حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

على الوتر

موسم أرباح

محمود حسونة

الأصل في شهر رمضان أنه شهر صوم وصلاة وقيام، ولكن البعض اتخذه موسماً للترفيه والتسلية والإسراف والبذخ، في حين تعامل معه آخرون على أنه استراحة من العمل ونوم في النهار وسهر ومرح في الليل، أما المغلوب على أمرهم، الكادحون طوال العام فإنهم لا يجدون مفراً من التعامل معه بصورة جامعة مانعة حيث يعد بالنسبة لهم شهراً للعبادة والعمل وفعل الخير ووصل ذوي القربى إذا أتيحت لهم الفرصة .

اتساع فئة المستهلكين للترفيه والتسلية والسهر والمرح، فرضت اتساع فئة صناع السلع أو الخدمات التي توفر ذلك، وهم الذين يتعاملون مع شهر الصوم على أنه موسم للارتزاق وجني الأرباح وتحقيق المكاسب التي تفوق ما يحصدونه طوال العام، ويأتي على رأس هؤلاء أهل الفن الذين ينامون معظم شهور العام، ويستيقظون قبل رمضان ويواصلون الجري يميناً ويساراً خلال أيامه ولياليه، سواء لتصوير مسلسلات أو للظهور في برامج أو تقديمها . . إلخ .

يتفوق على أهل الفن في استغلال رمضان مادياً ومعنوياً القائمون على الفضائيات الذين يسخرون كل إمكاناتهم وعلاقاتهم للفوز بأكبر نصيب ممكن من كعكة الإعلانات وكثافة المشاهدة، أما أصحاب الفضائيات الخاصة فحدث ولا حرج إذا كانت لديهم الإمكانات المادية والعلاقات الاجتماعية التي تكفل لهم دخول المعركة .

طارق نور الخبير الإعلاني في مصر وصاحب قناة “القاهرة والناس” يعد النموذج الأكثر وضوحاً في استغلاله واستفادته من شهر رمضان، حيث أطلق العام الماضي قناته التي أثارت ضجيجاً وجدلاً كبيراً من خلال عدد من برامجها التي تجاوزت الخطوط الحمر وانتهكت مكانة شهر الصوم، وخصوصاً برنامجي طوني خليفة وإيناس الدغيدي اللذين تنافسا في كشف العورات والاعتداء على الحرمات، وبعد انتهاء رمضان توقفت القناة لأن الموسم الإعلاني انتهى، وباقي الشهور قد يكون الإنفاق فيها أكبر من العائدات، وتحمل تكاليف تأجير القناة على القمر الصناعي طوال العام وهي ليست قليلة ليمهد لعودة قناته قبل شهرين من بداية رمضان، من خلال اللافتات والإعلانات التي تملأ شوارع القاهرة حاملة شعارات ترويجية “عودة أجرأ قناة في رمضان” و”انتظروا مفاجآت القاهرة والناس” وغيرها .

القناة عادت أيضاً ببرامج مثيرة للجدل، منها برنامج لطوني خليفة يقال إنه أكثر جرأة من العام الماضي، وآخر يقتحم الحياة الشخصية للضيوف، ناهيك عن اختياره للمسلسلات التي شغلت الإعلام قبل عرضها مثل “الجماعة” عن جماعة الإخوان المسلمين و”كليوباترا” و”العار” و”اغتيال شمس” والمفاجآت تتوالى .

طارق نور عرف كيف يستفيد من رمضان في حين أن آخرين يتعاملون معه كشهر للإنفاق فقط وخصوصاً هؤلاء الذين يطلقون قنوات للدراما تعرض المسلسلات ثاني أيام عرضها في القنوات الأخرى والإغراء فيها أنها بلا فواصل إعلانية .

mhassoona15@yahoo.com

الخليج الإماراتية في

15/08/2010

 

على الوتر

الطريق إلى المشاهد الإماراتي

محمود حسونة 

الدراما المحلية هي الطريق إلى عقل وقلب المشاهد الإماراتي، الذي يبحث فيها عن ماضيه وحاضره، تراثه ومفردات حياته المعاصرة، معاناة أجداده ورفاهية أحفاده، قدراته وطموحاته وأحلامه واعتزازه بين مجايليه بما حققته الدولة من نهضة، وما استحوذت عليه من اهتمام، وما نالته من مكانة عالمية، وكلها محاور ومفردات لن تتوافر سوى في دراما يبدعها إماراتيون تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً . ولعل ذلك هو ما يفسر النجاح الذي حققته الدراما المحلية وانتشارها في الشارع الإماراتي، بل ودعم القنوات التي تنحاز إليها وتعرضها، ولذا لم يكن مفاجئاً أن تكون قناة “سما دبي” الأفضل خلال العامين الماضيين في استطلاعات الرأي التي أجريناها بعد انتهاء رمضان على عينات إماراتية، أجمعوا أنها الأكثر مشاهدة والأكثر تعبيراً عن أبناء الدولة، والسبب احتضانها للإبداع الدرامي المحلي .

وخلال السنوات الماضية التف الإماراتيون حول أعمال محلية حملت ملامح حياتهم إلى الشاشة، وعبرت عن همومهم وأحلامهم برؤى مختلفة، ومنها “شحفان القطو” الذي نحت من خلاله الراحل سلطان الشاعر في ذاكرة المشاهد، و”حاير طاير” وفيه تألق جابر نغموش فناناً قادراً على أداء كل الألوان والشخصيات وتجاوزت شهرته الحدود الخليجية، والعام الماضي “عجيب غريب” الذي كشف عن قدرات كوميدية غير محدودة عند أحمد الجسمي ومرعي الحليان، وأعمال أخرى عديدة أبرزت نجومية فنانين وفنانات من الإمارات .

وبالنسبة للكرتون، فحدّث ولا حرج عن النجاح الذي حققه مسلسل “فريج” ليولد معه اسم محمد سعيد حارب نجماً، وتعيش شخصياته النسائية الأربع في وجدان الناس، وتشاركهم المناسبات الاجتماعية والوطنية، وتتحول إلى أدوات تسويقية وسياحية . وبدلاً من أن يزداد “فريج” تألقاً خفت بريقه رويداً رويداً ليختفي هذا العام، وينسحب معه محمد سعيد حارب بعد أن انتظرناه مبدعاً متجدداً دائماً .

وإذا كان وهج “فريج” خفت، فقد تألق بدلاً منه “شعبية الكرتون” لحيدر محمد الذي هاجر من عالم الصحافة إلى عالم التلفزيون ليحقق من خلاله النجاح والانتشار والتميز، وينال إعجاب وثناء فئات جماهيرية مختلفة على مدى العامين الماضيين وننتظر منه المزيد هذا العام .

ولأن الدراما المحلية هي الطريق إلى عقل وقلب المشاهد فقد كنا ننتظر مزيداً من الإنتاج منها هذا العام، ولكن ما يتم عرضه حالياً يؤكد أنها محلك سر من حيث الكم، وكنا ننتظر أن يكون لكل موهوب إماراتي مكان على الشاشات من خلال دور أو أكثر، ولكن هذا أيضاً لم يحدث، رغم فتح تلفزيون دبي أبوابه للإنتاج المحلي بعد مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، العام قبل الماضي لدعم الدراما الإماراتية، ورغم أن تلفزيون أبوظبي عاود الإنتاج وإن كان بشكل خجول .

الأمل كبير في الدراما الإماراتية، والإصرار على أن تأخذ المكان الذي يليق بها عربياً غير محدود، ورغم أن المعروض لا يرضي الطموح كماً، إلا أن الثقة بأن الكيف يمكن أن يغني ويعوض، هو ما يمكن أن يرضي الجمهور المتعطش لكل كلمة أو مشهد إبداعي إماراتي، ولعل الطموح كبير لأن الشاشات الإماراتية كثيرة ومنتشرة في السماء العربية، ويمكن أن تسهم في دعم الفنان الإماراتي وإبداعاته وتنقله إلى آفاق عربية أوسع .

mhassoona15@yahoo.com

الخليج الإماراتية في

13/08/2010

 

على الوتر

حكاية كل عام

محمود حسونة 

لم يعد الكلام عن الفوضى البرامجية والدرامية التي تصاحب أيام وليالي شهر رمضان مجدياً، بعد أن أغلق القائمون على الفضائيات العربية آذانهم، رافضين الاستماع إلى صرخات كل من يطالبهم بالحد من التخمة الدرامية، التي أصابت الجمهور بحالة من عسر الوعي وصعوبة الفهم والعجز عن الركض وراء ما تعرضه عشرات المحطات من مسلسلات اجتماعية وتاريخية وبدوية، ناهيك عن دراما الحارات والأحياء والأجزاء، والكاميرات الخفية وبرامج الوعود والأحلام، أو ما يطلق عليها برامج المسابقات، والبرامج التي يقدمها فنانون ليحاوروا فيها أيضاً فنانين، ليتحول رمضان إلى “شهر الفنانين” يستعيد فيه من خفتت الأضواء عنهم مكانتهم، ويتصارع الكل مع الكل لأجل نجومية مزيفة وأحلام “شاطحة” . . إنها حكاية كل عام التي لا يبدو أن لها نهاية في المستقبل المنظور .

شركات الإنتاج العربية تنافست على تقديم ما يزيد على المئة مسلسل في مصر وسوريا ودول الخليج والعراق ولبنان والمغرب العربي، لا شك أن بينها عدداً من الأعمال التي تستحق المشاهدة، ويمكن أن تثير حالة من الجدل، ولكن أمام حالة الفوضى يكون الخيار صعباً، وهو ما ينعكس على عشاق هذا الفن بحالة من التيه والعجز عن اتخاذ القرار الصحيح .

في جعبة الفضائيات أعمال ينبغي متابعتها مثل “أبواب القيم” و”أنا القدس” و”الجماعة” و”كليوباترا”” و”ملكة في المنفى” و”أسعد الوراق” و”المجيب غريب” و”طاش ما طاش” و”وراء الشمس” و”اغتيال شمس” و”عايزة أتجوز” و”زهرة وأزواجها الخمسة” و”تخت شرقي” و”شيخ العرب همام” وغيرها مما لا مجال لذكره . ولكن أين الوقت الذي يتيح ذلك؟

إن ما ذكرته ليس سوى نماذج لأعمال تستحق المشاهدة، ناهيك عن البرامج بأشكالها وألوانها المختلفة، وبدلاً من أن تقدم لنا كل قناة مسلسلين أو ثلاثة وعدة برامج، نجد أنها تقدم سيلاً لا يتوقف على مدى 24 ساعة، والهدف هو كسب أكبر قدر ممكن من الإعلانات التي تتحكم في الإعلام المرئي بمسؤوليه ونجومه وفنانيه ومشاهديه، خلال أيام وليالي الشهر الفضيل .

التنافس الدرامي والبرامجي سيستمر خلال الأعوام المقبلة، ولو أتيحت فرصة للمزيد منه سيزداد، وحالة الفوضى السنوية لن تنتهي بقرار ولا مؤتمر ولا دراسة، ولكن سينهيها الجمهور عند عزوفه عن المحطات الهابطة وأعمالها الرديئة، وأيضاً الأزمة الاقتصادية التي قد تنال من حجم كعكة الإعلانات، وهو ما سيجبر شركات وقنوات على تخفيض إنتاجها، أو الانسحاب كلياً من ساحة المعركة، ليتسيد القوي الذي يمتلك الموهبة، ورأس المال، خلال الأعوام المقبلة .

mhassoona15@yohoo.com

الخليج الإماراتية في

11/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)