حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان دمشق السينمائي الدولي ـ 2010

أقواس وأفكار ..

وجوه حاضرة غائبة.. في المهرجان

دمشق / سمر بغجاتي

لا أنسى ذلك الترقب الذي كنا نشعر به عند دنو موعد مهرجان دمشق السينمائي ولا أنسى تلك الأسئلة التي كنا نسألها لبعضنا البعض: ترى من سيحضر من النجوم.. وترى من ستسنح لنا الفرصة لرؤيته بشكل شخصي من الفنانين؟

أما أهالينا وأصدقاؤهم فكانت أسئلتهم مختلفة وعلى مستوى آخر، مثل: كيف سيكون وقع فيلم محمد (محمد ملص)، وماذا حضر نبيل (نبيل المالح)، وهل سيقدم قيس الزبيدي شيئا جديدا هذا العام.. أم مازال مسافرا؟ ‏

أذكر جيدا كيف كنا عندما نلتقي بأحدهم تسري القشعريرة في أجسادنا ونشعر بالحرج، إذ كيف سنصافح تلك القامات التي يكاد طولها يهيمن على رؤيتنا فنعجز لرهبتها عن الحركة. . تلك المشاعر هي أول ما أذكره عن مهرجان السينما.. وكبرنا وكلنا أمل أن تكبر معنا صالات العرض. . وفعلا افتتحت صالة سينما الشام فتفاءلنا خيراً وقلنا: اليوم سنرى الأفلام بطريقة أفضل. فحضرت الصالة وغابت الأفلام..! ‏

مرت السنون وعملت بالصحافة ولن أنسى السعادة التي غمرتني عندما حضرت افتتاح هذا المهرجان بدعوة خاصة... وأول حوار أجريته مع فنان... وأول صورة تذكارية... لكن تأتي الغصة لتخنقني عندما أتذكر أن كل الأحلام التي راودتنا لم تتحقق حتى الآن. فالمؤسسة العامة للسينما التي كانت تنتج فيلما واحدا أصبحت اليوم تنتج فيلمين.. وعدد من أسماء المخرجين الكبار الذين كنا ننتظر أفلامهم قد غابت ولم نعد نسمع بها أيام المهرجان... والقطاع الخاص الذي بدأ العمل في الإنتاج التلفزيوني واستبشرنا به خيراً عله يبدأ العمل بالإنتاج السينمائي لم يفعل.. ومازلنا نرى ونسمع عن محاولات خجولة ومترددة له في مجال السينما. ‏

لكن يبقى الأهم من كل ذلك أن الألق الذي كان يرافق هذه الاحتفالية قد بهت، وأن تلك الرهبة بلقاء النجوم قد غابت.. أصبحنا عندما نتمشى في أروقة فندق الشام نفتقد الوجوه المألوفة ونرى مكانها وجوها لا نعرفها. ‏

وأصبحنا نسمع عن نجاحات يحققها مخرجونا الكبار خارج أرض سورية الوطن على صفحات الجرائد العربية والعالمية قبل المحلية ... بعد أن كان مثل هذا الحدث يشبع تحليلا ونقدا في صحافتنا المحلية قبل الجميع. ‏

ومنذ أيام، بعد حديثي مع المخرج محمد ملص عن الأسبوع المخصص لأفلامه الروائية والوثائقية في مهرجان السينما العربية الذي أقيم مؤخرا في العاصمة الألمانية برلين، لنشر خبر عن هذا الحدث المهم... تفاءلت خيرا عندما قال في سياق الحديث إنه سيحضر بعض الأفلام المهمة التي ستعرض خلال مهرجان دمشق السينمائي الحالي، وربما من شدة فرحي اعتبرته نوعاً من المصالحة بعد سنوات من القطيعة مع المهرجان. ‏

لكني للأسف علمت أنه ليس هناك أية مصالحة وأن الموقف الذي يتخذه هو وعدد من السينمائيين السوريين الكبار لا علاقة له بالمهرجان تحديدا، بل هو موقف مهني له علاقة بإدارة المؤسسة العامة للسينما. وأن حضور ملص لبعض النشاطات لا يعني أبدا أن موقفه قد تغير. ‏

ويبقى السؤال: إلى متى سيستمر حال السينما السورية على هذا المنوال؟ وإلى متى سننتظر أن تعود تلك الأسماء التي حملت اسم سورية إلى أصقاع الأرض وانتزعت الجوائز في أهم المهرجانات العالمية وفي أصعب الظروف؟ ومتى سيحصد المبدعون السوريون الكبار ثمار تعبهم وجهدهم طوال هذه السنين؟ ‏

سؤال يبدو أننا سنتركه برسم الانتظار... ‏

تشرين السورية في

13/11/2010

 

الناقد السينمائي المغربي عبد الإله الجوهري:

سورية تمتلك كل الإمكانيات لترسيخ صناعة سينمائية حقيقية  

دمشق-سانا : وصف الناقد السينمائي المغربي عبد الإله الجوهري مهرجان دمشق السينمائي الدولي بالعريق وقال إن التطور واضح على المهرجان ولاسيما تنوع الحضور وغنى الندوات وقوة الأفلام المشاركة مشيراً إلى أن مهرجان دمشق منفتح أكثر على تجذير مفاهيم العروبة والوحدة .

وأكد الجوهري الذي يشارك في المهرجان للمرة الثانية في تصريح لوكالة سانا أن السينما السورية تعاني من الإنتاج الضئيل الذي يبلغ بحدود 4 إلى 5 أفلام طويلة سنوياً وعدد أكبر من الأفلام قصيرة لكنه اشار الى جودة السينما السورية التي تراهن على الكيف وليس على الكم مع أن صناعة السينما الحقيقية تتطلب إنتاجاً كبيراً.

وقال إن سورية يمكن أن تدخل في باب الصناعة السينمائية من خلال إنتاج عدد كبير من الأفلام لترسيخ صناعة سينمائية حقيقية وهي تمتلك كل الإمكانيات لذلك من تاريخ عريق وطبيعة متنوعة خلابة فيها البحر والجبل والصحراء وهذا يتطلب استثمار هذه الطبيعة مضيفاً إن للسينما السورية مكانتها والدليل أن اغلب هذه الأفلام تنال جوائز في المهرجانات العربية والدولية.

وتابع الجوهري إن المخرجين السوريين معروفون جداً في المغرب والأفلام السورية نالت عدة جوائز في المهرجانات المغربية فعبد اللطيف عبد الحميد نال جائزة أحسن فيلم في مهرجان الرباط وغسان شميط فاز فيلمه الهوية بجائزة في مهرجان تطوان السينمائي.

وأوضح الناقد المغربي أن النهوض بالسينما يتطلب ربح الجمهور عبر تحقيق مصالحه وذلك بأن يقدم له ما يريد من كل الأنماط السينمائية وقال.. يجب أن يكون هناك تنوع في السينما السورية وهذا ما يجذب الجمهور تماماً مثلما حدث في الدراما السورية التي حققت هذه المعادلة الصعبة من تنوع في الإنتاج واستطاعت أن تغزو السوق العربية ونافست الدراما العربية بشكل كبير.

وفيما يتعلق بالسينما المغربية قال الجوهري إن 90 بالمئة من الدعم الذي يقدم لها يأتي من المركز السينمائي المغربي حيث استطاعت المغرب من خلاله أن تحافظ على استقرار الإنتاج السينمائي المغربي مضيفاً ان المغرب يضمن كل عام إنتاج 15 فيلماً روائياً طويلاً إضافة إلى الأفلام القصيرة وهذا ما يسد ضعف إنتاج القطاع الخاص الذي لا يستثمر الكثير من أمواله في هذا المجال .

وأشار الجوهري إلى أن مشكلة السينما المغربية ليست مشكلة إنتاج وإنما مشكلة صالات العرض وقال.. قبل عشر سنوات كان يملك المغرب 300 صالة عرض أما الآن فلم يتبق منها سوى 70 صالة وهناك مشروع جديد للمركز السينمائي المغربي من أجل بناء 300 قاعة سينمائية وفق ما يسمى مركبات سينمائية.

أما نقطة القوة في السينما المغربية بحسب الجوهري فتتمثل في أن المغرب يقدم تسهيلات للمستثمرين الأجانب وقال ان هذا جعل المغرب يصبح قبلة حقيقية للمخرجين العالميين الكبار فأشهر الأفلام العالمية يتم تصويرها فيه حتى إن هوءلاء المخرجين أصبحوا مطمئنين للعمل مع التقنيين المغاربة وحتى مع مسألة الكومبارس التي أصبحت مهنة بحد ذاتها بفضل ذلك.

وحول السينما العربية بشكل عام أوضح الجوهري أن مستوى السينما العربية متفاوت من دولة لأخرى كما وكيفا وقال.. إن السينما المصرية تراجعت على مستوى الكيف لكنها لم تتراجع على مستوى الكم وهناك دول قادمة بقوة مثل المغرب وصلت على مستوى الكم والكيف وسينما أخرى عريقة مثل سورية وتونس ولكنها ما زالت تراوح مكانها إضافة إلى سينما تحاول الخروج الى الوجود وخاصة في الخليج العربي ولكن أمامها طريق طويل.

ورأى.. إن السينما العربية ما زالت تحتاج للكثير كي تأخذ حضورها في السينما العالمية في مهرجانات عالمية مثل برلين وكان للحصول على جوائز عالمية كبرى .

من جهة أخرى أكد الناقد المغربي أن ولادة مهرجانات جديدة في دول منطقة الخليج العربي والمغرب يمكن أن يولد نهوضا بالسينما وقال.. إن المهرجانات السينمائية العربية تشكل فرصة للاحتكاك والمشاهدة ونشر الثقافة السينمائية بين الجماهير إضافة إلى أن هناك مهرجانات جديدة أصبح لها حضور قوي مثل دبي وابو ظبي ومراكش وتطوان والرباط معتبراً أن المهرجانات تلعب دوراً أساسياً فضلاً عن البعد الإعلامي .

يشار إلى أن عبد الإله الجوهري هو ناقد سينمائي مغربي تعلم مبادئ السينما والصورة داخل حركة الأندية السينمائية المغربية وبدأ مشواره السينمائي كناقد في مجموعة من الجرائد المغربية ثم أصدر عدة كتب نقدية بينها سينما البلدان النامية والسينما المغربية.

وكالة الأنباء السورية في

13/11/2010

 

تظاهرة السينما التركية..

التنوع والغنى والخصوصية في عشرة أفلام 

دمشق-سانا : تعد تظاهرة السينما التركية التي تحل ضيف شرف على مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر من أبرز النشاطات وأدسمها على مستوى التنوع والغنى ويستطيع الجمهور السوري عبرها تكوين نظرة واضحة عن مستوى هذه الخصوصية السينمائية التي دأبت في الفترة الأخيرة على حصد العديد من جوائز أبرز مهرجانات السينما العالمية.

واختارت إدارة مهرجان دمشق السينمائي عشرة أفلام من نبض السينما التركية لتقدمها لعشاق السينما هي ثلاثة قرود مناخات, بانتظار الجنة, بيض,مسافة, والدي وابني, انجذاب في محله, حياة بهيجة, غيوم في شهر آب, الهيفاء ذات الوشاح الأحمر.

وتتعدد موضوعات هذه الأفلام وتتنوع مضامينها بين بيئية واجتماعية وذاتية وعاطفية لتكشف التفاصيل الدقيقة لصورة تركيا بعين مخرجيها الكبار من أمثال محمد إرييلماز ودرويش زعيم ونوري بيلج جيلان وسيغان إيرماك ويلماز غوني وسميح قبلان أوغلو وعاطف يلماز.

وعبر تاريخها الطويل الذي يمتد أكثر من 100 عام مرت السينما التركية بمراحل عدة كانت في بعضها انعكاساً لأوضاع المجتمع ورصداً نقدياً لتحولاته معتمدة على التقليد والتشويق والإثارة مستعينة بالأنماط السينمائية الحديثة في أوروبا وأميركا.

دخلت السينما إلى تركيا منتصف عام 1866 أي بعد فترة قصيرة من أول عرض في باريس على يد الإخوة لوميير وقد استمر عرض المشاهد السينمائية في اسطنبول عام 1908 بعد إنشاء أول دار عرض سينمائية.

وجاءت ولادة السينما التركية بشكل واضح عندما تم تأسيس قسم لشوءون السينما عام 1915 تحت مسمى الجمعية الرسمية للمحاربين القدامى ومهمتها تحفيز المشاعر الوطنية للجيش التركي وتم تصوير العديد من الأفلام السينمائية عن حرب البلقان وتم إنتاج أفلام قصيرة بإدارة المخرج أحمد فهيم عام 1919.

بينما ظهرت السينما الروائية عام 1917 مع فيلمي الجاسوس والضائعة للمخرج سيدات سيمافي ثم توالت الأفلام التي ركزت على تقديم مشكلات ممثلات فزن بمسابقات جمال النساء التي بدأت تعرفها تركيا عام 1924 مثل فريحة توفيق وكريمان خالص آجه.

نقطة التحول للسينما التركية كانت عام 1922 عندما أسس محسن أرطغرول أول شركة إنتاج سينمائية خاصة بعد دراسته لفن السينما في ألمانيا وأنتج أول فيلم باسم قميص من النار للمخرج خالدة أديب أديفار.

وتبلورت السينما الوطنية التركية من خلال تأسيس أول نادٍ للسينما بتركيا عام 1964 حمل عنوان نادي سينما الجامعة حيث برز نشاط جديد في السينما التركية مع ظهور مخرجين جدد مثل متين أركصان وخالد رفيغ وأرتم غوريج ودويغو صاغر أوغلو ونوزاد باسان وممدوح أون.

وقدم هؤلاء أفلاماً دارت حول شجون وهموم المجتمع وحظيت بنجاح واسع فمثلاً فيلم متين أركصان الصيف القاحل عام 1964 يعالج حقائق القرية وحاز جائزة في مهرجان برلين السينمائي ليصبح أول فيلم تركي يقدر بجائزة على الصعيد العالمي.

كما شهد قطاع السينما والسمعي والبصري بعد عام 1980 نهوضاً واضحاً في تركيا مع تغير المعطيات والانفتاح الذي شهده القطاع بحلول عام 1990 وبروز جيل جديد من المخرجين الشباب إلى جانب الجيل الذي يمثل الفترة السابقة.

كما نشطت خلال فترة الثمانينيات السينما التجارية التي تروي القصص العاطفية والتي تركز في معظمها على ابن القرية الأناضولية الذي لا يقبل الضيم وصاحب عزة النفس ويعيش معظم الأبطال في أطراف المدن الكبرى مع حفاظهم على ارتباطهم بالريف التركي وقيمه النبيلة مثل أفلام المطرب التركي الشهير إبراهيم تاتلي سيس وبموازاة ذلك ظهرت أفلام القوة الأسطورية المتخيلة والمتمثلة بالأفلام التي كان يلعب بطولتها جنيد أركان.

ولعل نقاط الضعف في السينما التركية هي ذاتها التي أمدتها بالنجاح مثل عدم وجود التمويل الكبير الذي أجبر المخرجين على التصوير في الأماكن الواقعية والفقيرة وهو ما أعاد السينما التركية إلى قلب الواقع.

ويمكن القول إن السينما التركية حققت لنفسها بصمة وهوية فسابقاً وعند مشاهدة فيلم تركي لم يكن بالإمكان معرفة من الوهلة الأولى أن الفيلم تركي في حين الآن أصبحت هناك بصمة تركية في السينما وتميز من الناحية الفنية والتقنية وأصبحت الأفلام تحصد الجوائز بالمهرجانات السينمائية العالمية كان آخرها فيلم عسل للمخرج سميح كابلان أوغلو الذي نال جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي 2010.

وقبل السنوات الأخيرة لم يكن السينمائيون الأتراك معروفين كثيراً وكانت المعرفة مقتصرة على النجمة محترم نور والمغنية الحسناء وزكي موران أما اليوم وبعد هذه النهضة السينمائية التركية التي تحقق كل عام نحو 100 فيلم فقد برزت أسماء مهمة ليس على المستوى العربي فقط وإنما على المستوى العالمي فقد لمع نجوم السينمائيين يلماز غوناي وتوركاي شوران وعمر كافور وفاتح آكين ونوري بلجي جيلان وغيرهم الكثير.

ولعل الرواج الكبير الذي تشهده السينما التركية خلال السنوات الأخيرة ساهمت فيه عوامل كثيرة من بينها إدراك العديد من المخرجين والمنتجين الأتراك ثراء الموروث القصصي الذي يزخر به مختلف مكونات المجتمع التركي سواء من الناحية الجغرافية أو التاريخية فتركيا تقع بين قارتين أوروبا وآسيا استفادوا منها لتحديد هوية واضحة للسينما التركية وتسويق صورة المجتمع التركي بصورة صحيحة.

وكالة الأنباء السورية في

13/11/2010

 

المغادرون..

رائعة الياباني تاكيتا التي تثير جدلية الموت 

دمشق-سانا : ينطلق فيلم "المغادرون" الياباني الحائز على أوسكار أفضل فيلم أجنبي 2009 من السرد الروائي نحو تقديم الصورة السينمائية التي ترسم دراما الحدث بطريقة حياتية واقعية فالرواية هي صلب الفيلم إلا أنها لا يمكن أن تكتمل إلا بالحلة البصرية المميزة التي رسمها مخرج الفيلم العالمي الكبير يوجيرو تاكيتا.

يروي الفيلم الذي عرض في صالة سينما الشام2 مساء الخميس ضمن البرنامج الرسمي لمهرجان دمشق السينمائي الدولي الثامن عشر قصة عازف تشيللو ياباني يفقد عمله في الأوركسترا فينتقل عن طريق المصادفة للعمل في تكفين ونقل الموتى فيخفي طبيعة عمله عن زوجته ويعيش معاناة ذاتية غاية في الرمزية مع نفسه من خلال علاقته اليومية مع الأموات وملامسته الدائمة لأجسادهم ومواكبته لقصص الموت التي لا تنتهي ولا تقتصر على جنس أو عمر أو لون.

هذه المهنة التي يقوم بها بطل الفيلم دايغو كوباياشي تغير نظرته إلى الحياة وتقدم رسائل متتالية في جدليات الوجود والحياة والموت وتنقل أسلوبية خاصة في تعامل الإنسان مع القضايا الكبرى وقدرة الكائن البشري على خلق الحياة حتى في قضية الموت من خلال هذه الابتسامة التي من الممكن أن ترافق أي قصة موت وهذه الرواية التي يعيشها كل إنسان والتي لا جمالية لها إذا لم تنتهي بزوال الجسد.

يعتمد الفيلم على تقديم المفارقات والنقائض من خلال مسيرة البطل في الفيلم وتنقله من جثة إلى أخرى ومن ثم ترك زوجته له ثم وفاة والدة صديقه وفي النهاية عودة الزوجة ووفاة والده الذي تركه منذ ثلاثين عاماً.

تبلغ الذروة الدرامية في الفيلم حدها الأعلى من خلال قيام البطل بتكفين وإعداد جثة والده حيث لم يتأكد بأنه بالفعل هو أبوه إلا من خلال قيامه بهذه المهنة وملامسته لجثة والده وإحساسه بها وكأنها حية وتعيد ذاكرته إلى ثلاثين عاماً مضت.

إن هذه البوابة التي يحرسها البطل هي البوابة التي تفصل بين الحياة والموت وهي البوابة الوحيدة التي يمكن للإنسان أن يتعرف منها على مفارقات الوجود وعلى مرحلة انتقالية أساسية يمر بها الإنسان وهي النهاية التي لا يشير الفيلم إلى أنها في الحقيقة نهاية أو أنها هي بالفعل بداية لحياة أخرى.

تلعب الموسيقا دور بطولة في الفيلم كون البطل عازف تشيللو حيث تترافق جميع مشاهد الموت مع معزوفات فردية له حتى ان مشاهد الموت تتخللها مشاهد للبطل وهو يعزف على آلته الحميمة أمام النهر فتعلن دائما الموسيقا نموذجاً شعورياً مختلفاً وردة فعل محددة تجاه الصور وتلعب الدور الأساسي في توجيه المتلقي نحو الاندماج في الحدث.

يعتبر مخرج الفيلم يوجيرو تاكيتا من أبرز السينمائيين اليابانيين الذين جعلوا المادة السينمائية اليابانية مادة عالمية متواجدة في كبرى مهرجانات العالم ومن أهم أفلامه فيلمه الكوميدي لا مجلات مصورة بعد اليوم 1986 والذي أثار إعجاباً عاماً في كل المهرجانات التي عرض بها بفضل الكوميديا الراقية التي يقدمها بالإضافة إلى عند استلال السيف الأخير وأونوميجي وصولاً إلى المغادرون الذي لعب بطولته كل من ماساهيرو موتوكي وريوكو هيروسو وتسوتومو يامازاكي.

وكالة الأنباء السورية في

13/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)