حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ـ 2010

قبل 48 ساعة علي افتتاح الدورة 34

روزاليوسف تنشر أهم أفلام مهرجان القاهرة السينمائي

كتب محمود عبد الشكور

تأتي الدورة الرابعة والثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في ظروف صعبة بسبب مزاحمة أفلام العيد، كما تأتي بعد مهرجان الفيلم الأوروبي في دورته الثالثة حيث عرض مجموعة من الأفلام المهمة، ولكن مهرجان القاهرة هذا العام مازال يحاول أن يقدم لمشاهده بعض الأفلام التي تستحق المتابعة، وحتي لا تتوه في بحار الأفلام والأقسام المختلفة للمهرجان، سأقدم لك فيما يلي اختياراتي لأعمال ارشحها لكي تراها، لن أتحدث سوي عن الافلام التي شاهدتها بالفعل، وأظن أنها الأفضل من وجهة نظري، وسأقدم لك الحيثيات بالطبع، ولكن ذلك لا يمنع من وجود أفلام أخري خاصة في التكريمات التي سبقتها شهرتها، وإن كنا قد تعلمنا أن الشهرة لا تعني الجودة في جميع الحالات، وهذه هي الخريطة الكاملة لأفضل أفلام شاهدتها.

< كأنني لم أكن هناك - المخرجة «جوانيتا ويلسون» - أيرلندا - مقدونيا السويد: ارشح هذا الفيلم للفوز بجائزة أو أكثر لبراعة مخرجته وهي كاتبة السيناريو أيضا في التعبير عن مأساة ومعاناة المرأة البوسنية بسبب الحرب الطاحنة، لدينا أيضا ممثلة شابة رائعة لعبت دور سميرة وهي مدِّرسة من سراييفوا ذهبت للتدريس في قرية صغيرة، ولكن الجنود العرب يقتحمون المكان، ونشاهد طابورًا من الرجال، ثم نسمع صوت إطلاق النار، لن تبقي إلا النساء اللاتي تتعرض للإذلال والاغتصاب، سميرة أيضًا تجد نفسها ضحية اغتصاب وحشي تقدمه المخرجه بصورة «مأساوية»، تتحول شخصية سميرة وتبدو كما لو أنها قد اختارت أن تقدم نفسها للقائد الصربي، تقول لزميلاتها: «أنا مجرد امرأة، القائد نفسه يبدو كما لو أنه يحبها، عندما يطلق سراح الاسيرات، تعود سميرة مع العائدات حطام امرأة، ولكن الفيلم يبدأ من لحظة أصعب في حياتها عندما تحاول أن تختار بين الاحتفاظ بطفلها الذي جاء بالاغتصاب أم ستحتضنه كأم، معالجة شديدة الحساسية لمشكلة كارثية بل أن الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية، ربما تنافس ناتاشا تبروفتيش بقوة علي جائزة أفضل ممثلة، مخرجة مهوبة لديها حس عال بالتفاصيل فاز فيلمها الوثائقي عن تشيرنوبل بالأوسكار، وأظن أيضا أنها ستنافس بقوة علي جائزة أفضل مخرج في المسابقة الرسمية.

< المتوحشة إخراج «جان فرانسوا ايجيه»- سويسرا: فيلم جيد آخر تلعب الصورة الدور الأساسي فيه بأقل قدر من جمل الحوار، فتاة متشردة اسمها ادريانا تسرق أحد محلات المجوهرات تبدو وحيدة باستثناء كلب يرافقها تهرب بعد السرقة إلي الجبال حيث تلتقي مع صياد عجوز يعاملها علي أنها ابنته «صدفي» التي فقدها تنشأ بينهما علاقة إنسانية، يضلل رجال البوليس الباحثين عنها، وتشعر هي لأول مرة بالانتماء لشخص أو لمكان، تأخذه للمستشفي عندما يصاب بالحمي في مشهد مؤثر جميل يموت الصياد علي الجليد، تبكي ويبقي لها صوت الناس، عندما تصل إلي «نيس» في فرنسا، تنحت تمثالا علي شكل كلبها الذي فقدته، وتترك التمثال أمام مياه البحر.

عمل بسيط عميق عن الإنسانية يشبه القصة القصيرة المؤثرة.

< الأب والغريب «ريكي تونياتزي» - إيطاليا: ليس لأنه الفيلم الذي يشترك في بطولته ممثلنا المجتهد «عمرو واكد» ولكن لأنه فيلم جيد بالفعل، في مصحة لرعاية أطفال الحالات الخاصة يلتقي رجلان من عالمين مختلفين: «دييجنوماريني» وزوجته «ليزا» وابنهما «جياكومو» والشاب العربي وليد «عمرو واكد»، الذي جاء للعناية بابنه يوسف، ينسي «وليد» معطفه مع «دييجو» الذي يكتشف أنه غير متكيف مع إعاقة طفله الصغير، في مشهد مؤثر يضطر دييجو أن يبكي بدلا من ابنه الذي لا يستطيع البكاء، عندما يلتقي دييجو ووليد يقول الأخير إن زوجته ماتت بعد مولد ابنه، يسافر دييجو مع وليد إلي سوريا حيث يأخذه إلي الصحراء، ويعلن أنه سيبني بيتا لابنه المعوق، كما يتعاهد وليد مع «دييجو» علي أن يكون ابنا لابنه والعكس عندما يعود دييجو إلي إيطاليا يدخل الفيلم في خط بوليسي هو أضعف ما في الفيلم حيث يختلط الحديث عن الارهاب بمشاعر دييجو تجاه معاناة ابنه، وبعد عام يعود دييجو من جديد إلي سوريا حيث يلتقي وليد أمام مقبرة الابن «يوسف» ويقول وليد لصديقه: أحضر جياكومو هنا سنصلي معا، ينتهي الفيلم بالتصالح علي كل المستويات: العربي والايطالي، دييجو وزوجته التي تنجب طفلا جديدا يحمله جياكومو المعّوق هناك صورة جيدة نسبيا عن شخصية الشاب العربي بأداء واثق من الموهوب عمرو واكد، هناك أيضا اللبنانية نادية لبكي في دور صغير لفتاة اسمها زهرة، السيناريو متماسك عموما والمخرج جيد مع بعض الملاحظات علي الحبكة البوليسية التي لا تخلو من الثغرات.

< من أنا؟ المخرج كليم شيبنيكو -«روسيا»: فيلم صغير الإنتاج ولكن فيه سيناريو متميز يجمع بين الواقع والخيال وينطلق من مجرد خبر نشر في إحدي الصحف نسج عليه المخرج - وهو أيضا كاتب الفيلم - حكايته في محطة السكة الحديدية، يستوقف رجال البوليس شابًا في الثلاثينيات بلا أوراق أو هوية ولا يعرف أحد هل هو متزوج أم لا، يقوم المحقق سيرجي سوموفا باستجواب الشاب، ويستدعي الطبيب النفسي «تروفيموف» لمحاولة فحصه، من خلال بعض أشيائه كالموبايل وتذكرة سفر إلي بالتا فشاهد بعض الأحداث من وجهة نظر الشباب: نعرف أن اسمه «باشا»، يعمل علي البلاج ويتعرف علي فتاة اسمها «أوليا» يذهب لمقابلتها في المدينة ولكن مع تطور السرد سنجده قد ترك موعده مع أوليا وتعرف بفتاة اسمها آنيا تعمل كممثلة ولكن يبدو أنها كرهت عالمها فتعيش حكاية حب مع باشا الذي يقول لها إنه لم يتمكن أن يصبح مصوراً مثل والده فاضطر للبقاء مع أمه بعد وفاة الأب بالتوازي مع سرد الشاب للوقائع التي يتذكرها يحقق سيرجي في جريمة قتل تتداخل الخطوط والشخصيات والخيال والواقع وأوليا مع آنيا ينتهي الفيلم بمفاجأة.

لدينا سيناريو متماسك وحبكة بوليسية ومقولة وخيال واسع بدأ من خبر صغير في إحدي الجرائد عن العثور علي شاب بلا ذاكرة. عمل صغير ولكنه مكتوب ومنفذ بشكل جيد في حدود إمكانياته.

< ولد من البحر أندرية كوتكوسكي - بولندا: فيلم مأخوذ عن رؤية جيدة ومتقنة شاب اسمه جرافين يهبط منطقة جدانسك المشهورة بصناعة السفن يحاول أن يجد عملاً يتعرف علي الشاب جوستاف ابن رجل الأعمال الثري الذي لا يريد الاعتماد علي والده يعيش الشاب القادم إلي الميناء علاقة حب مع الفتاة لوتسكا تعجب به أرملة في منتصف العمر وتدفعه لاستكمال تعليمه يعمل في جريدة جدانسك والد لوتسكا يريد لها الاقتران بعريس مهاجر إلي أمريكا ولكنها تصر علي الزواج من جرافين الفيلم يقدم بانوراما شاملة للمجتمع البولندي بشتي فئاته وطبقاته وربما عيب الفيلم بعض الحشو والتطويل بسبب الإخلاص الزائد للعمل الروائي كما يبدو الصراع هادئاً طوال الوقت ولكن هناك اختفاء واضحًا بميناء جدانسك البولندي وبالمدينة باعتبارها واحة لصنع الحياة وليست بذرة للحروب.

مسابقة الديجيتال

في هذا القسم مجموعة من الأفلام المتميزة والمهمة التي تستحق المشاهدة.

< الرباط المخرج يوشي أنوما - اليابان: فيلم مدهش في صورته وفي أداء ممثليه لدرجة أنك لا تصدق أنه فيلم ديجيتال أرشح هذا العمل للمنافسة بقوة علي جائزة هذا القسم الحكاية التقليدية ولكن المعالجة ليست كذلك إياكوساو زوجة لا تشعر بالسعادة مع زوجها تضطر أيضا للإشراف علي رعاية والد زوجها المريض عندما تذهب بملابس أسرتها إلي المغلسة تلتقي بالشاب كي تشان الذي سنعرف فيما بعد أنها كانت تلميذته وكان مغرما بها سنعود إلي المثلث الشهير الزوج والزوجة والعشيق بل العشيق أيضا له زوجة ولكن سنري الحكاية بصورة مدهشة الجمال وبإيقاع شاعري وباقتصاد كامل في استخدام الموسيقي وبأقل جمل من الحوار وبأداء ممثلين رائع خاصة الممثلة التي لعبت دور إياكو والممثل العجوز الذي لعب دور والد الزوج عمل يؤكد أن كاميرا الديجيتال لا تقل كثيراً عن كاميرا السينما في أيدي الموهوبين.

< جوي المخرج مايك دي جونج - هولندا: فيلم آخر جيد عن مشكلة اللقطاء ولكن مقدم بصورة شاعرية مؤثرة بطلتنا جوي بيليت فتاة غير منتمية لأحد نتابعها في لقطات طويلة ممتدة والكاميرا قلقة مهتزة في الشوارع نعرف أنها تبحث عن أمها التي تركتها منذ سنوات وتزوجت وأنجبت ابنتين بسبب هذه المأساة تعيش جوي حياة مضطربة مع صديقها لا توجد لها سوي صديقة واحدة ونراهما دائما تسيران في الشوارع تبدو جوي عنيفة للغاية وهي تثور أو وهي تحطم دراجة أختها غير الشقيقة اغترابها في كل شيء من اسمها الإنجليزي إلي صديقها الصربي ولا يبقي لها إلا الانتماء إلي صديقتها الوحيدة التي تحمل جوي الطفلة التي انجبتها فيلم بدون موسيقي تصويرية وبلقطات طويلة وبتقشف كامل في استخدام المؤثرات علي طريقة أفلام الدوجما ولدينا ممثلة جيدة جداً هي سميرة ماس التي درست الحقوق ولم يكن لها علاقة بالتمثيل وللمفارقة أنها أيضا كانت طفلة لقيطة وانضمت لجمعية لحماية حقوق الأطفال اللقطاء في هولندا.

< مسلم - المخرج قاسم بصير - أمريكا: الفيلم الذي اشترك في بطولته النجم المعروف داني جلوفر مأخوذ عن قصة حقيقية شاب اسمه طارق وحكايته وتنشئته وتعليمه الديني في مدرسة متشددة لدرجة ضربه بالسياط عند الخطأ ثم انفتاحه علي الحياة الجامعية ومعاناته من الاغتراب عن زملائه مع كارثة سبتمبر يصبح الصراع سافرا داخل الجامعة نتعرف علي المحاضر المسلم جمال الذي يتهم بأنه إرهابي بمجرد أنه يتحدث عن الإسلام عميد الكلية داني جلوفر يأخذ منه موقفاً متشدداً تبدو أم طارق هي الواحة الحقيقية التي يلجأ إليها بعد أن أصبح بين نارين تشدد المجتمع الإسلامي ونبذ المجتمع الغربي للمسلمين بعد 11 سبتمبر الفيلم رغم ذلك ينتهي بما يشبه المصالحة حيث يحضر طارق حفلاً للعشاء للجالية الإسلامية ويرد علي تحية شاب يخطب في القاعة بقوله وعليكم السلام ربما لا يكون الفيلم عظيماً من الناحية الفنية ولكنه يستحق المناقشة والحوار.

مسابقة الأفلام العربية

الجامع - للمخرج الموهوب داود أولادسياد - المغرب: أحد أجمل الأفلام العربية التي شاهدتها هذا العام ومرشح بقوة للفوز بإحدي جوائز هذه المسابقة بعد أن فاز بالجائزة البرونزية في مهرجان قرطاج الأخير المخرج الذي قدم لنا فيلم في انتظار بازوليني يسخر ببراعة من استغلال الشعارات الدينية من خلال الممثل العجوز موحا الذي ظهر في فيلمه السابق عندما يزوره داود يكتشف أن العجوز يعاني من مشكلة غريبة حيث رفض سكان قرية زاجورا هدم ديكور الجامع الذي صور فيه فيلم داود بحجة أنه لا يجوز هدم جامع أما السبب فهو الاستيلاء علي أرض المسكين موحا سيناريو رائع ساخر خاصة عندما يقول موضحا أنه يريد هدم «ديكور جامع» وليس جامعا، ويقف معه سلام رجل الدين المنعزل تماما عن القرية علي أرض مغتصبة «موحا» يخسر في النهاية قضيته بالقبض عليه بعد أن دخل لعبة التجارة بالدين أحد المرشحين للانتخابات ولكننا أمام فيلم شديد البساطة والعمق والسخرية مع أداء متميز جدا للممثل الذي قام بدور «موحا».. مرة أخري سيناريو جيد جدا مع رؤية واضحة ومعالجة مبتكرة وإمكانيات محدودة يساوي فيلما جيدًا!

< ابن بابل -المخرج «محمد الدراجي» -العراق: رحلة مؤثرة لطفل اسمه «أحمد» وجدته العجوز من شمال العراق إلي مدينة الناصرية للبحث عن الوالد الذي كان مسجونا لسنوات في عصر صدام حسين.. الرحلة شاقة ومؤلمة.. والأب إبراهيم خالد «سجن لأنه رفض الحرب علي «الكويت»، اللوحة كابوسية تماما، حيث نمر علي ما يقترب من أطلال مدن في العراق، لدينا ممثل جيد في دور الطفل اسمه «ياسر طالب»، وممثلة جيدة في دور الجدة تبدو كما لو أنها تحمل أحزان العراق علي كتفيها خاصة عندما تموت، ولا يبقي سوي الطفل ممسكا بالناي، الحكاية تعبر عن معاناة الأكراد وهناك حديث عن مذبحة الأنفال، ولكن الفيلم يقول عموما علي لسان سائق سيارة النقل في بدايته: «صدام وغد.. والأمريكان خنازير»، ولا ينسي المخرج أن يسجل أنه في عصر صدام مات مليون شخص في أربعين سنة، وتم اكتشاف 300 مقبرة جماعية، وما زال الآلاف مفقودون حتي اليوم.

القسم الرسمي

شِعْر -المخرج لي شانج دونج- كوريا الجنوبية: الفيلم الجميل الفائز بجائزة أحسن سيناريو في مهرجان كان الأخير، والعجيب أن ممثلته العجوز الرائعة لم تفز بأي جائزة.. الحكاية بسيطة للغاية: سيدة عجوز اسمها «ميجا» تعيش مع حفيدها الشاب في مدينة صاخبة، المرأة منغمسة في الواقع خاصة عندما تعرف أن حفيدها له علاقة بانتحار فتاة شابة، خاصة عندما تعلم أن ذاكرتها تتسرب منها تدريجيا بسبب إصابتها بأعراض مرض الزهايمر، حتي عملها في رعاية رجل عجوز مشلول لا تخلو من المتاعب، حيث يحاول الرجل استغلالها جنسيا، وتضطر للقبول للحصول علي بعض المال يمكن دفعه تعويضا لأسرة الفتاة المنتحرة وسط كل هذه الأجواء الخشنة تلحق «ميجا» بمدرسة لتعلم الشعر، وتبدأ تدريجيا في التعبير عن آلام روحها وجسدها.. الفيلم يقول: إن الشعر علاج ودواء، وأن الحاجة إليه في ظل حياتنا القاسية أكبر بكثير من الحاجة إليه في المجتمعات المرفهة.. الشعر يخفف من متاعبنا وتنقذنا بالخيال من عالم لا يرحم.. الفيلم فيه بعض التطويل ولكن كله يهون من أجل أداء بطلته الرائعة العجوز.

< السر في عيونهم المخرج خوان خوزيه كامبانيلا - الأرجنتين: كتبت دراسة طويلة من قبل علي صفحات «روزاليوسف» عن هذا الفيلم الفائز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي لهذا العام (الدورة رقم 82).. حكاية مركبة ومعقدة علي مدي زمن يصل إلي ربع القرن محورها حلم الإنسان بشيئين مترابطين هما الحب والعدالة، الحبكة بوليسية حيث يتم العثور علي «ليليانا» زوجة رجل البنوك «ريكاردو موراليس» مقتولة ومغتصبة، ويتولي المحقق «بنجامين اسبوزيتو» وزميلته في العمل «داريه» البحث والتحقيق، ورغم العثور علي القاتل، إلا أنه يخرج لأسباب سياسية، ويترك «اسبوزيتو» وطنه ليعود إليه بعد سنوات، وتكون لديه فرصة لاستعادة بحث معه من المحققة «داريه»، لاستعادة العدالة من خلال اكتشاف مصير قاتل «ليليانا» الجميلة.. سيناريو مظهره بسيط، إلا أنه متعدد الطبقات مع أداء متفوق من جميع الممثلين.

السينما التركية الجديدة

< كوزموس - المخرج ريحان دايرديم: عرض هذا الفيلم في بانوراما مهرجان برلين وحصل علي جائزة حسن اخراج وتصوير في مهرجان أسطنبول. عمل لا يخلو من الرموز عن شخص غريب الأطوار يدعي «كوزموس»، يقوم بانقاذ صبي من الموت في الجليد، يحتفل به أهل القرية تتوالي السرقات الغامضة والمعجزات أيضًا، «كوزموس» لا يتكلم كثيرًا ولكنه دائم الصراخ وكأنه يهرب من شيء، اخت الطفل الذي أنقذه من الجليد تجاوبه بالصراخ «كوزموس» لا يأكل ولا ينام ولكنه يشرب الشاي. يقول ذات مرة إنه مريض بالحب، شخصية تحتمل رموزًا واسقاطات كثيرة بأداء رائع من الممثل «سيرميت يسيل» الفيلم كله تجربة خاصة وتصدير رائع وحكاية لا تقدم اجابات بقدر ما تفتح أبوابًا لاسئلة لا تنتهي.

< العبور - المخرج «سليم دمير ميرلين»: من الأفضل أن تكون ترجمة عنوان الفيلم تقاطع الخطوط وليس العبور، لأننا أمام مجموعة من الشخصيات التي تبدو متباعدة في البداية ثم نكتشف في النهاية أن الخيوط الإنسانية التي تربطها موجودة وقوية. «جوفين» موظف حسابات بسيط في منتصف العمر، تدخل إلي حياته موظفة جديدة اسمها «آرزو». الرجل منعزل تمامًا ويعيش وحيدًا بعد أن فقد زوجته وابنته في حادث سيارة، لديه علاقة متوترة مع موظف شاب يعمل معه اسمه «حيدر» الذي يقوم بدوره برعاية اخته المريضة، «آرزو» لديها مشاكل مع زوج سابق انجبت منه طفلة، شخصيات تعيش في الفراغ والوحدة ولكنها تتجمع عند نقطة بعد أن كانت خطوطها متباعدة. فيلم إنساني مؤثر مع أداء متميز جدًا للممثل الذي لعب دور بطل الحكاية «جوفين».

أقسام أخري

هناك أفلام أخري يمكن أن تشاهدها أبرزها الفيلم الروسي «فالي شجرة السمن» اخراج «الكسندر سمير توف» و«أليونا سيمنوفا»، وهو مأخوذ عن وقائع حقيقية لمعسكر تدريب سيدات وفتيات روسيا علي نزع الألغام كإحدي فواتير الحرب العالمية باهظة الثمن، والفيلم الروماني الكوميدي «أهلا كيف حالك» عن زوج وزوجة يعيشان حياة مملة ثم يبحث كل منهما عن صديق عبر الإنترنت ليكتشف أن كلا منهما قد تعرف علي الآخر من جديد بدون أن يدري! والفيلمان في قسم مهرجان المهرجانات.

طبعا ننتظر مشاهدة فيلم «عباس كيا روستامي» من بطولة «جولييت بينوس» ويحمل اسم «نسخة طبق الأصل»، أهمية الفيلم أن بطلته التي يكرمها المهرجان فازت عنه بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان كان الأخير، وهناك أفلام عرضت من قبل في مصر ولكن يمكن أن يشاهدها من لم يرها مثل الفيلم البلجيكي «الطفل» وفيلم «الجنة الآن» للمخرج «هاني أبوأسعد»، وفيلم «المنطقة الخضراء» للمخرج «بول جرنيجراس»، وفيلم «بداية ونهاية» المكسيلي للمخرج «آرتورو ريستون» رئيس لجنة التحكيم، وكلها أفلام تعرض في إطار تكريمات لأشخاص أو جهات إنتاج.

وكل عام والقاهرة ومهرجانها بخير.

روز اليوسف اليومية في

28/11/2010

 

الكبت الجنسي والفساد.عنوان السينما المصرية في مهرجان القاهرة

القاهرة- دار الإعلام العربية  

تمتلك السينما المصرية تاريخا عريقا، حيث تحتفظ ذاكرة الفن السابع بعشرات الأفلام الهامة بإمضاء مخرجين مصريين كبار مثل صلاح أبوسيف ويوسف شاهين.

وعاطف الطيب فضلاً عن نجوم أثروا الشاشة الفضية بأعمال كلاسيكية مثل فاتن حمامة وشادية ومريم فخر الدين، كما كان لهذه السينما تأثير كبير على معظم الفنانين العرب®.ورغم هذا التاريخ العريق للسينما المصرية، إلا أن المشكلة التي كان يواجهها مهرجان القاهرة السينمائية عاما بعد آخر هو عدم وجود فيلم يمثل مصر في المسابقة، وهو الأمر الذي اختفى في دورة هذا العام ـ الدورة الرابعة والثلاثين ـ التي تنطلق في الفترة من 30 نوفمبر حتى العاشر من ديسمبر المقبل، حيث تشارك السينما المصرية في المهرجان بأقسامه المختلفة ب4 أفلام حديثة تعبر عن الاتجاهات المختلفة لهذه السينما العريقة .

شوق روبي

ويأتي فيلم »الشوق« كأحد أهم الأفلام المصرية المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي، كونه الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، والفيلم من تأليف سيد رجب وبطولة روبي وأحمد عزمي وباسم سمرة وسوسن بدر وبسمة ومحمد رمضان وتدور أحداث الفيلم في إطار رومانسي اجتماعي عن قضية الكبت الاجتماعي بكل أشكاله وصورة، خاصة قضية الكبت الجنسي الذي تعاني منه الفتيات والسيدات في مصر والعالم العربي.

والفيلم من إخراج خالد الحجر الذي سبق وشارك في المسابقة الدولية للدورة ال30 لعام 2006 بفيلم »مفيش غير كده« بطولة نبيلة عبيد وسوسن بدر والدورة ال72 لعام 2006 بفيلم »حب البنات« بطولة ليلى علوي وحنان ترك.

دراما نفسية

أما المسابقة الدولية لأفلام الديجيتال، فتقتصر المشاركة المصرية بها على فيلم واحد هو الباب للمخرج محمد عبد الحافظ وبطولة مجموعة من الوجوه الجديدة، والبطل في هذا الفيلم هو موضوعه وليس ممثلوه فهو دراما نفسية تحكي قصة أشرف كمال وهو شاب مصري مرّ بطفولة مؤلمة وحياة فقيرة وتأتي له الفرصة ليعيش مع ابن عمه حسام وهو مهندس يعيش في رغد، فيحاول أن يعدل مسار حياته ويتخلص من معاناته النفسية والاجتماعية.

وخلال إقامته في شقة ابن عمه حسام يلفت انتباهه بابا يبدو وكأنه سر كبير فيسأل حسام عنه لكنه لا يجيبه، بل ويطلب منه عدم الحديث عنه ويمر الوقت والباب الغامض يستحوذ على تفكير أشرف أكثر وأكثر حتى يتحول تفكيره فيه إلى هوس يتحكم في حياته ويقوده إلى الدمار.

والباب هو أول عمل لمخرجه في مجال الإخراج والإنتاج السينمائي، كما أنه هو أيضا صاحب قصة الفيلم وكاتب السيناريو والحوار بالإضافة إلى قيامه قام بتصويره ومونتاجه، والمثير أن الفيلم استغرق تصويره عاما كاملا بميزانية لا تزيد على 500جنيه مصري فقط.

ميكرفون

وبفيلمي ميكرفون والطريق الدائري، تشارك السينما المصرية في مسابقة الأفلام العربية، والفيلم الأول ميكرفون فاز أخيرا بجائزة التانيت الذهبي للدورة 32 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، وهو قصة وسيناريو وحوار وإخراج أحمد عبد الله وبطولة خالد أبو النجا ويسرا اللوزي وهاني عادل وعاطف يوسف وأحمد مجدي ومعهم ضيفا الشرف منة شلبي والمخرج يسري نصر الله.

أما أحداث الفيلم فتدور حول الشاب المصري خالد الذي يعود إلى الإسكندرية بعد غياب أعوام آملا في العثور مجددا على حبيبته القديمة وراغباً في لم شتات علاقته بوالده، لكنه سرعان ما يكتشف أن عودته هذه متأخرة بعض الشيء فحبيبته على وشك الهجرة.

وتصدع علاقته بوالده يصعب إصلاحها، فينغمس خالد في عالمه الداخلي، ويجوب الإسكندرية ويلتقي بمغنيي الهيب هوب على الأرصفة، وبفتيات يعزفن موسيقى الروك فوق أسطح العمارات القديمة، وبشباب يطلون لوحات الجرافتي الصادمة تحت جنح الظلام على الجدران، فيتحرك مأخوذاً بعالم يكتشفه رويداً رويداً.

وتتبدل حياته ليجد نفسه بين فناني الشارع مستغرقاً في حياتهم التي لم يكن يدري عنها شيئا، وبإمكانياته ومعارفه المحدودة، يحاول خالد المساعدة وإظهار أن للمدينة وجوهاً أخرى لا يعرف كثيرون عنها شيئا وتختلط تفاصيل حياته الخاصة بما يدور حوله من أحداث، وينتظر تغييراً ما يؤمن أنه قادم.

البيان الإماراتية في

28/11/2010

 

'شكاوى الفلاح الفصيح' في مهرجان القاهرة السينمائي

ميدل ايست أونلاين/ القاهرة 

فيلم يناهز عمره 4 عقود يرى النور مجددا بعد ترميمه من قبل مؤسسة سينما العالم.

قرر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الرابعة والثلاثين عرض فيلم "شكاوى الفلاح الفصيح" للراحل شادي عبد السلام، ضمن فعاليات المهرجان بعد أن قامت مؤسسة سينما العالم بترميمه وعرضه في الدورة الماضية لمهرجان "كان" الفرنسي.

وهذه هي المرة الاولى التي يعرض فيها هذا الفيلم بعد ترميمه من قبل مؤسسة سينما العالم التي أسسها المخرج العالمي مارتن سكورسيزي، والتي تستهدف ترميم اهم افلام العالم.

ورممت المؤسسة أيضا فيلم "المومياء" للمخرج المصري الراحل شادي عبد السلام.

وفيلم "شكاوى الفلاح الفصيح" من انتاج مركز الفيلم التجريبي عام 1970 ، وكتب السيناريو شادي عبد السلام وكذلك صمم الملابس والديكور، وقام ببطولة الفيلم الذي يبلغ طوله 20 دقيقة الفنانان احمد مرعي، واحمد حجازي واحمد عنان.

واستند عبد السلام في كتابة السيناريو على بردية عمرها حوالي اربعة الاف عام، ويعتبرها بعض مؤرخي الادب اقدم قصة في التاريخ، حيث تقدم مشكلة اجتماعية ولا علاقة لها بما كان سائدا في هذا العصر من انتشار للقصص الدينية والاساطير.

وتصور حكاية فلاح مصري تسرق منه بضاعته في السوق فيطلب من الحاكم ان يعيد له ما سرق منه، لكن الحاكم يتجاهل مطالبه، فلا يتوقف عن الشكاوى، بل يصبح اكثر الحاحا وصوته اكثر ارتفاعا بالمطالبة بحقه، موضحا خلال ذلك مسؤولية الحاكم وصفات العدل في الحكم، ما يضطر الحاكم الى البحث عن اللصوص واعادة حقه له ويقوم بتدوين القصة.

وفاز الفيلم في عام الانتاج نفسه بالعديد من الجوائز ابرزها جائزة اسد سان مارك الفضية من مهرجان البندقية، وشهادة الاشتراك من مهرجان لندن السينمائي. وفي العام التالي حصل على جائزة العلم الذهبي لمهرجان فالادوليد وجائزة أحسن فيلم من المهرجان المصري القومي للافلام التسجيلية والقصيرة.

ويعتبر مخرج الفيلم الراحل من اهم المخرجين المصريين رغم قلة اعماله، وتميز بكادراته الفنية الجميلة المتأثرة بالمدرسة الايطالية في الفن التشكيلي.

وكتب أيضا سيناريو وأخرج عددا من الافلام التسجيلية هي "افاق"، و"جيوش الشمس"، و"كرسى توت عنخ امون الذهبي"، و"ما قبل الاهرامات"، و"عن رمسيس الثاني"، و"مأساة البيت الكبير" عن اخناتون فرعون التوحيد.

وجهز الراحل سيناريو فيلم روائي طويل عن اخناتون وحمل عنوانه الاسم نفسه، وجهز كل رسومات الديكورات وتصميم الازياء الفرعونية الملائمة للفترة التاريخية، الى جانب خطوط الحركة والتصوير.

وضمن عمله الفني، فقد صمم ديكورات عدد كبير من الافلام التاريخية، حيث كان متخصصا بالتاريخ الفرعوني والاسلامي في السينما العربية والعالمية من ابرزها فيلم "الناصر صلاح الدين" في السينما العربية وفيلم "فرعون" في السينما البولندية.

وولد المخرج عام 1930 في مدينة الاسكندرية، وتوفي بعد صراع طويل مع مرض السرطان عام 1986.

ميدل إيست أ،لاين في

28/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)