حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

معارك دراما رمضان السورية 2010:

الصحافيون السوريون يلقنون أبو جانتي درساً قاسياً.. ومجموعة على الفيس بوك تدعو لمقاطعة دراما الغرائز.. وتسريبات عن 'فظائع' القعقاع!

رصدها وشارك فيها: محمد منصور

لا يلبث موسم الدراما التلفزيونية في رمضان أن ينقضي، حتى يعيش متابعو ومحبو هذه الدراما موسم المعارك والسجالات... ويجد المهتمون بحصيلة هذا الموسم أكثر من ظاهرة يمكن أن تعكس حجم التلقي السلبي أو الإيجابي، الذي تلقاه المسلسلات السورية عادة في الشارع السوري.

وفي رصدنا للأصداء التي خلّفها موسم الدراما وراءه، يمكن أن نلحظ الهجوم الحاد الذي حظي به مسلسل (أبو جانتي... ملك التاكسي)، من قبل حشد كبير من الصحافيين، ليس على خلفية رداءة مستواه الفني وحسب، بل على خلفية الإساءة البالغة التي وجهتها أسرة هذا المسلسل للصحافة، حين اتهمت الصحافيين في ندوة تلفزيون الدنيا، بأنهم مأجورون، ويكتبون لمن يدفع لهم أكثر... إلا أن الظاهرة الأخطر في أصداء الدراما السورية هذا الموسم، تكمن في الموقف النقدي الشعبي الذي اتخذته شريحة من الجمهور، إزاء الإثارة المتعمدة التي وقعت فيها بعض المسلسلات على حد تعبيرهم، مما حدا بهذه الشريحة إلى تأسيس صفحة على موقع (الفيس بوك) تدعو إلى مقاطعة الدراما السورية.

صحافيون يثأرون لكرامتهم!

لم تكن الكتابة عن مسلسل (أبو جانتي ملك التاكسي) للممثل سامر المصري أمراً مثيراً لاهتمام الكثير من الصحافيين، الذين رأوا منذ عرض الحلقات الأولى من هذا العمل، أنهم أمام عمل كوميدي هابط، قد يثير الضحك السطحي في تناوله لبعض الأمور، وقد يحظى بجماهيرية ما من قبل فئات أو شرائح معينة... لكنه يبقى مسلسلاً مشغولاً على عجل، ومفبركا من أجل إبراز مواهب سامر المصري في التمثيل والغناء والإدارة والإنتاج ووعظ الناس بمفاهيم مرتبكة وثقافة سوقية لا يحسد عليها.

لكن الندوة التي أجراها أبطال العمل مع مخرجه أول أيام العيد على شاشة تلفزيون (الدنيا) الخاص، وتهجموا فيها على كل من انتقد المسلسل، واتهموهم في نزاهتهم صراحة، وبأنهم يرتشون، ويغيرون آراءهم حسب من يدفع لهم أكثر... دفعت بالكثير من الزملاء الصحافيين الذين سكتوا على رداءة وسطحية المسلسل، أن (يبقوّا البحصة) بعد أن مست أسرة المسلسل كرامتهم، واتهمتهم في شرفهم المهني.

وكانت فاتحة هذه المقالات ما كتبه الزميل سامر محمد إسماعيل في جريدة 'السفير' اللبنانية تحت عنوان: (فريق أبو جانتي في سهرة تصفية حسابات مع الصحافة) قال فيه: استغلت أسرة مسلسل 'أبو جانتي' فرصة وجودها على شاشة 'الدنيا' السورية للردّ على المقالات الصحافية، إذ لمّح الفنان المصري، بإشارة واضحة إلى زميل في إحدى الصحف اللبنانية تناول العمل في أحد مقالاته، بأنه صحافي مأجور وأن إحدى الجهات الإنتاجية استمالته ودفعت له، فكان أن كتب ضد المسلسل. كما وصف كل من أيمن رضا وشكران مرتجى الصحافيين الذين كتبوا عن المسلسل بـ 'دخلاء على الصحافة'. وذلك من دون أن تقوم مقدمة البرنامج بأي تعقيـب، فكان أن استفاض رضا بقوله 'هؤلاء لا يقدّرون جهد الفنان ويكتبون للذي يدفع لهم..'، ليعقّب قنوع بأنه 'تجب مراقبة الصحافيين وما يكتبونه عن الدراما السورية لأنها إنجاز وطني'. بدا واضحاً أن السهرة 'مفبركة' من قبل المحطة نفسها للردّ على ما كتبته الصحافة السورية والعربية حول العمل الذي مولته فضائية 'روتانا الخليجية'. ولم تشرك 'الدنيا' أياً من الصحافيين أو النقاد الفنيين الذين كتبوا عن المسلسل في النقاش، بل تركت 'الحبل على غاربه' لأسرة العمل بأن 'تقيّم' عمل الصحافة السورية. وتجاوز البرنامج ذلك بسؤال المذيعة للممثل سامر المصري 'كيف تقيم عمل الصحافة والنقد؟' وقد ردّ عليها 'أنا لست راضياً عن عمل الصحافة وما تكتبه'. بدا وكأن على الصحافي أن يسكت على مساخر لم يقدمها أصحابها إلا لمغازلة الجهة المنتجة التي مولتها.

أما الزميل إبراهيم حاج عبدي، فقد كتب في صحيفة 'الحياة' اللندنية مقالاً تحت عنوان: (أبو جانتي وأقرانه) رأى فيه أن العمل: فُصّل من أوله إلى آخره على مقاس النجم السوري سامر المصري. وأكد على الصعيد ذاته: يصعب الاختلاف في شأن 'سخف' هذا المسلسل الذي جاء ضعيفاً في بنائه الدرامي، مفتقراً للجماليات ولحبكة درامية جذابة. وبدلاً من أن يساهم 'المونتاج المبتكر' حول عرض مقاطع من مشهدين مختلفين يحدثان في اللحظة ذاتها، في رفع رصيد العمل، فإن ذلك أحدث المزيد من الإرباك والتعثر.

الصحافة الالكترونية في خدمة المعركة!

ورغم أن الصحافة السورية الورقية بقيت نسبياً خارج هذا السجال بنبرته الحادة والجرئية، إلا أن الصحافة الالكترونية السورية، دخلت بقوة على خط المواجهة مع من امتهنوا كرامة الصحافة... فأعادت نشر المقالات التي كتبها سوريون لصحف عربية، كما نشرت مقالات خاصة باسمها، فنشر موقع (داماس بوست) مقالاً نقدياً متماسكاً للزميلة فاديا أبو زيد، تحت عنوان: (أبو جانتي مسلسل سياحي بنص هزيل) افتتحته بالقول: يثبت توتر العلاقة بين صناع الدراما والصحافة أن خللا قائما في بنية هذه الصناعة وهم يؤكدون يوما بعد آخر جهلهم بأهمية النقد (الانتقاد تحديدا)، كما حدث في لقاء أسرة عمل أبو جانتي على فضائية الدنيا، حين لم يكن أمامهم من سلاح سوى كيل الاتهامات للصحافيين الذين تحدثوا سلبا عن العمل بأنهم مأجورون وموظفون لجهات وشركات تدفع لهم كي يقللوا من قيمة العمل.

ورأت فاديا أبو زيد في ردها المحكم أن: العكس هو الصحيح فمن يطبل ويزمر لعشرات الأعمال التافهة التي أتحفتنا بها الدراما السورية في هذا الموسم'هم الصحافيون الذين يتلقون مبالغ شهرية أو مكافآت لقاء تحدثهم الإيجابي عن أعمال سيئة ومسيئة للدراما السورية ترجع بها كل سنة خطوتين إلى الوراء. ثم مضت إلى القول: رأيناه في أبو جانتي لم يكن أكثر من تهريج ممجوج أتقنه سامر المصري

وأيمن رضا من دون أي عناء، لاسيما العراضات والأغاني المفروضة بسبب وبغير سبب تدل إلى نص هزيل كان يمكن له أن يكون أكثر عمقا وحرفية لو أن صناع العمل انتبهوا إلى 'ضيعة ضايعة' أو أنهم قرأوا الرواية المصرية العظيمة 'التاكسي' أو استفادوا من برامج الترفيه التي كان محورها التاكسي كي يأخذ النص بعدا معرفيا وجماليا آخر يقوي من فكرة المسلسل المبتكرة حقيقة في الدراما السورية! وكم كان غريبا أن يطالبونا بتقدير جهودهم وتعبهم الذي عانوا منه أثناء التصوير وكأننا سنتقاسم معهم أرباح هذا العمل؟ أو كأن الأعمال الدرامية تنتج عادة من دون تعب؟.

وتحت عنوان: (أيها الصحافيون احذروا: 'أبو جانتي' منزّه عن النقد) نشر موقع (بوسطة) الفني السوري المتخصص، مقالاً للزميل علي وجيه، اعتبر فيه أن ندوة مسلسل (أبو جانتي على تلفزيون الدنيا، كانت: المثال الأبرز على الاستخفاف بالجمهور، ومحاولة الاستفراد به لتشويه صورة الصحافة السورية، التي عُرف عنها مواكبة دراما بلادها ودعمها بمختلف الأشكال والأوجه الاحتفالية والنقدية. ومضى الزميل علي وجيه إلى القول: الجميع يدرك أنّ الدراما السورية 'إنجاز وطني' كما قيل، ولكن هل يعني هذا أنّها من دون التقييم والنقد؟ وهل وصل الأمر إلى اتهام الصحافيين الذين انتقدوا المسلسل بأنّهم 'دخلاء على الصحافة' وأنّهم 'يكتبون للذي يدفع لهم'.

إلا أن أعنف هذه المقالات وأكثرها إثارة للسجال، كان مقال الزميل أبي حسن في موقع (كلنا شركاء) والذي تداولته بعض المواقع الإلكترونية الأخرى، والذي عرّض فيه بالمشرف على ملحق (الدراما) الذي تصدره جريدة 'تشرين' الرسمية، الزميل ماهر منصور، ساخراً مما أسماه: (قاعدته الذهبية'التي تجسّدها مقالاته 'كل الدراما السوريّة خير وبركة') ومثمناً بالمقابل من أسماهم: أصحاب الضمير الحي الذين قالوا في العمل السيئ كلمة حق من دون أن يلتفتوا إلى مصالحهم الضيقة، كما يفعل بعض صغار الصحافيين والمتطفلين على عرش صاحبة الجلالة التي تعلو ولا يعلا عليها. ورأى الزميل أبي حسن في الندوة والمسلسل معاً جملة فظائع تدعو للشعور بالعار، أوجزها بالقول: العار أن يكذب سامر المصري على المشاهدين بقوله ان عمله يحترم المرأة السورية فيما نرى النقيض (لم يعد ينقصنا في الحديث والدفاع عن حقوق المرأة سوى الملا بسام الملا!)... العار أن يُقدّم المرأة السورية (غير الراشد) باعتبارها سلعة يسعى لبيعها لابن الخليج العربي.... العار أن يضرب 'أبو جانتي' شقيقته لسبب مخجل وتافه... العار أن يُقدم ابن الساحل بطريقة كاذبة ومغايرة للواقع طمعاً في إضحاك المشاهد بطريقة مبتذلة تقوم على تقديم شهادة مزورة عن واقع الساحل وأهله.

مقاطعة دراما إثارة الغرائز!

وعلى صعيد آخر... استفزت جرأة الدراما السورية هذا العام، التي زاد في فجاجتها ضعف المستوى الفني لكثير من الأعمال، شريحة من شرائح الجمهور السوري، فذهب بعضهم للتعبير عن رأيه عبر تأسيس مجموعة على موقع الفيس البوك الأكثر انتشاراً في العالم تحمل عنوان: (قاطعوا الدراما السورية الموجهة بشكل سلبي وغريزي) وقد جاء في الكلمة التعريفية بهذه المجموعة: بأنها تهدف: لإنشاء وعي فني راق يستطيع انتخاب وتمييز العنصر الجمالي الموجه في الدراما، ويستثني ذلك العنصر الغريزي المحرض على الافتراء والتشويه البصري المتعمد لغايات تسويقية رخيصة، ناهيك عن توجهات خبيثة ودنيئة غير معروفة الاتجاه، تجاه أفكار غريبة عن مجتمعاتنا وقيمنا وأخلاقنا وتوسيعها لتشمل المراهقين غير الناضجين ليتأثروا بها سلباً. والكلام لمؤسسي المجموعة الذين رأوا أيضاً أنه: عندما يتم طرح موضوع بطريقة لا تتناسب مع عاداتنا وقيمنا فمؤكد سوف يلقى هذا معارضة شديدة؛ ومن هنا يجب أن يجد الكتاب الطريقة الأمثل والأفضل لطرح مواضيعهم ومناقشتها على الملأ.

وقد بدا واضحاً أن أكثر عمل مقصود بهذا الكلام، هو مسلسل (ما ملكت أيمانكم) للكاتبة هالة دياب والمخرج نجدت أنزور... إذ نقرأ في تعليق أحد أعضاء المجموعة: (خافوا الله وما بدنا نشوف مشاهد مقززة ووسخة في رمضان) فيما يشير آخر: (موضوع 'صورة المرأة المحجبة' في المسلسلات يحتاج بلا شك إلى دراسة تفصيلية متفرغة، تدرس عدداً كافياً من المسلسلات التي يجب أن تؤخذ بطريقة تكفل صحة تمثيلها وتتناسب مع الدراسة الموضوعية النزيهة).

وكان المخرج مأمون البني قد نبّه في حوار سابق ضمن سلسلة (حوارات دراما رمضان) التي انفردت بها 'القدس العربي'، إلى خطورة استفزاز مشاعر الناس الدينية، وأن هذا سيؤدي إلى مردود عكسي، حيث قال: إنني مع طرح كل الأفكار التي طرحها مسلسل (ما ملكت أيمانكم) فهي أفكار راهنة، وتمس واقعا راهنا، وتعكس مشكلات تعيش تحت السطح في المجتمع السوري اليوم، ولكن المشكلة أن هناك تعمداً للإثارة واستفزاز مشاعر الفئات الشعبية التي تجد نفسها قريبة من ظاهرة التدين، هناك استعراضات لجرأة مقحمة، ومشاهد مركبة بشكل ليس مدروساً جيداً. وأنا أرى أن الجرأة في موضوع حساس كهذا يجب أن تدرس جيداً وتستخدم بحذر كي لا تستفز مشاعر المشاهد ويصبح ضدها.

من (ما ملكت أيمانكم) إلى (القعقاع)!

وفيما تتواصل معركة مسلسل (ما ملكت أيمانكم) بين الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، الذي نقل عنه في موقع (نسيم الشام) الإلكتروني استياؤه مما قدمه العمل بعد أن أنهى مشاهدته، وبين المخرج نجدت أنزور، الذي رد على الشيخ البوطي في حوار صحافي لجريدة 'الوطن' السورية قائلاً: البلد فيه قانون ودستور، ولا يحق لأحد أن ينصب نفسه خليفة ليقرر ويعمل وينفذ لا البوطي ولا سواه. فإن صدى آخر لمعارك مسلسلات رمضان يبرز مع مسلسل (القعقاع بن عمرو التميمي) الذي كتبه محمود الجعفوري وأخرجه المثنى صبح... حيث تتداول المجموعات البريدية التي تمثل رأي شريحة اجتماعية كبرى من مستخدمي الانترنت في سورية، رسالة بعنوان: (خبايا وخفايا مسلسل القعقاع) قيل إن كاتبها هو (ناقد سرح من عمله عندما اعترض على ما جاء في المسلسل) حسب الرسالة البريدية المتداولة، التي بدا واضحاً مما جاء فيها، أن هناك استياء من حجم المغالطات التاريخية التي وقع بها المسلسل.. ومن تجسيد الخلفاء الراشدين عياناً لأن: (موضوع تجسيد الخلفاء لم تجزه المرجعيات السنية حتى تاريخه؛ وتعتبره من المحرمات، وهذه القضية تضيف إلى عبء التلفيق عبء التحريم) على حد تعبير الرسالة.

وقد رأى كاتب أو كتّاب الرسالة بداية أن: المسلسل ليس فيه من القعقاع إلا مشاهد بسيطة.. وجله يتحدث عن الفتنة. ثم توقفوا بالتفصيل عند مشاهد معينة يدعمون فيها رأيهم بعيداً عن التعميم وإطلاق الأحكام بلا أدلة ومنها: بدأ المسلسل بالعرض التاريخي السليم رغم عيوبه الفنية الهائلة، حسب الروايات التاريخية الصافية حتى المشهد - 19- لنرى بعده - وبشكل مقحم على السياق الدرامي - الإمام علي بن أبي طالب في حجة الوداع، يركب ناقة الرسول القصواء في مشعر مِنى ويحجُّ بالناس ثم يغيب الإمام لنراه في المشهد 84 في بيعة الغدير، والرسول يرفع يدَ علي مبايعاً إياه على خلافته قبل وفاته! وقد جرى هذا الحدث بعد حجة الوداع، وهم في طريقهم إلى المدينة المنورة! وكما نرى فإنًّ المشهد الأول مكذوب، والثاني مقحم على السياق الدرامي، وهو موضوع خلافي، ويثير الدفائن والضغائن!

وتورد الرسالة البريدية، التي يعتقد حسب تحليلنا الشخصي- أنها تقرير رقابي تم الاستغناء عن خدمات كاتبه لأنه رفض النص بعد قراءته، ولذلك فهو أي كاتب التقرير- قادر على تحديد المشاهد بأرقامها، وهذا أمر لا يتم إلا لمن له اطلاع على النص المكتوب... تورد هذه الرسالة أو التقرير جملة اعتراضات جسيمة على مشاهد بعينها من قبيل:

المشهد 262- مقحم على السياق الدرامي ، يصور أبا بكر وهو يمنع عن فاطمة ابنة الرسول - ميراثها، ويسوق المؤلف التبريرات بدرامية فجة، يُرادُ من طرحها بث الحمية المذهبية! إذ لم أجد تفسيراً ألطف من إثارة الحميات والضغائن والمسلسل يعيد غزلها من جديد؟!

المشهد 264- يصور زيد بن ثابت وهو يدّون القرآن الكريم. وقد ورد في المشهد نصاً وفعلا أنًّ القرآن يُكتبُ على ألواح الحجارة! وهذا ابتداع وتلفيق، والصحيح أنَّ القرآن كتب على: العُسبِ واللخافِ والأكتاف. والحجارة عادة قديمة تعود إلى الحضارة الفرعونية والرافدية، والسورية القديمة. المشهد 434- خالد بن الوليد يحاور القائد باهان الرومي، ويقول :غيرَ أنَّا قوم ٌ نشربُ الدماء، ولا دمَ أطيبُ من دم الروم ' حتى لو كانت العبارة مجازية، إلاَّ أنها حسيَّة، وتسيء إلى صورة هذا البطل في نظر المشاهد المعاصر؛ وكأنه مصاص دماء، أو قاتل متعطش لسفك الدماء ؟!

المشهد 439- وفيه يبايع الصحابة الخليفة عمر مصافحة بالإيدي على طريقة أيامنا هذه. والثابت أنَّ المبايعة كانت باللسان والقول المجهور علانية، وعلى رؤوس الأشهاد في مسجد الرسول !(يقصد مبايعة غصبا عنهم)

المشهد 456- وفي خطبة المثنى بن حارثة الشيباني ترد عبارة: قد منحنا ريف فارس من أرض العراق! هل يعقل أنَّ أرض العراق (ريفٌ لفارس)، ويأتي هذا الطرح في ظل احتلال العراق الآن؟!

مجموعات بريدية وتعليقات إلكترونية!

وأيا تكن الأهداف من تسريب تقرير رقابي درامي حول صلاحية نص مسلسل (القعقاع)، وأيا تكن الطريقة التي عدلت بها المشاهد المذكورة وغيرها، فإن تداوله عبر المجموعات البريدية السورية، يقدم لنا صورة أخرى عن ردة الفعل الشعبية تجاه هذا المسلسل أو سواه... فإلى جانب مجموعة الفيس بوك التي أتينا على ذكرها، وعشرات الصفحات الأخرى على (الفيس بوك) التي كانت تعيد نشر المقالات النقدية التي تناولت مسلسلات الدراما السورية بالتشريح، ها هي المجموعات البريدية تنشط أيضاً، لتعلن عن انزعاجها من كثير من الأعمال التي قدمتها الدراما السورية هذا العام، وخصوصاً تلك التي لم تراع مشاعر الناس الدينية... كما نعثر على بعض المواقع الإلكترونية السورية على تعليقات باسم القراء، تسير في الاتجاه ذاته، ومنها هذا التعليق الذي يعترض على إلحاح الدراما السورية على موضوع الجنس في أعمالها فيقول:أصبحت الكتابة وكأنها بسطات تباع عليها الأعمال الفنية، وفي البازار من يعرض على المنتج أرخص يشتري على اسم النجم، نعم لقد كان هذا الموسم الرمضاني موسم التعاطي مع الجنس والمشاكل الجنسية للشباب، ولم تعد هناك مشاكل يمكن حلها إلا من خلال الجنس... فالفقير تحل مشاكله من خلال الجنس، والغني تزيد ثروته من خلال الجنس، والمسؤولون في بلدنا ليس همهم إلا الجنس، والمؤمنون يتاجرون بالجنس، أليس من المعيب على مثل كتاب ومخرجين كهؤلاء أن تكون المعالجة بهذه الطريقة؟! نعم لدينا مشاكل ولكن اعتقد أن طريقة المعالجة تمت في إحدى الكباريهات مع كأس وسكي بين الرقصات، فالذي يريد أن يطرح مواضيعه بجرأة يجب أن يكون لديه القدرة على معالجة تفيد لا تعلم الشباب على الرذيلة وتفسح المجال لانحلال أخلاق المجتمع.

والسؤال الذي يطرح نفسه أخيراً، ونحن نتابع هذه البانوراما والأصداء: هل تكون هذه المؤشرات درساً لصناع الدراما السورية، كي يعيدوا النظر في الطريقة التي باتوا يقدمون فيها أعمالهم... أم أن المسألة برمتها سيتم التعامل معها باعتبارها: (كلام حاسدين ومغرضين)؟!

سؤال يجب الإجابة عليه بوضوح، إذا أردنا حقاً، أن نحافظ على مكتسبات الدراما السورية خشية أن تذهب في مهب الريح، في زمن يعدنا بمزيد من منافسة الآخرين لنا!

mansoursham@hotmail.com

القدس العربي في

19/09/2010

 

الدراما والإعلان:

كيف يتواطأ المنتج والمستهلك على الخسائر المشتركة؟

القاهرة ـ هاني درويش

انتهى الكرنفال الدرامي الرمضاني هذا العام كما انتهى الكرنفال الإعلاني المصاحب له، لكن بقيت أسئلة هامة حول اقتصادات كل من القطاعين المفترض فيهما التأثر بالأزمة المالية. ورغم ما يعتري القطاعين من لا شفافية متأصلة في بيانات الأداء، الأمر الذي يدخلهما سويا في خانة الأسرار العسكرية إلا أن نثار ما يخرج من تصريحات صحافية للعاملين في كليهما يبدو كفيلا بتأكيد مجمل الإيهامات والإستفهامات حولهما.

وفقا للقليل المتوافر من هذه المعلومات، أنتج قطاع الإنتاج الدرامي التلفزيوني هذا العام نحو 150 مسلسلا، 75 منها مسلسلات درامية والباقي من فئة «الست كوم« القصير. وصلت التكلفة الإجمالية لهذه الأعمال نحو 700 مليون جنيه مصري (نحو 150 مليون دولار) ، وبلغت حصيلة السوق الإعلاني الدائر حول وأثناء عرض تلك المسلسلات نحو 400 مليون جنيه، وهو ما يعني خسائر بمقدار 300 مليون جنيه إذا ما قدر للحسبة الاقتصادية أن تخرج دون مكاسب. لذا يطل السؤال ، تحت أي معايير اقتصادية جرى تمرير تلك الأرقام وأي أجزاء من مكونات هذا السوق تحمّلت هذا الخسائر؟ خاصة أن مجمل المؤشرات تؤكد أن مثل تلك الخسائر لن تقلل مستقبليا كم إنتاج الدراما التلفزيونية وما يتبعه من إعلان، بل على العكس، ستزيد باطراد على المستويين. كما أن تلك الخسائر لن ينتج عنها أي تخفيض في أسعار مستلزمات الإنتاج إذ هي تتضاعف أسعارها من عام لآخر. وفي ظل إطار اقتصادي مختل لا تتعدد فيه مصادر تمويل التلفزيونات التي تشتري مثل تلك الأعمال (مثل تحصيل ضرائب للمشاهدة، أو تشفير الخدمة) بمبالغ طائلة وتقتصر على التمويل الراجع عبر الإعلانات، للدرجة التي أضحى بها المعيار الوحيد المتباهى هو عدد دقائق الإعلانات التي جلبها المسلسل، فإن الأزمة سيتم ترحيلها وتأجيل سداد فواتيرها إتكاء على الغموض في ديناميكية مثل هذا الأداء الاقتصادي والثقة غير المبررة- بإمكانية التعويض لاحقا.

لا جديد في كون شهر رمضان هو شهر الاستهلاك الأعظم في العام، لذا تربط الإعلانات ذروة مشاركتها في السوق بذروة عرض المنتج الدرامي، وفقا لقاعدة مفادها أن المصريين قادرون على ربط أحزمة الاستهلاك والصراخ بالمعاناة طوال العام إلا في الشهر الكريم، وهو ما يتنافى فعليا مع إحصاءات اقتصادية رصينة تؤكد أن استهلاك المصريين لم يعد كما كان. آخر الإحصاءات تشير إلى أن المعروض مثلا من سلعة كاللحوم انخفض هذا العام إلى النصف، بينما تشير أرقام أخرى إلى إعادة جدولة احتياجات ومتطلبات واستهلاك شرائح واسعة من المصريين في العامين الأخيرين. من أين تأتي إذا هذه الثقة في إمكانية تعافي حلقة هي الأضعف (الإنتاج الدرامي والسينمائي) في مجمل القطاعات الرأسمالية؟

تتحرك ماكينات القطاع الإعلاني كرافعة اقتصادية وحيدة تشجع منتجي المادة الدرامية على الإفراط في الإنتاج. ولأن المعاملات المالية بين القطاعين سائلة وتدخل فورا في صلب حسابات المكسب والخسارة النهائية، يبدو القطاعان كمركبين يشد كلاهما الآخر نحو الغرق. فوفقا لتحقيق صحافي هام لجريدة المصري اليوم حاولت وكالات إعلانية عدة بعد أزمة مشابهة العام الماضي، إلى إعادة هيكلة أوضاعها. فبعد أن شهد العام الماضي دخول نحو 107 وكالات إلى السوق الرمضاني اقتصر هذا العام على 55 منها هي الأكبر والأكثر تأثيرا. فالعام الماضي شهد حرقا لأسعار «الأسبوت الإعلاني» لدرجة وصول سعر الإعلان إلى نحو ألف جنيه فقط. هذا العام رفعت الوكالات الكبيرة مقابل خدماتها بنسبة راوحت بين 300 و700% . فقد قررت وكالة «صوت القاهرة» المسؤولة عن تسويق أعمال التلفزيون المصري إلغاء نظام» الحزمات الإعلانية» الذي اتبعته العام الماضي. فبعد أن كانت تبيع ثلاث حزمات مختلفة تراوح أسعارها بين 850 ألف جنيه و5 ملايين جنيه، استبدلت هذا النظام بحزمة واحدة قيمتها 6 ملايين جنيه تتيح للمعلن 600 سبوت إعلاني، منها 120 على القناة الأولى ومثلها على الفضائية المصرية وقنوات «لايف» و»دراما» و»كوميدي»، ويتمتع المعلن وفقا لهذا النظام بميزة تحويل أي عدد من الأسبوتات على قنوات بعينها داخل باقة قنوات النيل دون الالتزام بهذا التحديد باستثناء قنوات الدراما المتخصصة والتي يأتي سعرها أعلى من باقي القنوات. كما قررت الوكالة إمكانية بيع نصف الحزمة بمبلغ 3 ملايين جنيه بمجمل إسبوتات 240، أو بيع ربعها مقابل مليون ونصف مليون جنيه لنحو 100 سبوت فقط. واضطرت الوكالة الى ذلك حتى يضع المعلن ميزانيته في وكالة واحدة بدلا من تقسيمها على عدد من الوكالات. لكن الحقيقي أنها لعبة خائبة تقضي بتغيير النظام لا أكثر، فيما ارتفعت فعليا وبشكل إجباري قيمة الإعلان على المعلن.

وبما أن التلفزيون المصري ووكالته سالفة الذكر- هما جهتا الإنتاج الدرامي المشارك في معظم الأعمال، حتى الخاص منها، (لابد أن تجد التلفزيون مشاركا في العمل حتى لو بتكلفة بوفيه الممثلين، فهو صاحب بلاتوهات التصوير، واستوديوات المونتاج الرخيص والعمالة الفنية المنخفضة الأسعار)، وبما أن ذلك الوضع شبه الاحتكاري يجعل الدولة ممثلة في جهازها العتيق مسؤولة عن التسعير إما الثمن التسويقي للمسلسل سعر الإعلان عبر وكالته، فإن التلفزيون المصري (مشاركا أو موزعا إعلانيا) يصبح أكبر المستفيدين من تعويم السوق. بمعنى آخر أثمر تكنيك جهاز الدولة البيروقراطي في توريط الصناعة الرأسمالية الدرامية في العمل لديه وبشروطه. لذا لا نجد غرابة في أن ترفع الوكالة التلفزيونية أسعار إعلاناتها بنسب تراوح بين 65-70%، واستثنت القناتين الأرضيتين «الأولى « و»الثانية» الضعيفتي المشاهدة من هذا الارتفاع. فوصل سعر الإسبوت الإعلاني فئة 30 ثانية من 25 إلى 30 ألفاً، عدا قناة «نايل دراما» فقد تراوح سعره بين 12 ألفاً و22 ألفاً، وبلغ في قنوات «لايف» «و «الفضائية» و»كوميدي» ما بين 10 إلى 18 ألف جنيه. وصرح مصدر مسؤول في الوكالة أن ذلك أدى إلى انخفاض ملحوظ في عدد الإعلانات التي تقطع الأعمال الدرامية بعد أن رفض بعض المعلنين الاستجابة لهذا الارتفاع في الأسعار. لكن ذلك-وفقا لنفس المصدر- لم يؤثر في الدخل العام للوكالة التي استحوذت بذلك على 40 % من حجم الإعلانات في السوق بزيادة 6% عن العام الماضي.

رغم ذلك الارتفاع، مازال السوق المصري محبطاً في أسعار إعلاناته مقارنة مع الدول المحيطة. فقيمة الإسبوت في القنوات السعودية تدور بين 5-6 آلاف دولار ، تصل في حالة مسلسل باب الحارة على قناة «إم بي سي« إلى 10 الآف دولار. وبما أن حجم الدخل الإعلاني وفقا لإحصاءات تتعلق بالقنوات السعودية- لا يمثل سوى 30% من حجم الإنفاق في هذه القنوات، تظهر أزمة ربط مداخيل القنوات ومنتجي الدراما المصرية بالإعلانات، وهي كذلك لا تتناسب مع نسبة مشاهدة هذه القنوات لعدد السكان مثلا. ففي حين تحصل إحدى القنوات الخليجية على قيمة إعلانات تصل سنويا إلى مليار دولار، لا تدور في مجمل السوق المصري للإعلانات حصيلة تزيد على مليار جنيه و400 مليون، اي أن قناة واحدة خليجية تحصّل خمسة أضعاف مجمل السوق الإعلاني المصري!

وتوضح المؤشرات السابقة أيضا عدم ارتباط السوق الإعلاني في القنوات الخليجية بشهر رمضان بل بارتفاع مستوى الدخل العام والإنفاق الاستهلاكي. فإذا ما أخذنا في الحسبان تواضع المنتج الدرامي الخليجي كما وكيفا، مقارنة بقرينه المصري، ظهر بما لا يدع مجالا للشك قيام هذه الصناعة في دول الخليج على ما هو أكثر من الربط الجائر بين الإعلان والمنتج الدرامي. وفي الوقت الذي تتراجع نسبة المعروض المصري على الشاشات الخليجية مع تطور الإنتاج الخليجي والسوري، تنخفض بشدة أسعار العرض الحصري للمسلسلات المصرية على تلك الشاشات، خاصة أن تعداد شاشات العرض المصرية يجعل مفهوم «حصري» وهماً تلوكه الألسن لا أكثر.

حسبة السوق المصري إذا دراميا وإعلانيا تنغلق، ومجرد ملاحظة بسيطة لكم وكيف إعلانات رمضان على شاشات الفضائيات المصرية تكفي لتبيان ذلك، ففي السنوات الخمس الماضية حملت شركات قطاع خدمة التليفون المحمول مسؤولية التدفقات المالية الكبرى في الإعلانات، موبينيل وفودافون واتصالات طورت إعلاناتها قطاع الإعلان ماليا وفنيا، في العام الجاري. ونتيجة لما يشهده سوق الاتصالات من ركود(بعد أن تشبع السوق المصري بـ30 مليون مشترك في موبينيل، و25 مليونا في فودافون، و15 مليونا في اتصالات)، لم تقدم الشركات الثلاث على حملات إعلان كبيرة، فاكتفت فودافون باستكمال الحملة المسلسلة الممتدة من العام الماضي (حملة عرائس الماريونيت والأغنيات الشعبية)، فيما استعانت موبينيل بحملة «كوميديا شهرزاد وشهريار« منخفضة التكاليف ومستوى التمثيل، فيما اختصرت اتصالات في إعلان واحد كبير«قالوا الناس مجانين« ببطولة ستة نجوم، وبتكلفة وصلت إلى 15مليون جنيه، حيث وصل اجر محمد منير فيه إلى سبعة ملايين جنيه مقابل مشهد لا يزيد على عشر ثوان، وحتى باحتساب «بذخ« الاتصالات هذه المرة لا يمكن مقارنة إسهام هذه المنتجات بما كانت تقدمه في السنوات الماضية، كذلك اختفت إعلانات المصالح والوزارات الحكومية التي ميزت العام الماضي(إحداها لوزارة المالية وصلت ميزانياتها إلى 15 مليونا وأخرى لوزارة النقل تكلفت 20 مليوناً)، بل وشهدت الشاشات انخفاضا نسبيا في عدد إعلانات مؤسسات التبرع الخيري، إعلانات الشحاذة على الفقراء التي ظهرت نتائجها في دراسة أعدها مجلس السكان الدولي ومركز معلومات مجلس الوزراء المصري، فبينت الدراسة أن 15 مليون أسرة دفعت ما قيمته 45 مليار جنيه على أعمال البر في العام الماضي، فدفع 98% من نسبة 8% من المصريين أموالا بغرض الزكاة والعشور، وبلغ حجم الزكاة نحو 18 مليار جنيه في العام المنصرم، بمتوسط 155 جنيهاً من كل أسرة مصرية.

إعلانات التسول والبر على الفقراء كانت وراء هذه الحصيلة من المليارات، إلا أن السوق الضيق وظروف أسعار الإعلانات أوقفت مؤسسات الخير والتسول عن استكمال مشروعها، وذلك لأن أسعار دقائق إسبوتات الخير لم تستطع أن تنافس أسعار سبوتات الجبنة والمياه الغازية!

تظهر كافة الإحصاءات السابقة كيف تشتبك حسابات المكسب والخسارة لدرجة مدهشة بين الإعلانات والدراما التلفزيوينة، خاصة مع ارتفاع تكاليف إنتاج كليهما وانخفاض مستوى القوى الشرائية لدى مستهلكيهما. فهل يعني ذلك نهاية الزواج الكاثوليكي بينهما؟ لا أعتقد ، لكن المتاح فعليا أمامهما ازاء تقلص حسابات المكسب، هو الخروج عن هذا السوق الداخلي الضيق والمأزوم، قد يكون ذلك عبر استهداف المستهلك الخليجي، أو توسع السوق الإعلاني له في مصر، وهي تسوية صعبة فغالبا لن تميل وكالات الإعلان الخليجية لدخول السوق المصري نتيجة طبيعة المستهلك المصري الذي ما زال مرتبطا بالمنتج الوطني. كما أن الرأسمالية المصرية لن تترك مساحة حتى لمنافسيها في بعض السلع. هل يترك المصريون استهلاك جهينة لصالح دلة مثلا؟ لا أعتقد، فإسهام الاقتصاد الخليجي الرفاهي لن يجذب فقراء المصريين. سيبقى السوق المصري إذا سوقا فقيرا وحصريا على وحوشه الإنتاجية والدرامية، وسيبقى التواطؤ على مكاسبه وخسائره لعبة سرية في أيدي منتجين لسلع غير خاضعة لتقييم حقيقي، مثله في ذلك مثل كل أمر مصري آخر، أعجوبة محلية الصنع، غير قابلة للاستنساخ أو الفهم من خارج مستنقعها الخاص.

المستقبل اللبنانية في

19/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)