حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ـ 2010

مهرجان القاهرة السينمائي..

غاب الفيلم الأمريكي عن المسابقة ولم تغب المتعة ولا سحر السينما

بقلم : د. رفيق الصبان

ما إن يهل هلال مهرجان القاهرة السينمائي حتي تتكاثر الأسئلة من عشاق السينما وفضوليها عما يجب أن يري.. وأن يسعي إلي مشاهدته من الـ450 فيلما الذين يعرضون في التظاهرات المختلفة.

ويشعر الناقد بالحرج الكبير في اختيار اسماء هذه الأفلام والدعوة لرؤيتها علي مسئوليته لأنه يعرف مدي اختلاف الأذواق وتضاربها .. ومدي تأثير الأفلام الأمريكية التي يراها طوال العام والأفلام العربية علي ذوقه وتحديد اختياراته، لذلك لا يبدو لي هذا الفضول السينمائي والرغبة في اكتشاف سينما جديدة في مواضيعها وأسلوبها ورؤيتها المميزة أمراً يسعي إليه بقوة.

مشاهدة غير شرعية

ولكن رغم هذا التحفظ نجد من واجبنا الإشارة إلي عدد من الأفلام المهمة التي قدمها المهرجان من خلال تظاهراته المختلفة من مسابقة رسمية إلي مسابقة عربية إلي مسابقة ديجتال إلي معرفي عيون العالم إلي دور المهرجانات العالمية، وقد يكون الوقت قد فات حقا علي القارئ.. عند نشر هذا المقال.. ولكن عليه أن يسعي إلي رؤية بعض هذه الأفلام لو كان مقتنعا برأي الناقد .. وهذا من الأمور التي أصبحت متاحة بسهولة الآن .. مع شيوع الإنترنت والتسجيلات الكثيرة «الشرعية منها والمسروقة».

إذا نظرنا بادئ الأمر إلي المسابقة الرسمية.. فإن أول ما يجب أن نقوله هو الثناء من القلب علي مجموعة الأفلام التي اختيرت للتسابق .. حتي وإن غاب الفيلم الأمريكي عنها، هناك أفلام كالعادة من إيطاليا وفرنسا وروسيا.. تجاورها أفلام من بلغاريا واليونان والمجر وإيرلندا وبولندا وسويسرا وتركيا.

ومن الجانب الآسيوي هناك فيلم من الفلبين فقط وغابت الصين واليابان لتظهرا في مسابقات الديچتال.. وفي مهرجان المهرجانات، حيث حظيت الأفلام الآسيوية بمقام كبير تستحقه.

المسابقة الرسمية ضمت إذن فيلما مجريا لسيد السينما المجرية «ميكلوس ياتشكو» وهو واحد من أعظم سينمائيي العالم الأحياء .. الفيلم يدور في الأجواء المعتادة التي يعيش فيها إبداع هذا المجري الكبير.. الأعياد القومية وحروب الاستقلال.. والعادات الفولكلورية .. والرقص الذي يتداخل مع الدراما في نسيج مدهش ومؤثر.

اسم الفيلم « من أجل العدالة» ويحمل في مضمونه كل ما كانت تهتف به أفلام ياتشكو الأخري «الدفاع عن كرامة الإنسان وحس الاستقلال الوطني .. وعشق الجذور والعودة إليها والتمسك بها .. سواء من خلال المشاهد الملحمية التي تتميز بها أفلام «ياتشكو» أو هذه الشاعرية الدافئة المؤثرة في الصورة والتكوينات.

وهناك الفيلم الايرلندي - البوسني المشترك «كما لو كنت هنا» والذي يعالج مأساة مدرسة شابة تعين في مدرسة بعيدة في البوسنة وتواجه احتلال القوات الصربية لهذه المدينة في اليوم التالي لوصولها، والقبض علي جميع رجالها من قبل الجيش الصربي.. وإعدامهم جميعا .. فيلم يذهب بعيدا جدا في صراحته وصرامته وشاعريته .. ويعتبر شهادة لا تنسي عن هذه الحرب الوحشية.

قفزة جديدة

« رسالة لا تنتهي» الهندي قفزة جديدة في السينما الهندية التي تخرج عن عاداتها الثابتة «الميلودراما والرقص والغناء» لتخوض باثنسيه ممثلة تقدمت في السن وتحاول التلازم مع أنواع الحياة التي تسبقها.

انه بشكل أو بآخر تنويعة شرقية هندية علي ما قدمه «جوزيف مانكفتشي» في فيلمه الشهير «كل شيء عن حواء» الذي مثلته وأبدعت فيه بيتي دافيز.

ممثلنا المصري الشاب «عمرو واكد» يلعب دورا نفسيا معقدا في الفيلم الإيطالي «الأب والغرباء» ويثبت قدرة ممثلينا علي الوقوف نداً لند مع كبار ممثلي أوروبا .. دور يحتاج لعمق خاص ورقة في الأداء مع عمق في التعبير استطاع «واكد» أن يجمع بينها كلها بطلاقة وموهبة.

أما الفلبين .. فتقدم علي طريقتها فيلما استعراضيا واقعيا «أمير» يخلو تماما من الحوار والذي استبدله الفيلم بالغناء .. كما فعل المخرج الفرنسي «جاك ديمي» بفيلمه الشهير الذي حاز علي السعفة الذهبية في مهرجان كان «مظلات شربورج».

التحفة السينمائية الحقة تأتينا من سيناريو روسي عبقري باسم «من أنا» والذي يتفنن كاتبه في خلق جو التيه البوليسي المعقد.. ويغرقنا بأمواجه المتلاطمة حتي لا نكاد نلتقط أنفاسنا.

إنه بعث حقيقي لسينما روسية منطلقة تخلت عن «كوابيسها» واتجهت نحو أفق أكثر رحابة وتطلعا.

سويسرا تقدم في «المتوحشة» صورة شديدة القسوة عن السجون التي توضع فيها النساء المهاجرات غير الشرعيات والموقف الحكومي المتعسف تجاههن والذي يخلو تماما من أية رحمة أو إنسانية.

بينما تقدم السينما الفرنسية نجمتها الكبيرة إيزابيل هوبير في فيلم واحد يجمع بينها وبين ابنتها.

أما مصر فتلتقط أنفاسها في فيلم خالد الحجر الأخير «شوق» الذي ربما يكون خير أفلامه حتي هذا التاريخ والذي يمنح سوسن بدر فرصة عمرها في دور أم .. تفعل المستحيل كي تزوج بناتها.. دور لن يدهش أحداً.. إذا أدي بها إلي الفوز بأحسن ممثلة في هذا المهرجان الدولي.

فيلم «شوق» يقودنا إلي مسابقة الفيلم العربي .. حيث يشترك أيضا مع مجموعة من الأفلام الأخري من ضمنها فيلم «ميكروفون» لأحمد عبدالله الذي فاز بالجائزة الكبري في مهرجان قرطاچ لهذا العام «أول فيلم مصري يفوز بهذه الجائزة منذ عشرات السنين ومنذ فيلم الاختيار ليوسف شاهين إذا لم تخني الذاكرة».

مصر لها أيضا فيلم ثالث شديد الطموح هو «الطريق الدائري» لتامر عزت والذي يتحدي نجومه الشباب وميزانيته المتواضعة .. الأفلام التجارية المصرية الكبري.

فيلمان من العراق

وتشترك العراق في هذه المسابقة العربية بفيلمين الأول هو «ابن بابل» الذي حصد أكثر من جائزة في أكثر من مهرجان قبل أن يصل إلي ضفاف النيل.. وفيلم آخر شديد الشاعرية والقسوة معا هو «حمي الغربان» الذي يقدم فيه مخرجه حسن علي خدعا سينمائية مبهرة تشابه خدع هيتشكوك بفيلمه الشهير «العصافير».

 المغرب .. تقدم تنويعة أخري إن لم أقل تتمة لفيلم «البحث عن بازوليني» لمخرجه داوود أولاد سيد من المخرج نفسه الذي يناقش فكرة هدم جامع أقيم كديكور للفيلم السابق، ولكنه أصبح فعلا جامعا يؤمه الناس للصلاة.. يحق لصاحب الأرض هدمه بعد أن انتهت خدمته الفيلمية، فيلم يناقش من خلال الكوميديا أموراً تمس الدين والمجتمع وموقف الناس منها سلبيا وإيجابيا.

ولا أظنني سأكون شديد الحماس للفيلم السوري «مرة أخري» للمخرج جواد سعيد والذي كان بأكثر من مهرجان عربي قبل أن يصل إلينا وإن كنت أفضل عليه بكثير الفيلم السوري الخاص «2/1 نيكوتين» للمخرج الشاب محمود عبدالعزيز لما يتميز من جرأة وابتكار وكسر مدروس للتابوهات الأخلاقية والدينية، كذلك الأمر في فيلم «آخر ديسمبر» التونسي الذي يحاول أن يلقي نظرة جديدة علي العلاقة بين الشرق والغرب، من خلال قصة حب تنقصها الجدة والطرافة.

أرض الاكتشافات

فيما يتعلق بمسابقة الديجتال التي أعتبرها «أرضا للاكتشاف» لظهور مخرجي المستقبل والتي تحمل في طياتها كل بذور الأمل في سينما جديدة ومستقلة وبعيدة عن تأثير النجوم الكبار والحس التجاري المبتذل الذي بدأ يسيطر بقوة علي إنتاجنا السينمائي.

هناك فيلم «الباب» المصري لمخرجه محمد عبدالحافظ والذي يستطيع بمهارة المحترفين الكبار أن يرسم عالما بوليسيا غامضا له اصداء ميتافيزيقية محسوسة وأن يمسك بانتباه المتفرج خلال ساعتين تقريبا معتمدا علي ممثلين فقط - وعلي ديكور صغير لا يتغير.

مغامرة سينمائية شجاعة تحسب لصاحبها بقوة وتجعلنا نأمل كثيرا منه في أفلام قادمة إلي جانب فيلم فلبيني بعنوان «المجندون» يروي مأساة شديدة القسوة عن مجموعة من الشباب يتم اختيارهم وتدريبهم تدريبات شاقة للقيام بعملية «إرهابية» لا يعلمون عنها شيئا، وعندما تتغير الخطة يواجهون مصيرا غامضا مأساويا .

فيلم مدهش سيثير الكثير من الجدل والنقاش.. لرموز السياسة وروح التحدي التي تملأ مشاهده.

قصص الجانب الشرقي

وهناك أيضا الفيلم المجري «قصص من الجانب الشرقي» الذي يقدم أربعة اسكتشات مختلفة لأربعة مخرجين كل منهم يحاول أن يدافع عن تيمة اعجبته وآمن بها.

جريدة القاهرة في

07/12/2010

 

آخرالعنقود بين ممثلات فرنسا الموهوبات!

بقلم : عبدالنور خليل 

التقيتها كثيراً منذ منتصف الثمانينات في المهرجانات الدولية فينيسيا وكان وبرلين، وعاصرتها علي امتداد ثلاثة عقود تحصد جوائز هذه المهرجانات، وهي تجيء كآخر العنقود في سلسلة نجمات فرنسا الموهوبات اللواتي تفتحت عيني عليها في نفس هذه المهرجانات وهن جان مورو وإيزابيل خوبير وإيزابيل أرجاني وكاثرين دينيف.. بل لقد كانت، بعد العظيمة سيمون سيتوريه هي ثاني جميلات فرنسا اللواتي فزن بالأوسكار عن دورها في فيلم «المريض الإنجليزي».. رشحت بينوش لجائزة «سيزار» أربع مرات وفازت بها في المرة الرابعة.

وقفت في ركن الصالة المظلم.. سيدة عادية ترتدي بلوفر أسود وقميصًا رجالىًا أبيض.. علي طريقة روبرت تايلور التي اشتهر بها، وبنطلونًا أسود وحذاء عادىًا... فمن يراها علي هذه الصورة لا يتوقع أبداً أنها الممثلة الشهيرة جولييت بينوش.. لا مبالغة في الماكياج، ولا حتي في استرسال شعرها الأسود بلا قيود، وهي جوقة من الحراس، تحسبها سيدة عادية جاءت تشاهد فيلم «نسخة طبق الأصل» في سينما «الإبداع» في مربع دار الأوبرا.. لقد شككت للحظة ان تكون هي النجمة الفرنسية، لولا أنني ميزت بجانبها الزميلة ماجدة واصف المصرية العاملة في المعهد العربي بباريس التي لم تلبث ان خطت إلي نهاية الصالة لتمسك بميكروفون لتعلق عن وجود جولييت بينوش بطلة الفيلم في الصالة، لكي تتحدث إلي جمهور المشاهدين من الصحفيين والنقاد عن الفيلم قبل ان يشاهدوه.. زاط الجمهور في الصالون وهو يصفق طويلاً لتلك السيدة العادية المظهر وهي تقف ممسكة بالميكروفون.. وهدأ كأن رؤوس الطير عندما حيته بفرنسية طليقة وأجنحة لا تحتاج بين تلك الجمهرة المثقفة للترجمة.. وبدأت رقيقة قائلة إنها لن تشاهد الفيلم مع رواده الليلة، فقد تعبت من مشاهدته لأكثر من عشر مرات.. ثم انطلقت تروي حكاية بطولتها للفيلم قائلة: «التقيت أكثر من مرة بالمخرج عباس كيارو ستامي في أروقة مهرجان كان، وفي كل مرة كان كل منا يسأل الآخر.. متي سنعمل معاً.. وفي المرة الأخيرة قال إنه يستعد لإخراج فيلم جديد ويفكر في ان يسند بطولته لي.. ثم دعاني لزيارة طهران- وقبلت الدعوة فعلاً وسافرت معه، واستضافني في بيت أسرته، ولكنني حرصت علي ان أكون مجرد صديقة فقط.. ودعاه هذا لي ان ينطلق في الحديث عن امرأة إيطالية من توسكانيا، تملك جاليري لعرض اللوحات والتماثيل التراثية تلتقي كاتبًا إنجليزيًا ألف كتابًا عن التراث والعادات التراثية في إيطاليا، وجاء يقدمه في جلسة إمضاء علي نسخة مع الجمهور، وكانت تصطحب ابنها ذا الثانية عشر ربيعاً، يقف في طرف القاعة، ويخترقها أثناء حديث الكاتب، لكي يبدي رأياً معارضاً، قبل ان يشدها لكي يغادرا القاعة لأنه يريد أن يعود إلي البيت، ظل عباس يتحدث عن هذه السيدة الإيطالية من توسكانيا أربع ساعات متواصلة، مركزا علي صلتها بالكاتب الإنجليزي وصحبتها له في رحلة إلي توسكانيا ليقف علي التراث فيها من خلال الناس والأماكن.

ثم قال لي إن هذه السيدة هي بطلته إنما يريد مني تمثيلها في فيلمه الجديد.. وأشكركم لكي تشاهدوه».

«مرحباً ماري» .. مع جودار

أول عهدي بجولييت بينوش في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 1984 في المؤتمر للمخرج جان لوك جودار بعد عرض فيلمه «مرحباً ماري» وكانت تجلس إلي جواره علي المنصة كنجمة للفيلم، كانت نجمة شابة واعدة، أعطاها اختيار جودار أهمية خاصة بين مجموعة من نجمات فرنسيات واعدات في سن الشباب وأصغيت لها وهي تروي علاقتها بالسينما في أدوار ثانوية صغيرة مثل «دروثي لاعبة الحبل» للمخرج جاك فينستين وفيلم «جمال الحرية» للمخرج باسكال كاني، وبعدهما قررت ان تركز نشاطها الفني في السينما.

وفي «كان» أيضاً في العام التالي 1986 جاءت مع المخرج أندريه تشينيه بطلة لفيلمه «موعد» وكان تشينيه المشارك في كتابة السيناريو قد استوحي صراحة مسرحية شكسبير «روميو وجولييت» وحول العلاقة البريئة الرومانسية بين بطليه إلي علاقة جنسية شهوانية.. حيث تقوم بينوش بدور «نيتا» الممثلة المغمورة التي هبطت باريس لتؤدي أدوارًا ثانوية بأجر زهيد، وقد كان الفيلم في نظر النقاد دراما تثير الشهوة الجنسية والضعف أيضاً.. علي أن جاء مخرجه تشينيه بجائزة أحسن مخرج ورشحها هي أول مرة لجائزة «سيزار» كأحسن ممثلة وان لم تفز بها.. وفي العام التالي رشحت للمرة الثانية بدورها في «ضغينة» أمام ميشيل بيكوليس وإخراج ليوس كراكس بجائزة «سيزار» أيضاً.

تريزا.. أول فيلم لها بالإنجليزية

وفي أغسطس من نفس العام، اختارها المخرج فيليب كوفمان لتمثل شخصية «تريزا» في فيلمه «ضحالة الوجود غير المقبولة» عن رواية ميلان كونديرا، وهو أول فيلم تمثله باللغة الإنجليزية وخرجت به إلي العالمية إذا لاقي رواجاً تجارياً.. كانت أحداثه تدور في النصف الأخير في الستينات عندما تلتقي تريزا بطبيب تشيكي تتسم حياته بنشاط جنسي غير محدود في الوقت الذي تريد هي فيه ان تتزوج لمرة واحدة، رجلاً يخلص لها.. ويجيء الاجتياح الروسي الشهير لتشيكوسلوفاكيا ويفترقان.

علي ان بينوش بعد هذا النجاح العالمي قررت العودة إلي فرنسا، مفضلة ان تعمل في فرنسا لتقوم ببطولة فيلم «عشاق جرنيف» للمخرج ليوس كركاس، وقد استغرق العمل فيه ثلاث سنوات وعرض عام 1991، وكانت تمثل فيه شخصية فنانة تشكيلية عاشت في شوارع باريس ولاحقتها الأمراض حتي أنها أصيبت بالعمي في النهاية.. أكسبها الفيلم جائزة الاتحاد الأوروبي ورشحها للمرة الثالثة لجائزة «سيزار».

وفي مطلع عام 1992، انتقلت مرة أخري للحياة في لندن ومثلت فيلمين هما مرتفعات ويزرينج للكاتبة إميل برونتي و«دمار» وقد عززا مكانتها الدولية، ورشح فيلم «دمار» لجائزة «سيزار» للمرة الرابعة.

علي ان العام التالي1993، كان يدخر لها مناسبتين سارتين، كانت قد جاءت إلي مهرجان فينيسيا كبطلة لفيلم المخرج كريستوف كسلوفسكي «أزرق» وهو الفيلم الأول في ثلاثيته المنسوبة إلي العلم الفرنسي، وما يوحي به كل لون من شعارات الثورة الفرنسية.. وحضرت في فينيسيا إعلان فوزها عن الفيلم بجائزة أحسن ممثلة، وجاءها الدور أيضاً في نفس العام بجائزة «سيزار» كأحسن ممثلة عند ترشيحها للمرة الرابعة.

ثاني فرنسية تفوز بالأوسكار

بعد هاتين الجائزتين، فضلت بينوش التفرغ لحياتها العائلية فابتعدت عن النشاط الفني لعامين كاملين أنجبت خلالهما طفلها روفائيل، ثم استعادت نشاطها بفيلم «الفرسان فوق السطح» للمخرج جان بييررابينو وتدور أحداثه خلال الحرب وقد تطوع ضابط شاب للبحث عن زوج مفقود لسيدة بائسة، بعده قدمت فيلماً للمخرجة الفرنسية شانتال ايكرمان بعنوان «أريكة في نيويورك» لم يلق النجاح اللائق بها كنجمة.

علي ان فيلمها التالي «المريض الإنجليزي» من إخراج انتوني مانجيلا الذي قامت فيه بدور ممرضة تعتني بمريض طيار، خرج في رحلة استكشاف فوق أرض المعارك وأصيبت طائرته وأصيب هو بحروق شديدة وفقد ذاكرته.. وأحبته ممرضته «هانا» حباً يائساً.. كان الفيلم قد لاقي رواجاً تجارياً هائلاً، قبل ان التقي مرة أخري ببينوش التي جاءت معه إلي مهرجان برلين وفازت في دورته بجائزة أحسن ممثلة، وفي نفس الشهر فازت عن دور «هانا» بجائزة الأوسكار كأحسن ممثلة مساعدة، وكانت هي الثانية بين ممثلات فرنسا، التي تفوز بجائزة الأوسكار بعد ان سبقتها في الفوز بالأوسكار الفرنسية سيمون سيتوريه عن فيلم بعنوان «مكان في القمة».

بينوش وشخصية جورج صاند

في أواخر التسعينات، عادت بينوش للعمل مع من قدمها كبطلة للمرة الأولي المخرج أندريه تيشنيه في فيلمه «اليس ومارتين» وأعقبته بفيلم «أطفال القرن» وفيه تقوم بدور الكاتبة الفرنسية الشهيرة في القرن التاسع عشر جورج صاند التي كانت امرأة مسترجلة ترتدي ملابس الرجال، وقصة حبها الشهيرة مع الكاتب الفرنسي ألفريد دي موسيه.

ويجيء عام 2000 ليشهد أربعة أفلام ناجحة متوالية هي «أرملة القديس بيير» من إخراج بياتريس لوكونت وشفرة مجهولة للمخرج النمساوي ميشيل هانكي و«شيكولاتة» إخراج لوسي هالستورم وقد رشح لأكثر جائزة من جوائز الأوسكار، بينها ترشيح بينوش كأحسن ممثلة لدور رئيسي، لكنه خرج صفر اليدين من الجوائز.. ثم «رحلة البالون الأحمر» للمخرج التايلاندي هيوهسباو، ثم قدمت شخصية «آنا» المرأة الفرنسية من جذور كندية فلسطينية، وجدت نفسها في قطاع غزة بعد رحيل الاحتلال الإسرائيلي عن القطاع للبحث عن ابنتها التي اختفت منذ عشرين عاماً.. كان الفيلم من إخراج المخرج الإسرائيلي ذي النزعة المعارضة لتوسعات إسرائيل وهو آموسي جيناي.

وفي العام الماضي قدمت مع المخرج الإيطالي عباس كياروستامي فيلم «نسخة معتمدة» الذي حدثتنا عنه عند عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام، وقد نالت عنه جائزة أحسن ممثلة في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» السينمائي الدولي وكان الفيلم من بين الأفلام المرشحة لنيل «السعفة الذهبية».

من هي جولييت بينوش؟

مولودة في العاصمة الفرنسية باريس في التاسع من مارس 1964 والدها جان سماري بينوش المخرج الممثل النحات ووالدتها مونيك شالينتي مخرجة سينمائية، وهي في الرابعة من عمرها انفصل أبواها بالطلاق وربتها جدتها لأمها.. وهي في الرابعة عشرة بدأت تعمل مع فرق مسرحية للدولة والتحقت بمعهد الكونسرفتوار في باريس، لكنها لم تلبث ان هجرت وبدأت تتلقي دروساً خاصة في التمثيل علي يد أستاذة التمثيل الشهيرة فيراجرنج وأصبحت ممثلة مسرحية كأمها وطافت مع الفرقة في جولة بفرنسا وبلجيكا وسويسرا تحت اسم مستعار هو جولييت أدريان.. ذلك قبل ان تبدأ رحلتها مع الشاشة في أدوار ثانوية في عدد من الأفلام.

أنجبت بينوش طفلها الأول روفائيل في سبتمبر 1992، من زوجها أندريه هول وهو غواص محترف، ثم ابنتها «هانا» في سبتمبر 1996، من زميلها الممثل بيتوا ميجميل الذي شاركها بطولة فيلمها «أطفال القرن».

جريدة القاهرة في

07/12/2010

 

مخيون يرفض المشاركة في ندوة فيلم "الطريق الدائرى" اعتراضا علي حذف مشاهده

رامي المتولي وإسلام مكي  

رفض عبد العزيز مخيون المشاركة في الندوة التي أعقبت عرض فيلمه "الطريق الدائري" مساء أمس ـ الثلاثاء ـ بسينما فاميلي المعادي، وذلك اعتراضا علي حذف حذف كم كبير من مشاهده والتى قضى وقتا طويلا فى تصويرها، حيث انسحب مخيون من قاعة العرض بمجرد انتهاء عرض الفيلم الذي يشارك فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ضمن وقائع مهرجان القاهرة السينمائى الدولى في دورته الرابعة والثلاثين، فيما حضر الندوة جانب آخر من أبطال الفيلم من بينهم نضال الشافعى، وفيدرا المصرى، وسامية أسعد، وحمدى هيكل، وسيد رجب، وكذلك  مخرجه ومؤلفه تامر عزت، ومدير التصوير شريف هلال، والموسيقار تامر كروان، والمنتج إيهاب أيوب، كذلك حرص كل من المخرج محمد خان، وآسر ياسين، ومدير التصوير محسن أحمد علي الحضور.

بدأت الندوة بكلمة قصيرة من صناع الفيلم والممثلين حيث تحدث إيهاب أيوب عن ظروف إنتاج الفيلم قائلا :"لم يكن فى أذهاننا ونحن نحضّر للفيلم أننا نصنع فيلما كبيرا، وكل ما فكرنا به هو صنع فيلم مواز للسينما الموجودة حاليا"، أما تامر عزت فصرح أنه أراد أن يظهر من خلال الفيلم صحفى الألفية الثالثة الذى يتسم رد فعله بالواقعية المحيطة بنا كمصريين، أما فيدرا فقد أكدت أنها عشقت السيناريو منذ بداية قراءتها له، وتفاعلت مع شخصياته التى تتسم بالواقعية الشديدة، فتصرفات الأبطال داخل العمل لا يمكن الحكم على مدى صحتها أو خطئها لأن كل الشخصيات تحت الخط الرمادى ـ بحسب تعبير فيدرا ـ ، وأضاف نضال الشافعى أن الفيلم بالنسبة له مسئولية كبيرة جدا لأنه يقدم شخصية بالغة التعقيد،أما سامية أسعد فقد تحدثت عن أنها تعلم جيدا حجم المخاطرة التى قام بها تامر عزت مخرج ومؤلف الفيلم، حيث أن تجربتها السينمائية الأولي كانت من خلال دور مختلف تماما في فيلم "رسائل البحر"، كما أن ملامحها أجنبية، وهو ما يمثل تحديا لها خصوصا أنها في "الطريق الدائري" تقوم بدور ربة منزل مصرية، أما سيد رجب فقد أكد أنه شاهد من قبل فيلم تامر عزت "مكان اسمه الوطن"، وجذبه جدا، أما مدير التصوير شريف وهدان فقال أن التحضير الجيد للفيلم هو السبب فى نجاحه.

وفي سؤال لمخرج الفيلم عما إذا كان قد استوحى قصة الفيلم من قضية أكياس الدم الشهيرة؟ أجاب تامر عزت: " لا يوجد رابط بين قضية الدكتور هانى سرور التي عرفت بقضية أكياس الدم الفاسدة وبين قصة الفيلم التى تتحدت عن عيوب الصناعة فى فلاتر أجهزة غسيل الكلى"، وأضاف أنه حاول أن يظهر حجم المعاناة التى تلاقيها أى أسرة مصرية لديها طفل مصاب بالفشل الكلوى بشكل حرفى موكدا أنه قد قام بالبحث كثيرا فى أصول المرض قبل الكتابة عنه. 

الدستور المصرية في

08/12/2010

 

مخرج "حنين": الأفلام المصرية لا تلقى رواجا في الخليج.. وصورة ناصر في كل منزل "بحريني"

رامي المتولى ومحمد عبد الكريم  

"صورة جمال عبد الناصر  مازالت موجودة في كل بيت في البحرين لأنها ترمز للوحدة العربية، ولا يستطيع أحد أن ينكر دورعبد الناصر في المجتمع العربي والمنطقة ككل ".. " هكذا عبّر  المخرج البحريني حسين الحليبي عن اعتزاز الشعوب العربية بشخص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وذلك في الندوة التي عقدت ضمن فعاليات  اليوم السادس من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الرابعة والثلاثون عقب عرض فيلمه "حنين" المشارك في المسابقة العربية  وهو الفيلم الذي أثار جدلا واسعا في الفترة الأخيرة بسبب قصته  التي تحكي عن  "عائلتين أحدهما سنية والأخرى شيعية تجتمعا في بيت واحد ، بسبب  زواج  الأب والأم  بعد  ترملهما، وتجري القصة وسط سلسلة أحداث عاشتها البحرين في الفترة من1982 حتى 2000.والعلاقة التي تربط أبناء كل منهما بعضهما ببعض.

وفي تعليقه عن سبب ضعف مستوي الفيلم خصوصا فيما يتعلق بالجانب التنقني  قال أن هناك مشكلة صناعة سينما في الخليج فلا يوجد هناك أي دعم من الحكومات  لكي تخرج الأفلام بالشكل اللائق إلا في ظروف نادرة مثلما حدث في الفيلم الإماراتي "أهل الحي". مشيرا إلي أنه من الصعب أن نجد إنتاج خليجي خاص وذلك بسبب ضعف التوزيع سواء في دور العرض الخليجية أو حتي في الخارج نظرا لإقبال الجمهور الخليجي علي الأفلام الأجنبية  فالأفلام الخليجية وأيضا الأفلام المصرية لم تعد تجد نفس الاهتمام الذي يعتقده الناس كما كان في الماضي ـ علي حد تعبير المخرج ـ، وعن الطريقة المباشرة التي عرض بها المخرج قضية الفيلم قال أنه حاول تقديم فيلم يفهمه جميع أفراد الجمهور العادي لأنه يحاول حاليا  بناء قاعدة جماهيرية للفيلم البحريني لدي الجمهور العربي لذا فمن الصعب وضع الأشياء في صور رمزية قد لا يفهمها الكثيرون .

أما عن سبب ظهور بعض المشاهد الخاصة بمصر وحبه لها قال ":أنا وجميع البحرينيين وخصوصا جيل الشباب يكنون حبا  عميقا لمصر بسبب وجود العديد من المدرسين المصريين هناك "

الدستور المصرية في

08/12/2010

 

بطلة "آخر ديسمبر": أداء الأدوار الجريئة لا يقتصر علي التونسيات فقط

محمد عبد الكريم  

ضمن وقائع اليوم السادس لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي أقيم عرض خاص  بمركز الإبداع بدار الأوبرا  للفيلم التونسي  " آخر ديسمبر " والمشارك ضمن المسابقة العربية للمهرجان، ويتناول الفيلم حياة فتاة من قرية فقيرة  وعلاقتها بطبيب من المدينة  يذهب للعمل بالقرية، ويعرض للاختلاف الثقافي فيما بينهما، بالإضافة للمشاكل التي يواجهها الاثنين مع أهل القرية بسبب إنغلاق مجتمع القرية علي عكس  المدينة، وقد حضر الندوة التي أعقبت عرض الفيلم مؤلفه ومخرجه معز كمون والممثلة التونسية سونيا القاسم وفي تعليقه حول انفتاح المرأة التونسية الذي ظهر في الفيلم علي الرغم من أنها امرأة قروية قال المخرج أن الفيلم لا يعبر عن المرأة التونسية ولا عن المجتمع التونسي بشكل خاص وإنما يعبر عن حالة إنسانية وعلاقات إنسانية تخص جميع البشر قد تكون في تونس، أو مصر ، أو أي بلد عربي آخر، أما سونيا فقد أشارت إلي أن المجتمع التونسي  متفتح ومتحرر علي الثقافات ولكن ليس معني التحرر هنا هو أن تخون المرأة زوجها، وإنما المقصود به هو تفتح ثقافي علي الحضارات الأخري.

وفي ردها علي موافقة اغلب الممثلات التونسيات علي الادوار الجريئة كدورها في الفيلم قالت أن الممثل يقدم الدور الذي يري أنه سيضيف، مؤكدة أن فكرة تقديم الأدوار الجريئة لا يقتصر علي التونسيات وإنما هناك العديد من الممثلات العرب يقبلن بتقديمها، كما ان هناك ممثلات تونسيات لا يقبلن بها لذا فتقديم أدوار جريئة يرجع الي الممثل وثقافته وليس جنسيته، وفيما يتعلق بنهاية الفيلم المفتوحة أشار المخرج أنه فضّل في هذا الفيلم تحديدا أن يجعل كل واحد ممن سيشاهدون الفيلم أن يحكم هو علي النهاية الضرورية للأبطال دون  أن يتدخل في إصدار أحكام قد يري البعض أنها خاطئة.

الدستور المصرية في

08/12/2010

 

أعظم مشهد اغتصاب

بقلم: خالد محمود  

«وكأنى لم أكن هناك».. عنوان صادم لفيلم تمنيت أن أكون بحق هناك.. فى أرض الأحداث لأنتقم أو أثور ضد تلك الانتهاكات التى لم يغفرها التاريخ أبدا.. أو على الأقل أبكى الدموع تطفئ اللهيب الذى أشعله هؤلاء الجناة الطغاة الساديون فى جسد وروح ضحاياهم.

الفيلم الأيرلندى السويدى المقدونى عاد بنا إلى ما نفتقده من سينما الواقع.. سينما تكشف لحظة حقيقية غض فيها الزمن والتاريخ والإنسانية والشرف والكرامة والبراءة والأخلاق البصر.. لحظة سيطر عليها شيطان الجشع والطمع وعشق الدم وإهدار الكرامات.. لحظة تخلص فيها الإنسان من الإنسان. أحداث الفيلم المأخوذ عن واقعة حقيقية تدور على أرض البوسنة لتكشف أبشع مشهد فى حرب الصرب والبوسنة التى دارت فى التسعينيات حينما احتل جنود الصرب إحدى القرى وتخلصوا من كل الرجال بها ويحبسوا كل السيدات والأطفال والفتيات فى معسكر مغلق يتم اغتصابهن يوميا، حيث يتبادل أكثر من رجل على جسد المرأة الواحدة فى ساعة واحدة.. ومنذ البداية تحكى لنا المخرجة جوانيتا ويلسون بالتفصيل معاناة مدرسة شابة جميلة تدعى سميرة أتت من سراييفو لتقوم بالتدريس فى إحدى قرى البوسنة.. جاءت وهى تحمل أحلامها الصغيرة فى تعليم الأطفال «شيئا مختلفا» وهو الهدف الذى ربما أذاب عنها الإحساس بالغربة، لكنها لم تكن تدرى ماذا يخبئ لها القدر.. عفوا إنه ليس قدرا خالصا حيث أصبح هناك من يتلاعبون بمقدرات البشر.. المهم اقتحم الجنود القرية وأخذوا يقودون كل رجالها إلى جانب بعيد وفى مشهد ولا أروع نسمع صوت اطلاق الرصاص عليهم دون أن نشاهد المشهد، لكننا بالفعل أدركنا الصورة، وباتت كل النساء رهائن المعسكر البربرى، ويجىء المشهد الأعظم حيث يتم اغتصاب سميرة وهى الأجمل بين الأسرى.. كان الاغتصاب الجماعى مؤلما لكن المخرجة الرائعة جوانيتا ويلسون سلطت الكاميرا على وجه الضحية لتعبر وباقتدار والممثلة نانا شابتروفيتش عن اللحظة.. عينان تنظرا إلى الأمام تكبت الدموع، آهات خفيفة، تتلاشى كلما زادت نشوة المغتصبين.. إنه بحق أعظم مشهد اغتصاب شاهدته على شاشة السينما والفضل فى ذلك يعود لأن تلك البطلة التى نقلت لنا إحساسا بأنها لم تكن هناك، أو كأنها لم تكن فى اللحظة نفسها، وأنها خارج المشهد.. إنها لحظات نضج حقيقى عندما تتقمص الفتاة الشخصية والعكس.. ومع تكرار الانتهاك البدنى مع شخصية المدرسة ونماذج نسائية أخرى، بل ظهور طفلة تتعرض للتعذيب وهتك العرض والحفر بالسكين على ظهرها رسما يشبه الصليب يؤدى بها إلى الموت.. تتحول مشاعر وتصرفات سميرة المدرسة الأنيقة، حيث تتجمل وتضع أحمر الشفاه عندما يطلبها قائد المعسكر ليواصل رحلة الانتهاك.. وقد بدت وكأنها أحبت اللعبة تذهب لتقيم معه علاقة وتسرق بعض الأكل والفاكهة لتعطيها لزميلاتها فى المعسكر.. وبدا بزوغ علاقة استلطاف وحب بين القائد وسميرة وعندما لامتها نظرات النساء الآخريات قالت سميرة بلا مشاعر «إنهم مجرد رجال ونحن مجرد نساء.. أنا امرأة».

وذات صباح انكشفت الغمة وزالت عندما فوجئ الجميع بترحيل السجينات الضحايا فى أتوبيسات حيث أعلن أحد الجنود أن الحرب انتهت.. وفى مشهد رائع طلب القائد سميرة ليودعها ويخبرها بأمر الرحيل وأنه يتمنى غير ذلك، قالت له: لا تخف إنهن لن يتحدثن خوفا من الفضيحة ولا أنا، وبعد الخروج من منطقة الحرب والقرية الموبوءة تكتشف بطلتنا أنها حامل فى طفل والده من سفاحى الحرب، وفى عدة لقطات ومشاهد شديدة الذكاء والحساسية والمشاعر نراها فى المستشفى تريد أن تتخلص من الجنين، ثم يخبرها الطبيب أنها تأخرت.. ثم تلد.. ثم تريد أن تتخلص من الطفل.. ثم تنظر فى صورتها مع والديها وتضعها فى سرير الطفل.. ثم تتعاظم مشاعر الأمومة لتتغلب على كل مأساة الحدث وتحتضن الطفل لترضعه من صدرها.. كنا نظن بالفعل أنها ستتخلص منه لتعود إلى ممارسة حياتها الطبيعية ملقية بالحدث برمته وراء ظهرها، لكنها ظلت ترضع الطفل ثم تزرف دموعها.. تلك هى النهاية المؤثرة والموجعة والمؤلمة لمصير فتيات كثيرات مثل سميرة خرجن وبأحشائهن أطفال وأبناء لمجرمى الحرب.. حملت فى لحظات ضعف واستسلام لا نعرف ما هو مصيرهن مثلما عرفنا مصير سميرة.. إن الفيلم لم يغتصب مشاعرنا وإحساسنا بتصرفات الحرب القذرة.. لم يغتصب آهاتنا ولا إعجابنا الشديد بالتصوير والسيناريو وجمل الحوار القليلة.. بل كانت موجات الإعجاب متلاحقة بوازع طبيعى.. لكن المخرجة والممثلة التى أرشحهما للجوائز الأولى فى المهرجان اغتصبتا بقايا إرهاصات سينما زائفة طاردتنا لتغرس مكانها جذور سينما حقيقية ممتعة مهما كانت مرارتها.

الدستور المصرية في

08/12/2010

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)