حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

ليلي علوي:

اعيش اغرب قصة حب

حوار: محمد بكري

فنانة رقيقة وأنيقة.. تحلم دوما بالسعادة.. وثيقة الصلة بجمهورها منذ البداية، ساعدها فكرها المتفتح علي طرح تصورات واعية لكثير من مشاكل مجتمعها، وجعلها  تغوص دائما في المضمون الذي يربط بحرفية واعية بين ما تقدمه وما يمس حياتنا في الصميم.

اكسب كل ذلك ليلي علوي احترام جمهورها المصري والعربي، ووضعها في منزلة عالية من التقدير عند الجميع، سواء المتفاعلون مع قضايا المجتمع أو البسطاء الذين يحبونها لرقة أدوارها أو لذاتها من منطلق أنها انسانة تنتمي لهم.

احترمت ليلي علوي فنها وجمهورها فبادلاها احتراما باحترام وحافظت علي قمة لياقتها في التواصل مع جمهورها.

هذا العام قررت ليلي أن تواصل حكاياتها  وتتواصل مع أهلها في البيوت أمام شاشات التليفزيون من خلال عفت وعالية اللتين تعبران عن مشاعر كل واحد من الناس، عبر  حكايتين جديدتين هما »كابتن عفت وفتاة الليل«.

بدأت حديثها عن كابتن عفت قائلة:

كابتن عفت ليس رجلا انماسيدة مصرية أصيلة وأم تتحلي بالصبر والايمان والعزيمة تسعي دائما لتحقيق طموحاتها بفضل ما تتسم به من صفات  جميلة ودائما ما تتغلب علي مشكلات الحياة التي تعترض طريقها وأبنائها بفضل روح العائلة والدفء الاسري الذي تحافظ علي وجوده بين أفراد أسرتها ليبقي الحب والامان هما السلاح الفعال في مواجهة مشاكل الحياة اليومية المادية، وتلك التي تتعلق بمستقبل الافراد ونقص الامكانات وكلها من الامور التي تعاني منها معظم الاسر المصرية. وهي الحكاية الثالثة ضمن سلسلة حكايات بنعيشها في الموسم الثاني منها وهو مسلسل اجتماعي يدور في اطار من الكوميديا الخفيفة ويشاركني في بطولته الممثل السوري عابد الفهد  بالاضافة إلي آخرين اتمني أن ينالوا اعجاب المشاهدين كما نالوا اعجابي والسيناريو للدكتور محمد رفعت والاخراج لسميح النقاش.

·         الحكاية الثانية من السلسلة فيها الكثير من العمق وشخصية  البطلة مركبة ومتناقضة.. كيف تعايشت معها ؟

 استغرقت لحظات من التفكير سادها الصمت و أخذت نفسا عميقا تبعته بابتسامة رقيقة ونظرت بعينيها الي السماء وقالت :

فتاة الليل حكايتها غريبة، أولا هي الحكاية الرابعة من السلسلة كتبها الصحفي الشاب حازم الحديدي واطلق عليها رمز »ر ك ر« أي »رومانسي كوميدي رعب« بينما وصفت هالة خليل المخرجة الحكاية بأنها أغرب قصة حب لم تحك بعد ونحن هنا نرويها للناس و الافضل أن نترك فتاة الليل لتروي حكايتها بنفسها خلال شهر رمضان الكريم والمسلسل يشاركني في تقديمه باسم سمرة وأمير كرارة وفنانون آخرون من القدامي والجدد.

·         ما هو سر تمسكك بمؤلفي الحكايتين السابقتين هالة والمستخبي ومجنون ليلي؟

العام الماضي حققت الحكايتان اللتان كتبهما د.محمد رفعت وحازم الحديدي نجاحا كبيرا وهو مادفعني بعد ذلك لعقد جلسات عمل معهما والاتفاق علي الحكايتين القادمتين من حيث المضمون أو الفكرة ولكن التأخير في الكتابة تسبب في تأخرنا في دخول البلاتوه وبالمناسبة قرأنا سيناريوهات أخري لكن في النهاية اخترنا الأفضل فهو توفيق من الله ومن حسن حظنا أن نجتمع معا للعام الثاني علي التوالي.

·     القضايا التي يطرحها المسلسلان  من واقع الحياة كما يبدو من اسم  »حكايات بنعيشها« فإلي أي مدي وفق الكاتبان في طرح الحلول والمعالجة من وجهة نظرك وهل هناك قضية معينة مازالت تشغل بال ليلي علوي ولم تطرح بعد؟

علي الرغم من أن كابتن عفت يعالج مشاكلنا الاجتماعية بشكل كوميدي خفيف إلا انني اشعر أن هذه المعالجة بها عمق شديد بمعني أن كل المشاكل التي يطرحها المسلسل تواجهنا بشكل أو بآخر في حياتنا اليومية في البيت وفي العمل وفي السكن وعندما يتم طرحها بشكل مبسط تصل الي كل الفئات المستهدفة بسهولة ويسر والهدف النهائي هو أننا نحاول أن نجعل الحياة أفضل ولابد أن نعرف مالنا وما علينا ونكون علي قدر من الرضا عن أنفسنا ولا نكون مستسلمين أو لا مبالين بهذه القضايا، فليس منطقيا أن نرضي بالامر الواقع أو الحدود الدنيا للسعادة فهذه القضايا طرحت كي نرتقي بالحد الادني للسعادة الي آفاق أوسع وأرحب فهناك كثيرون يعيشون وهم راضون عن حياتهم لكن الحقيقة هم مستسلمون ولديهم قناعة بانه ليس في الامكان أفضل مما هو كائن وهناك آخرون علي العكس من هذه الفئة يشعرون بالرضا لانهم بذلوا كل محاولات السعادة ووصلوا الي غايتها بالفعل وفي النهاية الجميع راضون عن الوضع الذي يعيشونه!

والحقيقة أنني خلال هذه الفترة ومنذ ثلاثة أشهر اعيش بكل كياني مع "كابتن عفت" وعالية في "فتاة الليل" وبالمناسبة الصدفة أيضا جمعتهما في »حرف العين« .في فتاة الليل أيضا نتحدث عن الشخص صاحب الصفات النبيلة والجميلة والشخص الذي تربي كما يجب أن تكون التربية صادق، أمين، مجامل وليس منافقا وغيرها من الصفات الجميلة الاقرب الي المثالية وكيف ان صاحب هذه الصفات أصبح شخصا غير طبيعي في المجتمع اليوم واعتقد أن هذه النماذج موجودة فعلا وتعاني من الغربة في مجتمعها.

·     ألا ترين أن المرأة حصلت علي العديد من حقوقها التي كانت مهدرة في وقت سابق وذلك في ظل الرعاية التي توليها الدولة لقضايا الامومة والطفولة؟

أكيد طبعا والكل يشهد علي هذه الطفرة فهناك العديد من القوانين التي صدرت في عهد السيدة سوزان مبارك لمناصرة المرأة والمجال هنا لا يكفي لحصرها ودائما كان للفن دور في التمهيد للإصلاحات الاجتماعية والدعوة لها فمثلا فيلم السيدة فاتن حمامة ورشدي أباظة وأمينة رزق »اريد حلا« الذي كتبته الصحفية الكبيرة حسن شاه أدي إلي تغيير قانون الاحوال الشخصية في مصر بعد مناقشات عديدة دارت علي أعلي المستويات بخلاف أن الشريعة اعطت للمرأة حقوقا ومميزات اتمني أن تكون موجودة في المجتمع وأن يكون لدي المواطنين الوعي الكامل بها وان تفعل هذه الحقوق بشكل أكثر ايجابية ،ورغم أن القانون في مصر انصف المرأة كثيرا في الآونة الاخيرة إلا أنه مازال لدينا الطموح في المزيد ولدي قناعة تامة أن طموح المرأة يتلخص في أن تعيش حياة آمنة وهادئة وسعيدة واعتقد أن هذا حق مشروع للرجل والمرأة.

·         حماسك في الحديث عن المرأة وقضاياها يعكس وضعها في أولويات اهتماماتك الخيرية والعملية في الفترة الاخيرة.. ؟

أنا اناضل في قضايا مجتمعي بشكل عام ولانني انثي اعتبر نفسي ممثلة عن بنات جنسي في مشاكلهن ومن خلال عملي كفنانة اعتبر أيضا أن الفن رسالة نبيلة يهدف لخدمة كل فئات المجتمع رجال ونساء علي حد سواء، لذلك احاول من خلال ما اقدمه من أعمال فنية أن اصل بالمشاهد الي مرحلة جلد الذات أو النقاش الجاد مع النفس في محاولة للتطهير الذاتي أولا بأول فأنا لا اكتفي بحدود الضحك أو البكاء في تفاعل المشاهدين معي واسعي لما هو اعمق من ذلك وابحث دائما عن كيفية احداث نوع من التفاعل الايجابي بين ما اطرحه من قضايا في اعمالي الفنية وبين المشاهدين وهو النقاش الداخلي مع النفس فيما يخص هذه القضايا وذلك بشيء من السلاسة والمتعة.

·     نضال كل من  "كابتن عفت" وعالية في حل مشاكلهن يذكرني بنضال ليلي علوي مع بنت من شبرا وبحب السيما بعد موجة من الرفض كي يخرجا الي النور.. ما رأيك؟

 التشابه بين عفت وعالية في المعاناة والبحث عن السعادة قد يكون موجودا مع الأخذ في الاعتبار اختلاف طريقة النضال ودرجة العزيمة والاصرار، لكن بالنسبة لي فمن المؤكد انني لا استطيع التعايش مع شيء أناغير مقتنعة به فأنا كإنسانة مقتنعة بمشاكل كابتن عفت وكذلك عالية قدر اقتناعي بمشاكلي شخصيا في العملين وضرورة أن يخرجا للنور في ذلك الوقت.

·         القيام ببطولة مسلسلين كبيرين وتصويرهما في فترة قصيرة.. هل يحتاج الي فنانة ذات طبيعة خاصة؟

هناك فنانون يقدمون ثلاثة أو أربعة أعمال في السنة لكن التصوير يتم علي فترات متقطعة وهناك من لديهم القدرة علي تقديم ثلاثة أعمال في وقت واحد لكن صعوبة الدور ومعاناة النجم تختلف من عمل لآخر وفقا لصعوبة تركيبة الشخصية وعمق موضوع العمل ومن خلال عملي في مسلسلين في وقت قصير أؤكد انها عملية مجهدة جدا وكنت أفضل أن انال قدرا من الراحة بينهما لانني اتعايش الي درجة بعيدة مع الشخصية وبالتالي فإن جهازي العصبي يجهد و ويتأثر وبدون شك كنت محتاجة لراحة بعد العمل الاول وهو »كابتن عفت«.

·         هل وجدت صعوبة في الخروج من شخصية كابتن عفت قبل الدخول في فتاة الليل؟

- كانت عملية مجهدة جدا لأقصي درجة تتخيلها وفي أوقات معينة تخيلت انني خرجت من شخصية كابتن عفت ثم أعود لأكتشف أنني قدمت  مشهدا لعالية قد يتشابه مع طريقة أداء كابتن عفت ودائما ما  كنت اطرح هذا التساؤل علي نفسي خاصة أنني العامل المشترك في العملين، فرغم أن هالة خليل مخرجة متميزة الا انها قامت بإخراج » فتاة الليل« دون أن تشاهد كابتن عفت وبالتالي كنت الوحيدة التي تستطيع أن تجيب عن التساؤل : هل هناك تشابه في الاداء بين الشخصيتين ؟ولذلك كنت في حالة قلق وخوف طوال الوقت وأنا مع عالية في فتاة الليل لان الخروج من  الشخصية الاولي في وقت قصير أمر في غاية الصعوبة.

·     ظهورك أمام عشاق الدراما بشخصيتين مختلفتين في شهر واحد من خلال حكايتين منفصلتين .. الا تخشين  أن يؤثر  علي قناعة المشاهدين بما تقدمينه؟

أنا مرعوبة جدا جدا وأكثر من العام الماضي بكثير رغم انها التجربة الثانية لي في المسلسلين ال ٥١ حلقة بعدما قدمتها العام الماضي وادعو الله أن يعطيني علي قدر اجتهادي وصبري وانال رضا الناس وان اوفق فيما اقدمه من اطروحات وقضايا.

·         أخيرا.. ما هو تقييمك لتجربة المسلسلين وكل منهما ٥١ حلقة خلال شهر رمضان؟

 العام الماضي وأنا اخوض التجربة كنت متأكدة من نجاحها بنسبة ٠٠١٪ لأكثر من سبب أهمها علاج قضايا المط والتطويل أما هذا العام وخلال التجربة الثانية وفي العام الثاني علي التوالي تضاعفت قناعتي بنجاح التجربة وذلك رغم انها مجهدة للفنان بدرجة مضاعفة أيضا ورغم زيادة تكلفتها الانتاجية عن المسلسلات العادية كما أن رغبة المشاهدين في تقديم هذه النوعية من الدراما جعلتني أتأكد من انني كنت ومازلت علي صواب لانهم يطالبونني في كل مناسبة بالاستمرار  في تقديمها وهو ما جعلني اتحمس لتقديم الحكايتين الثالثة والرابعة هذا العام واعتبار مجنون ليلي وهالة والمستخبي بداية لسلسلة متصلة من حكايات بنعيشها.

ويزيد من سعادتي الخطوة التي اقدمت عليها الفنانة إلهام شاهين بتقديمها لمسلسلين كل منهما ٥١ حلقة هذا العام واتمني لها التوفيق من كل قلبي لانها نجمة جميلة.

·     من التليفزيون الي السينما.. هل هناك علاقة بين ليلي علوي النجمة التي تتبني قضايا المرأة في معظم أعمالها وبين الشعار الذي يرفعه مهرجان الاسكندرية هذا العام وهو »سينما المرأة« خاصة بعد موافقتك علي رئاسة لجنة التحكيم الدولية خلال هذه الدورة؟

 أنا اكن تقديرا خاصا جدا لهذا المهرجان بالتحديد فأول جائزة حصلت عليها في مشواري الفني كانت من مهرجان الاسكندرية من خلال فيلم »خرج ولم يعد« لذلك اعتز بالمهرجان جدا وكنت رئيسة لجنة التحكيم به من قبل في احدي دوراته وبالتحديد عام ٩٩٩١ وليست هناك أي علاقة بين اهتماماتي الفنية أو الشخصية وبين شعار المرأة الذي يرفعه والدليل علي ذلك هو انني اعيش منذ ما يقرب من أربعة شهور كاملة بكل كياني واحاسيسي في الشخصيتين اللتين اقدمهما لعشاق الدراما الرمضانية ومنعزلة تماما عن الاجواء الخارجية وما يحدث في الوسط الفني بشكل عام ،فأنا سعيدة جدا بشعار المهرجان وان شاء الله يسهم في نصرة المرأة لكني لم اتدخل حتي هذه اللحظة في شيء بهذا الخصوص واتمني أن تكون قضاياه التي يطرحها علي قدر المعاناة التي تعانيها المرأة ومعبرا عما يدور بداخلها.

·     هل لديك نية للعودة للانتاج السينمائي خاصة بعد الشائعات التي ترددت حول تعاونك مع جهات عربية وأوروبية سعيا وراء انتاج متميز؟

 هذا الكلام سمعته من قبل وهو غير صحيح بالمرة فهي شائعات تتردد من وقت  لآخر علي بعض المواقع الالكترونية ولا ترد علي لساني فهي اجتهادات من بعض الناس وأنا لا اهتم بما يتردد في هذه المواقع خاصة انها اعتادت علي هذه التجاوزات وفقدت مصداقيتها عندي ولدي معظم النجوم وأؤكد أنه ليس لدي أي نية في الوقت الحالي لدخول مجال الانتاج السينمائي ليس من باب الرفض ولكن لانني لم اتحمس لموضوع معين كي اقوم بانتاجه ولم ابحث عن ذلك .

·         ما هو تقييمك لما تطرحه السينما من قضايا في أفلامها الاخيرة؟

 هناك أفلام كثيرة تم تقديمها في الفترة الاخيرة وكانت جيدة ورغم انني لم اتمكن من متابعة أفلام الموسم الاخير نظرا لانشغالي في تصوير المسلسلين إلا انني قرأت في صحف عديدة عن آراء النقاد وتحليلاتهم وخرجت منها بوجهة نظر شخصية وبناء علي هذا أري أن أفلاما كثيرة كانت جيدة منها مثل عسل أسود لأحمد حلمي وبنتين من مصر ومن قبلهما المسافر واحكي ياشهرزاد وواحد صفر وخلطة فوزية وهليوبولس وعين شمس وأفلام أخري كثيرة كانت ممتازة ورغم أن الموسم الاخير كانت أفلامه قليلة من حيث الكم الا انها كانت متميزة علي مستوي الكيف والنوعية وشاركت في مهرجانات دولية مهمة مثل فينيسيا وتاورمينا وكانت مشاركتها مشرفة بالاضافة الي أن هذه الافلام نجحت أيضا علي المستوي الجماهيري، يضاف الي ذلك أن السينما أصبحت الآن أكثر تنوعا ولم تعد كوميدية فقط.

·         اختلف البعض حول الواقعية فمنهم من يري انها تقدم صورة قاتمة ومنهم من يري انها الحقيقة التي لا يمكن اخفائها.. ما رأيك؟

الفن عموما قضيته الاساسية هي خدمة المجتمع والارتقاء به والمهم في هذه القضية هو الصورة التي تطرح من خلالها هذه الواقعية وهل  هي ممتعة أم منفرة وقبيحة فهناك مخرجون كبار قدموا الواقعية بشكل جميل مثل صلاح أبوسيف ومحمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة ومجدي أحمد علي وغيرهم وكانت صورتهم متميزة وممتعة للناظرين وأفلامهم شاركت في مهرجانات ونالت جوائز مهمة وهناك من قدم الصورة القبيحة التي لا تفيد بشيء سوي مزيد من اليأس وانعدام الامل فالمهم هو طريقة العرض وكيفية تقديم  هذه الواقعية في قالب مشوق وممتع وأن يكون لدي هدف واضح من عرض هذه الواقعية يدركه المشاهد ويلمس بنفسه سلامة نية القائمين علي تقديم هذا العمل فأنا مع الواقعية اذا طرحت من خلال صورة جميلة.

·     نجوم  الفن ومشاهير المجتمع يحتلون الصدارة في قائمة مروجي الشائعات.. كيف تتعاملين معها وما هي أكثر الشائعات التي استفزتك عبر مشوارك الطويل مع الفن؟

 التجاهل التام هو رد الفعل المناسب للشائعات سواء التي تخصني أو التي تتعلق بزملائي فأنا لا اقرأها من الاساس وعندما اسمعها لا اهتم بها وقد اعلنت ذلك منذ أكثر من ٥١ عاما فليس لدي الوقت لقراءة الشائعات ولا الرد عليها، انا فقط اقرأ الصحف للاطلاع علي بعض الاعمدة  لكبار الكتاب أوبعض المقالات النقدية المفيدة ومهما كانت الشائعات مستفزة مثل التي اطلقت علي من قبل عن وفاتي علي طريق الاسماعيلية الصحراوي أو اصابتي بمرض جلدي فلا اهتم بها وسرعان ما تنتهي واتمني ان يتحري الجميع الدقة في نشر الاخبار التي تخص مشاهير المجتمع من مصادرها قبل كتابتها واتذكر ان رئيس تحرير احدي الصحف اتصل بي للتأكد من اصابتي بمرض جلدي فطلبت منه ان يأتي بنفسه ويصورني كي يراني الناس ويتأكد انها شائعة لكن بخلاف هذه المرة لم اعر هذه الشائعات السخيفة أي اهتمام.

·         هل لديك مشاريع سينمائية في الطريق؟

 ان شاء الله استعد لفيلم جديد مع السيناريست محمد حفظي من خلال الورشة القائم علي ادارتها ولكن التفاصيل ستعلن فيما بعد وبالتحديد بعد انتهائي من تصوير المسلسل سيتم تحديد المخرج وباقي »الكاست« المشارك فيه.

·         مشاركتك  في هذا الفيلم الذي يكتبه مجموعة من الشباب .. هل نعتبرها بداية عهد جديد بين الفن السابع وقطة السينما؟

ان شاء الله بداية عهد جديد ليس بالنسبة لي فقط وانما للصناعة كلها  واتمني ان يكون العام القادم بداية عهد جديد نعالج فيه اخطاءنا ونتغلب علي مشاكلنا ونرتقي للأفضل ونتواجد بشكل جديد علي الساحة العربية والدولية.

أخبار النجوم المصرية في

12/08/2010

 

دراما مرئية

ميلاد الثورة واغتيالها ٢-٢ حكاية كرامة وزاهية

بقلم : د.حسن عطية 

في أجواء رومانسية تناسب احلام ثوار يوليو الأولي، عشق الفتي الريفي »علي« ابنة الباشا الحسناء »أنجي« في قصة »يوسف السباعي« المعروفة (رد قلبي) والتي كتبها ونشرها عام ٤٥٩١، وأخرجها للسينما »عزالدين ذوالفقار« عام ٧٥٩١، وكلاهما كان ضابطا بالجيش ومرتبطا بمجموعة الضباط الأحرار الذين قاموا بالثورة، وعبرت الرواية عن أحلام الثورة المحقق بعضها علي الأرض،  وحملت ضمنيا هذه الرغبة الدفينة لدي شريحة من الضباط الصغار أبناء الفلاحين وبسطاء المدن في الصعود الاجتماعي والحلول محل الطبقات العليا المنهارة، في قصورها والانتساب اليها بالمصاهرة ، وذلك بغض النظر عن تناقض هذه الرغبة الفردية الانتهازية المتخفية في رداء التوفيق بالعاطفة بين الطبقات ، وتيار الثورة الجمعي الذي تحرك لتذويب الفوارق الاقتصادية بين الطبقات، وتحقيق العدل الاجتماعي في المجتمع ككل.

سبق نموذج الضابط »علي« نموذج آخر هو الضابط القاهري الفقير »حسنين« الذي صعد بالتحاقه بالكلية الحربية درجات في السلم الاجتماعي، ففسخ خطوبته من فتاته ابنة الطبقة التي صعد منها، ليخطب ابنة الثري الذي منحه وساطته للالتحاق بالكلية المتميزة، التي منحته بدورها فرصة الصعود، ومنحت زملاءه فرصة امتلاك النظام والسلاح وتحقيق الثورة، وذلك في رواية »نجيب محفوظ« (بداية ونهاية) التي صدرت قبل ثورة يوليو بثلاث سنوات.

وهاهو »أبوالعلا السلاموني« يقدم لنا في مسلسله (سنوات الحب والملح) المعد عن ثلاثية »جميل عطية ابراهيم« الروائية نموذجا ثالثا للانتهازي الصغير، يحركه المخرج »محمد فاضل« في فضاء دراما تعيد قراءة الماضي بعيون متألمة من اغتيال حلم اجيال في التغيير اغتالته قوي داخلية تشابكت مصالحها مع مصالح قوي خارجية، ويحسب لوزير الاعلام وللتليفزيون الرسمي ورئيسة قناته الأولي اختياره وعرضه علي شاشته في أعياد الثورة، رغم ارتجاف عقول صغيرة برقابة التليفزيون من مشاهد وحوار في المسلسل، فازالت من شريط الصوت عبارات تدين تاريخ الجماعة التي يبدأ نفس التليفزيون بث  مسلسلا كاملا عنها يكشف هذا التاريخ الذي ارعب فتيان وفتيات رقابة التليفزيون.

أكون أو لا أكون

تلعب الصورة المرئية دورا هاماٍ في نقل رسائل هذا المسلسل، جنبا الي جنب كلمات الحوار والمواقف الدرامية، حيث تضع الكاميرا بزواياها المتعددة الشخصيات المتحاورة في علاقتها بالمكان الذي تتحرك فيه، وبالصور المعلقة علي الحوائط، والتي تشير ليس فقط لزمن الأحداث، بل وايضا لعلاقة شخصية الصورة المعلقة الواقعية بالشخصيات الدرامية المتخيلة، فضلا عن دلالاتها الفكرية، فقد وضع المخرج في حجرة »كرامة« صورة الممثل الانجليزي »لورانس اوليفييه« في مشهد من مسرحية (هاملت) وهو يضع خده علي جمجمة المهرج »يورك« الذي كان يضحكه بقصر ابيه طفلا، ويكتب تحتها بالانجليزية السؤال الشهير »أكون او لا أكون؟«، والذي اجاب عليه عمليا بضرورة ان يكون هو وحده ولو علي حساب الجميع، صاعداً بتعليمه ومتخفياً عن فتاته الفقيرة »زاهية« التي تزوجها سرا، ثم تركها وببطنها بذرته، ليتعلق ب»انجي« اخري، هي »جويدان« ابنة »عويس باشا« ممتلك اراضي القرية وارواح فلاحيها.

مشاعر تمزق الروح

»كرامة« هذا، والذي لا يحمل من اسمه اية قرينة، هو تنويعة علي نموذج الانتهازي الصغير، فيه من »حسنين« خسته وتنكره لحبيبته الأولي بعد ان افقدها عذريتها، وتعلقه بحب من هي أعلي منه، وفيه من »علي« ذوبانه في حب ابنة الباشا، ومشاركته في لجنة مصادرة مجوهرات اسرة الباشا، وان اختلف عنه بتآمره  معها علي تبديل مجوهراتها الحقيقية باخري مزيفة تتم مصادرتها، بينما تهرب الحقيقية للخارج، وظل هو طوال الوقت خادما لاسياده، متقبلا كل الاهانات منهم، حتي بعد ان عين ملحقاً بالسفارة المصرية في سويسرا، عقب خداعه لرجال الثورة، وبعد تحالفه مع البوليس السياسي ووشايته باصدقائه وحبيبته القديمة.

بمهارة ووعي جسد »فتحي عبدالوهاب« شخصية الوصولي  وجودا غير زاعق، اعتمد فيه علي آراء داخلي هاديء . واستطاعت »مي كساب« بتجسيدها البارع لشخصية »زاهية« ان ترتفع لمصاف النجوم، متنقلة بمشاعرها الدفينة نحو المحب الخائن، الممزقة لروحها البريئة ، ونبل شخصيتها المصرة علي مدي السنين الطوال علي ان يعترف »كرامة« بابنه الذي ينكره، دون ان تسبب لهما اي الم، متنقلة بهذه المشاعر والأفكار من حياتها المعدمة كعاملة تراحيل، ثم امتلاكها ارضا من الاصلاح الزراعي، وتعلمها القراءة والكتابة في معترك الدفاع عن الأرض والوطن، وصولا لزواجها من والد معلمتها القانوني الكبير، وصعودها الاجتماعي معه، ومصاحبته في السفر لسويسرا ، للمشاركة في مؤتمر بمقر حقوق الانسان بالأمم المتحدة في جنيف، وهو المؤتمر الذي اعاد لقاء الأطراف المتصارعة سياسيا وعاطفيا وانسانيا بعد غياب طويل ممتد لأكثر من عشرين عاما.

لم يتحرك »كرامة« و»زاهية« في فراغ، بل نبتت وترعرعت واغتيلت قصة حبهما في وسط اجتماعي وسياسي ونفسي متباين المراحل، يبرز داخله الخال »عباس« الذي جسده بمهارة وعمق »عزت العلايلي«، اعاد به للشاشة ادواره الخالدة في فيلمي (الأرض) و(المواطن مصري)، ويحرص هنا علي ان يكون المناضل الشعبي الشريف، والمحتضن للفلاحة الطموحة ، والممزق لسرقة جماعة الأخوان لابنته »حميدة« وغسل مخها بأفكار مضادة للحياة ذاتها، والمشارك في النضال مع صديقه القانوني الكبير »احمد السيد«، الذي جسد دوره ببراعة »محمود الحديني«، المتألم بدوره لاغتيال الجماعة لابنته الطبيبة الواعية »دولت«، والتي نجحت »مني هلا« في تقديم شخصيتها المتمسكة بافكارها حتي النهاية دون صراخ.

الفوضي والتمزق

يحسب للمخرج قدرته علي ادارة ممثليه واستخراج افضل ما لديهم: النجم الصاعد »نضال الشافعي« وقدرته الادائية علي تجسيد شخصية »رشاد« المتسلق المداهن والمتعاون مع البوليس السياسي، لتحقيق مصالح جماعته، والواشي بالمناضلين، والجبان التارك لزوجته في محنة القبض عليها، والعائد بعد اكثر من عشرين عاما هروبا بالخارج الي الوطن متحالفا مع قوي الشر لاثارة الفوضي والتمزق، بهدف تحقيق حلم جماعة الاخوان في السيطرة علي السلطة، و»راندا البحيري« في دور زوجته المتصلبة برأيها »حميدة«، واللافتة للنظر »ايمان مسعود« في دور »نفوسة« الطيبة زوجة »عباس« وام »حميدة« الممزقة بين تمسكها بزوجها وحبها المرفوض من ابنتها العاق .

أخبار النجوم المصرية في

12/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)