حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

الدخول في عوالم الناس البسطاء

سامر المصري: 'أبو جانتي' يعيد الاعتبار لسائق التاكسي

دمشق – من باهل قدار

الفنان السوري يؤكد أن الدراما السورية تعاني من أزمة نص، ويطالب بإحداث هيئة لتنظيم إنتاج الأعمال السورية.

برع الفنان سامر المصري في الكثير من المجالات الفنية كالتمثيل والكتابة والغناء فقد كتب سابقاً مسرحيتي "أبيض أسود" و"صنع في سوريا" التي أدى فيها خمس أغان من كلماته وغنائه وتوليفاته اللحنية، كما وظف صوته في عدة أدوار تلفزيونية مثل "مرزوق على جميع الجبهات" وفي عدد من لوحات "بقعة ضوء" إلى جانب أغنية "فيق يا بو زهدي".

ويستثمر المصري هذه الملكات في الموسم الدرامي الحالي عبر مسلسلي "الدبور" و"أبو جانتي ملك التاكسي"، ولعل تصديه لهذين العملين يؤكد مبدأ التنويع الذي يعتمده في حياته الفنية وابتعاده عن التكرار والتنميط .

ومسلسل "أبو جانتي" كان مجرد لوحة قدمها المصري في الجزء الثالث من بقعة ضوء حققت نجاحاً كبيراً فعمل على تطويرها حيث أمضى ثلاث سنوات في إعدادها وكتابتها بمشاركة رازي وردة إلى أن خرجت بصيغتها التي تعرض حالياً على أكثر من محطة فضائية.

ويشير المصري إلى أن "أبو جانتي" يحمل في طياته عدة أهداف عبر اختيار شخصية سائق التاكسي الذي ينتمي لأوسع الشرائح في المجتمع العربي.

ويقول "إن اختيار هذه الشخصية حجة للدخول في عوالم الناس البسطاء بطريقة فنية تراجيكوميدية لتسليط الضوء على حياتهم وهمومهم".

ويؤكد أن هذا العمل هو خطوة لإعادة الكوميديا السورية إلى "سكتها الصحيحة، فبعد فترة ذهبية من الكوميديا أيام الفنانين الكبار دريد لحام ونهاد قلعي وناجي جبر وغيرهم تراجعت الكوميديا السورية"، مشيراً إلى أن هناك عدة محاولات لإعادة هذه الروح الشعبية البسيطة التي يرى فيها المشاهد همومه وآلامه وآماله بشكل فني مضحك وبشكل مبك أحياناً.

ويشارك سامر المصري في "أبو جانتي" عدد من نجوم الكوميديا السورية الأوائل بينهم أيمن رضا وأندريه سكاف وفادي صبيح وشكران مرتجى وسامية الجزائري وتاج حيدر وحسام تحسين بك إضافة إلى الفنان الكبير خالد تاجا، ويشكل كل منهم محوراً كوميدياً خاصاً داخل العمل يتقاطع مع محور سائق التاكسي الذي يصادف مجموعة مشكلات يتعرض لها مع الناس أو يروونها له.

ويعتبر المصري أن جمالية "أبو جانتي" تنبع من مصادفة سائق التاكسي بحكم طبيعة عمله لشرائح مختلفة من المجتمع وهذا انعكس على شكل تفاعل الناس مع المسلسل.

ويقول "من خلال متابعتي للكوميديا السورية بملامحها حاولت أن أقدم موديلاً يشبه الكوميديا السورية التي غزت العالم العربي أيام الأبيض والأسود وحفرت في ذاكرة الملايين فأعمال نهاد قلعي ودريد لحام ما زالت أعمالاً معاصرة وكأنها أنجزت خلال 2010".

ويضيف "كانت مهمتي مع رازي وردة وضع خطوط درامية تعتمد على كوميديا موقف وليس كوميديا التهريج والابتذال مع الاحتفاظ بعناصر المتعة للمشاهد وكانت الصعوبة في توجيه شخصية أبو جانتي باتجاه لا يشبه شخصيات كوميدية أخرى تم تقديمها فاشتغلنا على رد فعل الشخصية".

ووصف المصري المواضيع التي يعالجها العمل بـ"الإنسانية البحتة" من خلال تطرقه في كل حلقة إلى قضية معينة حيث لا تنبع المواقف الطريفة من هذه الحكايات فقط بل من التدخل الإيجابي "لأبو جانتي" ومسارعته للتفاعل مع أصحاب الحكايات والمشكلات بالأفعال والأقوال وهكذا أمكن للجمهور أن يشاهد نماذج لهموم النساء والفقراء والأغنياء والرياضيين وأصحاب المهن الحرفية في جو من الكوميديا الرشيقة إضافة إلى معالجته قضايا مهمة أخرى كتسول الأطفال وهجرة الشباب والعنف ضد النساء وغيرها.

ويرى المصري أن الكوميديا كنوع درامي جاءت لمعالجة القضايا الكبيرة وليس الصغيرة.

ويضيف "إن الدراما حلم يصنعه الفنان ويحلم به المشاهد ويجب على الفن عموماً أن يقدم البطل المثل والقدوة من خلال تدخله الإيجابي".

وينفي المصري أن يكون هدف مسلسل "أبو جانتي" تجميل سائق التاكسي بل لبناء وإصلاح المجتمع. ويقول إن سائق التاكسي متهم دائماً بأنه ينتمي لشريحة سلبية لكن عندما تقدم للناس مثلاً أعلى بسلوكه وتصرفاته سيقتدي به الكثيرون "وهذا ما نلمسه على أرض الواقع"، مشيراً إلى أن المسلسل أقام جسراً من التواصل بين الناس وسائقي التاكسي ومنح السائقين قيمة اجتماعية يستحقونها.

ووفر المسلسل للمصري مساحة جيدة ليأخذ مداه ويظهر مقدراته الإبداعية ولاسيما الغناء حيث استثمر هذه الموهبة بشكل مكثف فسجل بصوته شارة المسلسل وهي من كلماته وألحان فادي مارديني كما تحفل حلقاته بالعديد من المواويل التي أطلقها المصري وباللغتين العربية والإنكليزية.

ويشير المصري إلى أن "أبو جانتي" أكد بشكل أكبر موهبته الغنائية بعد أن قدم "فيق يا بو زهدي فيق".

ويضف "إنه بحكم وجود مواويل في المسلسل وأغنية الشارة وأغان كثيرة أكدت على حضوري الصوتي إلى جانب حضوري التمثيلي واستخدمته بحرفية أكثر".

ويشارك المصري في مسلسل "الدبور" الذي يتناول فترة حكم الملك فيصل لدمشق في الفترة ما بين عامي 1918 و1920 من خلال عرضه عدة أحداث وقصص مستوحاة من الموروث الشعبي.

ويتعرض الدبور (سامر المصري) للظلم من زوجة أبيه التي دخلت البيت بعد وفاة أمه بأيام قليلة حيث تلفق له تهمة كبيرة فيحكم عليه أهل الحارة بالطرد منها ونتيجة لما يتعرض له يصبح كثير المشاكل مع الناس وبعد وفاة والده يعود إلى الحارة ليثبت براءته ليظهر الحقيقة ويستعيد أموال وممتلكات أبيه.

وشبّه المصري أعمال البيئة الشامية بالمسلسلات الصعيدية في الدراما المصرية وقال إنها أصبحت موديلاً مطلوباً من المحطات الفضائية ومحبوباً من شريحة كبيرة من الناس، مشيراً إلى أن ما يميز شخصية "خطاب أو الدبور" التي يؤديها في المسلسل أنها تحمل قيماً إشكالية تخلق مساحة للممثل كي يقدم شيئاً جديداً "ولاسيما أن خطاب هو ابن طبقة غنية اضطرته الظروف أن يعيش في حارة أخرى بجوار كشاشي الحمام ويعاشرهم فيسلك سلوكا غير سوي".

ويلفت المصري إلى أن الدراما السورية قائمة على البطولات الجماعية لكنه استغرب من بعض الممثلين الذي يحاولون الاستفراد بالعمل الدرامي فينتقون ممثلين ليسوا أصحاب نجومية بهدف إلغاء المنافسة مشيراً إلى أن تدعيم الأدوار الثانوية بشخصيات ذات حضور فني يرفع من سوية العمل ويضيف قيمة لنجم العمل نفسه.

ويؤكد أن الدراما السورية تعاني من أزمة نص ويقترح تخطيها بتنشيط الكتابة الحقيقية، كما يطالب بإحداث هيئة تنظم عمليات التنسيق بين شركات الإنتاج وتتابع سوية الأعمال المزمع إنجازها ومراعاة عدم تكرار أنواعها بهدف الارتقاء بالعمل الدرامي السوري.(سانا)

ميدل إيست أنلاين في

05/09/2010

 

الحب يجمع بين الليبرالية والدين

'قصة حب': كيف نعالج التطرف الديني دراميا؟

القاهرة – من رياض ابو عواد

مسلسل مصري يناقش التطرف الديني بطريقة هادئة وواقعية بعيدا عن الاسلوب الوعظي والخطابي.

تميز مسلسل "قصة حب" عن سواه من المسلسلات المصرية التي تناقش التطرف الديني، بالطريقة الهادئة والواقعية التي عالج بها هذه القضية، بعيدا عن الاسلوب الوعظي والخطابي، ومن خلال علاقة حب ربطت بين ناظر مدرسة ليبرالي وام طالب أرملة منقبة.

واعتبر النقاد ان هذا المسلسل من افضل المسلسلات التي تطرقت الى موضوع التطرف الديني كجزء من الحياة اليومية في المجتمع المصري، اذ يصورها المسلسل ضمن خط درامي من بين عدة خطوط درامية أخرى تلتقي في هذا المسلسل الرمضاني المتميز، الذي ينافس على مكانة متقدمة بين المسلسلات التي يتم عرضها خلال شهر رمضان الحالي.

فقد تميز عن غيره من المسلسلات التي تطرقت الى موضوع التأثير الديني في الشارع المصري مثل "الجماعة" لمحمد ياسين وتأليف وحيد حامد، و"الحارة" لسامح عبد العزيز وتاليف احمد عبد الله، و"اهل كايرو" لمحمد علي وتاليف بلال فضل، بان المعالجة جاءت سلسلة وهادئة، ومن خلال علاقة حب تجمع المتناقضين الليبرالي والديني.

فمن خلال العلاقة التي تبدأ بين ناظر المدرسة الاعدادية المختلطة ياسين الحمزاوي (الفنان السوري جمال سليمان)، ووالدة الطالب عبدالرحمن الارملة المنقبة رحمة عبد الرحمن (بسمة) التي قتل زوجها من التعذيب وتعرضت للتحقيق اكثر من مرة، يدخل المؤلف عالم التطرف الديني ويناقشه كحالة اجتماعية سياسية وبطريقة مغايرة عن الخطابة والصخب المرافقين لمسلسل "الجماعة" وبعض المشاهد في المسلسلات الاخرى.

وتبدأ العلاقة بين ناظر المدرسة ووالدة التلميذ عندما يستدعي مدير المدرسة اولياء امور الطلبة بعد حادثة شغب قام بها الطلبة الواقعون تحت تاثيرات التطرف الديني ضد مجموعة من الطلاب المختلفين عنهم.

ومن خلال التواصل بين الناظر وبين أم الطالب عبر الانترنت، تنشأ علاقة تتطور الى اعجاب، ثم الى مشاعر مليئة بالحب. ومن خلال الرسائل المتبادلة بين المتناقضين يظهر التمايز بين التدين وبين التطرف، فالتدين الشعبي البسيط المعارض للحكومة تمثله الام المثقفة والدارسة للفلسفة، رغم انها منقبة، في حين يمثل ابنها حالة من التطرف تحت تاثيرات الوسط المحيط به من رجال دين بعضهم من اصدقاء والده المتوفى.

ويتصاعد الصراع بين تيار التدين وبين تيار التطرف، بين الام التي تناقش وتحاور الليبرالي ياسين الحمزاوي وتتقارب معه ويزاداد اعجابها به، وبين ابنها الذي يصبح اكثر اقترابا من الجماعات الدينية، فيبدأ التدريب العسكري للقيام بعمليات ارهابية، ويتهم امه بالوقوع تحت تأثيرات ياسين الحمزاوي.

ويقابل ذلك ايضا صراع بين ياسين الحمزاوي وشقيقه ضابط امن الدولة عرفان (خالد سرحان) بسبب علاقة الحب التي تنشأ بينه وبين الارملة، فشقيقه يرى في هذه العلاقة خطرا على مستقبله في امن الدولة ويرفضها متنكرا لدور شقيقه الاكبر الذي قام بتربيته الى جانب شقيقهما الثالث (امير كرارة) رجل الاعمال الذي لم ينجح بعد، وشقيقتيهما الطبيبة (كارولين خليل) والممثلة (منى هلا).

وخلال هذين الخطين الدراميين، يتم الكشف عن تناقضات الطبقة المتوسطة من خلال عائلة حمزاوي بتنوع العلاقات التي تربطها وتربط افرادها بالواقع المحيط بهم، بينما يتم تعرية التشدد والتطرف الديني من خلال الخط الذي تمثله العلاقات التي يقيمها ابن بسمة في اوساط المتطرفين، فيما تكشف بسمة وخالها عن الجانب المتدين في حدوده المعقولة بعيدا عن التطرف.

واعتبرت الناقدة علا الشافعي ان "المسلسل رصد بعمق معاناة الاسر المصرية المتوسطة وفوق المتوسطة، وكشف عن اساليب التربية الخاطئة والتطرف الذي بات يسيطر ويحكم الكثير من الامور، ويكشف عن ذلك الصراع الذي يقوده جمال سليمان ضد اساتذة الدروس الخصوصية وضد اساتذة التجارة على حساب اساتذة العلم الذين يمثلهم نصحي (حجاج) ومن حوله".

واعتبرت ان المؤلف "استطاع بحرفية شديدة ان يعالج المساحات الرمادية داخل البشر، ليضع امام اعيننا ازماتنا الحقيقية في التعليم والتربية وتراجع القيم والمثل العليا بدون خطابة او زعيق اضافة الى الاشارة الى الدولة البوليسية بطريقة شديدة الذكاء وتوظيفها بدقة شديدة بحيث لم تظهر شديدة الفجاجة".

أما الناقد اشرف بيومي فقد أكد ان "المسلسل يدق ناقوس الخطر حول انتشار التطرف في المدارس وحتى احيانا غرس بذور هذا التطرف في الحضانات الاسلامية التي تنتشر في الكثير من المناطق وهذا ينعكس ايضا على المدارس بكل مستوياتها وصولا الى الجامعات، وظاهرة انتشار الجماعات الاسلامية المتطرفة فيها نابعة من النظام التعليمي اساسا وعدم كفاءة المدرسين واخلاصهم لوظيفتهم وتوجههم بدلا من تربية الاطفال الى الدروس الخصوصية".

ويقدم المسلسل كل هذه التناقضات بنكهة الواقع الذي نعيش، بحيث ان ابطال المسلسل استطاعوا ان يقدموا صورة جميلة واداء رائعا مع استثناءات بعض الفنانين. وقد تميز الى حد كبير جمال سليمان، وبسمة، وسامي مغاوري، وحنان سليمان، وخالد سرحان، ومنى هلا، وكارولين خليل، وامير كرارة.

ميدل إيست أنلاين في

05/09/2010

 

'للمبدع الحق بتناول ما يريد وللمتلقي رؤية ما يريد'

الجنس في الدراما السورية: إثارة مجانية أم كشف للمستور؟

دمشق – من حسن سلمان 

أزمة الشرف والانحدار الأخلاقي تشكل السمة الغالبة لدراما رمضان، والبعض يطالبها بمراعاة التقاليد الاجتماعية.

تثير الدراما السورية هذا العام إشكاليات عدة حول المواضيع التي تتناولها، ويرى البعض أن الجرأة في تناول القضايا الاجتماعية بشكل خاص (الدعارة وأزمة الشرف) بلغت مستويات مرتفعة قد لا تناسب الدراما التي يُفترض أنها "فن عائلي" يُعرض على وسيلة جماهيرية وبالتالي يجب أن يراعي الجانب "الأخلاقي والاجتماعي".

ويؤكد موقع "دي برس" أن القاسم المشترك بين جميع الأعمال الدرامية السورية المعاصرة هذا الموسم هو أزمة الشرف والانحدار الأخلاقي في المجتمع "حيث تم تسليط الضوء على تلك القضية ولو بالـ"المطمطة" أحياناً لجذب أكبر عدد من المشاهدين".

ويضيف "جميع المسلسلات الدرامية المعاصرة على اختلاف مشاربها تناولت أزمة الأخلاق وحكايات الدعارة بشكل علني أو عبر تمرير قصة في خضم أحداث مثيرة أخرى، فمسلسل 'الخبز الحرام' على سبيل المثال كُرّس بأكمله ليعرض قصص متنوعة الأحداث عن علاقات غير شرعية تنمو في المجتمع السوري (الريف والمدينة)، وهو الحال نفسه الذي يعرضه المسلسل المثير للجدل 'ما ملكت أيمانكم' الذي أظهر ازمة شرف عارمة تعاني منها بنات الجيل على اختلاف الطبقات المخملية والفقيرة".

وتثير الأعمال السورية ردود فعل متباينة لدى الجمهور السوري، فالبعض يرى أنها تحول تسليط الضوء على المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي يعاني منها المواطن، فيما يرى البعض الآخر أن جرعة الجنس الكبيرة التي تتجلى في أغلب الأعمال غير مبررة ولا تناسب الموسم الرمضاني.

ويعلق أحمد ببيلي على إحدى المواد المنشورة في موقع "سيريا نيوز" بقوله "التلفزيون السوري والمسلسلات السورية باتت ضيفاً ثقيلاً وغليظاً يقتحم المنازل، وخاصة في شهر رمضان حيث تعرض الكثير من المشاهد المنافية للأخلاق كتقديم شباب مراهقين يشربون الخمر ويرقصون في ديسكو دون مراعاة لحرمة الشهر الفضيل".

ويرى بهاء(معلق) أن ما تقدمه الدراما ليس لخدمة المجتمع فـ"نحن لسنا ضد عرض هذه الأشياء من لقطات الفحش والعربدة، ولكن المشكلة هي أن تصبح محور الدراما السورية حيث لا يخلو مسلسل تقريباً من هذه المواضيع، في حين تغيب مواضيع أهم منها كتخلف المناهج التعليمية،وأتساءل أليس من حق العائلة السورية اختيار طريقة توعية أبنائها فربما ليست هذه هي المواقف الملائمة دائماً، فضلاً عن أن طريقة المعالجة والطرح تكون غير مناسبة كمسلسل تقوم البطلة المحبوبة فيه بممارسة الفاحشة".

وتقول الصحفية سعاد جروس إن "تجدد قاموس الشتائم السورية في الدراما بسيل من الألفاظ والمصطلحات فاض عن الحاجة الدرامية والفنية، في منافسة محمومة مع لغة الشارع السوقية.

وتضيف في مقال لها بمجلة "الكفاح العربي": "ظهر اجتهاد في ذكر الشتائم البالغة السوقية كتلك الكلمة التي تبدأ بحرف (ط) والتي صار يكنى عنها بصوت توت (كناية عن كلمة سيئة) فتجد حوارات أحد المسلسلات مثل شارع مزدحم بالسيارات يضج بالزمامير توت.. توت، فعلاً إنها لغة تستحق الترويج والتعميم في الدراما السورية لتعكس صورة صادقة عن مجتمعاتنا الفاضلة ! وتنسجم مع الفواصل الإعلانية التي تروّج لصناعة العلكة المزدهرة، لا بل تستحق أن يخرج مجمع اللغة العربية من خموله وينشط لتشكيل لجنة لتأليف معجم 'الطامة في ثرثرة الدراما'!

وتشير صحيفة "الوطن" إلى أنه "لا يكاد يخلو مسلسل سوري من مشاهد تقترب من حدود 'أفيون العصر' وهو الجنس الذي تحوّل من حكم رابع إلى حكم ساحة يتحكم باللعبة كلها، هناك أعمال كاملة قامت على حدث جنسي والجنس يقود أغلب الشخصيات في الأعمال الدرامية السورية فهو الأساس الذي تبنى عليه تصرفاتها وانفعالاتها وحتى 'باب الحارة' الذي كان يفخر صنّاعه أنه بعيد كل البعد عن ويلات هذا 'المرعب' تضمن مشاهد جنسية مخجلة لم تكن في محلها من قبيل أن فلانة 'زهّرت".

ويؤكد علي سفر مدير قناة "سورية دراما" وجود مبالغة في الحديث عن مضامين هابطة تضمها الدراما السورية و"التعميم غير صحيح".

ويضيف لموقع "سيريا نيوز": "لكل عمل سويته الخاصة، ولو كانت الدراما السورية كلها ذات مضامين هابطة لما نجحت في الوصول إلى الجمهور، والحديث عن ترويج للفساد الحياتي والأخلاقي (بغض النظر عما نعنيه بهذا الفساد وعن رأينا فيه) هو شيء يمكن أن نحيله إلى من يرفضون الفن كله".

ويتساءل سفر "كيف يمكن للبشر أن يصنعوا فناً معلباً ومحدد المواصفات بطريقة سبقية؟ وكيف يمكن أن نفرض على الكتاب والمخرجين أن يصنعوا الفن الذي يريده أولئك الذين يرفضون ظهور هذه الثيمات الحياتية والتي تنتمي للسياق الحياتي الذي تعاني منه كل المجتمعات بسبب أزماتها، ألا تشكل مطالب هؤلاء أجندة رقابية تحد من الحريات الإبداعية"؟

ويرى أن لكل مبدع الحق بتناول ما يريد وللمتلقي أن يرى ما يريد أيضاً "لاتنسوا أن على القنوات التي تعرض الدراما التقيد بتوضيح سن المتابعة والذي تعمل وفقه بعض القنوات التخصصية المشفرة فهذا يحل كثير من المشاكل التي تتحدث عن تأثير الدراما و السينما على العائلة".

وترى الباحثة ندى البني أن أي مجتمع لا يخلو من مفاسد أخلاقية واجتماعية، ولكن المسألة تكمن في ضرورة كشفها ولفت النظر لها وهدفنا من هذا الكشف.

وتضيف "الوجه الثقافي الحضاري الذي رافق زمن عزتنا كانت تسوده قيم دينية تعلي قيمة الستر وعدم المجاهرة بالمفاسد سواء بما يتعلق بالجسد أو في غيرها، ولكن الملاحظ لموقف الإسلام من التحدث بالفاحشة يجد أن ردة الفعل تعظم ليس من مجرد فعل الفاحشة وإنما بتوفر شهود عليها والتحدث بها، فوجود الفاحشة بشكل مستور لا يعلم به أحد هو إبقاء لها في حدودها الدنيا".

وترى أن المشكلة ليست في وجود هذه المفاسد وإنما في جعلها محور الأعمال الدرامية، وطرحها بطريقة تسهل تقبلها وشيوعها "لأنه لا يخفى على أحد أن جعل هذه الأمور محور الأعمال الدرامية يجعل الأدوار الدرامية متركزة عليها لتعكس نسبة من المتجاوزين ليست هي النسبة الواقعية مهما حاول المُحصنون كشف المستور، ثم ما هدفنا من عرض هذه الأمور"؟

وتضيف "عادة ما تعالج بعض المشاكل النفسية الناجمة عن كتمان مكنونات النفوس بالمساعدة في الجهر بها وذلك بهدف تجاوز الألم الداخلي الفردي، لكن هذا سيقودنا بعيدا عن الترفع أو الإقلاع عنها إلى تقبلها والسماح بها، وإننا إذ نذكر هذا نضع كل أخلاق الفساد سوية من سرقة المال العام و الرشوة إلى المفاسد الجنسية والعلاقات المحرمة".

ميدل إيست أنلاين في

06/09/2010

 

حما حما.. طفل الشارع الذي اصبح نجماً

الدراما التونسية تخترق المسكوت عنه

ميدل ايست اونلاين/ تونس

التلفزيون التونسي يثير مشاغل الناس بمراهنته على البرامج الاجتماعية وتحريك سواكن الملفات المتروكة.

عادة ما يرتبط شهر رمضان في أذهان التونسيين بـتجمع أفراد العائلة الواحدة أو كما يعرف في تونس بـ «اللمة» حول كل ما يمت للهجة التونسية والعادات والتقاليد التونسية بصلة.

وقد دأب التونسيون على متابعة القنوات الوطنية والخاصة خلال شهر رمضان ومواكبة الإنتاج الدرامي المحلي وكل البرامج الخاصة بهذا الشهر الفضيل.

وقد أظهرت الإحصائيات الخاصة بقياس نسب المشاهدة في تونس خلال النصف الأول من رمضان والصادرة عن مكاتب دراسات متخصصة في التسويق والإعلام على غرار «سيغما كونساي» و«سكان ميديا» أن الأعمال الدرامية التونسية قد حققت أعلى نسب مشاهدة واستقطبت المتابع التونسي وشدته.

ورغم تعدد الأعمال الدرامية العربية سواء السورية أو المصرية خلال شهر رمضان فإن المشاهد التونسي يميل إلى متابعة المسلسلات التونسية التي ترسم صورته الحقيقية وتعالج قضايا اجتماعية هامة وتلتصق بمشاغله اليومية.

ووصف نقاد سينمائيون إنتاج السنة الحالية بـ «الجريء» خاصة وأنه بسط قضايا حساسة عادة ما تعتبر من المواضيع المسكوت عنها أو «التابوهات» وتناولتها بدرجة عالية من الحرية والموضوعية والحرفية.

و طرح مسلسل «كاستينغ» الذي تم بثه على التلفزة الحكومية عديد القضايا التي تعد حساسة ومن المكسوت عنها وخاصة ظاهرة «أطفال الشوارع» من خلال شخصية «حما حما»، هذا الطفل المشّرد الذي يسرد معاناته في المسلسل كما كانت عليها في الواقع دون تغيير أو تزييف للوقائع.

كما تطرق المسلسل الذي يبث في أول السهرة إلى قضايا أخرى عادة ما تتحاشاها الدراما العربية كالعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج والتفكك الأسري وغيرها والتي عول فيها المخرج على التفتح والتفهم الذي يسم عقلية المشاهد التونسي.

وبنفس النسق من الحرية والتفتح تناول منتج مسلسل "نجوم الليل" في جزئه الثاني قضايا مثيرة تعدّ من المسكوت عنه مثل المخدرات والجنس في صفوف الشباب والتحيّل والفقر.

وتشير الإحصائيات الحديثة إلى أن نسبة مشاهدة القنوات التونسية في سائر أشهر السنة تصل لحدود %62 أما في رمضان فتتجاوزها لحدود %90 وهو ما يبرز تعلق التونسيين بقنواتهم المحلية التي راهنت على البرامج الاجتماعية، وعلى تحريك سواكن بعض الملفات المتروكة، وهو ما ساهم في التصاق وسائل الإعلام بالمشاغل اليومية للتونسيين من ناحية والاستجابة لمختلف انتظارات وتطلعات الجمهور التونسي من ناحية أخرى.

كما فسح التلفزيون الرسمي المجال أمام القطاع الخاص، لإنجاز مجموعة من البرامج، التي سرعان ما شدت الانتباه إليها، ولتحتدم المنافسة بين التلفزيون الرسمي والقنوات الخاصة لكسب ود المشاهد والتموقع في المشهد الإعلامي الثري.

وقد استفاد المشهد الإعلامي التونسي من قرار كسر احتكار الدولة للبث التلفزي والإذاعي منذ سنة 2003 والذي ساهم في إثراء النسيج الإعلامي عبر بعث قناتين تلفزيونيتين خاصتين هما "حنبعل" و"نسمة" و 4إذاعات خاصّة هي إذاعة «موزاييك» وإذاعة "جوهرة" وإذاعة" الزيتونة" للقرآن الكريم في انتظار إذاعة «شمس اف ام» التي من المنتظر أن تبدأ بث برامجها قريبا. وفي مبادرة غير مسبوقة، قرر الرئيــس التونسي زين العابدين بن علي تنظيم لقاءات دورية تجمع الوزراء بمختلف الأطراف ذات العلاقة بمجالات اختصاصهم في حوارات صريحة ومفتوحة تتولى بثّها التلفزة.

وتأتي هذه المبادرة في إجراء الحوارات الحكومية ترجمة للحرص المعروف لدى الرئيس التونسي بالإصغاء لمشاغل المواطن والإحاطة باهتماماته وتطلعاته.

ونوّه متابعون إلى أن هذه الحوارات التي يقدم فيها الوزراء في الحكومة التونسية مباشرة للرأي العام واقع وآفاق قطاعاتهم تعتبر تأكيدا على مزيد تكريس التعددية في المشهد الإعلامي وتأكيدا لدور الإعلام بكل فضاءاته في تقديم المنجزات الوطنية وإنارة الرأي العام من خلال التعريف بسياسة الدولة وبرامجها ومشاريعها المستقبلية، حتى يكون المواطن على بينة منها، ومن الجهد الذي يبذل لفائدته ولفائدة رقيه والتجاوب مع مشاغله وطموحاته، بما يكرس مبدأ المشاركة كأحد ثوابت المشروع المجتمعي في تونس.

وقال مراقبون تونسيون أن القرار الجديد يظهر الأهمية التي يوليها بن علي للإعلام وتفعيل دوره ليكون قناة التواصل بين الوزراء والمسؤولين والمواطنين في إطار الشفافية والمسؤولية.

وسبق للرئيس بن علي أن أكد في أكثر من مناسبة «أن تونس ليس فيها ممنوعات أو محظورات في ما يتناوله الإعلام من ملفات وقضايا وأنه لا رقيب على الإعلام والإعلاميين إلا رقابة الضمير واحترام القانون وأخلاقيات المهنة ومعاييرها».

ميدل إيست أنلاين في

06/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)