حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

ملك الدراما الجريء

بقلم : إيريس نظمي

بدون شك يعتبر وحيد حامد هذا السيناريست العبقري هو نجم التليفزيون هذا العام بالنسبة للأعمال الدرامية.. وذلك بمناسبة النجاح الساحق الذي حققه مسلسل »الجماعة« وهذا ليس بغريب علي وحيد حامد السيناريست الجريء الذي لم يعرف قلبه الخوف.. فحين يجلس ليكتب عملا لايتوقف عن الكتابة بسبب الرقابة.. فهو الجندي المقاتل المدافع عن أعماله ومبادئه بكل ما أوتي من سياسة وقوة وجرأة.

❊❊❊

كنت أول ناقدة أكتب عن وحيد حامد الذي أصبح الآن ملك الدراما.. وكان ذلك في عام 1977 حينما قدم فيلمه الأول »طائر الليل الحزين« أي منذ  23 عاما وتوقعت لهذا الكاتب المبدع مستقبلا حافلا بالنجاح.. وحدث ماتوقعت .. فهو يختلف عن أي كاتب سيناريو .. له مدرسته الخاصة به في الكتابة للإذاعة والسينما والتليفزيون .. وهي المدرسة التي تعكس مشاكل الواقع وهموم العصر الذي نعيشه. وهو الكاتب الجريء الذي يقدم لك أعقد المشاكل في ثوب من حرير.. وهو السياسي المحنك والصحفي الجريء الذي لايتنازل أبدا عن أفكاره.

كتبت يومها عن فيلم »طائر الليل الحزين« في مجلتي »آخر ساعة« »إن وحيد حامد لم يحقق النجاح بالصدفة ففيه القصة الجيدة التي جذبت ألوف المستمعين حين قدمها مسلسلا في الإذاعة.. وحقق الكثير من النجاح حين قدمها  للسينما.. إنها قصة عازف الموسيقي البريء »محمود عبد العزيز« الذي اتهم ظلما في جريمة قتل.. فيهرب من العربة التي أقلته إلي السجن ليحاول إقناع القاضي »محمود مرسي« الذي أصدر عليه حكما بالإعدام.. وتكون مفاجأة للقاضي عندما يجد المتهم الذي أصدر عليه حكما بالإعدام في الصباح ينتظره في شقته عند عودته في المساء ليقدم له دليل براءته.. ففي هذه الليلة التي  ارتكب فيها الجريمة كان في مكان آخر في فراش امرأة هي »شويكار« وهي شاهد الإثبات الوحيد.

أقول هذا لأنه كان بداية سلم النجاح الذي صعد به وحيد حتي وصل إلي القمة قلت أيضا أن قصة وحيد حامد في أول فيلم له ضمنت للفيلم التشويق  المثير والجاذبية الشديدة بفضل السيناريو المحبوك الجيد والحوار الذكي القصير البعيد عن الثرثرة.. والكاميرا التي صورت التعبيرات والصراع داخل الشخصيات.. والفيلم ليست فيه توابل السينما التجارية المعروفة.. وهو بعيد عن موضة الميلودراما التي عادت للظهور.. ولا أقول إنني اكتشفت وحيد حامد كسيناريست للسينما.. فقد كان قادرا علي اكتشاف نفسه.. وجمهوره .. لكنه إنسان متواضع.. كان يعطيني أحيانا بعض سيناريوهاته لأقرأها وأقول رأيي فيها. وأنسي أنني ناقدة حينما أقرأها فاتخيل كل مشهد .. وأخرج بسيناريو يظل في ذاكرتي حتي قبل أن يبدأ التصوير وتحقق ماتوقعته لهذا الكاتب الكبير.

ووحيد الذي نشأ في إحدي القري هو الفلاح البسيط الماكر أحيانا.. القادم من القرية إلي المدينة  ليحقق مايريد.. بداية من »طائر الليل الحزين« وحتي »الأولة في الغرام« مرورا »باللعب مع الكبار« و»نور العيون« و»رغبة متوحشة« و»الإرهاب والكباب« و»المنسي« وكشف المستور و»طيور الظلام« والنوم في العسل وأضحك الصورة تطلع حلوة وسوق المتعة ومحامي خلع ودم الغزال.. كان كل فيلم من هذه الأفلام يعتبر درجة للصعود في القمة  حتي أصبح ملك الدراما.. قدم أفلاما سياسية اجتماعية لم يجرؤ كاتب  علي الاقتراب منها.. وصاغها في نسيج من الحرير ليقدم هذه الموضوعات التي تعكس هموم الوطن.. وكشف أخطاء السلطة ومراكز القوي واستخدام الدين كنوع من الإرهاب.. كما جاء في مسلسل »العائلة« الذي حقق نجاحا كبيرا.. وتقديمه الآن لمسلسل »الجماعة« الذي يعتبر منظومة شعرية تحكي تاريخ الإخوان المسلمين.. وتنتظره الجماهير كل يوم.. إن وحيد حامد ليس السيناريست الذي يبحث عن المال فهذا سهل جدا بالنسبة له.. لكنه انفرد بالأعمال المهمة الجريئة التي تسجل لتاريخ مصر.

❊❊❊

إن وحيد حامد هو الجندي المقاتل المدافع عن أعماله.. والذي يربك الرقابة التي يتميز كل واحد منهم بتفكير وفكر معين مثل المحب للسينما ذي العقلية المتحررة.. والعكس  صحيح.. وهناك من يأخذ الكلمة حرفيا.. ومن يتمسك باللفظ.. لكن بصراحة فوجئت بالرقابة هذا العام بإجازة مسلسل »الجماعة« هذا العمل المتميز الذي يحكي تاريخ الإخوان المسلمين الذي تطور إلي التشدد والتعصب والإرهاب. وهو عمل يتميز بالتشويق.. لم ينجح بالصدفة فقد ظل وحيد سنوات حياته يرجع إلي الراجع وهو إنسان صادق مع نفسه ومع الناس فقد كتب اسماء أصحاب هذه المراجع. وأعرف أنه تابع المسلسل أثناء التصوير والممثلين  الذين أثبت كل منهم أنه نجم بدوره.. وبذلك انتصر علي مفهوم النجم الأوحد بالتمثيل الجماعي.

❊❊❊

وقد قدم لنا وحيد حامد ابنه »مروان حامد« الذي اكتسب منه حبه للسينما ولكنه اتجه للإخراج. وحين جلسنا لنتابع فيلم »عمارة يعقوبيان« أول فيلم من إخراج مروان.. قلت لوحيد لماذا لا تشترك في عمل واحد مع مروان؟ رد وحيد بابتسامته الطيبة لأنه لايقتنع برأيي في بعض الأحيان.

أن أفلام وحيد حامد تؤرخ لتاريخ مصر بصدق وبدون أي تنازلات ليفلت من الرقابة.. ولذلك تعتبر أفلامه نقطة تحول في تاريخ السينما.

ونحن نتمني لوحيد  حامد الكثير من النجاح بالتعايش مع المجتمع وهمومه.. وأيضا بأفكاره وأحلامه.
شكرا وحيد حامد
..

آخر ساعة المصرية في

31/08/2010

 

»بالشمع الأحمر« يسرا طبيبة تشريح رقيقة وعاطفية وصارمة عند اللزوم

ماجدة خيرالله 

لايمضي أسبوع إلا ونستيقظ علي حادث مروع،يذهب ضحيته شخص أو عدة أشخاص،جرائم غريبة تحدث لأسباب شديدة التفاهة أو شديدة التعقيد ، وتعيش الجرائد ووسائل الإعلام علي تلك الجريمة وتنتعش الجرائد المخصصة لأخبار الجرائم والحوادث ويزداد فضول الناس، لمعرفة أدق تفاصيل الجريمة وأسلوب تنفيذها، وياسلام بقي علي حالة الاستمتاع بمتابعة حال الضحية، يعني كيف أجهز القاتل عليها ، وكيف تمكن منها وقضي عليها، حتي" فرفرت"وأسلمت الروح؟

يبدو أن المجتمع كله أصابته حالة "سادية" ورغبة في التشفي في الضحايا! وتزداد السادية عندما تجد محاولة تشويه سيرة الضحية وكأن ماحدث لها بمثابة عقاب إلهي، علي أخطاء لانعرف ان كانت تستحقها أم لا؟والغريب أن القاتل في كثير من الأحيان ينال تعاطف الناس بينما تذهب الضحية إلي قبرها وتشيعها اللعنات، ومآدب النميمة! حال المجتمع المصري تغير وإزدادت حوادث العنف، وأصبحت مشاهدة الجثث الطازجة مزاجا عند البعض، زمان لما كنا نشاهد حادث سيارة كنا نخفي أعيننا حتي لانشاهد منظر الدماء الذي يغرق بقايا السيارة، ودلوقت الناس تجري تتفرج علي الجثث وكأنها تتابع فيديو كليب أو لعبة فيديو جيم! ولذلك شعرت بدهشة شديدة، وأنا أقرأ بعض الملحوظات الرقابية علي مسلسل بالشمع الأحمر، حيث جاء فيها أن منظر الجوانتي الطبي الذي ترتديه يسرا "إخصائية الطب الشرعي" عليه بقع دماء سوف تثير مشاعر المشاهد! كما ان عمليات تشريح الجثث لاتليق للعرض التليفزيوني، طيب مسلسل تدور أحداثه حول السيدة فاطمة يونس مديرة المشرحة والطبيبة الشرعية حايكون فيه مشاهد حب ورومانسية؟ ثم إن نفس الرقابة مش برضه قرأت السيناريو وأجازته قبل تصويره؟ علي كل حال نحن أمام مسلسل من نوع خاص جدا، شارك في كتابته ورشة مكونة من مريم ناعوم، محمد فريد، نادين شمس وأخرجه سمير سيف، ويمتاز المسلسل بدقة التفاصيل وخاصة مايتعلق منها بالجانب المهني لبطلة المسلسل، مع الاعتماد علي مجموعة حوادث مثيرة تابعها المجتمع المصري في السنوات الأخيرة ومازالت حاضرة في ذاكرته.

 مسلسل بالشمع الأحمر يكسر قوالب نمطية للدراما التليفزيونية وتعود معه يسرا إلي سابق تألقها ، وتذكرنا بمستواها في مسلسل حياة الجوهري عندما كانت تعيش الشخصية وتسكنها وتتحرك وتتكلم بمنطقها، وتتخلي عن جمال وأناقة النجمة يسرا ، وإذا تكلمنا عن براعة الاستهلال، فسوف نكتشف أن المخرج تعمد أن يصور البطلة د.فاطمة من قدميها وهي تنزل من سيارة كانت تصطحبها إلي إحدي قري الصعيد لتقوم بالكشف علي بكارة فتاة، اتهمها زوجها في ليلة عرسهما بأنها ثيب وهو الأمر الذي كادت تطير من أجله الرقاب! وكانت دكتورة فاطمة"يسرا"ترتدي شبشبا في قدميها، وهوماجعلني أطمئن إلي  أن يسرا واخدة بالها من تركيبة الشخصية التي لايمكن أن ترتدي في هذا الموقف وهذا المكان حذاء  نسائيا بكعب عال، تفاصيل بسيطة في الملابس وتسريحة الشعر والحركة والنظرة واستخدام المشرط أو أدوات التشريح، مع حفظ لبيانات طويلة وتفاصيل خاصة بكل حالة، البعض يظن أنه من غير اللائق أن تقول علي نجم له شهرته أنه وصل إلي مرحلة نضج، أو ظهر عليه اهتمام بمفردات الشخصية، وكأن النجومية تحميه من الوقوع في الخطأ والحقيقة أن النجم الذي يسعي للحفاظ علي نجاحه لابد وأن يكون في حالة تحد دائم لنفسه ليصل بها إلي مناطق أكثر إبداعا مما سبق أن قدمه، أحيانا مايحقق العمل الجيد حالة من البريق والتألق لمعظم أبطال المسلسل.. هشام عبد الحميد في دور الزميل والحبيب الذي يكن للدكتورة فاطمة حبا صامتا لايفصح عنه، رغم أنها تبادله نفس المشاعر وبنفس الصمت وعدم القدرة علي البوح! حالة من الحب المتوهج المسكون في القلوب دون أمل في غد، فالدكتور حسن "هشام عبد الحميد" متزوج من أخري "شيرين" وله عائلة صغيرة يسعي للحفاظ عليها  وضمان استقرارها، وهي "يسرا" مطلقة رجل أعمال فاسد "سامي العدل "تسعي جاهدة لإبعاده عن إبنهما الوحيد "محمد إمام" حتي لاتفسده طبائع وسلوكيات والده، ولكن الابن الشاب يميل طبعا إلي والده الذي يوفر له الكثير من الحماية والرفاهية التي تعجز الأم عن الوفاء بها! أزمة مسلسل بالشمع الأحمر إنه يحطم القوالب التقليدية للدراما التليفزيونية، ولايتحرك في خطوط متصاعدة ولكن إلي خطوط أفقية ورأسية في نفس  الوقت، فمع كل حلقة نتابع جريمة جديدة ، وتصبح مهمة د.فاطمة أن تبحث عن دليل إدانة تساعد رجال المباحث في التوصل إلي المجرم، ونتابع معها كيف يمكن للأخطاء الصغيرة التي يرتكبها الجاني أن تكون سببا في الوصول إليه، لعبة ذكاء ومهارة وخبرة وعلم، هذه النوعية من المسلسلات لم تقترب منها الدراما المصرية طوال تاريخها الممتد لأكثر من نصف قرن،كان فيها كُتاب المسلسلات يتجنبون الخوض فيها إما لعدم درايتهم الكافية بأصول اللعبة أو لنقص المعلومات أو خوفا من التجربة، ولذلك فإن شجاعة الإقدام علي التعامل مع هذا اللون من المسلسلات رغم صعوبته،  يستحق الثناء ، المخرج سمير سيف يقدم مستوي شديد الرقي في التعامل مع الجرائم التي يتضمنها العمل ، ويستخدم الإيحاء الذي يجعل خيال المشاهد في حالة شغل طوال الوقت لتكملة الصورة، ففي حالة طبيب التخدير القاتل "سناء شافع" نشاهده يسحب جثة القتيل بوضعه علي سجادة ويصل بها إلي البانيو ثم يقوم بتقطيع أوصاله حتة حتة بالمنشار حتي يصبح فتافيت! ورغم ذلك فنحن لانشاهد الجثة ولانشاهد التقطيع ولكن الايحاء يكمل الصورة في أذهاننا، من الأدوار الصغيرة التي لفتت الانتباه "أشرف مصيلحي" قاتل شقيقته وسناء شافع، موسيقي خالد حماد تشبه كثيرا موسيقي مسلسل "أوان الورد" التي قدمها في عام 1999ولازالت عالقة في الأذهان!

آخر ساعة المصرية في

31/08/2010

 

الزعيم ب30  مليونا وكريم18 مليونا ومحمد سعد ب 12مليونا

ملايين »الغيرة الفنية« تنسـف صنــــــــاعة الدراما

أسامة صفار 

ينتهي مزاد أجور النجوم كل مرة بكارثة قومية لا تصيب العاملين في الفن فقط ولكنها تتجاوز ذلك إلي وجه مصر الثقافي حيث يتضاءل الإنتاج السينمائي أو يتوقف بشكل شبه تام  كما حدث في نهاية الثمانينات ولكن ارتفاع أجور نجوم دراما رمضان 2011 بشكل عبثي لن يدمر صناعة الدراما المصرية التي تواجه منافسة شرسة في المنطقة فقط ولكنه يستفز جمهور ومعجبي نجوم السينما والتليفزيون الذين لا يصدقون وجود أجور تصل لهذه الأرقام في الدنيا ويعانون الأمرين للحصول علي الكهرباء لمشاهدة نجومهم.

وإذا كان الفنان الكبير نور الشريف يؤكد دائما ان نصف حب المعجب للفنان رغبة في القفز مكانه والتمتع بالشهرة والنجومية فإنه من المحتمل أن ينقلب هذا الإعجاب والحب إلي حالة غضب إذا كان ارتفاع الأجور لأرقام فلكية لا يأتي تلبية لمتطلبات حياة النجم بقدر ما يأتي في ظل غيرة و"نفسنة" بين كبار النجوم  فهناك المثلث المعروف "عمرو  تامر  حماقي« وإن كان الثالث بعيد عن الدراما فإن البيانات التي يصدرها الهضبة وتامر قد لا يدركان أثرها علي الجمهور من عشاقهما بل وعلي الشعب المصري نفسه وإن جاءت في إطار كيد كل منهما للآخر.

وكما يقف يحيي الفخراني دليلا لطابور الممثلين في التليفزيون ليتقاضي غيره أجره بناء علي ما يتقاضاه باعتباره الاعلي فإن نجوم السينما الشباب جاءوا إلي الشاشة الصغيرة بقواعدهم الخاصة وفي نيتهم إزاحة الكبار والتربع علي الشاشة الصغيرة وقتا يكفي لامتصاص ميزانيات الإنتاج والفرار إلي السينما مرة أخري بعد خراب مالطة. 

خمسة وثلاثون مليون جنيه هو الأجر الذي من المقرر أن يتقاضاه عمرو دياب عن مسلسل يقدمه في رمضان 2011و18مليونا أخري يتقاضاها كريم عبد العزيز عن مسلسل "ضد مجهول" و12 مليونا لمحمد سعد عن مسلسل "ألف لمبي ولمبي" ... وكان الأعلي أجرا لعام 2010 هو محمد فؤاد عن مسلسل "أغلي من حياتي" حيث حصل علي عشرة ملايين جنيه أما "تامر حسني" فقد أعلن أنه سوف يدخل سباق دراما 2011 بأعلي أجر تقاضاه ممثل في التليفزيون وهو ما أعلنته هيفاء وهبي أيضا أما الفنان محمد هنيدي فيكتب له السيناريست يوسف معاطي مسلسل رمضان مبروك أبو العلمين ليستنزف آخر قطرة في نجاح فيلمه قبل الأخير أما عادل إمام فاشترط أن يتقاضي عن مسلسل "العراب " ثلاثين مليون جنيه

الأرقام الفلكية التي وقع النجوم عقودا بها للعام المقبل تشبه وحشا اقترب كثيرا من الدراما المصرية التي تترنح – أساسا- ليفترسها وينهي آخر ما بقي من قدرة علي الإنتاج لدي صناعة الدراما المصرية.

ولن تكون القصة غريبة في هذه الحالة لكن الغريب أن تتكرر قصة انهيار صناعة السينما أمام أعين الجميع وبالأيدي نفسها دون أن يتحرك أحد ففي نهاية الثمانينات من القرن الماضي قضت أجور النجوم علي صناعة السينما ليصبح معدل الإنتاج السينمائي لا يتجاوز عشرة أفلام حتي بدايات القرن العشرين عندما لمع نجم الشباب فجأة وأقبل عليهم الجمهور ليهجر الكبار السينما إلي التليفزيون ويرفعون الأجور لأرقام كبيرة جدا ثم يأتي الشباب إلي الشاشة الصغيرة مع نهاية السنوات العشرة الأولي من القرن الجديد ويرفعون الأجور مرة أخري إلي أرقام مستفزة ومدمرة ويرافقهم هذه المرة نجم غنائي كبير مثل عمرو دياب قدم للسينما والتليفزيون ثلاثة أعمال فشل اثنان منها ويتقاضي رقما فلكيا يصلح لإنتاج سبعة أفلام!

والمدهش أن عمرو دياب أعلن أنه قد اشترط علي الشركة المنتجة أن يختار ممثلي العمل بنفسه وهي مهمة المخرج طبقا لقيم صناعة الدراما وبالتالي فإن شرط عمرو ليس جزءا من نجوميته بقدر ما هو تخريب لأسس صناعة الدراما

عرض وطلب

ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما ورئيس اتحاد النقابات الفنية يري أن سوق الدراما التليفزيونية أضعف من سوق السينما، وبالتالي لن يتحمل كثيرا، وسينهار بسرعة علي عكس السينما التي قاومت كثيرا قبل أن تنهار، ويضيف الليثي أن المنتجين يحتاجون لتعلم فن الإنتاج لأن جهلهم هو السبب وراء هذه المهزلة، فالمنتج الذي يقبل علي هذه الخطوة يضر نفسه قبل أن يضر غيره فهو لن يستطيع الحصول علي مبلغ الأجر في العام التالي ويقترح الليثي أن يحصل المنتجون علي دورات تعليمية في مهنتهم بدلا من هدم الصناعة علي رؤوسهم ورؤوس غيرهم.

ولممدوح الليثي تجربة ناجحة في قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري أنتج خلالها عددا من الأعمال الناجحة جدا بينها ليالي الحلمية وزيزينيا وغيرهما وحتي الأعمال التي أنتجت بعد تركه القطاع بسنوات مثل "أم كلثوم " كان قد وقع عقود إنتاجها في عهده.

والليثي هو أول وأعنف من نادي بتحديد أجور الممثلين وعدم المبالغة فيها حتي أن عددا كبيرا من النجوم تعرضت علاقتهم به للتوتر أثناء توليه القطاع أو جهاز السينما حاليا للسبب نفسه وكان الليثي قد شن حملة جبارة علي النجوم بسبب رفعهم لأجورهم مع بدء انفراجة أزمة السينما ولم يتوقف عن التحذير من رفع أجور النجوم الجدد لكنه في النهاية يري أن المنتج الذي يقبل هذه الأجور المستفزة يستحق ما يمكن أن يواجهه فيما بعد.

ويتفق  المنتج عصام شعبان مع سابقه ويري أن قصر نظر المنتج سوف يؤذيه لأنه يمكن أن يربح من ظهور النجم السينمائي لأول مرة علي  لكنه سيصطدم في العام التالي بمزايدات باقي الممثلين الذين يطالبونه برفع أجورهم كما فعل معه ، ووقتها سيدمر سوقه وسوق المنتجين من حوله.

نفسنة

عشرة مسلسلات لم تجد فرصة عرض واحدة هذا العام ولم ينجح منتجوها في تسويقها وهي مرشحة للارتفاع العام القادم ولعل أحد أهم الأسباب لارتفاع أسعار أجور النجوم "الغيرة" و"الكيد " و"المنافسة " أو الثلاثة معا ولعل المتابع للتصريحات والبيانات التي تصدر من تامر حسني وعمرو دياب يجد أنها ترد علي بعضها في حوار مستمر فالمطرب الهارب من التجنيد والذي حكم عليه وقضي عقوبة بسبب هذا الهروب يتحدث عن ترشحه لعضوية مجلس الشعب ثم يعود ليعتذر مشيرا إلي أن دوره لا يقل عن دور عضو مجلس الشعب ولكن سنه لا تصل إلي سن الترشيح ويعلن في البيان التالي مباشرة عن استعداده لاقتحام سباق الدراما الرمضانية بأعلي أجر تقاضاه ممثل ولان عمرو دياب هو الكبير وهو صاحب المصداقية الاعلي فإنه يطرح علي جمهوره معلومات محددة يمكن التأكد منها ويتحدث عن ظهوره في دراما 2011 بعد أن يكون قد وقع العقد فعلا وترد هيفاء علي الاثنين بتصريح مشابه لتصريح تامر حسني ولكن أجرها سوف يكون أعلي أجر لممثلة في تاريخ التليفزيون.

ولعل الفنان يحيي الفخراني قد لمس الجرح حين قال : عملت مع أحد المنتجين لثلاثة أعوام لم يزد أجري خلالها وفوجئت بإحدي الزميلات تحدثني وتطلب أن ارفع أجري لأنهم كلما طالبوا برفع أجورهم قيل لهم أن يحيي الفخراني يتقاضي أقل من ذلك وهو الأعلي في معدل الإعلانات علي مسلسلاته.

لذلك يري المنتج محمد السبكي أن المسألة  عرض وطلب، ويحاول الإجابة عن سؤال حول قدرة النجوم الكبار علي الاستمرار بنفس الأجور في حالة تقاضي الشباب هذه الأرقام وهي معركة جديدة في ظل لعبة الكراسي الموسيقية التي يلعبها الكبار مع الصغار وبينما يمثل الشباب هذا العام هند صبري ومصطفي شعبان وأحمد رزق وشريف منير فإن القوة الضاربة المكونة من السقا وهنيدي وكريم قادمة بجبروتها لنسف الكبار.

آخر ساعة المصرية في

31/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)