العمّ بوني في العاصمة السوريّة، ومعه غادة السمّان، و«كونفوشيوس»،
والخارجون عن القانون، وكوستوريتسا ومارلون براندو... «مهرجان دمشق الدولي
السينمائي» الذي افتتح أمس في «دار الأوبرا» يحمل شيئاً من الحيويّة إلى
الحياة الثقافيّة الفاترة في المدينة. إلى متى يصمد بوجه التظاهرات الضخمة
التي تشهدها المنطقة؟
جرياً على عادته، يضخّ «مهرجان دمشق الدولي السينمائي» حشداً من
الأفلام، في صالات كانت تشكو الخواء طوال العام. في دورته الثامنة عشرة
التي انطلقت أمس، تصل الأفلام المشاركة إلى نحو 220 فيلماً من 45 دولة. لا
يهمّ هنا إن قُدِّمت هذه الأعمال بنسخ رقميّة، أم شُحِنت أشرطتها خصيصاً
للمهرجان. وليس شرطاً أيضاً أن تكون أفلام المسابقة الرسمية غير معروضة في
مهرجانات أخرى، طالما أن صفة الحدث الدولية، غير معترف بها حتى الساعة.
باختصار، يواجه المهرجان الدمشقي، مأزق منافسة المهرجانات العربيّة الأخرى
له، لجهة الميزانيات الضخمة، ما يقوده إلى إعلان صبغة «ثقافية أولاً»،
باعتبارها ميزة غير متوافرة لدى بعض المنافسين.
عروض الأفلام انطلقت أمس إذاً في «دار الأوبرا» (راجع الإطار أدناه)،
مع الفيلم التركي «عسل» للسينمائي سميح قبلان أوغلو
Semih Kaplanoğlu (الدب الذهبي في «مهرجان برلين» الأخير). حتّى 13
تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، ستتوالى الأفلام موزّعة على تظاهرات عدّة،
في برنامج لا يخلو من الإشارات السياسية، خصوصاً أن تركيا هي «ضيفة شرف».
في «عسل» يستكمل قبلان أوغلو ثلاثية يوسف التي افتتحها بفيلم «بيض» (2007)،
ثم «حليب» (2008). يقتفي المخرج حياة عائلة من شمال الأناضول، تعمل في
تربية النحل، من خلال سيرة طفل انطوائي يجد نفسه وحيداً في رحلة وسط
الغابات.
في المسابقة الرسميّة، حضور آسيوي ملفت. فإلى جانب الفيلم الصيني «كونفوشيوس»
للسينمائية هو مي، والإيراني «يرجى عدم الإزعاج» لمحسن عبد الوهاب، والتركي
«كوزموس» لريها إيردم، سيشهد حفل الختام عرضاً لتحفة المخرج التايلندي
أبيشاتبونغ ويراسيتاكول «العم بوني يتذكّر حيواته السابقة» (السعفة الذهبية
في «مهرجان كان» الأخير).
أما البلد المضيف، فيحضر في المسابقة الرسميّة بفيلمين. «حرّاس الصمت»
لسمير ذكرى (إنتاج المؤسسة العامة للسينما)، وهو مأخوذ عن رواية غادة
السمّان «الرواية المستحيلة: فسيفساء دمشقية» في أول اقتباس سينمائي لأعمال
الروائية السورية المعروفة. العمل تخيّم عليه السيرة الذاتية، إذ يستعيد
حكاية كاتبة متمرّدة تخترق المحرمات في دمشق الخمسينيات عبر أصوات متعددة.
أما الشريط الثاني فهو «مطر أيلول» لعبد اللطيف عبد الحميد (إنتاج ريل
فيلمز)، وهو كوميديا عن أعراض حب لا شفاء منه، تصيب عائلة كاملة، وتنتهي
بشجن مفاجئ... لا شكّ أن المنافسة سوف تكون قوية بين فيلمي المسابقة، فمن
المتوقع أن يحظى أحدهما بجائزة رئيسية من جوائز المهرجان: إنّها هدية لجنة
التحكيم للدولة المُضيفة، كما جرت العادة (!).
وفي حين يغيب لبنان وفلسطين والعراق عن مسابقة الأفلام الطويلة، تحضر
مصر بفيلم متواضع هو «الوتر» لمجدي الهواري. خلطة مصرية عن مقتل موزّع
موسيقي، واتهام عازفة كمان بالجريمة. الحضور الخليجي، يتمثّل بفيلمي «ثوب
الشمس» للإماراتي سعيد سالمين المري، و«عقارب الساعة» للقطري خليفة
المريخي. يعالج الأول مشكلات العنوسة ومعاناة المرأة في الخليج، ويستدعي
الثاني أسطورة محلية من حقبة الثلاثينيات... فيما يطرح الفيلم التونسي «آخر
ديسمبر» لمعز كمون، العلاقة الملتبسة بين الريف والمدينة من جهة، والعلاقة
مع الآخر من جهة ثانية. ولعل شريط الجزائري رشيد بوشارب «خارجون عن
القانون»، سيكون أكثر هذه الأفلام إثارة للجدل.
فيلمان سوريّان في المسابقة: «حرّاس الصمت» (سمير ذكرى) و«مطر أيلول» (عبد
اللطيف عبد الحميد)
أمام لجنة التحكيم التي يرأسها السينمائي الروسي الشهير فلاديمير
مينشوف، أفلام أخرى، أبرزها «إذا أردتُ التصفير، سأفعل» لفلورين سيرنان
(رومانيا)، و«حياتنا» لدانييل لوشيتي (ايطاليا)، و«كيف أمضيت هذا الصيف»
لأليكسي بوبوغريسكي (روسيا)، و«لا تتخلَّ عنّي» لمارك رومانك (الولايات
المتحدة). وبعيداً عن الاحداث (شبه) الراهنة، فإن هواة السينما على موعد مع
تظاهرات بالجملة: أفلام السينمائي الفرنسي الراحل إيريك رومير، والأميركيين
أورسون ويلز ودايفيد لينش، والبولوني رومان بولانسكي، والبريطاني ريدلي
سكوت، والبوسني إمير كوستوريتسا، إضافةً إلى النجم الاميركي الراحل مارلون
براندو...
لكنّ أهم هذه المواعيد ستكون «تظاهرة البرنامج الرسمي»، وعلى
روزنامتها 20 فيلماً حازت جميعها على جوائز عالمية رفيعة، إضافةً إلى أحدث
أعمال كبار المخرجين العالميين. هكذا سيشاهد الجمهور السوري جديد السينمائي
التركي الألماني فاتح أكين
Soul Kitchen،
و«عام آخر» للسينمائي البريطاني مايك لي، وBiutiful (جميل) للمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليز
إيناريتو، وآخرين... كما تتنافس مجموعة كبيرة من الأفلام في المسابقة
الدولية للأفلام القصيرة. ونلاحظ حضور سوري كثيف لأسماء تقف وراء الكاميرا
للمرة الأولى، منها نيفين الحرك في «الفصول الأربعة»، وعبد الله الأصيل في
«الاعتراف»، ورياض مقدسي في «أنفلونزا»، ونائل تركماني في «الجوانية»،
وإياس جعفر في «شطرنج»...
الأخبار اللبنانية في
08/11/2010
ارتفع الستار... فليبدأ الجدل!
أنس زرزر
حفلة افتتاح «مهرجان دمشق الدولي السينمائي» التي وقّعها المخرج جهاد
مفلح مع فرقة «إنانا»، لم تخفّف حدّة السجالات الدائرة في كواليسه. مساء
أمس، كرّم المنظمون المخرج مأمون البني، والممثل سلوم حداد والناقدة ديانا
جبور من سوريا، والممثلة الإيطالية أنا بونايوتو، والممثل المصري حسن يوسف،
ومن الكويت الإعلامي والمنتج الفني محمد السنعوسي الذي ساهم بإنتاج فيلم
«الرسالة» للراحل مصطفى العقاد، ونجمة السينما التركية توركان شوراي...
وكان أبرز المكرمين السينمائي الروسي فلاديمير مينشوف صاحب أوسكار أفضل
فيلم أجنبي عن شريطه «موسكو لا تؤمن بالدموع» (1979). وفي هذه الأجواء، سمع
المنظمون أصواتاً تعترض على استقبال الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي بصفة ضيف
شرف. لكنّ مدير المهرجان، والمدير العام لـ«المؤسسة العامة للسينما» محمد
الأحمد، أشار إلى أنّ استضافة المغنية اللبنانية، تهدف إلى «منافسة
المهرجانات السينمائية الأخرى»، وتنبأ بأن المعترضين أنفسهم سيحاولون
التقاط صور تذكارية مع صاحبة «بوس الواوا».
135 مليون ليرة سوريّة : الميزانيّة السنويّة للإنتاج السينمائي
قد يكون من المبكّر تكهّن الأفلام التي ستحتل صدارة السباق، إلا أنّ
من المتوقّع أن يتوقف بعضهم بالنقد السلبي أمام اشتراك الكاتب مدير «الهيئة
العامة للكتاب» محمود عبد الواحد، في لجنة التحكيم، باعتباره غير مرتبط
مباشرة بعالم السينما. وكان المنظّمون قد استحدثوا العام الماضي، جائزةً
لأفضل فيلم عربي. وعدّت هذه الإضافة محاولة لحفظ ماء الوجه، نظراً إلى
الفوارق الكبيرة في المستوى الفني والشروط الإنتاجية في السينما العالمية،
والشكل المتواضع الذي تظهر به السينما المحلية والعربية.
في حديث لـ«الأخبار»، لفت محمد الأحمد إلى أنّ «الحكومة السورية،
بعدما بات مهرجان دمشق السينمائي سنوياً، ضاعفت الميزانية المخصصة للإنتاج
السينمائي إلى 135 مليون ليرة سورية». وأوضح أن هناك 5 أفلام روائية
ستنتجها المؤسسة العام المقبل، وهي «الشراع والعاصفة» لغسان شميط عن رواية
لحنا مينه، ومشاريع لعبد اللطيف عبد الحميد، وجود سعيد، وواحة الراهب في
فيلم «هوى» عن رواية لهيفاء بيطار، إضافةً إلى شريط بعنوان «إلى الأبد...
ويوم» لريمون بطرس عن رواية لعادل محمود.
وكان الأحمد قد تطرّق في المؤتمر الصحافي الذي أعلن عن برنامج
المهرجان، إلى جملة من السجالات التي جمعته بسينمائيين سوريين، في مقدّمهم
محمد ملص، وأسامة محمد، ونبيل المالح. وقد وصلت الخلافات إلى توقيع
المعارضين على بيان مقاطعة، نشرته بعض المواقع الإلكترونية العام الفائت.
وقال مدير المهرجان: «لو أن مشكلة السينمائيين السوريين معي علمية ومنطقية،
وتتعلق بواقع السينما السورية، لكنت قدّمت استقالتي على الفور».
الأخبار اللبنانية في
08/11/2010
مهرجان دمشق السينمائي يمطر ورداً وإبداعاً
دمشق-أمينة عباس:
أزهرت دمشق مساء أمس كما لم تزهر من قبل على مشارف شتاء، وتزيّنت
بنجومها السوريين والعرب والأجانب فتلألأت سماؤها وتحولت إلى عقد لؤلؤ يضج
بالنور، وأضاءت فرقة إنانا التي افتتحت هذا الفرح فعاليات مهرجان دمشق
السينمائي الثامن عشر فتناثرت حبّات اللؤلؤ من أجساد راقصيها الذين قطفوا
لنا من تاريخ السينما جواهر الأفلام ودررها فاستعارت منها القصص والأبطال
وأعادتها إلى ذاكرتنا لوناً ورقصاً وغناء، فزادت على الإبداع إبداعها.
عرس دمشقي كان في الأمس، ودمشق تستقبل ضيوف مهرجانها، والجميع أصحاب
هذا العرس الذي تعطر فيه الكل بعطر الياسمين الدمشقي.. وفي الأمس التقى
الإبداع والجمال، وهكذا هي السينما في كل العصور.
أما كلمات الافتتاح فكانت المختصر المفيد لأن الكلام في حضرة الفرح
صعب بل محال، فلم يحاضر وزير الثقافة د.رياض عصمت في كلمته الأنيقة
والمختصرة في السينما التي رآها الفن الذي يستطيع أن يستغني عن الكلمات
ليبقى الحضور للفعل الدرامي، ورأى أن المخرج الذي يضع هدفاً تحقيق الجوائز
لا يبقى ذكره طويلاً لأن أكبر جائزة هي محبة الجمهور.
أما محمد الأحمد مدير المهرجان فقد خطّأ كل من يقول إن وظيفة المهرجان
التعريف بأفلام الدولة التي تنظمه فرأى فيه قبل كل شيء عيداً وطنياً للمتعة
الروحية والتواصل بين البشر ومساحة مهمة لإعلاء قيم الحق والجمال، أما
الترحيب الأكبر فكان بتركيا البلد الصديق التي تحلّ ضيف شرف على المهرجان
من خلال أفلامها وقد جمعتنا معها أواصر ثقافية واجتماعية : "ومؤخراً جمعنا
بهم دم طاهر لتسعة أبطال قدموا دماءهم على أبواب غزة".
مساء أمس حضر الحب والعرفان بالجميل لمن أبدع وأعطى من عرقه وجهده
فأغنى مسيرة السينما فقال الجميع لهم شكراً وقد أضأتم شموعكم، فتأثر الحضور
بما أرسلته الكاتبة غادة السمان من كلمات وهي التي أرسلت اعتذاراً عن عدم
حضورها حين كتبت : "طائرة عمري تمر بمطبات أعفيكم عن ذكر تفاصيلها كي لا
أخدش فرحكم وأنا في كل غربة جديدة أتوغل في حب بلدي وأمعن في الشوق
لامبراطورية الياسمين".
في حين عبّر الفنان المصري حسن يوسف في تصريح خاص "للبعث" وهو أحد
المكرّمين عن سعادته التي لا توصف وهو يُكرَّم من قبل مهرجان سينمائي دولي
ورأى أن التكريم جاء في الوقت المناسب، وأشار إلى شديد امتنانه لوزير
الثقافة د.رياض عصمت ولكل من رشحه لأن التكريم برأيه يحمل معنى كبيراً
للفنان الذي يحب أن يشعر أن ما يقدمه يُقدَّر ويُتابع ويُكرَّم عليه إن
أجاد.
أما النجمة سلافة المعمار فتشير إلى أن التكريم في بلد الفنان له طعم
ووقع خاص في قلبه، خاصة وأن المكرِّم مهرجان دمشق السينمائي الذي كُرِّمت
فيه شخصيات كبيرة ومهمة، لذلك تبدو سعادتها لا توصف بتكريمها في هذا
المهرجان العريق.
وترى الناقدة السينمائية ديانا جبور في تكريمها كلمة شكر جميلة
تتلقاها ضمن احتفالية مهمة كمهرجان دمشق السينمائي، خاصة وأن التكريم هو
لجانب إبداعي ليس تحت الأضواء (النقد) وهذا له معانٍ كبيرة.
ويعترف النجم سلّوم حدّاد بعدم قدرته على توصيف معنى التكريم الذي حظي
به في مهرجان دمشق السينمائي وأن كل ما يشعر به هو الفخر الكبير.
كما أكدت النجمة المصرية سمية الخشاب حرصها الشديد على المشاركة في
فعاليات المهرجان وهو الذي يملك تاريخاً كبيراً وحضوراً عربياً هاماً وهو
من أهم المهرجانات العربية، لذلك يحرص كل الفنانين العرب على المشاركة فيه،
وختمت كلامها متمنية وجودها الدائم في هذا المهرجان الهام.
ولا تخفي النجمة اللبنانية ورد الخال عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة
فرحتها الكبيرة لوجودها أولاً في مهرجان عريق كمهرجان دمشق السينمائي،
وثانياً شعورها بالمسؤولية الكبيرة باعتبارها عضو لجنة التحكيم، وبالتالي
ترى أن متعتها مضاعفة من خلال وجودها كممثلة وعضو لجنة تحكيم، وهذا يحدث
معها لأول مرة، لذلك تؤكد أن شعوراً جديداً ينتابها وتعد الجميع أن تكون
على مستوى عالٍ من الضمير المهني والفني في عملها.
وكان النجم مصطفى الخاني حريصاً على عودته إلى سورية ليشارك في هذه
التظاهرة الجميلة، خاصة وأن مهرجان دمشق ذا خصوصية ثقافية كبيرة لما يتضمنه
من تظاهرات سينمائية ومنشورات توزَّع خلاله، وهو خطوة من خطوات كثيرة يجب
أن تواكبه باتجاه دعم السينما السورية.
في حين يشير المخرج التونسي شوقي الماجري في تصريحه "للبعث" إلى أهمية
المهرجانات بشكل عام التي تشكل فرصة حقيقية لمحبي السينما في متابعة كافة
أصناف التجارب السينمائية.
المكرَّمون من سورية:
مأمون محمد خير سري من أوائل الذين استثمروا في مجال السينما وأسس عدة
صالات سينمائية-الناقدة السينمائية ديانا جبور-الفنان سلوم حداد-الفنانة
كاريس بشار-المخرج مأمون البني-الفنانة سلافة المعمار.
المكرّمون العرب:
الفنان حسن يوسف (مصر)-المخرج والمنتج محمد ناصر السنعوسي
(الكويت)-المخرج ناصر خمير (تونس)-الفنانة والمنتجة ماجدة الصباحي (مصر).
المكرّمون الأجانب:
الفنانة آنا بونايتو (إيطاليا)-الفنان فابيو تيستي (إيطاليا)-الفنانة
توركان شوراي (تركيا)-المخرج والممثل فلاديمير مينشوف (روسيا)-الفنانة
شارميلا طاغور (الهند)-المخرج أوتار ايوسلياني (جورجيا).
مخرج حفل الافتتاح جهاد مفلح.
فيلم الافتتاح كان الفيلم التركي "عسل" الحائز على جائزة الدب الذهبي
في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2010 قدّمت الفيلم الممثلة الرئيسية فيه
تولين أوزين.
حضر الافتتاح الذي جرى في دار الأسد للثقافة والفنون الدكتورة بثينة
شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور سعد الله
آغة القلعة وزير السياحة والدكتور محسن
البعث السورية في
08/11/2010
النجمة الهندية شارميلا طاغور:
سورية بلد التاريخ والحضارة والسينما العربية تحمل الكثير
من الأفلام الجيدة
دمشق-سانا : قالت الفنانة الهندية الشهيرة شارميلا طاغور إن سورية بلد
التاريخ والحضارة وأنا سعيدة بمشاركتي في مهرجان دمشق السينمائي لكونه يجمع
عدداً كبيراً من السينمائيين حول العالم ولأنه يقام في مدينة عريقة وقديمة
هي دمشق.
وأضافت طاغور خلال مؤتمر صحفي عقدته صباح أمس في قاعة الغوطة بفندق
الشام.. إن السينما العربية تحمل الكثير من الأفلام الجيدة التي شاركت في
مهرجانات سينمائية عربية إضافة إلى مهرجان أوسيان السينمائي الذي يقام في
الهند ويعرض أفلاما عربية وإفريقية ذات مستوى جيد موضحة أن السينما الجيدة
مهما كانت جنسيتها تلغي الزمن والحدود بين البشر.
وأوضحت طاغور أن السينما الهندية تتشابه مع السينما العربية في توجهها
نحو المشاهد المحلي فالعرب يحبون لغتهم وأفلامهم مثل الشعب الهندي تماماً.
وقالت إن الهند بلد استقى من الكثير من الثقافات وتفاعل معها وتأثر
وأثر فيها ومن بينها الثقافة العربية ولاسيما من خلال طريق الحرير مضيفة
اننا عندما نريد إنتاج فيلم هندي يجب أن يكون الموضوع محلياً وحضارياً مع
التقليل والتخفيف من التأثيرات الغربية لكي يلاقي النجاح.
وصنفت طاغور السينما إما سيئة وإما جيدة ووصفتها بأنها تأريخ للزمن
وبهذا فإنه لا يمكن المقارنة بين سينما الماضي وسينما الحاضر وقالت.. إن
لغة الأفلام الهندية القديمة كانت أفضل وتحمل الكثير من الرصانة وفيها عرض
أكثر للحياة الريفية بينما سينما اليوم هي أقرب إلى الرسائل القصيرة فتقلصت
المخيلة وطغت الحياة المدنية المعاصرة.
ورأت النجمة الهندية أن البنية المجتمعية تتبدل وتتغير ليس في الهند
فقط وإنما في العالم كله وهذا ما ينطبق على السينما وقالت.. رغم أن الجيل
الجديد من الممثلين يلبسون ألبسة غربية إلا أنهم مازالوا يحملون في دواخلهم
القيم الهندية النبيلة والأصيلة.
وتحدثت طاغور عن تجربتها السينمائية التي تزيد على 50 عاماً اشتغلت
خلالها أعمالاً فنية مع كبار الممثلين والمخرجين في الهند وقالت.. إن
الفرصة كانت مهيأة لي لأعمل مع ممثلين ومخرجين أفلاماً شكلت أساساً لحياتي
الفنية من بينها ثلاثية أنشودة الطريق للمخرج ساتياجيت راي الذي يعد واحداً
من عشرين فيلماً في العالم وهو أحد الأفلام التي قدمتني بطريقة صحيحة
للجمهور حول العالم.
وكشفت طاغور عن أنها انتهت مؤخراً من أداء دورها في فيلم هندي مشغول
بواقعية يتحدث عن حياة الهنود الذين هاجروا إلى المغترب.
يشار إلى أن الفنانة شارميلا طاغور بدأت التمثيل مبكراً في سن الرابعة
عشرة وتعاونت مع المخرج الشهير ساتياجيت راي ثم تلقت العديد من العروض
للعمل في بوليوود وسجلت أول ظهور لها في سينما بوليوود بفيلم كشمير كي كالي
1964 أمام النجم المعروف شامي كابور ثم تعاونت معه مرة أخرى عام 1967 بفيلم
أمسية في باريس.
فازت طاغور لأول مرة بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في أرادهانا وحصلت
على فرصة للتعاون مع المخرجة ميرا نائير لأداء دور البطولة في فيلم خلطة
الميسيسيبي 1991 وفي عام 2009 لعبت دوراً مهماً في فيلم المخرج والكاتب
ناغيش كوكونور 8 ضرب 10 وفيلم سامنتار إخراج تسفير وأمول باليكار.
كما ترأست النجمة شارميلا وهي حفيدة حفيد شاعر الهند رابيندراناث
طاغور مجلس الرقابة السينمائية في الهند وكانت سفيرة النوايا الحسنة لدى
اليونيسف ونالت عام 1997 جائزة الإنجاز مدى الحياة تقديراً لأعمالها
السينمائية المتميزة.
وكالة الأنباء
السورية في
08/11/2010
بحفــل افتتــاح مميـــز..
مهرجـان دمشــق السينمائي يوقـد شــعلته الـ 18
انطلقت مساء أمس في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق فعاليات الدورة
الثامنة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي بمشاركة 46 دولة عربية وأجنبية
وحضور أكثر من 160 شخصية سينمائية عربية وعالمية.وقال الدكتور رياض عصمت
وزير الثقافة في كلمته خلال حفل الافتتاح ان السينما ليست فن حوار كما هو
المسرح والتلفزيون وانما هي رواية قصة بالصور وفيها يمكن الاستغناء عن
الكثير من الكلمات.
وأضاف الوزير عصمت ان السينما الناجحة تتطلب قصصا جميلة وأبعادا
درامية تأخذ بالالباب وتتطلب تصوير شخصيات يتوحد معها المشاهد وتدعمها
عناصر المخيلة الواسعة والحرفية العالية ويستطيع المخرج أن يحقق النجاح
ويسير على درب الخلود عندما يتمكن من تحقيق توازن بين الشكل والمضمون
وعندما يحقق استلهاما بأفكاره من الصراعات الواقعية وعندما يزاوج بين
الجمالية والجماهيرية كلاعب أكروبات يسير على حبل مشدود. ورأى وزير
الثقافة أن المخرج الذي يسعى لتحقيق جوائز لا يخلد طويلا لان أكبر جائزة هي
احترام ومحبة الجمهور. من جانبه تحدث محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة
للسينما ومدير المهرجان عن أهمية المهرجان قائلا ان وظيفة المهرجان ليست
تسويق الافلام التي تنتجها الدولة المنظمة أو تشجيع الانتاج السينمائي
المحلي فقط فالمهرجان ساحة مهمة لاعلاء قيم الخير والحق والجمال وهو عيد
وطني للمتعة الروحية والتواصل بين البشر. ورحب الاحمد بالسينما التركية
الحاضرة في المهرجان كضيفة شرف وقال.. ان تاريخا طويلا حافلا يمتد لقرون
عدة جمعنا مع الاصدقاء الاتراك وجمعتنا أواصر كثيرة اجتماعية وثقافية
وسياسية وانسانية.
ثم تم تكريم عدد من السينمائيين السوريين وهم كاريس بشار وسلوم حداد
وسلافة معمار والمخرج مأمون البني والناقدة ديانا جبور وصاحب سينما الدنيا
في دمشق مأمون سري اضافة الى الاديبة غادة السمان التي اعتذرت عن الحضور
بسبب مرضها وبعثت برسالة تعبر فيها عن اعتزازها واشتياقها لبلدها سورية.
ومن الدول العربية تم تكريم الممثل المصري حسن يوسف والممثلة المصرية ماجدة
الصباحي والمخرج التونسي ناصر الخمير والمنتج الكويتي محمد السنعوسي. كما
تم تكريم الممثلة الايطالية انا بونايتو والممثل الايطالي فابيو تيستي
والممثلة الهندية شارميلا طاغور والمخرج الروسي فلاديمير مينشوف والمخرج
الجورجي أوتار أيوسلياني اضافة الى الفنانة التركية الشهيرة توركان شوراي
التي عبرت عن سعادتها العميقة لوجودها في سورية وقالت ان الفنون عامل تقارب
بين الشعوب وتشكل السينما أحد أهم هذه الفنون مضيفة ان هذا التكريم أجمل ما
تم تقديمه لي في حياتي. من جهة أخرى تم خلال الافتتاح تعريف الجمهور بلجان
تحكيم المهرجان حيث يرأس الممثل والمخرج الروسي فلاديمير مينشوف الحائز على
أوسكار أفضل فيلم أجنبي لجنة تحكيم الافلام الطويلة التي تضم في عضويتها
كلا من الباحثة السينمائية الفرنسية نيكول غويمي والكاتب الفرنسي جاك فيسكي
والمخرجة الالمانية هيلما ساندرز برامز والممثلة الرومانية انا ماريا
مارينكا والممثلة الايطالية انا بونايوتو والسينمائي التركي كيريم ايان
المدير الفني لمهرجان اسطنبول السينمائي والمخرجة المصرية ساندرا نشأت
والممثلة اللبنانية ورد الخال والمخرجة التونسية مفيدة التلاتلي والسينمائي
الجزائري محمد بن قطاف والمخرج السوري نجدت اسماعيل أنزور والكاتب السوري
محمود عبد الواحد. ثم تم تقديم لجنة تحكيم الافلام القصيرة ويرأسها المخرج
السوري ريمون بطرس وتضم في عضويتها كلا من الباحث والناقد البلجيكي
أوليفييه جيكار والفرنسية اليس كيروبي والدنماركية بيرنيلي سكايدز غارد
والممثلة الايطالية مارتسيا تيديشي.كما تم تقديم لجنة تحكيم الافلام
العربية برئاسة الممثل والمخرج السوري أسعد فضة وتضم في عضويتها كلا من
الممثلة السورية نادين خوري والمخرج المصري منير راضي والممثل اللبناني
احسان صادق والممثلة المغربية نجاة الوافي والممثلة الليبية زهرة مصباح.
ثم تم عرض الفيلم التركي عسل للمخرج سميح كابلانوغلو الحائز على جائزة الدب
الذهبي في مهرجان برلين السينمائي. ويروي الفيلم قصة الطفل يوسف بورا
التاس ذي الاعوام الستة الذي بدأ لتوه بالذهاب الى المدرسة حيث يشعر بالخجل
من زملائه في الصف بسبب الفأفأة التي يعاني منها أثناء النطق ولان بعض
التلاميذ يسخرون منه عندما يجد صعوبة في القراءة أمام الجميع. وتضطر زهرة
تولين أوزين والدة يوسف أن تعمل في احدى مزارع الشاي كي تعيل أسرتها من جهة
وتستمر في مساعدة ابنها كي يستعيد الرغبة في الكلام من جهة أخرى ولا تقطع
الامل بعودة زوجها سالما من كل مكروه. وكانت فرقة انانا السورية للمسرح
الراقص قدمت لوحات راقصة على وقع أغنيات مستمدة من وحي أفلام مهمة من
السينما السورية والاجنبية بينها منزل الخناجر الطائرة و الرقص مع الذئاب و
صلاح الدين و زمن الغجر و تاتانيك و صعود المطر وسيلينا .ويحكي العرض
الفني الذي حمل عنوان كوكتيل حكاية الحلم الذي تشكل في غرفة الة العرض
السينمائي في أقدم سينما بدمشق والذي ولد عند ابن عامل السينما نجم لتكتمل
السماء بحكاية حلم تشابه الكثير من حكايات الاحلام في البلدان الاخرى. حضر
الافتتاح الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة
الجمهورية والدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة والدكتور محسن بلال
وزير الاعلام والدكتور تامر الحجة وزير الادارة المحلية والدكتور فيصل
المقداد نائب وزير الخارجية وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والدولي وعدد
من المسؤولين في الدولة والجبهة الوطنية التقدمية والفنانين وحشد من
المهتمين بالفن السابع. يشار الى أن عشاق السينما سيكونون خلال أيام
المهرجان على موعد مع 14 تظاهرة سينمائية هي تظاهرة البرنامج الرسمي وتضم
20 فيلما نالت جوائز رفيعة في مهرجانات عالمية وتظاهرة سوق الفيلم الدولي
وتضم 29 فيلما من الافلام الحديثة المنتجة التي حققت ايرادات ضخمة في
شبابيك التذاكر العالمية اضافة الى تظاهرة المخرج الفرنسي ايرك رومر التي
تضم 13 فيلما وتظاهرة المخرج الاميركي أورسون ويلز وتضم 9 أفلام وتظاهرة
المخرج البولوني رومان بولانسكي وتضم 13 فيلما وتظاهرة المخرج البريطاني
ريدلي سكوت وتضم 14 فيلما وتظاهرة المخرج الاميركي ديفيد لينش وتضم 9 أفلام
وتظاهرة المخرج البوسني أمير كوستاريتسا وتضم 9 أفلام. كما سيحظى الجمهور
بمشاهدة تظاهرة درر السينما الثمينة التي درجت ادارة المهرجان على تنظيمها
بشكل سنوي وتضم 11 فيلما وتظاهرة انتاجات المؤسسة العامة للسينما التي تحرص
الادارة على عرضها للتعرف عليها من قبل ضيوف المهرجان اضافة الى تظاهرة
السينما التركية التي يحتفي بها المهرجان كضيف شرف وتضم 10 أفلام فضلا عن
تظاهرة النجم مارلو براندو وتضم 23 فيلما وتظاهرة النجمة الشهيرة ساندرا
بولوك بمناسبة فوزها بجائزة ممثلي نقابة السينما في لوس أنجلوس كأفضل ممثلة
عن دورها في فيلم الجانب المظلم وتضم 19 فيلما الى جانب تظاهرة السينما
الدنماركية التي تضم 9 أفلام بهدف تعريف الجمهور السوري على خصوصية هذه
السينما ومدى تطورها.
وكالة الأنباء
السورية في
08/11/2010 |