حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

«زوارة خميس» يجعلنا نتساءل:

متى تتخلص هبة حمـادة من عقدتها؟

أحمد ناصر

تقول مريم وهي فتاة في الثامنة عشرة من عمرها إنها تحب أن تشاهد مسلسل «زوارة خميس» وتحب أن تنتقده في الوقت نفسه، أعتقد أن هذه حال كثير من الجمهور الذين يحبون أن يتابعوا هذا المسلسل كما يحبون أن ينتقدوه دائما، لذلك نجح هذا العمل في أن يحقق نجاحا ملحوظا في الثلث الأول من شهر رمضان المبارك، وهي فترة كافية لكي يكون من الأعمال المميزة في هذا الشهر الفضيل، بالرغم من أنه أكاديميا لا يعتبر مسلسلا تلفزيونيا بل مجموعة من المواقف.

المطلب الأول

النجاح الجماهيري هو المطلوب بالنسبة للمنتجين أولا ثم للفنانين، لأن هذا النوع من النجاح هو الذي يملأ جيوبهم بالمال وهو المطلب الأول من الإنتاج كما أنه يفتح لهم الباب لمزيد من الأعمال، أما بالنسبة للفنانين فإن نجاح العمل جماهيريا يعني شهرة ومزيدا من العروض التي تنصب عليهم من كل مكان وبالتالي فإن أسعارهم سترتفع وسيحققون مزيدا من المال، إذن النجاح الجماهيري هو المطلب الأول. وهذا ما حققه مسلسل «زوارة خميس».

لم يعجب مسلسل «زوارة خميس» الكثيرين، واعتبروه سخيفا أو ساذجا ومشاهده تافهة ولا ترقى أبدا لكي تكون مسلسلا تلفزيونيا، والطريف في الموضوع أن كل من ينتقد هذا العمل تجده أول الجالسين أمام الشاشة لكي يتابعه، لست من المدافعين عن «زوارة خميس» ولكنني أؤمن بنظرية أن الأجيال تتغير بسرعة كبيرة في هذه الأيام ومن الطبيعي أن تتغير معها طريقة كتابة المسلسلات والأعمال الفنية، لأنها في النهاية توافق الواقع الذي تعيشه.

واقع الأسرة

يعالج «زوارة خميس» الوضع الذي تعيشه الأسرة الكويتية ويعكس الواقع الحالي لأفرادها، سواء كانت غنية أو فقيرة، ولأننا جميعا لا نريد أن نعترف بأن هذا هو واقعنا.. نلجأ إلى انتقاد العمل بقوة ومن دون هوادة كلما ظهر على الشاشة، ونحن نعلم في قرارة أنفسنا ونقر بأننا جميعا تقريبا نعيش قصة زوارة خميس، من هنا نجح هذا العمل في أن يحقق جماهيرية كبيرة ربما فاقت ما توقعته المنتجة سعاد عبدالله.

اليوم يختلف عن الأمس.. في السابق كنا ننتظر إبداعا في القصة، أما اليوم فننتظر إبداعا في الصورة، وهذا هو الفرق بين أعمال الأمس واليوم، ومن هنا نجح المخرج محمد القفاص في أن يحقق نجاحا للعمل بالرغم من أنه كقصة لا يوجد فيها أي شيء، العمل هو شخصيات تتحرك في ساحة أسرية كلٌ في عالمه وكل واحد منهم يختلف عن الآخر.

شخصية محورية

أكاد أجزم أن سعاد عبدالله هي التي كتبت النص، فالعمل يعتمد اعتمادا كبيرا على شخصية محورية واحدة في الأم (سعاد عبدالله) فهي تقوم بكل شيء حتى في علاقة ابنها - خالد البريكي- الوجدانية بصديقه المتوفى، حتى زوجة ابنها (لمياء طارق) مع حياتها الخاصة حينما تعرضت لموقف التحرش بها، كانت هي المنقذة، في كل شيء تجد الأم هي المحور، حتى عندما تتغير الأحداث في المستقبل ويبدأ الأكشن في المسلسل.. تكون الأم (سعاد) هي المحور وهي عقدة المشكلة وهي في النهاية سبيل الحل، فيما اقتصر دور هبة حمادة - وفق قناعتي الخاصة- على تأليف القصة وبعض المشاهد القصيرة التي غالبا ما تجعل الرجل في أسوأ حالاته، هذه هي العقدة التي لم تستطع حمادة التخلص منها.

أخطاء جمة

إذا أردنا التحدث عن المسلسل من الناحية النقدية فسنكتشف الكثير من الأخطاء سواء في السيناريو غير المتناسق أو الحوار الذي لا يتناسب مع الصورة والحدث أو الـ DROOP والقطع بين المشاهد المختلفة أو غيرها من الأمور التي غالبا ما تسبب ضعفا في النص، ولكن وللأسف الشديد لم تعد هذه الأمور هي مقياس النجاح في العمل، بل هناك أمور مختلفة أصبحت اليوم هي المقياس الترمومتر، تأتي في مقدمتها الصورة الجميلة التي تجذب المشاهد أولا وقبل كل شيء لمتابعة العمل وما يعرض على الشاشة خاصة بعد ظهور تقنية الـ HD وهذا ما جعل الكثير من المنتجين يلجأون إلى كاميرات باهظة الثمن لأنهم يعلمون أن أولى مراتب النجاح هذه الأيام هي الصورة الجميلة.

اتبع القفاص أسلوب المخرج محمد دحام في التصوير والإخراج، وهي ما تسمى المشهد العريض أو الصورة الأفقية في عالم الإخراج، فبعد ظهور شاشات البلازما أو LED الحديثة اتجه المخرج دحام إلى استخدام هذا الأسلوب وهو الأسلوب السينمائي، وبعده تبعه مخرجون منهم القفاص الذي نجح في أن يجعل من «زوارة خميس» رائعة تلفزيونية بالرغم من الضعف الكبير في النص.

ساعده في ذلك الكاتبة - على فرضية أنها هي التي كتبت النص- في استخدام المشاهد القصيرة، ففي العمل لا نرى مشهدا متكاملا.. بل هو موقف يحدث في وقت قصير جدا، هذا هو الأسلوب الصح في الأعمال الحديثة، وهذا ما دفع الكثيرين لمتابعة المسلسل، الناس اليوم لا يريدون مشهدا طويلا أو قصة معقدة، إنهم يبحثون عن القصة السهلة التي تعكس الواقع بأسرع وقت ممكن، لأن الحياة اليوم أصبحت سريعة وليس لدى الكثيرين وقت لمتابعة حدث أو مشهد طويل.

لا عقدة درامية

لا توجد في المسلسل عقدة درامية، لأنه لا يحتوي أصلا على أحداث متشابكة بطريقة تجعل المشاهد ينتظر العقدة أو تنامي الأحداث، بل ما يراه أمامه هو مجموعة شخصيات كل منها يريد أن يعيش بطريقته الخاصة، لذلك يمكن لهذا النوع من الأعمال أن يستمر إلى ما لانهاية وهذا نمط الأعمال التركية والمكسيكية.
اعتمد المسلسل على وجود عدد كبير من الشخصيات فيه، وهذا يقلل دائما من أهمية النص ويعتمد على تشتت فكر المشاهد، ولا يوجد رابط بين هذه الشخصيات سوى الأسرة والأم بالتحديد، من هنا كان وضع محمد المنصور وهو نجم كبير حرج على الأقل في الحلقات التي شاهدناها، والكثير يعلم أن الوضع سيتغير في الحلقات القادمة، ولكن ظهور المنصور بهذه الصورة البسيطة المتواضعة إلى منتصف المسلسل لم يكن موفقا، لأنه يعني أن بداية العمل ستكون في النصف الآخر وأن بدايته أو التمهيد للأحداث الساخنة فيه كان طويلا جدا.

سعاد عبدالله نجحت كمنتجة في تقديم نفسها من جديد عبر «زوارة خميس»، لأنها لجأت إلى استخدام الصورة قبل النص، وهذا هو الأفضل في رأيي في التواصل مع الجمهور، ولكن إذا اجتمع النص القوي والصورة القوية فهذا أفضل، وهي الخطوة التي ننتظرها لتطوير الدراما الكويتية.

القبس الكويتية في

24/08/2010

 

 

«عايزة أتجوز» كوميديا اجتماعية ساخرة بطريقة كاريكاتيرية

ليلاس سويدان 

عندما قرأت مدونة غادة عبد العال «أنا عايزة أتجوز» قبل رمضان، التي نشرتها دار الشروق في كتاب، فكرت في مدى صعوبة مهمة هند صبري في تأدية دور كاتبة المدونة التي تروي أحداث رحلة بحثها عن عريس أو شريك مناسب، بكل خفة دمها وسخريتها وذكائها في لفت النظر إلى مأزق البنات في المجتمع الشرقي الذي يضع سن الثلاثين تقريبا موعدا لمنح البنت لقب عانس إذا ظلت من دون زواج.

لكن هند صبري، التي لم يسبق لي أن شاهدتها في أعمال كوميدية، نجحت في رأيي في نقل تلك الروح الساخرة بكل خفة دم وعفوية، وكان أداؤها أحد الأسباب الرئيسية لنجاح العمل.

دراما متماسكة

النقطة الثانية التي كنت أترقبها هي مدى نجاح السيناريست، الذي هو بالمناسبة كاتبة المدونة أيضا، في تحويل قصصها ونوادرها مع العرسان إلى عمل درامي متماسك، مع الحفاظ على روح الفكاهة التي أشاعتها المؤلفة في مدونتها بملاحظاتها وتعليقاتها والعبارات التي تصف بها الأشخاص والأحداث والمواقف الساخرة التي مرت بها، خاصة أن أسلوب غادة عبد العال في الرواية والتعليق والتهكم على حال البنات وعائلاتهن أثناء رسم الخطط والمكائد لاصطياد عريس، وخيبة الأمل عندما تفشل هذه المحاولات أو لا يكون الشخص المتقدم للزواج هو العريس المطلوب، هي ما جعل مدونة غادة عبد العال تلاقي هذه الضجة الكبيرة، إضافة إلى أنها تعبر عن حالة الكثير من البنات في المجتمع المصري، وتصف أحداثا وشخصيات غالبا ما مرت بعضها ببعض غيرها من البنات على طريق البحث عن الشريك المناسب.

خوف من العنوسة

العمل بالطبع لا يتناول قضية العنوسة كما يظن البعض، لكنه يطرح مشكلة الضغوط الاجتماعية التي تقع على البنت في سن الزواج الذي حدده المجتمع، مما يجعلها تشعر بأنها في سباق مع الزمن للوصول إلى خط النهاية ومعها عريس، حتى لا يقال انها عانس.

فبطلة العمل بحسب معايير المجتمع تعتبر عروسا مناسبة، فهي صيدلانية تعمل بأجر محترم، وتنتمي الى أسرة من الطبقة المتوسطة، إلى جانب أنها جميلة الشكل. لكن أزمتها أن كل من يتقدم لها من الشباب غير مناسب إطلاقا.

حل ذكي

أعتقد أن أسلوب كتابة سيناريو العمل كان حلا ذكيا لتحويل ما يشبه مذكرات بنت إلى عمل درامي، فقد حافظ على أسلوب الرواية بأن جعل بطلة العمل تتحدث للمشاهدين مباشرة في بداية الحلقة بإيجاز عن العريس المنتظر، إضافة الى اتباعه أسلوب التغريب وكسر حاجز الإيهام أثناء الأحداث. فالبطلة تعلق على ما يحدث أحيانا وتعرفنا على الشخصيات ورأيها فيها مما يذكر المشاهد دوما بأن ما يراه حدث فعلا وأن هذه الشخصيات حقيقية وليست من أفكار الكاتبة.

الخط العام للمسلسل كما قلت سابقا هو رحلة البحث عن شريك، لكن كل حلقة تتناول قصة عريس مختلف، ورغم أننا نعلم كمشاهدين أن «الجوازة لن تتم»، إلا أن الأحداث المختلفة والشخصيات المتنوعة والمفاجآت في كل حلقة هي ما تجعلنا نتابع أحداث الحلقات، فالتشويق في هذا العمل ليس مصدره معرفة مصير الشخصية أو نهاية مسار الحدث، وإنما التعقيدات والمفاجآت وتركيبة شخصيات العرسان الذين تقابلهم.

شخصيات نمطية

شخصيات هذا العمل أنماط موجودة في المجتمع كالأم التي تضع مهمة تزويج ابنتها على قائمة أولوياتها، وتستحث الأب المسكين بكل الوسائل على إيجاد عريس لابنته، وكذلك الجارة الحشرية (طنط شكرية) أو العرسان الذين منهم البخيل أو ضعيف الشخصية وغيرهم.

الشخصيات النمطية هذه قدمت بشكل كاريكاتيري على صعيد الأداء والحوار، بمعنى المبالغة في إبراز عيوب الشخصية وسماتها، لا لإضحاك المشاهد فقط لكن لتحفيز ذهنه على التفكير في مدى ظلم المجتمع في الضغط على البنت من أجل الزواج ولامعقولية أن تتعذب وتعاني من أجل أن تصل الى الهدف المنشود وتجد زوجا مناسبا قبل أن تصل الى سن العنوسة المفترض.

وفي العموم أدى أغلب الممثلين ومنهم سوسن بدر وأحمد فؤاد سليم، أدوارهم بتفهم للسياق العام للعمل ونوعه كعمل كوميدي كاريكاتيري لا يتطلب تقمص الشخصية، بل تمثيلها من الخارج، وساعدهم على ذلك نص جيد يجمع بين كوميديا الموقف والشخصية والحوار.

كوميديا ممتعة

أستطيع أن اقول أن «عايزة أتجوز» كوميديا اجتماعية نجحت في إمتاع المشاهدين في رمضان، إضافة إلى لفت النظر إلى مشكلة اجتماعية مهمة جدا بشكل مغاير للتناول التقليدي للمشاكل الاجتماعية في الأعمال الدرامية، وأثبتت أن الكوميديا يمكن ان تضحك المشاهد وتخاطب عقله أيضا إذا كانت تحمل مضمونا ذا قيمة وضمن نص مكتوب بشكل جيد. لذلك نجح «عايزة أتجوز»، بينما لم تنجح أعمالا كوميدية أخرى اعتقدت أن الكوميديا مجرد شوية إفيهات أو شخصيات مضحكة بمنظرها أو طريقة كلامها.

هند صبري قالت ان العمل مغامرة بالنسبة لها لإنها ليست ممثلة كوميدية، وأعتقد أنها نجحت فيها، هي وجميع من عمل في المسلسل من مؤلفة وممثلين، إضافة إلى أن المسلسل قدم رامي الإمام كمخرج متميز في عمله التلفزيوني الأول.

نقلا عن جريدة القبس الكويتية

الـ mbc.net في

24/08/2010

 

سعيد بارتفاع معدلات مشاهدة الجزء الخامس

عصام "باب الحارة" يقع في غرام هند صبري بـ"عايزة اتجوز"

عصام حريص على متابعة "عايزة اتجوز"

دبي - mbc.net 

كشف الفنان ميلاد يوسف -الذي يؤدي دور عصام في مسلسل "باب الحارة" المعروض حاليا على MBC1- عن إعجابه الشديد بشخصية هند صبري في مسلسل "عايزه اتجوز".

وقال ميلاد يوسف، في حلقة الاثنين 23 أغسطس/آب، من برنامج "خيمة بانوراما" إن مسلسل (عايزه اتجوز) من بين بعض الأعمال التي يحرص على متابعتها رغم أن ضيق الوقت يمنعه من متابعة الكثير من الأعمال الدرامية التي تعرض في شهر رمضان.

وأشار إلى أن أداء هند صبري الكوميدي في الأحداث كان رائعا، خاصةً وأنها المرة الأولى التي تقدم فيها الفنانة التونسية الكوميديا في عمل درامي.

وحول مستوى الجزء الخامس من "باب الحارة"، قال الفنان السوري إن العمل إجمالا حصل على نسبة مشاهدة عالية، وفقا لنتائج استطلاعات رأي المشاهدين، كما أن القائمين على إنتاج هذا العمل الدرامي الضخم حرصوا على خروج الجزء الأخير من المسلسل بالشكل اللائق.

وأعرب ميلاد يوسف عن اعتزازه بشخصية عصام، لافتا إلى أنه رفض كثيرا من الأدوار التي تتعلق بالبيئة الشامية حبا في هذه الشخصية، ورغبةً في استمرار التواصل معها ومع تطوراتها وحبكتها الدرامية.

وأوضح أنه شعر بحزن شديد مع آخر أيام تصوير المسلسل في الحارة؛ لأنه ارتبط بهذا المكان وبتطور الشخصية على مدار 5 سنوات، وعند انتهاء التصوير شعر أن هناك شيئا مهما سيفقده، مؤكدا أن "باب الحارة" لم يكن مجرد مسلسل بل تحول إلى حكاية يومية يعيشها الممثلون والمشاهدون.

وكشف ميلاد يوسف في الوقت نفسه عن مشاركته في عمل درامي ضخم بعد انتهاء الجزء الخامس من "باب الحارة" دون التطرق إلى تفاصيل أخرى عن العمل.

وكان ميلاد يوسف قد شارك مؤخرا في عرض مسرحي باسم "خليلو" بالسعودية، بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون في الدمام؛ حيث استمر العرض خلال الفترة من 17 أغسطس/آب وحتى 20 من الشهر نفسه.

وقال ميلاد -في لقائه مع mbc.net- "شاركت في مسرحية "خليلو" مع مجموعة من الممثلين السعوديين والبحرينيين والسوريين، ضمن احتفالية ضخمة في مهرجان لجمعية الثقافة والفنون في الدمام، والمسرحية كتبها مجموعة من الكتاب السعوديين".

الـ mbc.net في

24/08/2010

 

'تساؤلات أخلاقية ودينية وقانونية'

الدراما السورية تُنصف ذوي الاحتياجات الخاصة

ميدل ايست اونلاين/ دمشق 

مسلسلان جديدان يسلطان الضوء على الجانب المخفي من حياة أشخاص وجدوا أنفسهم منبوذين في المجتمع.

تُطل الدراما السورية هذا العام بعملين هامين هما "قيود الروح" و"وراء الشمس" يغوصان في عالم ذوي الاحتياجات الخاصة، ويسلطان الضوء على الجانب المخفي من حياة أولئك الأشخاص الذي لا يلقون اهتماما كبيرا من المجتمع.

ويشير موقع "دي برس" إلى أن الدراما السورية تحاول أن تغيّر شيئا ً في طريقة تعامل الناس مع ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ظلوا لفترة طويلة خارج دائرة اهتمام كتاب الدراما العربية.

ويأمل المراقبون أن يشكل هذين العملين نقلة نوعية في مسيرة الدراما السورية ويفتحان الباب لنوع جديد من الدراما التلفزيونية يحاول إنصاف أناس ولدوا معاقين أو تعرضوا للإعاقة لظروف شتى، ووجدوا أنفسهم بعد ذلك مهملين منبوذين من شرائح واسعة في المجتمع.

وعُقدت مؤخرا في دمشق ندوة حول تناول الدراما السورية لقضايا الإعاقة، واعتمدت مسلسل "قيود الروح" نموذجا.

وأشار الدكتور محسن بلال وزير الإعلام السوري إلى أهمية الندوة التي تناقش للمرة الأولى وبشكل منهجي وعلمي واحدة من القضايا الاجتماعية المهمة مستندة إلى طرح الدراما التلفزيونية السورية لقضايا المعوقين بما ينسجم مع واقع اهتمام الدراما التلفزيونية بقضايا المجتمع وصدق تعبيرها عنه، لافتا إلى تزامن انعقاد الندوة مع الاستعداد لإقامة الأولمبياد الإقليمي الخاص الذي يترجم الاهتمام بقضايا الإعاقة من جوانبها الإنسانية والاجتماعية والقانونية.

ورأى بلال –حسب وكالة سانا- أن الدراما السورية نجحت في جذب اهتمام المشاهدين بطرحها لقضايا مهمة تمس حياة المجتمع وتسلط الضوء عليها حيث "باتت مؤثرة في علاج هذه القضايا وأكثر قوة في تصوير مشكلات المجتمع واكتسبت سمة خاصة بين الدراما العربية من خلال تطرقها إلى التاريخ العربي والإسلامي ومعالجتها لقضايا الإنسان المعاصر.

ويتناول مسلسل "قيود الروح" حالة إنسانية خاصة لطفلٍ يعاني من التخلف العقلي منذ الولادة، وتتعهده والدته برعاية استثنائية حتى بلوغه عمر الثلاثين، وتواجه كل الصعوبات العائلية والمجتمعية التي تعترضها لتنمية قدرات ابنها، وتحسين فرصه في الحياة، وتناضل من أجل تقبل المجتمع له.

وقالت ريم رفعت سعد (اختصاصية اضطرابات نفسية للأطفال) إن المسلسل "حاكى الواقع بكل أبعاده لعائلة لديها طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وواكب مراحل نموه وتطوره بحبكة مستقاة من الحقيقة مشيرة إلى أن المسلسل يسلط الضوء على إيجابيات وسلبيات كل مرحلة من مراحل تطور الطفل المعوق وكيفية تعامل الأم والأب معه".

وتحدثت كل من كاتبتي العمل يارا صبري وريما فليحان عن ظروف كتابة العمل حيث قالت صبري إن "قيود الروح" هو "مسلسل اجتماعي عائلي يمكن أن يشبهنا جميعا في كل شخصية من شخوصه"، فيما أشارت فليحان إلى أن المسلسل يطرح قضية الإعاقة الذهنية كخط أساسي ضمن خطوط العمل وقالت إنه تمت الاستعانة باختصاصيين ومراكز دراسات ومعاينة حالات إعاقة متنوعة بهدف تناول هذه القضية بطريقة صحيحة.

ولفتت الدكتورة ديالا الحج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا إلى أن الدراما السورية استطاعت في الفترة الأخيرة أن تختصر الكثير من الوقت والجهد في طرح قضية الإعاقة وتسليط الضوء على حياة المعوقين بشكل جدي وخلق حوار وتفاعل حقيقي في المجتمع حول قضايا الإعاقة مشيرة إلى ضرورة العمل والتعاون والتشارك بين كل الجهات لجعل قضية الإعاقة في صدارة الأولويات لما فيه صالح المجتمع.

ويسلط مسلسل "وراء الشمس" الضوء على عالم ذوي الاحتياجات الخاصة، ويطرح تساؤلات أخلاقية ودينية وقانونية حول حق الأهل الذين يكتشفون في وقت مبكر من الحمل أنّ الجنين يعاني خللاً في الخريطة الجينية في أن يسقطوا هذا الجنين تخلصاً من تبعات مستقبله المأساوي؟

ويقول مخرج العمل سمير حسين لصحيفة "الأخبار" اللبنانية "المسلسل جديد في موضوعه وأسلوب عرضه ومعالجته، ويأتي في سياق درامي يجعل منه أنشودة صادقة على طريق الأمل بحياة كريمة تليق بالإنسان كيفما كان".

ويضيف "أهمية المسلسل تأتي من فكرته الحساسة والخاصة جداً. إذ لم يُتطرّق إلى هذا الموضوع بهذه الشمولية في الدراما السورية، بمعنى أن يكون ذوو الاحتياجات الخاصة هم المحور الأساسي للعمل".

ميدل إيست أنلاين في

24/08/2010

 

 

المصرية في

24/08/2010

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)