حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثالث والستون

جوائز «كان» تغازل المشاعر الإنسانية

بقلم : ماجدة خيرالله

سوف يظهر هذا العدد من جريدة القاهرة بعد إعلان نتيجة الدورة الثالثة

والستين من مهرجان «كان» السينمائي الدولي ، بأقل من ثماني وأربعين ساعة، ولايسعني هنا غير تقديم بعض التوقعات والاحتمالات ، وطرح بعض الاسماء المرشحة بقوة للفوز، أهم جوائز المهرجان هي السعفة الذهبية التي تمنح لفيلم واحد من بين الـ 19 فيلماً المشاركة في المسابقة الرسمية، ويليها في الأهمية جائزة لجنة التحكيم الكبري، ثم جائزة الكاميرا الذهبية وتمنح للمخرج الذي يقدم أول أو ثاني أعماله السينمائية، ثم جائزة أفضل سيناريو وأفضل ممثل وأفضل ممثله ولا يمنح المهرجان جوائز للممثل المساعد

 أو الممثلة المساعدة كما هو الحال في الاوسكارأو الجولدن جلوب!

ومحاولة قراءة مايدور في أذهان أعضاء لجنة التحكيم وهم مجموعة من فناني السينما، من مختلف البلدان والاهتمامات، أمر بالغ الصعوبة وخاصة أنه لم يصدر عن أي منهم أيه تعليقات، أو آراء ممكن أن تساعدنا في معرفة الاتجاه الذي سوف يسلكونه في الاختيار! ولكن جملة واحدة قالها "تيم بيرتون" المخرج الأمريكي ورئيس لجنة التحكيم، قبل أن يلوذ بالصمت هو وأعضاء لجنة التحكيم، أن اللجنة سوف تميل للأفلام ذات الطابع الانساني، أو تلك المهتمة بمعاناة الانسان وآلامه وطموحه، وصراعه مع العالم أو مع نفسه!

البعض يعتقد أن ميل تيم بيرتون لتقديم افلام الخيال والفانتازيا يمكن أن يجعله ينحاز الي هذا النوع من السينما دون سواه ، وهو اعتقاد خاطيء لأن تيم بيرتون أو أي رئيس لجنه تحكيم آخر، لاينفرد وحده، بالقرار وإن كان له دور في تحديد اتجاه لجنة التحكيم!

يمكن بعد استعراض تعليقات نقاد السينما في اشهر المطبوعات الصحفية العالمية التي تهتم بمتابعة المهرجان أن نخلص إلي بعض التصورات ، ونقسم افلام المهرجان الي ثلاث أقسام أولها التي يمكن استبعادها من الحصول علي أي جوائز، ومنها الفيلم الفرنسي "الجولة " للمخرج ماثيو أمارليك، وفيلم "أميرة مونتبيسيية"للمخرج الفرنسي" برتراند تافرنييه"، وفيلم الرجل الذي يصرخ للمخرج التشادي محمد صلاح هارون، والفيلم الكوري "خادمة المنزل"، والفيلم الياباني الغضب!والفيلم الايطالي"حياتنا"للمخرج "دانييل لوتشيني" والفيلم الكوري"القصيدة الشعرية"!

أما القسم الثاني فهو للمخرجين الكبار الذين لهم تاريخ طويل من المشاركة في مهرجان «كان»، وهم مايك لي الذي يقدم فيلم "عام آخر"، وقد سبق له الفوز بالسعفة الذهبية عن فيلم "أسرار وأكاذيب"في عام 1998، والمخرج البريطاني كين لوتش الذي شارك بفيلمه" الطريق الايرلندي"قبل يومين فقط من بداية المهرجان، وسبق له الحصول علي السعفة الذهبية عن فيلم"الرياح التي تهز حقول الشعير"في عام 2006، والمخرج الروسي نيكيتا ميكالكوف، المشارك بفيلم "حرقته الشمس 2" وهو الجزء الثاني من فيلم يحمل نفس الاسم حصل عنه نيكيتا ميكالكوف علي جائزة لجنة التحكيم الكبري أو ال GRAND PRIX   في عام 1994، كما سبق له وقدم في عام 1987 فيلم "العيون السود" الذي لعب بطولته مارشيللو ماستروياني وتم ترشيحه للسعفة الذهبيه، وقدم ميكالكوف فيلم حلاق سيبريريا خارج المسابقة في عام 1998، ويمكن أن نضع بين هؤلاء الكبار التايلاندي" أبيشاتبونج" مخرج فيلم" العم بونمي الذي استدعي حياته السابقه"، والايراني عباس كياروستامي مخرج فيلم صورة طبق الاصل ، والصيني "وانج إكسواشوراي" مخرج فيلم "شونجينج بلوز"، والمكسيكي أليخاندرو كونزاليس ، مخرج فيلم "جميل" وهو مخرج شاب في بداية الاربعينات ولكن تجاربه السابقة تمكنه من وضع اسمه مع الكبار ويكفي انه صاحب افلام مثل بابل، وأموروس بيروس، و21 جرام! وأعتقد أن السعفة الذهبية لن تخطيء طريقها لواحد من هؤلاء السبعة، إلا في حالة حدوث مفاجآت غير متوقعة!

أما القسم الثالث فهو قسم المفاجآت غير المتوقعة أو الافلام التي يمكن أن تحدث إنقلابات في كل الحسبة المنطقية التي اعتمدنا فيها علي تاريخ المخرجين وقيمتهم الأدبية، والفنية وقيمة الافلام التي شاركوا بها في المسابقة، ولكن في المهرجانات الكبري، كما في الحياة يمكن أن يظهر عنصر مش علي البال، ويقلب كل الموازين ونكتشف أنه يستحق أن يقلبها، كما حدث مثلا مع جوائز الاوسكار التي ابتلع معظمها فيلم "خزانة الآلام" ووضع مخرجته كاترين بيجلو في دائرة الضوء وهي تقترب من الستين من عمرها، لتحقق إنجازا فنيا وتحصل علي لقب أول امراة تحصل علي جائزة أفضل مخرج في تاريخ الأوسكار!

ومن أهم مخرجي قسم المفاجآت المجري "كورنيل موندروكزو" صاحب فيلم "ابن رقيق -مشروع فرانكشتين"! والامريكي دووج ليمان مخرج"اللعبة العادلة"، والفرنسي "إكسافييه بوفوا " مخرج رجال وآلهه، والمخرج الأوكراني "سيرجي لوزنيتسا" صاحب فيلم "فرحة حياتي"أو "MY JOY"!  ورشيد بوشارب مخرج "الخارجون عن القانون" وهو فيلم فرنسي ، جزائري !

وأعتقد بعد تلك التقسيمة ، أن فيلم فرحة حياتي أو بهجتي يمكن أن يحصل علي جائزة الكاميرا الذهبية التي تمنح للمخرج الذي يقدم أول أو ثاني أفلامه، وسيرجي لوزننيتسا ، ينطبق عليه هذا الشرط، بالإضافة لكون فيلمه يتمتع بمستوي فني راق، وموضوع فيلمه يطرح حالة إنسانية شديده التعقيد، ويميل للكوميديا السوداء، وهو أسلوب قد يروق لتيم بيرتون وأعضاء لجنته، أما موضوع الفيلم فيدور حول سائق شاحنة يحمل بعض البضائع لتوصيلها إلي مكان ما، وإذا بمجموعة من الاشخاص يجبرونه علي تغيير وجهته، فيجد نفسه وقد ضل طريقه، ليصل الي مكان غريب علي الحدود الروسية حيث يواجه أشخاص وأحداث مريرة، تؤدي به الي الهلاك، وخلال الفيلم يستعرض المخرج مأساة بلاده التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي ودخلت الي متاهات لاحصر لها!

وفي رأيي أيضا أن الفيلم المجري مشروع فرانكشتين يمكن أن يكون له حظ كبير في الحصول علي إحدي الجائزتين السعفة الذهبية، او الجائزة الكبري للجنة التحكيم!

أما جائزة التمثيل فإن أبرز المرشحين لجائزة أفضل ممثل تنحصر بين ثلاثة أولهم الأسباني "خافييه بارديم" بطل فيلم "الجميل" للمخرج المكسيكي "أليخاندرو كونزاليس"، وخافييه من أروع ممثلي السينما العالمية وهو حاصل علي اوسكار افضل ممثل مساعد عن فيلم "لاوطن لكبار السن" للأخوة كوين ، كما سبق له تقديم أداء رائعا مبهر في افلام "عاشق البحر"، الحب في زمن الكوليرا، وجويا، دوره في فيلم " الجميل "مفعم بالانسانية، فهو رجل عصابات، يكسب قوته بالعمل في تجارة غير مشروعة، وربما يتورط في جرائم قتل، ولكنه في نفس الوقت أب لطفلين صغيرين يعتبرهما مشروع عمره، وسبب وجوده في الدنيا، بالاضافه لأن حياته تنقلب رأسا علي عقب عندما يكتشف إصابته بسرطان البروستاتا، الذي لن يمهله أكثر من اشهر قليله قبل أن يقضي علي حياته، ولذلك فهو يسابق الزمن كي يحصل علي المال ليتركه لصغاره، قبل أن يموت! علق بعض النقاد علي أداء خافييه بارديم بأنه حمل الفيلم علي كتفيه، وكان يمكنه أن يحمل أفلام المهرجان كلها علي نفس الكتفين لو أراد! منتهي القدير من النقاد الذين تابعوا أفلام المهرجان، وأعتقد أن لجنة التحكيم من الصعب ان يكون لها رأي آخر، ويأتي بعد خافييه بارديم بدرجات الممثل الفرنسي "لامبرت ويلسون" في تحفة المخرج إكسافييه بوفوار "رجال وآلهه "، وهو الفيلم الذي تدور أحداثه حول واقعة حقيقية حدثت في منتصف التسعينات من القرن الفائت ، في إحدي المدن الجزائرية، حيث يواجه تسع من القساوسة الفرنسيين مخاطر هائلة نتيجه هجوم بعض اعضاء الجماعات المتطرفة المسلحةعلي المدينة، ويشعر القساوسة أن حياتهم في خطر داهم، يقترح بعضهم أن يعودوا الي فرنسا تجنبا لما يمكن أن يحدث، ولكن الاغلبية تقرر البقاء مع اهالي البلدة ، وتكون النتيجه تعرضهم للخطف من قبل الجماعه المتطرفه، ثم يتم العثور علي جثثهم، وقد انفصلت عنها رؤوسهم!ويقوم الممثل لامبرت ويلسون بأداء دور كيستين كببير القساوسة! وهو ممثل شهير شارك في بعض الافلام الامريكية مثل سلسلة "ماتريكس"، أما الممثل الثالث الذي يمكن أن ينضم لقائمة المرشحين لجائزة افضل ممثل فهو الروسي "أوليج مينشيكوف" بطل فيلم "حرقته الشمس2 "للمخرج نيكيتا ميكالكوف، وأخيرا شون بين بطل فيلم اللعبة العادلة ! وطبعا يمكن أن يظهر اسم خامس لم يكن في الحسبان، تجد لجنه التحكيم أنه يستحق الجائزة أكثر من كل هؤلاء!

أما جائزة افضل ممثلة، فتتسابق عليها جولييت بينوش في فيلم نسخة طبق الاصل للمخرج الايراني عباس كياروستامي ، والأمريكية نعومي واتس في فيلم "اللعبة العادلة"للمخرج دووج ليمان، والصينية "فان بينج بينج" عن دورها في فيلم شونجنج بلوز!

ومما سبق وبعد استعراض أهم الافلام المتسابقة، أعتقد وهذا رأي شخصي ، أن الجوائز "السعفة الذهبية والجائزة الكبري للجنة التحكيم" يمكن أن تذهب لواحد من خمسة أفلام ، المجري "مشروع فرانكشتين"، أو الفرنسي "رجال وآلهه"و البريطاني "عام آخر" للمخرج مايك لي ، و"جميل" للمخرج المكسيكي أليخاندرو كونداليز، الصيني شونجنج بلوز! أما جائزة افضل مخرج فيمكن أن تكون من حظ "إكسافييه بوفوا" مخرج «رجال وآلهه» أو المجري "كورنيل موندروكزو" مخرج فيلم مشروع فرانكشتين، وأمنيتي الشخصية أن ينال الاسباني خافييه بارديم جائزة أفضل ممثل لأنه يستحقها في كل الاحوال!

جريدة القاهرة في

25/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)