حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

دراما 2010 السورية في الميزان (1)

مخرجون سوريون يخطفون البطولة

ماهر منصور/ دمشق

يُعرف عدد من المسلسلات السورية عادة بأسماء مخرجيه، وقد أكد هؤلاء خلال الموسم الدرامي 2010 أن الشهرة لا تعود للبطولة الجماعية في المسلسل السوري وحسب، وإنما لقدرتهم على امتلاك مفاتيح اللعبة الدرامية ومنافسة نجوم التمثيل على دور البطولة حتى لو اكتفوا بالوقوف خلف الكاميرا.

ورغم ظهور أسماء إخراجية أثار وجودها علامة استفهام كبيرة في دراما يفترض أنها تدخل في منافسة قوية مع مثيلتها المصرية العريقة والخليجية الطامحة.. تألق آخرون إخراجياً حتى أمكن القول ان الموسم الدرامي 2010 هو عام المخرجين السوريين.

وقد شهد الموسم الحالي عودة قوية للمخرج نجدة أنزور عبر عملين اثنين لفتا الأنظار إليهما، هما «ذاكرة الجسد» و«ما ملكت ايمانكم». وفي هذا الأخير يؤكد أنزور أنه مخرج القضايا الكبرى والساخنة، لا سيما بعد معالجته مسألة الرسوم المسيئة للرسول في مسلسله «سقف العالم» وتناول قضايا الإرهاب في «حور العين» و«المارقون». وقد عاد هذا العام ليعالج في مسلسله الأخير «ما ملكت ايمانكم» مسألة نشوء الجماعات الدينية المتشددة، من خلال بطل عمله توفيق (مصطفى الخاني)، متتبعاً آلية تكوّن خطابها المتطرف بدون أن يجعله يمر في المسلسل بدون نقاش من خلال ثلاث شخصيات هي : «الحاج عبد الوهاب، وزوج ابنته محمود، والشيخ عمار».

وفي دراما 2010، استحق المخرج باسل الخطيب بطولة مسلسله «أنا القدس» بين نخبة من نجوم الدراما الذين جسدوا شخصيات العمل، وقد اتفق النقاد على سحر الصورة والجهد الإخراجي الكبير الذي أبداه المخرج الخطيب في المسلسل.

بدت الصورة في «أنا القدس» نابضة بالإحساس، تنتمي إلى ما يمكن أن نسميه «دراما الروح» التي يمتاز بها أسلوب الخطيب، ذو الإيقاع الهادئ الذي يدفع بمكنونات الصورة لتشكل حدثاً موازياً للحدث الذي يبنيه الممثلون بأدائهم وحواراتهم في المسلسل.

وتجاوز المخرج سمير حسين نفسه في مسلــسل «وراء الشمــس» عما قــدمه في السنوات الأخيــرة. وإن كان العــام الفائت قد نجح في لفت الأنظار إليه في مسلــسل «قاع المدينة»، فهو في «وراء الشمس» بذل جهداً واضحاً في العمل على عــدد من الممثلين، بالإضافة إلى نجــاحه في بناء كادرات جميلة لكاميراته وإيجاد حلول إخراجية مبتكرة للحدث الدرامـي في المسلسل، ولا سيما في المشهـد الأخير للمسلسل حين وضع الطفل ـ المعوق أمام الشمس، في مشهد يلخص الحكاية ومقولة العمل.

وفي موسم 2010 الرمضاني أكّد المخرج حاتم علي في مسلسله «أبواب الغيم» انه النجم الأول في أي عمل يقــوم بإخـراجه، فيما نجح المخرج أحــمد ابراهــيم أحمد في أن يضع أولى خطواته الثابتــة بين المـخرجين الأقوياء في «لعنة الطين»، وذلك حــين نجح في التقاط روح مرحلة الثمانينيات وتفاصيلها.. وقاد كاميرته بهدوء وواقعية تذكر بكاميرا المخرج حاتم علي في أعماله الاجتماعية.

أما المخرج الليث حجو فقدم نموذجاً لكيفية تنفيذ دراما الأجزاء من خلال مسلسله «ضيعة ضايعة». فهو دخل تصوير الجزء الثاني من مسلسله بعقلية الجزء المتمم لا الثاني لعمله. ومدفوعاً بالخوف على نجاح الجزء الأول حافظ على أسلوبه الإخراجي ذاته في الجزء الثاني مع تشدد على مستوى النصوص.. وبذلك استطاع أن يرسخ نجاح الجزء الأول من مسلسل في جزء ثان، ويكاد يكون «ضيعة ضايعة» المسلسل الوحيد وسط دراما الأجزاء الذي حافظ على نجاح جزئه الأول وربما تجاوزه.

وكان المخرج قد أثار جدلاً بالنهاية التي اختارها لمسلسله إلا أنه أرادها جزءاً أخيراً ليحول دون ضغط الجمهور وشركات الإنتاج لإنتاج جزء ثالث منه.

بالمثل ثبتت المخرجة رشا شربتجي صحة فرضية أن لكل عمل درامي أسلوبا إخراجيا يتعلق بطبيعة النص أكثر من كونه يتعلق بأسلوب المخرج، فقدمت رؤية إخراجية كلاسيكية لمسلسلها «أسعد الوراق» فيما مالت إلى «الفن التجريبي» في إخراج مسلسلها «تخت شرقي».

السفير اللبنانية في

16/09/2010

 

مصطفى محرم:

الحزب الوطنى قاد هجوماً ضد «زهرة» لصالح «الجماعة»

حوار   حمدى دبش 

رغم أن موضوع مسلسله اجتماعى، يدور حول العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين زوجة وأربعة أزواج ارتبطت بهم فى ظروف مختلفة، فإن «زهرة وأزواجها الخمسة»، الذى كتبه المؤلف مصطفى محرم، أثار جدلا كبيرا قبل وأثناء وبعد عرضه، فرغم الحديث عن اعتراض جهات عديدة على المسلسل، منها الأزهر ونقابة التمريض، فإنه من أكثر مسلسلات رمضان التى شهدت نسب مشاهدة مرتفعة، لأنه يطرح فكرة جديدة، قال عنها مصطفى محرم - فى هذا الحوار - إنها دراما جديدة خرجت عن قوالب الدراما التليفزيونية.

متى كتبت المسلسل وكيف جاءت لك هذه الفكرة الجديدة على الدراما التليفزيونية؟

- «زهرة» هو أول مسلسل يخرج عن الـ٣٦ تيمة التى لا تخرج عنها جميع الأعمال الدرامية، أنا كتبت المسلسل منذ عشر سنوات بعد عرض مسلسل «الحاج متولى» وقدمت السيناريو إلى التليفزيون ليتولى إنتاجه ولكنه رفض، بحجة أن هناك جهة سيادية طلبت من التليفزيون عدم إنتاج أى عمل فنى يتعرض لقانون الأحوال الشخصية بعد اعتراض المجلس القومى لحقوق المرأة على مسلسل «الحاج متولى»، ومنذ هذا التوقيت رفضت تقديم أى مسلسل للتليفزيون وأتعامل فقط مع القطاع الخاص.

وهل الرفض كان بسبب مضمون المسلسل الذى اعتبروه جريئا؟

- هو أنا كاتب قصة سيدة جمعت بين ٤ أزواج دفعة واحدة، «وحاطة كل واحد فى أوضة وبتنام عند كل واحد ليلة»، أنا كاتب قصة سيدة تزوجت ٤ مرات دون قصد. ورفض التليفزيون كان بسبب الخوف من كشف ثغرات فى قانون الأحوال الشخصية من خلال المسلسل، خاصة أننى بنيت المسلسل على هذه الثغرات، لأننى ضد القوانين الوضعية لأنها تفسد العلاقة بين الرجل والمرأة، فالاستناد إلى الشريعة هو الذى يحكم هذه العلاقات.

هل شخصية زهرة موجودة فى المجتمع المصرى؟

- موجودة شكليا، فهى ليست غريبة على المجتمع، دى واحدة بتتجوز كذا واحد، وزهرة لا تمثل نفسها فقط بل تمثل المرأة بوجه عام بكل مشاكلها، ونحن عرضناها لندق ناقوس الخطر على أشياء تحدث أو قد تحدث، كما أننى أقدم ضحية ممكن أن تكون أى امرأة، خاصة السيدات اللاتى ليس لهن علم بالقانون وهؤلاء بالملايين.

هل استعنت بخبير قانونى؟

- استعنت برئيس محكمة الأحوال الشخصية الذى راجع الحلقات كلها ولم يجد فيها ثغرة، وقال لنا بعض المنطوقات التى تقال فى المحاكم، كما أننا أرسلنا المسلسل للأزهر فجاءنا الرد بأن المسلسل ليس به أى خطأ.

كيف ترى رد فعل الجمهور على المسلسل؟

- فوق ما كنت أتصور، فالمسلسل حقق نجاحا طاغيا كاسحا على مستوى العالم العربى كله، وعندما سافرنا لبنان «كان ناقص إنهم يشيلوا غادة على راسهم ويهتفوا بيها»، بصراحة استقبلونا استقبالاً رهيباً جدا وعندنا عشرات الدعوات من الداخل والخارج لتكريم أسرة المسلسل. وحقق هذا المسلسل نجاحا أكثر من كل مسلسلات رمضان بما فيها مسلسل «الجماعة»، لذلك كل الهجوم الذى تعرض له المسلسل كان من الحزب الوطنى لأنهم عايزين مسلسل «الجماعة» فى المقدمة، كما أننى أشك فى كم الإعلانات التى تعرض فى مسلسل «الجماعة»، لأننى لا أعتقد أن المعلنين يعلنون فى هذا المسلسل، هناك طبقة كبيرة من المصريين لا يهمها هذا المسلسل فمشاهدته مقصورة على الطبقة المتوسطة.

ولكن الجمهور يرى أن المبالغة فى تهافت الرجال على زهرة غير منطقى؟

- طبيعى أن يتمسك الرجال بالست الحلوة الجميلة، وطبيعى أن يتهافتوا عليها، «ده خمسة قليل»، ففرج أبواليسر تهافت عليها فى البداية إعجابا بجمالها ثم تهافت عليها أكثر بعد أن أنجبت له الولد الذى يحلم به من سنوات طويلة.

وهل من المنطقى أن يحب طيار ممرضة؟

- ما المشكلة.. هذا تفكير طبقى، فهناك ملوك تزوجوا من عامة الشعب، وهناك باشوات تزوجوا خادمات، ثم إن مهندس الطيران شخص عادى جدا، ومن يقل كيف يتزوج طيار من ممرضة فهو ساذج.

وما رأيك فى اعتراض نقابة التمريض على المسلسل باعتباره يسىء إلى الممرضات؟

- هو مفيش ممرضات منحرفات، مفيش دكاترة منحرفين، مفيش وزراء منحرفين، ثانيا ما الذى فعلته زهرة غير أنها تأخذ الأدوية التى تبقت من المستشفى وتبيعها للفقراء، خاصة فى ظل ارتفاع أسعار الأدوية التى وصل بعضها إلى ٣٠٠ و٤٠٠ جنيه، ده أنا طلعتها غلبانة وبسيطة وبتساعد الفقراء، وبعدين هى اشتغلت ممرضة فى المسلسل حلقتين بس، مش طول المسلسل بتشتغل ممرضة.

لماذا تركز على الموضوعات الاجتماعية.. هل لأنها تناسب طبيعة شهر رمضان؟

- الناس أحبت مسلسل «الباطنية» رغم أن موضوعه عن تجارة المخدرات، لأنه يعالج العلاقات الاجتماعية والأسرية فى هذه الطبقة، فارتبط الناس بالشخصيات، وعامة أنا أحب الموضوعات الاجتماعية البسيطة التى تصل إلى الناس البسطاء وعندما أشعر أنهم تذوقوا المسلسل أشعر أنه نجح.

هل تغيرت الدراما عن الماضى وأصبحت تهتم أكثر بالسياسة؟

- السياسة موجودة فى كل عمل من الأعمال الاجتماعية، والحياة الاجتماعية لا تنفصل عن السياسة، وفى «الحاج متولى» تجد مثلا أنه يكشف فساد السلطة من خلال بتوع وزارة التموين اللى بيدوله حصص القماش وياخدوا نسبة، وفى «زهرة» شخصية الحمزاوى شخصية سياسية لكننا لم نتوسع فيها، فهو يوزع الصفقات على رجال الأعمال ويضطر أحيانا إلى استخدام العنف.

لماذا تأخرت فى تقديم المسلسل؟

- كنت بدور على من تقوم بدور زهرة، وده كان مانعنى من تقديمه ولكن عندما وجدت ضالتى فى غادة عبدالرازق شعرت أنها ممكن تقوم بهذا الدور، وكانت توقعاتى صحيحة فقد تربعت غادة على قمة النجمات، وهناك صراع بين الشركات المنتجة عليها وأجرها ارتفع وتجاوز نور الشريف ويحيى الفخرانى وقد بدأ هذا التصاعد منذ مسلسل «الباطنية» ثم «زهرة» وهناك عمل جديد يجمعنى معها العام المقبل.

هل اعترضت الرقابة على العمل؟

- لا.. كان فيه مجرد ملاحظات فقط من ناس مش فاهمين كتبوا عبارة «نرجو العرض على الأزهر وعلى جهة قانونية» وإحنا كنا هنعمل ده من نفسنا، وأنا ضد أى رقابة على الفن، والفنان لازم يراعى من نفسه عدم التعرض للدين بشكل يسىء له، أما السياسة فمن حق كل شخص أن يقول رأيه.

ولماذا إذن أرسلت المسلسل إلى الأزهر؟

- عشان أتأكد من معلوماتى الدينية وكل ما تردد غير ذلك غير حقيقى، فالمسلسل تعرض للهجوم قبل عرضه، ومرة قال مفيد فوزى فى مداخلة تليفزيونية «المفروض أن يعرض هذا المسلسل على وزارة الأسرة والسكان» رغم أنه لم ير المسلسل لأنه لم يعرض، فقلت «وهى مالها وزارة الأسرة والسكان.. أنا بافهم فى الدراما والعلاقات الأسرية أكتر منها».

البعض يعيب على المؤلف الاستعانة بمعلومات من الخارج.. ما ردك؟

- الأعمال الفنية فى أمريكا تستعين بمستشار قانونى وطبى وهندسى لتدقيق المعلومات التى تورد فى السيناريو عن تلك المهن، فهذا لا يعيب المؤلف، أما من يعتقد أنه يفهم فى كل شىء فهو أول من يقع فى خطأ وظهر ذلك فى مسلسلى «كليوباترا» و«الجماعة».

هل تقصد أن وحيد حامد أخطأ فى بعض المعلومات فى مسلسل «الجماعة»؟

- بالفعل وأدخل نفسه فى نفق ضيق وأخطأ فى العديد من المعلومات عندما أورد فى مسلسله أن الإخوان المسلمين هم الذين دمروا محال اليهود، رغم أنه لم يثبت حتى الآن من الذى دمر تلك المحال فهى مازالت مسار جدل، والدليل على ذلك أن مسلسل «رأفت الهجان» أكد أن اليهود هم الذين دمروا تلك المحال لإشعال الفتنة فى مصر أما الإخوان فليس لهم أى علاقة بذلك، بل كانوا مشغولين فى تلك الفترة بالجهاد فى فلسطين ضد المحتل.

معنى ذلك أنك غير راض عن هذا المسلسل؟

- شعرت أن المقصود منه إعطاء صورة عن الإخوان للتأثير على شعبيتهم فى الانتخابات، لكننى شعرت طوال ١٥ حلقة بتعاطف الناس مع حسن البنا ومع الجماعة، وأرى أن الاقتراب من مسلسل له توجه دينى يحتاج إلى حرفية عالية من الكاتب، وهذا المسلسل يتأرجح بين التوجه واللا توجه، ومقصود منه محاولة خداع المشاهد لكن ما رأيته حسب احتكاكى ببعض الناس أن هذا المسلسل رفع من حب الناس للإخوان.

ماذا لو طُلب منك عمل مسلسل موجه؟

- لا يمكن أن أكون خادماً للسلطة وأن يملى على أى شخص موضوعاً معيناً.

ما العمل السياسى الذى يمكن أن تكتبه؟

- لا يستهوينى موضوع الإخوان، لأنه عمل شائك جدا رغم أننى قرأت كثيرا عن الإخوان وعن حسن البنا، ولكن عندنا للأسف التاريخ الحديث يكتب بتوجهات أو لتصفية حسابات وهذا واضح جدا فى شخصية الملك فاروق فأنا أول من أنصفه فى مسلسل «رد قلبى» لأن الملك ظلم، وكان هناك فساد طبعا ولكن لا يتحمله وحده فالفساد ظل موجودا بعده ومازلنا نعانى منه.

المصري اليوم في

16/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)