حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

مسلسل الجماعة .. حصان رمضان الجامح

بقلم : د. رفيق الصبان

جاءت مؤشرات الأيام الأولي من شهر المسلسلات مطابقة تقريبًا للتوقعات الكثيرة التي أحاطت بها.. صعدت أسماء وصمدت أسماء وتألقت أسماء أخري جديدة في ميادينها... تمثيلاً وإخراجًا وكتابة.

لقد تحول شهر رمضان إلي مهرجان حقيقي للمسلسلات والبرامج التليفزيونية.. يراه أكبر عدد ممكن من المشاهدين.. والمتفرجين في غالبيتهم هم أعضاء لجنة التحكيم في هذا الخيار الشديد الصعوبة الذي يستحيل فيه أن تتوافق الأذواق كلها علي رأي.

تحكيم الجمهور

حتي جمهور السينما وهو أقل بكثير جدًا من جمهور التليفزيون يصعب عليه أحيانًا أن يتفق علي رأي حاسم.. في مجموعة الأفلام التي تعرض عليه. ولعل الخلافات التي تحدث بين الجمهور ولجان تحكيم المهرجانات واختلاف الأحكام والآراء والمقاييس خير شاهد علي ذلك وأنا لا أذكر طيلة أربعين عامًا أو يزيد ما شاهدته في المهرجانات السينمائية وتحكيمها إن رأيت نتيجة واحدة لهذه اللجان وافق علي مجموعها الجمهور والنقاد.. وإنما تشتد الخلافات.. ويتهم كل الآخر بأنه عاجز عن الوصول إلي (الحقيقة) التي تمكنه من الحكم الصحيح.

هذا بالنسبة للسينما فما بالك بالتليفزيون الذي يجمع جمهورًا غفيرًا مكونًا من كل فئات المجتمع والذي يصبح فيه إبداء الرأي أشبه بالدخول إلي ساحة معركة لا حكم فيها ولا صفارة إنما أيادٍ تتقاتل وعقول تتصارع واراء تتباين أحيانًا حتي درجة التناقض.

رأس الحربة

منذ أن ابتدأت المسلسلات توالي في الأيام الأولي من الشهر الفضيل والأنوار كلها اتجهت إلي مسلسل واحد حاز علي انتباه الجميع وعلي إعجابهم وعلي قدرتهم علي أن يوضح بشكل لا لبس أن (الفن) هو المحك الحقيقي الذي نستطيع بواسطته الحكم علي الذوق الشعبي وعلي مواجهة الأحداث المهمة أو الجانبية التي تحيط بالأفراد والجماعات في بلد ما.

هذا العام انتفضت الدراما  المصرية انتفاضة قوية لتقف في وجه الهجوم المركز الذي قادته عليها منذ سنوات المسلسلات السورية وبعض المسلسلات التركية.

دخلت مصر بجمعها وجميعها.. بفنانيها الكبار والصغار بكتابها الإعلاميين اللامعين والمبتدئين بنجومها المخضرمين والساعين إلي درب النجومية أي أنها شكلت جيشًا فنيًا جرارًا قررت أن تلتحم به بكل الجيوش الأخري المعادية التي تهددها.

رأس الحربة في هذا الهجوم كله الذي أعتقد جازمًا أنه قد مكن لها النصر بالضربة القاضية وكان مسلسل (الجماعة) الذي يروي نشوء حركة الإخوان المسلمين وتطورها من خلال شخصية حسن البنا قائدها ومؤسسها.

صعوبة الموضوع

الموضوع بلا شك شديد الصعوبة ويتطلب من كاتبه شجاعة نادرة وجرأة غير مسبوقة لكي يقف في وجه كل هذه التيارات الشعبية والدينية التي تتعاظم يومًا بعد يوم وتميل إلي تشجيع هذه الحركة والوقوف إلي جانبها.. لأنها تشكل بالنسبة لهم الجبهة الوحيدة في المعارضة لنظام وصل إلي مرحلة الهرم.. وأصبح يحتاج أكثر من أي وقت آخر إلي تغيير فاصل وهواء جديد.

وحيد حامد.. ربما كان هو الكاتب الوحيد بين كتابنا الكبار الذي يملك القلب الجسور والقدرة الفنية الفائقة، وقوة البناء الدرامي والنظرة في الحيادية إلي هذا الموضوع الناري الذي يهدد بالاشتعال في كل حلقة تمر من حلقاته.

حيلة درامية

وحيد حامد لجأ إلي حيلة درامية قديمة ليقدم فيها رؤيته عن هذا الموضوع إذا وضعنا بادئ الأمر مع الأحداث المعاصرة.. وما تفعله الجماعة المحظورة.. وقوتها وتنظيمها ووقوفها في وجه الدولة الشرعية وآراء رؤسائها والذين يوجهونها وموقف الشباب منها والاستجابة لها.

إنه يضعنا منذ البداية أمام أسرة أرستقراطية مات عائلها ويتقلد الابن الأكبر فيها منصبًا حساسًا في أجهزة البوليس والمخابرات.

تبدأ الأحداث عندما يأتي صديق العائلة القديم.. يرجو من ربة الأسرة السماح له بأخذ الشقة التي تستأجرها بثمن بخس منذ أكثر من خمسين عامًا والواقعة وسط البلد ولكي يتزوج بها ابنه.. الذي يجد صعوبة بالغة في الحصول علي شقة تأويه مع زوجته التي اختارها.

وتوكل الأم الأمر إلي ابنها وهو كما يبدو منذ بداية الأحداث شابًا شهمًا يملك حسًا عاليًا من العدالة.. ويري أنه ليس من حقه الاحتفاظ بشقة مثل هذه بإيجاز زهيد كالذي يدفعه وهي ذات موقع متميز، الشبر فيه يباع بآلاف الجنيهات ولكنه مع ذلك لا يجد في نفسه القدرة علي الابتعاد عن مخزن الذكريات هذا الذي أودع فيه أجمل أيام  ووقائع حياته والذي يمثل كل شبر  فيه بالنسبة له كنزًا متدافقًا من الأحاسيس والرؤي والانفعالات والذكريات الصعبة عليه التخلي عنها مرة واحدة مهما كانت عدالة الأسباب وواقعية الطلب.

لذلك يفكر في حل وسط يرضي جميع الأطراف ويعرض جزءًا من ثمن الشقة علي الشاب اللازم للزواج.. حل لا يحل الجرح القديم، في موضوع كهذا ولكنه يضع أمامنا سبلاً بسيطة لتحقيق شيء من العدالة.. في موضوع.. العدالة بأمس الحاجة إليه.

وتتأزم الأمور عندما يقبض علي الآخ الأصغر لاشتراكه في المظاهرات التي دارت في صحن جامعة الأزهر.. واستعرضت فيها الجماعة المحظورة بشكل علني قوة تنظيماتها العسكرية والتدريب العسكري الشاق الذي يخضع له أفرادها ونهج الدين والساسية الذي تنتهجه هذه الجماعات وتنشره بين الشباب علي أنه هو الحل الأمثل لإصلاح البلاء وإعادة الحلم إلي موقعه من القلب.

خيوط الماضي

كما نري بناء درامي متقد يربط وحيد حامد بين ما يحدث وحاجته إلي استبانة الأمور من خلال أحداث الماضي وهكذا يذهب إلي استشارة هو صديق قديم للعائلة ليسأله المشورة.. وبادر هذا يربط خيط الماضي بخيوط الحاضر الخفية راويا له مسيرة (حسن البنا) رائد هذه الحركة وأبوها الروحي الدراما متقنة إلي حد بعيد وكما تقول الأمثال الشعبية (ما يخر منها الماء) والشخصيات المرسومة تضج بالحياة والفكر..غارقة في قلب الواقع المصري الحالي ممسكة بخيوطه المعقدة وملقية نورًا وهاجا علي حاضره وخلفياته.

لتصورلنا بأسلوب (نوراني) وهذا هو الوصف الوحيد الذي يمكن إطلاقه علي المرحلة التي كتبها وحيد حامد وتمثل طفولة الشيخ حسن الأولي.. وبدء اهتماماته الدينية وبدء تشكل وعيه القوي ونظرته النافذة المستقبلية إلي ما يمكن حدوثه وما نستطيع أن نفجره.. في هذا المشهد المترامي الذي يحتاج أكثر من أي يوم مضي إلي استعادة الحلم الذي بدأ جبارًا في الخمسينات ثم تداعي وترهل وتحطم أشلاء بعد هزيمة 67.

لا أريد أن أمتدح ما دار ويدور في هذه الحلقات الأولي التي اعتبرها دون شك أجمل وأرقي وأعمق ما وصلت إليه الكتابة الدرامية في العشر سنوات الأخيرة لقد خرج وحيد حامد منها نسرًا ملكيًا.. فرد جناحيه الهائلين.. علي سماء الدراما المصرية كلها توهجا وألقًا وموهبة.

النص الدرامي

ولا شك ورغم أن النص الدرامي في مثل هذا الموضوع الشائك هو البطل الأول بلا منازع.. وما أثبته وحيد حامد بذكائه وحياديته وموهبته علي أنه قادر علي أن يكون هذا البطل.. وقفت مجموعة فنية مدهشة إلي جانبه ساعدت في إعطاء هذه الماسة النادرة وهجها الكبير، محمد ياسين مخرجًا بقوة استثنائية وسيطرة كاملة علي أدواته تجعله واحدًا من كبار مخرجينا بلا منازع.

وتصوير وموسيقي تتسلل إلي خلايا الجسد تثير فيه الرعشة والنشوة وتدعوه مرة أخري إلي الإيمان كان أن يكفر به.. لشدة الابتذال والنمطية والعشوائية والتكرار التي سادت عروضه الأخيرة.

ومجموعة من الممثلين.. تفوقت علي نفسها وكأنها تولد أمامنا ولادة أخري حسن الرداد ويسرا اللوزي وعزت العلايلي وسواهم الذين أود أن أذكرهم واحدًا واحدًا وأخص بالذكر منهم هذا الشاب المتألق ذو الوجه النوراني الذي لعب دور حسن البنا وهو إياد نصار الذي انطلق كالصاروخ وسماء امتلأت أخيرًا بظلمة راكدة وأتي هذا التيار من النور ليكسر ظلمتها.

الحديث يطول.. ولابد أن يطول كثيرًا حول الجماعة، فمازلنا في أيامنا الأولي..

ولكن في هذا السباق الشرس انطلقت (الجماعة) كالحصان الأسود الجامح.. متجاوزة كل الخيول التي وراءها حاملة فارسًا يملك ناصية القلب والعقل معا.. رافعًا ذراعه يمسك بها الشمس.

جريدة القاهرة في

24/08/2010

 

محمود ياسين: «ماما في القسم» رؤية كوميدية لقضايا المجتمع

بقلم : نورالهدي عبد المنعم 

بعد أكثر من خمسة شهور من العمل المستمر في تصوير مسلسل (ماما في القسم) بطولة محمود ياسين وسميرة أحمد، توقف التصوير لاستخراج تصريح للتصوير ببعض الأماكن الأثرية، وكانت فرصة لنا للالتقاء بالفنان محمود ياسين وإجراء هذا الحوار معه، وهو الحوار الأول له حول هذا المسلسل وظروف تصويره وعرضه....

·         أولا ما موضوع المسلسل ؟

ـ اسم المسلسل كان في البداية (حكاية العمر كله)، ثم استقر في النهاية علي اسم (ماما في القسم) هذا الاسم يعطي ملمحاً كوميدياً، وهي سمة أساسية داخل العمل فيعطي تناقضاً أوالتفاتة، وهو نوع من الفكر الجديد، لكن حكاية العمر كله يبدو ميلودراميا، وبالتالي المسلسل قيمة موضوعية عالية دقيقة، فهو يتناول حياة المجتمع وقضايا الشباب، بشكل لا يتنافي مع الإطار الكوميدي، المسلسل تبدأ أحداثه من خلال مدرس يتعرض لمشكلة تضطره إلي اللجوء لقسم الشرطة، وهناك يتقابل مع مديرة مدرسة كان يعمل معها منذ سبع سنوات، لم يلتقيا خلال هذه الفترة، ومن هنا تبدأ الأحداث.

·         ما أهم القضايا التي يتناولها المسلسل؟

ـ قضايا حياتية مجتمعية نعيشها في هذه الأيام، لأن الفن لابد أن يناقش احتياجات المجتمع ويعمل للمستقبل وهذه وظيفة من وظائف الفن بشكل عام، لأن الأعمال التي تندرج تحت مسمي الدراما التليفزيونية لابد أن تستجيب لقضايا المجتمع الاقتصادية والحضارية .......إلخ، وإلا لم يكن للفن أهمية، فالفن ليست وظيفته التسلية فقط، ولكن نقدم القضايا المعاشة التي نتحرك حولها منذ أن يستيقظ الإنسان ويستعد للخروج سواء كان طالبا أو عاملا أو صاحب مسئولية، تصادفه أشياء تتصارع معه، فإن لم يكن العمل يستهدف فكر الناس وأحلامهم وقيمهم فلا قيمة له ونحن لسنا «مسلياتية». 

وهو كوميديا اجتماعية شديدة الرقي، والكوميديا بمعناها الجديد، يوسف معاطي اجتهد كثيرا جدا ليحتفظ بالكوميديا والقيمة الأدبية والفنية التي نسعي إليها جميعا.

يشارك في المسلسل: عمر الحريري، ياسر جلال، رانيا فريد شوقي، أحمد فهمي، أحمد وفيق، ميرهان، ضياء الميرغني، إيناس النجار، ريم صابوني خطيبة ياسر جلال.

·         ألم تصادفك أية صعوبات في التعامل مع الأجيال الجديدة من الفنانين؟

ـ كنت في يوم من الأيام جيلا جديدا ووجدت بجانبي الأكثر حماسا مثل فريد شوقي، أحمد مظهر، رشدي أباظة هؤلاء وجدت منهم مساندة ومساعدة كبيرة جدا خاصة رشدي أباظة الذي كان يملك قلبا كبيرا جدا وكان إنساناً واعياً ومثقفاً، وفي يوم وجدته يقول يجب أن يوضع اسما محمود ياسين وسعاد حسني قبل اسمي لأنه فيلمهما وأصر علي ذلك، فقد تعلمت من هذا الجيل كيف يكون التعامل خاصة مع من يحتاجون لمساندتنا وخبراتنا. وفي هذا المسلسل لم تحدث أية إشكالية منذ بداية التصوير فالجميع أسرة واحدة، لديها حالة من الاستقرار النفسي، أخرجت عملا فنيا شديد الإتقان مع مخرجة متميزة هي السيدة رباب حسين، ومدير تصوير كبير اسمه توتو.

وإنتاج رائع استطاع تذليل كل العقبات، إنتاج متمرس لديه خبرات عديدة سبوت 2000 صفوت غطاس وسميرة أحمد، والحقيقة سميرة أحمد لم تكن مجرد منتج للعمل، وأنا لا أحب أن أصنفها كمنتجة لأنها فنانة حقيقية تستفيد من خبراتها الطويلة في المجال الفني، فهي لا تنتج من أجل الربحية، ولكن لتقدم عملا جيدا بكل المقاييس وتجتهد جدا وتبذل الكثير ليخرج العمل في أفضل صورة ولها رصيد كبير من الأعمال الدرامية فخبرتها في الإنتاج عديدة ومتنوعة حيث أنتجت ثلاثة مسلسلات للراحل أسامة أنور عكاشة،  وقد عملت معها عدة مسلسلات منها غدا تتفتح الزهور الذي يعتقد البعض أن هذا المسلسل هو الجزء الثاني له، وطبعا هذا غير صحيح، فهو عمل مختلف تماما، كما عملت معها أفلام: إمرأة مطلقة، ليل وقضبان إخراج أشرف فهمي، وكان رابع فيلم لي في حياتي وكان للدفعة الأولي لخريجي المعهد العالي للسينما، هذا الفيلم من أهم العلامات في تاريخ السينما المصرية، وكان مشاركاً فيه العملاق الكبير محمود المليجي.

·         ألم تصادف المسلسل أية عقبات خلال فترة التصوير ؟

ـ لم يصادفنا أية عقبات إطلاقا، لكن توقف التصوير مرتين الأولي لوفاة الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، والثانية كانت لاستخراج تصاريح للتصويرفي بعض الأماكن الأثرية، فالأماكن الحية من قامة الأهرامات وأبو الهول وهي أغلي ما نملك علي أرض مصر وعمق التاريخ، يجب أن نذهب إليها في أفضل الظروف والمواصفات، ومن أهمها الحصول علي موافقة رسمية من المسئولين، وهم لا يوافقون لأي مشروع، فالتدقيق هنا أمر يدعو للاحترام، وهذا المشهد هو آخر مشهد، وهو من أهم المشاهد في المسلسل، وهو شئ يدعو للفخروالاعتزاز، ولم يتأخر دكتور زاهي حواس وأعطانا التصريح بالتصوير.

ولم يكن لدينا ما يقلقنا من بوادر زعل أو غضب لأن كل الناس كانت علي مستوي المسئولية، ويحترمون عملهم ويقدمون أفضل ما لديهم.

·         ألم يقلقك أن المسلسل سيعرض في شهر رمضان ؟

ـ أتمني أن نغير المفاهيم السائدة لزمن طويل ونعطي الفرص للأعمال من الناحية الموضوعية، ونترك القلق والتوجس من أشياء لا أساس لها، فالسينما كانت تنتج 120 فيلماً في السنة، بالعكس هذه الكثرة، لا يتبقي منها سوي الأعمال الجادة التي تفجر قضايا حقيقية.

وللعلم القناتان الأولي والثانية المصريتان من أهم القنوات التي تحظي بأكبر نسبة مشاهدة في رمضان في العالم كله -لا تحظي بها حتي قناة الـCNN ، من بعد صلاة التراويح حتي الثانية عشرة مساء، لأن هذه المواعيد شديدة الأهمية والتكالب الإعلاني عليها شديد جدا، فهي فترات شديدة الأهمية للإعلان، ومن هنا يكون انعدام الموضوعية، والانحياز لبعض الأعمال.

·         رغم أن مسلسلك العام الماضي لم يحظ بنسبة مشاهدة عالية بسبب مواعيد عرضه؟ 

ـ العام الماضي المسلسل كان يذاع في الساعة الخامسة صباحا ويعاد في الحادية عشرة صباحا، أي في توقيت مصر كلها إما نائمة أو في عملها، وطبعا كان في ذلك ظلم كبير، وأنا أعلم من المتسبب في ذلك، وهذه ليست المرة الأولي التي يفعلون فيها هذا معي، وأتمني أن يكونوا موضوعيين هذا العام ويكون فيه عدل، وهذه المسألة لا تخضع لقيمة العمل بل لمعايير أخري، والدليل علي أننا في العام الماضي شاهدنا أعمالاً في منتهي الرداءة من أول حلقة، بل من أول مشهد لم تحقق نجاحات وانكشفت من أول عشر دقائق.

·         هل هناك أعمال أخري غير المسلسل نتوقع أن نشاهدها قريبا؟

ـ عرض علي أعمال كثيرة، لكن طبعا لا أستطيع أن أقوم بأكثر من عمل في وقت واحد، فحجم المسلسل يساوي حجم اثني عشر فيلما، وعلينا إنجازه خلال خمسة أو ستة أشهر، الفيلم يتراوح بين 90 إلي 120 مشهداً، أما السيناريو التليفزيوني المكون من ثلاثين حلقة فعدد مشاهده ألف وخمسمائة مشهد، أي آلاف الكادرات وفق نظام الديجيتال. العنصر الأساسي الحوار، أما السينما فالعنصر الأساسي فيها الصورةونسبة أقل من الحوار عكس الدراما التليفزيونية.

هذا فضلا عن الحياة العامة حولنا، والحياة داخل الأسرة والأنشطة والسفريات كسفير للنوايا الحسنة، فمن خلال هذا الدور سافرت إلي أعلي جبال اليمن والحدود بين دمشق وبغداد والحدود بين سوريا ودمشق ودارفور، فضلا عن رئاستي لجمعية فناني وكتاب إعلامي الجيزة.

جريدة القاهرة في

24/08/2010

 

واحد علي عشرة من مسلسلات رمضان جيدة والباقي إهدار للمال العام!

بقلم : ماجدة خيرالله 

بين أكثر من ستين مسلسلاً بدأ عرضها في شهر رمضان، "صفصفت" الحكاية علي ستة أو سبعة مسلسلات علي الأكثر نستطيع أن نقول بقلب جامد إنها الأفضل والأكثر طموحاً، يليها في الأهمية عدد أقل من المسلسلات التي حاولت جاهدة الخروج من القوالب الجامدة التي سجنت الدراما المصرية وأعاقتها عن النمو والتطور! يعني في النهاية يمكن أن نقول إن سباق الموسم الدرامي يمكن أن يسفر علي واحد علي عشرة من الكم المعروض ، أما بقية المسلسلات فيمكن أن نعتبرها إهداراً للمال العام أو زكاة يدفعها التليفزيون للهليبة والغلابة وأنصاف الموهوبين حتي يقيهم شر العوز ومد إيديهم في جيوب الآخرين! وأعتقد أن مسلسل "أهل كايرو" من أكثر مسلسلات هذا العام خروجاً عن المألوف، وفردا للعضلات،  وهو يحتاج إلي مشاهد يستقبل علي نفس الموجة، ويستطيع أن يتذوق الأشكال الجديدة والمختلفة من الفنون!

حالة مزاجية عالية

مسلسل "أهل كايرو" من تأليف بلال فضل وإخراج "محمد علي" الذي أتحفنا العام الماضي بحلقات مجنون ليلي، وعندما نقول أتحفنا نقصد المعني الصحيح للكلمة بعد أن أصبحت تستخدم "عمال علي بطال"للدلالة علي معني مختلف! ويبدو أن "بلال فضل" كان في حالة مزاجية وإبداعية عالية وهو يضع الخطوط الأولي للمسلسل، ويضع "الفورم" أو القالب الفني الذي سوف تتحرك من خلاله الأحداث، التي تبدأ بالاستعداد لزفاف سيدة المجتمع "صافي سليم" أو رانيا يوسف علي رجل أعمال  قادم من امريكا "زكي فطين عبد الوهاب"، ويبدو في البداية أن الفرح مثل غيره من افراح المشاهير، ولكن الأمور تتخذ منحي آخر، حيث تثير هذه الاستعدادات شهية أهل النميمة، وتفتح جروحا سببتها صافي سليم في نفوس البعض كما تثير الأحقاد والغل وتصبح هي والفرح هدفاً لمحاولات تدمير!يعرفنا المسلسل علي كل شخصية تدخل الحدث بتعليق موجز عن طبيعتها وموقفها من الشخصيات الأساسية مع تعليق ساخر يعبر عن رأي الكاتب والمخرج في الشخصية، وذلك بدلا من اللجوء لمشاهد فلاش باك أو استخدام الحوار والثرثرة الفارغة! يقوم رئيس تحرير إحدي الجرائد الخاصة بنشر صور مثيرة عن صافي سليم ونبذة عن تاريخها وزيجاتها السابقة، مما يثير صافي ويضعها في موقف حرج امام عريسها الغني القادم من أمريكا، ويدعي العريس أن هذه الأمور لا تهمه ولا يلقي لها بالا، ولكن حقيقة الأمر أنه يحمل داخله كل مشاعر الرجل الشرقي الذي لا يطيق أن يكون لامرأته علاقات سابقة سواء داخل إطار الزواج أو خارجه.

علاقات متعددة

وكما تؤكد الأحداث أن صافي كانت لها علاقات عاطفية مع رجال بعدد شعر رأسها، وأن منهم شخصيات لها شأن في مجالات السياسة أو البيزنس أو الاثنين معا، وأن كثيرين منهم ينقمون عليها ويمقتونهاومع ذلك فقد كانت حريصة علي دعوتهم لحفل زفافها حتي تؤكد لمن رفض الزواج منها أنها يمكن أن تكون سيدة مجتمع تحرك الكبار بإشارة من إصبعها!في الحلقات العشر الأولي تعرف المشاهد علي تاريخ صافي، التي تنتمي الي بيئة شعبية اقرب للعشوائية، والدها رجل غلبان "بائع كبدة"، وبالطبع تجاهلته بعد أن حققت الشهرة والثراء من عملها في مجالات الإعلانات ثم السينما، وفي حارتها الشعبية نتعرف علي حبيبها الشاب المثقف "أحمد وفيق" الذي لايزال يحمل لها مشاعر الحب، ولايطيق أن تذكر سيرتها بسوء، وعلي الجانب الآخر نتعرف علي ضابط المباحث  "خالد الصاوي" في واحد من أجمل أدواره التليفزيونية، وحتي الحلقة السابعة يبدو وكأنه يلعب في منطقة بعيدة عن الحدث الأساسي وهو الاستعداد لحفل زفاف صافي سليم الذي يشغل أبناء الطبقات المخملية،  وسوف يصبح "خالد"محركاً للأحداث بعد مقتل العروس في جناحها الخاص بالفندق !يتحول حفل العرس الي قاعة لعرض كل النماذج التي تطفو علي سطح المجتمع المصري في الآونة الاخيرة ، رجل دين منافق، وزير سابق يسعي للعودة للأضواء، وزراء في السلطة ولهم علاقات وثيقة بعالم البزنس، صحفي فاسد اعتاد علي ابتزاز المشاهير، نجوم فن سفراء دول صديقة،  يعني صورة مصغرة من المجتمع المصري داخل قاعة فرح !

ليلة العرس

تحدث حالة من التوتر داخل قاعة الفرح عندما يحاول وزير سابق التحرش بإحدي العاملات بالفندق تدافع الفتاة عن نفسها وتقوم بمسخرة الوزير ويتكهرب جو الفرح، وتقوم الإدارة بسحب الفتاة والتحفظ عليها والتحقيق معها بينما تقوم الصحفية "كندة علوش" باستدعاء الضابط حسن محفوظ "خالد الصاوي" لإنقاذ الفتاة، ولكن يحدث موقف آخر يؤدي الي فركشة الفرح تماما بعد الاعلان عن وجود قنبلة في القاعة تصبح الأمور خارج السيطرة ويهرع الوزراء للخارج في ذعر مقيت ويدرك العريس "زكي فطين عبد الوهاب" أنه أساء إلي نفسه وتاريخه عندما قرر الزواج من صافي سليم ، التي تصاب بدورها بانهيار نفسي وبينما يترك العريس الفندق تماما ويترك عروسه في جناحها تعاني مما لاقته في ليلة عرسها ! ولن يتوقف الأمر علي هذا النحو بل سوف يزداد تأزما وتشابكا بعد مقتل صافي سليم وهو الحدث الذي ينتظره المشاهد منذ بداية الحلقات !

إيجاز واضح

الموضوع مثير للغاية وطريقة السرد أكثر إثارة مع اهتمام كبير بجماليات الصورة وإيجاز واضح رغم كثرة التفاصيل،  كندة علوش ورانيا يوسف، كارولين خليل ، وحنان يوسف وأحمد وفيق وغيرهم في أدوار بالغة الروعة سوف تضع كل منهم في مكانة مميزة، أما خالد الصاوي فهو يحفر مع كل دور يقدمه نموذجا إنسانيا غير مسبوق ومع أهل كايرو يقدم انقلابا في صورة ضابط المباحث، يعاني مثل أي شاب آخر من مشاكل حياتية سواء مع زوجته السابقة ووالدها أو مع ديونه التي تنغص حياته ، أو مع علاقاته في مجال العمل تفاصيل ينتحتها خالد الصاوي لتصنع شخصية إنسانية لا تملك إلا أن تقع في هواها وتترقبها يوميا، وأحيانا تشاهد الحلقات أكثر من مرة لتستزيد من المتعة التي يقدمها المسلسل!

مجرد تمهيد

استضاف برنامج «القاهرة اليوم» أبطال مسلسل "أهل كايرو" خالد الصاوي ورانيا يوسف والمخرج محمد علي، وانهالت المكالمات التليفونية علي البرنامج من مشاهدين ينتمون إلي عدة دول عربية، وكان واضحا إعجابهم الشديد بالمسلسل واستيعابهم لمفرداته الفنية المختلفة، وكان السؤال الذي يشغل الجميع متي يتم قتل صافي سليم؟ إن الجميع يتعجل الوصول الي نقطة الذروة، اعتقادا منهم أن قتل صافي هو المحرك أو نقطة القفز للحدث وأن كل ماسبق كان مجرد تمهيد لما سوف يأتي، وهو أمر يدل علي متابعة الجمهور للأحداث بشغف ولكنه يدل أيضا علي تأثرهم بما أشيع من أن الأحداث تتماس مع فيلم المذنبون الذي يبدأ بمقل ممثلة شهيرة "سهير رمزي" بعد حفل صاخب أقيم في فيللتها وحضره نخبة من صفوة المجتمع !ثم ماتلي هذا الحادث من تحقيقات تكشف فساد تلك النخبة المتورطة في قضايا لاتقل جرماً عن القتل، ولا أظن أن "أهل كايرو" سوف يتخذ هذا المنحي، غير أن البعض يهوي نظرية الشبهية، أي البحث عن شبيه لكل عمل ناجح ، ربما لأنهم يستكترون علي مبدع العمل تميزه أو ابتكاره لشكل مختلف من أساليب السرد! ومن عناصر التميز ايضا الحوار الممتع الذي يناسب مكونات كل شخصية والاضاءة  والموسيقي التصويرية وإن كان المكساج في بعض المناطق يؤدي الي ارتفاع صوت الموسيقي عن حوار الشخصيات،  بالإضافة الي تصميم تترات البداية والنهاية  وأغنية التتر التي  يؤديها حسين الجاسمي من  كلمات لأيمن بهجت قمر وموسيقي علي طلعت ،  ولم يزعجني في هذا العمل الذي كان يمكن أن يكون أقرب للكمال إلا ثرثرة "إيمان السيد" التي تقدم شخصية وصيفة صافي سليم  ومحاولتها للإضحاك والتهريج الدائم مما يجعلها خارج السياق تماماً!

جريدة القاهرة في

24/08/2010

 

غرام كليوباترا وأنطونيو بين إليزابيث تايلور وأنجلينا جولي

بقلم : عبدالنور خليل 

عادت قصة الغرام العاصف الخاطف بين إليزابيث تايلور وريتشارد بورتون خلال العمل في فيلم «كليوباترا» تطفو علي السطح في عاصمة السينما الأمريكية هوليوود عندما أعلنت أجمل نجمات هوليوود اليوم أنجلينا جولي قبولها بطولة الفيلم الذي يحكي قصة الغرام بين كليوباترا «ليز» وأنطونيو «بورتون».. القصة الحقيقية التي اشتعلت منذ اللحظة الأولي للقاء كل منهم بالآخر أمام الكاميرا..

بدأت القصة تنسج خيوطها المحكمة بسرعة وبدأت ظواهرها وشواهدها تتبلور وتتجاوز بلاتوهات ستوديوهات شنيشتاتي في العاصمة الإيطالية روما وتصبح واقعا يفرض نفسه بعنف وقوة في لياليها وملاهيها الراقية والفندق الذي ينزلان فيه.. وتصبح مادة يومية ساخنة للصحافة الإيطالية والعالمية..  وفي روما أفضل وأنجح شبكة «الفابرتيزي» من المصدرين المتلصصين علي خصوصيات النجوم في العالم.

كبرت القصة وشغلت كل الفضوليين في العالم، في الوقت الذي كانت فيه سيبل بورتون تعلن في لندن أنها تثق بزوجها النجم ولا تعتقد أنه يخونها مع ليزتايلور، لكن القصة العاصفة لهذا الغرام لم تتوقف، وشرعت إليزابيث تايلور في الانتحار ونقلت علي عجل إلي المستشفي، وكان غرامها بالنجم الإنجليزي هو السبب في محاولة الانتحار، وعند هذا الحد شعرت سيبل بورتون بأنها بالفعل فقدت زوجها النجم لحساب ليز الأجمل والأكثر شبابا وأعلنت أنها ستبدأ في اتخاذ إجراءات الطلاق.

ليز ممنوعة من دخول مصر

كان المنتج العالمي داريل زانوك منتج «كليوباترا» وستوديوهات شركة فوكس الأمريكية قد اتخذ كل الإجراءات لتصوير المناظر الخارجية لفيلم «كليوباترا» في مصر.. بين منطقة إدكو وخليج أبي قير.. وقام السينمائي المصري العالمي محمد فتحي إبراهيم المدير العام لشركة فوكس في مصر والشرق الأوسط قد قام  بتنفيذ «سفينة كليوباترا» التي تصدرت في حرب قادها أنطونيو ضد شريكه في حكم روما أوكتافيوس وأوكل فتحي إبراهيم إلي مهندس الديكور المصري ولي الدين سامح وتلميذه شادي عبدالسلام تصميم وتنفيذ «سفينة كليوباترا» كما جاءت في أوصافها التاريخية وتكامل بنائها في نهر النيل عند إمبابة، قبل أن تبحر في النيل إلي الشمال لتطفو علي مياه البحر المتوسط في مواجهة الإسكندرية. استعدادا لتصوير المعركة البحرية التي شاركت فيها، والتي دمرت واحترقت في نهايتها بعد هزيمة أنطونيو وكليوباترا أمام أسطول روما الغازي الذي قاده أوكتافيوس.

وأثناء انتقال الفريق الفني والمنتج المنفذ للفيلم من إيطاليا إلي مصر تبين أن إليزابيث تايلور ممنوعة بحكم قائمة هيئة المقاطعة للنجوم ذوي الميول الصهيونية والشركات المتعاونة مع إسرائيل من دخول مصر أو أي قطر عربي.. وبينما أخذ ريتشارد بورتون طريقه إلي الإسكندرية مع الفريق الفني وباقي نجوم الفيلم، بقيت إليزابيث تايلور في روما يأكلها الغيظ، تعلن بين وقت وآخر أنها لا تلبث أن تلحق بحبيبها ريتشارد بورتون في الإسكندرية التي سوف تدخلها علي ظهر حصان أبيض.

نار الغرام الملتهب

كنا في أوائل الستينات من القرن الماضي، وكنت مديرا لتحرير مجلة «الكواكب» وتحيط بي سمعة جيدة كأحد المتخصصين في السينما العالمية، وتربطني صلات وثيقة بكل فروع الشركات السينمائية الكبري العاملة في مصر، فضلا عن صداقة حميمية مع السينمائي المصري العالمي فتحي إبراهيم الذي فاجأني عند وصول بعثة كليوباترا باختياري مرافقا صحفيا للنجم العالمي ريتشارد بورتون بطل فيلم كليوباترا، وممثل دور أنطونيو في الغرام الشهير بين القائد الروماني والملكة المصرية.. قبلت مهمة المرافق الصحفي لبورتون، وأصبحت مسئولا عن تنظيم لقاءاته الصحفية مع الصحافة المحلية، والصحفيين العالميين الذين يتوافدون لتغطية تصوير مشاهد الفيلم في بلادنا.. لقيت بورتون ليلة وصوله إلي القاهرة، وتعارفنا في وجود الصديق فتحي إبراهيم، وأخذت طريقي معه إلي الإسكندرية ونزلت معه في فندق السلامليك المشهور ببعده عن ضجة المدينة، وبدأت أنظم عملي معه في تحديد مواعيد لقاءاته الصحفية، وأتواجد في مكان التصوير منذ الساعات الأولي من الصباح الباكر، وأرافق بورتون وأكون قريبا منه في كل مشهد يقف فيه أمام الكاميرا، وأستقبل معه زواره من المجتمع المصري، سواء القادمين من القاهرة أو المجتمع السكندري الذي يجذبه الفضول لزيارة مواقع التصوير.

وأذكر أنني نظمت لقاء لبنات محافظ الإسكندرية وقتها الأستاذ حسين صبحي والنجم العالمي الكبير وتم التقاط بعض الصور في رفقته، لكنني فوجئت في مساء اليوم نفسه بمكالمة قاهرية من الأخوين الكبيرين مصطفي وعلي أمين، يطلبان مني التحفظ علي صور بنات المحافظ مع ريتشارد بورتون، بناء علي رغبة والدهما.. ونفذت للوالد المحافظ رغبته، واستبعدت صور بناته مع بورتون ولم أسمح بأن تأخذ الصور طريقها إلي النشر أسوة بصور بورتون مع معجبيه وطالبي التصوير معه.

كانت جولة العمل اليومي تبدأ في الساعات الباكرة من الصباح وكان علي ريتشارد بورتون ـ وعلي أيضا ـ أن نتواجد في معسكر التصوير علي ضفاف بحيرة إدكو، قبل ساعة من بدء التصوير، وكان طوال الرحلة من فندق السلامليك في طرف الإسكندرية الشرقي إلي مشارف الإسكندرية في الغرب يبدو قلقا مهموما.. قد يغفو لحظات أثناء الرحلة، وعندما يفيق ينظر إلي في غرابة، ويلقي بصره علي معالم الطريق بنظرة أكثر غرابة، ثم ينخرط في التدخين بشراهة إلي أن ندخل معسكر التصوير، فيقفز في سرعة ليعود بعربة «التليرر» المخصصة لإقامته في المعسكر، لكنه أبدا وفي غير أوقات وقوفه أمام الكاميرا بثوب القائد الروماني أنطونيو كان واضحا جليا أنه مهموم بعشقه لمحبوبته المقيمة في روما،  وتفيض به لوعة هذا الغرام، مما يجعله يقضي أغلب ساعات الليل في الفندق، لا تغادر أذنه سماعة التليفون، يلقي عبارات العشق المشبوبة، ويتلقي مثلها من شهقات الغرام والحب، خاصة وقد بات معروفا أنه ما من سبيل إلي اختراق قرار هيئة المقاطعة بمنع إليزابيث تايلور من اللحاق به في الإسكندرية.

وجاء اليوم الذي انهي فيه ريتشارد بورتون آخر لقطات التصوير الخارجي له في الإسكندرية، ولم يستطع أن يصبر علي السفر من الإسكندرية ظهرا لكي يلحق بالطائرة في المساء إلي روما، بينما عاد طاقم الفنيين بعد أن أنهوا معسكرهم لتصوير المشاهد الخارجية في الإسكندرية.

أذكر أنني كنت في وداع ريتشارد بورتون في ساعة رحيله عن مصر، وكانت تحيط بنا مجموعة من مندوبي وكالات «ي. ب» و«أ. ب» وروتيرز ووجه إليه واحد منهما سؤالا مباشرا: هل تسعدك العودة إلي روما لكي تلقي ليز بعد الفراق؟

ورد في حبور: بالطبع لن أنام الليلة إلا إذا قبلتها.

جريدة القاهرة في

24/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)