حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

مجدي الطيب يكتب:

غرائب وطرائف في شهر القطائف

الصديق.. «ديان»!

تحول مسلسل «كنت صديقاً لديان» إلي لغز مستعصي علي العقل والخيال؛ففي أعقاب تنفيذ فريق العمل، وكذلك الشركة المنتجة، للتعليمات العليا التي أمرت بالإعلان علي الملأ أن القصة من وحي الخيال، وليست مأخوذة من واقع ملفات الاستخبارات المصرية، واتجاه الشركة المنتجة إلي تنفيذ التعليمات بالحرف الواحد عبر الإعلانات مدفوعة الثمن في الصحف، وكذلك تغيير العنوان إلي «عابد كرمان» بدلاً من «كنت صديقاً لديان»، توالت العراقيل بين تعديلات قيل إنها لم تنفذ، واشتراطات لم يُلتزم بها، وظلت الحقيقة غائبة، خصوصاً بعد حظر إذاعة حلقات المسلسل في رمضان، مما هيأ الأجواء لترويج شائعات عدة أخطرها ما تردد بقوة حول تصميم الأجهزة الأمنية علي حذف شخصية موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق من الأحداث، وهو الأمر الذي تصورناه عبثاً بل ضرباً من الخيال حتي فاجأني محمد شعبان مالك الشركة المنتجة بأن قرار الحذف صحيح وتم إبلاغه شفاهة للشركة المنتجة، وعلي الفور قامت بتنفيذه، وهو ما أكده لي أيضاً بشير الديك كاتب العمل، الذي أعلمني أن الغضب منه بدأ في اللحظة التي اعتذر فيها عن تحويل ملف قُدم إليه ويحمل عنوان «الصفعة»، ويروي قصه جاسوس لإسرائيل اكتشفته مصر بالمصادفة في اليمن، ولم يجد فيه «الدراما» التي تمكنه من تحويل الأحداث إلي مسلسل شيق وجاذب للجمهور. والمثير في الواقعة أن الوزير «الفقي» قام بدور الوسيط للوصول إلي حل للأزمة، كما قال لي منتج العمل، حتي أنه عرض أن تتحمل رقابة التليفزيون مسئولية إجازة المسلسل، بعد تنقيته من كل الشوائب التي يمكن أن تثير الحفيظة أو تتهم بالتجاوز، ولفرط ثقة «الفقي» في نجاح وساطته قام اتحاد الإذاعة والتليفزيون بشراء الحلقات، بعدما أطلع أسامة الشيخ رئيس الاتحاد علي الملخص والمعالجة الدرامية وعدد من الحلقات، كما قامت الشركة المنتجة بتسليم عشرين حلقة أتبعتها بالحلقات المتبقية، وانتهت من المهمة بالكامل يوم السبت الماضي، وهو ما يعني أن الأرض كانت ممهدة بالفعل لإذاعة المسلسل في رمضان. فما الذي استجد؟ وهل تحول موشيه ديان، الذي ينظر إليه الإسرائيليون بوصفه بطلاً قومياً، بسبب تاريخه الإجرامي والهمجي وعدائه الطويل للمصريين والعرب، إلي بطل لدينا أيضاً، وبالتالي ينطبق عليه الحديث الكريم «واذكروا محاسن موتاكم»؟!

هل شربت «حاجة أصفرا»؟

بعد أن أشبعها إساءة وإهانة و«تقليب» في حياتها الشخصية، و«تأليب» للمواجع عليها، بادرت نيللي كريم طوني خليفة مقدم برنامج«بلسان معارضيك»، بعد أن انتهت الحلقة تماماً، قائلة: «أسئلتك بايخة وسخيفة ورذلة».. وتساءلت باستنكار: «إنت مبسوط كده؟ تحب حد يجيبك ويقعد يفتش في حياتك الشخصية»؟.. وربما شعر متابع الحلقة بالتعاطف مع «نيللي» لكنه لابد سأل نفسه، بعدما «راحت السكرة وجاءت الفكرة»،: لماذا تحملت «نيللي كريم» كل هذه الإهانات؟ ولماذا صبرت علي «طوني» حتي النهاية؟ ألم يكن في مقدورها مادامت الأسئلة «بايخة» و«سخيفة» و«رذلة» أن تُعلن انسحابها، وهو ما يفعله النجوم في مثل هذه الأحوال أم تراها خافت أن تخسر الجلد والسقط، أي الإقامة في فندق الخمس نجوم الذي نزلت فيه في بيروت علي ذمة البرنامج، وبالطبع المبلغ الذي تقاضته مقابل النزول ضيفة علي طوني خليفة، فمن المسلم به أن «لكل شيء ثمنه»، وأكبر الظن أن نيللي كريم تقاضت مقدماً ثمن تغاضيها عن كل ما جري لها!

الخيبة في الخيمة

يوم الثلاثاء السابع من رمضان بثت شبكة الشباب والرياضة أجواء الخيمة الرمضانية التي نصبتها بأحد نوادي المعادي، واستضافت من خلالها المذيع والممثل الشاب عمرو رمزي، وكان من السهل علي أي متابع للفترة التي تم بثها علي الهواء مباشرة أن يلاحظ كم الفوضي والعشوائية و«اللخبطة» التي اتسمت بها، فالمذيع في استديو الهواء بالشبكة، ويدعي أحمد عبد الغني، يصرخ في زميلتيه بالخيمة ـ إيمان عزب ومني السعيد ـ لتستجيبا للمداخلات التي نجح في إجرائها بالهاتف مع ضيوفه، ويطالبهما بعصبية زائدة بألا يتخليا عن «الهيدفون» ويندمجا مع ضيف الخيمة، وتفهم «إيمان» الرسالة وتقول: «باين علينا بنتعاقب النهاردة علي الهوا» (!) وتبلغ الفضيحة ذروتها عندما تفتح المذيعة الباب للحوار مع عمرو رمزي فيتقدم أحد الصبية إلي الميكروفون، ويقول للضيف: «إحنا جايبينك النهاردة علشان نديك علي قفاك»!!

ووسط دهشة وصدمة الجميع في الخيمة، وذهولنا كمتابعين ومستمعين، عرفنا أن ما حدث كان نتيجة طبيعية للعشوائية التي سادت «الخيمة»، لأن أحداً لم يعرف أن برامج الهواء لها ضوابط ومعايير وإجراءات احترازية لم تتوافر مطلقاً في خيمة الشباب والرياضة بالمعادي، ومن ثم فإن الإهانة التي لحقت بالشاب عمرو رمزي طالتنا جميعاً، لكن الواقعة خطيرة بما يستوجب إحالة المسئولين عنها إلي تحقيق عاجل حتي لا تصل الأمور إلي اليوم الذي يضرب فيه واحد من جمهور برامج الهواء المذيع نفسه علي قفاه!

«أهل كايرو».. الذين لم ينتبه إليهم أحد!

وسط ركام المسلسلات الدرامية، وطوفان السخافة البرامجية، لم يتوقف أحد عند قطعة إبداعية تحمل اسم «أهل كايرو» يمكن القول إنها بمثابة تجربة متطورة للكاتب بلال فضل في مجال كتابة الدراما التليفزيونية، مثلما تمثل خطوة فنية متقدمة للمخرج الشاب محمد علي، الذي قدم للسينما فيلم «الأولة في الغرام» وللتليفزيون في رمضان الماضي «مجنون ليلي» بطولة ليلي علوي، فمنذ المشهد الأول يضع المسلسل أيدينا علي «أهل كايرو» في صورتهم الراهنة، حيث الشباب الذي انتهز فرصة زحام العيد في منطقة وسط البلد، وراح يتحرش بشكل جماعي بالفتيات، لكن «بلال» تجاوز سريعاً هذه النقطة ليبدع عملاً يحمل من السحر ما يجعلك تتوقف أمامه، بمجرد أن تقودك الظروف لمشاهدة حلقة منه، وبعدها لن تتوقف عن متابعته، لأنك ستدمنه، وكأنه «حقنة» عليك أن تتعاطاها كل يوم، وإذا فاتتك «حلقة» تهرول إلي أقرب رابط إلكتروني لترتوي؛فلا مبالغة في القول أن «التكنيك» الذي اتبعه «بلال» في الكتابة جاء مبتكراً بدرجة كبيرة، بل يمكن القول إنه «زنق نفسه» بإرادته، عندما اختار أن تدور غالبية الأحداث في مكان واحد هو الفندق الذي شهد حفل الزفاف ثم البلاغ الكاذب بوجود قنبلة لإفساده، وجريمة القتل التي أوكلت لضابط المباحث «حسن» ـ خالد الصاوي ـ التحقيق فيها، وفك غموضها، لكن بلال فضل، ومعه المخرج محمد علي، وجوقة العناصر الفنية المبدعة بالإضافة إلي الممثلين الرائعين الذين شاركوا في التجربة قدموا لنا جرعة من التشويق والإثارة وخفة الظل أيضاً، ومثلما ترك المخرج محمد علي لنفسه العنان في تقديم «لغة سينمائية» بدلت الصورة التقليدية المعتادة لدراما «الشاشة الصغيرة»، تجلت مهارات الممثلين جميعاً، ابتداء من خالد الصاوي ونجاحه في تقديم نموذج مغاير لضابط المباحث، ورانيا يوسف التي نضجت كثيراً، والسورية «كندة علوش»، وكارولين خليل وأحمد حلاوة وياسر الطوبجي ومحسن منصور وحنان يوسف وإيمان سيد وعبد الرحيم حسن وصولاً إلي الممثل القدير جميل برسوم الذي كان مفاجأة العمل، بحق، ووضع بأدائه الرقيق، والبديع، المخرجين الذين طالما تجاهلوه في مأزق حرج للغاية. بالطبع سيخرج علينا من يتهمنا بمجاملة العمل، بحجة أن حلقاته لم تنته بعد، لكنهم يقولون «ليالي العيد تبان من عصاريها».. و«أهل كايرو» هو العمل الذي لم يراهن عليه أحد، وعلي الرغم من هذا كسب السباق!

والمذيعة التي باعت الترام للقاهرة.. والناس

نبهني ابني إلي أن الحلقات التي تذيعها قناة «القاهرة والناس» تحت عنوان «بدون رقابة» من إعداد وتقديم وفاء الكيلاني، التي قدموها لنا وسط ضجة هائلة، ودعاية فجة ومستفزة، بوصفها «أجرأ.. وأجمل مذيعة»، ليست سوي حلقات قديمة سبق تقديمها علي الفضائية اللبنانية L.B.C ، ويمكن لأي عابر طريق بالقرب من «الانترنت» متابعتها من خلال «اليوتيوب»، وهو ما تأكدت منه بالفعل بالرجوع إلي حلقات نوال السعداوي وفاروق الفيشاوي وسمية الخشاب وغادة عبد الرازق وسامي العدل وليلي غفران.. والبقية تأتي، بما يعني أن قناة «القاهرة والناس».. اشترت التروماي، وأن الجمهور المصري يشاهد حلقات «استنفدت أغراضها» و«انتهت صلاحيتها للمشاهدة الآدمية». لكن الغريب في الأمر أن الحلقات ليست جاذبة علي الإطلاق لتتهافت «القاهرة والناس» علي شراء حقوق عرضها، بعد إذاعتها من قبل، بما جعلها متاحة لمن يريد عبر «اليوتيوب»، خصوصاً أن «الست وفاء» قدمت مثالاً صارخاً للهبوط والقبح والترخص وانتهاك كل مواثيق الشرف الإعلامي عندما استضافت في الحلقة التي أذيعت يوم السبت الماضي طفلة لا تتجاوز الثانية عشرة من عمرها بحجة أنها موهوبة في الرقص الشرقي، وتتفوق علي أشهر راقصة محترفة في «هز الوسط»، وكانت الصدمة كبيرة عندما ظهرت «الطفلة»، التي تُدعي «جينا»، وهي مرتدية بدلة الرقص الشرقي، وطالبتها المذيعة «الفاضلة» بأن تقدم درساًً عملياً في الرقص، انتهي بالثناء عليها، ووصفها بالطفلة المعجزة والنجمة الاستعراضية الكبيرة، كما أكدت «الفاضلة» أن «الطفلة» أقرب إلي «كوكتيل» من دينا ولوسي وسامية جمال، مما شجع «الطفلة» علي القول بأنها تجمع البنات في الفصل، بمجرد أن يغادره الأولاد الذكور، لترقص لهن.. ونعم التربية والإعلام (!) فمثل هذه الحلقة لو أذيعت في بلد متحضر لانتهت بالقبض علي مقدمة البرنامج بتهمة تحريض الأطفال علي الفعل الفاضح بالإضافة إلي انتهاك براءتهم.

ازرع شجرة في الاستديو لننقلها إلي فلسطين..«حين ميسرة»!

لا أظنني سمعت أو قرأت، ما حييت، عن فكرة عجيبة وغريبة كالتي تجري وقائعها في برنامج «فوبيا»، الذي يحمل من اسمه الكثير، فقد أراد المسئولون عن التليفزيون الفلسطيني أن يبرئوا أنفسهم من تهمة إهدار المال «الفلسطيني» علي مثل هذه البرامج السطحية التي تستقدم ضيوفها من النجوم العرب من بلدانهم للتسجيل في العاصمة الأردنية عمَان، بكل ما يعنيه هذا من كلفة باهظة، وإنفاق لأموال طائلة، في وقت يبدو فيه الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون لكل جنيه فلسطيني؛فما كان منهم سوي أن اتجهوا إلي أغرب فكرة في الكون عندما طالبوا ضيوف البرنامج بأن يقوم كل واحد منهم، بعد ارتداء الكوفية الفلسطينية، بزرع شجرة زيتون ـ في الاستديو ـ تحمل اسمه علي أن يتم نقلها «حين ميسرة» إلي فلسطين (!) ولأن القائمين علي التليفزيون الفلسطيني أيقنوا أن «الحافز الوطني وحده لا يكفي»، وأن أحداً من النجوم لن يلبي دعوة البرنامج للتسجيل دون مقابل، كان الحل في تقديم وردة تذكارية، قيل إنها مصنوعة من الذهب الخالص، لضيف البرنامج الذي يوافق علي القدوم إلي الأردن للتصوير، وعليه أن يوجه شكره قبل نهاية كل حلقة للشعب الفلسطيني المسكين.. ولحظتها لن تملك سوي القول: «.. وكم من الجرائم تُرتكب باسمك يا فلسطين»!

الرجل الذي «يعيش علي ودنه»..

ما الذي يفعله الممثل الشاب مصطفي هريدي بنفسه؟

عرفنا «الممثل» الذي يوظف موهبته، و«العالم» الذي يوظف عقله، و«الريان» الذي يوظف أموال غيره، لكنها المرة الأولي فيما نظن تلك التي يوظف فيها إنسان «ودنه»، أي أذنيه، وهو ما يفعله بالضبط الممثل الشاب مصطفي هريدي، فهو لا يملك الرصيد الفني الذي يجعله محوراً لحديث، أو الموهبة التي تجعله ضيفاً علي برنامج، لكنه مطلوب فيما يبدو ليصبح محطة للتندر بأذنيه الطويلتين، وهو لا يمانع مادام هناك مقابل مادي لذلك، وهو ما حدث بالضبط في برنامج «فوبيا»، الذي ينتجه التليفزيون الفلسطيني، وسخر فيه مقدمه مازن دياب من حجم أذنيه، واعتبرهما السبب في نجاحه، وراح يلهو بهما بيديه، وبدوره لم ينكر «هريدي» الاتهام، كما لم ينف بقية الاتهامات الأخري، ومن بينها أنه «نجم كومبارس» وفي أحسن الأحوال «نجم ثالث ورابع»، وأنه لن يصبح فناناً أول، كما لامه لأنه وضع صورة تامر حسني في حمام شقته، لكنه حاول الخروج من المأزق بقوله إنه أراد أن يسدّ بها خُرم ـ أي فتحة ـ في الحمام الذي هو جزء من المنزل (!)

يبدو أن البرامج، التي يُطلق عليها فضائحية، تحولت أيضاً إلي ساحة لأدعياء الحكمة والفلسفة، والمُنظرين علي الهواء؛ فالمذيعة نضال الأحمدية تؤكد في حلقة رولا سعد أن «المرأة» في اللغة العربية جاءت من «المرقة» أما «النساء» فمن نسي (!) ثم تواصل «فذلكتها اللغوية» التي ليس لها نظير عندما قالت: «الظالم والمظلوم إلي جهنم»(!) وفاجأتنا عندما قالت في حلقة مفيد فوزي: «ما يشغلني أن لبنان ذكر وكل البلدان العربية أنثي»(!) وعلي النسق نفسه أكد مفيد فوزي أن «العالم العربي مشغول بجهازين: الجهاز الهضمي والجهاز التناسلي (!) أما طلعت السادات فقال لبرنامج «بلسان معارضيك»، الذي يقدمه طوني خليفة: «مصر ليست في حالة تسمح لها بأن تكون نداً لإسرائيل (!) ويتفتق ذهن مقدمة برنامج «بدون رقابة» عن سؤال عبقري توجهه إلي غادة عبد الرازق بقولها: «مين اللي سحب بساط السحاقية من التاني: غادة عبد الرازق من علا غانم ولا غادة من سمية الخشاب صاحبة البساط القوي اللي ما يتسحبش منها أبداً!» فأي إعلام هذا الذي نراه؟ ومن أعطي لهؤلاء الحق في إطلاق «الفتاوي» التي ليس لها أساس أو منطق؟ فما الذي تعنيه «نضال» بأن الحيرة تتملكها لأن «لبنان ذكر والبلدان العربية أنثي»؟ وما هذه النظرة الاستسلامية الخانعة التي تدفع «السادات» إلي القول بإننا «مش أد إسرائيل»؟ ألم يفطن إلي أن الترويج لمثل هذه الدعاوي هو نوع من الانهزامية التي تشيع جواً من اليأس والإحباط والدونية؟ وأي وعي، أو بالأحري لا وعي، هذا الذي ينطق به البعض علي الشاشة دون إدراك عاقل لتداعياته السلبية الخطيرة؟

«كتكت» و«وائل».. وجزاء «سنمار»

كما فعل «النعمان» ملك الحيرة عندما أراد أن يبني قصراً يُعد مفخرة أمام العرب والفرس، وأسند المهمة لمهندس يُدعي «سنمار» قيل إنه استغرق في بناء القصر حوالي عشرين سنة، وفي رواية أخري ستين، وفور أن انتهي «سنمار» من بناء القصر البديع الذي أطلق عليه «الخورنق»، أمر «النعمان» رجاله بإلقائه من أعلي القصر ليسقط مضرجاً في دمائه، حتي لا يصنع مثله لأحد سواه، يمكن القول إن المخرج الشاب وائل فهمي عبد الحميد نال أيضاً «جزاء سنمار»، فالشاب الذي لجأ إليه المنتج الأردني الأصل إسماعيل كتكت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مسلسل «ملكة في المنفي»، بعدما مضي الوقت دون أن يفرغ مخرجه السوري محمد زهير رجب من تصويره، بل بدا أن هناك استحالة في الانتهاء من تصويره قبل حلول شهر رمضان، لبي نداء المنتج، وكأنه يلبي نداء الوطن، وبهدوء عاقل، وبلا «طنطنة» أو انتهازية معتادة في مثل هذه المواقف، تفرغ للعمل، وأنجز مهمته علي الوجه الأكمل، لكن المنتج اكتفي، في صفعة قاسية لا يحتملها أحد، بوضع لوحة عابرة ضمن «تترات المسلسل» كُتب عليها «مساعدة متميزة للمخرج وائل فهمي عبد الحميد»وكأنه «وقف معهم وقفة رجالة في أحد أيام التصوير» (!) فالمنتج تصور، فيما يبدو، أن ما تقاضاه «وائل» من أجر يكفي لتعويضه، وتجاهل تماماً أن العائد المعنوي هو الأهم والأبقي، كما نسي أنه «خسف بالمخرج الشاب سابع أرض» في واقعة تستدعي تدخل نقابة المهن السينمائية لرد اعتبار «وائل» وأي مخرج يتورط في مثل هذا الموقف، الذي نظن أنه سيتكرر كثيراً في المستقبل طالما ظلت الشركات الإنتاجية تتذكر فجأة أن شهر رمضان يدق الأبواب، وتضع مصلحتها فوق كل اعتبار أخلاقي ومعيار فني. فهل تفعلها نقابة السينمائيين أم تترك أعضاءها فريسة لـ «كتكت» وزعيط ومعيط ونطاط الحيط؟!

«مكي».. «رب اصابة نافعة»!

هل تصبح إصابة أحمد مكي سبباً في تصحيح الأوضاع المقلوبة، والتي استمرت لسنوات دون أن يقترب منها أحد لتعديلها أو تصويب مسارها؟ لقد اعتادت المحطات الفضائية، وعلي رأسها القنوات التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، لأعوام طويلة مضت، الموافقة علي إذاعة الحلقات الدرامية التي اختيرت للعرض علي الشاشة الرمضانية دون أن يُستكمل تصويرها، وباستثناء العشر حلقات الأولي التي تكتفي غالبية الجهات الإنتاجية بتسليمها، كان المتبع، والمعتاد، أن تواصل أسرة المسلسل العمل تصوير بقية الحلقات طوال أيام شهر رمضان، وتسليمها «بالقطاعي» أو «يوم بيوم»، بكل ما يعنيه هذا من مغامرة محفوفة بالمخاطر، يتعامل معها الجميع بشعار «ربنا حيسترها بإذن الله»، حتي جاءت إصابة أحمد مكي لتكشف المستور، وتفضح المسكوت عنه، فالشركة المنتجة، كالعادة، لم تسلم سوي خمس عشرة حلقة، وبطل العمل لن يستطيع، بسبب إصابته، استكمال التصوير، وهو ما يعني أن قراراً سيصدر بالقطع بإلغاء التصوير، وتوقيف العرض في منتصف الحلقات، وهو قرار سيدفع كل الأطراف التفكير في الخسارة المادية التي ستلحق بالشركة المنتجة أو المحطات الفضائية العارضة للعمل، لكن أحداً لم يفكر، لحظة، في الأضرار المعنوية التي ستصيب الجمهور جراء ما حدث، لكنها ستصبح فرصة بكل تأكيد لمراجعة أوضاع كثيرة خاطئة استمرأنا السكوت عليها وتجاهلها.. و«رب إصابة نافعة»!

الدستور المصرية في

01/09/2010

 

«زهرة»مسكينة وضعيفة في التترفقط.. ومكي يغني بنفسه بدلاً من جوني والكبير

محمود مصطفى كمال  

يقول المثل.. لو معاشرتش فلان.. يبقي ماتعرفوش، ولكن عندما تعرف فلانا وتعاشره 15 حلقة.. يبقي إنت تعرفه أوي! وعندما يأتي أحد الأشخاص ليحدثك عنه، فباستطاعتك أن تعرف الصدق من الكذب في الكلام.. تغني لنا «جنات» عن «زهرة» في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، إذ تغني «جنات» تتر المسلسل بشجن «وصعبنة» شديدين وتقول: «طول عمري شقيانة، وآخرتها ندمانة، وليه يا دنيا جاية عليا.. إكمني غلبانة.. وحقك عليا يا دنيا بجد.. ما أنا أصلي غلطانة.. ده عليكي ياما صبرت وقولت.. قال يعني عشمانة.. ضايعة ومعاكي تعبت عافرت.. ده لو كان لغدرك بدري فهمت.. من طيبتي فيكي قاسيت وضعفت.. مانا عيبي إنسانة»، ونجد في الأغنية كلمات جميلة للغاية وصفات لملاك لا لإنسانة عادية، وفي الحقيقة أن «جنات» قد أدتها بتميز أثر في كل من سمع الأغنية، ولكن عندما تدخل إلي المسلسل.. ستجد أن «زهرة» عندما كانت تتهمها إحدي الجارات بأنها تحاول خطف زوجها، تجرجرها زهرة من شعرها في الشارع وتفطسها علي الأرض وتنزل فيها ضرب! وعندما تزوجت الرجل الذي أعجب بها وعاملها معاملة حسنة، طلعت عين زوجيته الأخرييت مع إنهم كانوا غلابة! ولما الراجل دخل السجن، رفعت قضية طلاق، وأخذت أمواله وسمت ابنه الذي كانت حاملا فيه علي اسم حبيبها السابق! بل إن زهرة لم تدفعنا حتي للتعاطف معها عندما اغتصبوها! وبعد حادث الاغتصاب اتجهت للحصول علي حبوب لإجهاض الطفل في تلقائية شديدة، وكأنها تغتصب كل يوم خميس.. باختصار أن ما شاهدناه في الحلقات لا يعبر سوي عن أن «زهرة» قادرة ومفترية، ومنذ أول حلقة كانت تسرق الأدوية من غرف «العيانين»! فمن أين حصلت «جنات» علي هذه المعلومات المضللة بأنها غلبانة وطول عمرها شقيانة، بل إن عيبها إنها إنسانة! أمال لو مش إنسانة هتعمل إيه؟!! لقد «شحتفنا» التتر في الحلقة الأولي، قبل أن نشاهد الأحداث، وأعطانا انطباعًا أن قلبنا سيتقطع علي زهرة المسكينة، وبالقطع ذلك لم يحدث، وإذا حصلت «زهرة» علي أي تعاطف من الجمهور وهذا لن يحدث، فإنها اكتسبت هذا التعاطف من التتر، لقد استطاعت «جنات» أن تفعل المستحيل وتضفي علي «زهرة» جانبا إنسانيا! الأمر ذاته في تتر مسلسل «الكبير أوي»، ولكن بشكل مختلف، فقد أضفي «أحمد مكي» علي التتر الذي قام بغنائه بنفسه علي طريقة «الرأب» بعضاً من «أحمد مكي» أكثر من «الكبير أوي» أو «جوني»، وهي سمة من سمات «مكي» إذ يحب أن يظهر نفسه كـ«أحمد مكي» في أعماله ويربط بين أعماله وبعضها عن طريق وضع أحد تفاصيل أعماله السابقة في عمله الجديد. في التتر يقول أحمد مكي علي لسان شخصية جوني «My rap is like an ocean while you rap is like a lake" أو غنائي للرأب مثل المحيط، وغناؤك للرأب مثل البحيرة الصغيرة! ثم يرد علي لسان «الكبير أوي».. لو الرأب مثل الكلاب يا ولد أبوي.. أنا كلبي يبقي بيت بول وإنت كلبك بلدي واسمه روي» والبت بول هو نوع من أنواع الكلاب الشرسة جدًا، في مباراة أجراها مكي في الرأب بين جوني والكبير أوي، وفي الحقيقة أن الرأب ليس جزءاً من شخصيتهما في المسلسل، ولا في الأحداث، ولكن الرأب جزء كبير من أحمد مكي نفسه، إذ يحرص مكي علي عمل أغنية «راب» في كل أعماله، وأحياناً يطرح أغاني خاصة به دون إشراكها في عمل درامي مصور، كما أنه يجهز لإصدار ألبوم «راب» خاص به، لذلك فقد ظهر «مكي» بشكل شخصي كبير في تتر «الكبير أوي». أما في مسلسل «القطة العميا»، فالحالة خاصة للغاية، فالتتر يتحدث عن القطط ويغنيه «حمادة هلال»، وكلماته مثل «نونوي نونوي واتنطتي أوي.. خربشي خربشي باديكي واهبشي ومتتخضيش ولا تتهوشي، مش أي حد يبسبسلك تجري عليه»، والفكرة ليست في بعد تتر «القطة العامية» عن موضوع مسلسل «القطة العامية» في الأساس، ولكن السؤال هو أنه بعد مشاهدة نصف حلقات المسلسل حتي الآن، لم نعرف تحديداً سبب تسمية المسلسل بـ«القطة العامية»! أو علاقته بالقطط من الأساس؟!

الدستور المصرية في

01/09/2010

 

المخرجون يرفعون شعار ممنوع الإعادة حتي لو المشهد طلع وحش!

يا تري إيه اللي بيحصل جوه الاستوديوهات أثناء تصوير المسلسلات علي «الهوا» في رمضان؟!

عبير عبد الوهاب  

إن كان صنّاع الدراما التليفزيونية مصرّين يتعاملوا مع رمضان كل سنة علي أساس إنه بييجي فجأة، فعليهم أن يعترفوا بأخطائهم التي يرتكبونها كل عام في حق الجمهور الغلبان اللي غالبا بيبقي مش فاهم يعني ايه تصوير علي الهوا، ولا إيه اللي بيحصل جوه «اللوكيشن» الذي يتم فيه التصوير علي الهواء.. الشيء الوحيد الذي يفهمه المشاهد ويدركه جيدا، هو أنه يبتلع يومياً عشرات الحلقات المقلوبة من المسلسلات والبرامج علي غيار الريق قبل الفطار، وعشرات غيرها بعد الفطار، مما يصيبه بانتفاخ درامي يصبح بعدها في أشد الحاجة لعملية غسيل معدة ومخ بمجرد انتهاء الشهر الكريم وعودة الأمور لطبيعتها.

لماذا كل هذه الأخطاء والأزمات والمشاكل والكوارث التي تمتلئ بها مسلسلات الشهر الكريم اللي دايما بييجي فجأة؟! إنه التصوير علي الهواء.. تلك العادة اللعينة التي لا نعرف من أين أتي بها صنّاع الدراما المصرية؟ ولا مين أول واحد اخترعها، ولماذا أصبحت عادة ومزاج لدي صنّاع الدراما كل عام، لدرجة أنه لم يعد من الغريب أن تستمع في شهر رجب أو شعبان لمخرج أو ممثل، وهو بيقول: «احنا داخلين نصور مسلسل جديد لرمضان اللي جاي»، ولو تجرأت وسألت أحدهم داخلين إمتي؟ وهتلحقوا تخلصو إمتي؟ ستستمع لتلك العبارة الشهيرة: «لأ.. إحنا هننجز إن شاء الله».. ما مفهوم الإنجاز في نظر صناع الدراما الرمضانية؟ هل ما يحدث حاليا داخل الأستوديوهات هو الانجاز الذي يتحدثون عنه؟!

ما يحدث داخل أستوديوهات التصوير في رمضان هو دراما في حد ذاتها، تصلح لعمل حلقات أفضل بكثير من تلك التي تعرض يومياً خلال الشهر الكريم.. يكفي أن تعرف شعور مخرج أو ممثل بيصور مشاهد الحلقة قبل الفطار، وهو عارف إن الحلقة دي هتتسلم للقنوات الفضائية بعد الفطار، فالخطأ غير وارد والإعادات مرفوضة حتي لو المشهد طلع وحش.. هيتاخد يعني هيتاخد.

الإصابات أثناء التصوير غير مسموح بها علي الإطلاق، فالممثل يعمل وهو يعرف جيدا أن أي إصابة سيتعرض لها مهما كانت خطورتها «هو اللي هيشيلها»، وإلا سيحمّله المنتج ذنب الكارثة التي ستحدث في حال عدم تسليم الحلقات في ميعادها.

حنان مطاوع مثلا أصيبت الأسبوع الماضي بتمزق في أربطة الظهر أثناء تصوير مسلسل «أغلي من حياتي»، العادي اللي المفروض أي بني آدم يعمله في موقف زي ده إنه يستمع لتعليمات الطبيب ويتجنب القيام بأي مجهود حتي يكتمل شفاؤه، لكن اللي حصل إن منتج المسلسل عرض علي حنان أن تلتزم بتعليمات الطبيب علي طريقة «تتعشي ولا تنام خفيف؟»، فوافقت حنان علي استكمال تصوير المسلسل رغم الإصابة حتي لا تكون سببا في تكرار كارثة «الكبير أوي»!

الموقف نفسه تكرر مع ميريام فارس التي سقطت علي قدمها أثناء تصوير فوزاير «مع ميريام» فأصيبت قدمها بتورم استأنفت بعده التصوير عادي جدا، فلا هي ولا المخرج ولا المنتج يجرءون علي طلب إجازة في مثل هذا التوقيت، أيا كانت خطورة الإصابة. كذلك لم يفكر شريف منير ولا أميرة العايدي ولا محمد الشقنقيري أبطال مسلسل «بره الدنيا» في طلب إجازة بعد إصابة كل منهم أثناء تصوير المسلسل، وهو نفس ما حدث مع فريق عمل «مسلسل كليوباترا» الذي استأنف معظم أبطاله التصوير بالاصابات نظرا لضيق الوقت، ولولا أن أحمد مكي يجسد شخصيتين مختلفتين في مسلسل «الكبير أوي» لاستأنف التصوير بعد إصابته بتمزق في أربطة القدم اضطره لوضعها في جبيرة جبسية. بعيدا عن الإصابات هناك العديد من المشاكل التي تواجه المخرجين أثناء التصوير علي الهواء في رمضان منها إصرار المخرج علي حذف بعض المشاهد، لأن مفيش وقت يصورها، فيصل عدد المشاهد المحذوفة من دور البطل في بعض الأحيان إلي 50 مشهداً، كما حدث في مسلسل «ريش نعام» عندما لم يجد المخرج خيري بشارة أمامه سوي حذف هذا العدد من مشاهد داليا البحيري لينقذ الموقف ويصبح قادراً علي تسليم الحلقات في ميعادها، بينما رفض السيناريست وحيد حامد طلب المخرج محمد ياسين بحذف عدد من مشاهد مسلسل «الجماعة»، لأن مفيش وقت يصورها، فكان الحل الأمثل هو الاستعانة بثلاثة مخرجين لمساعدة محمد ياسين، وهم تامر محسن ومروان حامد ومؤخرا المخرج الكبير شريف عرفة الذي وافق علي المشاركة في تصوير المشاهد النهائية للمسلسل. و«الجماعة» ليس أول ولا آخر مسلسل يشارك في تصويره أكثر من مخرج بسبب ضيق الوقت، فقد تكرر الأمر أكثر من مرة هذا العام في ظاهرة جديدة من ظواهر التصوير علي الهواء بدأتها نادية الجندي في مسلسل «ملكة في المنفي» عندما رشحت وائل فهمي عبد الحميد لمشاركة محمد زهير رجب تصوير المسلسل، وانتقلت العدوي بدورها لعدد آخر من مسلسلات هذا العام. ناهيك عن عدم قدرة المخرج علي متابعة مونتاج الحلقات بنفسه، فإذا كان مش لاحق يصور المشاهد هيقعد يمنتجها يعني؟! متناسين أن المخرج الذي لا يدخل غرفة المونتاج لأنه مش فاضي، هو في الحقيقة مخرج يرتكب جريمة فنية غير مغفورة، لأن الأمر في النهاية يعطي إحساساً للمتفرج بأنه فيه حاجة غلط في تقطيع المشاهد وترتيبها وأنه في حاجة مش مريحاه.

لتبقي تلك الطريقة التي يتم التعامل بها مع فريق العمل -بمن فيهم الأبطال- داخل الأستوديو أثناء التصوير في رمضان، والتي تشبه إلي حد كبير طريقة تعامل أسطي تشطيب الشقق مع الصنايعية بتوعه قبيل ميعاد تسليم الشقة لأصحابها بيومين، فالجو العام الذي يعمل فيه فريق العمل في مثل هذه الحالات لا علاقة له بالإبداع من قريب ولا من بعيد، ولو فكر الفنان مجرد تفكير أنه يعطي لنفسه فرصة للإبداع سيجد من يقف خلفه، ويصرخ فيه قائلا: «ياللّا عشان ميعاد تسليم الحلقة يا فنان.. مش فاضيين للإبداع»!

الدستور المصرية في

01/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)