حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

شريف منير:

رفضت تعديلات وفاء عامر علي سيناريو «بره الدنيا»

عبير عبد الوهاب

لا خلاف علي أن شريف منير ممثل موهوب بل إنه من أكثر الفنانين موهبة في الوسط الفني، لديه قدرة عجيبة علي أن يجعل المشاهد يصدقه في كل الشخصيات حتي وإن اختلفت طباعها.. يصدقه وهو طيب وساذج وغلبان ويتعاطف معه بكل حواسه، ويصدقه أيضا وهو شرير ومجرم وينقلب عليه، فشريف لديه موهبة تزداد بريقا وثقلا كلما مر الزمن وتتطور مع كل خبرة جديدة يكتسبها وهو التطور الذي بدا واضحا في أدائه لدور «بركات» في مسلسله الجديد «بره الدنيا» الذي بدأ عرضه مع بداية شهر رمضان..

·     كمية الأحزان والأحداث المؤلمة والمتتالية في مسلسل «بره الدنيا» جعلت البعض يري أنها محاولة لاستنساخ نجاح «قلب ميت» خصوصا أن فريق العمل واحد؟

- أولا «قلب ميت» لم يحتو علي عدد كبير من الأحداث المحزنة فقد كانت الصدمة الحقيقية في وفاة كريم، يعني الأحداث مكنتش غامقة قوي، وفي «بره الدنيا» في نسبة غمقان للأحداث يمكن تكون كبيرة لكنها من الناحية الفنية متوازنة جدا، فالمسلسل يحاول أن يلقي الضوء علي مجموعة من المهمشين اللي الناس ماتعرفش عنهم حاجة.

·         احتوت الشخصية علي عدة تحولات ما المرحلة الأصعب في وجهة نظرك؟

- المرحلة التي بدأ يشعر فيها بمشاعر حب جديدة لأنه بدأ ينسلخ من حبه لغالية بالراحة فشعوره ناحية غالية مكنش ينفع يختفي بشكل سريع لذلك فإن فترة هيامه علي وجهه في الشوارع وهي الفترة اللي كان مطول فيها دقنه وشعره استغرقت وقتا طويلاً وهذا منطقي وفي وجهة نظري لأن كل حاجة لازم تاخد وقتها.

·         لكن ليس لدرجة أن تستغرق 14 حلقة..ألا تري أن هذا الأمر تجاوز مرحلة المط والتطويل؟

- بالعكس فالأمر كان ماشي طبيعياً جدا ولا أري أي مط أو تطويل بل إن الفترة كانت مناسبة جدا لأخرج من شعوري بالحزن والألم وأدخل في شعور مختلف ولو كانت المدة أقل من كده كانوا قالوا هو لحق ينسي غالية بالسرعة دي؟

·         ما صحة ما يتردد حول كونك تتدخل بالحذف والتعديل في أدوار الممثلين المشاركين في العمل لصالح دورك؟

- لم أسمع مثل هذا الكلام من قبل ولم أتدخل في أي دور بالحذف أو بالتعديل، أنا مش من النوع الذي عندما يلاحظ إن دور الممثل اللي معاه بدأ ينور يحاول يطفيه لأني أتعامل مع العمل الفني علي اعتبار أنه لوحة فنية لا تكتمل إلا باكتمال الشخوص الموجودين فيها ماحدش بيمثل لوحده.

·         هل صحيح إن ياسر جلال انسحب من المسلسل بسبب تدخلاتك في طريقة أدائه أثناء جلسات العمل التي سبقت التصوير؟

- هذا الكلام غير صحيح فما حدث أن ياسر جلال كان مرشحاً لدور حسام الذي قدمه فيما بعد أحمد زاهر وحضر معنا أول بروفة وكانت عبارة عن جلسة عمل نتفق خلالها علي الخطوط الأساسية للعمل ففاجأنا بأنه لن يتمكن من حضور «قعدات الترابيزة» المقبلة فقلت له مينفعش لأن هذه التحضيرات مهمة ليتعرف كل منا علي طبيعة دوره وحتي لا يتعامل كل منا مع الشخصية من وجهة نظره فرفض وبعدها عرفت أن ياسر اعتذرا وعندما سألت عن السبب قالوا لي إنه معروض عليه مسلسل مع سميرة أحمد وطلبوا منه يختار بين العملين فاختار «ماما في القسم» لكن ياسر ممثل جيد وأنا أحترمه وأقدره جدا.

·     ما حقيقة انسحاب وفاء عامر من المسلسل بسبب تدخلاتك المستمرة في دورها ورغبتك في حذف عدة مشاهد منه علي السيناريو؟

- وفاء عامر كانت مرشحة لدور «إنجي» الذي قدمته فيما بعد ميرنا المهندس، لكنها اطلعت علي السيناريو واختارت دور «شيرين» وسألت مدير الإنتاج انتوا اخترتوا حد للدور ده فأجاب لا فقالت انها ترغب في تقديم هذا الدور فوافقنا لأنه مهم جدا إن الممثل يلعب دور هو عايزه وبدأنا البروفات والجلسات التحضيرية للعمل وفوجئنا أنها لم تحضر فسألنا عنها قالوا إنها سافرت لندن بسبب مرض ابنها، وبدأنا نصور وهي متغيبة وتليفونها مابيردش وفاضل عشرة أيام وتدخل تصور دورها فاتصلت أنا بزوجها المنتج محمد فوزي وطلبت منه إني أكلمها فردت عليا وقالت لي معلش أنا كنت في ظروف صعبة فسألتها هتيجي إمتي فأجابتني: أنا في ميعاد بيني وبين أحمد عبد الفتاح المؤلف لعمل تعديلات في السيناريو علي دوري ففوجئت بهذا الكلام لأني مكنتش أعرف إن السيناريو هتحصل فيه تعديلات وطبعا رفضت أن أي حد يلعب في الورق لأنه مكتوب بالميزان فاعتذرت وفاء عن الدور وكنا في وقت زنقة فاستعنا بلانا سعيد والحمد لله إنها نجحت في الدور لأنها كشكل لايقة علي أحمد زاهر في دور أخته.

·         هل وجدت صعوبة في الحصول علي موافقة إحدي نجمات الصف الأول لمشاركتك بطولة المسلسل؟

- أنا فعلا واجهت المشكلة دي.. أنا في البداية كنت معترضاً علي نسرين إمام لأن كل حاجة لازم تاخد وقتها والبطولة محتاجة لخبرة وفترة احتكاك خصوصا إن شخصية سلمي صعبة مش سهلة ونسرين لسة مش مؤهلة للدور ده فقمنا بترشيح هند صبري وغادة عادل ومنة شلبي بس كانوا مشغولين بتصوير أعمال أخري هند كانت بتجهز لمسلسل «عايزة أتجوز» وغادة كانت تصور مسلسل «فرح العمدة» ومنة كانت مشغولة بتصوير مشهدها في مسلسل «الجماعة»حتي سيرين، عبد النور كانت في لبنان في ذلك الوقت فاخترنا نسرين والحمد لله نجحت في الدور.

·     في وجهة نظرك.. هل انشغالهن بالتصوير هو السبب الحقيقي لاعتذارهن أم أن كلاً منهن أصبح لديها مشروعها الخاص وبالتالي هي ترفض أن تكون جزءاً من مشروع النجم؟

 - هي فين المشاريع مين فيهم عندها مشروع بتاعها؟

·     هند صبري لديها مسلسل يتم تسويقه باسمها وهو«عايزة أتجوز» ومنة شلبي كان لها مسلسل العام الماضي وهو «حرب الجواسيس» وغادة عادل تجهز لـ«فرح العمدة»؟

- أنا بتكلم عن اللي حصل خلاص، «حرب الجواسيس» لم يكن بطولة منة شلبي وحدها بل كان بطولة مشتركة بينها وبين شريف سلامة، و«عايزة أتجوز» حالة خاصة لأنه نتاج رواية نسائية فطبيعي أن يكون لدور الفتاة المساحة الأكبر وهما لا يمكن يكونوا بيفكروا كده وإلا يبقوا بيحصروا نفسهم في منطقة ضيقة جدا، كلنا لازم نفضل نشتغل مع بعض حتي لو عملنا بطولات لأن ماحدش بينجح لوحده.

الدستور المصرية في

01/09/2010

 

لم يكتف كتاب الدراما التاريخية بالهزائم الحالية ففتشوا في التاريخ عن هزائم الماضي!

إيهاب التركي  

رغم أن نظرية النظر لنصف الكوب الملآن بدلاً من النصف الفارغ تستخدم في العادة كدعوة من أجل التفاؤل، فإنها أصبحت نظرية مشبوهة ومثيرة للأعصاب بعد أن أصبحت تستخدم بإفراط وتكاد تكون أكليشيه دائم في فم بعض رجال السياسة أو الاعلاميين الذين ينصبون علي الرأي العام بدعوتهم لعدم الالتفات إلي المشاكل، والبحث في الكوب الفارغ عن قطرات الإنجازات، ويبدو أن أغلب صناع الدراما التاريخية هذا العام قد أجمعوا علي الالتفات إلي النصف الفارغ في التاريخ ورصد جميع أنواع الهزائم والنكد الذي شاهده العرب خلال القرون السابقة.. لم يجد كتاب الدراما في التاريخ كله إلا الهزائم ليحتفوا بها في حلقات مسلسلة تطارد المتفرجين في الشهر الكريم الذي أصبح - بعد غياب المسلسل الديني - ساحة لمسلسلات جلد الذات الدرامية التاريخية، وهذا العام نري عدداً من المسلسلات التاريخية تجتمع في هذه الاختيارات الكئيبة دون أن نجد بينها مسلسلاً واحداً يتناول أي انتصار ولو علي سبيل التعبير، أو النظر إلي نصف الكوب الملآن.

مسلسل (سقوط الخلافة) للكاتب «يسري الجندي» والمخرج «محمد عزيزية» يتناول فترة حساسة للغاية من التاريخ الإسلامي والعربي، وهي نهاية عصر الخلافة الإسلامية، ويستعرض المسلسل أسباب سقوط دولة الخلافة العثمانية في تركيا مستعرضاً المؤامرات الداخلية والخارجية التي أسهمت في إضعاف الدولة، ومن ثم نهايتها، وظهور اتفاقية «سايكس- بيكو» التي أعادت رسم وتقسيم خريطة الوطن العربي من جديد، ومهدت لتجزئته واحتلاله من قبل القوي العظمي العالمية لاحقاً. يلعب الفنان السوري «عباس النوري» شخصية السلطان عبدالحميد الثاني الذي يعيش كثيراً من المشاكل السياسية والشخصية في مواجهة المؤامرات والدسائس الموجهة ضده وضد عرش الخلافة، ولا شك أن مثل هذه المنطقة التاريخية رغم أهميتها وثرائها درامياً، فإنها تسلط الضوء علي حقبة حزينة من التاريخ الإسلامي والعربي علي حد سواء.

منطقة أخري من مناطق النكد التاريخي اختارها صناع مسلسل (ملكة في المنفي) للكاتبة «راوية راشد» والمخرجين «محمد زهير رجب»، و«وائل فهمي عبد الحميد»، فبعد نجاح تجسيد شخصية الملك فاروق في مسلسل شهير كتبته «لميس جابر» وأخرجه «حاتم علي»، وقام ببطولته «تيم الحسن» عام 2007 لفت النظر إلي شخصية الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد وأم الملك فاروق آخر ملوك مصر، فهي شخصية جدلية كانت عوناً لابنها الشاب المراهق في الجلوس علي عرش مصر رغم صغر سنه، فإن علاقتها برئيس الديوان الملكي «أحمد حسنين باشا» أثارت ابنها ضدها ووصلت خلافاتهما إلي الحد الذي قامت فيه نازلي بالخروج من مصر بعد أن أجبرها ابنها علي التخلي عن ألقابها الملكية، وأقامت بعدها في منفاها الاختياري بالولايات المتحدة، وهناك شهدت حياتها كثيراً من الأحداث المآساوية هي وبناتها اللائي رافقنها.

أما مسلسل (شيخ العرب همام) فهو يتناول سيرة حياة الشيخ همام أشهر شيوخ قبائل الصعيد وقصة صراعه مع إبراهيم بك الكبير والي مصر ومع المماليك، ورغم أن سيرة الشيخ همام بها من البطولات الكثير، الأمر الذي جعلها من السير الشعبية الشهيرة التي تروي حتي الآن، فإنها أيضاً قصة تراجيدية نهايتها حزينة، فقد انهزم همام وجيشه من المماليك بعد خيانته من قبل بعض المقربين إليه، ولا ننتظر من المسلسل نهاية سعيدة مختلفة عن تلك الحقيقة التاريخية المعروفة، ومما سيزيد الإحساس بالحزن والاكتئاب بالنسبة للمشاهد في نهاية المسلسل هو ارتباط جمهور المشاهدين بشخصية همام التي يؤديها باقتدار «يحيي الفخراني»، وهي شخصية تجمع بين الحزم والعدل والتسامح والطيبة.

ويتناول مسلسل (كليوباترا) قصة الملكة المصرية الشهيرة، وكما يعلم الجميع، فقصة كليوباترا تراجيديا تاريخية تناولها كتاب كبار مثل «ويليام شكسبير» والشاعر «أحمد شوقي» في أعمال درامية تراجيدية، وتناولتها السينما العالمية أيضاً في أعمال رصدت حياتها الصاخبة علي المستوي الشخصي والسياسي، تحدت كليوباترا الإمبراطورية الرومانية بعد أن كانت حليفة لروما وزوجة ليوليوس قيصر الذي قتل، وتولي الحكم من بعده الإمبراطور أغسطس الذي ناصب كليوباترا العداء، وركزت جميع الأعمال التي تناولت سيرتها علي نهايتها الحزينة، وهي نهاية ليست سعيدة بأي حال من الأحوال، فحسب الروايات التاريخية الأشهر انتحرت كليوباترا بلدغة ثعبان بعد هزيمة جيوشها وجيوش حبيبها مارك أنطونيو وبعد وصول أخبار كاذبة إليها عن انتحاره.

يبدو أن إدمان الهزائم في الواقع المعاصر جعل من كتاب الدراما أيضاً مهتمين بالبحث والتنقيب عن الأصل التاريخي لهذه الهزائم المستمرة.

الدستور المصرية في

01/09/2010

 

وحيد حامد لـ «الدستور»: يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز منك عسل.. مع السلامة!

اعترض علي نشرنا خبر مشاركة المخرج شريف عرفة في المشاهد الأخيرة من الجماعة

دعاء سلطان  

كنت سأقدر موقف الكاتب الكبير وحيد حامد -مع تقديرى له ككاتب عظيم- إذا كان موقفه الذى اتخذه بمقاطعة جريدة «الدستور» مقاطعة نهائية، مبنياً علي موقف اتخذته الجريدة من مسلسله «الجماعة»، وهذا حقنا طبعاً، فالعمل الفني معروض أمام الجميع ومن حق أي أحد أن يحمل وجهة نظر مضادة أو متوافقة معه، وقد تعلمنا من أستاذنا وحيد حامد معني أن يكون الإنسان مسئولاً عما يكتب، ومعني أن يحتمل الطرف الآخر ضريبة تعدد الآراء واختلافها الصحي، ولكننا منذ بدأ الشهر الكريم، ومنذ بدأ عرض مسلسل «الجماعة» لم نكتب حرفا مسيئاً عن المسلسل.. اللهم إلا موضوع واحد طلبنا فيه من جماعة الإخوان المسلمين بإرسال خطاب شكر لصناع المسلسل علي مجهوداتهم التي بذلوها لرفع الحظر عن الجماعة المحظورة، وإتاحة الفرصة لها لطرح أفكارها ورؤاها بشكل شرعي لأول مرة في تاريخها، وهو فعلا عمل راقِ يعظي درساً عملياً في كيفية الاستفادة من هامش الحرية شديد الضيق المتاح أمام المبدعين لخدمة تيارات معادية للنظام ويكرهها حتي من يكتبون عنها! أما باقي الموضوعات التي تناولنا فيها المسلسل، فكانت خبرية بحتة، نتحدي أن يكذبنا أحد من أسرة المسلسل أو من أي جهة تراقب الأحداث في مصر وتحافظ علي بث المعلومات الصحيحة - أقصد فيما يخص العمل الفني - فما الذي أغضب السيناريست الكبير وحيد حامد من «الدستور» حتي وصل إلي درجة أن أعلن موقفه المقاطع لها بقوله للزميلة عبير عبد الوهاب بعد خبر نشرناه عن المسلسل: «ماتكلمنيش عن «الدستور».. ولا عايز أتكلم مع حد في «الدستور».. ويا نحلة لا تقرصيني ولا عايز منك عسل.. مع السلامة»!

قبل هذه المكالمة كانت هناك مكالمة سابقة مع السيناريست وحيد حامد عاتب فيها زميلتي عبير علي نشرها خبر مشاركة المخرج الكبير شريف عرفة في إخراج المسلسل إنقاذاً للوقت وللموقف كي يتم إنجاز باقي العمل، وكان هذا سبقاً نشرناه بعد تأكدنا من صحته، وأصر وقتها الكاتب الكبير أن يعرف مصدر الخبر، وهو ما لم ينجح في معرفته حفاظاً علي مصادرنا.. بعدها سألت عبير السيناريست الكبير عن مدي صحة الخبر، فأكد لها أنه صحيح مائة في المائة، ولكن نشره يضيع مجهود مخرج آخر - غالبا يقصد محمد ياسين-!

والحقيقة أننا لو لم ننشر الخبر لأضعنا مجهود مخرج ثان هو الكبير شريف عرفة الذي ساهم ببعض من وقته وطاقته في إخراج العمل دون أن يوضع اسمه عليه، بل إن هناك مخرجا مهما آخر شارك في الإخراج ولم يوضع اسمه علي العمل وهو مروان حامد، ومخرج ثالث ساهم في الإخراج أيضا وهو تامر محسن، وهو الوحيد الذي تمت الإشارة إلي اسمه في تترات العمل تحت مسمي «مخرج الوحدة الثانية» «Second Unit»، وأعتقد أن الوقت مازال ملحوقا بأن يتم وضع أسماء المخرجين عرفة وحامد بجوار اسم المخرج الكبير محمد ياسين علي تترات عمل مهم مثل مسلسل «الجماعة»، خصوصا أن التقنية العالية وجمال الصورة وروعة التمثيل أهم مميزات المسلسل، ومن الظلم أن ينسب العمل لمخرج واحد، بينما ساهم في إخراجه ثلاثة آخرون.

الحقيقة أن خبر مساهمة المخرج شريف عرفة في إخراج مسلسل "الجماعة" لو كان كاذبا، لكنا أول من نفاه وفي نفس المساحة، وكثيرا ما ننفي أخبارا نتأكد بعد نشرها من عدم صحتها باعتذار واضح وصريح، فنحن بشر ونخطيء أحيانا، ولكننا نملك أيضا شجاعة الاعتراف وقوة الاعتذار عن الخطأ.

لا أعتقد أنه من العدل أن يقاطع الكاتب الكبير جريدة «الدستور» لأنها تؤدي عملها بحرفية عالية، فإذا كان هدف المسلسل هو كشف خبايا ومخططات ومؤامرات وتاريخ جماعة الإخوان المسلمين السري، فإن هدف جريدة «الدستور» هو كشف ما يحدث في كواليس عمل مهم مثل «الجماعة».. أستاذ وحيد نحلة الدستور ستظل تقرص أحيانا وستعطي عسلا دائما.. خصوصا عندما يتعلق الأمر بعمل ضخم مثل «الجماعة» تم تكريس أهم ساعات البث في التليفزيون الرسمي لعرضه. ورغم مقاطعتك لنا ستظل دائما أحد أهم كتاب السيناريو في مصر، وأحد أهم من يصيغون جملا تعيش في وجداننا.. نحفظها عن أبطال أعمالك، ونحفظ لك جميل صياغة ما في قلوبنا بكلماتك القاسية أحيانا الحنونة والمحبة لنا دوما.

الدستور المصرية في

01/09/2010

 

 

يجب علي «المحظورة» التي لم تصبح محظورة إرسال خطاب شكر لصناع مسلسل الجماعة

دعاء سلطان  

رغم أنني لست أحد المنتمين ولا المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين، فإنني لي أصدقاء من المتعاطفين معها.. صحيح أنهم ليسوا أعضاءً في الجماعة، لكنهم متعاطفون ومؤمنون بأغلب أفكارها، مثلهم في ذلك مثل عدد ضخم من المصريين.. بعض من أمهاتنا وآبائنا وأخواتنا يتعاطفون فعلا مع أفكار الجماعة ويطبقونها بحذافيرها في تعاملاتهم اليومية، لكني فعلا تعاطفت مع الجماعة بعد عرض مسلسل «الجماعة»!

المسلسل الذي هاجمه الإخوان، ودافع عنه كاتبه باستماتة لها ما يبررها، فالرجل محارب شرس لطيور الظلام عموماً وله منطقه المحترم في العداء معهم وحقه علينا أن نقدره كل التقدير علي نضاله من أجل التنوير ووقوفه بمنتهي الشجاعة أمام محاولات تسييس الدين.

المهم أن التليفزيون الرسمي وغير الرسمي أفرد له أهم أوقات البث، يعد واحدًا من أهم أسلحة الإخوان المسلمين لاجتذاب مزيد من المتعاطفين، بل الراغبين في الانتماء إليها فعليًا، فهذه المساحة التي أتيحت لهم لعرض أفكارهم، وللهجوم عليها في المسلسل، لم تكن لتتوفر لهم في أحد برامج التوك شو اليومية التي يسيطر الأمن علي أغلبها سيطرة شبه تامة، ويمنع في الغالب من استضافة أعضائها فيها، بل إننا لا يمكن أن نشاهد أحد أعضاء الجماعة ضيفًا مثلا علي برنامج «مصر النهاردة» الذي ينتجه التليفزيون الرسمي. والأسباب التي تجعل مسلسل الجماعة أهم أسلحة الإخوان لاجتذاب المتعاطفين والأعضاء الجدد كثيرة وأهمها:

أولا: لأول مرة يتمكن الناس من مشاهدة أعضاء الجماعة والمنتمين لها أمام أعينهم.. يعرضون رؤاهم ويطرحون أفكارهم، حتي لو تم عرضها في إطار من الانتقاد الأقرب للهجوم عليهم، لكن في النهاية هناك مساحة ذهبية لطرح رؤاهم وأساليبهم، بل إنهم جماعة شفافة جدا وتدرك حجمها وحجم أهميتها دون ضجيج، حتي إن عبد العزيز مخيون يقول في إحدي الحلقات لضابط أمن الدولة: والله انتوا بتكبرونا علي الفاضي!

ما هذا التواضع والصدق الذي يميز أعضاء الجماعة.. فهكذا فهمت الجملة وهذا هو انطباعي عنها.

ثانيا: إظهار ضباط أمن الدولة بكل هذا الود والحنان والذكاء والألمعية والشياكة والعلم والثقافة، يكشف زيف المسلسل في نقل الواقع الذي يشاهده الناس بأم أعينهم، وبأم «قفاهم»، ولو حدث - وهذا نادر جدا- أن توافر في أحد ضباط المباحث واحدة من هذه الصفات، فبالتأكيد ستكون باقي الصفات معدومة لديه.

ثالثا: الأب «صلاح عبدالله» الذي خاف علي ابنه المنتمي للجماعة، والذي شارك في عرض طلاب الإخوان في جامعة الأزهر، حتي إنه ذهب إلي مرشد الإخوان «سامي مغاوري» ليعاتبه علي اشتراك ابنه في هذا العرض، ويشكو له من ابنه الذي خيب أمله.. كان أبا جبانا مستفزا، وكان رد المرشد العام للإخوان المسلمين عليه في المسلسل في غاية الحكمة والرصانة والاحترام، عندما قال له إن ابنك لم يرتكب جريمة، وإنه مسجون في قضية رأي، وإن من يستحق السجن هم من ينشرون الفساد، وليس طالبا مؤمنا بفكرة معينة ويرغب في نشرها.. كل هذا يجعلنا نصفق للمرشد العام للإخوان، ونعاتب ونلوم الرجل الذي يخاف علي ابنه من توجهه السياسي.. ألسنا ننادي ليل نهار بأن نثقف أبناءنا سياسيا ونترك لهم حرية اختيار التيار السياسي الذي ينتمون له، ونربيهم أيضا علي أن يتحملوا نتيجة اختيارهم، وهل يا تري فرح هذا الأب بابنه في المسلسل عندما سأله الأب: لماذا انضممت إلي الإخوان؟، فقال له الابن: لأني انتهازي!!!!

رابعاً: ظهرت شخصية حسن البنا في منتهي الجاذبية بممثل مهم «إياد نصار» أضفي عليها كثيراً من الهيبة والوقار.

عموما.. ألا تعتبر الأفكار الأربع السابقة مبررًا مهمًا وقويًا لجعل جماعة الإخوان المسلمين ترسل خطاب شكر لأسرة المسلسل، وعلي رأسهم السيناريست وحيد حامد والمخرج محمد ياسين والمنتج كامل أبو علي والتليفزيون المصري ووزير الإعلام، والرقابة التي تسامحت وسمحت بعرض المسلسل علي اعتبار أنه مسلسل ضد «المحظورة»، أقصد ضد جماعة الإخوان المسلمين، فإذًا هو أهم أسلحة الترويج لهم ولفكرهم.. كل هؤلاء قدموا للجماعة أكبر خدمة ممكن أن تقدمها لهم كل الأجهزة الرسمية في الدولة.. خدمة ترويج وتلميع، والدعاية المعتبرة قبل ثلاثة أشهر من موعد انتخابات مجلس الشعب لأعضاء الجماعة.

وإياك أشوف جورنال قومي بيقول عليهم «المحظورة» تاني.. إذا كان تليفزيون الدولة ماعملهاش، هتزودوا عليه ليه بقي، فلا توجد جماعة محظورة يتم الاهتمام بها بهذا الشكل، وإلا فإننا نود نتساءل: لماذا هي محظورة طالما أنها مهمة ومؤثرة بهذا الشكل، ولماذا لا يتم السماح لأعضائها بممارسة حقهم السياسي بشكل رسمي، وتحت عين الدولة، طالما أنها بكل ما تراعيه من سرية في عملها السياسي، قد أصبحت بهذا الحجم وهذا التوغل وهذا التأثير في العامة وكثير من الخاصة؟!

هذه الأسئلة ستدور بالتأكيد في خلد أغلب من يشاهد المسلسل من غير المتعاطفين مع الجماعة ومن غير المنتمين لها.

في فترة قادمة لن أستبعد أن يصبح التليفزيون الرسمي مثل الدبة التي قتلت صاحبها، رغم أن هدفها كان مساعدته ومساندته ودفع الآخرين لكراهية خصمه، فقد يتحمس أحدهم لعمل مسلسل شباب 6أبريل أو عن البرادعي، أو عن أيمن نور بهدف إقناع الناس بأنهم أشرار ويهدفون إلي زعزعة الأمن والاستقرار اللذين ينعم بهما الوطن، فيقرر التليفزيون السماح بعرض العمل الذي سيظهر فيه شباب 6 أبريل كما لو كانوا محترفي مظاهرات وشغب، فيتم سحلهم في الشوارع، وسيظهر أيمن نور في مسلسله ببدلة السجن، وهو يكتب ويهرب مقالاته لينشرها في الصحف، بينما يظهر البرادعي في صورة العالم - كما يرغب الجهلاء في وصفه- الذي يهاجمه كتبة الحكومة لكونه كان خارج مصر ولا يعرف أهلها، وفي هذه الأثناء يطرح الجميع وجهة نظره خلال أحداث كل مسلسل علي حدة، وإن شاء الله التليفزيون يقرر يعمل كده عشان اللي ماعرفش أفكار مجموعة 6 أبريل، وأيمن نور والبرادعي يعرفهم.. كل شيء جايز.. هو فيه حد كان يتصور إنهم يعملوا مسلسل عن «المحظورة» عشان يهاجموها، فينقلب السحر علي الساحر ويتعاطف معها الناس أكثر.. نتمني في الخطة القادمة للتليفزيون أن يقرر إنتاج مسلسلات عن شباب 6 أبريل ونور والبرادعي، فمثل هذه المسلسلات ستفيدهم جدا.

الدستور المصرية في

01/09/2010

 

 

علي رأسهم أحمد بدير ومحمد الشقنقيري وسهير المرشدي ودرة

كالعادة.. ممثلو الأدوار الثانية يتفوقون علي الأبطال بمراحل

حميدة أبوهميلة  

يبدو أنها أصبحت عادة رمضانية أصيلة، أن يتفوق ممثلو الأدوار الثانية في أدائهم علي الأبطال الذين تتصدر أسمائهم التترات، وتعلن أنهم أصحاب المساحة الأكبر، والحظ الأوفر في الظهور.. طبعا هذا الأمر لا ينطبق علي كل ما هو معروض، حيث إن هناك مسلسلات جميع عناصرها تستحق لقب الأفضل، وهناك مسلسلات تبحث جاهدا عن نقطة بيضاء واحدة فيها فلا تجد، لذا نحن نحاول أن نحتفي بمن أجادوا وتميزوا وأمتعونا بأدائهم، وبقدرتهم علي الحديث مباشرة إلي مشاعرنا، تاركين الأبطال شاردين في ملكوت التخبط بين أداء مترهل، وآخر فيه مبالغة وافتعال، أكثر مما يحمل من التمثيل، والصدق، وثالث يحاول أن يصل لمرحلة التواضع.. علي رأس هؤلاء الذين يستحقون التحية أحمد بدير من خلال دور حسان الحويطي في مسلسل «مملكة الجبل»، والحقيقة أن أداء أحمد بدير كان الحسنة الوحيدة في المسلسل الذي تم فيه إطلاق الصعايدة في الجبل، ليظهروا وكأنهم تقريبا بلا مأوي، وجاء أداء عمرو سعد بطل العمل متواضعا جدا، وإن كان هناك تميزا في بعض مشاهده، لكنه يبقي تميزاً عرضيا، فيما يحتل أحمد بدير صدارة المشهد بأدائه الناضج والمقنع للشخصية التي يختلط فيها الخير بالشر، والمكر بالطيبة.. تقف سهير المرشدي علي نفس المستوي أيضا من خلال مسلسل «موعد مع الوحوش» في شخصية حمدية والدة «طلعت» الذي يقوم بدوره بطل العمل خالد صالح، فهي تخطف الكاميرا بمجرد ظهورها من عزت العلايلي أيضا، لتجسد مشاعر الأم الصعيدية التي هربت بابنها من الثأر، لكن الثأر يلاحقها.. تنجح سهير المرشدي في تقديم الشخصية كما ينبغي، وتجسد القوة التي تختلط بضعف أنثوي لا يظهر بسهولة.. حتي فواصل الصمت التي تكتفي فيها بالنظر فقط كانت تؤديها بمنتهي المتعة، وإن كان خالد صالح في هذا المسلسل أفضل حالا عن العام الماضي. أما سهير المرشدي فإنها تظهر في مشاهد قليلة تعلق الكاميرا بها وتذهب تاركة فراغا كبيرا.

محمد الشقنقيري بدوره كان مفاجأة هذا العام، من خلال كل هذا الكم من التألق الذي يظهر به في شخصية «منسي» في مسلسل «بره الدنيا»، فقد نجح في أن يجعل شخصية المتشرد الذي يسكن الشارع، ويظهر طوال الوقت بملابس رثة شخصية جاذبة، من خلال تعبيرات وجهه التي تحمل ضعفا بالغا، والتي أبرزت مشاعره الداخلية، وجعلتنا نتعلق بمنسي كثيرا، وهو الدور الذي حمل تفاصيل ثرية فاقت شخصية «بركات» التي يؤديها البطل شريف منير. أيضا درة التي تظهر هذا العام في عدة أعمال تنجح تماما في الإمساك بجميع تفاصيل شخصية «ثريا» في مسلسل «اختفاء سعيد مهران»، وقد تكون هنا في أفضل حالاتها رغم أن هشام سليم يستأثر بالمساحة الأكبر، لكن درة كانت أكثر جذبا، أيضا تتألق سوسن بدر تألقا معتادا في جميع أدوارها هذا العام، لكنها في مسلسل «عايزة أتجوز» تجعلنا ندعو الله أن تستمر أكبر قدر من الوقت علي الشاشة، لترحمنا قليلا من «أفورة» هند صبري، وتمتعنا بقدرتها علي اضحاكنا بلا أدني مبالغة.

الدستور المصرية في

01/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)