حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

محمود ياسين: «ماما في القسم» أكثر واقعية على أن يصنف كمسلسل كوميدي

حميدة أبو هميلة

محمود ياسين يقرر هذا العام قراراً مختلفاً.. ترك الأدوار الجادة والمتجهمة، وفاجأ جمهوره من خلال مسلسل يعتمد علي الكوميديا كخط من بين خطوطه الأساسية، وذلك من خلال دور مدرس أول اللغة العربية الأستاذ جميل أبو المعاطي الذي يقدمه في مسلسل «ماما في القسم».. طبعا كانت مغامرة أن يقدم محمود ياسين علي تقديم عمل كوميدي وسط عشرات الأعمال التي يقدمها نجوم الكوميديا.. محمود ياسين نجح في أن يضحكنا من خلال كوميديا طازجة نابعة من المواقف، ولا تعتمد علي الإفيهات.. يأتي إلينا بشعر أشعث، ونظارة سميكة، وطريقة في الحديث يتميز بها المدرسون فقط.. هو هنا يتحدث معنا بعد أن خلع إكسسورات الشخصية محاولا أن يصف الفرق بين كوميديا «ماما في القسم»، وكوميديا باقي الأعمال المعروضة خلال هذا الشهر.

·         ألا تخشي من رد فعل الجمهور خاصة وأنها المرة الأولي تقريبا التي تقدم فيها دوراً كوميدياً في رمضان؟

- أعلم أن المشاهدين اعتادوا مني علي تقديم الأدوار الجادة في الأعمال التليفزيونية، ولكنها ليست المرة الأولي بالطبع التي أقدم فيها دوراً كوميدياً، فقد سبق وأن قدمت اللون الكوميدي من خلال أفلام مثل «دقة قلب»، و«مع تحياتي لأستاذي العزيز»، وكلها كانت كوميديا موقف، وأيضا مشاهد الإضحاك في مسلسل «ماما في القسم» تعتمد علي كوميديا راقية، هي كوميديا الموقف التي كتبها السيناريست يوسف معاطي بإتقان شديد، فأنا عموما مابحبش كوميديا الإفيهات، ومابعرفش أضحك عليها أصلا، وأعتبرها عجزاً، كما أن أصحابها يذهبون فيها لأقصي الحدود، وبعض الكوميديانات زودوها قوي، ووصل بهم الأمر إلي حد التقزز.

·         ألا تعتقد أن الشكل الذي تقدم من خلاله شخصية المدرس في المسلسل يبدو تقليديا بعض الشيء حتي فيما يتعلق بإكسسوارته مثل النظارة ونوع الملابس؟

- الشكل مناسب تماما لشخصيته، لأنه راجل طالع علي المعاش، وزوجته توفيت منذ سنوات طويلة جدا أثناء ولادتها لابنته، وهو يعيش حياة لايحتاج فيها لشيء، فهو يعتقد أنه أدي رسالته، ولا ينتظر سوي تحقيق ابنته التي تعيش في باريس لمزيد من النجاح بحصولها علي الدكتوراه، وهو يعيش من أجل أن يري هذا الحلم متحققا أمامه.

·         أيضا لا يبدو منطقياً أن يكون شرطه الوحيد للعمل كمدرس في المدرسة الخاصة التي تملكها الأستاذة فوزية هو أن يكون هذا العمل بلا أجر، فهذا نوع من المثالية غير موجود حالياً؟

- أري أنه منطقي تماما، ويتناسب مع طبيعة شخصيته، خصوصا، وكما قلت أنه لا يريد شيئا من الدنيا، وهو من جيل يري أن التدريس في حد ذاته مهنة تستحق التضحية.

·         ألا تعتقد أن وجودك ضمن فريق عمل مسلسل يصنف علي أنه كوميدي في رمضان سوف يضعك في منافسة بشكل أو بآخر مع نجوم الكوميديا الشباب الذين يقدمون أكثر من عمل خلال هذا الشهر؟

- أعتقد أن مسلسل «ماما في القسم» أكثر واقعية علي أن يتم تصنيفه علي أنه مسلسل كوميدي فقط، فهو مسلسل اجتماعي، ونحن نقدم مشاهد ضاحكة، ولكن كما قلت تعتمد علي كوميديا الموقف، وهذا هو الطبيعي والأقرب إلي المنطق.. الحياة ليست ضحكا علي طول الخط، فهناك لحظات حزن وشجن في حياتنا مثلما هناك أيضا لحظات سعادة ونجاح وفرح، فلا يوجد في هذا المسلسل أي كوميديا مفتعلة أو مبتذلة، فهو يتناول واقعاً شاملاً.

·         هل تعتقد أن العرض الرمضاني قد يظلم بعض الأعمال فيما يتعلق بتوقيت عرضها مثلا مما يؤثر علي نسبة مشاهدتها؟

- أنا أختلف مع هذه الفكرة، لأنني أعتقد أن العرض الرمضاني فرصة جيدة جدا للمشاهدة، لأن الجمهور يكون مهيأ تماما خلال هذا الشهر للتلقي، والمتابعة.

·         هل تري أن التواجد في التليفزيون يمكن أن يكون تعويضا كافيا عن عدم الظهور بشكل مكثف في أفلام سينمائية؟

- لا يوجد فن بديل عن آخر، ولكن بالنسبة لي أنا أخذت حقي من السينما وزيادة، وهذا لا يمنع أنني أرغب في أن تدعم الدولة صناعة السينما عشان الشباب، لأنها فن شاب ولا تتحرك إلا بالشباب، لكن اللي محدش واخد باله منه إن إحنا في زمن السينما فيه مش موجودة أصلا، والكارثة الكبري إن السينما مابقتش في إيد حد، والدولة سايبة السينما في الشارع ملهاش أصحاب.. يعني صناعة السينما متوقفة مش هتتحرك إلا بدعم الدولة، مثلما تفعل دول العالم ومنها إنجلترا، وفرنسا، فهم يتعاملون مع السينما علي أنها صناعة استراتيجية، لذا يتم توفير كل آليات، وعناصر الصناعة لها، أما اللي بيحصل عندنا ده فهو قلة قيمة.

الدستور المصرية في

17/08/2010

 

الدراما بشكل عام بها 36 تيمة.. لكن الدراما المصرية بها خمس تيمات على الأكثر!

محمود مصطفى كمال

علي الرغم من وجود 36 تيمة درامية تحدد الشكل الدرامي للعمل، والتي يتحجج بها صناع الدراما العربية عندما نشكو من الملل قائلين: «أصل هما 36 تيمة.. هنعمل إيه يعني!»، لكن بالنظر إلي المسلسلات الرمضانية علي سبيل المثال، سنجد أننا محصلناش حتي 5 تيمات! وأن المسلسلات والدراما أصبحت مجموعة من التباديل والتوافيق.. تشيل الممثل ده وتحط الممثل ده علي نفس الفكرة، مع اسم جديد، فأصبح لدينا مسلسل جديد! ومن قبل رمضان تستطيع أن تعرف عما ستتكلم المسلسلات، فنحن «محشورون» في أزمة إبداعية للدراما لعدم تغير الشكل العام للإنتاج الدرامي كل عام، والتكرار أصبح سمة من سمات الدراما المصرية، فعلي سبيل المثال عندما قررت غادة عبد الرازق أن تشارك بمسلسل جديد، بعد أن كان أحد أبرز أدوارها في الدراما التليفزيونية هو «نعمة الله» في مسلسل «الحاج متولي» الذي تدور قصته حول رجل مزواج يتزوج من أربع نساء في الوقت نفسه، قررت أن يكون مسلسلها الجديد عن امرأة تتزوج كثيرًا، ولكن التجديد في أن لها خمسة أزواج وليس أربعة! وكان هناك حرص علي إبراز أن المسلسل الجديد يقوم علي نفس الفكرة والتيمة لاستثمار النجاح السابق لمسلسل الحاج متولي من خلال تسميته «زهرة وأزواجها الخمسة»! أما تيمة المسلسل الصعيدي والصراعات الصعيدية في الجبل، فهو العشق الأول لكتاب وصناع الدراما المصرية، بدءاً من «ذئاب الجبل» عام 92، وانتهاءً بـ«مملكة الجبل» عام 2010 الذي يعرض حالياً لعمرو سعد في رمضان، وربما يطل علينا «تنين الجبل» عام 2011، فهناك حب واضح بين كتاب وصناع الدراما المصرية وبين الجبل، وهناك حالة عشق لمشهد الصعيدي الذي يرتدي العمة ويقف علي الجبل حاملاً الشعلة في يده والرشاش علي كتفه متحدثاً باللكنة الصعيدية، ثم يكتشف المؤامرة المرسومة ضده فيمسك الرشاش ليردي كل من بالجبل قتلي! ولكننا حقاً اكتفينا من جميع المسلسلات اللي آخر اسمها «الجبل»! فقد رأينا بالفعل كل ما يمكن فعله في الجبل! ولم نشعر بأي انبهار في المعركة الحربية التي قادها عمرو سعد ورجاله ضد حسن كامي وحراسه في الجبل، لأنها تكررت قبل ذلك كثيراً بممثلين آخرين، أما فكرة الأرملة التي تكافح من أجل أولادها، فقد تم تقديمها داخل العديد من الأعمال منها مؤخراً «الست أصيلة» لفيفي عبده، ولكن «ليلي علوي» تعيد تقديمها بشكل أكثر رقياً. وعن صراعات الإخوة فقد جاءت مسلسلات وراحت، ولدينا هذا العام «الكبير أوي» الذي يتحدث عن صراع «الكبير أوي» مع أخوه «الأمريكاني جوني» علي العمودية بشكل كوميدي، وأيضاً «قضية صفية» في صراع «مي عز الدين» التي تجسد شخصية «صفية» وتدخل مع أخيها غير الشقيق والذي يجسده «طارق لطفي» في صراع يدفعها في النهاية لقتله! كما أن هناك دائماً مكاناً لشخصية تحارب من أجل المجتمع، وغالباً ما تقدمها يسرا! فقد قدمتها العام الماضي في «في إيد أمينة»، وقبل الماضي في «قضية رأي عام» وتقدمها هذا العام في «بالشمع الأحمر»، وقد حاول نور الشريف مزاحمتها في «متخافوش» العام الماضي، وبعيداً عن تقديم نفس التيمة في الحكاية، فهناك مكان محجوز دائماً علي المائدة الدرامية التليفزيونية في رمضان لشخصية تاريخية، تأخذ هذا المكان هذا العام «نادية الجندي» لتقدم لنا الملكة «نازلي» بعد أن أفلتت من الرصاص في مسلسل «من أطلق الرصاص علي هند علام».. لسوء حظنا! ومن قبلها كان هناك «الملك فاروق» العام الماضي، ومن قبله مسلسل حليم ومسلسل أم كلثوم والسندريلا... إلخ إلخ إلخ. لن تخلو الخلطة أبداً من شخصية تاريخية! وهناك من يدخلون الدائرة المغلقة بشكل صريح.. الدالي 1.. الدالي 2.. الدالي 3! عندما يشتكي الكثيرون أن دراما رمضان قد فقدت طعمها، فربما لأن رمضان هذا العام هو رمضان العام الماضي وهو رمضان العام المقبل مع بعض التباديل والتوافيق التي تساعد في «اشتغال» المشاهد حتي يأكل نفس الطبق تحت اسم جديد، ظناً منه أن هذا هو الجديد! والحقيقة أن المشاهد لن يشعر بتجديد إلا إذا تم تقديم شيءجديد فعلاً!

الدستور المصرية في

17/08/2010

 

بروموهات القنوات روجت للمسلسلات بمشاهد القتل ولماحبت تلطف عرضت الرقص الشرقي

إيهاب التركي 

مشاهد القتل والسكاكين والمسدسات والسيوف وحرق الناس أحياء، وجز رءوسهم وطرطشة الدماء في مسلسلات رمضان تجاوزت مجرد الصدفة والضرورة الدرامية إلي التعمد وسبق الإصرار.. هناك حالة من تكريس هذه المشاهد والسعي لإتقانها وإغراق الشاشة بها.. هذا بالإضافة إلي وجود وفرة من مشاهد المشاجرات والضرب بداع وبدون داع، وأيما وجهت الريموت كونترول نحو قناة من القنوات ستجد البروموهات الدعائية التي تروج للمسلسلات المليئة بمشاهد العنف والدماء. قد يكون ذلك محاولة لتقليد العنف الذي انتشر في السينما في السنوات السابقة من خلال عدد من الأفلام لعبت علي تيمة العنف وأسرفت في تصويره وتجسيده منها أفلام مثل «إبراهيم الأبيض» و«السفاح»، وربما يكون السبب أن الدراما التليفزيونية تسعي لجذب المشاهد بتأكيد احتوائها علي أحداث مثيرة ودامية، ولكن تلك المشاهد - وهذه هي المشكلة الرئيسية - لا تعبر غالباً عن موضوع المسلسل، أو هي هامشية وليست بهذه الأهمية لإبرازها بهذا الشكل الملح، فكيف يمكن أن يكون برومو مسلسل اجتماعي عن شاب ابن بلد مكافح مثل مسلسل «أغلي من حياتي» عبارة عن لقطات للبطل المكافح «محمد فؤاد»، وهو يقوم بضرب الآخرين بالرأس. أما المسلسل التاريخي «كليوباترا»، فقد ترك البرومو الشخصية الرئيسية نفسها وهي كليوباترا الملكة والإنسانة، وركز علي لقطات عنيفة من معارك بالسيوف تتطاير فيها الرءوس وتتناثر الدماء هنا وهناك. مسلسل آخر هو «قضية صفية»، كان البرومو الرئيسي له هو مشهد قيام «مي عز الدين» بقتل «طارق لطفي» بالسكين، هذا جزء بالفعل من المسلسل، ولكن عرض المشهد بهذا التكرار والإلحاح يسطح دراما العمل نفسه، ويحوله إلي شيء مزعج مع الوقت. وفي برومو مسلسل «اختفاء سعيد مهران»، وفي التترات نري مشاهد لهشام سليم ممسكاً بسكين، أما عن الضرب والمشاجرات العنيفة فهي تتكرر في بروموهات مسلسلات «مملكة الجبل» و«بره الدنيا» و«موعد مع الوحوش»، وهناك بعض البروموهات الاستثنائية التي كانت أكثر احترافاً وفنية في تعبيرها عن الأعمال الدرامية التي تروج لها حتي لو كانت تلك الأعمال بوليسية أو تحتوي علي مشاهد عنيفة ضمن أحداثها مثل بروموهات مسلسلات «أهل كايرو» و«الجماعة» و«الحارة»، فقد كان واضحاً أن من قاموا بتنفيذها استوعبوا روح العمل نفسه، وقدموا بروموهات معبرة ابتعدت كثيراً عن تلك اللقطات العشوائية التي تحاول جذب المشاهد بالدماء والمشاجرات، ففي برومو «أهل كايرو» نشاهد استعراضا لمكان الأحداث من خلال لقطات تصور القاهرة، تليها لقطات استعداد لحفل زفاف ضخم في فندق ثم جريمة قتل وبداية إجراءات التحقيق، كما يلقي برومو «الجماعة» الضوء علي أسلوب سرد حكاية جماعة الإخوان المسلمين من خلال مزج بين مشاهد التاريخ القديم والحديث، بينما يبرز برومو «الحارة» حالة المكان الذي تدور فيه الأحداث وهو الحارة الشعبية.

ولأن صانع البروموهات لا يأتي بالمادة الدرامية من عنده، فإن هناك بالفعل حالة ميل للتعبير عن الشر بصورة مباشرة وسطحية في المسلسلات، وقد لا يكون القتل والشجار جديداً في العمل الدرامي، ولكن هناك ميلاً واضحاً لدي المخرجين وصناع الدراما لإتقان العنف والاستغراق في عرضه علي الشاشة، ومن البروموهات العنيفة للحلقات نفسها، سوف نجد أن بعض المشاهد داخل الحلقات شديدة الدموية والقسوة، مثال ذلك مشهد حرق «عزت العلايلي» لزوج ابنته حياً في مسلسل «موعد مع الوحوش»، وهو من المشاهد الوحشية والعنيفة خاصة أنها نفذت بدوبلير يتعرض للحرق فعلاً، واستغرق المشهد علي الشاشة وقتاً طويلاً للغاية، وهي أشياء لا تحدث حتي في الأعمال العالمية العنيفة، إلا في دراما الرعب، ونفس المشهد تقريباً يتكرر في مسلسل آخر هو مسلسل «اختفاء سعيد مهران» في مشهد حرق والد البطل في الحلقة الأولي، وفي الحلقة الثالثة من مسلسل «شيخ العرب همام» فوجئ المشاهدون بلقطات لقطع رؤوس بعض الأشخاص بصورة متوحشة ومفزعة وبدون أي تنبيه سابق في بداية الحلقة يحذر المشاهد من مثل تلك المشاهد المفاجئة، والتي لا تجيز الأعراف الرقابية العالمية للعرض التليفزيوني عرضها دون تنبيه يوضع في بداية الحلقات حتي لا يشاهدها الأطفال أو ضعاف القلوب، ولكن العزاء الوحيد أن درجة إتقان تنفيذها متواضعة بحيث يمكن لأي طفل ملاحظة أنها خدعة غير حقيقية.

حاولت مسلسلات أخري تقديم وجه لطيف مغايراً لحالة العنف والدماء، ولكنها استخدمت الرقص الشرقي هذه المرة، فقد احتوت بروموهات مسلسلات مثل «العار» و«زهرة وأزواجها الخمسة» وأجزاء كبيرة من تتراتها لقطات لراقصات من حفل زفاف ضمن أحداث المسلسلات، ولكن تميز برومو «العار» بأنه وضع لقطات تؤكد أن كل ممثلة تقريباً في المسلسل قامت بالرقص بصورة أو بأخري.

الدستور المصرية في

17/08/2010

 

المصريون يمتنعون عن عرض مسلسلات الدول العربية «الشقيقة» بحجة اللهجة.. النتيجة خمسة مسلسلات مصرية فقط علي الشاشات العربية في رمضان

حميدة أبو هميلة وأحمد خير الدين 

نحن لم نفكر في عرض أعمال سورية في مصر إلا بعد أن جاء جمال سليمان وتيم حسن بأنفسهم إلينا وقدموا أعمالا باللهجة المصرية، بعدها وجدنا قنوات التليفزيون المصري تتسابق لعرض الأعمال السورية علي قنواتها، وبقي الأمر مقترنا بسوريا فقط، لأن لديها نجوما حققوا شعبية في الشارع المصري، نضيف إليهم طبعا سلاف فواخرجي، وجومانا مراد، وكأن الإنتاج الدرامي العربي مقتصر علي سوريا فقط.. لم نفكر مثلا في عرض مسلسلات لبنانية، أو خليجية، أو مغربية، أو أردنية.. حتي ماعرضناه للسوريين كان في غير أوقات رمضان، أي في «أوقات ميتة».. غالبا لا يشعر بها أحد.. مثلا هذا العام قناة ميلودي دراما هي القناة المصرية الخاصة الوحيدة التي تعرض مسلسلا سوريا هو الجزء الخامس من «باب الحارة». الرد جاء هذا العام، حيث إننا نري جميعا قلة عدد الأعمال الدرامية المصرية التي تعرض علي القنوات العربية والخليجية تحديدا، والتي كانت فيما مضي تقوم أساسا علي عرض المسلسلات المصرية، كما شهد هذا العام عدم عرض أي مسلسل مصري علي القنوات الجزائرية، ونجد أن مسلسل يسرا «بالشمع الأحمر» هو المسلسل المصري اليتيم علي قناة دبي، ومثله مسلسل شيخ العرب همام علي قناة أبو ظبي، وكذلك مسلسل «عايزه أتجوز» و«زهرة وأزواجها الخمسة» علي قناة «mbc»، ومسلسل «ملكة في المنفي» لنادية الجندي الذي يعرض علي قناة روتانا خليجية، فهناك انقلاب ما في موازين الدراما هذا العام، لكن أيضا لا أحد يمكنه أن يطالب القنوات العربية بعرض أعمالنا، في الوقت الذي يستخسر فيه التليفزيون المصري شراء مسلسل عربي واحد يعرض خلال هذا الشهر.. قد يكون الأمر له علاقة بأن الدراما الخليجية أصبحت صناعة كاملة، وشركات الإنتاج الخليجية أصبحت تكتفي بانتاج أعمال خليجية تعرضها علي قنواتها، وبالتالي مشاركتها في إنتاج أعمال مصرية أصبح بنسب أقل بكثير، وهو الرأي الذي تتفق معه الناقدة ماجدة موريس، حيث تري أن المصريين هم من علموا الخلايجة الدراما، وحان الوقت لأن يجربوا مواهبهم، وإمكانياتهم، مشيرة إلي أن هذا الأمر طبيعي جدا، ولفتت النظر إلي أن لديهم في مجتمعاتهم مشكلات كثيرة للغاية، ومن حقهم أن يجسدوها علي الشاشة وأن يكتفوا بها، وفي تعليقها علي عدم وجود مبادرات حقيقية من قنوات مصرية لعرض بعض الأعمال العربية علي شاشاتها في رمضان، قالت ماجدة موريس: إننا أكبر منتج للدراما في العالم العربي، فيجب أن نشجع إنتاجنا أولا، وأبدت استغرابها: «دول الخليج مبقتش بتشتري أعمالنا.. يبقي إحنا اللي هنروح نشتري مسلسلاتهم.. الموضوع في النهاية مصلحة اقتصادية»، لكن الأمر لا يتعلق في معظم الأوقات بالحسابات المادية، فهناك خسارة أدبية حقيقية وراء عدم عرض الأعمال المصرية علي الشاشات العربية، وهو الأمر الذي تحدث عنه الناقد طارق الشناوي الذي أشار إلي أن الخسارة المصرية ليست مادية فقط، وإنما ثقافية وحضارية، مضيفا أن المعادلات الإنتاجية في الوقت الحاضر تغيرت، فكل قناة عربية تبحث عن الدراما المتعلقة ببلادها، مما دفع القنوات الخليجية إلي عرض أعمال خليجية صرفة، وبالتالي تراجع عدد الأعمال المصرية المعروضة علي شاشاتها، وأكد أن التليفزيون المصري، والقنوات المصرية الخاصة تتجاهل تماما عرض أعمال المغرب العربي مثلا، وغيرها من دول العالم العربي، بحجة صعوبة اللهجة، متناسين أن المشاهد العربي أصبح يفهم لهجتنا ويختار أعمالنا بعد أن عودته المسلسلات علي سماع اللهجة المصرية. أما الناقدة ماجدة خيرالله فبدأت بالتأكيد علي أن تراجع مستوي أعمالنا الدرامية هو السبب في إحجام القنوات العربية علي عرض مسلسلاتنا، بالإضافة إلي إصرارنا علي عدم عرض أعمال عربية علي الرغم من تميز مستواها الفني، وأشارت إلي أن المعروض والمنتج من المسلسلات المصرية قد يكون عدده كبيراً، لكن قيمته الفنية واعتماده علي أفكار متشابهة ومستهلكة يجعل من الضروري عرض أعمال عربية يدرك صناعها أنهم يقدمون أعمالا تنويرية وتثقيفية وترفيهية في الوقت نفسه، وهو ما يشير إلي أننا في طريقنا لإغلاق الباب علينا في وجه أي محاولة للإبداع. وأضافت خيرالله أن المشاهد المصري من كثرة ما رأي من مسلسلات تافهة وسخيفة تعود علي هذا الحال ولم يعد يسعي للبحث عن فكرة جميلة ومسلسل حقيقي يستحق المتابعة.

الدستور المصرية في

17/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)