حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحيل الكاتب أسامة أنور عكاشة

لم تهزمه البقرة المقدسة

طارق الشناوي

منذ أن تغيرت طبيعة الدراما التليفزيونية قبل نحو 10 سنوات صارت قضية «أسامة أنور عكاشة» هي التصدي للبقرة المقدسة.. وكان يقصد بها الإعلانات.. كان «أسامة» يري أن الكل يعبدها فهي التي شكلت ملامح الدراما في كل المسلسلات خلال السنوات الأخيرة وتحديداً بعد أن اقتحم الشاشة الصغيرة عدد من نجوم ونجمات السينما وفرضوا قواعدهم وصارت وكالات الإعلان هي التي تحدد توقيت عرض المسلسل وذلك طبقاً لعدد إعلانات الزيت والسمن والشيبسي التي تتهافت علي المسلسل، وكثيراً ما دخل «أسامة» معارك ضارية لمواجهة مظاهر الخضوع التي ارتضي بها مع الأسف الآخرون.. لم يكن «أسامة» ضد النجوم ولكن ضد أن نفصل الأعمال الدرامية علي مقاسهم.. كان ومعه عدد من المخرجين والكتاب يناضلون في هذا الاتجاه وعلي رأسهم «إسماعيل عبدالحافظ»، «محمد فاضل»، «إنعام محمد علي»، «محفوظ عبدالرحمن».. «وحيد حامد».. النص أولاً هو شعار «أسامة» الذي لم يكن يقبل أبداً مهنة الترزي ليفصل ما يراه النجم ملائماً علي مقاسه.. قال لي كاتب كبير وشهير لقد صارت يدي مرتعشة فأنا أكتب وأفكر في التورتة المفروض أن ينالني جزء منها دائماً ما يزغلل عيني حجم القضمة التي سوف أنالها.. يقصد الفلوس التي ترصد للمسلسل وهو لن يحصل علي شيء إلا إذا وافق النجم ولهذا صارت أيدي أغلب الكتاب حتي الكبار منهم مرتعشة لأنه إذا عبر عن نفسه بعيداً عما يريده النجم ربما يتم التخلص منه ولهذا قبل أن يسأل نفسه عن منطق الدراما يسأل نفسه عن المنطق الذي يحكم الفنان الذي يتعامل مع النص.. «أسامة» لم أضبطه يوماً إلا ويده «واثقة»، أما عدد كبير من الكتاب فلقد كانت أياديهم «موثقة».. خذله النجوم أكثر من مرة لكنه لم يستسلم مثلاً كتب الجزء الثالث من «زيزينيا» وكان ينتظر أن يستكمل «الفخراني» المسيرة لا يوجد من يلعب دور «بشر عامر عبدالظاهر» بطل «زيزينيا» سوي واحد فقط «يحيي الفخراني» ولكنه انسحب ولم يستطع أن يقدم بديلاً له.. وأجهض مشروعه كان قد حدث في الجزء الثاني من نفس المسلسل «زيزينيا» موقف مشابه عندما اعتذرت «آثار الحكيم» عن دور «عايدة» ووقع اختياره هو والمخرج «جمال عبدالحميد» علي «هالة صدقي» أما هذه المرة ومع اعتذار «الفخراني» كان من المستحيل استبداله بأحد.. في «المصراوية» الجزء الثاني فوجئ باعتراضات «غادة عادل» و«هشام سليم» فتم التغيير إلي «ميس حمدان» و«ممدوح عبدالعليم».. قبل ذلك مسلسل «حسن أرابيسك» كان مرشحاً له في البداية «عادل إمام» ولم تتوافق القناعات بين «أسامة» و«عادل» في توقيت ما كان المرشح هو «محمود عبدالعزيز» ثم استقر الأمر علي «صلاح السعدني» وهو واحد من أكثر المقدرين لموهبة «أسامة» وهو أيضاً كان يقدر موهبة «السعدني».. لم يكتب «أسامة» لنجم ولكن كان يكتب حالة إبداعية.. حتي مسلسل «ضمير أبلة حكمت» لم يكتبه لفاتن حمامة ولكن ألح عليه كفكرة وقدمه لإنعام محمد علي بعد أن أسفر لقاؤهما معاً عن المسلسل الناجح «الحب وأشياء أخري» بطولة «آثار الحكيم» و«ممدوح عبدالعليم».. ثم اكتشف أن «فاتن» متحمسة بل وضعت شرطاً واحداً للتمثيل للتليفزيون وهو أن يكتب «أسامة» لها النص الذي تقدمه، وبعد أن قرأت كانت لها هي والمخرجة «إنعام محمد علي» عدد من الملاحظات الثانوية.. «فاتن» هي التي اقترحت أن تذهب إلي منزل «أسامة» لتناقشه شعرت بأنه ليس من اللائق أن يأتي هذه المرة إلي منزلها، هل رأيتم رقة في التعامل مع الكبار أكثر من ذلك؟! وهكذا نري «فاتن» تعطي درساً في العلاقة التي ينبغي أن تسود بين النجم الكبير والكاتب المبدع.. «البقرة المقدسة» غيرت الكثير من قواعد اللعبة الدرامية وتأثر أيضاً «أسامة» بها، فلقد كان يعرف أن النجوم أسلحة لتوصيل أفكاره، ولكنه اكتشف أن بعضهم صار سلاحاً لاغتيال أفكاره ويتوقف عن الكتابة لهم ولكن أبداً لم تتوقف معركة «أسامة».. ظل يكتب ويبدع إلي اللحظة الأخيرة وحافظ علي اسمه باعتباره علامة الجودة.. لم يهزم «البقرة المقدسة» التي لا تزال تملك مقاليد الحكم في التليفزيون لكنها أيضاً وهذا هو الأهم لم تهزمه!!

الدستور المصرية في

29/05/2010

 

رسول الحكايات

عمرو خفاجي 

صباح أمس هبط الحزن على مصر عندما رحل أسامة أنور عكاشة.ولأنه ـ أى أسامة أنور عكاشة ـ كان أقوى من الحزن وأشجع من الاستسلام له فسأفعل مثله وأدع الحزن جانبا كاسيا جنبات الروح تاركا المجال لكلمات يجب أن تقال عن رجل مصر وعقلها الوطنى وفنها الإنسانى وإبداعها الفذ.

أسامة أنور عكاشة لم يكن مجرد كاتب تليفزيونى كبير أو أديب قدير أو مفكر مبدع أو فنان خلاق، بل كان كل ذلك وأكثر.. كان أحد أهم أبواب فهم مصر والمصريين.. فهم الوطن والمواطن.. لم يكن مثل«الجبرتى» منتبها فقط لما يحدث من حوله.. بل منبها من حوله بما يحدث شارحا موضحا ناصحا مخلصا.. عميقا فى كل فكرة يطرحها.. صادقا فى كل حكاية يحكيها.. أمينا فى كل رواية يكتشفها من جنبات تاريخ وطنه.

أسامة أنور عكاشة «المولود فى دلتا مصر (طنطا) شمال البلاد وابن محافظة كفر الشيخ قبل الثورة بسنوات إحدى عشرة». لم يكن سجينا لعالم القرية، ولم يكن أسيرا لإغواء المدينة.. ولم يكن عبدا لكتابة براقة أو خادما لموهبة جبارة.. بل كان رسول الحكايات عن الفلاحين والعمال والبسطاء.. كاشفا همومهم مبشرا بالخير لهم.. لم يكن ظالما للأغنياء، بل مكتشفا لثرائهم الوطنى قبل ثراء خزائنهم.. لم يكن أسامة تقليديا وهو يحدثنا عن الخير والشر.. عن الغنى والفقير.. لم يكن محترفا للكتابة.. ولا هاويا للفن..

بل كان الباب الواسع لفهم ما لم نفهمه عن بلادنا وتاريخ بلادنا.. عن الثورة وما قبلها.. عن الانفتاح وما بعده «ليالى الحلمية».. عن القومية العربية وثقافة البحر الأبيض المتوسط «أرابيسك» عن قوة المصرى الأصيل وحيويته «الشهد والدموع» عن الخوف من جبروت المدن «على أبواب المدينة» عن الصانع صاحب الحق الضائع «بوابة الحلوانى» عن المصرى النموذجى الذى لا يكل عن إصلاح ما فسد «أبو العلا البشرى».. وعن.. وعن.. وعن.. عن كل ما يعنى المواطن.. وكل ما يجب أن يعتنى به الوطن.

أسامة.. وها قد رحل الرجل، لم يكن المؤلف الذى يبحث عن الشهرة ولا الأديب الباحث عن المجد.. ولا المفكر المتقدم الصفوف.. أسامة كان جزءا نبيلا من عقل مصر.. حكى لنا ما استعصى علينا.. حكى لنا ما كن يجب أن يُحكى إلينا.. ولم يعد لدينا إلا أن نحكى عنه، بعد أن نرفع الحزن عن عقولنا وأرواحنا.

أسامة من غرفة مكتبه، ضائقة الجدران، واسعة البهجة والمعرفة فى الجيزة.. إلى مكتبه الهادئ فى نهايات حى الهرم التاريخى.. وبينهما مقاعد على مقاهٍ متفرقة بين القاهرة والاسكندرية.. عشقه الجنونى.. مع الأقلام الملونة التى كان يكتب بها.. وصوت هدير البحر.. وصورة عبدالناصر.. وصوت أم كلثوم.. وأوقات ارتفعت فيها آهات إعجاب إبراهيم عيسى.. تصفيق محمود الكردوسى الصامت.. عرفت أسامة أنور عكاشة ثلاثين عاما كاملة..عرفت وتأكدت أن مصر بها رجال هم سادتها وحضارتها.

أسامة أنور عكاشة.. رحل وستبقى حكايات أسامة أنور عكاشة دليلا على أن هذا الشعب لن يموت أبدا.
شكرا يا رسول الحكايات.

*نقلا عن " الشروق" المصرية.

العربية نت في

29/05/2010

 

فشل رحلته إلى الكويت عام 1970 فجّر لديه مواهب السيناريوهات التلفزيونية

أسامة أنور عكاشة «خارج الدنيا» ... بعد صراع مع المرض

القاهرة - «الراي»

غيّب الموت، أمس، الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة عن عمر يناهز 70 عاما بعد صراع مع المرض.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك أصدر قرارا الأسبوع الماضي بعلاج عكاشة على نفقة الدولة، وتوفير الرعاية الكاملة له باعتباره أحد رموز الإبداع الأدبي في مصر.

ويعتبر عكاشة واحدا من أبرز كتاب الدراما التليفزيونية في مصر والعالم العربي، وهو من مواليد 27 يوليو 1941 في مدينة طنطا في محافظة الغربية، وتخرج في كلية الآداب العام 1962.

وقد بدأ حياته بكتابة القصة القصيرة عندما أصدر مجموعته الأولى «خارج الدنيا» 1968، ثم أصدر روايته «أحلام في برج بابل» العام 1984، وبعدها توالت أعماله الأدبية.

تعرض عكاشة في بداية حياته العملية لظروف صعبة، وعمل في البداية مدرسا في صعيد مصر، ثم موظفا في جامعة الأزهر في القاهرة، حتى سافر العام 1970 إلى الكويت وهناك، وعلى عكس ما توقع، فشلت رحلته ماديا ومعنويا وعاد محبطا تماما حتى استطاع صديقه المخرج الراحل فخرالدين صلاح أن يقنعه بالكتابة للتليفزيون، وقدم له العديد من النصوص والسيناريوهات التليفزيونية، كي يستدل بها في تعلم حرفية السيناريو وكيفية كتابته. وفعلا بدأ مشواره مع الكتابة للتليفزيون منذ العام 1974 بسباعية «الإنسان والحقيقة»، التي شارك في بطولتها عدد من نجوم التليفزيون الكبار - آنذاك، ثم قدم بعدها أعمالا عدة منها: «الأبرياء»، «الحصار» و«المشربية» إلى أن جاءت انطلاقته الكبرى من خلال مسلسل «الشهد والدموع» ثم «ليالي الحلمية»، «أبوالعلا البشري»، «الحب وأشياء أخرى»، «عصفور النار»، «النوة»، «الراية البيضاء»، «مازال النيل يجري»، «أرابيسك»، «زيزينيا» و«أميرة في عابدين»، «كناريا وشركاه»، و«المصراوية».

كما قدم للسينما عددا من الأفلام منها «كتيبة الإعدام»، «دماء على الأسفلت» الذي قدمه مع المخرج الراحل عاطف الطيب. أما في المسرح فقدم «القانون وسيادته» و«البحر بيضحك ليه» على مسرح القطاع الخاص، لكنهما فشلتا ولم تحققا أي نجاح إلى أن قدم منذ عامين مسرحيته «الناس اللي في التالت» على مسرح الدولة، ونالت تقدير النقاد والجمهور، كما قدم مسرحية «في عز الضهر» على المسرح نفسه.

وكان عكاشة أثار أزمة ثقافية دينية حادة في العام 2004 - بعد هجومه عبر تصريحات صحافية على الصحابي عمرو بن العاص - رضي الله عنه، ونعته بأوصاف لا تليق بأحد صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم، وتطورت الأمور إلى حد تقديم أحد المحامين دعوى قضائية يطالب فيها بالتفريق بين عكاشة وزوجته، باعتبار أنه خرج عن ملة الإسلام.</< p></< div>

الراي الكويتية في

29/05/2010

 

عفاريت السيالة والمصراوية وليالي الحلمية يودعون أسامة أنور عكاشة

محيط ـ عادل عبد الرحيم 

رحل عن عالمنا أستاذ من جهابذة الأدب الواقعي، إنه الكاتب القدير أسامة أنور عكاشة الذي يعتبره الكثيرون وبحق امتدادا شرعيا للأديب العالمي نجيب محفوظ، من حيث تشريح المجتمع المصري والغوص في أعماقه للدرجة التي تضع المتلقين في قلب الحقبة الزمنية التي يعالجها.

وقد تميز عكاشة عن سائر أقرانه بجمال الأسلوب ودقة الأوصاف وسلاستها بصورة تجعلك لا تملك إلا أن تنبهر بروعة السيمفونية الفنية التي تأسر جميع حواسك.

واستطاع عكاشة طوال رحلته مع الأدب أن يوظف إمكانياته لتجميل وجه فترة حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فهو المجاهر دائما بعشقه وإيمانه الكامل بقدراته الكاريزمية حتى أنه تشجع وقال في إحدى تسجيلاته مع الإعلامية منى الحسيني أن تاريخ مصر قد توقف برحيل عبد الناصر وأنه حتى الآن لم ير زعيما غيره لمصر، مما أخرج الكاتب الراحل من عباءة مجاملة الحكام.

هذا بالإضافة إلى كثير من الأقلام التي رأت أن هذا الكاتب غير وجه الدراما التلفزيونية، ونقل الرواية من الورق إلى الشاشة فهو واحد ممن صنعوا البهجة واحتفظوا بالكثير من ذاكرة الأمة.

قدم في ليالي الحلمية تاريخا اجتماعيا واقتصاديا لمصر أنصف فيه المصريين بكل تناقضاتهم وتاريخهم، وعبر عن مختلف الطبقات وشرائح المجتمع كما بدا في روايتيه الشهيرتين عفاريت السيالة وزيزينيا اللتان قدم من خلالهما وصفا لا يقارن بالمجتمع الساحلي المتمثل في معشوقته الأبدية محافظة الإسكندرية.

فمن خلال العديد من أعماله قدم أسامة أنور عكاشة الصراع الإنسانى بواقعية وبلا خطابة أو ادعاء، لهذا فقد بقيت أعماله خالدة تماما تبقى شاهدا على انتقالات وتحولات تاريخ مصر، لقد قدم تجارب أخرى كانت رائعة تماما فى الراية البيضا وقبلها الشهد والدموع أو أرابيسك، لكنه ظل مشغولا بالصراع البشرى.

وقد بدا عكاشة حريصا فى بعض الأحيان على إصدار مجموعات قصصية فى كتب، فهو القادم من عالم الرواية المقروءة، قدم الكثير من المغامرات السينمائية والمسرحية، لكنه ظل الروائى الذى يحاول الإمساك بالتاريخ وأسئلته والمجتمع وألغازه، دون أن يتخلى عن الإمتاع والتشويق، وهى سمة الأدب الجيد.

عبر عكاشة عن الكثير من الأفكار السياسية والاجتماعية بشكل يفوق الكثير من الأعمال الأدبية، وليس مصادفة أن يبدأ أسامة من حيث انتهى أو كاد نجيب محفوظ، صحيح أنه عاد إلى الوراء فى العشرينات وإلى الريف المتطلع إلى المدينة فى المصراوية، لكنه لم يتخل عن رغبته فى التقاط تحولات المجتمع المصرى. 

شبكة محيط في

29/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)