حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ـ 2010

فيلم الشوق يقتنص جائزة الهرم الذهبى بعد غياب سنوات

كتب جيهان الجوهري

تعتبر الدورة 34 لمهرجان القاهرة السينمائى من أنجح دورات المهرجان بكل المقاييس بداية من تميز حفلى الافتتاح والختام ومابينهما سواء بالنسبة لمستوى الأفلام المشاركة فى المسابقات الثلاث (الدولية والعربية والديجيتال) وتكريم ثلاث نجوم عالميين لهم ثقلهم منهم ريتشارد جير والفرنسية جولييت بينوش والندوات التى أقيمت على هامش المهرجان لمناقشة قضايا فى غاية الأهمية، أيضا كان رؤساء وأعضاء لجان التحكيم الثلاث على أعلى مستوى وعندما أعلنوا الجوائز فى حفل الختام لم يكن هناك أدنى تعارض بين رأى الصحفيين والنقاد ولجان التحكيم.

وتأتى أهمية الدورة 34 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى إضافة لما سبق لفوز مصر بجائزة الهرم الذهبى عن فيلم «الشوق» إخراج خالد الحجر وبطولة سوسن بدر وروبى وأحمد عزمى ومحمد رمضان وبالمناسبة هذه هى المرة الرابعة التى يشارك فيها خالد الحجر فى المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائى لكن يعتبر فيلم الشوق من أنضج تجاربه السينمائية قدم فيه أحلام وإحباطات وهزائم شخصيات واقعية تعيش فى أحد الأحياء الشعبية بالإسكندرية لاتتردد فى بيع أى شىء من أجل المال.

اقتناص سوسن بدر لجائزة أفضل ممثلة مناصفة مع الفرنسية إيزابيل أوبير أسعدنى للغاية لاستحقاقها لها بجدارة وثانيا لإحساسى أن مثل هذه الجائزة تأخرت كثيرا على ممثلة من العيار الثقيل تستحق كتابة أعمال فنية لها خصيصا فهى من القليلات اللائى أخذن على عاتقهن التعامل مع الفن بمنتهى الجدية، وصحيح أننا قد نجد لها أكثر من عمل فى العام الواحد لكن بالنظر لهذه الأدوار على حدة نجد أنها مختلفة تماما، على سبيل المثال قدمت العام قبل الماضى دور زعيمة عصابة خطف الأطفال الضريرة التى تهتم بأناقتها وأبهرت الجميع بأدائها وفى ذات الوقت كانت تقدم دورا حشدت به كل طاقتها التمثيلية وهو دور بدرة أمام نور الشريف وكان المتفرج أمام مباراة فى الأداء التمثيلى المختلف بين ممثلة صنعت نجومية خاصة من خلال دور مركب فى غاية الصعوبة وبين نجم بحجم نور الشريف ووقتها أجمع الكثيرون على أن سوسن بدر لعبت دور عمرها لكن هذه الممثلة أثبتت أن لديها مخزونا إبداعيا لم ينضب من خلال دور أم شوق التى لها علاقة وطيدة بعالم الجن وتقودها الصدفة لمعرفة أسرار جيرانها وتستغل ذلك فى قراءة الفنجان لهم لتقوم بتمويل بعض مشروعاتهم البسيطة مقابل الاهتمام ببناتها أثناء غيابها وبعيدا عن سرد تفاصيل شخصيات الفيلم وحرق أحداثة مبروك لسوسن بدر تلك الممثلة التى إذا قمنا بمقارنة موهبتها بموهبة نجمات أخريات فالمؤكد كفتها ستكون هى الرابحة لكن مايدعو للأسف حقا منطق السوق والعرض والطلب الذى يجعل من هن أقل موهبة فى المقدمة أمام اختيار المنتجين الذين لايعنيهم سوى مصلحتهم.

أما أبطال الفيلم الآخرون بداية من روبى وأحمد عزمى ومحمد رمضان والوجه الجديد ميرهان وكمال سليمان ويوسف إسماعيل وماهر سليم وسلوى محمد على سيحسب فى مشوارهم الفنى تواجدهم بهذا الفيلم، خاصة أن أدوارهم جميعا كانت فى غاية الأهمية ومحورية داخل الأحداث.

وأريد أن أتوقف أمام سيد رجب زوج سوسن بدر في الفيلم وكاتب السيناريو والحوار في ذات الوقت فرغم ظهوره من قبل في أفلام عديدة إلا أن دوره في فيلم الشوق بمثابة اكتشاف جديد له كممثل أتوقع له تواجداً سينمائيا أكثر في الفترة القادمة.

أيضا ترجع أهمية دورة هذا العام لفوز فيلم ميكروفون الذى ينتمى للسينما المستقلة بجائزة أفضل فيلم عربى وشارك فى إنتاجه بطله خالد أبوالنجا وشارك فيه نفس أبطال فيلم هليوبوليس لنفس المخرج أحمد عبدالله وهم يسرا اللوزى وهانى عادل وبعض الشخصيات الحقيقية فى إحدي الفرق المستقلة بالإسكندرية. هذا الفيلم يستحق الاحتفاء به فعلا، خاصة أنه كان مرشحا بقوة للحصول على السعفة الذهبية فى مهرجان «كان» بخلاف حصوله على جائزة التانيت الذهبى فى مهرجان قرطاج وبحصوله عليها يعتبر هو ثانى مخرج يحصل عليها بعديوسف شاهين عن فيلمه الاختيار.

أيضا حصدت مصر جائزة أفضل ممثل مناصفة بين عمرو واكد والإيطالى إليساندرو جاسمان عن فيلم الأب والغريب.

أيضا فاز سيناريو69 ميدان المساحة بجائزة ملتقى القاهرة السنمائى.

وبعيدا عن الجوائز يحسب لإدارة المهرجان اختيارها 9 أفلام جديدة لم تعرض من قبل في أي مهرجان بخلاف الأفلام المتميزة الأخري التي شاركت بالمسابقات، وأهم حدث كان وجود مسابقة جديدة وهي الملتقي التي تمنح جوائز مادية لأفضل سيناريو مثل هذه الجائزة ستكون منفذاً جيداً لتحقيق أحلام سينمائيين شباب ظلوا سنوات لا يجدون من يتحمس لإنتاج أفلامهم.؟

صباح الخير المصرية في

14/12/2010

 

المخرج خالد الحجر: فيلمى مش «sex»

كتب اماني زيان

حصل فيلم «الشوق» على جائزة الهرم الذهبى من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بعد مشاركته فى المسابقة الدولية للأفلام ولأن هذه هى أكبر جائزة يمنحها المهرجان للفيلم الفائز فقد حرصنا على لقاء خالد الحجر الذى تحمس لإخراج فيلم ينتمى للطبقة الدنيا ورغم الاتهامات التى طالت فيلمه بداية من وجود مشاهد ساخنة ومروراً بالإساءة لسمعة مصر ونهاية بنية البعض لرفع قضية على الفيلم التزم خالد الحجر الصمت لتكون الجائزة هى أفضل رد على المتربصين بفيلمه، لذلك حرصنا على لقائه ليرد على أعداء النجاح والنجمات اللائى استبعدهن من فيلمه وحرصه على تنفيذ ما تعلمه من أستاذه يوسف شاهين وحقيقة انتماء فيلمه لسينما العشوائيات

·         يختلف فيلم «الشوق» عن أفلامك الثلاثة السابقة «حب البنات» و«مفيش غير كدة» و«قبلات مسروقة»؟

- نعم بالتأكيد لكن من قال إننى أريد تقديم نمط سينمائى واحد أو أن تدور كل أفلامى حول طبقة واحدة، الفيلم كان قصة قصيرة كتبها الفنان «سيد رجب» وهو ممثل مسرحى وشارك فى مشاهد متفرقة فى أفلامى وأفلام أخرى وهو أيضا محترف فى مجال الحكايات وكتابة القصة على طريقة ''كان ياما كان'' ثم قررنا سوياً تحويلها إلى فيلم سينمائى

·         بالتأكيد هنا سؤال حول مدى تدخلك فى السيناريو خصوصا أن المؤلف يقدم نفسه لجمهور السينما لأول مرة؟

- أولا أى مخرج له حق التعديل فى السيناريو بعد مراجعة المؤلف، ولا يوجد فيلم سينمائى قام المخرج بتنفيذه كما كتبه إلا لو كان المخرج هو المؤلف، وكون «سيد رجب» جديد فى هذا المجال لا يعنى أنه يفتقد الاحتراف كونه يمارس العمل الفنى منذ سنوات طويلة ولديه خبرة وإن جاءته الفرصة متأخرة بعض الشىء

·         الفيلم متهم بالانتماء لسينما العشوائيات، ما ردك؟

- هذا الكلام غير صحيح ولا أعرف من أين جاءوا به، كل ما فى الأمر أن الفيلم يدور فى منطقة قديمة هى «الحطابة» وهناك فرق كبير بين المناطق القديمة والعشوائية، كما أننى تلميذ فى مدرسة «يوسف شاهين» وحريص على التعامل مع كل أنماط السينما فمن الصعب أن يقول مخرج أنه متخصص فى مجال بعينه

·         لكن هناك من يرى أن هذه الأفلام تصيب بالاكتئاب ولا تقدم حلولا لأنها قاتمة وسوداوية؟

- لا أستطيع أن أصف الفيلم بأنه «قاتم» وإنما «صادم» لأنه واقعى جدا ويقدم شخصيات من لحم ودم لم يرها الجمهور من قبل، ولا يمكن أن نقدم 50 فيلما فى العام كلها تدعو للتفاؤل والضحك، فالتنوع مطلوب، أما عدم تقديم الحلول فهذا ليس دور السينما من وجهة نظرى لكن الفيلم يوصل رسالة بشكل غير مباشر وعلى من يتأثر بها أن يغير من نفسه وكل من شاهد الفيلم فى مرحلة التحضير خرج وهو «مشدود» وهذا أفضل تأثير أريد الوصول إليه

·         وجود روبى فى الفيلم سبب رئيسى لإثارة الجدل، هل كانت المرشحة الأولى للشوق؟

- لا قبلها كنت أفكر فى هند صبرى ومنة شلبى وأروة جودة لكن الأمر استقر أخيرا عند روبى بعدما اقتنعت بأنها الأفضل للدور من الناحية السنية كما أنها فنانة موهوبة كنت أتطلع للعمل معها بالفعل وأراهن على تقديمها فى صورة جديدة تماما، وكان من المفترض أن تشارك فى فيلم «مفيش غير كده» لكن الاتفاق لم يتم وقتها

·         وكيف وقع الاختيار على «كوكى» شقيقة «روبى» لتقوم بدور شقيقتها فى الفيلم؟

- كنت أبحث على ممثلة تليق أن تكون أخت روبى، وشاهدت «كوكى» بالصدفة فى مدرسة الفنان «أحمد كمال» حيث كانت تتدرب على التمثيل، وأنا أثق فى اختيارات «كمال» جداً فرشحتها للدور لتبدأ التدريب على الشخصية نفسها

·         لكن «روبى» صرحت أن البطلة الأولى للفيلم هى «سوسن بدر»؟

- نعم هذا صحيح لأن دور الأم محورى للغاية، لكن باقى الأدوار أيضا أراهن عليها فهناك «أحمد عزمى» و«محمد رمضان» و«دعاء طعيمة» و«سيد رجب» وأعتقد أنهم سيشكلون مفاجأة للجمهور

·     أنت حريص دائما على تكرار بعض الممثلين فى أفلامك مثل «سيد رجب» و«دعاء طعيمة» اللذين كانا يحصلان على أدوار بسيطة حتى وصلا للمشاركة فى بطولة «الشوق»؟

- هذا أيضا تعلمته من مدرسة «يوسف شاهين» فعندما ترتاح مع مجموعة من الفنانين تحب طبعا تكرار العمل معهم، كما أننى حريص على تقديم وجوه جديدة فى كل فيلم، فمثلا فى «حب البنات» كانت «هنا شيحة» تمثل للسينما لأول مرة، وفى «مفيش غير كده» قدمت «فرح يوسف» و«أروة جودة» و«دعاء طعيمة» وتكرر الأمر فى «قبلات مسروقة» وهكذا

·         أحد المحامين رفع قضية ضد الفيلم وقال إنه يشوه الشباب فى مصر وطالب بمنعه من العرض فى مهرجان القاهرة؟

- لا أعرف من أين جاء بهذا الكلام وهو لم يشاهد الفيلم ومتى نتوقف عن إصدار الأحكام المسبقة، والفيلم سيمثل مصر فى المهرجان وغير وارد أن توافق عليه لجنة الاختيار فى المهرجان وهو يسىء لسمعة مصر، تلك التهمة التى نستخدمها دون أى تفكير أو تدقيق، والفيلم ليس جنسياً يعنى مش « sex » حتى أتهم بهذا الاتهام بل لا يوجد فيه سوى مشهد واحد من تلك التى تصنف بأنها ساخنة والهدف منه درامى بحت وعندما يشاهد الجمهور الفيلم سيعرف أن كل ما يقال حوله غير صحيح وفى النهاية لم يصل لنا أى دعوى رسمية بخصوص هذا الأمر.

صباح الخير المصرية في

14/12/2010

 

وميكروفون أحسن فيلم عربي

جوائز الآباء .. والأمهات في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 34

نعمة الله حسين

مبروك لمصر.. في عيدها السينمائي.. وعرسها الفني.. مهرجان القاهرة الدولي ال 34.. مبروك لمصر جوائز حصدتها.. في حفل ختام غاب عنه وزير الثقافة الفنان فاروق حسني لسفره إلي السنغال.. وعدد كبير من الفنانين كبارا .. وصغارا.. وكأن المهرجان يقام في بلاد بعيدة عنهم مع أن ضيوف المهرجان من كل أنحاء العالم سافروا وهم يحلمون بالقاهرة وماشاهدوه بها.

مبروك لمصر الجوائز ولفنانيها.. وإن كان البعض منها لم يلق ترحيبا كبيرا من الجميع وهو شيء شائع في كل المهرجانات فلكل لجنة تحكيم ذوقها وأحكامها الخاصة بها.. وليس بغريب أو سيئ أن الجوائز شهدت تغييرا في آخر أيام المهرجان.. فقد كانت الجائزة الخاصة بأحسن ممثلة خالصة للفنانة الفرنسية الكبيرة »إيزابيل هوبير« بطلة فيلم »كوبا كابانا« للمخرج مارك فيتوشي والتي تشاركها في بطولته  ابنتها »لوليتا شمة« .. إيزابيل أدت في هذه الفيلم دورا شديد الروعة استحقت عنه بجدارة جائزة أحسن ممثلة بلا منازع لتشاهد اللجنة في آخر يوم لها فيلم »الشوق« للمخرج خالد الحجر وهو نموذج مثالي لمفردات أفلام الدعم والإنتاج المشترك والذي يروق للذوق الغربي.. ولما كان هو الفيلم العربي الوحيد في المسابقة..

آخر ساعة المصرية في

14/12/2010

 

فرح السينما المصرية..

 جوائز مهمة للشوق وميكروفون وسوسن وعمرو

ماجدة خيرالله

حمل حفل ختام الدورة 34  لمهرجان القاهرة السينمائي،  عدة مفاجآت سعيدة  للسينما المصرية،  جاءت بعد سنوات طويلة جدا لم يتمكن فيها فيلم مصري أو فنان مصري من الحصول علي أية جوائز من المهرجان السينمائي الدولي الوحيد الذي يقام علي أرض مصر  فقد حصدت السينما المصرية عدة جوائز مهمة من خلال البرامج الرسمية للمهرجان، أهمها جائزة الهرم الذهبي التي نالها فيلم "الشوق" للمخرج خالد الحجر، وأفضل ممثلة مناصفة التي حصلت عليها سوسن بدرعن فيلم الشوق، والفرنسية إيزابيل هوبير عن فيلم كوبا كوبانا، وأفضل ممثل التي حصل عليها "عمرو واكد" مناصفة مع الإيطالي "أليساندروجاسمان "عن الفيلم الإيطالي "الأب والغريب"، كما حصل فيلم ميكروفون علي الجائزة الأولي في مسابقة الفيلم العربي، وهي نتيجة تستحقها الأفلام التي خرجت من إطار النمطية، والسطحية التي طغت علي السينما المصرية، وكادت تقضي عليها، غير أن بصيصاً من النور بدأ يظهر في نهاية النفق المظلم يؤكد أن السنوات القادمة سوف تكون أفضل كثيراً. الشوق من الأفلام التي تقتحم عالم العشوائيات، وتقدم صورة واقعية لأناس اعتدنا أن نطلق أبصارنا بعيداً عنهم حتي لانراهم، ولانتعذب بوجودهم بيننا، إنهم أُناس يسحقهم الفقر والمرض والجهل، يبحثون عن فرصة للوجود وتضيق مساحة أحلامهم، وينظرون للدنيا من" خرم إبرة"، في محاولة للعثور عن مخرج أو نسمة هواء تنعش نفوسهم المعذبة، والمثقلة بهموم أكبر من الاحتمال! في حارة شعبية عشوائية بمدينة الاسكندرية تعيش الست "فاطمة" سوسن بدر مع زوجها "الصراماتي"-يعمل في ترميم الأحذية البالية -سيد رجب، وإبنتيها شوق "روبي" وشقيقتها الصغري "كوكي" وطفل مريض يتأوه من آلام الكلي، ولاتجد الأم الكادحة وسيلة لإسكات آلامه، أو حمايته من شبح الموت الذي يحوم حوله إلا الاستعانة بالعفاريت والجان، فهي تبدو "ملبوسة" حزينة ومهمومة، تحارب جيوشاً من الأشباح التي تحاصرها وتنهك قواها، تسعي لحماية أسرتها الصغيرة، وتخشي علي ابنتيها من الضياع أو الانتقال من منزلها الفقير الذي يشبه القبوأو القبر إلي منزل زوج أكثر فقراً، تكسب فاطمة رزقها بطحن البن، لقراءة الفنجان لنساء الحارة، وتسعي لمعرفة أسرارهن حتي تستخدمها في قراءة الطالع، بعد أن تضيق بها الدنيا تضطر فاطمة للنزول للقاهرة للتسول، ولكن ماتحصل عليه من نقود، لايحقق لها الستر الذي تبحث عنه وترجوه من الحياة، في غيابها الدائم للبحث عن الرزق يخطف الموت طفلها،  وينغمس زوجها في علاقة عابرة مع إمرأة أشد منه فقراً وعوزاً، وتضيع إبنتاها بعد فشلهما في العثور علي دفء الحب، وحنان الأم التي شغلها جمع المال عن إدراك الخطر الحقيقي الذي يحيط بابنيتها، فقد رفضت فاطمة زواج إبنتها شوق من الشاب حسين "أحمد عزمي" الذي يحبها بصدق نظرا لفقره الشديد، أما الابنة الصغري فقد هجرها حبيبها سالم"محمد رمضان "لأنه كره الحارة وفقرها وإنطلق باحثاً عن طوق نجاه، أو فرصة يتعلق بها تدفعه بعيداً عن رائحة الفقر والعجز والحرمان! السيناريو الذي كتبه سيد رجب يزخر بكثير من التفاصيل الحياتية لهؤلاء البشر، ولكنه يفرد مساحة هائلة من الاهتمام لشخصية فاطمة التي قدمتها سوسن بدر بمقدرة فائقة وهائلة، استحقت عنها جائزة أفضل ممثلة تلك التي حصلت عليها في ختام الدورة 34  من مهرجان القاهرة السينمائي ، فاطمة "سوسن بدر"هي المحرك الرئيسي للأحداث، ومن خلالها نطل علي بقية شخصيات الفيلم، وعلي عالم كامل لبشر تعساء يبحثون عن فرصة للنجاة من مصائر تكاد تكون محتومة! شخصيات الحارة من رجال أو نساء في حالة من الاستسلام التام لأقدارهم، ليس بينهم من يقاتل سوي الست فاطمة،  التي تجمع بين القوة والانسحاق، بين الغلب الشديد والجبروت، إنها كمن يحارب طواحين الهواء، وفي الوقت الذي تعود فيه إلي منزلها تحمل "صرة "من الفلوس، هي حصيلة ماجمعته من التسول، تكتشف أن كل ماكانت تحارب من أجله قد هزمها، وأن ماتحملته من مذلة وبؤس لم يصل بها وبأسرتها إلي بر الأمان، بل أغرق الجميع في بحار من الضياع، وأن من مدت لهم يدها بالمساعدة خذلوها، وتخلوا عنها، فاستسلمت أخيراً للموت المحتم!

المخرج خالد الحجر يقدم مع فيلم "الشوق" أكثر تجاربه السينمائية اكتمالاً ونضجاً، وإن كان يبدو في هذا الفيلم الذي ينتمي لمدرسة الواقعية، وكأنه ينفخ في الزبادي، بعد الهجوم الذي لقاه بعد عرض فيلمه الأخير "قبلات مسروقه"،ةولذا تعمد أن يخلو الشوق من أي مشاهد ساخنة، أو قبلات!!وهو الأمر الذي يمكن أن يخيب آمال من أرادوا الهجوم علي الفيلم، وسوف يكتشف من اطلقوا الشائعات أن الصورة التي تم نشرها لروبي وشقيقتها "ميرهان"، عبارة عن لقطة من موقف يثير الحزن والشجن، وليس به أي رائحة للجنس، بل إن المخرج إنتابته حالة من التحفظ وجعل روبي ترتدي طوال الوقت ملابس بأكمام طويلة حتي داخل المنزل،  وميزة فيلم الشوق أنه جاء في زمن لم تعد فيه للشخصيات النسائية مكاناً في السينما المصرية، ومعظم الأفلام التي تم إنتاجها في العشرين سنة الماضية، قامت بتهميش دور المرأة، أو وضعها في الدرجة الثانية أو الثالثة! وحشد خالد الحجر لفيلم الشوق مجموعة من أصحاب المواهب الشابة منهم أحمد عزمي الذي لعب شخصية حسين الشاب المكافح المسالم الذي يشعر بالمسؤولية عن المصير الذي أدي لسقوط حبيبته"شوق" في براثن الغواية، ومحمد رمضان الذي قدم شخصية سالم النموذج العصري للشاب اللامنتمي، الذي يتخلي عن أهله وحبيبته هربا من الفقر، وشوق الفتاة التي تبحث عن الحب والستر، وتسقط بعد سلسلة من الإحباطات والأزمات التي تشل إرادتها وتفكيرها، وشقيقتها "ميرهان"التي تبدو أكثر جرأة وتمردا علي ظروفها، أما أهل الحارة فيبرز منهم أحمد كمال الصامت دائما، سيد رجب وسلوي محمد علي و"دعاء طعيمة" منحة زيتون ويوسف كمال مجموعة من الممثلين لعبوا أدواراً قصيرة ولكنها شديدة الأهمية والتأثير، ومن العناصر الفنية المميزة للفيلم مدير التصوير" نتستوركالفور" الذي استخدم الإضاءة الطبيعية للمكان، وموسيقي هشام جبر، ومونتاج منارحسني وإن كان الأمر يحتاج منها لاختزال بعض اللقطات، وخاصة في مشاهد النهاية لتكثيف اللحظة الدرامية للوصول للكريشندو الأخير، وخروج شوق وشقيقتها من الحارة وهما تحملان صرة النقود! فيلم الشوق سوف يثير عاصفة من الأحاديث عنه وحوله ولكنه يستحقها.

آخر ساعة المصرية في

14/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)