حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الدوحة ـ ترابيكا السينمائي ـ 2010

ثقافات / سينما

راغب علامة في إختتام مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي

حاوي المصري ينال جائزة أحسن فيلم

عبير جابر

اختتم مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي مساء اليوم فعاليات دورته الثانية، بإعلان الفائزين في فئاته المختلفة. فنال فيلم المخرج المصري إبراهيم البطوط "حاوي" جائزة أحسن فيلم في المهرجان، ونال فيلم "تيتا ألف مرة" جائزة أفضل فيلم وثائقي، بينما نال فيلم "طالب الصف الأول" جائزة أفضل فيلم روائي. أما جائزة أفضل فيلم عربي قصير فكانت من نصيب فيلم "خبرني يا طير"، وأفضل مخرج جوزيف فارس عن فيلمه "مرجلة". وعن فئة أفلام الدقيقة الواحدة فاز فيلما "أيبود مان" و"ماضي جدي في عيوني".

 عبير جابر من الدوحة: كما بدأ باحتفالية شدت الأبصار، إختتم مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي الثاني مساء أمس بحفل مميز، تخلله إعلان أسماء الفائزين في فئات مسابقاته، وتقديم الدروع الرمزية من المهرجان. وجرى خلال الحفل الختامي منح الفنان المصري عادل إمام جائزة تكريمية عن مجمل ما حققه خلال حياته الفنية الطويلة من إنجازات في مجال السينما، وذلك بعد الأمسية التكريمية التي أقيمت له مساء الجمعة وتخللها عرض فيلمين من أبرز أفلامه.

سجادة حمراء وحفل حاشد

تقاطر المعجبون الى القرية الثقافية "كتارا"، حيث كانت تجري فعاليات المهرجان السينمائي، والكل يطمع في صورة مع ممثله المفضل أو توقيع على أوتوغراف. لكن اللافت كان أن عدداً من ضيوف المهرجان خاصة من النجوم الأجاني كانوا قد غادروا لارتباطهم بأعمال أخرى خارج قطر. لكن هذا لم يمنع أن الحضور وقف لقرابة الساعتين على ضفاف السجادة الحمراء يرحب بالنجوم الحاضرين. وحظي بعض النجوم بترحيب لافت ومنهم كان النجم روبرت دي نيرو الذي أمضى وقتا طويلا بتنقل بين الجمهور.

أفضل فيلم وثائقي

انطلق الحفل الذي قدمه الممثل الأميركي المصري أحمد أحمد، وتخلله عرض لمختلف النشاطات التي تضمنها المهرجان السينمائي هذا العام. ثم أعلنت النتائج ففاز فيلم "تيتا ألف مرة" للمخرج اللبناني محمود قعبور بجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي في المهرجان، وقيمتها مئة ألف دولار أميركي، وذلك من بين 10 أفلام وثائقية تنافست في المهرجان.

الفيلم من انتاج إماراتي قطري لبناني، وعرض في المهرجان لأول مرة عالمياً. وهو يروي قصة جدة قعبور اللبنانية ذات العزيمة القوية، ومحاولات حفيدها السينمائية الشجاعة لتسجيل وتوثيق الجوانب المختلفة التي عاصرتها والتجارب التي مرّت بها في حياتها والتي سيطويها الزمن إلى الأبد بوفاة الجدة.

"تيتا" قعبورهي جدة وربة أسرة ذكية ذات شخصية قوية ومسيطرة من أحياء بيروت القديمة، بلغت الثالثة والثمانين من عمرها وباتت هي تعاني مؤخراً من الفراغ والهدوء في حياتها بعد أن كان بيتها مفعما بالحياة وبعد أن قامت بتربية أولادها وأحفادها فيه. تقضي تيتا معظم أيامها في تدخين الأرجيلة وشرب القهوة على الشرفة الفارغة، مسترجعة أعمق ذكرياتها مع زوجها عازف الكمان الراحل، ولا تنفكّ تكرر أنها جاهزة وراغبة باللحاق به. وكونه حفيد جدته المفضّل والحامل لاسم جدّه الكامل، كان المخرج محمود أيضاً مشغولاً  لسنوات بذكرى جده، وجاء فيلم "تيتا، ألف مرة" ليجمع الجد مع الجدة والحفيد في فيلم وثائقي يعكس أجواء الواقعية السحرية العابثة في محاولة لتحدي موت  الجد والموت القادم للجدة.

أفضل فيلم روائي

نال فيلم "طالب الصف الأول" لجاستن تشادويك جائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي في المهرجان، وقيمتها مئة ألف دولار، من بين 41 فيلماً ضمن هذه الفئة. وهذا الفيلم هو فيلم ختام المهرجان أيضاً، وعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط مساء أمس.

يروي الفيلم قصة مثيرة لمزارعٍ في الرابعة والثمانين من عمره من إحدى القرى الكينية، وهو أحد الثوار السابقين من قبيلة ماو ماو، يحاول الالتحاق بمدرسة محلية ليتعلم القراءة. ويستعرض الفيلم محاولات المزارع للحصول على العلم الذي حرم منه، وفي الوقت نفسه، يعكس صورة جيل كامل نجح في تغيير صورة قارة أفريقيا الاستعمارية من خلال نضاله من أجل الحرية. يستخدم الفيلم أسلوب الارتجاع الفني ليمنح المشاهد فرصة رؤية الصعوبات الجمة التي واجهت هذا الرجل في شبابه عندما كان جندياً يحارب الاستعمار، ثم يربط هذه المشاهد ببراعة مع نضال المزارع العجوز من أجل الالتحاق بالمدرسة في هذه المرحلة المتأخرة من حياته. إن العاطفة القوية التي أظهرها المخرج جاستن تشادويك في هذا الفيلم لا تتمثل في عودة هذا الرجل إلى المدرسة، وإنما في سعيه لاستعادة كرامته. يتميز الفيلم بأداء استثنائي من قبل بطليه أوليفر ليتوندو وناومي هاريس.

أفضل فيلم عربي قصير

تنافست على جائزة أفضل فيلم عربي قصير وقيمتها مئة ألف دولار، تسع أفلام، لكن الجائزة كانت من نصيب المخرج سروار زركلي عن فيلمه "خبرني يا طير". اسم الفيلم مستوحى من اسم برنامج يعرض على التلفزيون السوري وهو يحاول الجمع بين المفقودين وأهاليهم والعكس. ويحاول الفيلم الجمع بين ما يجري في البرنامج والواقع. الفيلم مدته 16 دقيقة وهو انتاج سوري. قام بأدوار البطولة فيه نيفين غزار الدين وحمد باسيم آل خليف وشهد مسك وباسيم سامي آل خليف.

أفضل مخرج

نال المخرج اللبناني السويدي جوزيف فارس جائزة أفضل مخرج في المهرجان عن فيلم "مرجلة" (بولز). وفارس من مواليد لبنان عام 1977، انتقل مع عائلته إلى السويد عندما كان في العاشرة من عمره. بدأ بإخراج أفلامه الخاصة عندما بلغ الخامسة عشرة، ثم درس في وقت لاحق في المدرسة الوطنية للسينما. أحدث الفيلم الأول لجوزيف فارس "جالا!جالا!" ضجة كبيرة، وكذلك فيلمه الثاني "كوبس"، كما نال فيلمه الروائي الثالث "زوزو" جائزة المجلس الشمالي عن أفضل فيلم شمالي.

يقوم جان فارس (والد المخرج) بدور البطولة في هذا الفيلم. حيث تدور أحداث القصة حول الحياة العائلية للمهاجرين من الشرق الأوسط في الدول الاسكندينافية، وذلك في قالب تغلب عليه الكوميديا الخفيفة. يلعب جان دور عزيز الرجل الاجتماعي الأرمل الباحث عن الحب بمساعدة زملائه في محل الدراجات، بينما ينتظر في نفس الوقت أن يصبح جدّاُ كما وعده ابنه. لا يدرك عزيز أن ابنه وزوجته غير قادرين على الإنجاب بشكل طبيعي، ولذلك فقد أوهماه بأن الزوجة حامل بينما يخططان في الحقيقة لتبني طفل. باستثناء بعض الشخصيات الأخرى التي أضفت نوعاً من الفكاهة على العمل ومنها يورغن، زميل عزيز في العمل الذي يلعب دوره توركل بيترسون، فإن الفيلم يحمل بصمات آل فارس المخرج والأب بالكامل. فتظهر علاقتمها الأسرية الطيبة في الواقع أكثر تألقاً وإشراقاً على الشاشة.

أفضل فيلم

ذهبت جائزة أفضل فيلم في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي الى المخرج المصري إبراهيم البطوط عن فيلمه "حاوي".

جرى تصوير فيلم "حاوي" في مدينة الإسكندرية المصرية، وهي المدينة التي تخفي أكثر مما تكشف. ويروي الفيلم قصة فادي ويوسف وإبراهيم زملاء الزنزانة الواحدة منذ اكثر من 20

عاماً. ويخرج يوسف (40 عاماً) من السجن بعد خمس سنوات ليسلم وثائق أخفاها لفترة طويلة. كما يعود ابراهيم (46 عاماً) إلى الاسكندرية بعد غياب طال أكثر من 20 عاماً ليلقى ابنته آية (20 عاماً) التي لم يرها أبداً. أما الموسيقي فادي (60 عاما) فيشكل فرقة سرية تسمى "مسار إجباري" وهي التي كتبت أغنية "حاوي".

يكتشف الخيّال البسيط جعفر أن حصانه سيموت خلال شهر ويعمل كل ما بوسعه من أجل التخفيف عن رفيقه القديم الذي شاطره حياته وساعده فيها. يأخذ جعفر حصانه إلى البحر آملاً في أن تعالجه ماء البحر ويسير به في شوارع الإسكندرية في النهار والليل، ثم يعيده إلى المنزل لينام بجانبه في غرفته الفقيرة ويسمعه بعض الموسيقى.

يتبين أن جعفر هو جار يوسف ومع ذلك فهما لن يلتقيا أبداً. جعفر هو أيضاً أخ حنان وهي راقصة شرقية تعمل في نادِ ليلي يزوره يوسف كل ليلة. وتعلّم حنان آية ابنة ابراهيم الرقص الشرقي. تجتمع جميع الشخصيات في يأسها الذي يشبه البحر الخالد  الكبير في الإسكندرية.

المخرج البطوط من مواليد عام 1963 في مدينة بور سعيد، تخرج من الجامعة الأمريكية في القاهرة وحصل على شهادة في الفيزياء عام 1985. عمل البطوط منذ عام 1987 كمخرج سينمائي، منتج ومصور ينقل  قصصاً عن الخسارة الإنسانية والمعاناة والتشرد. أخرج العديد من الأفلام الوثائقية للكثير من المحطات التلفزيونية العالمية منها قناة ZDF (ألمانيا) وقناة TBS (اليابان) وقناة ARTE (فرنسا). حصدت أعماله الوثائقية جوائز عالمية عديدة منها: جائزة أكسل سبرينغر في ألمانيا (1994 إلى 2000)، وجائزة إيكو الرفيعة من جمعية التسويق المباشر (1996). في نهاية عام 2004 خطا البطوط خطوة إلى عالم الخيال ليصنع فيلمه الروائي الطويل "إيذاكي". حاز فيلمه الثاني بعنوان "عين شمس" على جائزة الثور الذهبي وهي أرفع جائزة في مهرجان تورمينا السينمائي الرابع والخمسين لعام 2008.

أفلام الدقيقة الواحدة

ومنح المهرجان جوائز تشجيعية لفيلمين من أفلام الدقيقة الواحدة، هما "ماضي جدي في عيوني" لنور أحمد يعقوب، وهو يروي قصة فتاة تتخيل العالم الذي نشأ فيه جدها وهو يخبرها عن حياته حين كان لا يزال فتى في ريعان الشباب في قطر. اما الثاني فهو "رجل الأيبود" لأصغر مخرجي المهرجان محمد المالك اباغ من العمر 13 سنة، ويروي الفيلم قصة صبي ممسوس بجهاز الأيبود الخاص به.

والفيلمان هما جزء من مجموعة أفلام ضمن ورش عمل جرت في العام ٢٠٠٩ على يد المخرجين إسكندر قبطي وبين روبنسون، وتجمع ورش العمل هذه بين المبتدئين من صانعي الأفلام الطموحين مع خبراء ومحترفي صناعة الأفلام والسينما. وتُساعد هذه الورش مؤسسة الدوحة للأفلام على اكتشاف المواهب الجديدة.

تكريم عادل إمام

بعد الأمسية التكريمية التي جرت مساء الجمعة وعرض خلالها فيلمي "الإرهاب والكباب" و"حسن ومرقص"، تسلم الفنان المصري عادل إمام خلال حفل ختام المهرجان، جائزة "إنجاز العمر". وقد التقت رئيسة لجنة التحكيم في المهرجان الممثلة المصرية يسرا مع زميلتيها لبلبة ورجاء الجداوي على المسرح للحديث عن تجاربهن التمثيلية مع عادل إمام. فقالت يسرا أنها مثلت 17 فيلماً معه كانت بمثابة جواز سفر الى جمهورها.  اما لبلبة فتحدثت عن علاقة إمام الطيبة بزملائه وفريق العمل، واعتبرت الجداوي أن مسيرتها مع عادل إمام تشعبت لكن أغناها كان من خلال الأعمال المسرحية.

"تجربة جيفوني" لأفلام الأطفال

واستضافت خشبة المسرح عدداً من أعضاء لجنة التحكيم في مشروع "تجربة جيفوني" الهادف لإتاحة الفرصة لتبادل الأفكار والتجارب السينمائية بين الأطفال. وسينضم عدد من الأطفال من الدوحة إلى عدد من الضيوف الدوليين لتشكيل "لجنة تحكيم" لعدد من الأفلام القصيرة التي تم اختيارها بعناية. وقد اختار الأطفال فيلمي "بيتر غرام ستوري" و"ترانزيت".

راغب علامة وسهرة مميزة

انتهت فعاليات المهرجان بأمسية غنائية للمطرب اللبناني راغب علامة بحضور حشد من نجوم المهرجان والجمهور. وقدم علامة خلال الحفل المجاني مقتطفات من الأغاني التي يشتمل عليها ألبومه الجديد "سنين رايحه"  الذي سيصدر مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الأول، حيث سيطلق هذا الألبوم في "بودا بار" في بيروت.

غادر المشاركون الحفل على أمل أن تكون فعاليات العام المقبل من مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي منوعة ومميزة أكثر من هذا العام، مع الإستفادة من كل التجارب التي مر بها المنظمون هذا العام.

إيلاف في

31/10/2010

 

جوليان شنابل: ميرال.. قصة حقيقية تنتصر لحق الطفل الفلسطيني بالحياة والتعليم

كتب: أكرم الكراد

ميرال.. فيلم يحكي قصة أربع نساء فلسطينيات يواجهن معاناة كبيرة في ظل الاحتلال الاسرائيلي وهذه القصة مستوحاة من كتاب للإعلامية الفلسطينية رولا جبريل وكل الأحداث التي كتبت وجرت في الفيلم مبنية على وقائع حقيقية سردتها الكاتبة في سطور كتابها المأخوذ عن قصة حياتها، والغريب في الأمر أن من تصدى لإخراج هذا الفيلم أو هذا الكتاب هو المخرج الأمريكي اليهودي جوليان شنابل وبسببه تعرض للكثير من الإزعاجات والهجوم من قبل يهود اتهموه بالخيانة ولكنه أصر على موقفه ولقب نفسه بأبو مجدي والكثير من الأمور التي يكشفها في هذا الحوار:

·         ما سبب تسمية أبو مجدي التي تفضل أن ينادونك بها؟.

- في الحقيقة إن هذا الاسم له حكاية حصلت معي في فلسطين وذلك عندما كنت أصور فيلم ميرال حيث تعرفت وقتها إلى طفل لطيف وذكي أحببته جداً وكان اسمه مجدي وقد نشأت بيني وبين هذا الطفل علاقة مودة ومحبة لدرجة أن الناس باتوا يلقبونني بأبومجدي تيمناً باهتمامي بهذا الطفل الفلسطيني.

·     لماذا كان التركيز على قصة أربع نساء فقط مع العلم أن القضية الفلسطينية تتضمن الكثير من صور المعاناة والقهر والاضطهاد الاسرائيلي؟

بطبيعة الحال أن الفيلم لن يتضمن كل مشكلات الفلسطينين وما يعانونه في ظل السلطة الاسرائيلية ولكنه يتحدث عن جانب مهم من معاناتهم والمتمثلة في قصة فتاة تتحدث من خلال ذاكرتها التي ما تزال حية لتصف ما عانته وما شاهدته بأم عينها من اساءات وتصرفات غير مقبولة من الجانب الاسرائيلي، ولكن ما نريد التركيز عليه هنا قضية قيام امرأة بمفردها في تعليم 40 طفلا وكيف استطاعت أيضاً بطريقتها الذكية في حماية الأطفال عن طريق تعليمهم وتشجيعهم على الدراسة.

·     لكونك مخرجاً أمريكياً من جذور يهودية ألا يشكل تصديك لفيلم يتحدث عن فلسطين تحدياً كبيراً وربما مأزق تضع نفسك فيه، وما سبب اختيارك لهذا العمل؟.

- في الحقيقة كان الأمر صعباً وتحدياً كبيراً وهذا ما دفعني لعدم الافصاح عن كوني مخرجا يهوديا أمريكيا قبل اخراجي لهذا الفيلم، ولكن الآن من المهم جداً أن أقول ذلك لأني أرغب بالفعل في إظهار أن اليهود الأمريكيين يفكرون بالأطفال الفلسطينين وكيف يعيشون وأني غير راض عن الطريقة التي تتصرف بها اسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني ولذلك أسعى لتغيير هذه النظرة الخاطئة عند العرب بأن الشعب الأمريكي لا يحترم حقوق الانسان الفلسطيني في الحياة والتعليم وفي كل شيء بل أريد أن أؤكد أن هناك تقاربا بين الشعوب كافة مهما كانت دياناتهم.

·         أتقصد أن فيلمك (ميرال) كان كرد فعل ليهودي ضد الأحداث والمجازر التي قامت بها اسرائيل ضد الأطفال والناس في غزة؟.

- في الحقيقة لقد أخرجت هذا الفيلم قبل أن تقع أحداث غزة الأخيرة ولكني زرت غزة بعد أيام من توقف الحرب على غزة وكرد فعل طلبت من الفريق الاسرائيلي أن يتكلم معي باللغة الانكليزية وليس العبرية وبخاصة في الأراضي العربية.

·         هل صحيح أنك قمت بتصوير أجزاء من الفيلم في المسجد الأقصى؟.

- هذا صحيح وقد أعتبر أول مخرج يتحدث في فيلم عن معاناة فلسطينية ويصور المسجد الأقصى، وكما قلت لك إن الفيلم يعكس حالات وأحداثا حقيقية فإني صورت أيضاً بالضفة الغربية وفي يافا ومناطق كثيرة في فلسطين، وأيضاً صورت أحداثا كثيرة في المنزل نفسه التي حصلت فيه أحداث القصة الحقيقية وهو منزل السيدة هدى الحسيني وهي من العائلات الفلسطينية المعروفة في الضفة الغربية وفلسطين عموماً.

·         أكان الأمر بهذه السهولة!.. ألم تتعرض لمضايقات أو صعوبات؟.

بالطبع واجهت صعوبات جمة وبخاصة أن القصة تنتصر للحق الفلسطيني وبالنسبة للتصوير في المسجد الأقصى فإني حصلت على تصاريح الدخول من الجانبين السلطات الاسرائيلية والسلطات الفلسطينية والأردنية المسؤولة عن المسجد الأقصى، كما استعنت بفريق عمل عربي وآخر يهودي لانجاز هذا الفيلم واستخدمت اشخاصاً مدنيين في تجسيد صورة الجنود الاسرائيلين، ومن الصعوبات أيضاً أنه كان من الصعوبة بمكان أن تذهب إلى المنزل نفسه الذي احتضن أحداث الفيلم وأن تعيش هذه الأجواء من جديد وخاصة للكاتبة وللمثلين العرب الذين كانوا من ضمن ممثلي الفيلم.

·         ما الرسالة التي تريد إيصالها من خلال هذا الفيلم، وعمّ تعبر؟.

- أعتقد في البداية أن هناك الكثير من الناس في العالم العربي وفي فلسطين تحديداً يريدون السلام في هذه الأرض ولكنهم لا يستطيعون إيصال صوتهم لبقية العالم وبالتالي أعتقد أن هذا الفيلم استطاع القيام بهذه المهمة نيابة عنهم، ودليل ذلك أن كل الفريق العربي الذي كان عاملاً معي كانوا حريصين لإنجاز الفيلم في المكان الذي وقعت فيه الأحداث وعلى إنجازه بأسرع وقت ممكن.

·         ما نقصده ليس بالرسالة الفنية والإنسانية وإنما الرسالة الخاصة بك والتي أردت إيصالها من خلال هذا الفيلم؟.

ما أردت التركيز عليه وهذا ما أعجبني في الكتاب قبل أن أحوله إلى فيلم سينمائي أنه من خلال التعليم نستطيع أن نصنع السلام، كما أردت أن أُظهر للعالم كيف يعيش الفلسطينيون في داخل فلسطين وكيف يتعلم أطفالهم وهذا ما لا يعرفه أو يراه الكثيرون في العالم الغربي، وأيضاً هناك رسالة شخصية أخرى أحملها متمثلة بأنه يجب أن نكون متسامحين مع بعضنا البعض وأنه ليس هناك أي مبرر لاستعمال العنف وأنه بإمكاننا بناء مجتمع سلمي يتعايش فيه الجميع.

·         والآن هل في أجندتك السينمائية أي أفلام قادمة؟.

- في الوقت الراهن ليس لدي أي فكرة للفيلم القادم ولكني في فترة سابقة قرأت كتاباً للكاتب اللبناني أمين معلوف بعنوان (اليوم الأفريقي) وقد أعجبت بمضمون الكتاب الذي يتحدث عن السلام وكيفية التعايش السلمي بين الجميع تحت خيمة الوطن الواحد وربما أنجز هذا الفيلم لكن إلى الآن ليس هناك شيء واضح.

·         ومن خلال عرض فيلمك في مهرجان ترايبكا الدوحة كيف ترى هذه التجربة؟.

بالنسبة لهذا المهرجان فإني أراه مهرجاناً مميزاً ولافتاً للانتباه ولذلك أقول إن سعادة الشيخة المياسة والشيخ جبر يتمتعان بذكاء كبير ومهم جداً لقيامهما بهذا الجهد الكبير في خلق مهرجان قريباً سيصبح عالمياً، وفكرتهم تحويل الثقافة المحلية إلى ثقافة محورية شاملة لكل أنواع المعارف والعلوم وبالتالي منح الشعب القطري فرصة التعرف على ثقافات الغرب ورجال الفن والثقافة من كل أنحاء العالم، وإنها لفرصة جيدة لأن يُعرض فيلمي في هذا المهرجان لاسيما أنه مخصص لنقل ثقافات الآخرين وأفكارهم للرقي بالإنسانية كما أن فيلم ميرال سيكون فيلم مهرجانات لأني أرغب بالفعل في تخطي الحواجز السياسية وتحقيق السلام من خلال الثقافة.

·         ما الذي أعجبك في الدوحة؟.

- لقد زرت أمس متحف الفن الإسلامي ولا أخفيك أني أُعجبت كثيراً بهذا التنوع الثقافي والفكري الموجود فيه كما لفت انتباهي صحن مكتوب فيه باللغة الهيروغليفية جملة جميلة جداً وهي (بالتعايش يوجد السلام) ومن خلال الرسوم الموجودة في الصحن تكتشف أن ذلك من الممكن أن يتحقق وهذه الرسالة من القرن السابع ولكوني رساما قبل أن أكون مخرجاً فإني أدرك من خلال هذا الرسم أننا نعود في زمننا هذا إلى ما كنا عليه في القرن السابع من خلافات وصراعات وبحث عن السلام وبالنهاية أنا متيقن أننا سنصل إلى نتيجة واحدة وهي كوننا بشرا ولدينا نقاط مشتركة كثيرة وأكثر من نقاط الخلاف فإن السلام والتعايش بين الجميع ممكن الحدوث وهذا ما وصل إليه شعوب القرن السابع.

·         حصلت على جائزة الغولدن كلوب فماذا تعني لك الجوائز وهل تعتبرها دافعاً للإبداع؟.

- في الحقيقة ومن وجهة نظر شخصية لم تعطني أي قيمة اضافية ولا دافعا، وبصراحة عندما فزت بمهرجان كان كنت أعتقد أن هذا الأمر جيد جداً وذلك لأن الناس الذين قيموني هناك هم أشخاص متخصصون ويفهمون معنى السينما وماذا تعني صناعة الأفلام فلجنة التحكيم من المهتمين والمتخصصين من مخرجين وكتاب وهم الذين اختاروني كأفضل مخرج وهذا ليس كالأوسكار، كما إني أحبذ تكريم الجمهور وعلى سبيل المثال عندما عرضت فيلم ميرال بمهرجان قرطاج السينمائي كنت أجلس مع الجمهور لأعرف شعورهم وردود فعلهم على ما يشاهدونه في الفيلم وهذا ما أعتبره أفضل جائزة أتلقاها عن أي عمل أقوم به.

·         ألم تنل جائزة عن عملك بمجال الرسم؟.

- في الحقيقة إنها من تناقضات الحياة حيث إني أمتلك 3000 لوحة تقريباً رسمتها بيدي وقمت بإنجاز 5 أفلام ورغم ذلك لم أكن مرشحاً لنيل جائزة أفضل رسام وإنما عن عملي بالإخراج، ولكني رغم ذلك فإني أحب الرسم اكثر حتى أني عندما فزت بجائزة أحسن مخرج بالغولدن كلوب بمطار كنيدي ورأيت اسمي فائزاً من خلال لوحة الإعلانات فقلت لنفسي من المؤكد أن هناك تدهوراً حصل في المدينة.

الراية القطرية في

31/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)