصور

·         تتعاملين مع «خالد الحجر» للمرة الثالثة فما الاختلاف بين التجارب الثلاث؟

- نعم ظهرت كضيف شرف فى «حب البنات» ثم مع الفنانة «نبيلة عبيد» فى «مفيش غير كده» وأخيرا «الشوق» وأهم ما يميز «الحجر» أنه ينقل «مووود» الفيلم إلى البلاتوه، فإذا كان الفيلم راقصا وغنائيا نظل فى هذه الحالة طوال الوقت، أما فى كواليس «الشوق» فكنا صامتين كما فى الفيلم بالضبط

·         قلتِ إن أصعب مشاهد الفيلم كان مشهد وفاة الطفل، رغم أن «فاطمة» لم تحضر الوفاة؟

- لأنه أحيانا تكون وفاة عزيز عليك فى غيابك أقسى وأصعب من الوفاة فى حضورك، وهذا المشهد أوجعنى أنا بشكل شخصى أكثر من «فاطمة»، أما المشاهد المتعبة فكانت مشاهد التسول لأنها كانت حقيقية وكنت سعيدة بأن الناس لم تتعرف علىَّ

·         لكن هناك انتقادات للفيلم بخصوص التطويل فى بعض المشاهد وغياب المنطق الدرامى عن البعض الآخر؟

- هذا أمر يعود لطبيعة الفيلم نفسها، حيث كان لابد أن يشعر المشاهد بالوقت الحقيقى الذى يمر على الشخصيات حتى يستوعب سير الأحداث إلى نهايتها، فالاختصار هنا كان سيؤثر على المشاعر التى يجب أن يتلقاها المتفرج، كما أن المخرج «خالد الحجر» استخدم تكنيك «وان شوت» فى معظم الأحيان، بالتالى هو اختيار فنى من جانبه لا يوجد فيه «حلو ووحش» ومن شاهد الفيلم يلاحظ أن كل أهل الحارة تم تعريفهم بشكل جيد وهو أمر يحسب للمخرج، فالفيلم يقوم على حوالى 10 شخصيات ومع ذلك كل شخصية أخذت حقها على الشاشة، كما أنه لا يوجد معيار للوقت المحدد لأى فيلم، أنا أتكلم من الناحية السينمائية لا من ناحية عادات دور العرض فى مصر

·         وهل تتوقعين تحقيق الفيلم لإيرادات فى ظل السمعة السلبية التى يحصل عليها أى فيلم يدخل مهرجان؟

- موضوع الإيرادات متروك للجمهور وهى عملية نسبية بكل تأكيد، لكن يجب أن نتوقف نحن عن هذا التصنيف، فنقول هذا فيلم مهرجانات وهذا فيلم جماهيرى، ولو سألت أى شخص ما هى مواصفات الفيلم الجماهيرى لن تجد إجماعاً على هذه المواصفات، وفى النهاية نحن قدمنا فيلماً نفخر به، وما يحدث بعد ذلك أمر يتعلق بالجمهور الذى بالمناسبة يختلف ذوقه من فترة لأخرى والدليل نجاح أفلام فى التليفزيون بعد فشلها تجارياً

·     فوجئنا قبل عرض الفيلم بعدة أيام بحوار مع الفنانة «روبى» تقول فيه إن «سوسن بدر» هى بطلة الفيلم وكان الكل يتعامل مع «الشوق» على أنه بطولة «روبى» فلماذا التزمت الصمت قبل الفيلم وكيف تعاملت مع الحملات الهجومية ضده؟

- بصراحة روبى أخطأت عندما قالت إننى بطلة الفيلم، فالفن عمل جماعى والبطولة لا تحسب بمن يكتب اسمه على التترات أولا ولم أكن لأصل لهذه المرحلة من الأداء بمفردى، وهذا ليس كلام شعارات، فأنا مؤمنة به جدا، مثلما أؤمن بأننى قدمت أدوارا جيدة فى مساحات صغيرة لكن بتعاون مع أبطال هذا الفيلم أو ذاك المسلسل، بالتالى لم أكن بطلة الشوق حتى أخرج وأقول للناس انتبهوا أنا البطلة، أما بخصوص الحملة على الفيلم فالأمر بات يقلقنى بشدة لأنه تحول لظاهرة اجتماعية لا فنية، حيث أصبحنا نحكم على الأشياء قبل أن نراها، لم يكن عندى أى مشكلة فى أن يهاجم الفيلم من يشاء لكن بعد عرضه، وهو ما حدث أيضا مع فيلم «احكى يا شهرزاد» وأتمنى انتهاء هذه الظاهرة التى لا تضر السينما فقط، فالآن مثلا بعد عرض «الشوق» صمت الجميع

·         بصراحة هل ستتوقف سوسن بدر عن قبول الأدوار القصيرة بعد جائزة الشوق؟

- أنا لا أقبل أدواراً قصيرة وإنما شخصيات مؤثرة فى الأحداث أيا كانت مساحة ظهورها، وبصراحة أنا لا أحب شيئا غير التمثيل وليس من المنطقى بالنسبة لى أن أجلس فى المنزل عدة شهور انتظارا لدور كبير، طالما جاءتنى شخصيات جيدة سأقدمها ولن تغيرنى الجائزة

·     أخيرا: هل لاتزال «سوسن بدر» تحلم بتجسيد شخصية «نفرتيتى» التى رشحك لها المخرج «شادى عبدالسلام» فى بداية مشوارك الفنى؟

- تجيب ضاحكة: للأسف الآن يمكن أن أقوم بدور والدة نفرتيتى، لكننى معجبة جدا بشخصية الملكة «شجرة الدر» ومستعدة للقيام بها فى حال وجود نص جيد ومنتج ومخرج محترفين.

صباح الخير المصرية في

21/12/2010

 

أبوعوف المفتري عليه

كتب جيهان الجوهري

الاتهامات التي وجهت لرئيس مهرجان القاهرة السينمائي عزت أبوعوف ببعض الصحف والتي لايطلق عليها سوي افتراءات تثير العجب حقا، حيث تم اختصار أزمات المهرجان في شخص رئيس المهرجان عزت أبوعوف وتناسي أصحاب الأقلام أن هذه الأزمات كانت موجودة في عهد رؤساء المهرجان السابقين حسين فهمي وشريف الشوباشي المؤكد أن اعتذارهما عن رئاسة مهرجان القاهرة وراءه ضعف الميزانية وعقبات أخري لم يستطيعا تجاوزها ليس من منطلق عدم قدرتهما علي إيجاد حلول لها، بل لأسباب خارجة عن إرادتهما، ليس من المنطقي أن يتولي شخص منصبا ما ويعتذر عنه إلا إذا كانت الظروف غير مهيئة لممارسة مهامه وأهم هذه الظروف التمويل الجيد وغياب المناخ الجيد بدليل أن أسباب اعتذار حسين فهمي عن رئاسة المهرجان هي نفسها أسباب اعتذار شريف الشوباشي عام 2005، وعندما نقارن بين العصر الذهبي للمهرجان أيام كمال الملاح وسعد الدين وهبة وبين المهرجان تحت رئاسة حسين فهمي وشريف الشوباشي وعزت أبو عوف لابد أن نوحد الظروف في عهد كل رئيس للمهرجان علي حدة حتي لا تكون المقارنة ظالمة وعلي سبيل المثال نسأل أنفسنا هل العصر الذهبي للمهرجان كان يواجه منافسة شرسة من المهرجانات العربية وهل قنوات البورنو علي الإنترنت والفضائيات كانت منتشرة وهل كان هناك هوس بإيرادات نجوم الملايين التي دفعت أصحاب السينمات يتخلون عن المهرجان.

ما ذكرته في سطوري السابقة ماهو إلا التذكرة ببعض الخلفيات التي كان يمر بها المهرجان في عصره الذهبي . أيضا يقول أحد الزملاء في مقالة إن عزت أبو عوف فقد السيطرة علي زملائه لحضور حفلي الافتتاح والختام بعد استعانته بأحمد حلمي في تقديم دورة سابقة ولم يعد مهتما بوجود زملائه من الفنانين . بصراحة اندهشت مما قرأته، أولا: الدورة التي قدم أحمد حلمي فيها المهرجان كانت من 4 سنوات والجميع يعلم أن أحمد حلمي كان متاحا إعلاميا عكس الوقت الراهن ثانيا: رئيس المهرجان أكد وصول دعوات المهرجان لجميع الفنانين من جميع الأجيال قبل بدء المهرجان بوقت كافٍ طيب الراجل يعمل إيه يذهب مثلا لمنازلهم لإجبارهم علي التواجد مع الوضع في الاعتبار أن النجوم والنجمات الذين يحرصون علي التواجد في حفلي الافتتاح والختام منذ أكثر من عشر سنوات لم ينقص منهم اسم واحد المشكلة الأزلية منذ تولي حسين فهمي ومن بعده شريف الشوباشي وعزت أبو عوف هي غياب نجوم الجيل الحالي عن هذا الحدث الفني لذلك يجب أن يوجه لهم هذا السؤال مش يمكن فعلا يكونوا بيتكسفوا من الظهور أمام الكاميرات وهم بجوار ممثلين درجة ثالثة وعاشرة مثلما قال أحد الزملاء.

أيضا تم تحميل أبو عوف مسئولية اتجاه أصحاب الأفلام المصرية لعرض أفلامهم بالمهرجانات العربية الأخري نظرا لارتفاع الجوائز المادية للأفلام الفائزة.. طيب بالذمة الراجل يعمل إيه هل مطلوب منه أن يرفع قيمة الجوائز للأفلام من جيبه هذه مشكلة أزلية للمهرجان وكل الرؤساء السابقين للمهرجان طالبوا وزارة الثقافة بزيادة الجوائز المادية لكن لم يحدث شيء، وفي جميع الأحوال صاحب الفيلم حر في اختياراته فقد يختار أحدهم عرض فيلمه في مهرجان القاهرة من منطلق أنه الوحيد الذي يحمل الصفة الدولية ومن باب التحيز لبلده، بينما قد يختار منتج آخر مهرجانا عربيا آخر أملاً في الحصول علي جائزة مالية محترمة، ومن ضمن ما ذكر في الاتهامات التي وجهت لأبوعوف أنه لم يعترض علي الفتاة اللبنانية التي أتت بها الشركة اللبنانية الراعية للمهرجان ولا أدري ما هي المشكلة أساسا في هذا الأمر، فجميع المهرجانات العربية والأجنبية لا تتردد في الاستعانة بجنسيات مختلفة بمهرجاناتهم السينمائية.

أما مسألة عدم اتخاذ المسرح الكبير والصغير بالأوبرا مقرا دائما للمهرجان فقد رد عليه أبوعوف من قبل مؤكدا أن هذه القاعات غير مجهزة بدليل أنهم لم يختاروا فيلما لم يسبق عرضه بأي مهرجان ليكون هو فيلم الافتتاح لسوء أجهزة الصوت بالقاعة، الطريف أن أحد الزملاء استنكر وبشدة استفسار رئيس المهرجان عن المتسبب في عرض فيلم ميكروفون دون معالجة العيوب الفنية به لمجرد أن المسئول عن هذا الأمر هو السينمائي شريف رزق الله صاحب الخبرة السينمائية في المهرجانات الدولية الذي يحظي باحترام الجميع لذلك لايجب محاسبته.

ووجد كاتب أحد المقالات حلا سحريا لجميع أزمات المهرجان واختصرها في إعطاء موظفي المهرجان مرتبات مرتفعة مقابل التفرغ للمهرجان وإذا تم تنفيذ ذلك لن يحتاجوا لدعم وزارة الثقافة ولا حتي للرعاة الجدد بالذمة ألا يثير ذلك الضحك وهل المهرجانات السينمائية الأخري العالمية والعربية طبقت هذا الاقتراح العبقري، أما ما يثير العجب حقا ما قاله أحد الذين شنوا هجوما حادا علي أبوعوف وطالبه بترك المهرجان والتفرغ لأعماله الفنية ونسي كاتب المقال الضجة التي حدثت عندما تولي شرف الشوباشي هذه المهمة وكان مطلب الأغلبية أن يتولي هذا المنصب فنان. ونفس كاتب المقال ادعي أن عزت أبو عوف أعلن عن تركه هذا المنصب في حالة خروج فاروق حسني من الوزارة لكنه لم يذكر أن أبوعوف ذكر أيضا أنه سيستمر في إدارة المهرجان إذا طلب منه الوزير الجديد ذلك وأعتقد أن أي مسئول في أي مكان لايستطيع الاستمرار في مهامه إلا إذا رغب مرءوسه الجديد في استمراره وزيادة في السخرية صرح كاتب المقال بأن عزت أبو عوف ليس محتاجا للمهرجان ولا يفرق معه نجاحه أو فشله مادام يعيش استقرارا مهنيا. طيب مادام الأمر كذلك لماذا وافق أصلا عزت أبوعوف علي تحمل مسئولية «رزية» مهرجان سينمائي يعاني فقرا ماديا أليست موافقته دليلا علي احتياجه لتحقيق نجاح في منطقة مختلفة؟!

وهل إذا تم ترشيح نجوم شباب آخرين لهم علاقة وطيدة بالسينما العالمية أليس هؤلاء النجوم الشباب لديهم طموحات فنية يريدون تحقيقها أم سيتفرغون للمهرجان طوال العام؟ ومن يضمن ألا تكون هناك غيرة بين النجوم فقد يقاطعون المهرجان لمجرد أن رئيسه عمرو واكد أو خالد أبو النجا «والنفسنة» تشتغل.

ليس معني كلامي أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليس في حاجة لكوادر شبابية جديدة بالعكس فالخبرة مطلوبة بجانب الشباب المتحمس للتغيير ليواكب ما يحدث بالمهرجانات العالمية، نحن جميعا نعلم حجم أزمات مهرجان القاهرة السينمائي وحلها ليس بإلقاء التهم علي شخص واحد فقط.

وأخيرا.

الشيء الوحيد الذي يجب اتخاذ موقف صارم في حالة التأكد من حدوثه هو تصريح رئيس المهرجان أن فيلم «الشوق» من أسوأ الأفلام فهو بذلك يشكك في نزاهة لجنة التحكيم الدولية، وفي أعضاء المكتب الفني بإدارة المهرجان الذين يختارون أفلام المهرجان.

صباح الخير المصرية في

21/12/2010

 

وأخيرا فازت »نفرتيتي« بالجائزة الذهبية

بقلم : إيريس نظمي 

حينما زرت شادي عبدالسلام قبل رحيله  بشهور.. كان حلمه الكبير  أن يقدم »إخناتون« بعد »المومياء« الذي حصل علي الكثيرمن الجوائز العالمية.. وبالرغم من حالته المرضية الميئوس منها في ذلك الوقت ظل الحلم  يراوده فوزارة الثقافة لم توافق  لأنه يحتاج إلي الكثير  من الأموال.. وحين عرضت   عليه شركة سينما  فرنسية أن تنتجه.. رفضت أيضا وزارة الثقافة.. وفي زيارتي الأخيرة له.. أحضر لي الماكيتات والديكورات والشخصيات التي ستؤدي  أهم الأدوار.. اختار عمر الشريف  في دور إخناتون كما اختار سوسن بدر في دور الملكة نفرتيتي  التي ر شحها له نور الشريف  وكانت لاتزال  طالبة بمعهد  الفنون المسرحية..  ورأيت صورتها في ألبوماته التي رسمها  فهو قبل  أي شيء فنان  تشكيلي ومهندس  ديكور صورة طبق الأصل  من الملكة نفرتيتي التي تتمتع بمعالم  المرأة المصرية السمراء ذات العيون السوداء والشعر الأسود طويلة  العنق ومات الحلم.. حلم شادي بالرحيل  وحلم سوسن بدور »نفرتيتي« في بداية  حياتها الفنية!

كانت بداية أعمالها مع اثنين من أكبر النجوم هما عادل  إمام، ونور الشريف.. ولم  تعترض في ذلك الوقت علي الأدوار القصيرة.. لذلك اختارها المخرجون  في الأدوار الصعبة.. وتنتقل  سوسن من  عمل لآخر تحاول أن تثبت  فيه نجوميتها  التي أعدتها  بطريقتها لتثبت  وجودها كممثلة  جميلة مثل  العالمية »سيلڤانا مانجانو«.

أعجبتني  في دورها في »الأبواب المغلقة« وحقق الفيلم النجاح الكبير علي مستوي  النقاد  لكنه لم يحقق ذلك بالنسبة للشباك واشترك في كثير  من المهرجانات العالمية وحصل   علي جوائز.

وكانت قد  لفتت النظر  إليها  في دور »موت أميرة« وهي الأميرة السعودية التي حاولت  أن تهرب مع حبيبها.. فدفعت ثمن ذلك..

قدمت سوسن حوالي 50 فيلما معظمها أدوار هامة وأحيانا متوسطة.. لكني أري  أنه من أهم  أدوارها  بالنسبة لي »أسرار البنات« وأيضا فيلم »حب البنات« ومن »نظرة عين« و»خريف آدم« المرأة الصعيدية  التي تريد أن تأخذ  الثأر  لزوجها.. وتصر علي أن ابنها هو الذي يقوم بهذه  العملية.. والابن يرفض ذلك أيضا فيلم  »ديل السمكة« و»احكي ياشهر زاد« لوحيد حامد أما دورها في »الفرح« فقد أدت فيه دورا ثانيا.. لكنه في رأيي كان من أهم مشاهد »الفرح«.. فهي راقصة عجوز عفي عليها الزمن  ولكنها لا تجد موردا آخر  إلا الرقص.. والحوار الذي تبارت فيه مع كريمة مختار التي تؤنبها  علي ذلك وتوبخها لكي لا تسير  في هذا الطريق  المظلم وأن تتوب  إلي الله.

في نفس الوقت حققت سوسن بدر  النجاح  في المسرح أمام يحيي الفخراني  في »الملك لير«.. وأيضا أمام أحمد راتب  في »كوكب ميكي«.. وفازت بجائزة أفضل أفضل  ممثلة  مسرحية عام 2003.. وقامت بدور هام مع عادل إمام لمدة سنتين في مسرحية الواد سيد الشغال ثم تركته لانشغالها  بالسينما والتليفزيون.. وهو الدور الذي  حلت مكانها فيه مشيرة إسماعيل.

وسوسن بدر لاتغالي  في أجرها بقدر ماتغالي  في تقديم  الأحسن.

اتهمها البعض بأن دورها  في فيلم »الشوق« الفائز بالجائزة الكبري الهرم الذهبي مثل دورها في مسلسل »الرحايا« الذي يعاد  عرضه الآن   كان أول  شيء فكرت فيه أن أخرج من عباءة »بدرة« في »الرحايا« فهناك اختلاف  بين الشخصيتين  »بدرة«صعيدية  »وفاطمة« اسكندرانية.

ومن أصعب  مشاهد فيلم »الشوق« تلك المشاهد التي كانت تشحت فيها في الشوارع.. حافية القدمين أيضا مشهد موت ابنها..

إن سوسن بدر تتمتع بقدر كبير من الإنسانية  فهذه طبيعتها.. وأذكر حينما  كنا معا في مهرجان دمشق  السينمائي  أن ركبنا معا سيارة واحدة.. وأمام الفندق  نزلت من العربة وأنا وراءها.. لم أكد  أضع رجلي  علي الأرض  انطلق السائق بالعربة قبل نزولي  فوقعت علي ظهري  وارتطمت رأسي بالأرض..

وأخذت  سوسن بيدي  لتوصلني  إلي غرفتي وأنا في حالة صعبة جدا.. وساعدتني لأنام علي السرير وهي تلح أنه يجب أن أذهب  إلي المستشفي  لعمل أشعة علي  رأسي  لعل أن يكون هناك نزيف داخلي .. وجلست  معي حتي استغرقت  في النوم.

عزيزتي سوسن بدر:

أرجو بعد أن فزت بجائزة أحسن ممثلة  بين الدول الأجنبية  المتنافسة  وهو ما أسعدنا جدا أن تدققي في اختيارك بعد فوزك بجائزة الهرم الذهبي  في مهرجان  القاهرة بأدوار تتناسب  مع نجوميتك.. فقد رفعت اسم مصر والسينما المصرية بين الدول المتنافسة.. وأعتقد  أنك لازلت قادرة علي العطاء.

آخر ساعة المصرية في

21/12/2010

 

 

ابن بابل والخطاف في مهرجان القاهرة

محمد بدر الدين

يشارك الفيلمان العربيان «إبن بابل» و{الخطاف» في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» في المسابقة العربية.

اعتزّ كاتب «إبن بابل» العراقي محمد الدراجي ومخرجه بأن فيلمه عُرض في 40 مهرجاناً عربياً ودولياً ونال 16 جائزة دولية، كذلك افتخر صناع «الخطاف»، كتبه المغربي سعيد الناصري وأخرجه وأدى بطولته، بأن فيلمهم أحد أنجح الأفلام المغربية ومكث في دور العرض السينمائي المغربية مدة طويلة خلال الصيف الماضي، ما يدلّ على نجاحه الكبير وإقبال الجمهور عليه.

لكن الفيلمين أثارا جدلاً خلال الندوة التي أعقبت عرضهما، ففيما لاحظ مشاهدو أفلام المهرجان جدية وجهداً في «إبن بابل» من الناحيتين الفنية والدرامية اللذين شكلا عامل جذب لمتابعة أحداثه وبرهنا على عدم الاستخفاف بالفن والمتلقي، وجدوا في «الخطاف» استخفافاً فادحاً بالمتلقي وبكل ما له علاقة بالفن، ابتداء من السيناريو والحوار، مروراً بالتصوير والإضاءة، وانتهاء بفراغ الفيلم من أي مضمون جدي.

يقدّم «الخطاف» بسطحية وحوار يشبه الثرثرة ما يطلق عليه عصابات المافيا أو المنظمات الإرهابية التي تضمر شراً من المغرب إلى مصر، ويصوّر تحالفاً بين الشرطة في كلا البلدين لمواجهة هذه الشرور الهادفة إلى الإطاحة بالأمن والوئام في أنحاء هذه البلاد.

يختلس الفيلم التيمة والإطار الدرامي من الفيلم المصري «الدنيا على جناح يمامة» للمخرج الكبير الراحل عاطف الطيب والكاتب البارز وحيد حامد ومن بطولة ميرفت أمين ومحمود عبد العزيز، لكن من دون الإشارة إلى أي اقتباس، لذلك نقول إنه اختلاس أو سرقة، لكن حتى ذلك يتم بطريقة ساذجة مرتبكة فنياً وتدعو إلى الشفقة.

نرى الثرية العائدة، التي تتعرف في المطار إلى سائق التاكسي الطيب إبن البلد الشهم (يؤدي دوره في الفيلم المصري محمود عبد العزيز وفي الفيلم المغربي الناصري)، وتطاردها العصابات طول الأحداث للحصول على مستندات تهمّها، إلى أن تلقي الشرطة القبض على المجرمين في النهاية.

يصل الحوار إلى ذروة سذاجته عندما يوجه الضابط المصري الحديث إلى المصري الذي شارك مع المجرمين (يؤدي الدور بضعف المطرب المصري عصام كاريكا): «لا تنسَ بلدك... مصر... لا تنسَ الناس في شبرا وبولاق... والفول والكشري في الحسين والسيدة...» إلى آخر هذا الكلام الذي تصور أصحابه أنهم يغازلون من خلاله جمهوراً مصرياً قد يراه، وقد يفتحون به سوقاً جديدة في مصر، لكن الفيلم لقي في الندوة استهجاناً وسخرية حادة، سواء من مشاهديه المغاربة أو المصريين وغيرهم...

أما «ابن بابل»، فقد حمى نفسه، أو حاول، بغطاء شفاف معظم الوقت، ذي طابع إنساني، من خلال رحلة طويلة تستغرق معظم الفيلم، تقطعها جدّة عجوز وحفيدها أحمد (طفل في الثانية عشرة) من شمال العراق إلى جنوبه، في ظل الاحتلال الأميركي، بحثاً عن ابنها ابراهيم، والد الطفل الذي فقد في العراق عام 1991 أثناء حرب الخليج الثانية وتوابعها، وتمرّ المرأة الكردية وحفيدها بمصاعب شتى ومواقف بالغة القسوة، في بحثها عن إبنها سواء في سجون «الناصرية» أو في المقابر الجماعية إلى أن يفقد الحفيد الجدة أيضاً، إذ تلفظ أنفاسها في نهاية الفيلم والرحلة، ذلك ضمن إطار ميلودرامي لم يخلُ منه الفيلم، بالإضافة إلى محاولات لإثارة الشجن والدموع في أكثر من مشهد وموقف، عبر التركيز على الناحيتين الإنسانية والعاطفية في البحث عن الإبن الغائب أكثر من التركيز على التحليل السياسي.

يتحدث المخرج عن الصعوبات التي واجهها لإقناع شركات كبرى في أميركا وأوروبا والعالم العربي في إنتاج الفيلم، من بينها منظمات من بريطانيا وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة وجهات فلسطينية ومصرية.

يضيف المخرج: «أردت أن أصنع فيلماً يجمع الأجيال المتناثرة كالأشلاء في العراق، ورصدت طوال أربع سنوات قصصاً مؤلمة وحزينة لأسر عراقية فقدت أبناءها، وأردت التعبير عن الضياع الذي تعانيه الأجيال كلها، فبدت الجدّة كرمز للجيل القديم والطفل كرمز للجيل الجديد، والجيلان تائهان في الصحراء، بسبب الحروب والمظالم. أتمنى أن يبعث الفيلم بعض الأمل لدى الجميع».

أجاد الدراجي إدارة عناصره الفنية ووُفّق في استخدام أسلوب الكاميرا المتابعة لرحلة أبطاله، بهدف تقديم أغنية سينمائية للوطن وجمال طبيعته وروحه العذبة حتى وهو يئن بشدة. كذلك، وّفق في اختيار بطليه، فتميزا بأداء تلقائي مرهف ومؤثر ولعلهما في صدارة الأكثر استحقاقاً للجوائز في هذا الفيلم.

الجريدة الكويتية في

20/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)