حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان أبوطبي السينمائي ـ 2010

أبوظبي للثقافة والتراث

عن «وثائقييـْن» ثالثهما «لا تتخل عني»

«دموع غزة» والخيال العلمي الفلسطيني

زياد عبدالله - أبوظبي

فلسطين والفلسطينيون، الداخل والشتات، ومن ثم قطعة من الخيال العلمي الأمر الذي لن ينفصل عن الشأن الفلسطيني أيضاً والذي أصبح يمتلك القدرة على أن يندرج في خانة هذا الخيال، خيال علمي متحقق على الأرض الفلسطينية والشتات، وبما يدفع الى التفكير أحياناً بعجز هذا الخيال عن مواكبة الواقع المعاش الذي أصبح وللمفارقة التاريخية يتخطاه بمئات الأميال.

ما تقدم يأتي من ثلاثة أفلام عرضت أول من أمس، ضمن الدورة الرابعة لمهرجان أبوظبي السينمائي، اثنان منها وثائقيان، هما «مملكة النساء: عين الحلوة» للفلسطينية دانا أبورحمة، والثاني بعنوان «دموع غزة» للنرويجية فبيكه لوكبرغ، والثالث له أن يندرج ضمن الخيال العلمي المقنن بعنوان Never Let Me Go «لا تتخل عني» للأميركي مارك رومانك.

صمود

نبدأ من فيلم دانا أبورحمة المشارك في مسابقة «آفاق جديدة» التي وثقت في فيلمها لمخيم عين الحلوة الذي يعتبر أكبر مخيم للاجئين في لبنان، ولعل العنوان سيكون بالنهاية معبراً أساساً إلى الفيلم، بمعنى أن توصيف عين الحلوة بمملكة النساء سنجد له أسبابه في الفيلم، ولتكون النساء عنصراً حاسماً في التأسيس لهذا المخيم / المملكة، وليأتي هذا التوصيف أيضاً على لسان إحدى السيدات اللواتي يتكلمن في الفيلم عن معاناتهن أثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام .1982 ولعل كلمة معاناة ستكون غير دقيقة لأن النساء اللواتي نشاهدهن سيمثلن مفهوم الصمود أكثر من المعاناة، لا بل إنها أي المعاناة لن تروى إلا بمسحة كبيرة من التفاؤل، وهن يتكلمن عن منجزاتهن أثناء الاجتياح في ظل الاختفاء التام للرجال الذين سيكونون إما استشهدوا أو اعتقلوا أو أنهم هاربون من بطش الغزاة.

تلتقي في الفيلم مجموعة من الروايات التي تأتي على ألسنة مجموعة من النساء اللواتي اعتقلن أثناء الاجتياح، مع رصد حياتهن ومصائر أبنائهن، وما هي عليه الحياة الآن عموماً في مخيم البؤس الذي تتداخل فيه البيوت وتتلوى فيه الأزقة الضيقة، لكن عدا عن ظروف اعتقال البعض، والكيفية التي واجهوا بها وجود الجنود الاسرائيليين في مدرسة للأطفال، تأتي حكاية التأسيس لمملكة النساء أي المخيم نفسه الموجود حالياً بعد تجريفه على يد الاسرائيليين، والكيفية التي قاموا فيها بإجبارهن على العيش في الخيم التي نصبت لهن، وإقدامهن على حرقها، وكيف تمكنّ في النهاية ورغماً عن الاسرائيليين من تعمير بيوتهن الحالية حجراً حجراً، متكبدات عناء أعمال شاقة هي من اختصاص الرجال عادة.

هذه الإرادة تبدو حاضرة وحيّة في نساء «عين الحلوة»، وليأتي الفيلم محملاً بتلك الروح التي نسجتها النساء اللواتي سردن شهادتهن، مع استعانة الفيلم برسوم متحركة تجسد ما تسرده النساء، الرسوم والتي على الرغم من جمالها أبعدت «الوثائقي» عن وثائقيته، حيث «الانسرت» مفتقد تماماً من الفيلم، والاستعاضة عنها بالرسوم جاءت تزيينية وتجسيدية أكثر منها وثائقية.

مجازر

بالانتقال إلى وثائقي آخر هو «دموع غزة» المشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية، يأتي هذا الفيلم ليستعيد المجازر الدامية التي نفذتها القوات الاسرائيلية بين عامي 2008 و،2009 ولتحضر مع هذا الفيلم أسئلة كثيرة متعلقة بما له أن يضيفه على ما شهدناه وشهده العالم في هذه الأحداث حين كانت تتولى وسائل الإعلام نقلاً حياً ومباشراً للقتل والتدمير الاسرائيليين، ولعل القسم الأكبر من الفيلم كان محملاً بهذه المشاهد الوحشية التي ارتكبتها الآلة العسكرية الاسرائيلية في حق المدنيين، مع محاولة تقديم سرد مصائر ثلاثة أطفال، كل يتكلم عن من فقدوا من جراء ذلك إضافة للحياة التي كانت لهم قبل الغزو الاسرائيلي.

ولعل المادة الوثائقية لن تختلف عن المادة الإخبارية التي نعرفها، إلا بكونها ربما تأتي من زوايا رصد مختلفة عن تلك التي تناولتها وسائل الإعلام، إضافة لما يسرده الأطفال، الذين امتلكوا كل ما له أن يكون حضوراً خاصاً، ولتبقَ المادة الوثائقية التي يقدمها دليل المهرجان بأنها وثيقة استثنائية عن ما حصل داخل غزة لا جديد فيها عن ما شاهدناه عبر «رامتان» الوكالة الفلسطينية للأنباء، والحديث عن أن وسائل الإعلام منعت من تصوير أي شيء يقابله جهود تلك الوكالة، والتي لن تختلف الصور التي نقلتها عن فظاعات تلك الأيام عن ما شاهدناه، أول من أمس، في فيلم لوكبرغ، إلا في تفاصيل متعلقة بالزاوية التي وضعت فيها الكاميرا ومدى قربها من هلع البشر، لكن مع ظهور الصورة على الشاشة بشكل رديء، ولا أعرف كيف لهكذا فيلم أن يصور بكاميرا 35 ملم، كما يرد أيضاً في دليل المهرجان.

إملاءات طفولة

لكن كل ما تقدم لن يمنعنا من استعادة هذه الوحشية، الوحشية التي تقارب أعتى أفلام الخيال العلمي، خصوصاً أننا في القرن الـ.21 وحشية مرت ومررت ومازالت مستمرة، الأمر الذي لن ينقلنا سينمائياً إلى فيلم خيال علمي من طراز الغزو الفضائي أو غيرها من خيالات، بل إلى فيلم «لا تتخل عني» المأخوذ عن رواية شهيرة لكازو ايشغورو والمشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، الرواية التي لها حين تتحول إلى فيلم أن تضعنا أمام مدرسة داخلية، وحياة التلامذة فيها، ونسج علاقة حب بين تومي وكاثي، وفق إملاءات الطفولة التي تجعل من تومي المفتقد لأية موهبة، سواء في الرياضة أو الفن، محط اهتمام كاثي، خصوصاً في اللحظة التي تذهب كاثي لمواساته حين يرفض زملاؤه إشراكه في اللعب معه، فما أن تربت على ظهره وهو في قمة توتره حتى يلتفت ويصفعها كردّ فعل غير إرادي.بعد ذلك تتعزز علاقتهما المليئة بالبراءة، لكن سرعان ما تقوم روث بخطف تومي منها، لكن كل ذلك سيمضي مع الاكتشاف الأهم الذي سينقلنا إلى مساحة الخيال العلمي المرافق لهذه الميلودراما، فهؤلاء التلامذة ليسوا إلا متبرعي أعضاء، وليست هذه المدرسة إلا لتقوم بتنشئتهم حتى يبلغوا، ومن ثم يصبحوا مادة للتبرع بالأعضاء، ويبقى تبرعهم سائراً إلى أن يفارقوا الحياة، وغالباً ما يحدث ذلك مع التبرع الثالث، وأحياناً يفارقون الحياة مع التبرع الأول.

منعطفات درامية ستطرأ على علاقة تومي البالغ (أندرو غارفيلد) وروث (كيرا نايتلي) التي سرعان ما تعترف لكاثي (كاري موليغان) بأنها خطفت منها تومي بدافع الغيرة، وغير ذلك مما يعيد روث إلى كاثي، لكن مع البحث عن أمل يؤجل موت روث في تبرعه الثاني، الأمر الذي لا يحدث.

يمنحنا هذا الفيلم وضمـن هذا الخيال فعل مجاورة دائماً وأبدياً بين الحب والموت، مجاورة واقعية للفناء بوصفهما أي الحب والموت على درجة واحدة من تأجيجه.

الإمارات اليوم في

19/10/2010

 

اعتبر الدراما التلفزيونية من أسباب تراجع السينما

الدبس: السينما السورية ليست أفلام مهرجانات

إيناس محيسن – أبوظبي 

رفض المخرج السوري نضال الدبس وصف السينما السورية بأنها سينما مهرجانات. مشدداً على أن الفيلم السوري يحترم عقل المشاهد، ويحترم السينما فناً وقيمةً، لكن يجب عدم الانسياق وراء الآراء التي تسعى الى تصنيفه باعتباره فيلماً للنخبة، ولا يخاطب غير شريحة معينة من الجمهور. مشيراً إلى أنه ليس هناك ما يسمى باسم «فيلم للمهرجانات»، ولكن «الأفلام إما ان تصنف عملاً إبداعياً او سلعةً للاستهلاك». وقال الدبس لـ«الإمارات اليوم»، إن «السينما السورية مازالت تحتاج إلى التنويع فيما تقدمه من أعمال حتى تصل إلى مختلف فئات الجمهور، لا أن تقتصر على نوعية معينة من الأفلام.

تذبذب وقيود

اعتبر مخرج «روداج» المشارك ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في «أبوظبي السينمائي» رواج الأعمال الدرامية واتجاه معظم الجهات الإنتاجية الى إنتاج الدراما التلفزيونية على حساب إنتاج الأفلام، سعياً وراء الكسب والعائد المادي السريع. مشيراً إلى معوقات أخرى تقف في وجه تشجيع إنتاج الأفلام في سورية، من بينها «القيود والرقابة التي مازال يعانيها صناع الأفلام، والعقليات التي تقف خلف هذه الرقابة، والتي تنصّب من نفسها ناطقة باسم الجمهور». موضحاً أن القيود على صناعة الأفلام ليست سياسية أو رقابية فقط، ولكنها قيود اجتماعية أيضاً، وهو ما يزيد من صعوبة التخلص من هذه القيود، على عكس الدراما التلفزيونية التي نجحت في تحقيق المعادلة، ولعل هذا ما شجع المنتجين على الاتجاه إليها.

وأشار صاحب «تحت السقف»، و«حجر أسود» إلى أن ضعف الإنتاج السينمائي السوري وتذبذبه، هو السبب في فترات التوقف التي يمر بها صناع الأفلام لسنوات تفصل بين ما يقدمونه من أعمال، وهو ما يمنع تراكم الإنتاج السينمائي، وتأصل علاقة الجمهور بالسينما، ويجعل من إنتاج فيلم سوري حدثاً استثنائياً، في الوقت الذي يجب ان يكون فيه حدثاً مستمراً. مؤكداً ضرورة تدخّل القطاع الخاص للمساهمة في دعم صناعة الأفلام إلى جانب المؤسسة العامة للسينما. لافتاً إلى ان فيلمه «روداج» الذي كتب له السيناريو أيضاً «هو إنتاج خاص للمنتج والمخرج هيثم حقي، الذي أسس للتوجه نحو مشاركة القطاع الخاص للإنتاج السينمائي من خلال شركته (ريل)، ونتمنى أن تشارك معه جهات إنتاجية خاصة في هذه المسؤولية». ووصف الدبس، الإنتاج المشترك للأفلام بين الدول العربية؛ بالخطوة المهمة، وترجع أهميته إلى كونه عاملاً مستفزاً لجهات داخلية للمشاركة في دعم السينما، وعاملاً مساعداً لحل المشكلة.

الفن والمشاعر

شدّد المخرج السوري على رفضه الآراء التي يروج لها بعض النقاد والمهتمين بصناعة الأفلام، والتي ترى ان الأفلام التي تتناول المشاعر الإنسانية غير قادرة على النجاح، سواء على المستوى الجماهيري او على مستوى المشاركة في المهرجانات السينمائية. وقال: «لا يمكن أن أوافق على هذه الأقاويل التي لا معنى لها، فمن يستطيع أن يقدم دليلاً على ان الجمهور ليس بحاجة الى أفلام تخاطب مشاعره. لا أعتقد ان هناك من يتجرأ على ذلك حتى السلطات الرسمية. إذا استطاع أحد ان يثبت هذا الأمر فسأعتزل صناعة الأفلام تماماً. فماذا يمكن ان تكون السينما إذا لم تخاطب المشاعر؟». وأشار الدبس إلى أن السينما يجب ان تتوجه إلى المشاعر، لا أن تخاطب العقل أو الغرائز. مضيفاً «مخاطبة العقل هي مهمة العلوم، أما الغرائز فهناك كثر يعيشون على مخاطبتها، وهؤلاء ليس لهم علاقة بالفن. فالفن يجب ان يرتبط مباشرة بالمشاعر، ومن خلالها يمكنه ان يقول ما يريد، ليصل في النهاية إلى العقل بشكل غير مباشر، طارحاً لدى الإنسان أسئلة وجودية وحياتية وسياسية. كما أنني أؤمن بأن العمل الفني غير معني بإيجاد أجوبة للأسئلة التي يطرحها أو يثيرها في عقل المشاهد، فإيجاد الحلول ليست مهمة الفنان». يذكر ان فيلم «روداج» هو الفيلم الطويل الثالث للمخرج نضال الدبس.

الإمارات اليوم في

19/10/2010

 

جوليان مور: الفنان ليس له عمر

إيناس محيسن ــ أبوظبي 

قالت النجمة العالمية جوليان مور إن المشاركة في فيلم عربي تمثل بالنسبة لها تجربة مثيرة تتمنى القيام بها إذا عرض عليها عمل مناسب، موضحة ان صناعة الأفلام أصبحت في السنوات الاخيرة صناعة عالمية، بدليل النجاح الكبير الذي حققه فيلم «المليونير المتشرد»، الذي يمثل نموذجا صارخا للعولمة في السينما، إذ لم يكن من القبول عرض مثل هذا الفيلم على نطاق واسع منذ 20 عاماً، كما أصبح هناك صناع أفلام من مختلف العالم لديهم القدرة على النجاح.

واعتبرت الفنانة الأميركية التي سبق أن رشحت للأوسكار أربع مرات، أنه من الصعب عليها أن تختصر مسيرتها الفنية في عبارات محددة، كما أنه من المستحيل أن تفكر يوما في التوقف على التمثيل، «فهو عملي الذي أحببته منذ طفولتي، وأرغب في مواصلته حتى نهاية حياتي، انه مصدر سعادة كبيرة لي».

وأشارت مور خلال الجلسة التي نظمها مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي لها عصر أمس، في «قصر الإمارات» في أبوظبي، وحضرها زوجها بارت فروندليش، إلى ان اختياراتها في عالم السينما والأفلام في بداية حياتها كانت تعتمد إلى حد كبير على العائد المادي. وقالت « كنت أتجه نحو الكسب المادي، فالتمثيل بالنسبة لي مهنة اكسب منها عيشي، ولكن مع الوقت بدأت اتجه لأهمية تحقيق التوازن بين الأعمال التجارية والاعمال الأخرى ذات المستوى المتميز، فعندما أمتلك سيرة ذاتية مهنية بارزة ومهمة، سيمكنني تحقيق المزيد من الكسب أيضا». وعبرت بطلة «شلوي» و«الملجأ» عن سعادتها بزيارة أبوظبي للمرة الأولى. وعن أملها في تصوير فيلم في العاصمة الإماراتية، في حال عرضت عليها قصة مناسبة، لما تتميز به المدينة من تطور كبير وسريع. وأضافت أن «أبوظبي مدينة مختلفة كثيراً عن غيرها، خصوصاً عن نيويورك التي أتيت منها.

واستبعدت مور ان تتجه في الفترة الحالية لإخراج الأفلام او إنتاجها، مثلما يفعل عدد متزايد من نجوم الفن في العالم. مرجعة اتجاه النجوم لإنتاج الأفلام إلى رغبتهم في تقديم دور متميز يعبر عنهم «فهناك نصوص تستحوذ على الفنان وتلمس شخصيته، وبالتالي يلجأ لإنتاجها بنفسه، اما الاتجاه إلى الإخراج فهو يتطلب إلماما كاملا بالمهارات الإخراج، واذا تحقق ذلك فمن الممتع ان يتنقل الإنسان من مهنة لأخرى».

ونفت الفنانة التي أثارت ضجة اخيراً اثر تصويرها اعلاناً لإحدى الماركات العالمية تظهر فيه عارية، ان يكون للفنان عمر محدد على الشاشة. مؤكدة انها لن تستمر في تقديم ادوار البطولة في الأفلام الرومانسية طوال حياتها. ولكن أيضا هناك ادوار اخرى لا تقل أهمية، خصوصاً في الأفلام العائلية مثل فيلمها «الاطفال دائما على حق». وأشارت إلى أن «العثور على الدور المناسب أمر ليس سهلا في مختلف الأعمار، وللرجال والنساء على السواء، خصوصاً في ظل اتجاه غالبية المنتجين للاعمال التجارية، ولكن يظل علينا العمل على إيجاد مثل هذه الادوار وهو تحدّ متواصل بالنسبة لنا، وفي كل عمر سيكون هناك عمل جيد يتناسب معه ويضيف لنا المزيد من التجارب المميزة».

وأشارت مور إلى تفضيلها العمل مع المخرجين الذي يتولون كتابة نصوص أفلامهم بأنفسهم. موضحة «هؤلاء يمتلكون رؤية خاصة بهم، ورسالة يحاولون تقديمها للجمهور من خلال الفيلم، ويهمني ان يتم ذلك من خلالي، كما اميل إلى الشخصيات التي تتضمن الكثير من الحوارات، فالكلام لا يستهويني مثل الآخرين، ولذلك أحببت دوري في فيلم (الساعات)، رغم قلقي منه، فقد تضمن جملاً حوارية قليلة ولكنها مناسبة لحالة الشخصية التي كانت تعاني الاحباط وتغرق في أفكارها، في المقابل تضمنت مشاهد الدور الكثير من الاشارات الجسدية مثل خبز الكعكة». وأوضحت انها لا تجد مشكلة في اداء الشخصيات غير المحبوبة من الجمهور، لافتة إلى أنها تقوم بالعديد من التحضيرات قبل تصوير أعمالها، إذ تقوم بالبحث في الشخصية وملامحها والتعايش مع الدور، كما لا تلتفت كثيرا إلى مدى شهرة صاحب النص الذي تعمل عليه طالما كان النص جيداً، مشيرة إلى انها لا تشجع الارتجال في النص خلال العمل، ما عدا في أعمال محددة. ورداً على اللقطات التي تنتشر لها على الانترنت بعنوان «جوليان الباكية»، أشارت إلى أنها ليست لها حيلة في ذلك، فغالبية الادوار التي تعرض عليها تتضمن بكاء، وتنتهي بالمآسي، حتى الشخصية الكوميدية التي قدمتها كانت تبكي فيها بطريقة مضحكة، ناصحة الحضور بعدم الاعتماد كثيرا على شبكة «الانترنت» مصدراً للمعلومات، لأن بها الكثير من المغالطات.

الإمارات اليوم في

19/10/2010

 

الوثائقية تعرض اليوم في أبو ظبي

مجاهد البوسيفي - أبو ظبي 

تعرض الجزيرة الوثائقية اليوم في السادسة والنصف بتوقيت أبو ظبي من إنتاج مشترك فيلم (وطن) ضمن فعاليات مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة.

الفيلم من إخراج الفرنسي (جورج سلاوزر) الذي سبق وأن فاز بجائزة مهرجان برلين الدولي عن فيلم ( كبح جماح البحر) وله أيضا عدة أفلام أخرى معروفة ربما أبرزها (الزوال ووقت الجريمة والمرأة مرة أخرى).

فيلم وطن يأتي كجزء رابع لثلاثية عن عائلتين فلسطينيتين كان قد صورها منذ العام 1974، لكن الفيلم أيضا ذاتي في بعض من وجوهه حيث يروي المخرج من خلاله فيلمه دوافعه وعلاقته الوطيدة بأفراد العائلتين الذين أصبحوا عاجزين عن العودة إلى وطنهم.

يقدم فيلم (وطن) فرصة ثمينة للإطلالة على القضية الفلسطينية من المنظورين الذاتي والتاريخي، ويجدر القول أن المخرج قد قرر أن يمضي في هذا المشروع الذي كان يخطط له منذ فترة طويلة بعد أن مر بظرف صحي صعب وبعد مواجهة  شرسة مع الموت.

ويذكر  أيضا أن الثلاثية الفلسطينية التي سبقت هذا الفيلم سبق لها وأن عرضت عام 2008 في مهرجان أبو ظبي السينمائي.

إلى جانب فيلم وطن سوف يتم عرض العديد من الأفلام اليوم، منها مثلا مواصلة مسابقة الأفلام القصيرة التي ستعرض منها ثمانية أفلام ومسابقة الأفلام الخاصة بالطلبة التي ستعرض منها ستة أفلام.

كما سيعرض الفيلم السوري "مرة أخرى" الذي يروي قصة ابن ضابط سوري في لبنان يفقد ذاكرته، وسيعرض أيضا الفيلم الصيني "الحفرة" الذي يتحدث عن مرحلة الرعب في الصين في الخمسينات والستينات، ويعرض المخرج المصري داوود عبد السيد فيلمه "رسائل البحر" .

وكان يوم أمس قد شهد عدة عروض من أهمها فيلم "حياة السمك" الذي يروي حياة كاتب جوال يعود من برلين إلى بلده تشيلي لحضور حفل لصديقه حيث تدور أحداث الفيلم.

كما عرض الفيلم العراقي "كرنتينا" لعدي رشيد ويروي قصة عائلة بسيطة تقيم في نفس البيت مع قاتل مأجور ، وتمضي الأحداث كي نكتشف رويدا رويدا تداعيات مختلفة ونتابع ما خلفته الحرب والتفكك الاجتماعي والفقر في المجتمع العراقي.

الإيراني عباس كياروستامي عرض فيلمه "نسخة مصدقة" الذي يعود به بعد سنوات طويلة لساحة الأفلام الروائية، ويدور حول سيدة تملك دار عرض فنية في ايطاليا وتلتقي كاتبا انجليزيا جاء بهدف الترويج لكتابه موضوعه حول الأصل والتقليد في الفنون أو ما يعرف بإشكالية المحاكة في فلسفة الفن، ويتحول هذا اللقاء إلى حالة استثنائية في حياة كل منهما، يذكر أن الفيلم تم إنجازه خارج إيران وسبق للممثلة  جولييت بينوش أن فازت بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان عن دورها كبطلة في هذا الفيلم. ويذكر أن اليوم سيشهد لقاء مفتوح مع المخرج الإيراني .

المهرجان شهد أيضا أمس مجموعة من الأنشطة المصاحبة منها ورشة عمل ولقاء مفتوح في نفس الوقت مع المخرج التونسي نوري بوزيد الذي أدار ورشة عمل حضرها مجموعة من الصحافيين والجمهور تناولت القضايا العملية في السينما وصناعة الفيم.

كما شهد المهرجان مؤتمرا صحفيا للممثلة الأميركية جوليان مور عرض فيه لقطات عن أهم أعمالها السينمائية، وعبرت النجمة عن سعادتها بتواجدها في المنطقة وعبرت عن رغبتها في المشاركة بفيلم عربي إذا توفرت الفرصة، وتحدثت عن عملية تحضيرها لأدوارها السينمائية قائلة إنها تقضي مدة طويلة في البحث قبل التصوير وأنها تحاول أن تكون مرتاحة في لعب الشخصية وأنها لعبت في غالبية أدوارها، دور شخصيات ترتبط بالعلاقات الاجتماعية.

الجزيرة الوثائقية في

19/10/2010

 

مهرجان أبو ظبي: أفلام الطلبة.. يوجد في النهر

مجاهد البوسيفي - أبو ظبي 

قضت الوثائقية أمسية طويلة البارحة مع العروض الخاصة بمسابقة الإمارات والتي خصص يوم أمس منها لعروض البرنامج الرابع حيث خصص هذا اليوم لطلبة السينما سواء بالجامعات أو المعاهد أو الدراسات العليا في مجال السينما.

وقد شهدت الوثائقية تسعة عروض في أمسية الأمس التي كانت مبشرة في أفلامها وكثير أولئك الذين قرروا اختيار هذه الأمسية وفضلوها على الأفلام العديدة المحترفة التي كانت تعرض في قاعات المهرجان المختلفة.

إجمالا يمكن القول إن الأفلام المعروضة ذات مستوى جيد في أفكارها وبعضها وصل إلى درجة معقولة جدا من التنفيذ بالنسبة لمستوى الطلبة، فنحن هنا في حضرة أفلام أصحابها في اغلبهم يخطون للمرة الأولى في هذا العالم، ولكن ينبغي القول إن الأفكار التي شاهدناها تنم عن أمل في المستقبل ، بالطبع لن يصبح لدينا تسعة مخرجين في القادم من الأيام ولكن هناك بالتأكيد أمل في أن يتطور بعض من شاركوا في الأمسية سينمائيا في المستقبل وربما نكسب مخرج أو اثنين أو ثلاثة من أبناء المنطقة الذين هم اقدر من غيرهم على تحسس همومها وانشغالاتها وأبعادها المختلفة، وينبغي هنا تسجيل التقدير لإدارة مهرجان أبو ظبي لرعايتها هذه المواهب ودعمها وتشجيعها، ففي النهاية هؤلاء هم القسيمة الحقيقية والرهان الجيد الذي ينبغي للمهرجان أن يكسبه.

العروض..

شارك القطري مهدي على العلي وهو طالب دراسات عليا في السينما بباريس وسبق له أن تعاون مع الوثائقية بفيلم تحت عنوان( احبك يا شانزيليزيه) الذي يدور حول طالبة جامعية من الخليج تدرس بباريس حيث الحياة مفتوحة على آفاق عدة، وتعاني في الأثناء بين الخضوع لرغبة العائلة في الزواج التقليدي من قريب لها وبين الرغبة في حياة جديدة جديدة اكتشفتها.

الفيلم في نهايته ينحاز للحياة التقليدية للفتاة كما فهمنا، ولكنها أيضا على شيء من التصالح مع خيارها الذي حاولته، حيث تبدو وكأنها أمسكت العصا من نصفها.

وشاركت كلا من حفصة المطوع وشما أبو نواز بعمل مشترك بعنوان (اششش) يدور حول اربعة صديقات خليجيات تتابعهن الكاميرا منذ طفولتهن إلى مرحلة الشباب والمراهقة ثم الارتباط الاجتماعي، ويلتقط الفيلم في جرأة معقولة بعض من الحياة التي تمر بها الفتاة الخليجية ونتابع بعض الوقائع الاجتماعية المسكوت عنها كما في العلاقات العاطفية وعلاقات الجنس الواحد كما نرى علاقات الفتيات ليس فقط بالخارج ولكن أيضا مع بعضهن البعض وتفاعلات هذه العلاقة، الفيلم به نوع من الجرأة الواضحة، وكذلك كشف عن مواهب في التمثيل تميزت بالحضور والشجاعة حيث أن الفيلم يمس بعض المناطق الحرجة اجتماعيا، ولكنه يعاني من بعض التداخل في مشاهده وأيضا التطويل بحيث تحس في بعض الأحيان أن الإيقاع في حده الأدنى قد فلت من الزمام.

شاهدنا أيضا فيلما قصيرا وجميلا يعالج فكرة مهمة، فيلم (الو) الذي يبدأ بمكالمة من صديق ثم مكالمة من نفس الشخص ونفس الرقم لنفس الشخص، حيث يكلم الشخص ذاته عبر التليفون، ويخبر الشخص الذي يتحدث ويخبر المستمع انه هو هو، أو أنا أنت، بأنه سوف يموت هذا اليوم، والطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن ينجو هي أن يصدق بأن المتصل هو ذاته المستمع، ولكنه يتردد في التصديق ويشجعه صديقه الذي يخبره بأمر المكالمة على عدم التصديق، ولذا فهو يتعرض لحادث قاتل عندما يكون منشغلا بالرد على مكالمة من الصوت الذي قال له انه هو، (أنا أنت).. وفي اللقطة التالية نرى نفس المكالمة قد جاءت لصديقه، حيث ينتهي الفيلم الذي كان من إخراج ياسر خياط من الإمارات.

ومن السعودية جاء فيصل الحربي الطالب بقسم الإعلام في جامعة جدة بفيلم (أصيل) وتدور فكرته حول حياة أب متقاعد ومتفرغ لخدمة ابنه الكفيف الذي يعمل بدوره طباعا بأحد الوزارات، وعندما يموت الأب يواجه الابن تحدي الحياة وحيدا والاستمرار في يومه بشكل عادي.

الفيلم – 15 دقيقة- حس كوميدي معقول غطى على ثقل الفكرة، ويحسب لممثلين معروفين مثل فؤاد بخش وإبراهيم الحربي المشاركة في تمثيله دعما للمخرج، وكان بالإمكان ان يكتسب الفيلم بعدا جماليا ووجوديا مختلفا تماما لو أن الشاب الكفيف رفض أن يعترف بموت والده وظل يتعامل معه كأنه حي كدلالة على رفض تجاوز بعض الموروث، لكن المخرج فضل أن ينقل لنا فكرة مهمة مفادها أن الأصالة تنتقل من جيل لجيل رغم الموت.

من قطر أيضا شاركت أسماء ونورا سيف الخروصي بفيلم من ثمانية دقائق باسم (أنفلونزا الصراصير) اعتمد على الكوميديا الخفيفة من اجل رصد الطريقة التي تنتقل بها الإشاعة داخل المجتمع، حيث ترد رسالة تلفونية فحواها أن هناك أنفلونزا جديدة اسمها الصراصير وتنتقل هذه الرسالة مشوشة ومرهبة الناس قبل أن تتحول إلى إشاعة جديدة بأنفلونزا جيدة هي أنفلونزا البشر.

(سندريلا الجديدة)  فيلم لايفا داوود ويتحدث عن رجل أعمال يمر بحالة ملل يحاول أن يبدده بالاتصال عشوائي برقم هاتفي ليعتقد انه وجد سندريلا أحلامه حيث تدور بينه وبين امرأة على الخط الثاني عدة مكالمات وينطلق خياله في تصور هذه المرأة كما يريد قبل أن يصطدم بالواقع.. الفيلم قراءة عصرية في أسطورة سندريلا ونجحت المخرجة إلى حد كبير في تقديم فكرة جيدة.

شاهدنا أيضا فيلما يلفت النظر وإن كان غير ناضج بعد فنيا، يدور حول رجل غامض يعيش أجواء قريبة من أجواء فيلم عطر المعروق، حيث انه قادر على جذب أي شخص إليه والتحكم به، ويدفع جراء هذه القوة ثمنا كبيرا حيث يعيش في علاقات قصيرة مؤقتة محروما من الاستقرار والمشاعر الحقيقية الدائمة، الفيلم اسمه (ذعر الانفجار) وهو للاسباني الذي يدرس  في أبو ظبي اليخاندرو مونتيرو.

راشد المري من الإمارات قدم فكرة بعنوان (انخفاض) تدور في مدينة غامضة غير واضحة الملامح ، تخضع لنوع من التحيز العنصري بين سكانها، ويحاول الفيلم إيصال فكرة أن المجتمع هو من يجعل الإنسان متطرفا، كما حصل مع بطل العمل الذي حولته ظروفه المعيشية وطرده من العمل وتحقيره اجتماعيا لشخص يطرق مسار العنف.

أخيرا أمتعنا فعلا فيلم (اليأس الهادئ) الذي خلا تماما من الحوار وان احتوى على صورة جميلة معبرة ، ويحكى قصة صداقة وفقدان بين شخصيتين نسائتين، استخدم المخرج فيها الألوان والأبيض والأسود والفلاش باك، كل ذلك بنوع من الحرفية المعقولة جدا، وكان الفيلم مبهجا رغم الحزن الذي غلف بعض لقطاته، والفيلم من إخراج اكبر فاروقي وهو باكستاني ويدرس حاليا في أكاديمية نيويورك في أبو ظبي.

الجميل في هذه المسابقة أنها تحتوى أفلاما هاوية متنوعة ولازالت في مرحلة التشكل وعدم الالتزام بمدرسة سينمائية معينة أي أنها مرحلة للتجريب. الميزة الثانية أنها لا تفرق بين الجنسيات ولا المناهج المطروقة فنيا وتعطي الفرصة للعيد من المواهب لعل وعسى نستطيع في المستقبل الحصول على مخرجين قادرين على الانطلاق من هذه المنطقة لرصد الحياة فيها سينمائيا.

الجزيرة الوثائقية في

19/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)