حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثالث والستون

«كان السينمائي» ..

جدل السياسة وأزمات الإنسان المعاصر

فرنسا - كان - ناجح حسن

منذ اللحظات الأولى لفعاليات الدورة الثالثة الستين لمهرجان (كان) السينمائي بدا وكأن المهرجان هذه السنة  يخوض في غمار أزمات الإنسان المعاصر مجتمعة.

يتنوع سيل الأفلام الهادر ببن تلك الموضوعات في التحامها المباشر مع القضايا السياسية أو في عناقها لمشكلات الإنسان وهمومه الذاتية وصولا إلى الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على كثير من الأفلام الآتية من أرجاء المعمورة .

بعيدا عن الأفلام وما طرحته من أسئلة جاء المهرجان ليكون منصة لإطلاق أراء وأفكار تضامنية مع عدد من السينمائيين العرب والأجانب فضلا عن منبر للتعبير عن رأي أكثر من جماعة وجدت في المهرجان ملاذا للإفصاح عن توجهاتها.

فقد أعلنت جماعات من عشاق السينما عن تضامنها مع أسماء لامعة في الفن السابع واجهت حالات من الظلم الاجتماعي والسياسي والثقافي كحال المخرج الإيراني جعفر بناهي الذي جرى اعتقاله جراء تصويره لفيلم حول التظاهرات المناوئة للحكومة الإيرانية عقب الانتخابات الأخيرة في إيران، وأيضا زميله المخرج البولندي الأصل المقيم بفرنسا رومان بولانسكي الذي يحاكم على قضية اعتداء على قاصر منذ ثلاثة عقود من الزمان والناقد والباحث السينمائي المغربي نور الدين الصايل الذي يترأس المركز السينمائي المغربي ويتعرض إلى مساءلة حول حجم الإنفاق المبالغ فيه(!) على السينما والثقافة السينمائية بالمغرب.

كما واصل تيار التعبير عن الرفض مساره ليشمل قطاعات من المهن التي تظاهرت أمام قصر المهرجان بالقرب من السجادة الحمراء التي يسير عليها أقطاب السينما العالمية ومئات كاميرات المصورين ترصد بدقة كل حراك في هذه المنطقة .

وكانت أكثر حركات الرفض والاحتجاج إثارة للجدل ما قام به المئات من أتباع حزب يميني متطرف بالتظاهر والتهديد بالعنف ضد عرض الفيلم الفرنسي الجزائري المشترك المعنون (الخارجون على القانون) للمخرج رشيد بوشارب الذي يتناول حقبة مهمة من إرهاصات حركة التحرير الجزائرية من خلال قصة ثلاثة أخوة قدمها بأسلوبية تقترب من أفلام العصابات التي برعت بها سينما فرانسيس فورد كوبولا خصوصا في رائعته (العرب) بيد إن الفيلم هنا يتخذ من الموضوع السياسي محورا طاغيا على مجمل أحداثه حيث يحاكي حالة النهوض الجزائري في الاستعداد لقطف ثمرة الاستقلال.

دلالات كثيرة لفتت إلى الصعوبة التي واجهت القائمين على المهرجان في سبيل إكمال لائحة أقسام وبرامج فعالياته باختيار هذه النوعية من الأفلام رغم ما يعيشه العالم من أزمة اقتصادية طاحنة عانت منها شركات الإنتاج السينمائي العالمي حيث خفت بريق الأفلام الهوليودية رغم الافتتاح المثير بالفيلم الملحمي (روبن هود) لرايدلي سكوت بالإضافة إلى الفيلمين: (لعبة عادلة) دوج ليمان عن حرب العراق , و(وول ستريت:المال لا ينام) لاوليفر ستون عن أزمة البورصة في شارع وول ستريت .

مضت الأيام الأولى من المهرجان برتابة نظرا لمحدودية القيم الجمالية والفكرية في كثير من الأفلام التي عجزت أغلبيتها من الوصول إلى ذائقة عشاق الفن السابع من النقاد والمهتمين في الوقت الذي يقترب فيه المهرجان من إسدال الستارة على دورته الثالثة والستين ( يوم غد الاثنين) زادت حيرة رواد المهرجان في وجهة رئيس لجنة التحكيم المخرج الاميركي تيم بيرتون في الإعلان اسم الفيلم ومخرجه بالفوز في سعفة المهرجان الذهبية ذلك لان هناك أزيد من خمسة أفلام تكاد تكون فرصها متقاربة بالظفر في السعفة حلم كل مخرج سينمائي على هذا الكوكب .

يبرز من بين تلك الأفلام صاحبة الحظ الأوفر بالفوز في جوائز المهرجان الفيلم الأسباني (جميل) لمخرجه المكسيكي اليخاندور غونزاليث ايناريتو الذي قدم فيه عصارة جهده وخبرته كمخرج متمرس بأسلوبيته السينمائية الفريدة التي تحاكي كثير من آفات العالم المعاصر مثل الهجرة والتهريب وتلاقح الثقافات والتي درج عليها بأفلامه الثلاثة السابقة: (تهريب)، (بابل)، و(21 غراما) لكنه لا يبتعد كثيرا عن أجوائه المعهودة فالهجرة من الجنوب إلى القارة الأوربية يصورها ايناريتو داخل أحداث تسري في بلدة أسبانية قريبة من الساحل الأسباني الجنوبي حيث يقطنها أفارقة في طريقهم إلى الشمال الأوربي يشتغلون بأعمال التهريب والأعمال البسيطة دون حصولهم على أوراق إقامة رسمية متعاونين مع رجل قريب من سلطات الشرطة التي ينخرها الفساد وتقوم بمطاردتهم بين حين وآخر.

لكن يحدث أن يتطور عمل الأفارقة إلى تهريب المخدرات عندها تقوم الشرطة بالرد عليهم بحملات مطاردة واسعة ويجد هذا الرجل الذي يساعدهم في التهريب - يؤدي الدور بإتقان لافت ومعبر الممثل الأسباني خافيه بارديم صاحب الحظ الأوفر بالظفر بجائزة التمثيل – انه يتحمل وزر ضحايا كثر جراء سلوكياته اللانسانية مع هؤلاء المهاجرين خصوصا عندما يغرق احد قوارب التهريب ويعثر على جثث العديد من الأفارقة على الساحل، ويكون هذا الرجل قد علم من طبيبه انه مصاب بالسرطان، عند ذلك يأخذ على عاتقه بضرورة القيام تغيير جذري في سلوكه داخل تفاصيل حياته وعلاقاته اليومية مع محيطه الاجتماعي وعائلته المكونة من ولدين وزوجة.

يندرج الفيلم الفرنسي (رجال وآلهة) للمخرج اكزافييه بوفوا ضمن الأفلام المرشحة بالفوز بالسعفة الذهبية خاصة وان الفيلم يتناول ببراعة سينمائية مدهشة حالة خمسة من الرهبان الذي يقطنون داخل دير في بلدة جزائرية إبان احتدام الصدام بين الأطراف الجزائرية المتصارعة في العقد الأخير ولا زالت هذه القضية من الإشكاليات العالقة بين الحكومتين الفرنسية والجزائرية عبر ساحة القضاء .

يستمد الفيلم أحداثه عن كثير من التحقيقات والأدبيات التي ناقشت هذه الحادثة التي أودت بحياة الرهبان في صورة مؤلمة دون أن يسدد سهام الإدانة لهذا الطرف أو ذاك بل يثري عمله بمناخ جمالي بصري مفعم بالحلول الإنسانية لمشكلات الاختلاف عبر تصويره الدقيق لحياة هؤلاء الرهبان المسالمين والمندمجين بالبيئة ومحيطهم الإنساني ويتمتعون برضا المجاورين ويرون في القيم الإسلامية والتعايش معها عوامل جذب وتماهي وتواصل لا نزاع أو تطرف أو عنف .

يتوج المخرج فيلمه بلقيات طافحة من أدوات بالتوظيف السينمائي المتقنة لشريط الصوت والموسيقى والألوان وأداء شخوصه والديكورات في معالجة درامية ذات حرفية سينمائية مبتكرة محملة بكثير من الرهافة والفطنة والاعتداد بالآخر وثقافته بعيدا عن مناظر العنف أو سفك الدماء ولكن بأجواء تعصف فيها حرارة الأسئلة. 

ما زالت جعبة المهرجان تشي بأفلام تليق بتاريخ هذا المهرجان العالمي السنوي خاصة وان النقاد الذين فوجئوا بالفيلم البريطاني (عام آخر) للمخرج مايك لي، باتوا اليوم يترقبون عرض الجزء الثاني من فيلم (الشمس المخادعة) من توقيع احد ابرز أقطاب السينما الروسية المعاصرة المخرج نيكيتا ميخالكوف كونشالوفسكي العائد إلى مكان وعينه على السعفة بعد غياب سنوات عن المهرجان وهو الذي سبق له أن أثرى السينما العالمية بأكثر من تحفة ظفرت أغلبيتها بجوائز من مهرجانات السينما العالمية الكبرى: (كان) و(برلين) و (البندقية) و (موسكو) ولاقت ثناء النقاد وعشاق الفن السابع.

الرأي الأردنية في

23/05/2010

 

نقاد اعتبروا مستوى الدورة الحالية ضعيفا

"كان" يكشف عن سعفته الذهبية بعد ساعات.. والجزائريون يترقبون

"خارجون عن القانون" ممثل العرب الوحيد في مهرجان كان

القاهرة – mbc.net 

تضجّ مدينة "كان" بالتكهنات حول الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجانها السينمائي الدولي الثالث والستين الذي سيعرف مساء الأحد 23 مايو/أيار، بينما يتحدث النقاد عن تراجع نوعية الأفلام عن تلك التي عرضت العام الماضي.

ويشارك 19 فيلما في المسابقة الرسمية للمهرجان، اختار نقاد دوليون منها "آنذر يير" يليه "دي زوم اي دي ديو"، فيما يترقب الجزائريون مصير فيلمهم "خارجون عن القانون" وإمكانية حصوله على إحدى جوائز المهرجان.

وقالت نشرة "هوليوود ريبوتر" إن المهرجان "افتقد للأفلام الكبرى والتي كانت منتظرة، لكنها لم تنجز في الوقت المناسب للمشاركة في مهرجان كان".

وأشارت إلى أن هوليوود كانت ممثلة بآخر أفلام أوليفر ستون وودي آلن ودوغ لايمن وريدلي سكوت، إلا أن الإنتاج الأمريكي المستقل غاب عن الدورة الحالية.

وكان تياري فريمو مدير المهرجان قال منتصف إبريل/نيسان إن فيلم "ذي تري أوف لايف" (شجرة الحياة) لتيرنس ماليك لن يتمكن من المشاركة لأنه لم ينجز بعد.

وأشارت المجلة الأمريكية المتخصصة إلى "تراجع النوعية" في الدورة الحالية عما كانت عليه في الدورة السابقة.

من جهتها قالت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية إن "نوعية الأفلام هذه السنة أقل" مقارنة بالعام الماضي؛ حيث كانت المنافسة "رائعة"، لكنها أشارت إلى "أن كل شيء نسبي".

وقال ناقدها السينمائي شان بورك لوكالة فرانس برس "هذه ليست أفضل سنة يشهدها المهرجان الذي يبقى رغم ذلك الأهم في العالم".

وكانت الأفلام المشاركة في دورة العام 2010 قاتمة في أغلب الأحيان، وتعكس عالما قلقا من مسائل رئيسية مثل الأزمة الاقتصادية والفقر، والحرب، والمهاجرين غير الشرعيين، والصعوبات التي يواجهها الأزواج.

ومن بين الأفلام التسعة عشر المشاركة في المسابقة الرسمية اختار نقاد دوليون استطلعت رأيهم مجلة "سكرين" فيلم "آنذر يير" (عام آخر) لمايك لي.

وفي هذا الفيلم يتناول لي الحائز السعفة الذهبية العام 1996 عن "سيكريتس أند لايز" صورة بريطانيين في خريف العمر.

ويلي هذا الفيلم في رأي النقاد "دي زوم إيه دي ديو" (رجال وآلهة) للفرنسي كزافييه بوفوا المستوحى من اغتيال الرهبان الفرنسيين في الجزائر العام 1996.

ومن بين الأوفر حظا أيضا "روت إيريش" للبريطاني كين لوتش و"لا برنسيس دي مونبانسييه" (أميرة مونبانسييه) للفرنسي برتران تافرنييه.

لكن "ذي جارديان" اعتبرت أن لجنة التحكيم ستكون أكثر جرأة لو اختارت فيلم "سعادتي" وهو أول فيلم قاتم وقاسٍ للأوكراني سيرجي لوزنيتسا.

أما النقاد الفرنسيون فقد شددوا على إعجابهم بفيلم مايك لي، فضلا عن فيلم الكوري الجنوبي لي شانج دونج بعنوان "بويتري" (أشعار) الذي يصور جدة تهرب من عنف العالم من خلال الشعر.

وفي فئة أفضل ممثلة تبدو الكورية الجنوبية يون جونج-هي (بويتري) ومواطنتها جيون دو-يون (ذي هاوس مايد) والبريطانية ليسلي مانفيل (انذير يير) الأوفر حظا.

ويبقى الممثل الإسباني خافيير بارديم في فيلم "بيوتيفول" للمخرج المكسيكي اليخاندرو جونزاليس انياريتو الأوفر حظا.

لكن من الصعب التكهن بخيارات لجنة تحكيم تضم شخصيات متنوعة مثل المخرج تيم برتون رئيسها، والمخرج الاسباني فيكتور اريسي، أو الكاتب الفرنسي إيمانويل كارير.

الـ mbc.net في

23/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)